الحاكم بأمر الله

الدولة الفاطمية
Fatimids Empire 909 - 1171 (AD).PNG
الخلفاء الفاطميون
عبيد الله المهدي - محمد القائم بأمر الله
- إسماعيل المنصور بالله - معد المعز لدين الله
- نزار العزيز بالله - المنصور الحاكم بأمر الله
- علي الظاهر لإعزاز دين الله - معد المستنصر بالله
- المستعلي بالله - الآمر بأحكام الله
- الحافظ لدين الله - الظافر بدين الله
- الفائز بدين الله - العاضد لدين الله
معارك
معركة البابين - معركة عسقلان
- حصار عسقلان - الحملات الصليبية على مصر
- حصار القدس - Battle of the Orontes
- معركة الرملة (1102-1105

- Battle of Yibneh


عمارة فاطمية
القاهرة الفاطمية

الحاكم بأمر الله (985 - 1021) الخليفة الفاطمي السادس، حكم من 996 إلى 1021 . ولد في مصر وخلف والده في الحكم العزيز بالله نزار وعمره 11 سنة . اتسمت فترة حكمه بالتوتر، فقد كان على خلاف مع العباسيين الذين كانوا يحاولون الحد من نفوذ الإسماعيليين، وكان من نتائج هذا التوتر في العلاقات أن قامت الخلافة العباسية بإصدار مرسوم شهير في عام 1011 وفيه نص مفاده أن الحاكم بأمر الله ليس من سلالة علي بن أبي طالب. وبالإضافة إلى نزاعه مع العباسيين فقد انهمك أيضا الحاكم بأمر الله في صراع آخر مع القرامطة. تميز عهد الحاكم بإصدار العديد من القوانين الشاذة الغريبة، فقد حرم أكل الملوخية وأمر الناس بأن يعملوا ليلا و يستريحوا نهارا. اختفى الحاكم بأمر الله في عام 1021 ، وبالرغم من أرجحية وفاته، إلا ان عقيدة الدروز تؤمن بأنه دخل غيبة كبرى وأنه سيرجع بصفته المهدي المنتظر.

الحاكم بأمر الله
خليفة فاطمي
المنطقة14 أكتوبر 996 – 13 فبراير 1021
سبقهالعزيز بالله الفاطمي
تبعهعلي الظاهر لإعزاز دين الله
Offspringعلي الظاهر لإعزاز دين الله
الأبالعزيز بالله الفاطمي
Tree shia -islam .pdf

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

هو المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله معد الفاطمي . أبو علي .الحاكم بأمر الله . سادس ملوك الدولة الفاطمية الإسماعيلية . ولد بالقاهرة من أم رومية وبويع بالخلافة بعد موت أبيه سنة 386 هـ وعمره إحدى عشرة سنة ، وخطب له على منابر مصر والشام وإفريقية . نادى بألوهيته وفد من دعاة المذهب الإسماعيلي قدم إلى مصر وعلى رأسهم محمد بن إسماعيل الدرزي وحمزة بن علي الفارسي ، فراقت للحاكم فكرة التأليه واعتقد تجسد الإله في شخصه ، واُعلِنت الدعوة بتأليهه سنة 408 هـ واتخذ بيتاً في جبل المقطم ، وفتح سجلا تكتب فيه أسماء المؤمنين به ، فاكتتب فيه من أهل القاهرة سبعة عشر ألفا ، كلهم يخشون بطشه ، وتحول لقبه ، في هذه الفترة على الأرجح ، من الحاكم بأمر الله إلى الحاكم بأمره ، وصار قوم من الجهال إذا رأوه قالوا : يا واحدنا يا واحدنا ، يا محيي ويا مميت .

عارض المصريون - وهم من أهل السنة - فكرة حلول الله في الحاكم وتأليهه ونقموا على الدعاة الفرس الذين أخذوا يبشرون بدعوتهم الإلحادية الجريئة ، فقتلوا محمد بن إسماعيل الدرزي واختفى حمزة الفارسي ثم ظهر مع أتباعه في بلاد الشام ونقم الحاكم على المصريين لقتلهم داعيته فأحرق مدينة الفسطاط وظهرت من الحاكم تصرفات غريبة فيها تناقض عجيب ، فكان يأمر بالشيء ثم يعاقب عليه ، وكان يُعلي مرتبة وزير ثم يقتله ، من ذلك أنه أعلى مرتبة وزيره (برجوان) ثم قتله ، وقلَّما مات وزير أو كبير في عهده حتف أنفه ، فقد قتل مؤدبه أبا تميم سعيد الفارقي وهو يسامره في مجلسه ، وفعل مثل ذلك في كثير غيره. أمر أهل الذمة بالدخول في الإسلام أو الانتقال إلى بلاد الروم ، ومن أراد منهم البقاء في مصر فعليه أن يعلق صليباً من الذهب والفضة إن كان نصرانيا ويجب أن يعلق تمثال عجل على صدره إن كان يهودياً. ثم أمر أن تستبدل الصلبان من الفضة والذهب بصلبان من الخشب ، كما أمر أن تستبدل رءوس العجول بمثلها خشبا ، ومنع أهل الذمة من ركوب الخيل ، ومنعهم من دخول الحمامات إلا إذا وضعوا في أعناقهم جرساً ليتميزوا عن المسلمين ، وأمر بهدم الكنائس والبيع ، ومنها كنيسة القيامة في بيت المقدس ثم أذن في إعادة بنائها، وقتل من أسلم ثم ارتد إلى دينه ، ثم أذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه ، ومنع خروج النساء وأمر بالتزام بيوتهن ليلا ونهارا ، ومنع الرجال من ارتياد المقاهي وأمر بقتل الكلاب كما أمر بمنع بيع بعض الخضر والمأكولات كالملوخية والسمك الذي لا قشر له . وإلى جانب هذه التصرفات العجيبة ، كان يهتم بنشر العلم ، فأنشأ دار الحكمة في مصر ودعا إليها خيرة العلماء في مختلف العلوم والفنون وأجرى عليهم المرتبات الكبيرة ، وهيأ الوسائل لهم ليتفرغوا للبحث والدراسة والتأليف ، وأقام في دار الحكمة مكتبة عظيمة حوت ما لم يجتمع مثله في مكتبة من مكتبات ذلك العهد . كما بنى عدة مساجد . وجد في إحدى الليالي من سنة 411 هـ مقتولا في ناحية من جبل المقطم وقيل إنه لم يعثر على جثته وإنما وجدت ملابسه ملوثة بالدم ، ويقال إن أخته ست الملك كلفت القائد حسين بن دواس زعيم قبيلة كتامة بقتله فقتله ثم قتلت ابن دواس وقتلت معه من اطلع على سر القتل ، ثم أبدت الحزن على أخيها وجلست للعزاء. بتأليه الحاكم وقبوله فكرة حلول الإله في شخصه وهي الفكرة التي أوحاها إليه محمد بن إسماعيل الدرزي وحمزة بن علي الفارسي تألفت طائفة الدروز وانشقت عن الإسماعيلية وظهرت في بلاد الشام بعد انتقال حمزة إليها مع أشياعه. ولما بلغ حمزة موت الحاكم أعلن أنه لم يمت وإنما احتجب وأنه سيعود لنشر الإيمان بعد غيبته . كان عمر الحاكم لما قتل سبعا وثلاثين سنة وكانت مدة ولايته خمسا وعشرين سنة . خلفه ابنه الظاهر أبو الحسن علي فأزال المظاهر التي أحدثها أبوه وأعلن في السجل الذي أصدره براءته من المزاعم التي قيلت في أبيه وأسلافه .[1]


