تاريخ بيروت

يعود تاريخ بيروت لأكثر من 5000 عام.[1][2][3][4] تدل أعمال الحفريات الأثرية في وسط بيروت على طبقات من ألأتأر الفينيقية والهيلينية والرومانية والعربية والعثمانية[5]

وأول إشارة لمدينة بيروت تعود للقرن الخامس عشر ما قبل الميلاد حيث ذكرت في رسائل تل العمارنة المسمارية التي ذكرت عن "عمونيرا" ملك "بيريت".[6] الذي أرسل ثلاث رسائل إلي الفرعون المصري[7]. كما ذكرت "بيريت" في رسائل "رب حدا" ملك بيبلوس (جبيل الحالية). وأنشأت أول مستوطناتها على جزيرة وسط نهرها التي طُمرت عبر الأزمان.

وفي عام 140م احتلها ودمرها تريفون الملك الهليني خلال صراعه مع أنتيوخس السابع للسيطرة على الحكم السلوقي. ومن ثم أعيد بناءها على الطراز الهليني وسميت لاوديسيا الفينيقية وفي بعض الأحيان لاوديسيا الكنعانية. وأحدث الحفريات في عام 1994م تشير إلى أن شارع سوق الطويلة الحديث هو تطور لشارع هيليني أو روماني قديم.

ونقود بيريت المسكوكة في القرن الأول الميلادي تحمل صورة ألاهة "تايخة" إلهة الثروة والحظ ومن الجهة الأخرى صورة لدلفين مع مرساة وهو الرمز الذي استعمله الدوس مانوتيوس في مطبعته في البندقية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفترة الهلينية-الرومانية

 
أثار حمامات بيروت الرومانية

واحتلها أغريبا في عام 64 ق.م. وسماها "مستوطنة جوليا أغسطس بيريتوس السعيدة" تيمنا بجوليا بنت الأمبراطور أغسطس[8][9][10]. ولأهميتها/ تمركز فيها الفيلقين الرومانيين المقدوني الخامس والغالي الثالث مما حولها إلى جزء من الأمبراطورية الرومانية وبالتالي عمروها على أسلوبهم فبنوا الأبنية والمعالم التذكارية الرومانية. ودعمت بعهد هيرودوس فأصبحت مدينة رومانية كاملة الحقوق في العام 14 ق.م. إشتهرت بيروت تحت الحكم الروماني بمدرسة القانون والتي استمرت لأكثر من 300 عام[11]. من أشهر مدرسيها هما الحقوقيين الفينيقيين بابينيانوس وأولبيانوس الذي اشتهرا خلال حكم الأباطرة السيفريين والذي كان عملهما أساس قانون جستنيان الأول المعروف باالبندكتس. وقد دُمرت نتيجةً لموجة الزلازل التي ضربتها في العام 551 للميلاد، فنقل طلابها إلى مدينة صيدون[4][8][12][13].


العصور الوسطى

وقتل الزلزال 30,000 بيروتي و250,000 من سكان الساحل الفنيقي الأمر الذي أفقد بيروت أهميتها خلال السنين المتبقية لها تحت حكم الروم وحكم العرب التي فتحوها في العام 635[14]. فتحها العرب بقيادة معاوية بن أبي سفيان في زمن خلافة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين الذي أمر بترميمها وتحصينها بالقلاع لحمايتها من هجمات الروم الذين حاولوا عبثاً استعادتها عدة مرات.[14] وفي تلك الفترة لم تحظ بيروت بشهرة كبيرة وأهمية تذكر مثل تلك التي حظيت بها مدينة عكا كمركز تجاري في شرقي المتوسط.

