الناصرة

(تم التحويل من Nazareth)
الناصرة
נָצְרַת
Natzrat
Nazareth
an-Nāṣira
صورة پانورانية للناصرة، وتظهر بازيليكا البشارة وسط الصورة.
صورة پانورانية للناصرة، وتظهر بازيليكا البشارة وسط الصورة.
الختم الرسمي لـ الناصرة
الناصرة is located in إسرائيل
الناصرة
الناصرة
الإحداثيات: 32°42′07″N 35°18′12″E / 32.70194°N 35.30333°E / 32.70194; 35.30333Coordinates: 32°42′07″N 35°18′12″E / 32.70194°N 35.30333°E / 32.70194; 35.30333
البلدFlag of إسرائيل إسرائيل
مناطق إسرائيلالمنطقة الشمالية
تأسست2200 ق.م. (الاستيطان المبكر)
300 م (المدينة الكبرى)
البلديتح. 1885
الحكومة
 • النوعحكومة البلدية
 • الكيانبلدية الناصرة
 • العمدعلي سلام
المساحة
 • الإجمالي14٫123 كم² (5٫453 ميل²)
المنسوب
347 m (1٬138 ft)
التعداد
 (2019)[1]
77٬445
صفة المواطنناصري
منطقة التوقيتUTC+2 (توقيت إسرائيل)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)UTC+3 (IDT)
رمز المنطقة+972 (إسرائيل)
الموقع الإلكترونيwww.nazareth.muni.il
عرب إسرائيل
السياسة
بلد (التجمع)
حدش (الجبهة) العمل (عڤودا) • كاديما • ليكود
أبناء البلد
الفلسطينيون المهجرون داخلياً
مذكرة كونيگ
يوم الأرض
أحداث أكتوبر 2000
الدين
مسجد الأقصى
قبة الصخرة
كنيسة البشارة
Mary's Well
St. George's Orthodox Church
كنيسة القيامة
الثقافة
الموسيقى • Dance • المطبخ
العربية الفلسطينية
بدو النقب
التجمعات السكنية الكبرى
الناصرة • أم الفحم • Rahat
طيبه • شفا عمرو • باقة-جت
شاغور • Tamra • سخنين
Carmel City • Tira • عرابة
الشخصيات
هيام عباس • هاني أبو أسعد
محمد بكري • عزمي بشارة
إميل حبيبي • سميح القاسم
عباس صوان • إليا سليمان
جمال زحالقة • محمد بركة
علي سليمان • عموس يرقوني
انظر أيضاً قالب:فلسطينيون

الناصرة (بالآرامية: ܢܨܪܬ؛ باللاتينية: Nazara؛ بالعبرية: נָצְרַת) من أهم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء الشمال في منطقة الجليل، وتبعد عن القدس حوالي 105 كم إلى الشمال. أصبحت المدينة بعد النكبة عام 1948 مركزًا إداريًا وثقافيًا والمركز الرئيسي لعرب 48 في إسرائيل. بلغ عدد سكان مدينة الناصرة في عام 2015 حوالي 75,726 نسمة.[2][3][4][5] ويَصل عدد سكان حاضرة (متروبولين) الناصرة حوالي 210,000 نسمة منهم 174,800 عربي (83%) و30,345 يهودي (15%) و4,855 آخرون (2%)، ويَضُم المتروبولين البلدات المحيطة وهي الناصرة العليا، ويافة الناصرة، والرينة، وعيلوط، وكفركنا، والمشهد، وإكسال وعين ماهل.[6] ويعد متروبولين الناصرة أكبر تجمع حضري عربي في إسرائيل وهي المدينة الإسرائيليَّة الوحيدة التي يزيدُ عدد سُكَّانُها عن 75,000 نسمة ذات أغلبية عربيّة.[7]

تُعتبر مدينة الناصرة إحدى أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، وبحسب الانجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح، كما أنها المدينة التي نشأ فيها فنُسِبَ إليها ودُعي يسوع بيسوع الناصري. كما دُعي أتباعه بالنصارى. وابتداءً من العصر البيزنطي، أضحت المدينة مركزًا دينيًا. ومع الحملات الصليبية للمدينة ازدادت أهميّتها الدينية، إذ كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية، كما تبعتها كنائس منطقة الجليل. وبسبب قدسية مدينة الناصرة لدى العالم المسيحي، أصبحت المدينة مقصدًا للحجاج الزائرين. وقد زارها ثلاثة باباوات؛ البابا بولس السادس في 5 يناير 1964، البابا يوحنا بولس الثاني في عيد البشارة في 25 مارس 2000، والبابا بنديكتوس السادس عشر في 14 أيار/ مايو 2009.[8][9][10]. يُذكر أنّه يعيش اليوم في مدينة الناصرة أكبر تَجّمع مسيحي في فلسطين التاريخية.[11][12]

كانت الناصرة بوابة الغزاة إلى فلسطين التاريخية من الحدود الشماليّة، فتعاقب عليها الفرس[؟] والإغريق والرومان[؟] والبيزنطيون والصليبيون والمغول والعثمانيون والبريطانيون، حتى استولت عليها المنظمات اليهودية المُسلحة في 16 يوليو 1948. تجدر الإشارة إلى أن اسم الناصرة اُطلق على عدد من المدن في مختلف أنحاء العالم.[13] وقد تأسس أول مجلس بلدي للمدينة في العهد العثماني عام 1875.[14]

بسبب أهمية المدينة بالنسبة للعالم المسيحي سميّت وتكنت العديد من المدن حول العالم باسمها "الناصرة"، فضلًا عن مدارس وجامعات ومستشفيات ورهبانيات وكنائس دُعيت بهذا الاسم تيمنًا بمدينة البشارة حسب المعتقدات المسيحية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اسم مدينة الناصرة

إن اسم مدينة الناصرة الكنعاني القديم هو "آبل"، وقد سُميت العين أيضًا قديمًا بـ"عين آبل"، وهي اليوم عين العذراء التي تعني أيضًا عين الحياة. لقد ذُكر اسم الناصرة في العهد الجديد 29 مرة، وهذا يعني بأنها كانت مدينة مهمة في تلك الفترة بالرغم من عدم ذكر اسمها ولا مرة في العهد القديم. وقد كانت الناصرة في أيام الهيكل الثاني (في القرن السادس قبل الميلاد) قرية يهودية ويعود أصل اسمها إلى اللغة العبرية. وكما يبدو فإن اسم المدينة مشتق من الكلمة العبرية "נצר" التي تعني عصا أو غصنا. ويعتبر المسيحيون ذلك رمزًا إلى كون يسوع في الأصل من بيت داوود، وهي الحقيقة التي تدعم احتمالات أن يكون هو يسوع المسيح. وهناك إمكانية أخرى وهي أن يكون أصل الاسم يعود إلى كلمة "נצר" بالعبرية بمعنى الحراسة وقد يرتبط ذلك بالجبل المرتفع الذي تقع عليه المدينة والذي يعنى بحراسة مرج ابن عامر الذي شهد الكثير من المعارك في الفترات الغابرة. في أيامه كان يدعى يسوع على اسم مدينته.[15]

هنالك تعليل آخر لاسم الناصرة التاريخي، معناه مركز أو برج الحراسة. كما كان اسمها يعني الجبل المرتفع، أو منحدر الماء إلى مجراه. وليس هذا بعيدًا عن شكل جبالها المشرفة على جميع الأنحاء. لقد تشعبت الأبحاث عن اصل ومصدر اسم الناصرة، وذهب بعضها إلى أنّ أصل الاسم من اللغة الآرامية، وتذهب أخرى إلى أنّها سريانية، أو عبرية، أو عربية، ولكن معانيها حصرت في بضع مضامين:[16]

  • الزهرة أو البرعم المتفتح، أو باقة الأزهار، أو بستان الشجيرات، أو الزنبقة، أو رونق الشيء وإشراقه.
  • التنسك، الصوامع، مغاور النساك، مغاور وبيوت التنك.
  • الجبل، المركز، برج الحراسة، الجبل المرتفع، منحدر الماء.
  • النصر، فاعلة النصر.

لقد ذكر المؤرخ ميريل في كتابه "الجليل في أيام المسيح" أن اسم الناصرة مأخوذ من جبل النبي سعين حسب رأي الأب عيسى اسكندر المعلوف، ذلك الجبل المنتصب فوق المدينة كالحارس، والذي جاء في الأناجيل بأن مدينتهم - أي الناصرة، كانت مبنية عليه عندما هرب وقفز المسيح عنه. ويقول الأب عيسى المعلوف أيضًا بأن معناها المنفصلة، أو المختبئة وهذا بعيد عن الأصل. ولقد ذُكرت كلمة "نتسيرت" لأول مرة باللغة العبرية في أشعار اليعيزير هلكيير في حوالي القرن الميلادي السابع. لكن مصدر اسم الناصرة الذي عرفت به منذ فجر التاريخ غير معروف لا المعنى الحقيقي والأصل، ولكن قيل بأن هذا الاسم عبري ومعناه "نصر"، وقيل بأن معناه غصن لكثرة غاباتها ونضارة أغصانها في الماضي.

ويُقال بأن معناه ناصر أي: "مخلص"، والناصرة هي مؤنث ناصر في العربية، وهو الجبل الذي عله ميل أو الجبل المرتفع. والناصر أيضًا هو المطر. ولقد قالت القديسة باولا بأن معناه "زهرة"، لأن الناصرة تبدو كالزهرة المتفتحة منخفضة في الوسط والجبال حولها كالأوراق. ولقد نُسب السيد المسيح إلى الناصرة فُدعي ناصريًا - أي نذيرًا مكرسًا لفداء بني الإنسان. ودُعي بالناصري وتكنى أتباعه بالنصارى نسبةً للناصرة التي سميت أيضًا "مدينة البشارة"، وسُميت "البيضاء" لبياض مبانيها وأراضيها، وسُميت بـ"أم المغاور" لكثرة المغاور المحفورة في جبالها وصخورها. وذُكرت الناصرة أيضًا في "معجم ما استعجم" باسم "نصورية"، قرية بالشام إليها تنسب النصرانية. وذُكرت باسم "ناصرت" و"نتسيرت" و"نازرت".[16]

من سلسلة مقالات عن
المسيحية
 

الأسس و العقائد
يسوع المسيح
الثالوث الأقدس (الأب ، الابن ، الروح القدس)
كرستولوجيا· الكتاب المقدس·
علم اللاهوت المسيحي. قانون الإيمان
تلاميذ المسيح· الكنيسة· ملكوت الله· إنجيل
تاريخ المسيحية· الخط الزمني

الكتاب المقدس
العهد القديم· العهد الجديد
الوصايا· عظة الجبل
الولادة· قيامة يسوع· الإرسالية الكبرى
الوحي· الأسفار· القانون· أبوكريفا
التفسير· السبعينية· الترجمات

الثيولوجيا المسيحية
تاريخ الثيولوجيا· الدفاع
الخلق· سقوط الإنسان· الميثاق· الشريعة
النعم· الإيمان· الغفران· الخلاص
تقديس· تأله· العبادة
علم الكنيسة· الأسرار المقدسة· الأخرويات

التاريخ
المبكرة· المجامع المسكونية· العقائد
الانشقاق· الحملات الصليبية· الإصلاح البروتستانتي

مسيحية شرقية
أرثوذكسية شرقية· أرثوذكسية مشرقية
مسيحية سريانية· كاثوليكية شرقية

مسيحية غربية
كاثوليكية غربية · بروتستانتية
كالفينية · معمدانية · لوثرية
أنگليكانية· تجديدية العماد
إنجيلية · ميثودية . مورمونية
أصولية · ليبرالية · خمسينية
كنيسة الوحدة · . شهود يهوه
علم مسيحي . توحيدية . الأدفنتست
مواضيع مسيحية
الفرق· حركات· محاولات التوحيد المسيحية
موعظة· الصلاة· موسيقى
ليتورجيا· افخارستيا· الرهبنة· تقويم· الرموز· الفن

شخصيات مهمة
رسل المسيح الاثنا عشر. الرسول بولس
آباء الكنيسة. قسطنطين. أثناسيوس· أوغسطينوس
انسيلم· الأكويني· بالاماس· ويكليف
لوثر· كالفن· جون ويزلي

بوابة المسيحية

أما ياقوت الحموي فقال عن معناها بمعجم البلدان: الناصرة - فاعلة من النصر، ومنها اُشتق اسم النصارى، وهنالك قول آخر يقول بأن معنى كلمة الناصرة النذير أو البشير، كما يُقال أيضًا بأن الاسم مشتق من كلمة " نيزير" وتعني "التاج" أي أنها تاج الجليل. أما الأب يوجين هوادي فيقول في كتابة "الدليل للأرض المقدسة"، أن الناصرة تبدو كمدينة إيطالية وليس كمدينة شرقية. ويقول بأن معنى كلمة الناصرة هو "الزهرة"، أو "التفتح"، أو "الانتباه"، أو "الحراسة"، وفي بعض الأحيان تفسر محروسة.