اليافع يصبح خليفة

كان الخليفه الفاطمى العزيز بالله يستعد لإستئناف القتال ضد البيزنطيين في مدينه بلبيس حتى توفى وهو في الحمام – فخلفه الولد الوحيد الذى انجبه من زوجته المسيحية اليونانية الأصل. تربى إبن الخليفة وكان إسمه المنصور تربية شيعية فاطمية. وأصبح خليفة وهو يبلغ من العمر 11 سنه , ولقب عند إعتلائه عرش الخلافه بإسم "الحاكم بأمر الله" وسمى أيضاً الإمام المنصور.

وقال المقريزي المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 70 من 167 ) : " وقام من بعده ابنه‏:‏ الحاكم بأمر الله أبو علي منصور وكانت مدة خلافته إلى أن فـُقِد خمساً وعشرين سنة وشهرًا وفـُقِد وعمره ست وثلاثون سنة وسبعة أشهر في ليلة السابع والعشرين من شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة وقد بسطت خبر العزيز والحاكم عند ذكر الجوامع من هذا الكتاب‏.

ولما كان إبن العزيز قاصرا قام بالوصايه عليه وزيره برجوان تنفيذا لوصيه أبيه وكان برجوان عبدا خصيا سلافونياً [2] تربى في قصر العزيز وكان ماهرا في القيام بالأعمال الموكلة إليه فإكتسب ثقه الخليفه وظل يترقى في المناصب حتى وصل إلى منصب الوزارة ثم أصبح وصيا على إبنه القاصر بناء على وصيه الخليفه قبل موته إلا أنه كان هناك صراع على السلطه بين الوصى برجوان وبين قائد جيش الخليفه إبن عمار فعمت الفوضى البلاد لشده هذه الخلافات .

وكان ( أبو محمد الحسن بن عمار ) قائد جيش الخليفه وزعيم الكتاميين الذين يعتبرون عصب الخلافة الفاطمية. وكان الكتاميين تظلموا وتقدموا بطلب بعزل عيسى بن نسطور من الوزاره وإنتهى الأمر بتولى ابن عمار شئون إدارة الدولة , ولكن لمكانه ابن نسطور لدى الخليفة أسند إليه رئاسة ديوانه الخاص , ولكنه لم يتمتع بهذا المنصب مدة طويلة , فقد كان هدفا لدسائس أبي عمار الذى اتهمه بالإختلاس فقبض عليه وقتله [3] ولم يلبث ابن عمار أن قـُتِل أيضا بعد أن هزمت القوات التركيه قواته المكونه من قبائل شمال أفرقيا المغاربة.

أما الحاكم بامر الله عندما وصل سنه 15 سنة وهو سن الخلافه في الشريعة الإسلامية ويقول ابن القلانسي [4]: " ولم يكن هناك ما ينذر بوقوع أحداث دموية مفجعة التى أخضبت عهده بالدماء , وأدخلت الذعر في نفوس النصارى والمسلمين على السواء , والواقع أنه حينما بلغ سن الرشد , سارع إلى اطمئنان كل الموظفين النصارى على مراكزهم واهتدى بنصائح أخته " ست الملك " التى كانت تعطف على النصارى عطفاً شديداً".

قال عنه ساويرس بن المقفع [5] أنه نمى وكبر وصار كالأسد يزأر ويطلب فريسة وأصبح محباً لسفك الدماء وفاق الأسد الضارى , وقد أحصى من قتل بأوامره فكانوا 18 ألف إنسان وإبتدأ من أكابر وأعيان الدوله وكتبته وقطع أيادى كثير من الناس وأول من قتل هو أستاذه برجوان الذى رباه وسبب غدره على معلمه أنه كان يسميه في صغره ( الوزغة ), أي السحلية وقال الأنبا يوساب أنه سماه الوزعة لأنه كان دميم الخلقة[6] فأرسل في طلب معلمه قائلا : " الوزغة الصغيرة قد صار تنينا عظيما وهو يدعوك " فقام برجوان وذهب إليه وهو يرتعد وعندما حضر إليه أمر بقطع رأسه , وكان ذلك في عام 390هـ 1000م ويقول جاك تاجر في تعليقه على هذه الوحشية : " ولما أمر الخليفة الشاب بقتل برجوان الوصي , أقلق الشعب وأضجره وحمله على التوجه إلى مقر الخلافة , " والقايد فضل كان هذا بمثابه استلامه الحكم الفعلى للبلاد بإزاحه كليهما عن طريقه لما كان لهما من نفوذ ولكن هذه الأحداث أقلقت الشعب لمدى القسوه التى إتبعها في تنفيذ مخططه فثاروا وتوجهوا الى مقر الخلافه , إلا أنه كان ذكيا فإحتوى غضبهم وقام بتهدئتهم وأقام الحجج والأسانيد الباطله قائلا : " أن برجوان كان يسعى للإستئثار بالسلطه ويمنعه من الإتصال برجال دولته فلم أستطع كخليفة أن أقوم بالحكم الفعلى وأننى أفتقر الى الحكمه بسبب شبابى وصغر سنى وعدم درايتى بإسلوب الحكم " وبكى وناح نادما على ما فعله فرأف الشعب لحاله وتمكن من الإفلات من ثورة الشعب وغضبه ولكنه أضمر الشر في قلبه صابرا للإنتقام من الشعب في وقت آخر.

