منشور المناسبة السعيدة

منشور المناسبة السعيدة، في 1951، من أوراق السفير جمال منصور، أحد الضباط الأحرار منشور أصدره تنظيم الضباط الأحرار وحول بمعرفة المختصين في أجهزة الاستخبارات الملكية للبحث,

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

 

أيها الضابط

كنا نعتقد أن المحنة التي أصابت البلاد في حرب فلسطين قد أعطت درساً قاسياً للمسؤولين لينهضوا بالجيش ويعملوا على تدريبه وتسليحه ويبعدونه عن تلك المظاهر الخادعة، كالاشتراك في الحفلات وإقامة الزينات - والعالم اليوم تمر به المحن والخطوب فتهتز أركانه وتستعد الأمم لكل طارئ وتتوجه الشعوب والحكومات إلى كل نافع ومفيد، إلا نحن في مصر حيث يصر سادة وأولي الأمر فيها أن يعيشوا عيشة الدعة والبهجة فيقيموا الاحتفالات والمباهج بمناسبة وغير مناسبة علها تنسي الشعب ما هو فيه من جوع وعري وحرمان.

هل يليق ببلد يعاني أبناؤه سكرات الموت من المرض والانحلال أن تقام فيها الأفراح والزينات وتنفق الأموال بغير حساب ( بمناسبة سعيدة )؟ أليس من الأسعد أن ننفق هذه الأموال لإحياء هؤلاء الموتى من العدم...!؟

لقد أجبروكم على دفع أموال طائلة لهذه المناسبة من مرتباتكم التي أنتم في أشد الحاجة إليها في هذه الظروف العصيبة، تزلفاً من كبار الضباط للحصول على الرتب والنياشين ولولا تذمركم ومعارضتكم لهذه الفكرة الفاسدة لما ردوا إليكم ما جمعوا من أموال ولقدمت الهدايا النفيسة ولأقيمت المآدب الفاخرة والحفلات الصاخبة قرباناً للمناسبة السعيدة. لقد تفتق ذهن القادة عن إقامة عرض للجيش احتفالا بالمناسبة السعيدة متقربين إلى أولي الأمر زلفى - والله أعلم بما انطوت عليه نفوسهم من رياء ونفاق.

سيخرج الجيش بمعداته وأسلحته ودباباته وقد زينت بالأضواء الملونة وخفقت على أجنابها الأعلام المزركشة وستلحق الطائرات المزينة بالأضواء في سماء القاهرة وستقام الاحتفالات الباهرة لتشيع جوا من السعادة المفتعلة. أي جيش يا أولي الأمر؟ وفي أي بلد من بلاد العالم تقام مثل هذه المهازل؟ لقد سئم الشعب هذه الاستعراضات الهزلية التي تخرج بالجيش عن مهمته الأصلية وهي الدفاع عن البلاد. هذه الأموال الطائلة التي تنفق وتلك المعدات الحربية التي ستستهلك أما كان جدير بنا أن ندخرها لهذا المستقبل المكفهر أما كان الأنفع للجيش أن يحتفظ بقوته ومعداته إلى يوم قريب؟ إن كل ضابط غيور لا بد أن يكون ساخطا على هذه الأوضاع الغريبة رحمة منه بجيشه وشفقة على موارد بلاده.

إليكم يا من تجمعون المال من عرق الشعب لتنفقوه في غير مصالح الشعب، إليكم يا من تسوقون البلاد إلى هاوية سحيقة لتصلوا إلى مآربكم وأطماعكم، إليكم كلمتنا هذه لتكون نذيرا لكم فثوبوا إلى رشدكم وارجعوا عن غيكم وأنتم أيها الضباط إليكم هذا العرض الموجز لما يحدث اليوم من مهازل فكونوا يقظين دائماً لما يدبر لجيشكم ومستقبل بلادكم ولا تتهاونوا في حقوقكم.


 

الضباط الأحرار

عرض برجاء الموافقة على تحويله لإدارة المخابرات

9 / 5 / 1951

تحول للمخابرات للبحث وحفظ صورة منها هنا.


المصادر


الكلمات الدالة: