الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية 2021

(تم التحويل من 2021 Israel–Palestine crisis)

في مايو 2021، وقعت اشتباكات بين المحتجين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية حول قرار المحكمة العليا الإسرائيلية المزمع الخاص بإخراج الفلسطينيين من الشيخ جراح في القدس الشرقية. وأسفرت الاشتباكات ، التي تزامنت مع احتفالات يوم القدس وليلة القدر، عن إصابة أكثر من 300 شخص، معظمهم من المدنيين الفلسطينيين.[27] في 9 مايو، اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، قبل مسيرة شرع بها اليهود المتطرفون حاملين أعلام إسرائيل داخل الحرم الإبراهيمي، والتي تم إلغاؤها لاحقًا.[28][29]

الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية 2021
جزء من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
Disorders in Lod, May 2021. VII.jpg
ضباط شرطة إسرائيليون في اللد، 11 مايو.
التاريخ6–21 May 2021
(2 أسبوع و 1 يوم)
المكان
السبب
الوضعالعودة إلى الوضع السابق للحرب؛ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
أطراف الصراع الأهلي
الشخصيات الرئيسية
الضحايا والخسائر
صراع إسرائيل-غزة:
12 قتيل من المدنيين[5] (1 هندي،[6] 2 تايلندي [5])، 114 مصاب [7]
1 جندي قتيل، 3 مصابون[8][9]
اللد:
1 يهودي-إسرائيلي قتيل [10]
الضفة الغربية:
2 جندي مصاب [11]

قطاع غزة:
248 مدني وعسكري قتيل، 1.900+ مصاب (حسب وزارة الصحة الفلسطينية/الأمم المتحدة)[12][13]
129 مدني قتيل (حسب الأمم المتحدة)[13]
20–225 عسكري قتيل، (التقديرات أقل حسب حماس والجهاد الإسلامي، وأكبر حسب إسرائيل)[14][15]
6 aerial drones[16] وتدمير "العديد من" الغواصات المسيرة (حسب إسرائيل)[17]
الضفة الغربية:
26 فلسطيني قتيل، [18][19]
500+ فلسطيني مصاب [20]
اللد:
1 قتيل محتج من عرب 48 [21]
القدس الشرقية:
1.000 محتج فلسطيني مصاب [22]
23 محتج معتقل [23]

الحدود الإسرائيلية اللبنانية:
1 من أعضاء حزب الله و1 محتج لبناني قتيل[24][25]
أكثر من 72.000 فلسطيني مشرد[26]

رداً على ذلك، في 10 و11 مايو، قامت حماس وحركة الجهاد الإسلامي بإطلاق أكثر من 400 صاروخاً على إسرائيل،[30] التي أسفرت عن مقتل مدنيين إسرائيليين وإصابة ما لا يقل عن 70 آخرين.[31][32] رد إسرائيل بغارات جوية على غزة، وحسب مسئولين بقطاع غزة،[33] لقى ما لا يقل عن 24 فلسطينياً، من بينهم تسعة أطفال، مصرعهم، وأصيب أكثر من 103 آخري.[34] وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن ما لا يقل عن خمسة عشر من القتلى كانوا أعضاء في حماس، وقُتل كثيرين آخرين بصواريخ فلسطينية.[35]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

سعت جماعات يهودية إلى الحصول على عقارات في الشيخ جراح قالوا إنها كانت مملوكة لليهود، بما في ذلك مجمع فندق شفرد، وكرمة المفتي، ومبنى مدرسة المأمونية، ومدرسة شمعون العادل/شمعون هتصادق، وحي نحلات شمعون.

في عام 2001، اقتحم مستوطنون إسرائيليون قسمًا مغلقًا من منزل عائلة الكرد ورفضوا المغادرة، بدعوى أن العقار مملوك لليهود.[36] في عام 2008، قضت المحكمة المركزية في القدس بأن ممتلكات شمعون هتصادق تنتمي إلى لجنة المجتمع السفاردي. كانت العائلات العربية تتمتع بوضع مستأجر محمي طالما أنها دفعت الإيجار، لكن عدة عائلات رفضت الدفع، وانتهى الأمر بالإخلاء. تم إخلاء عائلة الكرد في نوفمبر 2008. وتوفي محمد الكرد رب الأسرة بعد أحد عشر يوماً. استند حكم المحكمة إلى فاتورة بيع من العهد العثماني تم الطعن في أصالته عام 2009 على أساس أن المبنى قد تم تأجيره فقط لمجموعة السفارديم.[37] واصلت فوزية الكرد احتجاجها على الإخلاء، وانتقلت إلى أحد المخيمات في القدس الشرقية.[36][38]

 
مظاهرة في الشيخ جراح ضد إخراج العائلات الفلسطينية، أغسطس 2010.

جادل محامو العائلات اليهودية بأن وثائق من الدولة العثمانية استخدمت في الأصل لإثبات أن منظمة يهودية سفاردية قد اشترت الأرض المعنية في القرن التاسع عشر صالحة بالفعل، بينما جلب المحامون الفلسطينيون معهم وثائق من أرشيفات إسطنبول العثمانية تشير إلى أن المنظمة اليهودية التي تدعي ملكية الأرض قامت بتأجيرها فقط، وعلى هذا النحو لم تكن المالك الشرعي، تزعم الأسرة الكردية أنه عندما ضغطوا على المحكمة للنظر في الأدلة الجديدة، قيل لهم "لقد فات الأوان".[38] علاوة على ذلك، أكدت العائلات الفلسطينية وأنصارها أن الوثائق العثمانية التي صادقت عليها المحكمة العليا الإسرائيلية كانت في الواقع مزورة، وأن الحكم الأصلي وبالتالي عمليات الإخلاء المتعلقة بهذا الحكم يجب إلغاؤها.[39][40] وأكد محامي العائلات الإسرائيلية أن سندات ملكية الأرض أصلية، بحسب العديد من المحاكم الإسرائيلية.[38] نص قرار المحكمة الإسرائيلية (الذي أسفر عن عمليات الإخلاء المذكورة أعلاه) على أن الوثيقة التي قدمتها العائلات الفلسطينية مزورة، في حين أن وثيقة الملكية اليهودية كانت أصلية.[41] في أغسطس 2009، طردت المحكمة عائلتي الحنون والغاوي من منزلين في الشيخ جراح وانتقلت عائلات يهودية بناء على حكم المحكمة العليا بأن العقار مملوك لليهود. وأدان منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري القرار قائلاً: "هذه الإجراءات تزيد من التوترات وتقوض الجهود الدولية لتهيئة الظروف لمفاوضات مثمرة لتحقيق السلام".[42] ووصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها انتهاك لالتزامات إسرائيل بموجب خريطة الطريق للسلام.[43] وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات "الليلة، بينما هؤلاء المستوطنين الجدد من الخارج سوف يبيتون هم وممتلكاتهم في هذه المنازل الفلسطينية، لن يجد 19 طفلاً مشردًا مكانًا للنوم".[42] ورد ياكير سيگڤ من المجلس البلدي في القدس: "هذه مسألة محكمة. إنها نزاع مدني بين العائلات الفلسطينية وعائلات المستوطنين الإسرائيليين، حول من هو المالك الشرعي لهذه الممتلكات ... القانون الإسرائيلي هو القانون الوحيد. نحن ملزمون بالطاعة".[44]

في 30 أبريل 2021 أعلنت وزارة الخارجية الأردن، عن مصادقتها لـ 14 اتفاقية، وتسليمها إلى أهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، عبر وزارة الخارجية الفلسطينية، وهي وثائق جديدة تضاف إلى مجموعة من وثائق سابقة كانت قد سلمتها أيضا للجانب الفلسطيني، تدعم تثبيت حقوق أهالي الحي بأراضيهم وممتلكاتهم.

وجاء إعلان الوزارة في تصريح رسمي، قالت فيه إن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، صادقت اليوم على 14 اتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية "سابقا"، وأهالي حي الشيخ جراح (في العام 1956)، زوّدها بها الأهالي، وقامت بتسليمها إلى وزارة الخارجية الفلسطينية والأهالي ومحاميهم.

كما سلّمت خارجية الأردن، شهادة تبيّن أن وزارة الإنشاء والتعمير، كانت قد عقدت اتفاقية مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لإنشاء 28 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح، وكذلك اتفاقيات فردية مع الأهالي لإقامة مساكن لهم في الحي، تعهدت بموجبها بأن يتم تفويض وتسجيل ملكية الوحدات السكنية بأسمائهم، لكن نتيجة "حرب العام 1967، فإن عملية التفويض وتسجيل الملكية لم تتم"، وفقا للتصريح.

وصرّح الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز بالقول، إنه في "إطار حرص المملكة على تقديم كل إسناد ممكن، لأهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، بما يحفظ حقوقهم ويبقيهم في بيوتهم، فقد جرى تسليم هذه الوثائق اليوم، وذلك بعد أن زوّدت الوزارة سابقا الجانب الفلسطيني بكل الوثائق المتوفرة لديها التي يمكن أن تساعد المقدسيين على الحفاظ على حقوقهم كاملة، من عقود إيجار وكشوفات بأسماء المستفيدين ومراسلات، إضافة إلى نسخة من الاتفاقية التي عُقدت مع الأونروا عام 1954".

وأكّد الفايز مجدداً، أن تثبيت المقدسيين على أرضهم وفي بيوتهم ثوابت دائمة في جهود المملكة من أجل إسناد الأشقاء الفلسطينيين، وعلى إدانة المملكة ورفضها محاولات إسرائيل "اللاشرعية واللاإنسانية"، إخراج الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم والمساس بحقوقهم.

وفي توضيح لاحق حول القضية، قال الفايز إن "هذه الاتفاقيات الـ 14 كانت بحوزة أهالي حي الشيخ جراح، وأنها قدمتها لخارجية الأردن للتدقيق فيها والمصادقة عليها، حيث أعادت تسليمها لهم من خلال الخارجية الفلسطينية".

وأكد الفايز بالقول، إن الوزارة "مستمرة" في البحث عن أية وثائق من شأنها "دعم صمود المقدسيين" وأهالي الشيخ جراح لتثبيت حقوقهم.

وأعلنت الخارجية الأردنية، قد أعلنت في 20 إبريل من الشهر الجاري، تسليمها للجانب الفلسطيني هذا العام وفي العالم 2019، نسخا مصدقة من كل الوثاق التي تم العثور عليها في سجلات الدوائر الرسمية الأردنية، من عقود إيجار ومراسلات وكشوفات بأسماء مستأجرين تتعلق بتثبيت حقوق سكان حي الشيخ جراح، المهددين بالترحيل والطرد بقرار من السلطات الاسرائيلية.[45]

 
متظاهرون من رفح تضامناً مع سكان الشيخ جراح في القدس ، مايو 2021.

في 4 مايو 2021، توجه وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية، رياض المالكي، برسالة إلى المدعية العامة للجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، يستعرض فيها ما يتعرض له أهل حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، من جرائم الطرد والتهجير، ويطالب باتخاذ موقف علني وواضح تجاهها.[46]

في هذه الأثناء، تقدمت جمعية أهالي الشيخ جراح، بالشراكة مع جمعيتين إسرائيليتين يساريتين، بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، لتجميد تسجيل قسيمة أرض في الطرف الغربي من حي الشيخ جراح في القدس على اسم يهود يدعون ملكيتهم للقسيمة، وذلك لأن الإجراء تم من دون إعلام الساكنين الفلسطينيين القاطنين في المكان منذ عشرات السنوات، ومن دون منحهم إمكانية حماية حقوقهم في العقارات.

في شأن آخر، قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز درجة جهوزيته في الضفة الغربية، وأرسل المزيد من التعزيزات إلى شمال الضفة، بعد العملية التي نفذها فلسطينيون على حاجز زعترة العسكري قرب نابلس، الأحد، وأدت إلى إصابة 3 مستوطنين بجراح خطيرة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه تقرر تعزيز درجة الجهوزية في الضفة، خشية عمليات أخرى.

في 8 مايو 2021 استنكر المطران منير حنا، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الانجليكانية، مأساة تهجير الفلسطينيين العزل من حي الشيخ جراح بالقدس لصالح المستوطنين اليهود وسط صمت المجتمع الدولي. واعتبر حنا إن ما يجري من عمليات تهجير قسري لأسر فلسطينية من العزل خارج منازلها، إهانة للإنسانية وللمجتمع الدولي الذي يقف مكتوف الأيدي أمام الاستيطان والجيش الإسرائيلي.