وتذكر ساويرس بن المقفع بالتفصيل فظائع كثيرة عن الحاكم بأمر الله.[7]

الحاكم بأمر الله والوزير القبطي

وكان لبرجوان مساعدا كاتبا قبطيا إسمه فهد بن إبراهيم عرفه الحاكم من كثره تردده على القصر يحمل الرسائل إلى الخليفه والأوامر منه , ومن الظاهر انه كان ذو شأن كبير غنيا ومن أعيان القبط وكبرائهم إذ قال عنه المقريزي [8] " لأنه في غطاس سنه 288ه جريه ضربت المضارب والأسره في عده مواضع على شاطئ النيل , ونصبت أسره للرئيس فهد بن إبراهيم النصراني كاتب الأستاذ برجوان , وأوقدت له الشموع والمشاعل وحضر المغنون والملهون , وجلس مع أهله الى أن كان وقت الغطاس فغطس وإنصرف ".

وكان الحاكم محتاجا لرجل يحل محل برجوان الذى قتله ليدير الحكومه ففكر في فهد القبطى , الذى رأى رأس برجوان تدحرج على الأرض أمامه فإمتلأ فزعاً واصفر وجهه من هول المفاجأه , وبخبث ودهاء شديدين أنعم عليه العطايا والهبات وهدئ من روعه , وخلع عليه لقب " الرئيس أبى العلاء "

ولما كان فهد لايطمع في شيء من دنياه فعمل جاهدا ليرضى الله وأولياء الأمر في عمله فترقى في المناصب العليا حتى وصل إلى أن يكون كاتم سر الخليفه وفى ذات يوم دخل إلى الخليفه وكان الخليفه قد قرر إسناد منصب الوزاره إليه ويقص علينا ابن القلانسي [9] الحديث الذى دار في قصر الخليفه وإنتهى بإعتلاء القبطى فهد أعلى سلطة في مصر فقال : " جلس الحاكم وقت العشاء الأخير وإستدعى الحسين بن جوهر وأبي العلاء فهد بن إبراهيم الوزير , وتقدم إليه بإحضار سائر كتاب الدواوين والأعمال , ففعل , وحضروا وأوصلهم إليه. فقال لهم الحاكم: " إن هذا فهدا , كان بالأمس كاتب برجوان عبدى , وهو اليوم وزيرى فإسمعوا له وأطيعوا , ووفوه شروطه في التقدم عليكم , وتوفروا على مراعاه الأعمال وحراسه الأموال. " وقبل فهد الأرض وقبلوها , وقالوا : " السمع والطاعه لمولانا." ثم إلتفت إلى فهد وقال " أنا حامد لك وراض عنك وهؤلاء الكتاب خدمي , فإعرف حقوقهم وأجمل معاملتهم واحفظ حرمتهم وزد في واجب من يستحق الزيادة بكفايته وأمانته[10] ."

وبدأ الشر يحيك الدسائس والمؤامرات فأرسل جنوده الحاسدون عندما بدأت شهرته في فعل الخير للمسلمين والمسيحين على السواء, وخشى الحاسدون إزدياد نفوذ النصارى في البلاد , فلا ولايه لذمى على مسلم , فأوعزوا على الوشايه به عند مولاه ليضعفوا ثقته به , فكانت التهمه القديمه التى إستعملها ابو عمار هى خطتهم , فإتهمه إثنين من الحاقدين عليه هما أبو طاهر وإبن العداس بإختلاس الأموال , ولم يحسن الحاكم إستقبالهم كما انه لم يستمع إلى وشايتهما إلا أنهم إستمرا على خطتهما الدنيئه وحرضا آخرين على تقديم شكاوى مماثله وكان الحاكم يفهم مغزى هذه الشكاوى المقدمه إليه , فإستغلها للضغط على عامله الأمين القبطى فهد ومساومته بطريقه خبيثه فأرسل إليه فمثل بين يديه وقال له : " أنت تعلم أننى قد إصطفيتك وقدمتك على كل من في دولتى فإسمع منى وكن معى في دينى فأرفعك أكثر مما أنت فيه وتكون لى مثل أخ." فإذا كان فهد سارقا فلماذا إذا ساومه ؟ وأراد الحاكم أن يستغل الشكاوى ويحوله عن ديانته فرفض القبطى فهد الوزارة وفضل عار المسيح أعظم من كنوز مصر فكان كموسى النبى الذى ترك قصر فرعون , فأمر الخليفه بقطع رقبه فهد القبطى , وحرق جسده.

