باب الرحمة

باب الرحمة، يُعرف في الغرب بالباب الذهبي، هو أحد أبواب القدس، ويُعرف في الأدب المسيحي بأنه الباب الشرقي الوحيد لجبل الهيكل وأحد البابين المستخدمين للدخول إلى المدينة من هذا الجانب. كان باب الرحمة مسوراً منذ العصور الوسطى. تاريخ إنشاؤه مختلف عليه ولا يوجد عمل أثري يشير لذلك، لكن معظم الآراء تتفق على أنه بُني في أواخر العصر البيزني وأوائل العصر الأموي. يقع باب الرحمة على بعد 200 متر جنوب باب الأسباط في الحائط الشرقي للسور. هو باب مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثينة ضخمة. وهو ويعتبرمن أجمل أبواب المدينة، ويؤدي مباشرة إلى داخل المسجد الأقصى.

باب الرحمة
Golden Gate
Golden Gate Jerusalem 2009.JPG
باب الرحمة
باب الرحمة is located in Jerusalem
باب الرحمة
موقع باب الرحمة في القدس العتيقة.
معلومات عامة
البلدة أو المدينةالقدس
الإحداثيات31°46′44″N 35°14′13″E / 31.77889°N 35.23694°E / 31.77889; 35.23694

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: إنه السور الذي ذكره الله في القرآن (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ). هو السور الشرقي؛ باطنه المسجد وظاهره وادي جهنم.

سميت المقبرة على جانبي الباب من الخارج باسم مقبرة الرحمة، وتضم قبري الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت.


التاريخ

الحملات الصليبية

كان الباب يفتح مرتين فقط في ذكرى دخول عيسى عليه السلام (عيد الشعانين)، وذكرى دخول هرقل للمدينة (عيد رفع الصليب).

الفترة الإسلامية المبكرة

استخدم المبنى الواقع إلى داخل الباب من جهة المسجد الأقصى قاعة للصلاة والذكر والدعاء، وحسب ما ذكر المؤرخ مجير الدين الحنبلي أن الإمام الغزالي عام 489ه‍- 1098م اعتكف في المدرسة النصرية أعلى باب الرحمة، وكان يدرس في المسجد الأقصى وفي خلوته فوق باب الرحمة كتب جزءاً من كتابه القيم إحياء علوم الدين.

العصر الحديث

عمرت لجنة التراث الإسلامي الباب وقاعته واتخذتها مقراً لأنشطتها الدعوية داخل المسجد الأقصى منذ عام 1992 حتى حلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اللجنة عام 2003.

الوصف

 
باب الرحمة من داخل الحرم القدسي.

يقع الباب على بعد 200 متر جنوبي باب الأسباط في الجدار الشرقي للمسجد الأقصى ويمثل جزءاً من السور الشرقي للبلدة القديمة، ويقع شرق قبة الصخرة.

يبلغ ارتفاع باب الرحمة 11.5 متر، ويُنزل إليه بدرج طويل من داخل المسجد الأقصى. يتكون الباب الرحمة جنوباً والتوبة شمالاً. وهو باب مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى قاعة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثية ضخمة.

مصلى باب الرحمة

 
فلسطينيون في مصلى الرحمة بعد فتحه في 12 مارس 2019.
 
المصلون في مصلى الرحمة بعد فتحه في 12 مارس 2019.

يقع مصلى الرحمة داخل باحات الحرم وهو عبارة عن مبنى مرتفع يتم الوصول إليه عبر درج طويل من داخل المسجد الأقصى وهو المدخل الداخلي لبوابتي الرحمة جنوباً والتوبة شمالاً.

أما تاريخ بناء المصلى فمختلف عليه ولا يُسمح بأي عمل أثري في حجرته الداخلية، لكن معظم الآراء تشير إلى أنه بني في أواخر المرحلة البيزنطية أو أوائل المرحلة الأموية وتوافد المسلمون على هذا الباب باعتباره أقيم على باب "الجنة" مجازاً.