 
مواجهات بين مستوطنين إسرائيليين وأهالي الشيخ جراح، مايو 2021.

ووجه المطران عطا الله حنا، نداء عاجلا إلى كافة الكنائس المسيحية في مشارق الأرض ومغاربها، مطالبا إياهم بضرورة الالتفات إلى مدينة القدس وما يحدث فيها من استهداف لتاريخها وهويتها وتراثها ومقدساتها واوقافها .

وأضاف قائلاً ما يحدث في حي الشيخ جراح يحدث في أحياء مقدسية أخرى، وكذلك في البلدة القديمة من القدس والتي انتشرت فيها البؤر الاستيطانية وانتشر فيها المستوطنون الذين يجولون ويصولون وهم يتصرفون بعنصرية وفي كثير من الأحيان يشتموننا ويعبرون عن كراهيتهم العمياء بحق الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين في حين ان الفلسطينيين في هذه المدينة هم ليسوا ضيوفا أو جالية أوتي بها من هنا أو من هناك بل هذه المدينة هي مدينتنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا وهذه الأرض هي أرضنا وجذورنا عميقة في تربة هذه البقعة المقدسة من العالم.[47]

في 9 مايو 2021، أعلن بتسالئيل سموتريتش أنه سيقتحم حي الشيخ جراح برفقة المتطرف يتمار بن غفير وعدد من أعضاء الكنيست عن تحالف "الصهيونية الدينية" غدًا الساعة 14:00.

كما أصيب المتظاهرون الفلسطينيون بالإحباط من قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2021، معتقدين أنه فعل ذلك لتجنب الهزيمة السياسية لحزبه فتح.[48]


الاشتباكات

 
صورة جوية للمسجد الأقصى، الحرم الإبراهيمي، الموقع الذي شهد بعض الاشتباكات.

اندلعت الاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيلية لأول مرة في 6 مايو، وفرقتهم الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت ما لا يقل عن 7 أشخاص.[49] وتلا ذلك اشتباكات أخرى في المسجد الأقصى. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 136 شخصًا أصيبوا في أنحاء القدس مساء ذلك اليوم، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن ستة من ضباط الشرطة أصيبوا أيضًا.[50]

وقعت المزيد من الاشتباكات في 8 مايو، أثاء احياء ليلة القدر.[51] أصيب في المواجهات ما لا يقل عن 180 شخصاً.[51]

صباح 9 مايو، اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، مما أسفر عن مئات المصابين.[52][53] وألقى فلسطينيون الحجارة والمفرقعات والأشياء الثقيلة، فيما أطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت والرصاص المطاطي.[53] وجاء الاقتحام قبل مسيرة يوم القدس التي يحييها القوميون اليهود عبر البلدة القديمة.[53][54] أصيب ما لا يقل عن 215 فلسطينياً، وأدخل 153 المستشفى.[55]

 
صواريخ من قطاع غزة على القدس وسديروت، 10 مايو 2021.

في 10 مايو 2021، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إطلاقها 30 صاروخاً نحو مدينة سديروت الإسرائيلية. وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عدة صواريخ باتجاه مدينة القدس في وقت سابق اليوم، عقب انتهاء مهلة منحتها الفصائل لإسرائيل لسحب قواتها من المسجد الأقصى بعد الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين هناك.[56]

وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن "6 صواريخ أطلقت من قطاع غزة سقط عدد منها في مدينة القدس"، دون ذكر تفاصيل. وأعلنت كتائب القسام، عن "توجيه ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى". وقالت في بيان لها، إن "هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيدا.. وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا".

وسمع دوي صافرات الإنذار وأصوات انفجارات في مدينة القدس. من جهته، أفاد حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية في تغريدة عبر "تويتر"، بأنه "تم تفعيل الإنذار في مدينة أورشليم القدس قبل قليل".

نشر الجيش الإسرائيلي مقطع ڤيديو قال إنه لغارة على خلية تابعة لحركة حماس في قطاع غزة. إقرأ المزيد وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش بدأ مهاجمة أهداف حماس العسكرية في غزة وأرسل قوات إضافية إلى هناك. وأفاد بأن إطلاق الصواريخ الفلسطينية اعتداء شديد على إسرائيل.[57]

وحملت القوات الإسرائيلية حركة "حماس" مسؤولية الهجمات من غزة، مشددة على أنها ستتحمل العواقب. وذكر مراسل روسيا اليوم أن قائداً ميدانياً في حماس قتل بغارة إسرائيلية، فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه قيادي كبير في الحركة.

 
صورة من مظاهرات مدينة اللد، 11 مايو 2021.

في 11 مايو 2012، أفادت قناة كان العبرية، أن المظاهرات العنيفة تتواصل في مدينة اللد ضد افراد وعناصر الشرطة الإسرائيلية، حيث أمرت القيادة الإسرائيلية بنق لوحدات تعزيزية من قوات حرس الحدود لإخماد المظهرات، عقب إصابة إسرائيلي بجراح خطيرة جراء رجمه بالحجارة من قبل فلسطينيين في المدينة، بالإضافة لإحراق 30 سيارة لليهود، وحرق كنيسين في الرملة واللد أيضاً. كما أمر ت السلطات الإسرائيلية بفرض حالة الطواري.[58]

 
سيارات محترقة في عكا، 11 مايو 2021.


في 11 مايو 2021، أمر وزير الدفاع بني گانتس بإرسال تعزيزات من قوات حرس الحدود الى المدن المختلطة، وأفيد أن عدة كتائب من حرس الحدود ستنتشر قريباً في هذه المدن بغية إعادة النظام. ويعقد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي ومفتش الشرطة العام جلسة تشاورية الليلة في أعقاب المواجهات بين المحتجين الفسلطينيين والشرطة الإسرائيلية. ففي الرملة واللد تم اضرام النار في كنيس ومنازل تابعة لسكان يهود وفي عشرات المركبات وأصيب رجل في في السادسة والخمسين من عمره بجروح خطيرة جراء تعرضه لالقاء الحجارة وتم نقله إلى المستشفى.[59] وقد أطلق مسلحون النار باتجاه قوة من الشرطة دون وقوع اصابات. وطالب رئيس بلدية اللد يئير رڤيڤو بفرض خظر التجول على المدينة واخضاع السكان لحكم عسكري. وفي عكا تم أيضاً اضرام النار في مبان بما فيها مخفر الشرطة في البلدة القديمة وتم اخلاء فندق ومطعم في البلدة وأفيد أن شخصاً أصيب بجروح خطيرة.[60]


الغارات الجوية والصواريخ

في 10 مايو، أطلقت حماس 150 صاروخاً من غزة إلى إسرائيل.[61] أفاد الجيش الإسرائيلي أن هناك 7 صواريخ قد أطلق على القدس وبيت شميش وتم اعتراض صاروخاً واحداً.[62]

شنت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة في 10 مايو 2021،[63] مما أسفر عن مقتل 20 مدني فلسطيني، منهم تسعة أطفال. كما لقى أحد قادة حماس، محمد عبد الله فياض، مصرعه.[64][65]

في 11 مايو، أطلقت حماس والجهاد الإسلامي وجماعات مقاومة إسلامية أخرى أكثر من 500 صاروخ، "مع سقوط حوالي ثلثها في غزة"،[66][67] وأعلنت حماس إطلاقها أكثر 137 صاروخًا في أقل من خمس دقائق.[68] تم إطلاق الصواريخ من منطقة مكتظة بالسكان في قطاع غزة.[69]

مساء 15 مايو 2021، تناقل العديد من النشطاء على تويتر خبراً نسبوه لوسائل إعلام عبرية، يفيد بأن اتصالاً وصل من عناصر كتائب عز الدين القسام، لسكان برج موشيه أڤيڤ يأمرهم فيه بإخلائه فوراً. وجاء ذلك رداً على قصف الطيران الإسرائيلي عدداً من الأبراج في غزة.[70]

في 16 مايو 2021، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الدولة العبرية تواجه إطلاق صواريخ على أراضيها بوتيرة هي الأعلى ولم تشهدها من قبل، وأوضح أن الفصائل المسلحة في قطاع غزة أطلقت نحو ثلاثة آلاف صاروخ على إسرائيل منذ بدء المواجهات قبل نحو أسبوع. وقال قائد قيادة الجبهة الداخلية أوري جوردين في لقاء مع صحافيين إن وتيرة إطلاق النار هذه تجاوزت تلك التي شهدها تصعيد في 2019 وحرب العام 2006 ضد حزب الله.[71]

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس التي تدير القطاع أطلقت نحو ثلاثة آلاف صاروخ في اتجاه إسرائيل منذ بدء تصاعد العنف بين الطرفين. وقال جوردين "تم إطلاق ما يقرب من 3000 صاروخ من قطاع غزة نحو إسرائيل (...) حماس تقوم بهجوم مكثف للغاية من حيث وتيرة إطلاق النار".

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني گانتس عبر حسابه على تويتر "منذ الإثنين، تم اعتراض أكثر من ألف صاروخ كان من يفترض أن تسقط على مناطق مأهولة".

وأشار الجيش الإسرائيلي أنه استهدف تسعين موقعاً لحركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. واستهدفت غارات جوية إسرائيلية منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة يحيى السنوار، على ما أكد الجيش الإسرائيلي في بيان. ولم يتضح فوراً ما إذا كان السنوار متواجداً في المنزل.

وحتى مساء 16 مايو، خلفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة 188 قتيلاً على الأقل بينهم 55 طفلاً وأكثر من 1230 جريحاً بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفي الجانب الإسرائيلي، قضى عشرة أشخاص بينهم طفل وجندي بصواريخ أطلقت من قطاع غزة، حسب السلطات.

 
سيارة حسام أبو هربيد بعد اغتياله، 17 مايو 2021.

في 17 مايو 2021، أغتيل حسام أبو هربيد، قائد ميداني بارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بغزة في غارة جوية إسرائيلية، بحسب الجيش الإسرائيلي ومصدر في الحركة، وذلك مع دخول القتال أسبوعه الثاني. وقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية حسام أبو هربيد، قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين. كما استهدفت الطائرات ما قيل إنها منازل ثمانية من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة.[72]

وتفيد الأنباء بمقتل خمسة فلسطينيين آخرين في هجمات منفصلة، من بينهم ثلاثة قتلوا في غارة جوية استهدفت موقعاً إلى الغرب من مدينة غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر خمسة عشر كيلومتراً من الأنفاق التي تستخدمها حماس.

وردت الفصائل الفلسطينية على الغارات الإسرائيلية وعلى مقتل هربيد بإطلاق وابل من الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية. وفي بيان أكد فيه مقتل هربيد، قال الجيش الإسرائيلي إن هربيد "كان مسؤولاً عن العديد من الهجمات الإرهابية بصواريخ مضادة للدروع ضد مدنيين إسرائيليين".

وقال الجيش إن تلك الهجمات تضمنت هجوماً نفذ في اليوم الأول من موجة القتال الحالية وأسفر، كما قال، عن إصابة مدني في إسرائيل بجروح. وأضاف الجيش الإسرائيلي بأن هربيد يشغل منصباً قيادياً في حركة الجهاد الإسلامي منذ 15 عاماً.

وفي وقت مبكر من الصباح، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية 80 غارة على مناطق عدة في مدينة غزة، وذلك بعد وقت قصير من قيام حماس بإطلاق دفعة من الصواريخ على جنوبي إسرائيل.

وكان مسؤولون فلسطينيون في غزة قد قالوا إن اليوم السابق، الأحد، كان اليوم "الأكثر دموية" منذ اندلاع موجة القتال الحالية مع إسرائيل. وأكدوا مقتل 42 شخصاً، بينهم 16 امرأة و 10 أطفال،في الغارات الجوية الإسرائيلية.

وبحسب السلطات التابعة لحماس، فإن العدد الإجمالي للقتلى في غزة بلغ 198 قتيلا، من بينهم 58 طفلا و 34 امرأة، بينما بلغ عدد الجرحى 1230. وتقول إسرائيل إن من بين القتلى عشرات من المسلحين.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفلان، في الهجمات الصاروخية على إسرائيل منذ اندلاع القتال الاثنين الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 3 آلاف صاروخ على إسرائيل خلال الأسبوع المنصرم.