وأمر بإيقاد النار تحت جسده ثلاثه ايام بلياليها فإحترق جسده ما عدا يده اليمنى التى كان يمدها ممسكه بالنقود معطيه صدقه ومما يذكره الرواه أن فهد أراد مره أن يعطى صدقه لسائلا وكان يضع يده في كمه ليخرج النقود كعاده أهل ذلك الزمان وكان قد نسى في هذااليوم أن يضع النقود ولكنه وجد مالاً فأعطاه للفقير. فإعتبر أن السيد المسيح هو المعطى لكل البركات و لمعرفه اين دفن الرئيس أبو العلا فهد يقول أبو المكارم في مخطوطه [11] : " أنه كانت هناك حارة من حوارى القاهرة يطلق عليها إسم حارة برجوان الخادم الأسود [12] وكان برجوان هذا استاذاً للحاكم بأمر الله وكان ينظر في امور المملكة وكاتبه الرئيس أبو العلا فهد بن إبراهيم النصرانى في الخلافة الحاكمية أمر الحاكم بقتل برجوان والرئيس أبو العلا وأحرقه بالنار وقبره وذويه تحت كنيسة أبو مرقورة بدير الخندق في طوفس [13]" وقد أخذ الأروام هذه الكنيسة للصلاة فيها بعد أن أمر أمير الجيوش بدر الدين الجمالي الأقباط بإعطائها لهم وبها جسد هذا الشهيد .


شخصيه الحاكم بأمر الله الغريبة

 
"الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية" بقلم محمد عبد الله عنان. انقر الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.

قال كاتب عنه [14]: " لقد نشأ مطلق الأمر في آراءه وتصوراته وتعلم علوم الشيعة فغلا فيها , كما تعلم الفلسفة والنجوم فكان له بها ولع شديد, وكان على طرفى الغلو في كل أعماله – فإذا عاقب أفرط وسفك الدماء وقتل الأعوان والأقارب والعلماء, وإذا ثاب أو أحب بذل ما لم يبذله ملك , وكانت أعماله متناقضة , يفعل اليوم ما ينقضه غداً "

إن إصداره لتعليمات ومراسيم متضاربة أمرا يثير الدهشه والأسى والضحك في وقت واحد , كما أنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن يفعله أو يأمر به عند عرض عليه أى قضيه أو مشكله , فمثلا في حاله قتله لفهد أراد أن يغطى فشله في جذب فهد الى دينه أرسل الحاكم في طلب أولاد الشهيد فهد وخلع عليهم الخلع وأمر بألا يمسهم أحد بسؤ وألا ينهب منزلهم , أما جاك تاجر فله رأى آخر [15]: " قد أراد الحاكم بذلك أن يتحدى أبا طاهر وإبن العداس اللذين أوعزا بهذه الجريمه واللذين توصلا إلى أعلى المناصب لتنفيذ خطتهما." إلا أنه لا يمكن غسل يدى الحاكم من هذه الجرائم التي لا يستطيع أحدا أن يجد لها تفسيرا إلا أنها حاذت على هوى نفسه لهذا قدم على تنفيذها بدون أى شعور بالندم وكان من تقليد الفاطميين الإستعانه بالنصارى إلا أن الحاكم بأمر الله أبطل هذه العاده بعد أن إضطهد الذميين كما هو مكتوب في جميع كتب المؤرخين بلا إستثناء ولكنه لم يكن في إستطاعته أن يستغنى أبداً عن جميع الموظفين النصارى.

مقتل ابن عمار

ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 103 من 167 ):

" خط قصر ابن عمار هذا الخط من جملة حارة كتامة وهو اليوم درب يعرف بالقماحين وفيه حمام كرائي ودار خوند شقرا يُسلك إليه من خط مدرسة الوزير كريم الدين بن غنام ويُسلك منه إلى درب المنصوري وابن عمار هذا هو أبو محمد الحسن بن عمار بن عليّ بن أبي الحسن الكلبي من بني أبي الحسب أحد أمراء صقيلة وأحد شيوخ كتامة وصاه العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله لما احتضر هو والقاضي محمد بن النعمان على ولده أبي علي منصور فلما مات العزيز بالله واستخلف من بعده ابنه الحاكم بأمر الله اشترط الكتاميون وهم يومئذ أهل الدولة أن لا ينظر في أمورهم غير أبي محمد بن عمار بعدما تجمعوا وخرج منهم طائفة نحو المصلى وسألوا صرف عيسى بن مشطروس وأن تكون الوساطة لابن عمار فندب لذلك وخلع عليه في ثالث شوّال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة واصطنع أحداث المغاربة فكثر عتيهم وامتدّت أيديهم إلى الحرام في الطرقات وشلحوا الناس ثيابهم فضج الناس منهم واستغاثوا إليه بشكايتهم فلم يبد منه كبير نكير فأفرط الأمر حتى تعرّض جماعة منهم للغلمان الأتراك وأرادوا أخذ ثيابهم فثار بسبب ذلك شرٌّ قُتِلَ فيه غلام من الترك وحَدَثٌ من المغاربة فتجمع شيوخ الفريقين واقتتلوا يومين آخرهما يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فلما كان يوم الخميس ركب ابن عمار لابسًا آلة الحرب وحوله المغاربة فاجتمع الأتراك واشتدّت الحرب وقتل جماعة وجرح كثير فعاد إلى داره وقام برجوان بنصرة الأتراك فامتدّت الأيدي إلى دار ابن عمار واصطبلاته ودار رشا غلامه فنهبوا منها ما لا يحصى كثرة فصار إلى داره بمصر في ليلة الجمعة لثلاث بقين من شعبان واعتـُزل عن الأمر فكانت مدّة نظره أحد عشر شهراً إلاَّ خمسة أيام.