مصطلح نصارى

نشأ في مدينة الناصرة المسيح (يسوع)، وقد سُمي أيضًا بالناصري تيمُّنًا بالمدينة، ويعكس ذلك التقاليد الشرقية وفق انتساب الشخص لمدينة نشأته ونسبه، وهو اسم يدل على من من أين يأتي شخص في أي من الناحية الجغرافية أو القبلية. في القرآن، يُشار إلى المسيحيين باسم النصارى، وهذا يعني "أتباع الناصري"، أو "الذين يتبعون يسوع".[17] ذلك يطلق على أتباع الديانة المسيحية في اللغة العبرية مصطلح "נוצרים" أي أتباع يسوع الناصري وذلك بسبب عدم اعتراف اليهود بكون يسوع هو المسيا أو المسيح المنتظر، في اللغة المالطية يسمى المسيحيين Nisrani، في حين يطلق على الشخص القادم من الناصرة باسم Nazzarenu.[مت 2:23][18][19][20]

التاريخ

لقد اُجريت حفريات كثيرة بالقرب من عين العذراء في المدينة، حيث تشير تلك الحفريات لوجود آثار عديدة تمتد من الفترة الرومانية والصيليبية والمملكوكية والعثمانية.[21][22][23][24][25] وقد مرت المدينة بفترة هبوط خلال عصر المماليك، لكنها مع حلول القرن التاسع عشر عرفت فترة ازدهار، إذ قدمت الارسليات التبشيرية الغربية، فبنيت عدد كبير من الكنائس والاديرة والمؤسسات التعليمية والمستشفيات. وقد شاركت المدينة في التاريخ المعاصر في كل الثورات والإنتفاضات والمظاهرات والإضرابات والمؤتمرات الفلسطينية منذ العشرينات ضد الانتداب البريطاني و الهجرة اليهودية إلى فلسطين.[13]

العهود القديمة

مدينة الناصرة مدينة قديمة، عُرفت وسُكنت منذ القدم على الرغم من مرورها بفترات زمنية لم تكن فيها ذات أهمية كبيرة، ولم يرد ذكر لها في كتب العهد القديم أو المصادر الأدبية، ولكن هذا لا يعني أنها عرفت وسكنت فقط في العهد الجديد وبعد ميلاد يسوع المسيح، إذ أن الحفريات الأثرية دلت على أن الناصرة كانت مسكونة في العصر البرونزي المتوسط وفي العصر الحديدي.[26]

وقد أظهرت الحفريات التي جرت في مغارة القفزة، الواقعة على سفوح جبل القفزة، أكتشافات غنية من فترة ما قبل التاريخ. وأول من انتبه لوجود هذه البقايا كان الرهبان الفرنسيسكان. وقد اختلف الباحثون في تحديد عمر الهياكل العظمية البشرية المكتشفة في مغارة القفزة. هناك من يعتقد أنها تعود إلى نهاية الفترة الموستيرية، أي قبل حوالي 30,000 عام، وهناك من يعتقد أنها من فترة أقدم أي 85,000 إلى 100,000 عام. وقد أظهرت الحفريات الأولية في المكان أيضًا كنيسة صغيرة تنسب لقدسية جبل القفزة في التقاليد المسيحية.[27][28][29]

العهد الروماني والبيزنطي

 
آثار بيزنطية داخل كنيسة البشارة[؟] في الناصرة.
 
فسيفساء قديمة تصور مدينة الناصرة.

شهدت هذه الفترة أحد أهم الأحداث التي حصلت في المدينة والذي جعلها من أقدس المدن في العالم كله بالنسبة للمسيحيين؛ البشارة.[28] ومع أن يسوع المسيح لم يولد في الناصرة، فقد عاد مع مريم ويوسف النجار إليها حيث نشأ وترعرع وتتلمذ حتى بلغ سن الثلاثين. بالإضافة إلى ذلك، فالناصرة – قرية مريم، هي أهم مكان لتبجيلها. ابتداءً من هذه الفترة وحتى أيامنا تحولت الناصرة إلى مدينة يؤمها الحجاج المسيحيون الذين يأتون لرؤية مدينة العائلة المقدسة. وقد ورد أول ذكر للناصرة في الإنجيل، وأصبح اسمها يرد كثيرًا بعد ذلك في الكتب والمؤلفات.[30][31][32][33][34][35]

في سن الثلاثين تقريبًا، غادر يسوع المسيح الناصرة وبدأ يتنقل بين البلدات المختلفة لشرح رسالته للناس، إلى أن صُلب حسب الاعتقاد المسيحي. بدأ القليل من الحجاج المسيحيين يزرون قرية يسوع، التي حافظت على طابعها القديم. إبان التمرد ضد الرومان[؟] (في عام 67 م) قام الجيش الروماني بتدمير القرية، لكن بعد ذلك انتعشت منطقة الجليل. وخلال عودة الحياة إليها عاد الناس ليسكنوا فيها من جديد. ولا يُعرف ماذا كان مصير المسيحيين الأوائل من اتباع يسوع، لكن كما يبدو فإنهم انتشروا في أنحاء البلاد.[36][37]

أما دخولها الأحداث التاريخية بعد السيد يسوع المسيح، فكان في الفترة التي أعقبت عام 136 للميلاد، فبعد أن خرب تيطس مدينة القدس في العام الميلادي السبعين، عاد اليهود فعصوا ثانية، على عهد الإمبراطور هدريان، فأرسل إلى القدس جيشًا عظيمًا أخضعهم ودمر القدس عام 131 للميلاد، ثم جدد بناءها في العام 136، وحكم بالموت على كل يهودي يدخل القدس، عند ذلك وجه اليهود قواهم وأنظارهم نحو الجليل، وحصلوا على امتياز من الإمبراطور بأن لا يدخل غير اليهود إلى بعض المدن ومن ضمنها الناصرة. فاحتجبت هذه البلدة وظلت هكذا حتى عام 250 م، وبعد ذلك أخذت الناصرة تنمو وتزدهر، وكان ذلك ابتداء من الفترة الواقعة بين عامي 306 و 337، حيث بنيت فيها الكنائس والأديرة.[38][39]

 
يسوع الطفل في الناصرة، مع مريم ويوسف.

صارت الناصرة في الفترة البيزنطية مدينة مقدسة بالنسبة للعالم المسيحي، وأُقيمت فيها كنيسة للمرة الأولى، هي كنيسة البشارة[؟] البيزنطية، التي ما زالت بقايا منها في كنيسة البشارة الحديثة حتى اليوم. وقد استفاد أهلها من وفود الحجاج المسيحيين إليها. وإذا كانوا قد رحبوا بالحجاج المسيحيين واستقبلوهم بحفاوة وأطلعوهم على المواقع الهامة للمسيحيين مثل الكنيس الذي كان يسوع المسيح يصلي فيه، إلا أنهم بقوا معادين للمسيحية ورفضوا إقامة كنيسة في المدينة حتى لم يبقَ أمامهم مفر. وقد انتهى الوجود اليهودي في الناصرة عند نهاية هذه الحقبة من الزمن.[40]

الحكم العربي الإسلامي

دخل المسلمون المدينة عام 634 على يد القائد شرحبيل بن حسنة فاتح شمال فلسطين. أصبحت الناصرة آنذاك تابعة لجند الأردن الذي كانت قاعدته طبريا. ويذكر البعض أن الناصرة لم يرد لها أي ذكر بعد الفتوحات الإسلامية، فلم تُذكر في الكتب الأدبية والمؤلفات، ولكن الصحيح غير ذلك، فقد ذُكرت كثيرًا عند الجغرافيين والمؤرخين المسلمين، إذ ذكرها اليعقوبي في القرن التاسع الميلادي، والمسعودي في الحادي عشر، والهروي[؟] في الثاني عشر. كما ذكرها أيضًا ابن شداد[؟] في القرن الميلادي الثالث عشر، وياقوت الحموي في الرابع عشر، والقلقشندي في الخامس عشر. وقد لمع اسم هذه المدينة أيام إبراهيم باشا[؟] وظاهر العمر وأحمد باشا الجزار وسليمان باشا. وعلى الرغم من المعاملة التي اتسمت بالتسامح واللين تجاه المسيحيين، فقد تغير التوجُّه من خليفة لآخر. وكان في الناصرة في تلك الفترة مركزان رئيسيان للمواقع المقدسة: المكان الذي تقع فيه اليوم كنيسة القديس يوسف، والمكان الذي تقع فيه كنيسة البشارة. ويبدو أنه على الأقل في الجزء الأول من أيام الحكم العربي اضطر المسيحيون لدفع مبالغ كبيرة للحكم العربي الإسلامي من أجل المحافظة على كنيسة البشارة. لكن، مع مرور السنين، أهمل الموقع وتدهورت مكانة الناصرة إلى درجة أنه في أواخر الحكم العربي كادت الكنيستان تندثران حيث منع بناء وترميم الكنائس.[41]

الحروب الصليبية

 
آثار تعود إلى الفترة الصليبية في متحف كنيسة البشارة.

عندما بدأت الحملات الصليبية على المنطقة، كانت الناصرة من ضمن المدن التي شهدت نزاعات كثيرة بين الفرنجة والمسلمين. فبعد أن استولى الفرنجة على القدس، دفعوا بجيوشهم إلى منطقة الجليل شمالاً، واستولوا عليها، ووضعوا حاميات لهم في بعض بقاعها ومن ضمنها الناصرة. وشرع قائد الفرنجة في بناء الكنائس في المدينة، ونقل إليها أسقفية بيسان. ثم استولى عليها المسلمون قسرًا بعد معركة حطين، وبقيت بحوزتهم إلى أن عقدت معاهدة عام 1229 بين ملك الفرنجة والملك الكامل، وبموجب هذه المعاهدة عادت الناصرة إلى الفرنجة. بعد ذلك تناوب عليها الطرفان، فهي تارة بحوزة المسلمين وتارة أخرى تحت سيطرة الفرنجة. وعلى سبيل المثال هاجمها الظاهر بيبرس عام 1263 واستولى عليها، وبعد ذلك بثمان سنوات احتلها الفرنجة مرة أخرى، وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1291 حين استولى عليها المسلمون على يد خليل بن قلاوون.[36][42]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العهد المملوكي والعثماني

 
صورة لمدينة الناصرة.
 