وقف اطلاق النار والتبعات

وقف إطلاق النار

في 21 مايو 2021، بوساطة مصرية، أعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد 11 يوماً من بداية القتال، وزعم الجانبان انتصارهما.[73]

كان مبعوث دبلوماسي أمريكي وصل في 16 مايو 2021، إلى مدينة تل أبيب لإجراء محادثات حول التهدئة ووقف التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت مصادر سياسية إن المبعوث وهو هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، سيشارك في محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين ومع مسؤولين من الأمم المتحدة على أمل التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.[74]

وفي 17 مايو، نشرت وسائل إخبارية مسودة شروط اتفاق وقف إطلاق الصواريخ وبين فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام التي أرسلت إلى إسرائيل:

1-- تلتزم اسرائيل بوقف كافة العمليات العسكرية على قطاع غزة وفي الضفة الغربية والانسحاب الفوري للشرطة الإسرائيلية من الحرم الشريف في القدس المحتلة وتسليم المهام الأمنية والادارية للقوات المسلحة الأردنية بما فيها حائط البراق خلال 72 ساعة.

2- تلتزم إسرائيل بإعادة أهالي حي الشيخ جراح إلى منازلهم وتقديم تعويضات مالية مجزية لهم عما جرى وإلغاء قانون سرقة أموال الغائب وما ترتب عنه.

3- تلتزم إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة براً وجواً وبحراً والموافقة على بناء ميناء بحري بإشراف وتنفيذ القوات المسلحة التركية وتسليم ادارة المعابر للقوات المسلحة المشتركة تركية واردنية وقطرية.

4- تلتزم اسرائيل بالإفراج الفوري عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب من سجون الإحتلال.

5-تلتزم اسرائيل في بناء كافة ما تم تدميره خلال معركة سيف القدس وعلى نفقاتها الخاصة في قطاع غزة بإشراف وادارة الحكومتين التركية والقطرية.

6- تلتزم إسرائيل الموافقة على بناء شارع يربط قطاع غزة بالضفة الغربية.وادارته من قبل القوات المسلحة التركية.

7- تلتزم اسرائيل في توسيع الشريط البحري على قطاع غزة بعمق 30 ميل بحري.

8- تلتزم اسرائيل بانسحاب القوات الإسرائيلية من الشريط الحدودي وبعمق 5 كيلو متر.

9- تلتزم إسرائيل بتقديم تعويضات مالية لفلسطيني الداخل عن كافة الأضرار التي تسبب بها المستوطنين وتقديم كافة الجناة للمحاكمة أمام المحاكم المصرية.

10- تلتزم إسرائيل بتنفيذ كافة الشروط بإشراف اللجنة العسكرية المشتركة تشكل من كل من تركيا ومصر والأردن وقطر والولايات المتحدة.

11- تلتزم فصائل المقاومة بالتوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل مدة 6 أشهر لفسح المجال لتنفيذ الشروط.

وعلى عكس التسريبات السابقة، في 20 مايو أكد مصدر فلسطيني توصل المجلس الأمني الإسرائيلي "الكابنيت" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه يعمل وفق مبدأ "التهدئة مقابل التهدئة".[75]

وأشار المصدر، إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمكن من أقناع (الكابينت) رغم المعارضة القوية للاتفاق". وأضاف: "مصر سوف تعلن توقيت وقف إطلاق النار".

من جهته، أكد مصدر إسرائيلي في وقت سابق، أن "مشاورات مستمرة في المجلس الوزاري والأمني المصغر بحثت الإعلان عن وقف إطلاق النار، وسط معارضة قوية للمقترح". وقدم نتنياهو خلال اجتماع المجلس مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة من جانب واحد.

وأشار مسؤولون إسرائيليون، لموقع والا الإخباري، إلى أن "هناك توقعات بحدوث اختراق في غضون الساعات الـ24 القادمة في المفاوضات بخصوص وقف إطلاق النار حول قطاع غزة". وذكر المسؤولون الذين لم يكشف الموقع الإسرائيلي عن أسمائهم، أن "المفاوضات جارية عبر قناتين، وهما أجهزة الاستخبارات المصرية ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند".

وأضافوا: "الوسطاء المصريين يقودون المشاورات ولا يزالون على اتصال مباشر مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة، فيما سافر وينسلاند إلى الدوحة، حيث التقى مع زعماء الحركة المقيمين هناك، والذين لديهم بعض التأثير على الوضع".[76]

في 21 مايو، وفد الوفد الأمني المصري الذي تم إرساله للعمل من أجل دعم وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية وصل إلى غزة للقاء قادة "حماس". وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أمر مساء اليوم السابق، بإرسال وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل من أجل دعم وقف إطلاق النار.

وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن الوفدين سيتابعان إجراءات تنفيذ الهدنة والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة. وقال التلفزيون المصري الرسمي إن الهدنة في القطاع ستسري اعتبارا من الساعة الثانية فجرا بالتوقيت الفلسطيني المحلي. وأكد السيسي ثبات الموقف المصري إزاء ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة بذات الشأن.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عودة المناوشات

 
الجيش الإسرائيلي يقتحم المسجد الأقصى، 21 مايو 2021

بعد ساعات من الهدنة المعلنة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، في 21 مايو 2021، اقتحم الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى وأطلق قنابل الصوت والرصاص المطاطي على مسيرة في محيط المسجد.[77]

وقالت وكالة معا الفلسطينية، إن جنوداً إسرائيليين اقتحموا صحن قبة الصخرة وشرعوا باطلاق قنابل الصوت والغاز على المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة وأثناء تجمع المصلين عند درجات قبة الصخرة والهتاف للمقاومة ولفلسطين.

بدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن مئات الأشخاص قاموا برمي الحجارة على أفرادها داخل باحات المسجد فردت بتفريقهم. يأتي ذلك، تزامنا مع اندلاع مواجهات عند مدخل بيت لحم الشمالي وفي قلقيلية.

وأسفرت المواجهات مع القوات الإسرائيلية عن إصابة 38 شخصاً في بيت لحم وكفر قدوم شرق قلقيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه وصلت إلى مستشفى الخليل الحكومي إصابة مباشرة بقنبلة غاز في الرأس، أما إلى مستشفى بيت جالا الحكومي فقد وصلت إصابة بالرصاص الحي في الساق وإصابتان جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. كما وصلت إلى مستشفى رفيديا الحكومي إصابة بالرصاص الحي في الساق وأخرى بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. كما تحدثت المراسلة عن انطلاق مسيرة باتجاه حوارة من نابلس، وعن مسيرة لحركة حماس من رام الله إلى بيت إيل.

محادثات إسرائيل-حماس

 
رئيس المخابرات الإسرائيلية إيلي كوهين لدى وصوله القاهرة، 30 مايو 2021.


في 27 مايو 2021، عرضت مصر على كل من إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً استمرت 11 يوماً بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مايو.[78]

وقال مسؤول مطلع على الإجراءات التي أدت إلى وقف إطلاق النار، وتحدث شريطة كتمان هويته لأنه غير مخول بإبلاغ الصحفيين، في حديث لوكالة أسوشيتد پرس: "نسعى إلى هدنة طويلة الأجل وسنشجع على مزيد من المناقشات وربما محادثات مباشرة". ونقلت الوكالة عن المصدر أن المحادثات سيكون في صلبها موضوع تعزيز نظام وقف إطلاق النار ومن المتوقع أن تركز أيضا على تسريع عملية إعادة إعمار غزة.

وأضاف المسؤول أن المحادثات قد تبدأ من أول يونيو، وقدمت إسرائيل موافقتها المبدئية، لكن برنامج العمل النهائي مازال قيد الدراسة.

 
عباس كامل في غزة قبيل لقائه بقادة حماس، 31 مايو 2021.

كما ذكر أن هناك محادثات بشأن إفراج محتمل عن أسرى فلسطينيين في إسرائيل مقابل إسرائيليين لدى "حماس". وأوضح أن هذه القضايا نوقشت مع وزير الخارجية الأمريكي، توني بلنكن، خلال زيارته مصر اليوم السابق، ومع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، في القاهرة.

وإلى هذا، ذكر مسؤول إسرائيلي، حسب الوكالة، أن الحكومة تعمل من كثب مع المسؤولين المصريين "لتعزيز وقف إطلاق النار"، لكنه رفض تأكيد حضور مسؤولين إسرائيليين مزيدا من المحادثات الرسمية قريبا.

في 30 مايو 2021، ناقش رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل آخر التطورات حول قطاع غزة، بما في ذلك إقامة آليات خاصة بمنع حركة حماس من تعزيز قدراتها العسكرية.

وأكد مكتب نتنياهو أن الاجتماع الذي عقده مع عباس كامل في مدينة القدس تناول "تعزيز التعاون الإسرائيلي المصري وقضايا إقليمية"، مضيفاً أن كلا الجانبين رحبا بـ"العلاقات الثنائية والتفاهمات التي تم التوصل إليها وبالجهود المشتركة التي يبذلها البلدان حيال قضايا أمنية وسياسية مختلفة".[79]

وذكر البيان أن نتنياهو خلال الاجتماع طرح مطالب إسرائيل لاستعادة جنودها ومدنييها المحتجزين في قطاع غزة بأقرب وقت ممكن، كما بحث مع كامل "الآليات التي من شأنها منع حركة "حماس" من تعزيز قدراتها العسكرية ومنعها من استخدام الموارد التي ستوجه مستقبلا لدعم سكان القطاع".

وعقد الاجتماع بحضور وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات الذي عقد لاحقاً لقاء مطولاً مع رئيس المخابرات المصرية.

وجاء هذا الاجتماع بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي گابي أشكنازي إلى مصر (هي الأولى من نوعها منذ 13 عاماً) حيث أجرى مفاوضات مع نظيره المصري سامح شكري.

في 8 يونيو 2021، وصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ووفد من قيادة الحركة إلى القاهرة تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء حوارات في مختلف التطورات السياسية والميدانية، خاصة في ظلال معركة سيف القدس. ويضم وفد الحركة كلًا من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ود. موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين، أعضاء المكتب السياسي.[80]

وكانت مصر دعت اليوم السابق، على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، إلى "ضرورة التحرك العاجل لإطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة وأن التطورات الأخيرة برهنت محورية القضية الفلسطينية وخطورة استمرارها من دون التوصل لحل عادل وشامل للنزاع وفقاً لمحددات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين".

في 9 يونيو 2021، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مصر أبلغت الفصائل الفلسطينية تأجيل موعد الحوارات المقررة في القاهرة بسبب انشغالات لديها، ولم تحدد موعداً بديلاً. من جهته، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، تأجيل لقاءات الفصائل الفلسطينية في القاهرة. وأوضح البرغوثي في تصريح خاص لوكالة "سوا" الإخبارية أن "الجانب المصري أبلغهم بتأجيل موعد لقاءات القاهرة، دون تحديد موعد جديد لها". وأضاف البرغوثي أن الجانب المصري لم يكشف عن أسباب التأجيل.[81]

وكانت مصر قد وجهت دعوات للفصائل الفلسطينية للمشاركة في الحوار الفلسطيني بالقاهرة الذي كان من المقرر أن يعقد السبت 12 يونيو.

وقال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم، في بيان منذ أيام، "تلقينا دعوة مصرية رسمية قبل قليل للمشاركة في الحوار الفلسطيني بالقاهرة والذي سينطلق يوم السبت المقبل 12 يونيو 2021". وأضاف البريم أن لجان المقاومة ستشارك بوفد رسمي يرأسه القائد الأمين العام للجان المقاومة في فلسطين أيمن الششنية.

التدخل الأجنبي

الولايات المتحدة

في 17 مايو 2021، وافقت إدارة بايدن عن صفقة أسلحة لإسرائيل قيمتها 750 مليون دولار، معظمها عالية الدقة. تم إخطار الكونگرس رسميًا بالصفقة المقترحة في 5 مايو، بحسب ما نشرت واشنطن پوست.