فأقام بداره في مصر سبة وعشرين يومًا ثم خرج إليه الأمر بعوده إلى القاهرة فعاد إلى قصره هذا ليلة الجمعة الخامس والعشرين من رمضان فأقام به لا يركب ولا يدخل إليه أحد إلاَّ أتباعه وخدمه وأطلقت له رسومه وجراياته التي كانت في أيام العزيز بالله ومبلغها عن اللحم والتوابل والفواكه خمسمائة دينار في كل شهر وفي اليوم سلة فاكهة بدينار وعشرة أرطال شمع ونصف حمل ثلج فلم يزل بداره إلى يوم السبت الخامس من شوّال سنة تسعين وثلثمائة فأذن له الحاكم في الركوب إلى القصر وأن ينزل موضع نزول الناس فواصل الركوب إلى يوم الاثنين رابع عشرة فحضر عشية إلى القصر وجلس مع من حضر فخرج إلى الأمر بالانصراف فلما انصرف ابتدره جماعة من الأتراك وقفوا له فقتلوه واحتزوا رأسه ودفنوه مكانه وحُمل الرأس إلى الحاكم ثم نقل إلى تربته بالقرافة فدفن فيها وكانت مدّة حياته بعد عزله إلى أن قُتل ثلاث سنين وشهرًا واحدًا وثمانية وعشرين يومًا وهو من جملة وزراء الدولة المصرية وولى بعده برجوان وقد مرّ ذكره‏.‏

محاولة جمع رفات آل البيت في مصر

محاولة الحاكم بأمر الله الأولى. أراد نقل أجسادهم إلى مصر، وكلف بذلك أبا الفتوح الحسن بن جعفر، فلم يـُوَفـَّق بعد أن جاءت ريح شديدة تدرحجت من قوتها الإبل والخيل، وهلك معها خلق من الناس، فكانت رادعاً لأبي الفتوح عن نبش القبور وانشرح صدره لذلك، واعتذر للحاكم بأمر الله بالريح. انظر تفصيلها في: وفاء الوفاء للسمهودي (2/653).

المحاولة الثانية للحاكم بأمر الله، فقد أرسل من ينبش قبر النبي فسكن داراً بجوار المسجد وحفر تحت الأرض فرأى الناس أنواراً وسُمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم يُنبش ففتش الناس فوجدوهم وقتلوهم. المصدر السابق.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دعوته كبار أراخنة الأقباط العشرة لدينه

ولما انتهي الحاكم بأمر الله من إفناء خواصه ومقدمي جيشه ، عاد إلى مقدمي الأراخنة ورؤساء الكتاب فأخذ منهم عشرة وعرض عليهم الإسلام وكان أولهم يوحنا أبو نجاح رئيس المقدمين ، ثم الرئيس فهد بن إبراهيم. فأحضرهم إليه الواحد تلو الآخر وقال له " أريد أن تترك دينك وتعود إلى ديني وأجعلك وزيري فتقوم بتدبير أمور مملكتي".

فرفض كل واحد منهم العرض على حدة. ويذكر كل من ساويرس بن المقفع (في تاريخ البطاركة) والمقريزي (في خططه) تفاصيل العرض ثم التعذيب الذي أفضى لقتل كل منهم.

قتل برجوان

قال المقريزي المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 97 من 167 )  : " فكان من خبر قتل برجوان أنّه لما دخل إلى القصر كان الحاكم في بستان يعرف بدّويرة التين والعنّاب ومعه زيدان فوافاه برجوان بها وهو قائم فسلّم ووقف فسار الحاكم إلى أن خرج من باب الدويرة فوثب زيدان على برجوان وضربه بسكّين كانت معه في عنقه وابتدره قوم كانوا قد أعدّوا للفتك به فأثخنوه جراحة بالخناجر واحتزّوا رأسه ودفنوه هناك‏.‏

ثمّ إنَّ الحاكم أحضر إليه الرئيس فهدأ بعد العشاء الأخيرة وقال له‏:‏ أنت كابني وأمّنه وطمّنه فكانت مدّة نظر برجوان في الوساطة سنتين وثمانية أشهر تنقص يومًا واحدًا ووجد الحاكم في تركته مائة منديل يعني عمامة كلّها شروب ملوّنة معمّمة على مائة شاشية وألف سراويل دبيقية بألف تكّة حرير أرمنيّ ومن الثياب المخيطة والصحاح والحليّ والمصاغ والطيب والفرش والصياغات الذهب والفضّة ما لا يحصى كثرة ومن العين ثلاثة وثلاثين ألف دينار ومن الخيل الركابيّة مائة وخمسين فرسًا وخمسين بغلة ومن بغال النقل ودواب الغلمان نحو ثلثمائة راس ومائة وخمسين سرجًا منها عشرون ذهبًا ومن الكتب شيء كثير‏.‏ وحمل لجاريته من مصر إلى القاهرة رحل على ثمانين حمارًا‏.‏

قتله حارس ست الملك

عطوف كان خادمًا أسود, غلام الطويلة وكان قد خدم ست الملك أخت الحاكم, قتله الحاكم بجماعة من الأتراك وقفوا له في دهليز القصر واحتزّوا رأسه في يوم الأحد لإحدى عشرة خلت من صفر سنة إحدى وأربعمائة قاله المسبِّحي‏.‏

قتل القائد حسين بن جوهر الصقلي

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 99 من 167 ) :

"فلما قتلَ الحاكمُ الأستاذَ برجوان كما تقدم خلع على القائد حسين لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسعين وثلثمائة ثوبًا أحمر وعمامة زرقاء مذهّبة وقلّده سيفًا محلّى بذهب وحمله على فرس بسرج ولجام من ذهب وقاد بين يديه ثلاثة أفراس بمراكبها وحمل معه خمسين ثوبًا صحاحًا من كلّ نوع وردّ إليه التوقيعات والنظر في أمرو النار وتدبير المملكة كما كان برجوان ولم يطلق عليه اسم وزير فكان يبكّر إلى القصر ومعه خليفته الرئيس أبو العلاء فهد بن إبراهيم النصراني - كاتب برجوان - فينظران في الأمور ثمّ يدخلان وينهيان الحال إلى الخليفة فيكون القائد جالسًا وفهد في خلفه قائمًا‏.‏

فلما كان في سابع عشر جمادى الآخرة قرىء سجل على سائر المنابر بتلقيب القائد حسين بقائد القوّاد وخلع عليه ومازال إلى يوم الجمعة سابع شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة فاجتمع سائر أهل الدولة في القصر بعدما طلبوا وخرج الأمر إليه أن لا يقام لأحد وخرج خادم من عند الخليفة فأسرّ إلى صاحب الستر كلامًا فصاح‏:‏ صالح بن عليّ فقام صالح بن عليّ الرودباذي متقلّد ديوان الشام فأخذ صاحب الستر بيده وهو لا يعلم هو ولا أحد ما يراد به فأدخل إلى بيت المال وأخرج وعليه درّعة مصمتة وعمامة مذهّبةً ومعه مسعود فأجلسه بحضرة قائد القوّاد وأخرج سجلًا قرأه ابن عبد السميع الخطيب فإذا فيه ردّ سائر الأمور التي نظر فيها قائد القواد حسين بن جوهر إلي‏.‏ فعندما سمع من السجل ذكره قام وقبّل الأرض‏.‏

