قالب:تعظيم


التقية من الفعل العربي يتقي أي يخشى كما يقول المثل العربي على سبيل المثال (اتق شر من أحسنت إليه) والتقية كمصطلح ديني هي اخفاء معتقد ما خشية الضرر المادي أو المعنوي. و أهل السنة والجماعة والإثنا عشرية متفقين على مسألة التقية ولكن الخلاف في معناها واسنخدامها.

التقية في الإسلام وأيضا في اليهودية بصفة عامة مجازة على العكس من المسيحية التي لا تبيح تصرفات مثل التقية مطلقا.

وارتبطت التقية في تاريخ الأديان بصفة عامة بمراحل الاضطهاد أو التمييز القائم على العقيدة بل إن المسيحيين الأوائل في عصر دقلديانوس اضطروا لاستخدامها في مصر وبلاد الشام. واستخدمها اليهود في أوروبا في العصور الوسطى.

وفي الإسلام أباحها الإسلام بصفة عامة لحماية المسلم من أي ضرر في عقيدته أو دنياه ولكن توسع الشيعة خصوصا بكل طوائفهم في استخدامها واعتبروها من أساسيات الدين ويعزو البعض هذا إلى اضطهاد الشيعة العام عبر التاريخ خصوصا في العصر الأموي والعباسي مما جعل التقية أمرا ضروريا لحياة الشيعي.


  • التقية هي الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير [1]، كما يمكن القول بأن التقية عند أهل السنة بأنها إظهار المسلم لبعض الأقوال والفعال الموافقة لأهل الكفر أو الجارية على سبلهم إذا اضطر المسلم إلى ذلك من أجل اجتناب شرهم مع ثبات القلب على إنكار موافقتهم وبغضها والسعي لدفع الحاجة إليها [2]، كما يمكن القول بأن التقية هي إظهار الكفر وإبطان الإيمان وذلك عند خوف المسلم على نفسه من الكفار والمشركين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخبار التقية

  • البخاري: اخرج البخاري من طريق قتيبة بن سعيد، عن عروة بن الزبير: أن عائشة أخبرته أنّه استأذن على النبي (صلى الله عليه وآله) رجل، قال (صلى الله عليه وآله): (ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة)، فلما دخل ألان له الكلام. فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألفنت له في القول؟ فقال: (أي عائشة، إنّ شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه).[3][4][5][6]
  • القرطبي: ذكر القرطبي المالكي: اجمع أهل العلم على ان من اكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل انه لا إثم عليه ان كفر وقلبه مطمئن بالايمان.[7]
  • مالك : يقول الامام مالك بعدم وقوع طلاق المكره على نحو التقية محتجاً بذلك بقول الصحابي ابن مسعود: ما من كلام يدرأ عني سوطين من سلطان إلا كنت متكلماً به.[8]
  • مستدرك الحاكم: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني حدثنى ابى ثنا همام ثنا محمد بن بشر العبدي قال سمعت سفيان ابن سعيد يذكر عن ابن جريج حدثنى عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما " الا ان تتقوا منهم تقاة " قال التقاة التكلم باللسان والقلب مطمئن بالايمان فلا يبسط يده فيقتل ولا إلى اثم فانه لا عذر له " [9]
  • البيهقي: أخبرنا أبو زكريا بن إبى اسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن على بن أبى طلحة عن ابن عباس في قوله " إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " قال اخبر الله سبحانه انه من كفر بعد ايمانه فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم فلما من اكره فتكلم بلسانه وخالفه قلبه بالايمان لينجو بذلك من عدوه فلا حرج عليه ان الله سبحانه انما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم ".[10]
  • السيوطي: أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال نهى الله الؤمنين أن يلاطفوا الكفار ويتخذواهم وليجة من دون المؤمنين " إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين " وذلك قوله " إلا أن تتقوا منهم تقاة ".[11]
  • ابن سعد : قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " قال ذلك عمار بن ياسر وفقوله ولكن من شرح بالكفر صدرا قال ذلك عبد الله بن أبي سرح.[12]


ضوابط التقية عند أهل السنة والجماعة

التقية رخصة لا يلجأ إليها إلا في حال الاضطرار، والأخذ بالعزيمة أفضل، «أجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظم أجرا عند الله ممن اختار الرخصة، وأما غير الكفر فان أكره على أكل الخنزير وشرب الخمر مثلا فالفعل أولى [13]».