كان ذلك قبل أسبوع تقريباً من اندلاع المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وشن إسرائيل ضربات جوية مكثفة على قطاع غزة أسفر عن استشهاد ما يقرب من 200 فلسطيني، والدعوات العالمية للعمل على إنهاء الأزمة، التي تعتبر الأسوأ منذ حرب غزة 2014، والتي استمرت قرابة شهرين.[82]

بينما دعت الإدارة الأمريكية إلى وقف فوري لإطلاق النار، قالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس- وهو الموقف الذي أيده أغلبية في الكونگرس في السابق. لكن جيلاً جديدًا من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين أكثر انفتاحًا على التشكيك في دعم واشنطن لنتنياهو يثير بعض المخاوف. يريد بعض المشرعين معرفة المزيد عن البيع الجديد المقترح، وتوقيته، مما يشير إلى استخدامه كوسيلة ضغط.

قال مشرع ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: "في الأسبوع الماضي، قتلت الضربات العسكرية الإسرائيلية العديد من المدنيين ودمرت المبنى الذي كان يضم وكالة أسوشيتيد رس، وهي شركة أمريكية تقدم تقارير عن الحقائق في غزة". "إن السماح بتنفيذ هذا البيع المقترح للقنابل الذكية دون الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى مزيد من المجازر".

مطلوب من الإدارة الأمريكية إبلاغ الكونگرس بمثل هذه المبيعات، على الرغم من أن الإخطار الرسمي لا يأتي إلا بعد موافقة الكونگرس بشكل غير رسمي. بمجرد تقديم الإخطار الرسمي، يكون أمام المشرعين 20 يومًا للاعتراض بقرار غير ملزم بالرفض.

الجزء الأكبر من الصفقة المقترحة هو ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو JDAMS، وهي مجموعات تحول ما يسمى بالقنابل "الغبية" إلى صواريخ دقيقة التوجيه.

وقالت إسرائيل، التي اشترت كميات كبيرة من JDAMS في الماضي، إن الضربات الجوية على غزة موجهة بدقة لتجنب إصابة المدنيين، لكنها اتهمت حماس باستخدام المدنيين في الجيب المكتظ بالسكان كدروع بشرية.

استخدم الرئيس السابق دونالد ترمپ حق النقض (الڤيتو) ضد ثلاثة قرارات أقرها الكونگرس في عام 2019 لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات بعد أن صوت مجلسا النواب والشيوخ على وقف صفقات أسلحة تزيد قيمتها عن 8 مليارات دولار.

وأكد متحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أنه تم إخطار الكونگرس في 5 مايو بالصفقة التي ستزود فيها بوينگ إسرائيل بالأسلحة. لكن بعض المشرعين في الشؤون الخارجية فوجئوا في عطلة نهاية الأسبوع عندما علموا لأول مرة بالبيع، وفقًا لمصدر مطلع على المحادثات الخاصة.

وقال مسؤولون بالكونگرس "في الضفة الغربية، قتل ما لا يقل عن 15 فلسطينياً منذ يوم الجمعة. وبلغ عدد القتلى في إسرائيل عشرة قتلى بعد مقتل إسرائيلي معاق يوم السبت في هجوم صاروخي في إحدى ضواحي تل أبيب". قصفت إسرائيل قطاع غزة مرة أخرى يوم الإثنين واستمرت صواريخ حماس في الانطلاق في الاتجاه الآخر مع اندلاع الصراع في أسبوعه الثاني مع القليل من الدلائل على التراجع، على الرغم من الجهود الدبلوماسية المتزايدة.

الضحايا

 
عائلة في خيمة على أنقاض منزل متهدم في قطاع غزة، مايو 2021.

قُتل فلسطينياً في الغارات الإسرائيلية على غزة، وأصيب 124 آخرين. في 10 مايو، لقى أربعة وعشرين فلسطينياً مصرعهم، وفي اليوم التالي توفي أربعة آخرين.[بحاجة لمصدر]

في 10 مايو، لقى أحد قادة حماس، محمد عبد الله فياض، مصرعه.[83] كما أكد الجيش الإسرائيلي أن قائد وحدة صواريخ الجهاد الإسلامي، سامح عبد المالك، بالإضافة لأعضاء رفيعي المستوى في وحدته، قد قُتقلوا في غارة بالتعاون مع وكالة الأمن الإسرائيلي (الشين بيت) في 11 مايو.[84] في المساء، لقى قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في حماس، إياد فتحي، مصرعه في غارة شنتها القوات الجوية الإسرائيلية.[85]

قُتلت إسرائيليتان، ومقدم رعايتهما الهندي، بعد عدم تمكنهما من الوصول إلى ملجأ في الوقت المناسب، بعد سقوط صاروخ أُطلق من قطاع غزة على منزلهما في عسقلان.[86][87]

تم إطلاق أكثر من 130 صاروخًا باتجاه سهل شارون وگوش دان في الساعة 20:46 بالتوقيت المحلي يوم 11 مايو من غزة. ولقت امرأة إسرائيلية من ريشون لتصيون مصرعها.[88]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إعادة إعمار غزة

 
دمار في أحد شوارع غزة في أعقاب الضربات الجوية التي شهدها القطاع، مايو 2021.

في أعقاب تطبيق الهدنة بين إسرائيل وغزة، وعودة الهدوء النسبي إلى قطاع غزة، بدأت المرحلة الثانية - كما يحدث في كل مرة - والتي تتعلق بإعادة إعمار غزة وما دمرته عمليات القصف الإسرائيلية، وقد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تكون بلاده في مقدمة البلاد الداعمة لهذا الجهد. تختلف الصورة هذه المرة، جذرياً عما حدث في الاشتباكات السابقة بين إسرائيل وقطاع غزة، لعدة أسباب ويرتبط أولها بحجم التدمير الهائل للبنية التحتية في غزة، ذلك إن الهجمات الإسرائيلية كانت أقل زمنياً وأقل من حيث عدد الضحايا، بالمقارنة مع هجمات 2014، ولكن حصيلة التدمير للبنية التحتية تجاوزت بكثير ما حدث في 2014، مع تدمير ما لا يقل عن ألف مسكن وتشريد حوالي 66 ألف من سكان غزة، والإضرار بحوالي 50 مدرسة والمركز الوحيد للكشف عن الإصابة بكوڤيد-19 وقصف استهدف ما يسمى بـ"مترو حماس" الذي أدى لدمار الطرق الرئيسية في مدينة غزة بكل البنى التحتية التي تمر تحتها من مجاري وأنابيب توصيل المياه وكابلات الكهرباء.[89]

وتكمن الصعوبة الثانية في أن عملية إعادة إعمار ما دمرته هجمات 2014 لم تتم نظراً لحصار القطاع اعتباراً من 2017، وعدم وفاء العديد من الدول المانحة بالتزاماتها، مما يجعل دعوة جديدة للدول المانحة عملية صعبة.

كما يرتبط الأمر بالفارق النوعي بين اشتباكات 2014 واشتباكات 2021، من حيث النتائج، بسبب مفاجأة صواريخ حماس، التي تجاوزت مرحلة الألعاب النارية وأصبحت تشكل خطرا على الإسرائيليين، ولكن العنصر الأكثر أهمية يتعلق بدور ومكانة رجل الشارع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، والذي ظهر كفاعل مباشر ومنفصل عن قياداته التقليدية سواء السلطة الوطنية أو حماس، وما ينتظره ويريده المواطن الفلسطيني بعد هذه المعركة.

الرئيس بايدن أكد على مساهمة بلاده في إعادة إعمار غزة، بشرط ألا تتلقى حركة حماس التمويلات اللازمة لكي لا تستخدمها لإعادة بناء قوتها العسكرية، وهنا تكمن عقدة إعادة إعمار القطاع، وهو يطرح بذلك السؤال الرئيسي عن الجهة التي ستدير هذه العملية.

يصطدم أي تمويل للبناء في قطاع غزة بأن السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تتمتع بالثقة السياسية للدول المانحة، لا تتمتع بالثقة فيما يتعلق بالذمة المالية، كما إنها على خلاف حاد مع حركة حماس التي تسيطر على كافة مقاليد السلطة في القطاع، أضف إلى ذلك أنها سلطة أصبحت أكثر ضعفا، على المستوى السياسي، بعد أن قررت إلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

والعديد من الدول المانحة - وعلى رأسها الولايات المتحدة - تصنف حماس كحركة إرهابية، ولا يمكن بالتالي أن توافق على أن تقود حماس إعادة الإعمار، أضف إلى ذلك أن الحركة الإسلامية لا تتمتع بآلية تسمح لها بالقيام بهذه العملية.

ويبرز هنا الدور الذي يمكن أن تلعبه وكالات الأمم المتحدة بالشراكة مع مصر، باعتبارها الطرف الإقليمي الذي يتمتع بثقة وموافقة كافة الأطراف الفلسطينية وإسرائيل، مما مكنه من النجاح كوسيط من أجل إتفاق الهدنة.

يبقى أن الأمر مختلفاً هذه المرة على مستوى آخر، مع بروز الشارع الفلسطيني كلاعب مستقل نسبياً، والوحدة التي برزت بين فلسطيني الأراضي المحتلة وإسرائيل في تحركات تثير قلق الإسرائيليين بشدة، منتزعاً بذلك جزء من أوراق اللعبة من أيدي المؤسسات الرسمية الفلسطينية ومن الدول المؤثرة والوسيطة، ولا يمكن بالتالي إعادته لنفس السيناريوهات القديمة، ويفرض ذلك - كما أكدت وكالة غوث اللاجئين- حلا مرحليا مختلفا بالنسبة لوضع قطاع غزة يسمح بتجنب هذه الانفجارات ويمنح لسكان القطاع حرية نسبية، وأملا في تنمية حقيقية.


في 26 مايو 2021، أعلنت قطر التي تستضيف قادة في حركة حماس، أنّها ستقدّم 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك غداة قول وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن إن بلاده ستضمن عدم "استفادة" الحركة المسيطرة على القطاع من المساعدات الدولية. [90]

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على تويتر "تعلن دولة قطر عن تقديم 500 مليون دولار دعماً لإعادة إعمار غزة"، مضيفا "سنواصل دعم الأشقاء في فلسطين وصولاً إلى الحل العادل والدائم بإقامة" دولة مستقلة. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء القطرية الحكومية أنّ المبلغ سيُخصّص "للمساهمة في إعادة إعمار المرافق الخدمية في القطاع لا سيما في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء، بالإضافة للمنازل التي دمرت بسبب الاعتداءات"، وتابعت "تأتي هذه المنحة لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة المحاصر على مواجهة التحديات الحياتية التي فرضتها الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة".

جولة بلنكن

 
وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن والرئيس الفلسطيني محمود عباس، رام الله، 25 مايو 2021.

في 25 مايو 2021، تعهد وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس بدعم واشنطن لإعادة إعمار غزة، مشدداً على "ضمان عدم استغلال" حركة حماس للمساعدات. ويجتمع بلنكن أيضاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، قبل زيارة القاهرة وعمان. [91]

لكنه أوضح أن الولايات المتحدة تعتزم التأكد من أن حماس، التي تعتبرها منظمة إرهابية، لن تستغل هي نفسها المساعدات الإنسانية. وقال بلنكن: "ندرك أنه للحيلولة دون تجدد العنف يتعين استغلال الأجواء في معالجة مجموعة أكبر من القضايا والتحديات الأساسية". وأضاف: "يبدأ هذا بمعالجة الوضع الإنساني الجسيم في غزة والبدء في إعادة البناء". وذكر أن الولايات المتحدة ستعمل على حشد الدعم الدولي لهذه الجهود وستقدم بدورها "مساهمات مهمة" يعلن عنها في وقت لاحق اليوم. كما قال: "سنعمل مع شركائنا، وعن كثب مع الجميع، لضمان عدم استغلال حماس لمساعدات إعادة الإعمار". وشدد بلنكن على دعم واشنطن لإسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها.