عندما ارتقى معاوية بن أبي سفيان سدة الخلافة الإسلاميّة جلب إلى بيروت قوماً من الفرس وأسكنهم فيها مثلما فعل بغيرها من مدن الساحل الشامي وبعلبك. كانت المدينة خلال عهد الخلفاء الراشدين والأمويين ثم العباسيين، تابعة لدمشق، واتخذها المسلمون في العهود المذكورة رباطاً، أي قاعدة عسكريّة، ومنها انطلقت الجيوش العربيّة التي حملها معاوية على الأسطول الذي فتح به جزيرة قبرص أيام عثمان بن عفان. وفي أيام أبي جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين، ظهر فيها عدد من العلماء البارزين أهمهم عبد الرحمن الأَوزاعي، المعروف باسم "الإمام الأوزاعي" المتوفى سنة 773، وقبره ما يزال موجوداً بالقرب منها عند الجهة الجنوبيّة على ساحل البحر، في منطقة أصبحت تحمل اسمه، وهذا القبر كان وما يزال مقصداً للناس الذين يزورونه ويتبركون به.[15] استعاد ملك البيزنطيين "يوحنا زيميسياس" بيروت عام 974 ولبث فيها نحو سنة، ثم أخرجته منها القوات المصريّة التي أرسلها جوهر الصقلي في أيام الفاطميين حكّام مصر في ذلك الحين، وفي زمنهم كانت هذه المدينة تابعة لدمشق المرتبطة رأساً بالقاهرة حاضرة الخلافة الفاطمية يومذاك.[16]

 
أمالريك الثاني من بيت المقدس يعيد احتلال بيروت سنة 1197. بريشة ألكسندر-جان-باتيست هسه، سنة 1842.


إحتلها صليبيو مملكة بيت المقدس في عام 1110 وأطلقوا عليها اسم "جوتييه" وعاثوا فيها فسادًا وارتكبوا مذابح مروعة فيها، حيث كان سكانها خليط من المسلمين والمسيحيين، وقد حوصرت بيروت لمدة 11 أسبوعاً حتى سقطت عندما تمكن اليأس من المدافعين عنها وعلى الرغم من حصول سكانها على وعد بالأمان من الملك بولدوين، ملك بيت المقدس مقابل فتح أسوارها أمام قواته إلا إنه أخلف وعده وانطلق جنوده يقتلون السكان حتى إمتلأت الشوارع بالدماء.

ومن 1110 حتى 1291 فقد ظلت في أيدي مملكة بيت المقدس الصليبية. أعاد جون من إبلين، سيد بيروت العجوز (1179–1236) بناء المدينة بعد المعارك مع صلاح الدين، كما شيد أيضاً قصر أسرة إبلين في بيروت.[14] بالرغم من أنها لم تكن مهمة في ذلك الوقت وبقوا فيها حتى 1291م. وقد اعتمد ازدهارها في تلك الفترة على حركة تبادلها التجاري مع أوروبا في التوابل.

استعاد صلاح الدين الأيوبي بيروت في سنة 1187، لكنها عادت إلى الصليبين بقيادة أمالريك الثاني بعد حوالي عشرة أعوام، وبعد أن زالت الدولة الأيوبية وحلت مكانها دولة المماليك أرسل الملك الأشرف خليل ابن الملك قلاوون الصالحي جيشاً كبيراً إلى المدينة فاستعادها وجعلها تابعة لنيابة طرابلس الشام التي كانت مرتبطة رأساً بالقاهرة مقر السلطة المملوكيّة آنذاك.[16]


الحكم العثماني

 
منظر بيروت وجبل صنين مكلل بالثلج في الخلفية – القرن 19.
 
بيروت في عام 1900م

بعد العام 1516 أصبحت المنطقة تحت الحكم العثماني، فحكم المدينة [14] الأمراء الدروز[17] وقد حصنها الأمير فخر الدين المعني الثاني في الفرن السابع عشر مما أعاد لها بعض الدور في التاريخ[18]. وفي عام 1763م استولى عليها العثمانيون مما أعاد إليها أهميتها البحرية من جديد. الا أن الجزار والى عكا أخفت أهميتها خلال حملاته على العثمانيين وسجل انخفاض عدد سكانها إلى 10,000 نسمة في تلك الفترة. وفي عام 1832، احتل إبراهيم باشا عكا مما أرجع لبيروت دورها المهم مرة أخرى. وفي العام 1888م أصبحت بيروت مركز ولاية عثمانية في سورية[19] والتي شملت سنجق اللاذقية وطرابلس وعكا والبقاع.

 
مبنى حكومة دائرة بيروت العثمانية، 1895.
 