نظرية المؤامرة لبعض علماء السنة

يرى بعض أهل السنة والجماعة أن الإثنا عشرية تغلو في استخدام مصطلح التقية وتتوسع فيه، ويرى بعض أهل السنة والجماعة أنه من صور الغلو عند الإثنا عشرية أنهم يروون عن الامام جعفر الصادق أنه قال:« لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً [14][15] » واعتبر بعض علماء الإثنا عشرية هذه الرواية من الروايات المتواترة [16]، وكذلك أن جعل التقية « تسعة أعشار الدين [17]» وكذلك القول بأنه « وأن من لا تقية له لا إيمان له [17]»، فهذا في نظر بعض أهل السنة من الغلو الشديد في مفهوم التقية، كما يرى بعض أهل السنة والجماعة أن الإثنا عشرية قد توسعت في استخدام التقية وخرجت بها من حال الضرورة إلى حال الاختيار فهي عندهم سلوك جماعي دائم وحالة مستمرة حتى يخرج القائم وهو محمد بن الحسن العسكري[18]، وكذلك القول الذي ينسبوه لأحد أئمتهم : « عليكم بالتّقية، فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه، لتكون سجية مع من يحذره[19]».

ويرى بعض أهل السنة والجماعة «أن سبب غلو الإثنا عشرية في أمر التقية يرجع للأسباب التالية [20]»:

  • بيعة سلمان الفارسي لأبي بكر وعمر وعثمان : لا تعد الشيعة بيعة أبي بكر وعمر وعثمان بيعة شرعية،وقد ورد أن سلمان الفارسي كان ممن بايعهم تقية بعد أن سمح له علي بذلك... وكانت بيعة بيده اليسار أي بمعنى أن هذه البيعة باطلة, فلما سألوه لماذا لا تبايع بيمينك: قال أما يميني فقد بايعت بها علياً [21][22].


  • عزل أتباع الإثنا عشرية عن أهل السنة والجماعة : حيث تنسب الإثنا عشرية القول لأحد أئمتهم: « ما سمعتَ مني يشبه قول الناس فيه التقية، وما سمعت مني لايشبه قول الناس فلا تقية فيه[23] »، وكذلك رواية أخرى : « عن علي بن أسباط قال : قلت للإمام الرضا عليه السلام : يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ قال: فقال : أحْضِرْ فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه [24]»

مصطلح التقية عند الإثنا عشرية

« كتمان الحق وستر الأعتقاد فيه ومكاتمه المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا [25] » أي ان التقية هي لاجتناب شر الكفار أو المشركين وذلك بموافقه بعض افعالهم مع عدم الايمان والتصديق بها قلبا، واضطرت الإثنا عشرية إلى ممارسة التقية ودعى الأئمة إلى ممارستها حتى أن الأئمة أنفسهم قاموا بممارسة التقية [26]، وذلك بسبب البطش والقتل والتنكيل الذي تعرض له الأئمة ومتبعيهم على مر العصور.