وبدأ بلينكن زيارته للمنطقة من القدس حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وهدد نتانياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلنكن "برد فعل قوي للغاية" إذا انتهكت حماس وقف إطلاق النار وأطلقت صواريخ مجددا عبر الحدود. وقال بلنكن إنه ناقش مع نتانياهو "الخطوات الأخرى" المطلوب اتخاذها من قادة الجانبين لخط "مسار أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين". وأضاف: "كما قال الرئيس بايدن.. نؤمن بأن الفلسطينيين والإسرائيليين كليهما يستحقون العيش في سلام وأمان والتمتع بقدر متساو من الحريات والفرص والديمقراطية، والمعاملة باحترام". وبالتزامن مع مهمة بلينكن، قالت السلطات الإسرائيلية إنها ستسمح بدخول شحنات الوقود والأدوية والمواد الغذائية المخصصة للقطاع الخاص في غزة لأول مرة منذ انتهاء القتال الذي بدأ في العاشر من مايو.

 
وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القاهرة، 26 مايو 2021.

في أعقاب لقائه بالرئيس محمود عباس، أشار بلنكن إلى أن الولايات المتحدة ستقدم 5.5 مليون دولار للإغاثة من الكوارث الطارئة في غزة و32 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة وآخرين، مؤكداً أن الولايات المتحدة سوف تمضي قدماً في عملية إعادة فتح القنصلية في القدس. وأضاف بلنكن بأنه سيطلب من الكونگرس دعم قطاع غزة بقيمة 75 مليون دولار.[92]

وفي زيارته للقاهرة، 26 مايو 2021، ناقش بلنكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ملف حقوق الإنسان في مصر. وقال بلنكن في حديثه للصحفيين بالعاصمة الأردنية عمان، بعد وصوله من القاهرة، قال بلنكن أيضاً إنه أثار مع السيسي قضية الأمريكيين المحتجزين في مصر.[93]

في الوقت الذي جدّد فيه الوفد الأمني المصري زياراته لقطاع غزة ودولة الاحتلال، لترتيب إطلاق مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في القاهرة خلال الأيام المقبلة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، كرّرت الحركة تحذيراتها للعدو من التلاعب بملفّ الإعمار. جاء ذلك فيما نفى مصدر قيادي في حماس أن يكون المصريون قد مارسوا أو يمارسون ضغطاً على الحركة لإنجاز تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال، مؤكداً أن المصريين يواصلون جهودهم للحفاظ على حالة وقف إطلاق النار كخطوة أولى، عبر تذليل العقبات التي يحاول العدو وضعها أمام إعادة إعمار القطاع. وكانت صحيفة هآرتس العبرية ذكرت أن وزير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، يضغط على إسرائيل وحماس لإرسال مبعوثيهما إلى القاهرة بالسرعة الممكنة، من أجل بدء مفاوضات على التهدئة الطويلة. [94]

في 28 مايو وصل الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول ملفّ فلسطين في المخابرات المصرية، إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، ضمن زياراته المكّوكية بين القطاع وإسرائيل بعد انتهاء الحرب الأخيرة. وكشف المصدر أن الحركة أبلغت المصريين أن وفداً قيادياً رفيعاً منها سيصل إلى القاهرة الأسبوع المقبل، بناءً على دعوة رسمية تلقّاها رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، مؤكداً أن الحركة والمقاومة تدخلان معركة المفاوضات بأوراق قوة كبيرة.

وبحسب تطمينات الوسيط المصري للحركة، ستعود دولة الاحتلال، الأسبوع المقبل، عن خطواتها العقابية الأخيرة التي اتُّخذت خلال معركة سيف القدس»وما زالت متواصلة جزئياً. إذ ستعيد فتح المعابر والبحر، وإدخال الوقود لمصلحة محطّة توليد الكهرباء، وإصلاح جميع خطوط الكهرباء التي تضرّرت في المعركة، بالإضافة إلى السماح بإدخال المنحة القطرية، فيما لا تزال قضية إعادة الإعمار عالقة حتى اللحظة عند مطلب ربطها بقضية الجنود الأسرى. وكانت شركة الكهرباء في غزة أعلنت أن نسبة العجز في ساعات وصل الكهرباء بلغت 79.2%، وبواقع 4 ساعات وصل و16 ساعة قطع، وذلك في ظلّ استمرار تعطُّل 4 خطوط نقل رئيسة، بالإضافة إلى منع دخول الوقود إلى محطّة توليد الطاقة. بحسب التطمينات المصرية، ستعود دولة الاحتلال الأسبوع المقبل عن خطواتها العقابية الأخيرة.

وفي ما يتعلّق بزيارة عباس كامل لقطاع غزة، أشار المصدر إلى أن الحركة لم تُبلَّغ بهذا الأمر، وهي لا تزال تجري ترتيبات زيارة وفدها إلى القاهرة، علماً أن الوفد سيرأسه هنية، الذي سيلتقي أعلى المستويات المصرية، ولن يكون لديه مانع من إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال بخصوص استمرار وقف إطلاق النار. في هذا الوقت، حذّر القيادي في حماس، مشير المصري، العدو من التلاعب بملفّ الإعمار، مؤكداً أنه سيتمّ إعمار القطاع رغم أنف إسرائيل، وذلك خلال مهرجان لتأبين الشهداء في محافظة رفح جنوب غزة، تزامَن مع عرض عسكري كبير شمل صواريخ وطائرات مسيّرة وأسلحة نوعية. في المقابل، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن وزير الخارجية الإسرائيلي، گابي أشكنازي، سيتوجّه إلى مصر الأسبوع المقبل للمشاركة في محادثات غير مباشرة مع حماس.

على خطّ موازِ، حذرت شبكة المنظّمات الأهلية الفلسطينية من وجود أطراف تسعى إلى إبقاء الأزمة الإنسانية وتعميقها، لحسابات سياسية، بينما عبّر وزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني، عن تشكّكه في إمكانية تحويل أموال إعادة الإعمار إلى السلطة الفلسطينية ومن هناك إلى غزة، مؤكداً أن ثمة صعوبة في ذلك، على اعتبار أن "السلطة لا تستطيع الوصول إلى القطاع بسهولة"، مضيفاً أن "قطر تريد التعاون مع السلطة، لكن المهمّ بالنسبة إليها هو تحقيق نتيجة".

الشروط الإسرائيلية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني گانتس للصحافيين، في 1 يونيو 2021، إن إعادة إعمار قطاع غزة بعد الصراع الذي استمر 11 يومًا مع الفصائل الفلسطينية ستكون مشروطة بعودة جثث جنود الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن هدوء طويل الأمد.

وأضاف: "تحدثت إلى الأميركيين والمصريين وكثير من الممثلين الدوليين الآخرين وأوضحت أننا سنطالب بأن تكون إعادة تأهيل قطاع غزة مصحوبة بهدوء طويل الأمد وعودة الجنود (الرفات التي تحتجزها حماس منذ 2014)"، بحسب بيان من مكتبه نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، سنعمل على تقوية علاقتنا مع السلطة الفلسطينية، والتي آمل أن ترغب في تحمل المسؤولية عن بعض ما يحدث في غزة". وذكر: "ما رأيناه في غزة سيكون عُشر ما سيحدث في لبنان" في إشارة إلى عملية «حارس الأسوار" الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر. يقول گانتس: "ستكون معركة معقدة لأن (حزب الله) يخفي 100 ألف صاروخ، بعضها (صواريخ) دقيقة وبعيدة المدى، وجميعها (مطمورة) بين السكان المدنيين".[95]

تسليم المنح لغزة

 
منزل تدمر أثناء القصف الإسرائيلي على غزة، 2021.

في 20 يونيو 2021، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بالتوصل إلى اتفاق على إنشاء آلية جديدة لنقل الأموال القطرية إلى قطاع غزة. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، دون الكشف عن مصدر هذه المعلومات، أن الآلية الجديدة لن تشمل السلطة الفلسطينية بل سيتم نقل الأموال بدلا عن ذلك بوساطة الأمم المتحدة. وحسب التقرير، لن يتم نقل الأموال القطرية إلى غزة نقداً داخل صناديق، كما كان في السابق، بل "بأساليب أخرى"، دون شرح تفاصيل.[96]

ولم تسمح إسرائيل بنقل الأموال القطرية إلى غزة منذ الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري بين الطرفين، مطالبة الفصائل الفلسطينية المسيطرة على القطاع بالإفراج أولاً عن مدنيين اثنين وإعادة جثث جنود إسرائيلية محتجزة لديها. كما لفت التقرير إلى أن مصر تصر على الانتقال إلى الآلية الجديدة لتفادي وقوع الأموال القطرية في أيدي حركة حماس.

في 28 يونيو 2021، قررت الحكومة الإسرائيلية إدخال وقود المنحة القطرية إلى محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة. حسب ما أعلن بسام غبن مدير معبر كرم أبو السالم في اليوم السابق، مضيفا: "من المقرر أن يتم إدخال 20 شاحنة محملة بالوقود الخاص بمحطة التوليد ضمن المنحة القطرية غداً الاثنين". وبين أن الحكومة الإسرائيلية قررت أيضاً استئناف إدخال المواد الكيماوية الخاصة بالعمل الزراعي في قطاع غزة، إلى جانب الاستمرار في إدخال مواد التنظيف والمعقمات التي تم إدخالها في وقت سابق.[97]

وفي سياق متصل، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في بيان صحفي إنه "في إطار الأمم المتحدة، سيتم استئناف شحنات الوقود الممولة من قطر لمحطة توليد الكهرباء في غزة غدًا، وفقًا للاتفاقية المبرمة بين مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ودولة قطر". وأضاف، "أرحب بجميع الخطوات المتخذة لتهدئة الموقف. ستواصل الأمم المتحدة العمل مع جميع الأطراف المعنية لترسيخ وقف إطلاق النار ومساعدة سكان غزة".

وفيما يتعلق بعملية التصدير من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، أشار مدير المعبر أن العملية مستمرة، باستثناء البندورة وذلك بعد فرض الجانب الإسرائيلي شروط تعجيزية على المزارعين للقبول بتصديرها. وكانت إسرائيل قد فرضت طوقا شاملاً على قطاع غزة مع بداية العمليات العسكرية في 10 مايو. واستمرت المعارك العسكرية بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل، التي اندلعت في 10 مايو، لمدة 11 يوما، أودت بحياة ما يقارب 260 فلسطيني بينهم نساء وأطفال، و13 إسرائيلياً، قبل أن يعلن الطرفان وقفا لإطلاق النار بوساطة مصرية.

مساعدات مالية لا إعمار

في 6 سبتمبر 2021، أعلن السفير القطري محمد العمادي الانتهاء من كل الإجراءات المتعلقة بصرف المنحة القطرية للأسر المتعففة في قطاع غزة بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.[98]

وصل العمادي إلى قطاع غزة الجمعة 4 سبتمبر، لبحث التهدئة بين حماس وإسرائيل وصرف المنحة القطرية وفق الآلية الجديدة، حيث تنقل بين إسرائيل وغزة أكثر من مرة لنقل رسائل للطرفين. وقال العمادي إنه قد جرى الاتفاق على إعادة فتح المعابر بشكل كامل أمام احتياجات القطاع الرئيسة مع تقديم التسهيلات المختلفة التي تساعد جميع الأطراف على الخروج من الوضع المتأزم وتخفيف حدة الاحتقان والتوتر في المنطقة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

وأشار العمادي إلى أنه سيتم البدء بعملية الصرف بحسب الآلية المتفق عليها مع الأمم المتحدة خلال الشهر الجاري وذلك بعد استكمال الأمم المتحدة لكل الإجراءات الفنية المتعلقة بعملية الصرف. ولفت إلى أنه سيتم صرف منحة موظفي غزة التابعين لحركة حماس بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية خلال الأيام المقبلة وبالتوافق مع مختلف الأطراف.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة القدس المحلية أن جهاز الشاباك الإسرائيلي تسلم كشوفات المستفيدين من المنحة القطرية، ودقق فيها، حيث قام بحذف أعداد كبيرة قد تصل إلى 2000 اسم أو أكثر من المستفيدين وهو ما أغضب قيادة حركة حماس. وتشمل التفاهمات الجديدة صرف المساعدات النقدية للمستفيدين من خلال الأمم المتحدة عبر برنامج الغذاء العالمي التابع لها، حيث تتقاضى نحو 100 ألف أسرة متعففة في محافظات القطاع تلك المساعدات شهرياً، بواقع 100 دولار لكل أسرة نقدًا، على أن يتم البدء بتوزيعها خلال شهر سبتمبر 2021.