في 12 مارس 2019، بعد إغلاقه لستة عشر عاماً أعاد نشطاء فلسطينون وقيادات دينية فتح مصلى الرحمة الذي أغلقته السلطات الإسرائيلية عام 2003 بأمر قضائي بسبب استخدامه من قبل لجنة التراث التي اتهمتها إسرائيل بالتبعية لحركة حماس. وتحمّل وسائل الإعلام الإسرائيلية الحركة الإسلامية الجنوبية وجمعية الأقصى وجهات أخرى، مسؤولية التصعيد الأخير في القدس بالتعاون مع دائرة الأوقاف. ورد مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف الإسلامية على ذلك عبر بيان مشترك جاء فيه بأن "على الإحتلال أن يوقف الادّعاءات التضليلية بأن هناك منظمة إرهابية تدعى لجنة تراث المسجد الأقصى وتستخدم مبنى باب الرحمة كمكاتب لها، علما بأن الجميع يعلم بأن باب الرحمة مغلق منذ عام 2003 وتم حل اللجنة منذ ذلك الوقت".[1]

ومنذ إعادة فتح المصلى أبعدت الشرطة الإسرائيلية كل من يحاول الصلاة فيه عن الحرم الشريف وعلى رأس المبعدين الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف وأكثر من مئة 140 شخصية منهم أعضاء في مجلس الأوقاف الى جانب نشطاء وحراس الأقصى العاملين لدى الأوقاف بسبب فتحهم للمسجد.

في 17 مارس 2019، أصدرت محكمة الصلح الاسرائيلية في القدس قرار يقضي بإغلاق باب الرحمة، لمدة شهرين، بعد طلب قدمته الشرطة الاسرائيلية. ويأتي هذا القرار بعد فترة قصيرة من قيام الفلسطينيين بفتح باب الرحمة عقب إغلاقه عام 2003 من قبل الشرطة الاسرائيلية، التي قالت إنه استعمل من قبل ما وصفته بمنظمة غير قانونية تابعة لحركة حماس.[2]

ويذكر أن منظمة الأوقاف لا تعترف بقرارات المحاكم الإسرائيلية بكل ما يتعلق بشرقي القدس التي احتلت عام 1967.

إغلاق الباب

هناك ثلاث آراء حول إغلاق باب الرحمة، وهي:

الرأي الأول

إغلاق الباب على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس في 27-7-583ه‍/ 2-10-1187م بهدف حماية المدينة والمسجد من أي غزو محتمل، وربما كان هدف صلاح الدين اقتصادي وليس عسكرياً وذلك بدفع شادي الرحال إلى المسجد الأقصى الدخول من بوابات المدينة المؤدية إلى الأسواق فيحصل التبادل والمنفعة بدلاً من الدخول المباشر للمسجد بعد زيارة قبور الصحابة المدفونين قرب الباب.[3]

الرأي الثاني

ينسب مؤرخون إغلاق الباب العثمانيين بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك أن الفرنجة سيعودون لاحتلال مدينة القدس عن طريق هذا الباب.

الرأي الثالث

إغلاق الباب قديم وأنه تم على مرحلتين. ففي الفترة الإسلامية المبكرة (العباسية أو الفاطمية) أغلقت البوابات الخشبية المصفحة بشكل دائم حيث حول داخل الباب إلى مصلى (لهدف ديني وهو تجسيد آية سورة الحديد المذكورة سابقاً)؛ حيث كسي الباب من الخارج بصفائح حديدية كناية عن الظلام، في حين كسي من الداخل بصفائح النحاس الأصفر اللامع كناية عن النور، وسمي الموضع بمشهد النور كما ذكر المؤرخ المقدسي (379ه‍-990م). أغلق الباب للحيلولة بين وادي جهنم خارج الباب والمسجد الأقصى وبقيت البوابات مغلقة حتى الفترة العثمانية حيث تقرر سد الباب بالحجر بشكل كامل في محاولة التخلص من إشاعة أن الفرنجة سيعودون من ذلك الباب.