أخبار التقية

وتؤمن الإثنا عشرية أن الأئمة كانوا يستخدمون التقية، بسبب الإضهاد والقمع من قبل السلطات السياسية التي كانت في ذلك الوقت، ومن الأمثلة على عمل الأئمة بالتقية:

  • سلمان الفارسي ومبايعته تقية للخلفاء : حيث تذكر المصادر الشيعية أن سلمان الفارسي بايع أبو بكر على الخلافة تقية [27].
  • تقية جعفر الصادق في مسألة المسح على الرأس : «والخبر الذي رواه الحسين بن سعيد عن حماد عن شعيب عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مسح الرأس قلت أمسح بما في يدي من الندا رأسي؟ قال: لا بل تضع يدك في الماء ثم تمسح... فهذه الأخبار وردت للتقية وعلى ما يوافق مذهب المخالفين، والذي يدل على ذلك ما قدمنا ذكره من الأخبار وتضمنها نفي تناول الماء للمسح ولا يجوز التناقض في أقوالهم وأفعالهم[28]».
  • تقية الباقر في أن قتل البازي والصقر هو حلال : «عن أبان بن تغلب، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان أبي عليه السلام يفتي في زمن بني أمية أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال، وكان يتقيهم، وأنا لا أتقيهم، وهو حرام ما قتل[29]».

مكانة التقية عند الإثنا عشرية

كانت التقية طور إعدادي للإثنا عشرية :

  • قد تصل رتبتها أنه قد يكون تارك التقية كتارك الصلاة وذلك طبقا لرواية عن الامام جعفر الصادق أنه قال « لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً [14][15][30][31][32][33]» واعتبر بعض علماء الإثنا عشرية هذه الرواية من الروايات المتواترة [16].
  • « عن أبي عبد الله قال : يا أبا عمر، إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له [17]».
  • « وأن من لا تقية له لا إيمان له [17]»
  • «قال أبو جعفر عليه السلام : التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له [34]»
  • ويرى الشيعة إن اللازم على المؤمن أن يسعى في زمان الغيبة لرفع التقية، وذلك ما يتضح من قراءة الأدعية المأثورة عن المعصومين: "اللهم واجعل الصحة والنور في سمعي وبصري (...) واجعل الإرشاد في عملي، والتسليم لأمرك مهادي وسندي، والرضا بقضائك وقدرك أقصى عزمي ونهايتي، وأبعد همي وغايتي، حتى لا أتقي أحدا من خلقك بديني، ولا أطلب به غير آخرتي".[35]»