تخفيض المنحة

في 19 يناير 2022، أفادت مصادر بأن محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة أبلغ مسؤولي حركة حماس مطلع الشهر الجاري بتخفيض قيمة المنحة المالية المخصصة لموظفي قطاع غزة من عشرة ملايين دولار إلى ثلاثة ملايين فقط. وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن القرار القطري فاجأ المسؤولين بغزة كونه يأتي بعد اقل من شهرين من التوصل إلى اتفاق قضى بتخصيص 10 ملايين دولار شهرياً للموظفين من مجمل المنحة الشهرية القطرية البالغة 30 مليون دولار، منها 10 ملايين لشراء الوقود لمحطة الكهرباء و10 أخرى للعوائل الفقيرة. [99]

وأوضح أن أوضاع الموظفين ستتعقد وستشهد انتكاسة إذا لم تتراجع قطر عن قرارها، خصوصاً وان الزيادة على نسبة صرف رواتبهم الأخيرة تم تقديرها بناء على المنحة القطرية التي تساهم أيضاً، في صرف رواتب اسر الشهداء والجرحى وفئات أخرى.

وأضاف المصدر نفسه، إن العمادي سيبحث خلال زيارته الحالية للقطاع هذه القضية مع مسؤولي "حماس" ولجنة متابعة العمل الحكومي التي تدير القطاع بالإضافة إلى بحث جملة من المواضيع والقضايا الأخرى. وأوضح المصدر ذاته أن المسؤولين في غزة يتوقعون أن يحمل العمادي ردوداً إيجابية على عدد من القضايا الأخرى كموافقة إسرائيل على إصدار تصاريح لعشرة آلاف عامل على الأقل وإدخال تسهيلات أخرى على عمل المعابر فيما يخص قضية إعادة الإعمار، بالإضافة إلى الموافقة على تمديد صرف المنحة المالية القطرية لنهاية عام 2022 على الأقل. وأوضح أن القطريين ألمحوا إلى أن خفض منحة الموظفين يأتي في سياق إعادة ترتيب عملية توزيع وصرف المنحة المالية الإجمالية.

وحذر المصدر ذاته من التداعيات السلبية للاستمرار في خفض المبلغ خلال الأشهر الأخيرة والتي قد تحد من قدرة إدارة "حماس" بغزة على الإيفاء بالتزاماتها المالية نحو موظفيها. وكانت الأطراف المعنية مصر و"حماس" وقطر توصلت في منتصف شهر نوفمبر 2021 إلى اتفاق قضى بتوريد قطر محروقات ومواد أخرى إلى قطاع غزة عبر مصر بقيمة 10 ملايين دولار شهرياً لصالح حركة حماس لدفع رواتب موظفيها بعد أن تقوم ببيعه في السوق المحلية في غزة، وذلك عقب أن رفضت إسرائيل إدخال الأموال نقداً لهم عبر معبر بيت حانون "ايريز"، كما كان يحصل خلال السنوات الماضية.

وفي السياق ذاته، اكد المصدر استمرار عمليات التسجيل الإلكتروني للراغبين في العمل في سوق العمل الإسرائيلية والتي تم الإعلان عنها قبل نحو شهرين بناء على تفاهمات نقلها الوسطاء للمسؤولين بغزة، مبيناً أنه وحتى اللحظة لم يطرأ أي جديد بخصوص استصدار تصاريح عمل لهؤلاء.

خطة لابيد: الإعمار مقابل وقف المقاومة

في 13 سبتمبر 2021، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عن خطط لتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين في غزة مشروطة بأن يوقف مسلحي حماس هجماتهم ضد إسرائيل.[100] وقال لابيد إن القطاع الفقير الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة سيحصل على تطوير للبنية التحتية - بما في ذلك إصلاح شبكة الكهرباء. وقال لابيد إن الخطة تهدف إلى أن تظهر للفلسطينيين أن عنف حماس ضد إسرائيل هو "سبب عيشهم في ظروف من الفقر والندرة والعنف والبطالة المرتفعة، بلا أمل"، مشيرا إلى أن خطته ليست سياسة رسمية في حكومة الائتلاف الإسرائيلي، لكنها حظيت بدعم رئيس الوزراء نفتالي بنت.

وأشار لابيد إلى أن الخطة التي تشمل مكاسب في البنية التحتية والتوظيف، تهدف إلى أن تظهر للفلسطينيين أن عنف حماس ضد إسرائيل هو "سبب عيشهم في ظروف من الفقر والندرة والعنف والبطالة المرتفعة، بلا أمل". وشدد على أنه لا يدعو إلى إجراء مفاوضات مع حماس، لأن "إسرائيل لا تتحدث مع المنظمات الإرهابية التي تريد تدميرنا" بحسب تعبيره.

واعترف لابيد الذي من المقرر أن يتولى منصب رئيس الوزراء في غضون عامين كجزء من اتفاق التناوب في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، بأن خطته لا ترقى لأن تكون سياسة رسمية في حكومة الائتلاف الإسرائيلي المكونة من ثمانية أحزاب، لكنه قال إنها حظيت بدعم رئيس الوزراء نفتالي بينيت.

وقال لابيد في كلمة ألقاها في جامعة رايخمان في هرتسليا، إن البنية التحتية في غزة في المرحلة الأولى من الخطة، ستحصل على تحسين هي في أمس الحاجة إليه. وقال "سيتم إصلاح نظام الكهرباء وربط الغاز وبناء خطة لتحلية المياه وإدخال تحسينات كبيرة على نظام الرعاية الصحية وإعادة بناء البنية التحتية للإسكان والنقل".

وأضاف "في المقابل ستلتزم حماس بتهدئة طويلة الأمد"، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي سيلعب دورا في العملية، وخصوصا مصر، في جنوب غزة. وقال لابيد "لن يحدث ذلك من دون دعم ومشاركة شركائنا المصريين ومن دون قدرتهم على التحدث مع جميع المعنيين". وحذر من أن "أي خرق من قبل حماس سيوقف العملية أو يعيقها".

وإذا سارت المرحلة الأولى بسلاسة، ستشهد غزة عندئذ بناء جزيرة اصطناعية قبالة سواحلها تسمح بإنشاء ميناء، وسيتم إنشاء "رابط مواصلات" بين غزة والضفة الغربية. وقال لابيد إنه قدم الخطة إلى "شركاء في العالم العربي" وكذلك إلى الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي. وقال "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، ما زلنا على طاولة الرسم، ولكن إذا كان لهذه الخطة فرصة للنجاح وحصلت على دعم واسع النطاق، فسوف أقترحها على الحكومة بصفتها الموقف الرسمي".

وصفت حركة حماس خطة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد لتحسين الوضع المعيشي في غزة شرط أن توقف حماس هجماتها ضد إسرائيل بأنها "وعود كاذبة وزائفة" لا يمكن أن تتحقق عمليا، وأكدت أن الحركة لن تكون جزءا من تلك الخطة "الفاشلة". وقال مشير المصري، القيادي في حركة حماس لبي بي سي، في أول تعقيب للحركة على خطة لابيد إن توفير مقومات الحياة لسكان قطاع غزة "هو حق وليس منة من أحد"، وإن إسرائيل "لا تفهم إلا لغة القوة، وما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بالقوة".[101]

في 20 ديسمبر 2021، كشف عضو المكتب السياسي، المتحدث باسم حركة حماس، مشير المصري (أبو بكر) أهم ما بحثه الوفد الأمني المصري في قطاع غزة. وقال أبو بك: "لا شك أن علاقة حركة حماس مع الأشقاء في مصر مستمرة، وزيارة الوفد المصري لقطاع غزة تأتي في إطار استمرار هذه العلاقة وتعزيز جوانبها، وخاصة فيما يتعلق بدور مصر في التهدئة وملف إعادة الإعمار، نعتقد أن هناك حالة هروب من قبل العدو الصهيوني من تحمل المسؤولية، والاتجاه لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، ومن هنا كان تحذير المقاومة الفلسطينية بأن استمرار تجديد الحصار وحرمان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أبسط مقومات الحياة، سيكون له تداعيات خطيرة". وأضاف أبو بكر: "وكذلك تمت مناقشة دور مصر فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار، والمطالبة بضرورة الإسراع بإنجازه، المطلوب من مصر الإيفاء في الوعود، باعتبار الأشقاء في مصر هم وسطاء في ملف التهدئة، ويدركون أن حالة التباطؤ والتلكؤ التي يمارسها العدو الصهيوني وغيره من الأطراف، في مسألة إعادة الإعمار، تدفع الأمور باتجاه الهاوية، ونحن تلقينا جملة من الوعود من الأشقاء في مصر، نتمنى الإسراع في إنجازها، وبخاصة على صعيد الإعمار، والانسيابية بالحركة البشرية والتجارية، باعتبار مصر تمثل منفذا روحيا لقطاع غزة، والأمر الثالث هو في ممارسة ضغط حقيقي على السلطة وحركة فتح لدفعهم إلى المصالحة والوحدة الوطنية بعد التنازلات والمرونة التي قدمتها حركة حماس".[102]

وحول ما تقوم به الحركة لكسر الحصار قال أبو بكر: "لاشك أن حركة حماس بحكم أنها تقود الحكومة في قطاع غزة، تعمل على أكثر من مسار واتجاه بغية تعزيز مقومات الصمود لدى الشعب الفلسطيني والعمل على كسر حلقات الحصار، سواء من خلال توفير مقومات الحياة عبر تعزيز العلاقة مع مصر في بعدها التجاري، والأمر الثاني هو أن نمارس الضغط على العدو الصهيوني لإنهاء الحصار على قطاع غزة، وتجلى ذلك عبر مسيرات العودة وكسر الحصار والضغوط التي تمارسها قيادة الحركة مع المقاومة الفلسطينية، مثل إدخال المنح المالية والمساعدات لصالح قطاع غزة والمطالبة المستمرة لقيادة السلطة في رام الله، بضرورة إنهاء العقوبات الإجرامية المفروضة على قطاع غزة، والتي طالت مؤخرا أسر الشهداء والجرحى والأسرى، ومن هنا حركة "حماس" تتحرك بروح وطنية مشتركة مع كل قوى وفصائل الشعب الفلسطيني في القطاع للعمل على توفير حياة كريمة لشعبنا الفلسطيني، وأن تكون دوما وثيقة لتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال والتحديات الكبرى التي يمر بها شعبنا"

التحقيقات

في 27 مايو 2021، صوت مجلس حقوق الإنسان الأممي، لصالح فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال حرب غزة 2021. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول لم تسمه، قوله إن "تصويت مجلس حقوق الإنسان لصالح فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال صراع غزة حصل على تأييد 24 دولة بينما عارضت 9 وامتنعت 14 عن التصويت". [103]

ردود الفعل

الإسرائيلية والفلسطينية

في 9 مايو 2021، أجلت المحكمة العليا الإسرائيلية القرار المتوقع بشأن الإخلاء لمدة 30 يومًا، بعد تدخل من المدعي العام، أڤيخاي ماندلبليت.[104] كما منعت شرطة إسرائيل اليهود من التوجه إلى ساحة الأقصى للاحتفال بيوم القدس .[105]

دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أفعال الشرطة الإسرائيلية وقال إن إسرائيل "لن تسمح لأي عنصر راديكالي بتقويض التهدئة". وقال ايضاً "نرفض بشدة الضغط لإيقاف عملية البناء في القدس"..[106] وطالب مسؤولون إسرائيليون إدارة بايدن بعدم التدخل في الموقف.[107]

في 10 مايو 2021، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بيانًا مفاده أن "الاقتحام الوحشي والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وساحاته هو بمثابة تحدياً جديداً للمجتمع الدولي".[108]

عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً طارئاً في 11 مايو وأغلقت المدارس في عدة أجزاء من إسرائيل.[109]

الدولية

المنظمات

  الاتحاد الأوروپي – دعا الاتحاد الأوروپي الجانبين إلى تهدئة التوترات وكرر تأكيده على أن "العنف والتحريض غير مقبول ويجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف.[110]

  الأمم المتحدة – دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى إلغاء أي عمليات إخلاء مزمعة واستخدام "أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة" ضد المتظاهرين.[111] يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جلسة مغلقة يوم 10 مايو لمناقشة القضية.[107]