ويعتبر الرأي الثالث الرأي الأقرب للصواب. حيث أن أقدم ذكر للباب نستشفه من وصف الرحالة ناصر خسروا 438ه‍/ 1047م لباب الرحمة: "كان في وقت ما دهليزاً فصيروه مسجداً وزينوه بأنواع السجاد" أي أن دهليز (غرفة الباب) أصبح مصلى بعد فرشه بالسجاد، ولم يعد ممراً يؤدي، إلى خارج المسجد. ولكن إغلاق الباب كان في المرحلة الأولى مثل غلق باب السكينة (شقيق باب السلسلة)، حيث تم غلق الباب الخشبي دون استعمال الحجارة ويشهد على ذلك وصف مجير الدين (900ه‍/ 1495م) بقوله: "وهما الآن غير مشروعين" أي أن البوابات الخشبية كانت مؤصدة، في حين يقول عن باب الجنائز القديم “باب لطيف مسدود بالبناء” فلو كان باب الرحمة مسدوداً بالبناء زمن مجير الدين لذكر ذلك. كما أن القول الشائع بأن صلاح الدين الأيوبي هو من أغلق الباب هو قول ليس له سند أو دليل ولم يقل به المؤرخون القدماء، فمثلاً يقول مجير الدين الحنبلي إنه أخبره قديماً شخص من القدماء أن الذي أغلق باب الرحمة والتوبة هو الخليفة عمر بن الخطاب.

يجب الالتفات إلى أن بين مجير الدين وصلاح الدين أقل من 300 عام، ولو أن صلاح الدين هو من أغلقهما لكان وصل ذلك إلى علم من أخبر مجير الدين، ولكن لأن الإغلاق قديم جداً تم نسب الأمر إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رغم عدم صحة هذا النسب).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الديانات المختلفة

اليهودية

يزعم اليهود أن باب الرحمة والتوبة إرث يهودي، وأنه يعتبر أحد بوابات الهيكل المزعوم. كما يعتقدون بأن المسيح المنتظر سيدخل من باب الرحمة وأنه كان المدخل الرئيس للهيكل. ويعرف الموقع باسم باب الرحمة أيضاً في العقيدة اليهودية، وهناك اعتقاد بأنه خلال فترة الهيكل الأول (586 قبل الميلاد) كان المدخل الرئيسي لمنطقة الهيكل من الجهة الشرقية. كما يعتقد اليهود بأن المسيح المنتظر سيدخل منه إذ لا يؤمن اليهود بأن المسيح قد جاء. وهناك روايات تتحدث عن صلاة اليهود في العصور الوسطى عند البوابة طلباً للرحمة عندما لم يسمح لهم الصليبيون بالدخول إلى المدينة حيث يقع الحائط الغربي، ولهذا سمي بباب الرحمة. في حرب 1967 حاول وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان فتح الباب إلا أنه فشل. جرت محاولة لاقتحامه تم إحباطها عام 2002 عندما حاول إسرائيلي فتح قبر ملاصق للباب من الخارج، وحفر نفقاً تحته ينفذ إلى داخل المسجد الأقصى.

المسيحية

 
أسطورة القديس يواخيم، لقاء عن الباب الذهبي، لوحة رسمها جوتو دي بوندونى عام 1305.

يعتقد المسيحيون أن المسيح قد دخل من هذا الباب في عيد الفصح وأن هرقل دخل منه للقدس بعد انتصاره على الفرس وقد أطلقوا عليه اسم الباب الذهبي وهي ترجمة خاطئة لإسمه باللغة اليونانية والتي تعني الباب الجميل.


الإسلام

يرجع المسلمون عموماً بناء الباب إلى العصر الأموي، كما يربطه بعض علماء المسلمين بسورة الحديد: "فضُرِبَ بينهم بسورٍ له بابٌ باب باطنُه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب". كما يشير كثير من علماء التفسير إلى أن المسلمين توافدوا دائماً على هذا الباب باعتباره أقيم على باب الجنة مجازاً.


معرض الصور

المصادر

  1. ^ ""باب الرحمة" في القدس ومكانته في الأديان الثلاثة". بي بي سي. 2019-03-10. Retrieved 2019-03-10.
  2. ^ "محكمة إسرائيلية تقرر إغلاق "باب الرحمة"". بي بي سي. 2019-03-17. Retrieved 2019-03-17.
  3. ^ "باب التوبة والرحمة". معلومة مقدسية. Retrieved 2019-03-12.

Coordinates: 31°46′44″N 35°14′13″E / 31.77889°N 35.23694°E / 31.77889; 35.23694