المصادر والمراجع

  1. ^ فتح الباري12/314
  2. ^ فقه الإيمان والعمل الصالح ص 520
  3. ^ صحيح البخاري ح 5780 وقريب منه 5685و5707
  4. ^ سنن أبي داود 4: 251،4791.
  5. ^ تفسير الحسن البصري 2: 76.
  6. ^ سنن ابن ماجة 2: 1338،4032
  7. ^ الجامع لاحكام القرآن 10: 180
  8. ^ الامام مالك, المدونة الكبرى 3: 29
  9. ^ مستدرك الحاكم - الجزء : (2) - رقم الصفحة : (291)
  10. ^ البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : 8 رقم الصفحة : 209
  11. ^ السيوطي - الدر المنثور - الجزء : 2 - رقم الصفحة :16
  12. ^ محمد ابن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : 3 - رقم الصفحة : 249
  13. ^ فتح الباري ج12/ص317.
  14. ^ أ ب بحار الأنوار72/421
  15. ^ أ ب مستدرك الوسائل12/254 181
  16. ^ أ ب كتاب الحج5/153 للخوئي
  17. ^ أ ب ت ث كتاب أصول الكافي للكليني 2/217، والوسائل للعاملي 11/460.
  18. ^ «والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة»
  19. ^ وسائل الشيعة للعاملي 11/460
  20. ^ أصول الشيعة الاثني عشرية ج2 من 978
  21. ^ وردت بيعة سلمان الفارسي لأبي بكر تقية في المصدر التالي (اختيار معرفة الرجال ج1) وهذا هو النص:«ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والاعتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الاعظم فليته يدعو الله عز وجل به عليهم، فاذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلى أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتى تركوا عنقه الموجوء... فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عز وجل على ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له : يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم على التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا على ما جف به القلم في القضاء الأول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع».
  22. ^ http://alqatrah.net/question/index.php?id=1119
  23. ^ بحار الأنوار (2/2:52)
  24. ^ عيون أخبار الرضا 1/275
  25. ^ المفيد : شرح عقائد الصدوق ص 66.
  26. ^ «عن أبان بن تغلب، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان أبي عليه السلام يفتي في زمن بني أمية أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال، وكان يتقيهم، وأنا لا أتقيهم، وهو حرام ما قتل» فروع الكافي 6 : 208 / 8 كتاب الصيد باب صيد البزاة والصقور. ومن لا يحضره الفقيه 3 : 204 / 932. وتهذيب الأحكام 9 : 32 / 129. والاستبصار 4 : 72 / 265.
  27. ^ وقد وردت بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر تقية في مصادر الشيعة :«ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والا عتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الاعظم فليته يدعو الله عزوجل به عليهم، فاذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلى أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتى تركوا عنقه الموجوء... فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عزوجل على ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له : يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم على التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا على ما جف به القلم في القضاء الأول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع».اختيار معرفة الرجال ج1
  28. ^ تهذيب الأحكام ج1 ص59
  29. ^ فروع الكافي 6 : 208 / 8 كتاب الصيد باب صيد البزاة والصقور. ومن لا يحضره الفقيه 3 : 204 / 932. وتهذيب الأحكام 9 : 32 / 129. والاستبصار 4 : 72 / 265.
  30. ^ فقيه من لا يحضره الفقيه2/80
  31. ^ السرائر للحلي3/582
  32. ^ وسائل الشيعة16/211
  33. ^ مجمع الفائدة5/127 للأردبيلي المكاسب المحرمة2/144 كتاب الطهارة4/255 للخوئي بحار الأنوار50
  34. ^ أصول الكافي 2 : 219 / 12، باب التقية.
  35. ^ (مزار الشيخ المشهدي ص301).

وصلات خارجية

واقع التقية عند المذاهب والفرق الاسلامية

ممارسة الرسول للتقية

تطرق الكاتب المصري عباس محمود العقاد لقضية السر بالدعوة في عهد الرسول الذي كان يأمر المؤمنين في بداية الدعوة بإخفاء إسلامهم والظهور بمظهر العوام وقال في إشارة إلى التدريج الذي استعمله الرسول في إظهار إيمانه: لم يهجم على هذا الإيمان هجوم ساعة ولا هجوم يوم [1]

مصطلح التقية عند أهل السنة والجماعة

  • التقية هي الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير [2]، كما يمكن القول بأن التقية عند أهل السنة بأنها إظهار المسلم لبعض الأقوال والفعال الموافقة لأهل الكفر أو الجارية على سبلهم إذا اضطر المسلم إلى ذلك من أجل اجتناب شرهم مع ثبات القلب على إنكار موافقتهم وبغضها والسعي لدفع الحاجة إليها [3]، كما يمكن القول بأن التقية هي إظهار الكفر وإبطان الإيمان وذلك عند خوف المسلم على نفسه من الكفار والمشركين.