الناصرة في مطلع القرن العشرين

فقدت الناصرة أهميتها في الفترة المملوكية ابتداءً من عام 1260 وحتى بداية القرن السادس عشر، وتحولت إلى قرية فقيرة مأهولة بالمسلمين فقط. وتم تدمير كنيسة البشارة[؟] في عام 1263 بأمر من السلطان الظاهر بيبرس. وأيضًا باقي المواقع المقدسة للمسيحيين دُمرت وضعفت حركة الحجاج المسيحيين إليها.[43]

دخلت المدينة بعد ذلك بحوزة العثمانيين عام 1517، وأصبحت جزءاً من منطقة سوريا العثمانية بعد أن سيطر الأتراك على كل فلسطين. تحسنت حالة أهل الناصرة في عام 1606، عندما تسلم الرهبان الفرنسيسكان كنيسة البشارة[؟] وذلك بعد عقد معاهدة بين السلطان أحمد الأول والملك هنري الرابع ملك فرنسا. في هذا الوقت أقبل المسيحيون العرب للسكن في الناصرة. وفي النصف الأول من القرن السابع عشر نزلها بعض العرب المسيحيين، حيث قدم بعضهم من موارنة لبنان للسكنى فيها، وكان ذلك في عام 1630. أما اليهود، فلم يجرؤوا على دخولها حتى أوائل القرن التاسع عشر.[16][36][44]

أثناء حصار نابليون لمدينة عكا عام 1799، بلغه أن العثمانيين جهزوا جيشًا كبيرًا لنجدة أحمد باشا الجزار، بالإضافة إلى 7000 مقاتل من جبال نابلس، تجمعوا في الجليل للالتحاق بالجيش العثماني، فأرسل حملة لصد العثمانيين قبل وصولهم عكا. التقى الجيشان، ثم استولى على الناصرة في اليوم التالي. وفيما بعد، اتخذها الأمير ظاهر العمر دار مستقر له مدة من الزمن. فبعد أن استقام له الوضع في المنطقة، عين أولاده جميعًا كل واحد في مدينة، واختار مدينة الناصرة مسكنًا ومقرًا له.[45] وقد تم تأسيس أول بلدية في المدينة في العهد العثماني، وتحديدًا عام 1875، لتكون بذلك الناصرة من أوائل المدن الفلسطينية التي يتم تأسيس مجلس بلدي لها.[14]

بُني أول مسجد في الناصرة في الفترة الواقعة بين عامي 1805 و 1808، إذ لم يكن للمسلمين مسجد في الناصرة يصلون فيه أيام سليمان باشا. وكانوا يصلون في بيت من بيوت الأمير ظاهر العمر. وفي تقويم آخر يُقال بأن هذا المسجد بُني عام 1814، أما الرأي الثالث فيقول أنه بوشر ببناء جامع الناصرة والذي يُدعى بـ"الجامع الأبيض" على يد على باشا مساعد والي عكا. وكان ذلك في عام 1812. بدأت المخاطر تحدق بالشعب العربي في فلسطين بشكل عام وفي الناصرة ومنطقتها بشكل خاص عام 1869، حيث بدأت المراحل الأولى من مخطط إقامة الوطن القومي لليهود على أرض فلسطين. وسهل ذلك بيع الحكومة العثمانية الاتحادية الأراضي والقرى في هذه المنطقة لأغنياء وسماسرة ليسوا من أهل فلسطين، لا تربطهم بأرضها أية روابط. ففي ذلك العام باعت الحكومة العثمانية الاتحادية الصفقة الأولى من أرض فلسطين لبعض تجار وأغنياء بيروت ومنهم سرسق وتويني، وقد شملت هذه الصفقة أرض الناصرة، السهل الوعر وقرى جنجار، العفولة، والفولة، وجباتا، وخنيفس، وتل الشام، وتل نور، ومعلول، وسمونة، وكفرتا، وجيدا، وبيت لحم، وأم العمد، وطبعون، وقصقص، والشيخ بريك. وفي عام 1872 باعت الصفقة الثانية وشملت المجدل، والهريج، والحارثية، والياجورة، والخريبة التابعة للياجورة.[36]

الانتداب البريطاني

 
جنود بريطانيون في الناصرة أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.

بعد اشتعال الحرب العالمية الأولى، أصبحت الناصرة مركز القيادة الألمانية – التركية في فلسطين. وبعد هزيمة الأتراك في تلك الحرب، دخل الإنجليز مدينة الناصرة في شهر سبتمبر من عام 1918. وعليه، فقد دخلت هذه المدينة العربية، كما دخلت فلسطين بكاملها مرحلة جديدة من مراحل تاريخها وهي الانتداب البريطاني، الذي مهد لإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين التاريخية. وقد عانت المدينة في سنوات العشرين من القرن العشرين من تباطؤ في التطور بالمقارنة مع تطور باقي المدن والقرى العربية. وقد انسحب هذا الأمر على جميع المدن الجبلية في فلسطين، فالمدن الجبلية لم تستوعب الصناعة وكانت الطريق إليها غير سالكة. لكن الناصرة استأنفت الازدهار في سنوات الثلاثينات، حيث اتخذها البريطانيون مركزًا إداريًا، وكانت مطلوبة من قبل السياح والحجاج. وبلغ عدد سكانها في العام 1947 حوالي 17.000 نسمة، حيث كانت طيلة فترة الانتداب البريطاني مركزًا لقضاء الناصرة. واعتمد اقتصاد المدينة على الزراعة والسياحة والصناعات الصغيرة.[46][47]

النكبة ودولة إسرائيل

 
مظاهرة أول ايار في الناصرة.
 
نصب تذكاري لذكرى شهداء القدس في الناصرة.

شكلت الناصرة، ولا تزال، أكبر تجمع لعرب 48 في إسرائيل مُنذ إعلانها باعتبارها مدينة. تأسست في عام 1957 قُرب الناصرة مدينة الناصرة العليا أو "نتسرات عيليت"، لتكون بمثابة ثقل موازن لليهود. وكانت هذه المدينة لتكون عاصمة جديدة للمحافظة، من وجهة النظر الإدارية. ورافق قيام الحكومة بمصادرة أراضي شرق مدينة الناصرة وأراضي للقرى المحيطة بمدينة الناصرة، مما تسبب في استياء بين السكان من الحكم العسكري. تدهورت العلاقة بين عرب 48 والحكومة الإسرائيلية نتيجة للمظاهرات عيد العمال في عام 1958 والتي رافقتها أعمال شغب وعنف، وتراوح عدد الجرحى من المدنيين والشرطة حوالي 30، كما وألقي القبض علي عدد من المدنيين من عرب 48.[48]

 
مسيحيون في استقبال البابا بندكت السادس عشر في الناصرة.

نشطت المدينة خلال الحكم العسكري سياسيًا، خاصًة الحزب الشيوعي الإسرائيلي. ويُمكن أن يُنظر إلى أن أربعة من رؤساء البلديات السبع الذين عملوا فيها مُنذ النكبة. وكان توفيق زياد أحد أشهر تلك الأسماء التي لعبت دورًا مُهمًا في إضراب أحداث يوم الأرض في 30 مارس 1975، حيث تظاهر الآلاف من العرب من فلسطيني الـ 48 ضد مصادرة الأراضي وتهويد الجليل. في عام 1995، قررت بلدية الناصرة وضع خطة لجنة توجيهية لبرنامج سياحي خاص سمي "الناصرة 2000"، صُمم لإعداد المدينة لأحداث اليوبيل "يوبيل 2000 سنة من ميلاد يسوع المسيح"، ولخلق بنية تحتية مُناسبة من أجل الاستعداد لوصول عديد من السياح من كافة أرجاء العالم للمنطقة وخلق فرص عمل ومشاريع سياحية. زار البابا يوحنا بولس الثاني مدينة الناصرة، في 25 مارس 2000، وصلى في كنيسة البشارة[؟]. شهدت المدينة عشية زيارة البابا يوحنا بولس الثاني أحداث طائفية، فقد أعلنت الحركة الإسلامية عزمها على بناء مسجد مقام شهاب الدين الذي يقع أمام كنيسة البشارة[؟] مُباشرةً، وكانت الساحة مُعدة من أجل استقبال الحجاج المسيحيين والسياح. وأطلق على قضية شهاب الدين في الاعلام الإسرائيلي، حيث حصلت على تغطية اعلامية مُكثفة، قضية "المسجد المتنازع عليه" أو "الساحة المتنازع عليها"، إتهم المسلمين البلدية خلال الأحداث بانها تؤآزر المسيحيين. وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية في عام 1997 على اقامة المسجد مما سبب احتككات بين السكان، والغت الحكومة قرار بناء المقام في عام 2002 بعد ضغط من الفاتيكان والولايات المتحدة.[49]

خلال الانتفاضة الثانية، مرت المدينة بأحداث صعبة منها مقتل ثلاثة اشخاص برصاص الشرطة الإسرائيلية. تعقدت الأحداث في 8 أكتوبر على الحدود بين الناصرة العليا والناصرة قُتل خلالها اثنين من سكان المدينة بالإضافة إلى مقتل 13 شاب من عرب 48. وأنشئ في مدخل المدينة نصب تذكاري لذكرى شهداء القدس. خلال حرب لبنان 2006، اُطلق على المدينة صواريخ عدة. تسبب إحدى الصواريخ في انفجار الذي أدى إلى مقتل طفلين من حي الصفافرة.[50] في 3 مارس 2006، دخل حاييم إلياهو حبيبي وزوجته وابنته إلى كنيسة البشارة[؟]، ومعهم عربة أطفال محملة بالمفرقعات النارية وبدأ بإطلاق المفرقات داخل ساحة الكنيسة مما أثار ذعر المصلين المجتمعين لأداء الصلاة في موسم الصوم السابق لعيد الفصح[؟]. تسبب الحادث ضجة في مدينة الناصرة لاسيما بسبب الاشتباه في محاولة مهاجمة مكان مقدس جدًا للمسيحية. وقد حصلت خارج الكنيسة احتكاكات بين السكان المحليين والشرطة مما أدى بالشرطة لاعتقال 30 شاب من الناصرة. بعد ستة أشهر، حُكم على الزوجان ووجدا مذنبين بارتكاب الفعل. في 14 مايو 2009 زار البابا بنديكت السادس عشر الناصرة. وقد أقام قداس على جبل القفزة، وزار كنيسة البشارة[؟]. كما حظيت الزيارة بتغطية مكثفة على المستوى المحلي والعالمي.[51]

شهدت بلدية الناصرة أشرس معركة انتخابية في تاريخ الناصرة والتي انتهت بفوز علي سلام، وكانت جولة الانتخابات الأولى جرت في 22 أكتوبر سنة 2013، وأسفرت نتائجها الأولى عن فوز سلام، لكن رامز جرايسي طعن بالنتيجة مقدماً استئنافاً إلى المحكمة المركزية في الناصرة التي قررت أن رامز جرايسي تفوق على علي سلام بـ9 أصوات، ثم استأنف سلام القرار فقررت المحكمة العليا إعادة الانتخابات على رئاسة البلدية فقط،بسبب حدوث تزوير في عملية الانتخاب. أعيدت عملية الإنتخابات في مارس 2014 حيث زاد عدد الـصوات لسلام في الانتخابات بعدما تحالف مع اربعة احزاب اخرى لانهاء رئاسة بلدية الناصرة التي كانت تسيطر عليها الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة اليسارية التوجه منذ عام 1975. وكانت الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة فازت برئاسة البلدية عام 1975 بقيادة الشاعر الفلسطيني توفيق زياد، وعقب مصرعه في حادث مرور عام 1994 حل رامز جرايسي مكانه حتى أكتوبر 2014.