فلما انتهت قراءة السجلّ قام قائد القوّاد وقبّل خدّ صالح وهنأه‏.‏ وانصرف فكان يركب إلى القصر ويحضر الأسمِطة إلى اليوم الثالث من شوّال أمره الحاكم أن يلزم داره هو وصهره قاضي القضاة عبد العزيز بن النعمان وأن لا يركباهما وسائر أولادهما فلبسا الصوف ومُنع الناس من الاجتماع بهما وصاروا يجلسون على حُصْر‏.‏

فلمّا كان في تاسع عشر ذي القعدة عفا عنهما الحاكم وأذن لهما في الركوب فركبا إلى القصر بزيّهما من غير حلق شعر ولا تغيير حال الحزن فلمّا كان في حادي عشر جمادة الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قبض على عبد العزيز بن النعمان وطلب القاهرة وأسواقها فأفرج عنه ونودي أن لا يغلق أحد فرّدَّ حسين بعد ثلاثة أيام بابنيه وتمثلوا بحضرة الحاكم فعفا عنهم وأمرهم بالمسير إلى دورهم بعد أن خلع على حسين وعلى صهره عبد العزيز وعلى أولادهما وكُتب لهما أمانان ثمّ أعيد عبد العزيز في شهر رمضان إلى ما كان يتقلّده من النظر في المظالم ثم رَدّ الحاكم في شهر ربيع الأوّل سنة أربعمائة على حسين بن جوهر وأولاده وصهره عبد العديز ما كان لهم من الإقطاعات وقرىء لهم سجل بذلك‏.‏

فلما كان ليلة التاسع من ذي القعدة فرّ حسين بأولاده وصهره وجميع أموالهم وسلاحهم فسير الحاكم الخيل في طلبهم نحو دجوة فلم يدركهم وأوقع الحوطة على سائر دورهم وجعلت للديوان المفرد وهو ديوان أحدثه الحاكم يتعلّق بما يقبض من أموال من يسخط عليه وحمل سائر ما وجد لهم بعدما ضبط وخرجت العساكر في طلب حسين ومن معه وأشيع أنّه قد صار إلى بني قرّة بالبحيرة فأنفدت إليه الكتب بتأمينه واستدعائه إلى الحضور فأعاد الجواب بأنه لا يخل ما دام أبو نصر بن عبدون النصرانيّ الملقّب بالكافي ينظر في الوساطة ويوقّع عن الخليفة فإنّي أحسنت إليه أيام نظري فسعى بين إلى المحرّم سنة إحدى وأربعمائة وقدم حسين بن جوهر ومعه عبد العزيز بن النعمان وسائر من خرج معهما فخرج جميع أهل الدولة إلى لقائ وتلقّته الخلع فأُفيضت عليه وعلى أولاده وصهره وقيّد بين أيديهم الدواب فلمّا وصلوا إلى باب القاهرة ترجّلوا ومشرواومشى الناس بأسرهم إلى القصر فصاروا بحضرة الحاكم ثمّ خرجوا وقد عفا عنهم وأذن لحسين أن يكاتّب بقائد القوّاد ويكون اسمه تاليًا للقبه وأني خاطب بذلك‏.‏

وانصرف إلى داره فكان يوما عظيمًا وحمل إليه جميع ما قبض له من مال وعقار وغيره وأنعم عليه وواصل الركوب هو وعبد العزيز بن النعمان إلى القصر ثم قبض عليه وعلى عبد العزيز واعتقلا ثلاثة أيام ثمّ حلفا أنّهما لا يغيبان عن الحضرة وأشهدا على أنفسهما بذلك وأفرج عنهما وحلف لهما الحاكم في أمان كتبه لهما‏.‏

فلما كان في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة ركب حسين وعبد العزيز على رسمهما إلى القصر فلمّا خر للسلام على الناس قيل للحسين وعبد العزيز وأبي علي أخي الفضل‏:‏ أجلسوا لأمر تريده الحضرة منكم فجلس الثلاثة وأنصرف الناس فقبض عليهم وقتلوا في وقت واحد وأحيد بأموالهم وضياعهم ودورهم وأخذت الأمانات والسجلات التي كتبت لهم‏.‏

واستدعي أولاد عبد العزيز بن النعمان وأولاد حسين بن جوهر ووُعدوا بالجميل وخلع عليهم وجملوا والله يفعل ما يشاء‏.‏

ماقالة جلال الدين السيوطي عنة

قال في كتاب حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (لم يأتي مصر بعد فرعون أشر من الخليفة .الحاكم بأمر الله)

اشتداد خوف المصريين

قال المقريزي المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 100 من 167 )  :

«حارة الحسينية عرفت بطائفة من عبيد الشراء يقال لهم الحسينية‏:‏ قال المسبِّحي في حوادث سنة خمس وتسعين وثلثمائة‏:‏ وأمر بعمل شُونة ممّا يلي الجبال ملئت بالسنط والبوص والحلفاء فابتدىء بعملها في ذي الحجة سنة اربع وتسعين وثلثمائة إلى شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين فخامر قلوب الناس من ذلك جزع شديد وظن كلّ من يتعلق بخدمة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أنّ هذه الشونة عُملت لهم‏.‏

ثمّ قويت الإشاعات وتحدّث العوام في الطرقات أنها للكتّاب وأصحاب الدواوين وأسبابهم فاجتمع سائر الكتّاب وخرجوا بأجمعهم في خامس ربيع الول ومعهم سائر المتصرفين في الدواوين من المسلمين والنصارى إلى الرماحين بالقاهرة ولميزالوا يقبّلون الأرض حتّى وصلوا إلى القصر فوقفوا على بابه يدعون ويتضرّعون ويضجّون ويسألون العفو عنهم ومعهم رقعة قد كتبت عن جميعهم إلى أن دخلوا باب القصر الكبير وسألوا أن يُعفى عنهم ولا يُسمع فيهم قول ساعٍ يسعى بهم وسلّموا رقعتهم إلى قائد القوّاد الحسين بن جوهر فأوصلها إلى أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله فأجيبوا إلى ما سألوا وخرج إليهم قائد القوّاد فأمرهم بالانصراف والبكور لقراءة سجل بالعفو عنهم فانصرفوا بعد العصر وقرىء من الغد سجل كتب منه نسخة للمسلمين ونسخة للنصارى ونسخة لليهود بأمان لهم والعفو عنهم‏.»