بانوراما للمدينة في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر

ثم بدأت المدينة تتطور مع ازدياد النشاط التجاري، وفي منتصف القرن التاسع عشر ازداد سكان بيروت وتوسعت المدينة لتتخطى اسوارها. وفي خضم هذا التوسع قامت الإرساليات الغربية ومفكرو العالم العربي بتكوين المدينة. وأصبحت مركز الثقافة والفكر العربي ومركز تنوع عالمي بوجود الأوروبيين والأميركيين. فشركة المياه كانت بريطانية وشركة امداد العاز كانت فرنسية فيما أنشاء الأميركيون المدارس والجامعات ومن أشهرها الجامعة الأميركية في بيروت. واشتهرت فيها صناعات وتجارة الحرير. كما انشاء الفرنسيون مرفاء بحريا عصريا في عام 1894 ومدوا سكك الحديد بين بيروت ودمشق وحلب في عام 1907. وكانت السفن الفرنسية تنقل البضائع بين بيروت ومارسيليا وسرعان ما أصبح للفرنسيين تأثير أكبر من أي دولة غربية أخرى.

ونشرت دائرة المعارف البريطانية أن توزيع سكان بيروت في الغام 1911 كان كالتالي:

  • مسلمون: 36,000 نسمة
  • مسيحيون: 77,000 نسمة
  • يهود: 2،500 نسمة
  • دروز: 400 نسمة
  • أجانب: 4,100 نسمة


العصر الحديث

وفي 8 أكتوبر 1918 سقطت المدينة من العثمانيين ووقعت بأيدي قوات الحلفاء بقيادة الجنرال اللنبي في الحرب العالمية الأولى. وأعلنت عصبة الأمم بيروت خاضعة للانتداب الفرنسي مع بقية مناطق جبل لبنان، البقاع وسوريا الكبرى. ثم أعلنها الفرنسيون في 1920 عاصمة لدولة لبنان الكبير، والتي أصبحت الجمهورية اللبنانية في العام 1926 ولكن لم تنل إستقلالها إلا في العام 1943. وازدهرت بيروت خلال فترة الاستقلال واصبحت نقطة استقطاب ثقافي واقتصادي لكل محيطها. وبخاصة، أصبحت البلد الثاني الصيفي للعديد من مواطني العالم العربي. وشهدت اضطرابات لفترة بسيطة عام 1958م زمن الرئيس كميل شمعون بسبب الصراع حول حلف بغداد. وبعد هرب 1967 مع إسرائيل، أصبحت بيروت مركز أساسي للفدائيين الفلسطينيين الذين حاربوا إسرائيل.

وفي العام 1975[20]> اندلعت الحرب الاهلية اللبنانية وقسمت المدينة إلى شطرين: شرقي وغربي، وعم المدينة الخراب والفوضى. وقام الجيش الإسرائيلي في عام 1978 باجتياح لبنان واحتلال اراضيه من الجنوب حتى نهر الليطاني في عملية اعطاها الجيش الإسرائيلي اسم هذا النهر ثم توسع الاحتلال في لبنان بعد العدوان الإسرائيلي الثاني في العام 1982 ليصل مشارف العاصمة ويحاصرها. وفي العام 1990 إستقر الوضع في لبنان وتوحدت بيروت وعادت اليها حركة العمران بسرعة لتعود مركزا تجارياً وثقافياً مهماً للمنطقة العربية من جديد بجهود جبارة من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

 
البرلمان اللبناني في وسط بيروت

بعد إتفاق الطائف وإنتهاء الحرب اللبنانية ومع تولي الرئيس رفيق الحريري الحكومة بدأ إعمار بيروت وإعادتها مجدداً على الساحة الدولية، فبدأ بإعمار وسط بيروت التي قامت شركة سوليدير ببناءه، وغدت بيروت مجدداً باريس الشرق حتى عام 2005.

ومع إغتيال رفيق الحريري في شباط 2005 انسحب الجيش السوري من لبنان بتاريخ 26 أبريل تحت ضغط مظاهرات الشعب اللبناني ومقرارات الأمم المتحدة. ثم عادت بيروت ساحة للخراب بسبب المشاكل السياسية المتلاحقة بين السلطة والمعارضة. وتخلل ذلك عدوان إسرائيلي في يوليو 2006 دمرت خلاله البنية التحتية اللبنانية.

وفي 7 أيار 2008، قام مسلحي المعارضة في لبنان بالسيطرة على بيروت كرد فعل على اتخاذ الحكومة قرارا بتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة وبعزل مدير مطار بيروت الدولي. وتلى هذه العملية اتفاق في مدينة الدوحة الذي أخلى وسط بيروت من مظاهر الاضراب وأعاد الثقة بالسياحة اللبنانية.