جغرافيا

 
جبل القفزة في الناصرة.
 
لقطة جوية لمدينة الناصرة.

تقع الناصرة في قلب الجليل الأدنى (الأسفل) الذي هو أقل ارتفاعًا من بقية الأجزاء من الجليل، فأعلى ارتفاع فيه لا يتجاوز 600 متر فوق سطح البحر.[52] كما تقع بين عكا وحيفا وجنين وطبريا. وهي نقطة التقاء مرج ابن عامر السهلية بمنطقة الجليل الأعلى الجبلية.[52] تبعد الناصرة حوالي 24 كم عن بحيرة طبريا. وقد كان لموقعها الجغرافي أهمية منذ القدم فكانت طرق فرعية تصلها بالطرق الرئيسية التي تربط بين سوريا ومصر من جهة وبين الأردن وفلسطين من جهة أخرى. وكانت القوافل التجارية تعرّج عليها أثناء مرورها في مرج ابن عامر.[13]

تحيط جهات المدينة الأربع تلال تكاد تكون مستديرة الشكل يصل ارتفاعها في بعض الأحيان 488 متر وحتى 575 في جبل سيخ, وهي من الجهة الشمالية النبي سعين، رمانة، القفزة، الرجمة، تلتقي جميعها بشكل واد صغير في جبل سيخ القائم في الجهة الشمالية الشرقية. أما قصبة الناصرة فتتجمع من سفوح هذه التلال، وتشكل هيئة دائرة في المركز أقيمت عليها مدينة الناصرة القديمة التي تتراكم دورها وتتلاصق مع بعضها.[53] لقد لعبت العوامل الجغرافية في الناصرة دورًا كبيرًا في طرق معيشة سكانها حيث حرمتهم من الزراعة، فالطبيعة لم تهيئ لهم العناصر الزراعية الغنية، فالناصرة مفصولة عن المناطق المجاورة بسبب الجبال المحيطة بها وبسبب قلة تواجد السهول فيها، وعدم صلاحية تربتها البيضاء للزراعة.[52]

يُعتبر جبل القفزة من أهم معالم منطقة الناصرة، حيث ذُكر في العهد الجديد. يقع هذا الجبل إلى الجنوب الشرقي من مدينة الناصرة، وله قمّتان متقابلتان، ويرتفع 390 مترًا عن سطح البحر. وهو جبل صخري، مطل على مرج ابن عامر وبه آثار لدير قديم من العصور الوسطى، منحوته في الصخر. كما يوجد أيضًا بقايا بركة وقبور منحوتة في الصخر. سُمي هذا الجبل بالقفزة لاعتقاد سكان الناصرة في ذلك الحين (وكانوا من اليهود)، بأنه الجبل الذي حدثت فيه عجيبة اختفاء المسيح حين قفز عنه واختفى من بينهم عندما لاحقوه. ولقد اُكتشفت الكنيسة القائمة عليه منذ العهود القديمة.

تبعد الناصرة عن مدينة القدس بحوالي 105 كم إلى الشمال، كما تبعد عن عمان[؟] بحوالي 100 كم إلى الشمال الغربي، وعن دمشق بحوالي 129 كم إلى الجنوب الغربي، وعن بيروت بحوالي 133 كم إلى الجنوب.[54]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المناخ

 
سقوط الثلوج في مدينة الناصرة سنة 2015.

يُعتبر مناخ المدينة مناخًا متوسطيًا، حيث يتميز ببرودة شتائه وكثرة أمطاره. ولكنه أيضًا يُعرف بحرارة وجفاف صيفه.[52] تميز ظروف مناخ مدينة الناصرة المدينة عن باقي مدن إسرائيل وذلك لوجودها في شمال البلاد وقربها عن البحر الأبيض المتوسط، فيعطيها هذا الأمطار في الشتاء ويلطف الحرارة في الصيف.[52] رغم وجود حاجز جبلي يحجب عنها الرياح، إلا أنها لا تحصل على حصة كبيرة من الأمطار كما تتلقى الجهات الشمالية من الجليل وذلك للفرق في الارتفاع بين الجهتين. ويبلغ معدل كمية الأمطار خلال فصل الشتاء 680 ملم.[52]

من جهة أخرى، يبلغ معدل درجة الحرارة في شهر أغسطس بين 30 إلى 32 درجة مئوية، أما معدل درجة الحرارة في الشهر الأكثر برودة في فصل الشتاء يناير، فيبلغ بين 8 إلى 10 درجات مئوية, وتتساقط الثلوج فيها احياناً. تسود فصل الصيف بعض الليالي اللطيفة وذلك بسبب ارتفاع المدينة وبعدها عن البحر وقربها من الأحراش المحيطة بها، على عكس الليالي التي تسود المنطقة الساحلية والأغوار حيث تكون الليالي أشد حرارة. لذا، تعتبر مدينة الناصرة مصيفًا.[55]

بيانات مناخ الناصرة
الشهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر اكتوبر نوفمبر ديسمبر العام
العظمى القياسية °س (°ف) 22
(72)
28
(82)
31
(88)
37
(99)
42
(108)
40
(104)
40
(104)
42
(108)
41
(106)
38
(100)
32
(90)
30
(86)
42
(108)
العظمى المتوسطة °س (°ف) 15.2
(59.4)
16.0
(60.8)
18.3
(64.9)
22.7
(72.9)
27.9
(82.2)
30.1
(86.2)
31.2
(88.2)
31.6
(88.9)
30.0
(86)
28.1
(82.6)
23.5
(74.3)
17.5
(63.5)
24٫34
(75٫82)
المتوسط اليومي °س (°ف) 11.2
(52.2)
12.0
(53.6)
13.6
(56.5)
17.1
(62.8)
21.8
(71.2)
24.4
(75.9)
26.0
(78.8)
26.6
(79.9)
25.0
(77)
22.8
(73)
18.7
(65.7)
13.7
(56.7)
19٫41
(66٫94)
الصغرى المتوسطة °س (°ف) 7.1
(44.8)
7.9
(46.2)
8.9
(48)
11.5
(52.7)
15.7
(60.3)
18.7
(65.7)
20.8
(69.4)
21.5
(70.7)
19.9
(67.8)
17.5
(63.5)
13.8
(56.8)
9.8
(49.6)
14٫43
(57٫97)
الصغرى القياسية °س (°ف) -2.4
(27.7)
-3.9
(25)
-1
(30)
2
(36)
6
(43)
8
(46)
17
(63)
17
(63)
12
(54)
7
(45)
1
(34)
-1.4
(29.5)
−3٫9
(25)
هطول mm (inches) 156
(6.14)
111
(4.37)
72
(2.83)
23
(0.91)
7
(0.28)
0
(0)
0
(0)
0
(0)
1
(0.04)
15
(0.59)
72
(2.83)
123
(4.84)
580
(22٫83)
Humidity 68 63 61 53 50 50 52 55 56 59 59 70 58
Avg. precipitation days 16 14 11 6 3 1 0 1 1 6 9 15 83
Source #1: [56]
Source #2: [57] (sunshine percentages)

الديموغرافيا

 
الثلاثي جبران، من أعلام الناصرة.

تضاعف سكان المدينة تقريبًا بعد ترحيل الفلسطينيين من القرى والمدن المجاورة عام 1948 الذي كان نتيجةً للنكبة.[14] بلغ عدد سكان المدينة عام 2015 نحو 75,726 نسمة، كلّهم من عرب 48. وتشير بيانات مركز الإحصاءات المركزي الإسرائيلي إلى أن 69.5% منهم مسلمون و30.5% مسيحيون، وأقل من 0.1% من الدروز. وقد ازداد معدل نمو للسكان في عام 2011 إلى 0.9%. وقد وُلد في تلك السنة 1,400 طفلاً وتوفي 241 شخصًا. ووفقا لبيانات عام 2010، بلغ عدد العاملين 23,853 عاملاً، وكان عدد العاملين لحسابهم الخاص 2,401 عاملاً، كما بلغ متوسط ​​الراتب الشهري في عام 2010 حوالي 5034 شيكل (متوسط الرواتب في إسرائيل حوالي 7,522 شيكل).[7]

وتُعتبر الناصرة اليوم، مركزًا تجاريًا هامًا لمدن وقرى منطقة الجليل. وهي اليوم أهم المدن العربية داخل الخط الأخضر[؟] من حيث عدد السكان، بالرغم من التناقص المستمر بأعداد السكان المسيحيين.[58] من جهة أخرى، ازدادت نسبة المسلمين في المدينة بشكل كبير، ويظهر هذا جليًا في ازدياد عدد المساجد.[59]

المسيحيون

 
مسيحيون يصلون في كنيسة البشارة[؟]، الناصرة.

تُعتبر الناصرة قاعدة للطوائف المسيحية المختلفة لوجود العديد من الأماكن المقدسة فيها، والتي أقيمت عليها الكنائس، كما أقيمت بقربها الاديرة والمؤسسات الخيرية والتعليمية، والنزل والفنادق للحجاج. وتشير بيانات عام 1949 إلى أن نسبة المسيحيين من السكان قد بلغت 60%، ولكنها انخفضت في عام 1972 إلى 53%، وأصبحت في عام 1983 حوالي 40%. ووفقًا لبيانات عام 2011، يشكل المسيحيون اليوم 30.5% فقط من السكان. يعود الانخفاص المستمر لنسبة المسيحيين أساسًا إلى انخفاص نسبة المواليد بين المسيحيين وإلى الهجرة المسيحية إلى المدن المجاورة مثل حيفا والناصرة العليا وإلى خارج البلاد خصوصًا إلى الأمريكتين، يٌذكر أن 70,000 مسيحي من أصول نصراويَّة يقطن في الولايات المتحدة.[60]

غالبًا ما يعتبر المسيحيين في مدينة الناصرة أغنياء نسبيًا، ومتعلمين، ومعتدلين سياسيًا حيث يميلون إلى التصويت إلى الأحزاب اليساريًَّة وهم نشيطون بشكل خاص في حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة،[61] كما وجدت إحصائيات بيانات المكتب المركزي للإحصاء سنة 2008 أنّ المسيحيين في الناصرة من أكثر الفئات المتعلمّة في داخل إسرائيل إذ أنّ نسب الحاصلين على شهادة البجروت أو شهادة الثانوية العامة ونسب حملة الشهادات الجامعية بين المسيحيين في الناصرة مرتفعة.[62][63] ويدير المسيحيون في المدينة عددًا كبيرًا من المدارس ومراكز النشاط الاجتماعي والمستشفيات وسواها.

ويُقسم السكان المسيحيون في الناصرة إلى طوائف مختلفة تحافظ على إطارها المستقل، كما تضم عددًا من الجماعات والفئات الطائفية المختلفة التي نشأت نتيجة تطور تاريخي طويل. الفئة الاولى من المسيحيين في البلاد عامة يرجع تاريخها للشعوب التي تواجدت في فلسطين عشية الفتح الإسلامي، كالآراميين والسامريين واليهود المتنصرين وعرب وأبناء شعوب أخرى. ومنذ ذلك الحين اُضيفت طبقات سكان جديدة اثناء الحج إلى الاماكن المقدسة عند المسيحيين. وفي عهود مختلفة تجمع في البلاد أبناء طوائف مسيحية أجنبية، كالأرمن والأقباط والأحباش[؟]. ثم تعاقبت أمواج المستوطنين المسيحيين من أوروبا أثناء الحملات الصليبية، إلا أنهم فقدوا هويتهم القومية ولغتهم وعاداتهم.[16]

الجدول الآتي يبين نمو السكان في المدينة بين عاميّ 1856 و 2011:

السكان من حيث العمر عام 2010
العمر النسبة للسكان %
0 – 4 9,3
5 – 9 10,7
10 – 14 11,0
15 – 19 9,9
20 – 29 14,8
30 – 44 20,3
45 – 59 14,7
60 – 64 2,8
65 – 6,4


المصدر: مكتب الإحصاءات المركزي.