إقليمياً

  مصر – دعت وزارة الخارجية إسرائيل إلى "وقف جميع الإجراءات التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى" ووصفت عمليات الإخلاء المحتملة بأنها انتهاك للقانون الدولي.[112]

  إيران – ووصفت الحكومة الإيرانية تصرفات الشرطة الإسرائيلية بأنها "جريمة حرب" ودعت الأمم المتحدة إلى إدانتها.[110]

  الأردن –وصفت الحكومة الأردنية تصرفات الشرطة الإسرائيلية بـ"البربرية".[106]

  السعودية – أصدرت وزارة الخارجية بياناً مفاده أن المملكة "ترفض الخطط والإجراءات الإسرائيلية لإجلاء عشرات الفلسطينيين من منازلهم في القدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليهم".[113]

  تركيا –ألقى الرئيس رجب طيب أردوغان كلمة وصف فيها إسرائيل بأنها "دولة إرهابية قاسية" وقال إن الأمم المتحدة يجب أن تتدخل "لوقف الاضطهاد".[110]

  الإمارات العربية المتحدة – أدان وزير الدولة للشؤون الخارجية خليفة المرار الاشتباكات ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى "توفير الحماية اللازمة لحق المدنيين الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ومنع الممارسات التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى" .[113]

أخرى

  البوسنة والهرسكبكر عزت‌بگوڤـِتش، رئيس حزب حزب العمل الديمقراطي، أكبر حزب سياسي إسلامي في البلاد وأكثرها نفوذاً، أصدر بياناً قال فيه: "إن إراقة الدماء في شهر رمضان المبارك، وإبعاد الفلسطينيين عن منازلهم اعتداء على القيم الحضارية".[114]

  كندا – دعا وزير الخارجية الكندي، مارك گارنو، إلى "وقف فوري للتوترات" ودعا جميع الأطراف إلى "تجنب أي إجراءات أحادية الجانب".[115]

  فرنسا – دعت وزارة الشؤون الخارجية والأوروپية "جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن أي استفزاز للسماح بعودة الهدوء في أسرع وقت ممكن".[116]

  الكرسي الرسولي – حث الپاپا فرانسس في ساحة القديس بطرس على إنهاء الاشتباكات ويحذر من أن "العنف يولد العنف".[117]

  پاكستان – ندد رئيس الوزراء الپاكستاني عمران خان بالهجوم وقال "نكرر دعمنا للشعب الفلسطيني. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة".[118]

  المملكة المتحدة – دعا وزير الخارجية دومينيك راب إلى "خفض التصعيد من جميع الأطراف" و"إنهاء استهداف السكان المدنيين". كما أدان راب إطلاق حماس الصواريخ على إسرائيل.[116]

  الولايات المتحدة – أعربت وزارة الخارجية عن قلقها وحثت كلا الجانبين على "تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات أو تأخذنا بعيدًا عن السلام". [119] أدان عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي برني ساندرز وإلزابث وارن وعضوة مجلس النواب ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إسرائيل بشأن عمليات الإخلاء المقترحة.[112]

في 11 مايو 2021، أعلنت الممثلة الأمريكية-الإسرائيلية ناتالي بورتمان تضامنها مع الفلسطينيين بعد الإعتداءات الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى. ونشرت بورتمان مقالاً عبر صفحتها على إنستگرام، حول حي الشيخ جراح، متضامنة مع احترام حرية وحقوق الفلسطينيين. ورفضت بورتمان، طرد الفلسطينيين من القدس، والاستيلاء على منازلهم بدون وجه حق.[120]

انظر أيضاً

مرئيات

روجر ووترز يصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري، تعليقاً
على أزمة حي الشيخ جراح، مايو 2021.
اعتداء الشرطة الإسرائيلية على الفلسطينيين المعتصمين
ضد طردهم من منازلهم، في حي الشيخ جراح بالقدس.
مظاهرات مدينة اللد، 11 مايو 2021.
حريق أضرمه المحتجون بمطعم بمدينة عكا، 11 مايو 2021.