أخبار التقية

  • البخاري: اخرج البخاري من طريق قتيبة بن سعيد، عن عروة بن الزبير: أن عائشة أخبرته أنّه استأذن على النبي (صلى الله عليه وآله) رجل، قال (صلى الله عليه وآله): (ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة)، فلما دخل ألان له الكلام. فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألفنت له في القول؟ فقال: (أي عائشة، إنّ شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه).[4][5][6][7]
  • القرطبي: ذكر القرطبي المالكي: اجمع أهل العلم على ان من اكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل انه لا إثم عليه ان كفر وقلبه مطمئن بالايمان.[8]
  • مالك : يقول الامام مالك بعدم وقوع طلاق المكره على نحو التقية محتجاً بذلك بقول الصحابي ابن مسعود: ما من كلام يدرأ عني سوطين من سلطان إلا كنت متكلماً به.[9]
  • مستدرك الحاكم: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني حدثنى ابى ثنا همام ثنا محمد بن بشر العبدي قال سمعت سفيان ابن سعيد يذكر عن ابن جريج حدثنى عطاء عن ابن عباس رضى الله عنهما " الا ان تتقوا منهم تقاة " قال التقاة التكلم باللسان والقلب مطمئن بالايمان فلا يبسط يده فيقتل ولا إلى اثم فانه لا عذر له " [10]
  • البيهقي: أخبرنا أبو زكريا بن إبى اسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن على بن أبى طلحة عن ابن عباس في قوله " إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " قال اخبر الله سبحانه انه من كفر بعد ايمانه فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم فلما من اكره فتكلم بلسانه وخالفه قلبه بالايمان لينجو بذلك من عدوه فلا حرج عليه ان الله سبحانه انما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم ".[11]
  • السيوطي: أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال نهى الله الؤمنين أن يلاطفوا الكفار ويتخذواهم وليجة من دون المؤمنين " إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين " وذلك قوله " إلا أن تتقوا منهم تقاة ".[12]
  • ابن سعد : قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " قال ذلك عمار بن ياسر وفقوله ولكن من شرح بالكفر صدرا قال ذلك عبد الله بن أبي سرح.[13]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ضوابط التقية عند أهل السنة والجماعة

التقية رخصة لا يلجأ إليها إلا في حال الاضطرار، والأخذ بالعزيمة أفضل، «أجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظم أجرا عند الله ممن اختار الرخصة، وأما غير الكفر فان أكره على أكل الخنزير وشرب الخمر مثلا فالفعل أولى [14]».

نظرية المؤامرة لبعض علماء السنة

يرى بعض أهل السنة والجماعة أن الإثنا عشرية تغلو في استخدام مصطلح التقية وتتوسع فيه، ويرى بعض أهل السنة والجماعة أنه من صور الغلو عند الإثنا عشرية أنهم يروون عن الامام جعفر الصادق أنه قال:« لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً [15][16] » واعتبر بعض علماء الإثنا عشرية هذه الرواية من الروايات المتواترة [17]، وكذلك أن جعل التقية « تسعة أعشار الدين [18]» وكذلك القول بأنه « وأن من لا تقية له لا إيمان له [18]»، فهذا في نظر بعض أهل السنة من الغلو الشديد في مفهوم التقية، كما يرى بعض أهل السنة والجماعة أن الإثنا عشرية قد توسعت في استخدام التقية وخرجت بها من حال الضرورة إلى حال الاختيار فهي عندهم سلوك جماعي دائم وحالة مستمرة حتى يخرج القائم وهو محمد بن الحسن العسكري[19]، وكذلك القول الذي ينسبوه لأحد أئمتهم : « عليكم بالتّقية، فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه، لتكون سجية مع من يحذره[20]».

ويرى بعض أهل السنة والجماعة «أن سبب غلو الإثنا عشرية في أمر التقية يرجع للأسباب التالية [21]»:

  • بيعة سلمان الفارسي لأبي بكر وعمر وعثمان : لا تعد الشيعة بيعة أبي بكر وعمر وعثمان بيعة شرعية،وقد ورد أن سلمان الفارسي كان ممن بايعهم تقية بعد أن سمح له علي بذلك... وكانت بيعة بيده اليسار أي بمعنى أن هذه البيعة باطلة, فلما سألوه لماذا لا تبايع بيمينك: قال أما يميني فقد بايعت بها علياً [22][23].