الاقتصاد

قامت الناصرة منذ القدم بالوظيفة الاقتصادية لمجموعة كبيرة من القرى والتجمعات السكانية المحيطة بها. ولا زالت المدينة تؤدي هذه الوظيفة لعشرات الآلاف من السكان العرب في منطقة الناصرة. وكان لا بد لهذه المدينة من توفير الاحتياجات الخاصة بهم، فنمت وازدهرت وجد أهلها في العمل، حيث اشتغل قسم منهم بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات، كما راجت أعمال التجارة فيها وكانت تمثل السوق الرئيس لعشرات القرى، التي تبيع ما تنتجه فيها وتبتاع منها كل ما تحتاجه، كما ازدهرت كذلك الصناعات الخفيفة، مثل أعمال التجارة والحدادة والدباغة والخياطة والصباغة وأعمال البناء والهدايا التذكارية من سجاد ونحاس وخشب محفور، كما اشتهرت نساء الناصرة بأشغال الإبرة. وفي الناصرة معاصر للزيتون والسمسم لاستخراج الزيت والطحينة، وفيها مصانع للصابون.[64]

بعد النكبة

 
مدخل سوق الناصرة القديم.
 
الحفر على الخشب، من الصناعات الحرفية بالمدينة.

كانت السياسة التي اتبعتها إسرائيل منذ عام 1948 وحتى عام 1967 تجاه عرب 48، وخصوصًا سكان الناصرة، تقوم على عدم السماح ببروز قطاع اقتصادي عربي، وبالتالي منع قيام مراكز سلطة اقتصادية مستقلة. وعليه، فإن القاعدة الاقتصادية العربية في إسرائيل بشكل عام، كانت حتى عام 1967 ضعيفة جدًا. فلم يكن العرب في الناصرة يملكون سوى ثلاث مؤسسات صناعية فقط، اثنتان صغيرتان تهتمان بالخياطة وثالثة للأشغال المعدنية.[64]

وقد ضّيقت الحكومات الإسرائيلية على الزراعة والصناعة العربية في المدينة، كما صفّت ما وجد فيها من مصانع وشركات، مثل صناعة التبغ. وصمدت بعض الشركات، مثل شركة باصات العفيفي العربية في هذه المدينة، وبقيت بعد مقاومة طويلة ومريرة، كذلك فإن الحكومات الإسرائيلية ترفض اعتبار الوسط العربي منطقة تطوير من الدرجة الأولى، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على جذب الصناعيين وأصحاب الشركات، وهي لا تشجع ولا تدعم ولاتقيم أي مصنع في الوسط العربي بأموالها أو بأموال مشتركة. وهكذا تتصرف أيضًا نقابة العمال (الهستدروت) التي تملك 25% من الصناعة اليهودية. فلم تقدم أية قروض تذكر لتشجيع الصناعة العربية. وحتى نهاية عام 1983، كان هنالك 140 ورشة صناعية، غالبيتها الساحقة عبارة عن مخيطات وورش إنتاج مواد بناء أولية وحدادة ومناجر صغيرة. وفي المقابل توجد مدينة يهودية اُقيمت بالقرب من الناصرة؛ هي الناصرة العليا التي أقامتها السلطات الإسرائيلية عام 1957 على أراضي الناصرة والقرى العربية المجاورة، أصبحت مركزًا صناعيًا في فترة زمنية قصيرة جدًا، تحوى 160 مصنعًا وورشة صناعية، في حين لم يُنشأ مصنع واحد في مدينة الناصرة العربية القائمة منذ آلاف السنين.[64]

لذلك، تخلو الناصرة من المصانع والمشاريع الكبيرة، حيث اتجه أهلها لإعمال التجارة والخدمات وبعض الصناعات التحويلية البسيطة المتعلقة بالسياحة، مثل حفر الخشب والخزف، كما اضطر بعضهم إلى التوجه للعمل في المصانع والورش اليهودية. تجدر الإشارة إلى أن المدينة تضم عددًا من الأسواق التي أخذت تسميتها من المهنة التي تمارس فيها مثل: سوق الصباغين، سوق القهاوي، سوق الخضرة، سوق الصياغ، سوق السكافية، سوق المواستية والحدادين، سوق النجارين وغيرها من التسميات.[64] من جانب آخر، وصل عدد شركات تقنية المعلومات الفائقة في المدينة عام 2011 حوالي 20 شركة، مما حدا بالببعض أن يسمّيها "سيليكون فالي الوسط العربي".[65]

النقل والمواصلات

 
إحدى الحافلات في مدينة الناصرة.

كان لموقع الناصرة تاريخيًا على طريق البحر، أثر كبير في تطور النقل فيها، حيث كان هذا الطريق التاريخي يربط مصر بسوريا عبر مرج بن عامر. أما اليوم، فتكمن أهمية الموقع بتقاطع الطرق الرئيسية داخل الخط الأخضر[؟]، وخصوصًا التي تمر في منطقتيّ الجليل ومرج بن عامر، حيث يُعتبر الطريق السريع 60 من أهمها، والذي يمر من وسط المدينة ويتجه جنوبًا باتجاه العفولة. وقد تم إنشاء جزء جديد منه يسمى "طريق نفق إكسال ". ويمر هذا الطريق عبر نفق من خلال جبل القفزة ويتجاوز إشكالية الأزمات المروية في القسم الشرقي من المدينة، لأنه يتقاطع مع الطريق القديم في تقاطع "إكسال يزرعيل فالي". من جهة أخرى، يُعتبر الطريق السريع 75 من الطرق السريعة الأخرى التي تخدم مدينة الناصرة، والذي يمتد إلى الغرب باتجاه مجدال هعيمق ومدن أخرى في لواء الشمال بالإضافة إلى حيفا.[66]

تخدم المدينة شبكة حافلات يُطلق عليها "خدمة NTT" وهي اختصار لاسم "شركة الناصرة للنقل والسياحة" المؤسَسة عام 1927، وهي جزء من شركات الحافلات التي تدير خدمات النقل العام في مدينة الناصرة. كما تشغل الشركة اليوم حزمة خطوط متكاملة تابعة لها مخصصة لخدمات النقل بين المدن من وإلى المدينة.[67] كما يمكن الوصول إلى الناصرة عبر استعمال خط رقم 823 التابع لشركة ايجد من المحطة المركزية في تل أبيب.[53]

العمارة والتخطيط الحضري

 
مخطط المدينة الطوبوغرافي عام 1939.
 
العمارة التقليدية في الناصرة.

تنقسم مدينة الناصرة شأنها شأن جميع مدن فلسطين التاريخية، إلى حارات أو أحياء تحمل أسماء مختلفة، وعادة ما تنسب هذه التسميات إلى عائلات من سكان المدينة نفسها تعيش في تلك الحارة أو في ذلك الحي، وكانت كلمة (محلة) والتي تعني حارة شائعة جداً في الناصرة، إضافة إلى ذلك كانت بعض تسميات الحارات ترتبط بموقعها بالنسبة للبلدة نفسها، فيقال مثلاً الحارة الشرقية، وأحياناً أخرى تسمى الحارة لموقعها الطبوغرافي في البلدة، فيقال الحارة الفوقا والحارة التحتا. وقد عانت المدينة بعد النكبة عام 1948 من تضييق الحكومة الإسرائيلية عليها وعلى التطوير الحضري المستقبلي فيها، فعملت على خنقها ببناء مستوطنة جديدة عام 1958 أصبحت مدينة الناصرة العليا أو " نتسيرت عيليت" تحت شعار تهويد الجليل واحداث التوازن الدمغرافي بين العرب واليهود لجعل العرب اقلية في منطقة تتميز بالاكتظاظ السكاني العربي، ونقل مركز الثقل الحكومي والمؤسسات من الناصرة إليها.[68][69]

إلى جانب كل ذلك هناك مبادرات لمواجهة سياسة اضعاف مكانة الناصرة المركزية، منها اقامة الدفيئة التكنولوجية لتشجيع وتطوير مبادرات في المجال التكنولوجي، وهي دفيئة باشرت بالعمل في الناصرة، وكذلك التخطيط لاقامة منطقة صناعية للهايتك، وحدائق صناعية واقامة أوديتوريوم وبيت للموسيقى وكلية اكاديمية ومنطقة صناعية جديدة ومكتبة عامة كبرى ومشغل محمي للمعاقين ومدرسة للطلاب التوحيديين، يضاف اليها مركز العلوم والفنون الذي بوشر العمل به، وهو مركز يقدم خدمات منطقية.[68][70]

معالم المدينة

كنائس المدينة

كنيسة البشارة للاتين

 
بازيليكا البشارة الرومانية الكاثوليكية في الناصرة

بُنيت هذه الكنيسة في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 1630على أنقاض كنيسة قديمة وفوق موقع بيت مريم العذراء والمغارة.[71] كان للمغارة التي توجد داخل الكنيسة ثلاثة أبواب متقاربة، فُتحت لغرض ما لا نعلمه.[71] تقسم الكنيسة إلى ثلاثة أقسام، ومدخل الكنيسة في وسطها، وبعد التقدم إلى الداخل يظهر باب المغارة وفوقه صورة المسيح وعلى الجوانب درجين كلاهما من إثني عشر درجة يوصلان إلى سطح المغارة والهيكل الكبير حيث التماثيل والصور.[71] طول الكنيسة 21.5 متر وعرضها 15.25 متر.[71]

كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس

 
كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس في الناصرة

تقع هذه الكنيسة فوق النبع الموجود داخل المغارة الذي كانت تستقي منه مريم العذراء، والذي لا يزال قائمًا حتى الآن داخل هذه الكنيسة التي تعرف أيضًا بكنيسة الملاك جبرائيل حيث بُشرت مريم العذراء بولادتها يسوع المسيح.[72]

تقسم الكنيسة إلى قسمين: مبنى الصلاة المركزي من القرن الـ 18 والقسم القديم الذي بقي بحالة جيدة من القرن الـ 12، الذي يمكن الوصول إليه من خلال معبر مقوس مرصوف من الداخل ببلاط عثماني. يوجد في القبو منبرًا مرتفعًا وخلفه المنبع الذي تتدفق منه مياه العين من فوق الكنيسة، عبر الكنيسة إلى السبيل الذي يقع في دوار مريم، المشهور أيضًا باسم "بئر مريم".[73] كتبت على الجدران عبارة تتحدث عن البشارة والعين. في المكان الذي يبدأ فيه الرواق يوجد بئر ماء مرتفعًا لتسهيل استعماله على الحجاج الذين يأخذون المياه المقدسة من هنا. فوق المذبح لوحة للبشارة.[73]

في طابق الكنيسة السفلي توجد مغاور تعود إلى القرن الأول وتشكل جزءًا من القرية القديمة، فيها جرن مع رموز لسر العماد ترقى إلى عهد الجماعة المسيحية الأولة وسبع درجات ترمز إلى مواهب الروح القدس، وبركة مرصوفة بالفسيفساء عليها رموز لستة أجواق الملائكة، والحجر في وسط البركة يرمز إلى المسيح، وعلى جدران البركة قناة صغيرة ترمز إلى نهر الأردن.[74]