المصادر

  1. ^ Kingsley, Patrick (2021-05-15). "After Years of Quiet, Israeli-Palestinian Conflict Exploded. Why Now?". The New York Times.
  2. ^ "Israel and Hamas claim victory after truce". BBC (in الإنجليزية). Retrieved 21 May 2021.
  3. ^ "كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى": أمام الصهيانة خياران.. الموت أو الرحيل". Al Mayadeen. 15 May 2021.
  4. ^ Maher, Marwan (13 May 2021). "كتائب الأقصى تعلن مشاركتها في ضرب إسرائيل بضرب 106 صاروخ وقذيفة". Al-Masry Al-Youm. Retrieved 21 May 2021.
  5. ^ أ ب "73-year-old Israeli woman who fell in rocket shelter dies of injuries". The Times of Israel. 23 May 2021. Retrieved 18 May 2021.
  6. ^ "Struck by rocket strike during video call with husband, Kerala woman dies in Israel". India Today. 12 May 2021. Archived from the original on 12 May 2021. Retrieved 12 May 2021.
  7. ^ "Magen David Adom: 12 killed in Israel in rocket attacks, 312 injured". The Times of Israel. 18 May 2021. Retrieved 18 May 2021.
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة 10Gaza
  9. ^ "Israeli Officials Expect Gaza Cease-fire 'Within Days' as Rocket Barrages Fired at South". Haaretz. Retrieved 19 May 2021.
  10. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Loddies
  11. ^ "2 soldiers shot in legs, injured during violent riot near Ramallah". The Times of Israel. 18 May 2021. Retrieved 18 May 2021.
  12. ^ Al-Mughrabi, Nidal; Williams, Dan (21 May 2021). "Israel and Hamas both claim victory as ceasefire holds". Reuters. Retrieved 21 May 2021.{{cite web}}: CS1 maint: url-status (link)
  13. ^ أ ب Sam Sokol, 11 Days, 4,340 Rockets and 261 Dead: The Israel-Gaza Fighting in Numbers Haaretz 23 May 2021
  14. ^ "Photos from Palestine and Israel, where fighting is escalating even amid truce efforts". Associated Press. Archived from the original on 14 May 2021. Retrieved 14 May 2021.
  15. ^ "Israel-Gaza ceasefire holds despite Jerusalem clash". BBC News. 21 May 2021.
  16. ^ Frantzman, Seth J. (17 May 2021). "Iron Dome intercepts drone during combat for first time, says Israeli military". Defense News. Retrieved 18 May 2021.
  17. ^ "Israel carried out its deadliest strike yet, as the fighting raged on". New York Times. 16 May 2021. Retrieved 21 May 2021.
  18. ^ "Two Palestinians killed by Israeli troops after alleged attack". Al Jazeera. 7 May 2021. Retrieved 19 May 2021.
  19. ^ "Palestine death toll rises to 217 amid UN deadlock". The News International. 19 May 2021. Retrieved 19 May 2021.
  20. ^ Frykberg, Mel (14 May 2021). "Several Palestinians killed by Israeli fire in West Bank protests". Al Jazeera.
  21. ^ "33-year-old man killed in Lod amid violent riots across Israel". The Times of Israel. 11 May 2021. Archived from the original on 12 May 2021. Retrieved 11 May 2021.
  22. ^ "Killing blockaded civilians and destroying infrastructure on a massive scale: Israel is committing war crimes in the Gaza Strip". B'Tselem. 15 May 2021. Retrieved 19 May 2021.
  23. ^ Boxerman, Aaron (10 May 2021). "25 wounded, 23 arrested in Arab protests in Jerusalem and across Israel". The Times of Israel. Archived from the original on 9 May 2021. Retrieved 10 May 2021.
  24. ^ "Hezbollah says Lebanese man killed by Israeli gunfire at border was fighter in group". Associated Press. Archived from the original on 14 May 2021. Retrieved 14 May 2021.
  25. ^ Pietromarchi, Virginia; Gadzo, Mersiha; Regencia, Ted (14 May 2021). "Thousands flee homes as Israel continues air raids on Gaza: Live". Al Jazeera. Archived from the original on 14 May 2021. Retrieved 14 May 2021.
  26. ^ "UN: There is no 'safe place' in Gaza, 72,000 people displaced". www.jpost.com. 19 May 2021.
  27. ^ Kingsley, Patrick (2021-05-09). "Israeli Court Delays Expulsion of Palestinian Families in East Jerusalem". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2021-05-10.
  28. ^ "Tensions over Jerusalem Day march, Temple Mount clashes culminate in rocket fire from Gaza". Haaretz.com (in الإنجليزية). Retrieved 2021-05-10.
  29. ^ "TV: Palestinians stocked rocks for Temple Mount riots, police caught unawares". www.timesofisrael.com (in الإنجليزية الأمريكية). 8 May 2021. Retrieved 2021-05-10.{{cite web}}: CS1 maint: url-status (link)
  30. ^ Mike Brest (10 May 2021). "Hamas retaliates with rockets following clashes between Israeli police and Palestinians". Washington Examiner.
  31. ^ "1 dead, 3 hurt as 'largest ever' Hamas barrage hits Ashdod, Ashkelon". ynetnews (in الإنجليزية). 2021-05-11. Retrieved 2021-05-11.
  32. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :7
  33. ^ Kingsley, Patrick; Kershner, Isabel (2021-05-10). "After Raid on Aqsa Mosque, Rockets From Gaza and Israeli Airstrikes". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2021-05-11.
  34. ^ Federman, Josef; Akram, Fares (10 May 2021). "Hamas launches new attack on Israel after Jerusalem clashes". The Washington Post. Retrieved 10 May 2021.
  35. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :8
  36. ^ أ ب Elder, A. (2008-07-27). "U.S. protests eviction of Arab family from East Jerusalem home". Haaretz. Archived from the original on 2009-12-13. Retrieved 2009-07-12.
  37. ^ Levy, G. (2008-12-27). "Twilight Zone / Non-Jews need not apply". Haaretz. Archived from the original on 2009-04-16. Retrieved 2009-07-12.
  38. ^ أ ب ت Hasson, Nir (2009-03-19). "Turkish documents prove Arabs own E. Jerusalem building". Haaretz. Archived from the original on 2009-09-07. Retrieved 2009-07-12.
  39. ^ Cook, J. "Ottoman Archives Show Land Deeds Forged".
  40. ^ http://fr.jpost.com/servlet/Satellite?pagename=JPost/JPArticle/ShowFull&cid=1249275679490[dead link]
  41. ^ "High Court Evicts Arab Squatters in Jerusalem".
  42. ^ أ ب Palestinians evicted in Jerusalem BBC News. 2009-08-02.
  43. ^ 50 Palestinians evicted from Jerusalem homes Israeli police then allowed Jewish settlers to move into the houses NBC News. 2009-08-02.
  44. ^ East Jerusalem evictions condemned Al-Jazeera English. Al-Jazeera and Agencies. 2009-08-02.
  45. ^ "الأردن يصادق على 14 اتفاقية إضافية تدعم تثبيت أهالي "الشيخ جراح"". 2021-04-30.
  46. ^ "السلطة لنقل ملف «الشيخ جراح» إلى لاهاي". جريدة الشرق الأوسط. 2021-05-05. Retrieved 2021-05-06.
  47. ^ "مطارنة: تهجير فلسطينيي القدس نكبة جديدة وإهانة للإنسانية". جريدة المصري اليوم. 2021-05-08. Retrieved 2021-05-08.
  48. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة AFPSilence
  49. ^ "Palestinians, Israeli settlers scuffle in east Jerusalem". Associated Press. Jerusalem. 6 May 2021. Retrieved 9 May 2021.
  50. ^ Krauss, Joseph (7 May 2021). "Palestinians, Israel police clash at Al-Aqsa mosque; 53 hurt". Associated Press. Jerusalem. Retrieved 9 May 2021.
  51. ^ أ ب Farrell, Stephen; Lubell, Maayan (9 May 2021). "Clashes, prayers in Jerusalem on Muslim Laylat al-Qadr". Reuters. Retrieved 10 May 2021.
  52. ^ Alsaafin, Linah (10 May 2021). "Dozens wounded as Israeli forces raid Al-Aqsa compound: Live". Al Jazeera. Retrieved 10 May 2021.
  53. ^ أ ب ت Odenheimer, Alisa (10 May 2021). "Violence Spreads on Day Israel Marks Its Control of Jerusalem". Bloomberg News. Retrieved 10 May 2021.
  54. ^ "Jerusalem Day Violence: Dozens of Palestinians Wounded in Clashes on Temple Mount". Haaretz. 10 May 2021. Retrieved 10 May 2021.
  55. ^ Ben Zion, Ilan (10 May 2021). "More than 300 Palestinians hurt in Jerusalem holy site clash". Associated Press. Retrieved 10 May 2021.
  56. ^ ""سرايا القدس" تعلن عن إطلاقها 30 صاروخا باتجاه مدينة سديروت - فيديو + صور". روسيا اليوم. 2021-05-10. Retrieved 2021-05-10.
  57. ^ "الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لغارة على خلية تابعة لحماس في قطاع غزة". روسيا اليوم. 2021-05-10. Retrieved 2021-05-10.
  58. ^ "المدن العربية تشتعل.. وفرض حالة الطوارئ في مدينة اللد". وكالة سوا الإخبارية. 2021-05-11. Retrieved 2021-05-12.
  59. ^ "ارسال قوات من حرس الحدود الى المدن المختلطة بغية اعادة النظام الى نصابه فيها". روسيا اليوم. 2021-05-11. Retrieved 2021-05-12.
  60. ^ "المواجهات تتجدد في مدن الداخل.. إحراق سيارات ومطعم.. وعمدة مدينة اللد يطلب التدخل السريع". هيئة البث الإسرائيلي. 2021-05-11. Retrieved 2021-05-12.
  61. ^ Lieber, Felicia Schwartz and Dov (2021-05-10). "Israel Strikes Hamas Targets After Rockets Fired at Jerusalem". Wall Street Journal (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0099-9660. Retrieved 2021-05-10.
  62. ^ Schwartz, Felicia; Lieber, Dov (10 May 2021). "Israeli Military Says Rockets Fired From Gaza Toward Jerusalem". The Wall Street Journal. Jerusalem. Retrieved 10 May 2021.
  63. ^ "Hamas Fires Rocket Barrage at Jerusalem as IDF Green Lights Gaza Strikes". Algemeiner.com.
  64. ^ "Israel launches airstrikes on Gaza strip after Hamas rocket attacks". the Guardian. 10 May 2021.
  65. ^ "Jerusalem violence leads to Hamas rockets on Israel, nine dead in Gaza". Reuters. 10 May 2021.
  66. ^ "Rockets kill 2 Israelis; 28 die in Gaza as Israel hits Hamas (AP)".
  67. ^ "Two Israeli women killed in Palestinian rocket strikes, ambulance service chief says". Sky News (in الإنجليزية). Retrieved 2021-05-11. "33% estimated"
  68. ^ https://www.theguardian.com/world/2021/may/10/hamas-fires-rockets-into-israel-in-dispute-over-jerusalem-mosque
  69. ^ "Hamas launches new attack on Israel after Jerusalem clashes".
  70. ^ "هل هددت حماس سكان برج (موشيه أفيف) باخلائه فوراً.. محمد الضيف أمر برفع الحظر عن تل أبيب". وطن سرب. 2021-05-15. Retrieved 2021-05-16.
  71. ^ "الجيش الإسرائيلي: وتيرة إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية لم يسبق لها مثيل". مونت كارلو الدولية. 2021-05-16. Retrieved 2021-05-16.
  72. ^ "غزة وإسرائيل: مقتل قائد ميداني في حركة الجهاد الإسلامي في غارة جوية إسرائيلية على القطاع". بي بي سي. 2021-05-17. Retrieved 2021-05-17.
  73. ^ "Israel-Palestinian ceasefire comes into effect". BBC News. May 21, 2021. Retrieved May 21, 2021.
  74. ^ "بترتيب أميركي أردني قطري تركي ومصري - تسريب عن اتفاق هدنة بين حماس وإسرائيل". إيلاف. 2021-05-17. Retrieved 2021-05-21.
  75. ^ "مصدر فلسطيني لـRT: إسرائيل تنجز اتفاق وقف إطلاق النار على مبدأ التهدئة مقابل التهدئة". روسيا اليوم. 2021-05-20. Retrieved 2021-05-21.
  76. ^ "وصول الوفد الأمني المصري إلى غزة". روسيا اليوم. 2021-05-20. Retrieved 2021-05-21.
  77. ^ "القوات الإسرائيلية تقتحم المسجد الأقصى وتهاجم المصلين بقنابل الصوت". روسيا اليوم. 2021-05-21. Retrieved 2021-05-21.
  78. ^ "مصر تتقدم بمبادرة جديدة لتعزيز وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين". روسيا اليوم. 2021-05-27. Retrieved 2021-05-27.
  79. ^ "نتنياهو يبحث مع رئيس مخابرات مصر تحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة والحد من قدرات "حماس"". روسيا اليوم. 2021-05-30. Retrieved 2021-05-30.
  80. ^ "هنية يصل القاهرة للتباحث مع المسؤولين المصريين". روسيا اليوم. 2021-06-08. Retrieved 2021-06-08.
  81. ^ "مصر تعلن تأجيل الحوار الفلسطيني إلى أجل غير مسمى". روسيا اليوم. 2021-06-09. Retrieved 2021-06-09.
  82. ^ "Power Up: Biden administration approves $735 million weapons sale to Israel, raising red flags for some House Democrats". واشنطن پوست. 2021-05-17. Retrieved 2021-05-17.
  83. ^ "Jerusalem violence: Deadly air strikes hit Gaza after rocket attacks". BBC. 11 May 2021. Retrieved 11 May 2021.
  84. ^ staff, T. O. I. "Two killed, others hurt by rocket in Ashkelon, amid massive barrages from Gaza". www.timesofisrael.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2021-05-11.
  85. ^ "IDF eliminates Hamas anti-tank array commander, 150 Gaza rocket launchers". www.i24news.tv. Retrieved 2021-05-11.{{cite web}}: CS1 maint: url-status (link)
  86. ^ "2 הרוגים במטח לעבר אשקלון". כאן-תאגיד השידור הישראלי. Retrieved 2021-05-11.
  87. ^ staff, T. O. I. "One killed, one badly hurt by rocket in Ashkelon amid massive barrages from Gaza". www.timesofisrael.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2021-05-11.
  88. ^ Gross, Judah Ari. "Woman killed in rocket strike in Rishon Lezion". www.timesofisrael.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2021-05-11.
  89. ^ "إعادة إعمار غزة... أو عملية "تكسير الدماغ" الأمريكية". مونت كارلو الدولية. 2021-05-25. Retrieved 2021-05-25.
  90. ^ "500 مليون دولار من قطر لإعادة إعمار قطاع غزة". يورونيوز. 2021-05-26. Retrieved 2021-05-26.
  91. ^ "بلينكن يشدد من إسرائيل على "ضمان عدم استغلال" حركة حماس لمساعدات إعادة إعمار غزة". فرانس 24. 2021-05-25. Retrieved 2021-05-29.
  92. ^ "بلينكن بعد لقائه عباس: سنعمل على حشد دولي من أجل إعادة إعمار غزة". العربية نت. 2021-05-25. Retrieved 2021-05-29.
  93. ^ "Blinken says he discussed Egypt's human rights record with Sisi". رويترز. 2021-05-26. Retrieved 2021-05-26.
  94. ^ "تواصل الترتيبات لمفاوضات القاهرة: تحذيرات من التلاعب بملفّ الإعمار". جريدة الأخبار اللبنانية. 2021-05-29. Retrieved 2021-05-29.
  95. ^ "إسرائيل: إعادة إعمار غزة مشروطة بهدوء طويل وإعادة جثث الجنود". الشرق الأوسط. 2021-06-01. Retrieved 2021-06-01.
  96. ^ "تقرير إسرائيلي: الاتفاق على آلية جديدة لنقل الأموال القطرية إلى غزة". روسيا اليوم. 2021-06-20. Retrieved 2021-06-20.
  97. ^ "إسرائيل تسمح بإدخال الوقود القطري إلى محطة كهرباء غزة". سپوتنيك نيوز. 2021-06-28. Retrieved 2021-06-28.
  98. ^ "سفير قطر يعلن تفاصيل اتفاق جديد بين حماس وإسرائيل: فتح المعابر وصرف المنحة". سپوتنيك نيوز. 2021-09-06. Retrieved 2021-09-06.
  99. ^ "قطر تبلغ "حماس" تخفيض قيمة منحة موظفيها من 10 إلى 3 ملايين دولار". جريدة الأيام الفلسطينية. 2022-01-19. Retrieved 2022-01-19.
  100. ^ "غزة: يائير لابيد يعرض خطة لتحسين الوضع المعيشي والبنى التحتية في القطاع شرط وقف الهجمات منه". بي بي سي. 2021-09-13. Retrieved 2021-09-13.
  101. ^ "غزة: حماس تعلن رفضها لخطة وزير الخارجية الإسرائيلي لتحسين الوضع المعيشي في القطاع". بي بي سي. 2021-09-13. Retrieved 2021-09-13.
  102. ^ "حماس تكشف لـ"سبوتنيك" ما بحثته مع الوفد المصري". سپوتنيك نيوز. 2021-12-20. Retrieved 2021-12-20.
  103. ^ "مجلس حقوق الإنسان يصوت لصالح فتح تحقيق في جرائم ارتكبت خلال حرب غزة". روسيا اليوم. 2021-05-27. Retrieved 2021-05-27.
  104. ^ Kingsley, Patrick (9 May 2021). "Israeli Court Delays Expulsion of Palestinian Families in East Jerusalem". The New York Times. Jerusalem. Retrieved 9 May 2021.
  105. ^ Heller, Jeffrey (10 May 2021). "Palestinians and Israeli police clash at al-Aqsa mosque, over 300 hurt". Reuters. Retrieved 10 May 2021.
  106. ^ أ ب "Jerusalem protests: Netanyahu defends Israeli action after clashes with Palestinians". BBC News. 9 May 2021. Retrieved 9 May 2021.
  107. ^ أ ب Ravid, Barak (10 May 2021). "Israel calls on Biden administration to stay out of Jerusalem crisis". Axios. Retrieved 10 May 2021.
  108. ^ Boxerman, Aaron (10 May 2021). "Abbas slams Israel's 'brutal storming' of Temple Mount, 'assault on worshipers'". Times of Israel. Retrieved 10 May 2021.
  109. ^ Hendrix, Steve; Rubin, Shira (11 May 2021). "After Jerusalem erupts, deadly strikes and clashes spread across Israel and the Palestinian territories". Washington Post. Jerusalem. Retrieved 11 May 2021.
  110. ^ أ ب ت Holmes, Oliver (9 May 2021). "Scores injured in fresh night of Jerusalem clashes". The Guardian. Retrieved 9 May 2021.
  111. ^ "Jerusalem: Many injured on second night of clashes". BBC News. 9 May 2021. Retrieved 9 May 2021.
  112. ^ أ ب Magid, Jacob (9 May 2021). "Sanders, Warren, Ocasio-Cortez slam Israel over pending Sheikh Jarrah evictions". Times of Israel. Retrieved 10 May 2021.
  113. ^ أ ب "Saudi and UAE condemn Israel over Palestinian clashes at Al-Aqsa". Reuters. 8 May 2021. Retrieved 9 May 2021.
  114. ^ Biogradlija, Lelja (9 May 2021). "Bosnia politician condemns Israel's attacks on Palestinians". Anadolu Agency. Retrieved 10 May 2021.
  115. ^ Lazaroff, Tovah (9 May 2021). "Canada, Quartet slam Jerusalem violence, int'l pressure grows on Israel". Jerusalem Post. Retrieved 10 May 2021.
  116. ^ أ ب "World reacts after Israeli forces wound hundreds in Al-Aqsa raid". Al Jazeera. 10 May 2021. Retrieved 10 May 2021.
  117. ^ "'Violence Breeds Violence': Pope Francis Calls for End of Clashes in Jerusalem". Haaretz. 9 May 2021. Retrieved 9 May 2021.
  118. ^ "PM slams Israeli attack, urges OIC to combat Islamophobia". Dawn. 10 May 2021.
  119. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة : 1
  120. ^ "رغم أصولها.. نجمة هوليوود ناتالي بورتمان تتضامن مع الفلسطينيين". جريدة النهار اللبنانية. 2021-05-11. Retrieved 2021-05-11.