خط زمني لبيروت

قبل القرن العشرين

 

هذا المقال هو جزء من سلسلة عن:

تاريخ لبنان

التاريخ القديم
تاريخ لبنان
فينيقيا
التاريخ القديم للبنان
الحكم الأجنبي
الحكم المصري
الحكم الآشوري
الحكم البابلي
الحكم الفارسي
الحكم اليوناني
الحكم الروماني
الحكم البيزنطي
الحكم العربي
الحكم العثماني
الحكم الفرنسي
لبنان المعاصر
أزمة لبنان 1958
الحرب الأهلية اللبنانية
حرب لبنان 1982
السيطرة السورية على لبنان
تفجيرات لبنان 2005
ثورة الأرز
حرب لبنان 2006
الاحتجاجات السياسية 2006-8
صراع شمال لبنان 2007
الصراع في لبنان 2008
حسب المواضيع
التاريخ العسكري
التاريخ الاقتصادي
خط زمني للتاريخ اللبناني
 ع  ن  ت


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القرن العشرون

= ع1900–ع1960

ع1970–ع1990

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ تاريخ - بيروت, 999Beirut
  2. ^ تحت ردميات بيروت أثار 5000 سنة من الحضارة - نيو يورك, The New York Times
  3. ^ أ ب لمحة عن لبنان السفارة الأميركية في بيروت.
  4. ^ [http://wwwlb.aub.edu.lb/~webpubof/research/21report/as/hist_projects.html مشاريع بحثية - الجامعة الأميركية في بيروت(AUB)
  5. ^ فينيقيا في الموسوعة اليهودية, Case Western Reserve University
  6. ^ Phoenicia, Jrank.org
  7. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة DTBcom
  8. ^ معلومات سياحية عن بيروت, Lonely Planet
  9. ^ التنقيب التشيكي على الأثار في ساحة الشهداء - بيروت, Institute for Classical Archaeology>
  10. ^ بيروت - موسوعة بريتانيكا, Britannica.com
  11. ^ تاريخ فينيقيا, fullbooks.com. Retrieved November 17th, 2007
  12. ^ Saida (Sidon)
  13. ^ أ ب ت ث بيروت - موسوعة بريتانيكا, Britannica.com خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "BritUKBeir" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  14. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة beirut.gov.lb
  15. ^ أ ب موقع مدينة بيرروت الرسمي، تاريخ المدينة، منعطفات تاريخية، من 140 ق.م. الى 1841 م
  16. ^ تاريخ الدروز, مؤسسة التراث الدرزي
  17. ^ بيروت, Jrank.org
  18. ^ بيروت الحديثة، كلية ماكليستر
  19. ^ تاريخ بديل, Foreign Policy
  20. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Britannica 1910.
  21. ^ أ ب Haydn 1910.
  22. ^ أ ب ت ث ج ح OCLC. "WorldCat". Retrieved 11 June 2012.
  23. ^ Palestine and Syria, Karl Baedeker, Leipzig, 1898
  24. ^ أ ب Racy 1986.
  25. ^ "Beirut Traders Association". Retrieved 14 June 2012.
  26. ^ Mittelmeer, Karl Baedeker, Leipzig, 1934
  27. ^ The Columbia Encyclopedia, CUP, New York, 1950
  28. ^ "Population of capital cities and cities of 100,000 and more inhabitants". Demographic Yearbook 1965. New York: Statistical Office of the United Nations. 1966. pp. 140–161.
  29. ^ Europa World Year Book 2004. Europa Publications. ISBN 978-1-85743-255-8.
  30. ^ أ ب Rogers 2008.
  31. ^ أ ب "Chronology of Key Events". Lebanon Profile. BBC News. Retrieved 11 June 2012.
  32. ^ United Nations Department of Economic and Social Affairs, Statistical Office (1987). "Population of capital cities and cities of 100,000 and more inhabitants". 1985 Demographic Yearbook. New York. pp. 247–289.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  33. ^ A history of cities in 50 buildings, UK, 2015, https://www.theguardian.com/cities/series/history-cities-50-buildings 
  34. ^ أ ب ت "Think Tank Directory". Philadelphia: Foreign Policy Research Institute. Archived from the original on 10 نوفمبر 2013. Retrieved 19 نوفمبر 2013. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  35. ^ Scalenghe 2003.
  36. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة nyt-egan
  37. ^ "Lebanon". Art Spaces Directory. New York: New Museum. Retrieved 19 November 2013.

وصلات خارجية

قالب:Greater Beirut قالب:Lebanon year nav