كنيسة المجمع

 
في داخل كنيسة المجمع، المركز الروحي الأهم لكنيسة الروم الكاثوليك في المدينة

تُسمى أيضًا كنيسة الروم الملكيين (الكاثوليك)، تقع في قلب السوق وتوصل إليها ساحة صغيرة بين المحلات والحوانيت، مكتوب فوقها "The Synagogue" على لافتة.[75] تعود قداسة هذا الكنيس القديم حسبما تروي التقاليد المسيحية إلى كون يسوع قد تعلم وصلى هناك.[75] كذلك، في هذا الكنيس ألقى يسوع خطبته الشهيرة يوم السبت والتي أعلن فيها أمام أبناء قريته اليهود بأنه المسيح.[76] وقد أغاظت هذه الخطبة المصلين فجروا يسوع جرا إلى جبل القفزة من أجل إلقائه من هناك، لكنه اختفى من الجبل. في الفترة البيزنطية بدأ يزور المكان مؤمنون مسيحيون وفي العصور الوسطى تحول الكنيس إلى كنيسة ونسبت له "خطبة السبت".[75]

كنيسة القديس يوسف

 
كنيسة القديس يوسف في الناصرة

بُنيت كنيسة القديس يوسف على المكان الذي كانت فيه كما تروي التقاليد منجرة يوسف، زوج مريم، أم يسوع، كما تنسب بعض التقاليد المكان لبيت يوسف.[77] قضى يسوع المسيح في هذه الكنيسة حياته الخفية، وحول اليهود المتنصرين هذا المكان إلى كنيسة منذ الأيام الأولى.[74] ثم شيد البيزنطيون "كنيسة الرعاية" وفيها اكتشفت آثار بئر عام 1914، لكن بعد الفتح الإسلامي للشام تحولت الكنيسة إلى بيت سكن إلى أن جاء الصليبيون فشيدوا مكان البيت كنيسة كبيرة، لكنها عادت بيت سكن بعد رحيلهم.[74] اشترى الفرنسيسكان كل البيوت العربية في الناصرة عام 1600، وأعادوا بناء الكنيسة، ثم رمموها عام 1914.[74] أقيمت هذه الكنيسة الفرنسيسكانية ذلك العام فوق بقايا كنائس أكثر قدمًا وهي تقع في باحة بازيليكا البشارة.[77] في القبو (الطابق السفلي للكنيسة) يمكن رؤية بئر مياه قديمة، لوحات فسيفسائية، مغر ومخازن للغلال من بقايا الناصرة القديمة في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد.[77] إحدى المغر استعملت، حسبما تروي التقاليد، كمحل عمل ليوسف النجار. وهذه الكنيسة أيضا مثلها مثل كنيسة البشارة لللاتين، بنيت في مكان كانت فيه قرية الناصرة في فترة يسوع. في هذه الكنيسة يمكن ملاحظة الجذور اليهودية للمسيحية: في الماضي، قبل المصلون المسيحيون فرض العماد اليهودي وبنوا في الكنيسة بركا لهذا الغرض.[77]

كنيسة البلاطة

 
كنيسة البلاطة من الداخل

هذه الكنيسة القديمة التابعة للرهبان الفرنسيسكان، تقع في وسط المدينة وهي لا تستقبل الجمهور اليوم. صار المكان مطلوبًا لدى الحجاج ابتداءً من القرن السابع عشر بسبب صخرة حجرية كبيرة التي اعتبروها المائدة التي تناول عليها يسوع وتلاميذه الطعام. يُشار إلى أن هناك صخرة حجرية أخرى المائدة المشهورة موجودة في كنيسة القديس بطرس على ساحل بحيرة طبريا. وهكذا صرنا نجد في البلاد كنيستين باسم "منزا كريستي".[78]

المائدة، المصنوعة من الحجر الجيري رُممت طوال السنوات بسبب عادة المؤمنين المسيحيين أن يأخذوا منها قطعا تذكارية وأن ينقشوا أسماءهم عليها. بهدف حماية الحجر أحيطت المائدة بحزام حديدي أزيل في عام 1645 من قبل المسلمين. بعض الحجاج أشاروا حتى ابتداء من عام 1659 إلى علامات جسم يسوع التي انحفرت في الحجر. في نهاية القرن الثامن عشر أقيمَ في المكان مصلى وفي عام 1861 بُنيت الكنيسة من جديد وصارت تقام فيها القداديس بصورة منظمة.

كنيسة يسوع الشاب (السالزيان)

 
كنيسة السالزيان من الخارج

تُلقب أيضًا بـ"لؤلؤة الناصرة"، تقع على أعلى قمة في غرب المدينة ويمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة تشكل نقطة بداية لرحلة مشي على الأقدام تنزل إلى السوق ومركز المدينة. الكنيسة، التي دُشنت في عام 1923، بنيت بأسلوب رومانسكي (أسلوب في التصميم المعماري من القرن الثاني عشر كانت بدايته في فرنسا) مع ساحة أعمدة واسعة حسب نموذج لكنيسة في فرنسا. على سطح الكنيسة تمثال رائع ليسوع الشاب، الفضاء الهائل للبازيليكا، وإمكانيات السمع والزجاج الملون المدهش الذي يخلق عرضًا ضوئيًا زاهي الألوان يضفي أجواء مقدسة مثيرة وتجعل من الكنيسة موقعًا مفضلا لإقامة الحفلات المقدسة. لوحة يسوع الشاب، المعلقة فوق المذبح، يتمشى في تلال الناصرة، تزيد من الشعور بالقداسة.[79]

كنيسة القديس انطون (الموارنة أو المارونية)

تقع في حي اللاتين بجوار "منزا كريستي"، وقد انتهى بناؤها عام 1774 بعد الحصول على موافقة الشيخ ظاهر العمر الزيداني وأُطلق عليها اسم القديس انطونيوس. قرب الكنيسة تلة يبلغ ارتفاعها حوالي 6-7 أمتار وهناك من يقول إن يهود الناصرة أرادوا إلقاء يسوع منها بالذات. مؤخرًا، بنيت كنيسة مارونية جديدة لكن أبناء الطائفة يواصلون الاعتناء بهذه الكنيسة. الطائفة المارونية في الناصرة موجودة منذ أيام فخر الدين المعني الثاني من عام 1620. عدد أبناء الطائفة اليوم حوالي ألف شخص.[80]

الكنيسة المارونية الجديدة

 
الكنيسة المارونية الجديدة

تقع بجوار دير يسوع الشاب، بنيت مؤخرًا من أجل تلبية احتياجات العبادة لدى أبناء الطائفة المارونية في الناصرة. المارونيون هم كاثوليك يطلق عليهم اسم مارون الذي تنقل في المنطقة، وقدم المواعظ للسكان وجمع حوله طائفة من المؤمنين. اليوم، يقع المركز الماروني في لبنان، مقر البطريرك الماروني. في الناصرة نجد اليوم حوالي 1000 ماروني. في الكنيسة الجديدة يمكن مشاهدة عرض فني لتماثيل ورسومات للفنانين الإيطاليين Tese وLamagna الذين يصفان الخوف الأم: حرب، مخدرات وموت.[81]

كنيسة يسوع الأنجيلية

معروفة أيضًا باسم "كنيسة يسوع" أو "كنيسة المخلص". في عام 1861 زار الناصرة بحارون بريطانيون، وعندما لم يجدوا فيها كنيسة توجهوا إلى رئيس الكنيسة الإنجيلية في إنجلترا للتذمر وطالبوه بإقامة كنيسة. بعد ذلك بعام واحد، في عيد الفصح[؟] زار الناصرة الأمير إدوارد أمير ويلز وتبرع لبناء الكنيسة، فقامت "الشركة التبشيرية الكنسية" ببنائها وتم تدشينها عام 1871. وقد بذا الكاهن السويسري جوزف تسيلر، الذي خدم الرعية طوال حوالي عشرين عامًا، قصارى الجهود لتنفيذ هذا المشروع. بنيت الكنيسة بأسلوب عمارة قوطية جديد حسب تخطيط المهندس السويسري شتدلر.[82]

كنيسة سيدة الرجفة ودير كلاريس

من المرجح أن هذه الكنيسة هي نفس الكنيسة التي كانت قائمة في القرن الثاني عشر وهي ملك للراهبات البندكتيات.[83] بُنيت كنيسة "سيدة الرجفة" الأولى، كما يبدو، في الفترة الصليبية، في المدخل الجنوبي للمدينة على تلة تسمى "جبل الخوف" أو "تلة الزلزال" أو "دير البنات".[84] وقد دمرت الكنيسة في القرن التاسع عشر فبنى الفرنسيسكان كنيسة جديدة في المكان عام 1876.[84] يقع قرب الكنيسة دير كلاريس المسمى أيضا "نوتردام دي لابراوة". صار هذا الموقع مقدسا، لأنه كما تروي لتقاليد، عندما علمت مريم بأن سكان القرية سيلقون ابنها يسوع من فوق الجبل إلى الهاوية سارعت إليه وعند الوصول إلى هذه التلة أصابها خوف شديد.[84]

كنيسة قصر المطران (سيدة الرجفة الأرثوذكسية)

 
كنيسة قصر المطارن الأرثوذكسيّة

أقام الأرثوذكسيون كنيسة صغيرة مُقابل كنيسة "سيدة الرجفة"، على قمة الجبل في القسم الجنوبي الشرقي لمدينة الناصرة. في هذا المكان، كما تروي التقاليد، وقع حدث "سيدة الرجفة". تم ترميم الكنيسة وهي اليوم مفتوحة امام المصلين والزوار. بنيت الكنيسة في عام 1862 من قبل سيدة روسية تدعى ماريا كيسليفيه لذكرى سيدة الرجفة على مصير ابنها في الحادث الذي حاول السكان اليهود في الناصرة إلقاءه من قمة جبل القفزة. إلى جانبه، أقيم المنزل الصيفي الخاص بالأسقف اليوناني الأرثوذكسي وحاشيته. الكنيسة والمنزل الصيفي مهملان اليوم، لكن ما زلنا نستطيع ملاحظة بقايا رسومات القديسين.[85]

مساجد المدينة

الجامع الأبيض

 
مدخل الجامع الأبيض في الناصرة

الجامع الأبيض هو أحد أبرز معالم الناصرة، وهو أول مسجد للإسلام في الناصرة.[86] تأسس المسجد في الناصرة على التقوى والصلاح في أرض مباركة ليكون مركزًا لصلاة المسلمين ودار ندوة وعلم وصلاح لهم، فهو يثبت العقيدة عند المسلمين وهذا يعكس الأثر في بناء مجتمع يقوم على الإيمان وليس على المظاهر وليكون منطلقًا للعلم وللعقيدة، وللفكر الإسلامي وذلك بتطبيق التعاليم وبتنفيذ الأوامر إذا كان ذلك بالاجتماع على الهدى أو بالسجود والركوع وبمتابعة أقوال وأعمال النبي محمد.[86] وتحول مع مرور الوقت إلى مركز ثقافي وديني مهم في حياة مدينة الناصرة، عدا كونه مكانًا للعبادة للمؤمنين المسلمين تقام فيه نشاطات تعليمية وثقافية، وكان مركزًا لإدارة الشؤون المدينة، حيث عملت فيه محكمة ومدرسة.[87]

أُقيم القسم الأول من المسجد عام 1785 في أيام حاكم عكا أحمد باشا الجزار. وقد كلف الشيخ عبد الله النيني مهمة البناء وإدارة شؤون سكان الناصرة والمنطقة. بسبب معارضته للحكم المصري في عهد محمد علي خلال التمرد من عام 1834 نفي النيني إلى مصر حيث تعلم في الأزهر. صار النيني أحد رجالات الدين الهامين بحيث أطلق عليه اسم الفاهوم، وهي العبارة التي تشير إلى العقل والفطنة والحكمة. تقديرًا له دفن عبد الله الفاهوم في الجانب الغربي من المسجد. منذ ذلك الحين وحتى اليوم فإن الجامع الأبيض هو وقف عائلي يُدار وتتم صيانته من قبل عائلة الفاهوم. في السنوات الأخيرة رُمم المسجد وتم تحسين مظهره الخارجي والمنطقة المحيطة به. كذلك، يوجد في المسجد مُتحف صغير يحتوي على مستندات وسجلات نادرة.[88]

مسجد السلام

هو أحد أحدث المساجد في الناصرة.[89] وأول من فكر في بناء هذا المسجد هم أهل الحي الشرقي، أكبر الحارات الإسلامية في الناصرة.[89] يقع المسجد إلى الشرق من شارع بولس السادس، الذي يشكل الشارع الرئيسي في المدينة. اتفق أهل الحي الشرقي المسلمون المؤمنون في اجتماع عام 1960، على جمع تبرعات لبناء مسجد جديد في الناصرة.[89]

مسجد النور

يقع في حي بير أبو الجيش وقد تم اإنشاؤه عام 1978.