  • عزل أتباع الإثنا عشرية عن أهل السنة والجماعة : حيث تنسب الإثنا عشرية القول لأحد أئمتهم: « ما سمعتَ مني يشبه قول الناس فيه التقية، وما سمعت مني لايشبه قول الناس فلا تقية فيه[24] »، وكذلك رواية أخرى : « عن علي بن أسباط قال : قلت للإمام الرضا عليه السلام : يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك ؟ قال: فقال : أحْضِرْ فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه [25]»

مصطلح التقية عند الإثنا عشرية

« كتمان الحق وستر الأعتقاد فيه ومكاتمه المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا [26] » أي ان التقية هي لاجتناب شر الكفار أو المشركين وذلك بموافقه بعض افعالهم مع عدم الايمان والتصديق بها قلبا، واضطرت الإثنا عشرية إلى ممارسة التقية ودعى الأئمة إلى ممارستها حتى أن الأئمة أنفسهم قاموا بممارسة التقية [27]، وذلك بسبب البطش والقتل والتنكيل الذي تعرض له الأئمة ومتبعيهم على مر العصور.

أخبار التقية

وتؤمن الإثنا عشرية أن الأئمة كانوا يستخدمون التقية، بسبب الإضهاد والقمع من قبل السلطات السياسية التي كانت في ذلك الوقت، ومن الأمثلة على عمل الأئمة بالتقية:

  • سلمان الفارسي ومبايعته تقية للخلفاء : حيث تذكر المصادر الشيعية أن سلمان الفارسي بايع أبو بكر على الخلافة تقية [28].
  • تقية جعفر الصادق في مسألة المسح على الرأس : «والخبر الذي رواه الحسين بن سعيد عن حماد عن شعيب عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مسح الرأس قلت أمسح بما في يدي من الندا رأسي؟ قال: لا بل تضع يدك في الماء ثم تمسح... فهذه الأخبار وردت للتقية وعلى ما يوافق مذهب المخالفين، والذي يدل على ذلك ما قدمنا ذكره من الأخبار وتضمنها نفي تناول الماء للمسح ولا يجوز التناقض في أقوالهم وأفعالهم[29]».
  • تقية الباقر في أن قتل البازي والصقر هو حلال : «عن أبان بن تغلب، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان أبي عليه السلام يفتي في زمن بني أمية أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال، وكان يتقيهم، وأنا لا أتقيهم، وهو حرام ما قتل[30]».

مكانة التقية عند الإثنا عشرية

كانت التقية طور إعدادي للإثنا عشرية :

  • قد تصل رتبتها أنه قد يكون تارك التقية كتارك الصلاة وذلك طبقا لرواية عن الامام جعفر الصادق أنه قال « لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً [15][16][31][32][33][34]» واعتبر بعض علماء الإثنا عشرية هذه الرواية من الروايات المتواترة [17].
  • « عن أبي عبد الله قال : يا أبا عمر، إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له [18]».
  • « وأن من لا تقية له لا إيمان له [18]»
  • «قال أبو جعفر عليه السلام : التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له [35]»
  • ويرى الشيعة إن اللازم على المؤمن أن يسعى في زمان الغيبة لرفع التقية، وذلك ما يتضح من قراءة الأدعية المأثورة عن المعصومين: "اللهم واجعل الصحة والنور في سمعي وبصري (...) واجعل الإرشاد في عملي، والتسليم لأمرك مهادي وسندي، والرضا بقضائك وقدرك أقصى عزمي ونهايتي، وأبعد همي وغايتي، حتى لا أتقي أحدا من خلقك بديني، ولا أطلب به غير آخرتي".[36]»