وقال‏:‏

«في ربيع الآخر واشتدّ خوف الناس من أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله فكتب ما شاء الله من الأمانات للغلمان الأتراك الخاصة وزمامهم وأمرائهم من الحمدانية والكجورية والغلمان العرفان والمماليك وصبيان الدار وأصحاب الإقطاعات والمرتزقة والغلمان الحاكمية القدم على اختلاف أصنافهم وكُتب أمان الجماعة من خدم القصر الموسومين بخدمة الحضرة بعدما تجمّعوا وصاروا إلى تربة للعزيز بالله وضجوا بالبكاء وكشفوا رؤوسهم وكتبت سجلاّت عدّة بأمانات للديلم والجبل والغلمان الشرابية والغلمان الريحانية والغلمان البشارية والغلمان المفرّقة العجم وغيرهم والنقباء والروم المرتزقة وكتبت عدّة أمانات للزويليين والبنادين والطبّالين والبرقيين والعطوفيين وللعرافة الجوانية والجودرية وللمظفرّية وللصنهاجيين ولعبيد الشراء الحسينية وللميمونية وللفرحية وأمان لمؤذني أبواب القصر وأمانات لسائر البيارزة والفهّدين والحجّالين وأمانات أخر لعدّة أقوام كلّ ذلك بعد سؤالهم وتضرّعهم‏.‏»

وقال‏:‏

«في جمادى الآخرة وخرج أهل الأسواق على طبقاتهم كلّ يلتمس كتب أمان يكون لهم فكتب فوق المائة سجل بأمان لأهل الأسواق على طبقاتهم نسخة واحدة وكان يقرأ جميعها في القصر أبو عليّ أحمد بن عبد السميع العباسيّ وتسلم أهل كل سوق ما كتب لهم وهذه نسخة إحداها‏.‏»
«بعد البسملة‏:‏ هذا كتاب من عبد الله ووليه المنصور أبي عليّ الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين لأهل مسجد عبد الله أنكم من الآمنين بأمان الله الملك الحق المبين وأمان جدّنا محمد خاتم النبيين وأبينا علي خير الوصيين وآبائنا الذريّة النبويّة المهديين صلى الله على الرسول ووصيه وعليهم أجمعين وأمان أمير المؤمنين على النفس والحال والدم والمال لاخوف عليكم ولا تمتدّ يد بسوء إليكم إلاّ في حدّ يقام بواجبه وحق يُؤخذ بمستوجبه فليوثق بذلك وليعول عليه إن شاء الله تعالى‏.‏

وكتب في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.»

المقريزي المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الرابع ( 144 من 167 )  :

«جامع المقس هذا الجامع أنشأه الحاكم بأمر الله على شاطئ النيل بالمقس في لآن المقس كان خطة كبيرة وهي بلد قديم من قبل الفتح كما تقدم ذكر ذلك في هذا الكتاب‏.‏

وقال في الكتاب الذي تضمن وقف الحاكم بأمر الله الأماكن بمصر على الجوامع كما ذكر في خبر الجامع الأزهر ما نصه‏:‏ ويكون جميع ما بقي مما تصدق به على هذه المواضع يصرف في جميع ما يحتاج إليه في جامع المقس المذكور من عمارته ومن تمن الحصر العبدانية والمظفورة وثمن العود للبخور وغيره على ما شرح من الوظائف في الذي تقدم وكان لهذا الجامع نخل كثير في الدولة الفاطمية ويركب الخليفة إلى منظرة كانت بجانبه عند عرض الأسطول فيجلس بها لمشاهدة ذلك كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب عند ذكر المناظر وفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة انشقت زريبة من هذا الجامع السقوط فأمر بعمارتها‏.‏
ولما بنى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب هذا السور الذي على القاهرة وأراد أن يوصله بسور مصر من خارج باب البحر إلى الكوم الأحمر حيث منشأه المهراني اليوم وكان المتولي لعمارة ذلك الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي أنشأ بجوار جامع المقس برجًا كبيرًا عرف بقلعة المقس في مكان المنظرة التي كانت للخلفاء فلما كان في سنة سبعين وسبعمائة جدد بناء هذا الجامع الوزير الصاحب شمس الدين عبد الله المقسي وهدم القلعة وجعل مكانها جنينة واتهمه الناس بأنه وجد هنالك مالاً كثيرًا وأنه عمر منه الجامع المذكور فصار العامة اليوم يقولون جامع المقسي ويظن من لاعلم عنده أن هذا الجامع من إنشائه وليس كذلك بل إنما جدده وبيضه وقد انحسر ماء النيل عن تجاه هذا الجامع كما ذكر في خبر بولاق في غاية العمارة وقد تلاشت المساكن التي هناك وبها إلى اليوم بقية يسيرة ونظر هذا الجامع اليوم بيد أولاد الوزير المقسي فإنه جدده وجعل عليه أوقافًا لمدرس وخطيب وقومة ومؤذنين وغير ذلك‏.‏ »