مسجد بلال

يقع في حي الصفافرة وقد تم إنشاؤه عام 1981.

مقام الشيخ عامر

هو قبر مقدس يطلق عليه اسم الشيخ عامر الدين ويقع بجوار الكنيسة الإنجيلية. أقيم المبنى الذي في الموقع عام 1911 من قبل حسين بك أباظة الذي كان موظفا تركيا في الناصرة. حسب التقاليد المحلية كان عامر الدين شقيق شهاب الدين. وقد حارب عامر الدين إلى جانب خاله صلاح الدين ضد الصليبيين واستشهد دفن في الناصرة.[90]

معالم أخرى

معالم الناصرة
عين العذراء

هي نبع ماء الموجودة بساحة العين في مدينة الناصرة.نسبت هذه العين إلى مريم العذراء المباركه لانها كانت تستقي الماء للشرب منها وبحسب تقليد القرن الأول ان الملاك جبرائيل بشر مريم العذراء على العين اولا وهي تملا جرتها ثم اتم البشاره في بيتها. في عهد الصليبيين عندما بنيت الكنيسة الأرثوكسية فوق عين العذراء, منع الناس من دخول الكنيسة. للسقاية لتلافي التشويش على المصلين وحفاظا على قدسية الكنيسة.فأجروا الماء في قسطل إلى خارج الكنيسة. ولكثر أهميته تكون شعار البلدية من صورة العين.[28]

 
المسكوبية

مبنى كبير ورائع يقع على بعد حوالي خمسين مترًا فقط إلى الغرب من نبع مريم. أقامه الروس في العام 1904 حسب تخطيط المصمم المعماري الألماني شوماخر وكان بمثابة مضافة للحجاج الروس الذين قامت أعداد كبيرة منهم بزيارة مدينة الناصرة.

يُستعمل المبنى اليوم كمحطة للشرطة والبريد في المدينة.

 
مقام النبي سعين

النبي سعين هو مكان فيه مقام مقدس عند المسلمين، يقع هذا المقام في أعلى نقطة من مدينة الناصرة، على جبلها الشمال الغربي، ويرتفع 450 متر عن سطح البحر.[91] لقد نُسب الجبل الذي يقع عليه مسجد النبي سعين للمسجد، فيقال جبل النبي سعين.[91]

 

الثقافة والتعليم

 
منزل آل المطران.
 
مركز الثقافة والفنون.

اشتملت الناصرة في أوائل عهد الانتداب البريطاني على عدد من المدارس، منها اثنتان للحكومة ومدرسة للكاثوليك العرب وعدة مدارس للإرساليات المسيحية الأجنبية. وكان فيها دار المعلمين الروسية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، وهي من أهم المدارس الفنية في المدينة آنذاك. بين السنوات 1942 و 1943، ضمت الناصرة ثلاث مدارس حكومية، اثنتين للبنين وواحدة للبنات. أما المدرستان الاخريان للبنين والبنات فهما ابتدئيتان كاملتان. وقد بلغ مجموع المدارس الخاصة والتي جميعها مسيحية 11 مدرسة وذلك في عام 1943. كانت الحياة العلمية خلال العصر العثماني والإنتداب البريطاني في الناصرة راقية، حيث ظهر أثرها في مستويات الأهالي الثقافي العالي، فقد ساهمت الناصرة في تخريج جيل مشهور من المتعلمين والمثقفين والأدباء. بعد قيام دولة إسرائيل، شكّلت الناصرة المركز الثقافي والعلمي والأكاديمي لعرب 48، جنبًا إلى جنب مع كفرياسيف والرامة وحيفا.

تُعتبر المدارس المسيحية والكاثوليكية خصوصًا في مدينة الناصرة اليوم، من أفضل المدارس في الوسط العربي الإسرائيلي، وتحتل مراكز مرموقة، وهي تسعة ويتلقى العلم فيها أكثر من نصف الطلاب الثانويين في الناصرة والقضاء وهي: المدرسة الإكليركية "المطران"، ومدرسة راهبات مار يوسف، المدرسة المعمدانية "الأمريكان"، وتحتل هذه المدراس الثلاث أولى مراتب أفضل مدارس عربية. هناك أيضًا: مدرسة المسيح الإنجيلية، ومدرسة راهبات المُخلّص ومدرسة التيراسنطة وهي من أقدم المدارس في فلسطين التاريخية وأيضًا مدرسة راهبات الفرنسيسكان، ومدرسة راهبات السالزيان ومدرسة السالزيان الصناعيّة "دون بوسكو" بالإضافة إلى مدرسة الواصفية الإبتدائية. يُذكر أنّ هذه المدارس والمؤسسات المسيحية يتلقى فيها العلم طلاب من كافة الطوائف والأديان.[60]

 
مركز مريم العالمي.

تَشهد الناصرة في الفترة الأخيرة، وعلى الأدق منذ سنة 2000، مبادرات ومحاولات عديدة لتنشيط الحراك الثقافيّ فيها، وتفعيل مؤسّسات ثقافيّة، أكثر من الفترات السابقة بإستثناء فترة السبعينيات.[92]

من جهة أخرى، أصبحت النّاصرة منذ عام 1980 مركزًا إعلاميًا بارزًا، فبعد أن أُغلقت جميع الصّحف الفلسطينيَّة أبوابها بعد النكبة (باستثناء صحيفة "الإتحاد" التابعة للحزب الشيوعي، والتي أسسها توفيق طوبي عام 1944 واستمرت بالصدور في حيفا)، أخذت تصدُر في الناصرة صحف أسبوعية، وكان أولها صحيفة "فينوس". من الجدير بالذكر أن جميع الصحف الحالية تصدر يوم الجمعة من كل أسبوع، باستثناء صحيفة الميدان التي صدرت يوم الخميس، وصحيفة "العين" التي تصدر بشكل غير منتظم خلال يوم الأربعاء من كل أسبوع. وهناك صحيفة أخرى أخذت تصدر في الناصرة منذ عام 1999 وهي صحيفة "حديث الناس" ، وقد كان لها شعبية كبيرة في الفترة الأولى من صدورها، ثم أخذت بالتراجع. وقد تأسست في الناصرة عدة جمعيات ثقافية كدار الثقافة والفنون، جمعية الثقافة العربية، وجمعية الناصرة للثقافة والسياحة، المؤسسة عام 1999 التي قامت ببناء خطة لرفع مكانة المدينة اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا.[93] من جهى أخرى، أُطلق على أحد المراكز الثقافية المدينة مؤخرًا اسم "مركز محمود درويش الثقافي" تخليدًا لذكرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وقد تم في السنوات الأخيرة تطويره بشكل راق. ويضم بالإضافة لمنصة المسرح والقاعة، قاعة جاليري للفنون التشكيلية.[94]

إن أكثر ما تفتقر إليه الناصرة من المقوّمات الثقافية حاليًا، بالإضافة إلى افتقارها المتحف الوطني والمسرح القومي ودور السينما، هي الجامعة، فقد عارضـت الدولة العبريّة بعناد أي محاولة لتأسيس جامعة عربية في الناصرة، من منطلقات سياسية قومية، مدركة الأهميّة الحاسمة للجامعة في بناء الذات القوميّة والنخب الفكرية والأكاديمية.[92]

ويُلاحظ المتتبع للمشهد الثقافي الفلسطيني العام، المساهمة الجليّة للمبدعين النصراويّين، ممن ولدوا فيها أو ممن قدموا إليها وعاشوا فيها. وقد يكون الحضور النصراويّ هو الأبرز في مجال السينما الفلسطينيّة عمومًا، كالمخرجون. بالإضافة إلى عدد كبير من الأسماء في مجال الأدب والشعر والموسيقى.[92]

الرياضة

 
شعار نادي أخاء الناصرة.

تُعد كرة القدم الأكثر مُتابعة رياضيًا من قبل سكان الناصرة. ويُعتبر فريق ماكابي آخاء الناصرة الفريق المحلي للمدينة والذي يلعب في دوري الدرجة الثانية فيس إسرائيل. كما تحوي الناصرة ملعبًا يُدعى ملعب عيلوط، والذي يُمكن أن يستوعب حوالي 5,000 متفرج، والذي يلعب فيه النادي أساسًا.[95] وقد تأسس النادي في عام 1967، ويُعد واحدًا من أهم الأندية الرياضية العربية في إسرائيل.[96] من جهة أخرى، للنادي فريق يلعب كرة السلة بالإضافة إلى عدد من النوادي الأخرى.[97] ويقع في الجزء الغربي من المدينة، مركز ثقافي ورياضي كبير مع مجمع ملاعب لكرة المضرب (التنس).[98]

الصحة

 
مستشفى العائلة المقدسة وهو من أقدم مستشفيات الناصرة.

تتواجد في مدينة الناصرة ثلاث مستشفيات. وقد شكلت الناصرة قبل عام 1948، مركز صحي لقضاء الناصرة، إذ لم تحو المنطقة مستشفيات باستثناء الناصرة، بُنيت هذه المستشفيات من قبل مؤسسات مسيحيَّة تبشيرية.[60]

يُعتبر مستشفى العائلة المقدسة أو المشفى الإيطالي أو المشفى النمساوي أقدم هذه المشافي، إذ بنى سنة 1881 بناه رهبان يوحنا عبد الله المتخصصين في المجال الصحي، أُطلق على المشفى اسم المشفى النمساوي كون الرهبان الذين أسسوه كانوا من النمسا، اما اليوم فيدير المشفى راهبات إيطاليات. أصبح المشفى سنة 2012 مشفى جامعي يعود لكلية صفد الطبية.[60]

تأسس المستشفى الفرنسي أو مستشفى القديس منصور دي بول سنة 1898 على يد الراهبه "ليوني سيون" المسؤوله عن مؤسسات "راهبات المحبة" في الأرض المقدسة. بدأ المستشفى متواضعًا بأربع راهبات في بيت مستأجر زُوّد بسبعة عشر سريرًا ومستوصف صغير. وكانت الراهبات يقمن بزيارة البيوت في الناصره والقرى المجاورة. وأمام ازدياد المرضى، قامت الراهبة "فوران"، خليفة الراهبة "سيون" بشراء أرض فسيحة لبناء مستشفى عليها.كان عدد سكان الناصره آنذاك نحو 6,000 نسمه. شهد المستفى آخر سنوات الحكم العثماني (1898-1918) وعايش الانتداب البريطاني (1918-1948) وعايش قيام دولة إسرائيل منذ سنة 1948. في ايام الحكم العثماني، كان لا بد من حماية سيسايه اجنبيه حيال اطماع الموظفين الاتراك. لذلك طلبت المؤسسات الكاثوليكية الفرنسية حماية قنصل فرنسا، ولذا دعي مستشفى الناصره الجديد "المستشفى الفرنسي" أو "مستشفى القديس منصور دس بول".