المصادر والمراجع

  1. ^ عباس محمود العقاد "عبقرية محمد" المقدمة
  2. ^ فتح الباري12/314
  3. ^ فقه الإيمان والعمل الصالح ص 520
  4. ^ صحيح البخاري ح 5780 وقريب منه 5685و5707
  5. ^ سنن أبي داود 4: 251،4791.
  6. ^ تفسير الحسن البصري 2: 76.
  7. ^ سنن ابن ماجة 2: 1338،4032
  8. ^ الجامع لاحكام القرآن 10: 180
  9. ^ الامام مالك, المدونة الكبرى 3: 29
  10. ^ مستدرك الحاكم - الجزء : (2) - رقم الصفحة : (291)
  11. ^ البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : 8 رقم الصفحة : 209
  12. ^ السيوطي - الدر المنثور - الجزء : 2 - رقم الصفحة :16
  13. ^ محمد ابن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : 3 - رقم الصفحة : 249
  14. ^ فتح الباري ج12/ص317.
  15. ^ أ ب بحار الأنوار72/421
  16. ^ أ ب مستدرك الوسائل12/254 181
  17. ^ أ ب كتاب الحج5/153 للخوئي
  18. ^ أ ب ت ث كتاب أصول الكافي للكليني 2/217، والوسائل للعاملي 11/460.
  19. ^ «والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة»
  20. ^ وسائل الشيعة للعاملي 11/460
  21. ^ أصول الشيعة الاثني عشرية ج2 من 978
  22. ^ وردت بيعة سلمان الفارسي لأبي بكر تقية في المصدر التالي (اختيار معرفة الرجال ج1) وهذا هو النص:«ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والاعتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الاعظم فليته يدعو الله عز وجل به عليهم، فاذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلى أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتى تركوا عنقه الموجوء... فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عز وجل على ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له : يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم على التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا على ما جف به القلم في القضاء الأول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع».
  23. ^ http://alqatrah.net/question/index.php?id=1119
  24. ^ بحار الأنوار (2/2:52)
  25. ^ عيون أخبار الرضا 1/275
  26. ^ المفيد : شرح عقائد الصدوق ص 66.
  27. ^ «عن أبان بن تغلب، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان أبي عليه السلام يفتي في زمن بني أمية أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال، وكان يتقيهم، وأنا لا أتقيهم، وهو حرام ما قتل» فروع الكافي 6 : 208 / 8 كتاب الصيد باب صيد البزاة والصقور. ومن لا يحضره الفقيه 3 : 204 / 932. وتهذيب الأحكام 9 : 32 / 129. والاستبصار 4 : 72 / 265.
  28. ^ وقد وردت بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر تقية في مصادر الشيعة :«ان سلمان عرض في قلبه عارض الشك والا عتراض أن أمير المؤمنين عنده الاسم الاعظم فليته يدعو الله عزوجل به عليهم، فاذا القوم قد هجموا عليه فلببوه ووجاؤا عنقه يجرونه إلى أبي بكر للبيعة وهو ممتنع منها حتى تركوا عنقه الموجوء... فمر به أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلعه الله عزوجل على ما قد خالجه في سره وعرض له في قلبه، فقال له : يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايعهم على التقية، وكن بقضاء الله وقدره من الراضين، ولا تكونن عن سر القدر من الغافلين، ولا على ما جف به القلم في القضاء الأول من المعترضين، فرضي سلمان وسارع وسمع وأطاع وبايع».اختيار معرفة الرجال ج1
  29. ^ تهذيب الأحكام ج1 ص59
  30. ^ فروع الكافي 6 : 208 / 8 كتاب الصيد باب صيد البزاة والصقور. ومن لا يحضره الفقيه 3 : 204 / 932. وتهذيب الأحكام 9 : 32 / 129. والاستبصار 4 : 72 / 265.
  31. ^ فقيه من لا يحضره الفقيه2/80
  32. ^ السرائر للحلي3/582
  33. ^ وسائل الشيعة16/211
  34. ^ مجمع الفائدة5/127 للأردبيلي المكاسب المحرمة2/144 كتاب الطهارة4/255 للخوئي بحار الأنوار50
  35. ^ أصول الكافي 2 : 219 / 12، باب التقية.
  36. ^ (مزار الشيخ المشهدي ص301).

وصلات خارجية

واقع التقية عند المذاهب والفرق الاسلامية