الخصومات والحركات السياسية

 
Al-Ḥākim Mosque


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحركة الفاطمية الإسماعيلية

بيت المعرفة

فصول الحكمة

الشؤون الخارجية

العلاقات بين الأديان

الفترة الأولى

الأقليات الدينية وقانون التفاضل

الفترة الثانية

الفترة الثالثة

الاختفاء

جدول الأئمة جنبا إلى جنب مع الخلافة

عبد المطلب + فاطمة (زوجته) ABU QUHAFAH AFFAN BANU UMAYYAH [ABDUL MUTALLIB+ MUTAYATA(WIFE)]
ABU TALIB ABDULLAH
MOHAMMAD 632 ABU SUFYAN AL ABBAS
<SHIA I- -M- -A- -MA- -T-> <CHALI- -F- -A- -T>
Ali (Imamat 632-661, Caliphate-656-661) + wife Fatima ABU BAKAR 632–634
^ OMMAR
^ USMAN 644–656
HASAN(only IMAM , Caliphate taken away by Muawia with agreement) MUAWWIYAH (Damascus) UMAYYAD
HUSAYN 669–680 ^
ALI ZAYNUL ABIDIN MARWAN -I 684–685
MUHAMMAD AL-BAQIR Zayd ibn Ali (Zaidi/Fiver, separated from brother Baqir) ^
JA'FAR AL-SADIQ 731–765 ^
ISMAIL
[ Ismaili Imam ]
MUSA AL KAZIM , separated from brother Ismail ^ MARWAN-II 744–750 SAFFAH 750–754,ABBASID BAGHDAD
MOHAMMAD SEVENER(follow up to Ismail, then separated) TWELVER IMAM ^ Harun-al- Rashid(d.809)
ABDULLAH ^ ^ ^ MA'MUN (d.833)
AHMAD ^ ^ ^ MU'TASIM (d.842)
HUSAYN ^ ^ ^ MUTAWAKIL 847–861, Mutadid, Muktafi (Muqtadar d.908)
Imamat+FatimidChaliphat ^ ^ ^ ^
ABDULLAH 909– 934 (ifriqiya) ^ ^ ^ ^
AL QAIM (d.946) ^ ^ ^ ^
AL MANSUR ^ ^ ^ ^
AL-MU'IZ (EGYPT) (d.975) ^ ^ ^ ^
AL-AZIZ ^ ^ ^ ^
AL-HAAKIM ^ ^ ^ ^
AL-ZAHIR Druze ^ ^ ^ ^
AL-MUSTANSIR (d.1094) ^ ^ ^ ^ ^
[MUSTALI (d.1101) NIZAR, separated from brother Mustali ] ^ ^ ^ ^
AMIR- (d.1130) ^ ^ ^ ^ ^ ^
TAYYIB, Hurrat al-Malaika / Dai-al-Mutlaq ,Yemen ^ ^ ^ ^ ^ HAFIZ- 1130,Cairo separated from Tayyib, SALAHUDDIN AYYUBID- 1170 AL-ZAHIR ,Al Mutasim 1258,Abbasid Baghdad
Dai-al-Mutlaq ,Yemen ^ ^ ^ ^ Zaydi (Imam +Caliphate ), Yemen EGYPTIAN ABBASID (Mustansir 1261,...Mutawakil III 1517)
Dai-al-Mutlaq, Bohra ,India ^ ^ ^ ^ ^ ^
Bohras / Dawoodi Bohra AGHA KHANI Druze Sevener (almost extinct) Ithna ashari / Twelwer Zaydi/Fiver Hafizi (no trace,extincted)

في الأدب

The story of Hakim's life inspired (presumably through Silvestre de Sacy) the French author Gérard de Nerval who recounted his version of it (“Histoire du Calife Hakem”: History of the Caliph Hakem) as an appendix to his Voyage en Orient.

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ بن المقفع, ساويرس. {{cite book}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |Title= ignored (|title= suggested) (help)
  2. ^ السلافيون هم القبائل التى جاء منها الروس والبلغار وبولانده وإيلليريا وبوهيميا وبوميرانيا ورومانيا
  3. ^ ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي طبع ليدن عام 1908ص 60 اقباط ومسلمون ص 126
  4. ^ ابن القلانسي ص 60 وراجع أيضاً أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد جاك تاجر القاهره 1951ص 126-127
  5. ^ تاريخ البطاركهساويرس بن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس1904 ج2 ص 102
  6. ^ الصغيره تاريخ الآباء البطاركة – للأنبا يوساب أسقف فوةه وهو من آباء القرن الثالث عشر – أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القمص صمؤيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 95
  7. ^ ساويرس بن المقفع: تاريخ الأقباط
  8. ^ تاريخ البطاركه – ساويرس بن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس Evetts طبعه باريس 1904 ج2 ص 102
  9. ^ المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزي. طبعة بولاق 1272هجريه
  10. ^ أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد جاك تاجر القاهره 1951 ص 127,128 - عن ذيل تاريخ دمشق لأبن القلانسي طبع ليدن عام 1908 ص 56 تاريخ مصر في العصور الوسطى بالإنجليزية ) – ستانلى لين بول ص 128
  11. ^ تاريخ أبو المكارم تاريخ الكنائس والأديره في القرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 12
  12. ^ برجوان كان خصياً في دار الخليفة العزيز بالله
  13. ^ طوفس تعنى مقبرة
  14. ^ صفحات من تاريخ مصر 2- تاريخ مصر إلى الفتح العثمانى – تأليف عمر الإسكندرى و أ. ج. سَفِدْج – مكتبة مدبولى 1410هـ -1990م أنظر ص 215
  15. ^ أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م اعداد جاك تاجر, القاهره 1951 ص128

المصادر

  • الحاكم بأمر الله , الخليفة المفترى عليه - د. عبد المنعم ماجد - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة - 1982
  • خطط المقريزى - مكتبة مدبولى - القاهرة

وصلات خارجية

سبقه
العزيز بالله الفاطمي
الخلافة الفاطمية تبعه
الظاهر لإعزاز دين الله
سبقه
العزيز بالله الفاطمي
أئمة الشيعة الإسماعيلية تبعه
الظاهر لإعزاز دين الله