محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني (11/04/1951)

محضر محادثة بين وزير الخارجية المصرية والسفير البريطاني، في 4 نوفمبر 1951، منشور من "وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882- 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 665 - 667".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

الحـاضرون:

دكتور محمد صلاح الدين (بك)

الأستاذ عبد الفتاح عمرو (باشا)

الأستاذ على زين العابدين حسني

سير رالف ستيفنسون

تشاپمان أندروز

السفير البريطانى - كلفتنى حكومة جلالة الملك أن أقدم لكم مقترحات معينة لحل مسألة الدفاع. وقد شدد على أن أوضح بجلاء عند تقديمها مركز الحكومة في إنجلترا. والسخط الحقيقى الذى أثاره في بريطانيا استمرار القيود على ناقلات البترول التى تمر بقناة السويس.

وهنا قرأ سعادة السفير البريطانى البيان التالى:

  "إن حكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة على استعداد لأن تستأنف المفاوضات لتعديل معاهدة التحالف المعقودة سنه 1936 وفقا لأحكام المادة 16 من تلك المعاهدة".

" وتعلم حكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة بالصعوبات الكبيرة التى تواجه الحكومة المصرية في هذه المسألة على أنها لا تستطيع بالنظر إلى التزاماتها نحو حلفائها الآخرين في شمال الأطلنطى وفى الشرق الأوسط تحمّل تبعة اتخاذ أية تدبيرات تضر بمقدرتها على المساهمة في الدفاع عن هذه المنطقة بنجاح ضد أى معتد. ومثل هذا الدفاع لن يكون ممكنا إلا إذا استمرت القاعدة المصرية في المستقبل في أداء وظيفتها بحيث تكون معدة فورا وقت الحرب. وإلا إذا كان الدفاع الجوى عن مصر مكفولا ".

" فلهذه الظروف تقترح حكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة أن تعدّل معاهدة التحالف المعقودة في سنة 1936 بحيث تنص على ما يأتى:

(أ) "انسحاب الجنود البريطانيين من مصر على مراحل. ويبدأ هذا الانسحاب بعد انقضاء سنة على اتفاق بتعديل المعاهدة وينتهى في سنة 1956 (يجب أن يلاحظ أن معدل انسحاب القوات المقاتلة والقيادة العامة يتوقف إلى حد كبير على معدّل إعداد محال لإقامتهم في مكان آخر) ".

(ب) " تحويل القاعدة إلى المدنيين تدريجيا ويقترح أن يتم ذلك لغاية سنة 1956 بإحلال الموظفين البريطانيين المدنيين الضروريين محل الموظفين العسكريين المنسحبين ويعهد بالقاعدة بعد ذلك إلى القوات المصرية المسلحة للمحافظة عليها. على أن تدار وفقا للسياسة العسكرية البريطانية تحت الإشراف الإدارى العام لمجلس إشراف انجليزى - مصرى. وحكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة على استعداد لأن تدفع إيجار المنشآت القاعدة ومواقعها) ".

(ج) " إنشاء نظام إنجليزى - مصرى طويل الأجل للدفاع الجوى المنسق على أن يشمل وحدات مصرية وبريطانية ".

(د) " تزويد القوات المصرية في تاريخ قريب بالأسلحة والمعدات على قدر حاجة التدريب وبعد ذلك تزويدها بما قد تدعوا إليه الضرورة من الأسلحة والمعدات على قدم المساواة في الأولوية مع البلاد الأخرى التى ارتبطت بريطانيا العظمى معها باتفاقات دفاعية نافذة. (وحكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة على استعداد كذلك لأن تقدم أية مساعدة تحتاجها الحكومة المصرية لتدريب قواتها) ".

(هـ) في حالة الحرب أو خطر الحرب الداهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها توافق مصر على عودة القوات البريطانية لمدة الخطر وعلى أن تمنحها والقوات الحليفة لبريطانيا جميع التسهيلات والمساعدات بما في ذلك استعمال الموانى والمطارات ووسائل المواصلات المصرية ".

 

ثم أضاف:

  أود أن أخبر معاليكم بأن حكومة جلالة الملك تشعر أنها قابلت وجهة النظر المصرية بسخاء. وترجو حكومة جلالة الملك أن تتلقى ردا مدروسا دراسة وافية على مقترحاتها. ولا تود حكومة جلالة الملك أن تنظر بأى شكل إلى هذه المقترحات كإنذار نهائى. ويسرها أن تنظر في أية اقتراحات مقابلة من الحكومة المصرية. علي أننى لا أستطيع أن أبسط لكم أى أمل في تغييرات كبيرة جوهرية بالنظر إلى التزامات حكومة جلالة الملك والأحوال العالمية الحاضرة وإنى على استعداد للإجابة على أى سؤال تود معاليكم توجيهه إلينا.  

دكتور محمد صلاح الدين (بك) - إن السؤال الوحيد الذى أود توجيهه الآن هو ما إذا كان هناك شئ عن السودان؟

السفير البريطانى - قدرت أنكم توجهون هذا السؤال

وهنا قرأ سعادة السفير البريطانى البيان الآتى:

" لا تستطيع حكومة جلالة الملك في المملكة المتحدة أن تقبل إقرار الرأى القائل بأن مسألة السودان لا يمكن فصلها عن مسألة الدفاع ".

" ومع ذلك فإن حكومة جلالة الملك على استعداد لأن تبحث مسألة السودان إذا كانت الحكومة المصرية ترى في ذلك فائدة ".

" وإن الغرض الذى ترمى إليه حكومة جلالة الملك هو أن تمكن السودانيين من بلوغ الحكم الذاتى في أقرب فرصة ممكنة عمليا. ومن المستحيل عليها أن تقبل أى تفاهم مع مصر يتنافى وهذا الغرض ".

" وعلى أية حال تقترح حكومة جلالة الملك أن يبدأ أولا بالسير في المباحثات الخاصة بمسألة الدفاع. وأن تؤجل أية مباحثات عن السودان حتى يتم على الأقل تبادل تمهيدى للآراء في مسألة الدفاع ".

دكتور محمد صلاح الدين (بك) - أظن أن هذا يكفى اليوم. أنتم تريدون ردا مدروسا وسنعطيكم ردا مدروسا بيد أننى أجد لزاما على أن أذكر لكم الآن أننى لا أرى سبيلا إلى أى اتفاق إلا إذا أدخلت تغييرات كثيرة جوهرية على هذه المقترحات.


المصادر