أسست المنظمة التبشيرية البروتستانتية المشيخية "الجمعية الطبية التبشيرة ادنبرة" أو مستشفى الناصرة ا.م.م.س ما يُعرف بإسم المتسشفى الإنكليزي سنة 1924 والذي يقع في جنوب غرب المدينة، وأقيم إلى جنب المستشفى مدرسة للتمريض تأسست في عام 1924، وتمنح عند التخرج للطلاب شهادة من وزارة التعليم والتي تؤهل الطلاب لامتحان الرخصة للعمل في مجال التمريض.[99]

السياحة

 
الاحتفالات في عشية عيد الميلاد.

للناصرة أهمية دينية خاصة كما لغيرها من مدن فلسطين التاريخية المقدسة كالقدس وبيت لحم والخليل، ففيها 24 كنيسة وديرًا وعدد من المتاحف الدينية. وتضم كذلك بعض المساجد وأضرحة الشهداء والصالحين حسب المعتقد الإسلامي. وأبرز معالم المدينية التاريخية الدينية كنيسة البشارة[؟] التي تقوم على الموضع الذي بُشرت فيه مريم بانها ستلد يسوع المسيح حسب المعتقد المسيحي. وتقع الكنيسة على مقربة من حافة الجبل المطل على مرج ابن عامر. وكان اليهود قد حاولوا أن يلقوا بيسوع من فوقه إلى أسفل. وهناك كذلك كنيسة القديس يوسف التي أقيمت مكان بيت يوسف النجار وحانوته وكنيسة البلاطة أو مائدة المسيح، وكنيسة سيدة الرحمة، وكنيسة المجمع، وعين العذراء. جذبت أهمية الناصرة الدينية أنظار العالم المسيحي، فأخذ يأمهّا الآف الحجاج المسيحيين والسياح سنويًا لزيارة البقاع المقدسة والتاريخية.[100]

الناصرة الرسمية

 
مبنى سرايا الناصرة.

تحوي الناصرة عدد من المباني الرسمية، منها ما هو تراثي يعود إلى الحقبة العثمانية في فلسطين. من أهم تلك المباني هو سرايا الناصرة، وهو مبنى حكم تاريخي هام من الفترة العثمانية، تم بناؤه حوالي عام 1740 من قبل حاكم الجليل ظاهر العمر، الذي اتخذه منزله الخاص وكمبنى الحكم العثماني، حيث أشرف منه على الأمن في مرج ابن عامر. وقد ضم المبنى اسطبلات ومعتقلا. وقد أصبح المبنى مقرًا لبلدية الناصرة بعد النكبة عام 1948 حتى بداية تسيعينيات القرن العشرين، إذ انتقل مقر البلدية إلى مكان آخر في المدينة.[28]

رؤساء بلدية

مر على الناصرة منذ إنشاء أول بلدية فيها في نهاية القرن التاسع عشر، عدد من رؤساء البلدية، كان منهم 9 بعد تأسيس إسرائيل عام 1948، بالإضافة إلى لجنتين مؤقتتين في فترتين مختلفتين.

 
توفيق زياد، شاعر فلسطيني ورئيس بلدية الناصرة الأسبق.
رؤساء بلدية الناصرة بعد النكبة
الاسم الفترة
يوسف محمد علي فاهوم 1948-1954
أمين سليم جرجورة 1954–1959
سيف الدين زعبي 1959–1965
عبد العزيز الزعبي 1965–1966
لجنة 1966–1967
موسى كتيلو 1967-1971
سيف الدين زعبي 1971-1974
لجنة 1974-1975
توفيق زياد 1975-1994
رامز جرايسي 1994-2014
علي سلاّم 2014-الآن

مدن شقيقة

 
اسم البلدية على أحد شوارعها.

الناصرة متوأمة مع المدن التالية:

انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ "Population in the Localities 2019" (XLS). Israel Central Bureau of Statistics. Retrieved 16 August 2020.
  2. ^ Request Rejected Archived 2017-08-17 at the Wayback Machine
  3. ^ Journal of Palestine Studies. 25 (3). JSTOR 2538265. {{cite journal}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |التاريخ= ignored (help); Unknown parameter |الصفحات= ignored (help); Unknown parameter |العنوان= ignored (help); Unknown parameter |المؤلف= ignored (help)
  4. ^ Dumper, Michael; Stanley, Bruce E.; Abu-Lughod, Janet L. (2006). Cities of the Middle East and North Africa: a historical encyclopedia. ABC-CLIO. pp. 273–274. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  5. ^ , ISBN 9780520223790 

    , ISBN 9780863722196 

  6. ^ متروبولين الناصرةبالعبرية: {{{1}}}
  7. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  8. ^ شاهد على زيارة ثلاثة بابوات إلى الناصرة. Archived 2015-12-22 at the Wayback Machine
  9. ^ الناصرة 1964 قبيل زيارة البابا بولس السادس Archived 2015-12-11 at the Wayback Machine
  10. ^ زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الناصرة. Archived 2015-12-19 at the Wayback Machine
  11. ^ المسيحيون في إسرائيل: احصائيات وتفوّق بالتعليم Archived 2016-05-29 at the Wayback Machine
  12. ^ المسيحيون العرب يتفوقون على يهود إسرائيل في التعليم موقع بكرا، 28 ديسمبر 2011.
  13. ^ أ ب ت المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية | هوية Archived 2017-02-27 at the Wayback Machine
  14. ^ أ ب ت خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة حكاية بلد 1
  15. ^ أصل تسمية الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  16. ^ أ ب ت ث مختصر من كتاب تاريخ الناصرة Archived 2017-05-11 at the Wayback Machine
  17. ^ Antoun, Richard T.; Quataert, Donald (1991). Syria: society, culture, and polity. SUNY Press. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  18. ^ Antoun, Richard T.; Quataert, Donald (1991). Syria: society, culture, and polity. SUNY Press. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  19. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  20. ^ أهمية اسم المسيح Archived 2017-11-13 at the Wayback Machine
  21. ^ Alexandre, Yardenna. 2012. Mary's Well, Nazareth. The Late Hellenistic to the Ottoman Periods. Jerusalem, IAA Reports 49.
  22. ^ Alexandre, Y. “Archaeological Excavations at Mary’s Well, Nazareth,” Israel Antiquities Authority bulletin, May 1, 2006.
  23. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  24. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  25. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  26. ^ فترة ما قبل التاريخ في الناصرة| بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  27. ^ موسوعة المعارف الجديدة للحفريات الأثرية في أرض إسرائيل، شركة بحوث أرض إسرائيل وآثارها القديمة، مصطلح: "قفزة، مغارة الـ"، صفحة 1414.
  28. ^ أ ب ت ث حكاية بلد - مدينة الناصرة الجزء الثاني Archived 2015-12-19 at the Wayback Machine
  29. ^ Jack Finnegan, The Archaeology of the New Testament, جامعة برنستون Press: Princeton, 1992, pp. 44-46.
  30. ^ التاريخ القديم لفلسطين: الحكم الروماني الوثني 63 ق.م - 636 | فلسطين سؤال وجواب Archived 2015-09-24 at the Wayback Machine
  31. ^ الناصرة: المدينة التى قضى فيها المسيح طفولته ومعظم حياته | موسوعة تاريخ أقباط مصر Archived 2017-08-10 at the Wayback Machine
  32. ^ الهروب إلى مصر، بولس فغالي، 5 نوفمبر 2012.
  33. ^ الهروب إلى مصر، الكتاب المقدس، 5 نوفمبر 2012. Archived 2017-07-31 at the Wayback Machine
  34. ^ الله يسير مع شعبه، مرجع سابق، ص.129
  35. ^ رب المجد، مرجع سابق، ص.77
  36. ^ أ ب ت ث الناصرة ومواقعها، تحرير: إيلي شيلر، صادر عن "أريئيل"، 1982
  37. ^ جون بول ميير, A Marginal Jew: Rethinking the Historical Jesus: The Roots of the Problem and the Person,Vol. 1, Doubleday 1991, p.216; بارت إيرمان, Jesus: Apocalyptic Prophet of the New Millennium, Oxford University Press, 1999, p.97; إد باريش ساندرز, The Historical Figure of Jesus, Penguin 1993, p.85.
  38. ^ فترة روما (37 قبل الميلاد– 324 ميلادي) في الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-14 at the Wayback Machine
  39. ^ Denys Pringle, The Churches of the Crusader Kingdom of Jerusalem, vol.11,L-Z Cambridge University Press, 1998 p.45. Luke's account is repeated, with added details, in the الإنجيل الرباعي. See Petersen, 'The Diatessaron and the Fourfold Gospel,' in Charles Horton (ed.)The Earliest Gospels: The Origins and Transmission of the Earliest Christian Gospels, Continuum International Publishing Group, 2004 pp.50-68, 65-66.
  40. ^ البيزنطيون في الناصرة( 324 – 634) | بلدية الناصرة Archived 2016-03-13 at the Wayback Machine
  41. ^ الفترة العربية (634 – 1099) في الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-13 at the Wayback Machine
  42. ^ الفترة الصليبية في الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  43. ^ الفترة المملوكية في الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  44. ^ St Francis Magazine. 8 (5). {{cite journal}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |الأخير= ignored (help); Unknown parameter |الأول= ignored (help); Unknown parameter |الصفحات= ignored (help); Unknown parameter |العنوان= ignored (help); Unknown parameter |المسار= ignored (help); Unknown parameter |تاريخ= ignored (help)
  45. ^ الفترة العثمانية (1516 – 1917) في الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  46. ^ الانتداب البريطاني (1917 – 1948) في الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  47. ^ Shamir, Ronen (2013) Current Flow: The Electrification of Palestine. Stanford: Stanford University Press
  48. ^ أهمية موقع مدينة الناصرة جنوب الجليل | قناة الجزيرة Archived 2015-12-21 at the Wayback Machine
  49. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  50. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  51. ^ دولة إسرائيل | بلدية الناصرة Archived 2016-03-14 at the Wayback Machine
  52. ^ أ ب ت ث ج ح كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 15 إلى صفحة 18. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  53. ^ أ ب موقع الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  54. ^ جوجل إيرث
  55. ^ مناخ الناصرة | بلدية الناصرة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  56. ^ "CLIMATE: NAZARETH". Climate-Data.
  57. ^ "Nazareth Climate". Weather2Travel.
  58. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  59. ^ مكتب الإحصاء المركزي
  60. ^ أ ب ت ث الحجارة الحية، مرجع سابق، ص.175
  61. ^ عرب 48 Archived 2016-03-05 at the Wayback Machine
  62. ^ דו"ח הבגרות של ישראל: הנוצרים מובילים Archived 2017-11-26 at the Wayback Machine
  63. ^ التعليم
  64. ^ أ ب ت ث الإقتصاد في مدينة الناصرة | هوية Archived 2014-05-29 at the Wayback Machine
  65. ^ [1][[تصنيف:مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير صحيح.]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير صحيح." style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة]
  66. ^ Road Tunnels" new connects Afula and Nazareth and Nazareth - Elite (Haaretz)
  67. ^ الموقع الرسمي لخدمة NTT للنقل في الناصرة. Archived 2017-09-18 at the Wayback Machine
  68. ^ أ ب البدائل في مواجهة سياسة محاصرة الناصرة وخنقها | الجبهة Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  69. ^ سياسة الأراضي والتخطيط في إسرائيل- لا مكان للعرب | مدار Archived 2017-09-07 at the Wayback Machine
  70. ^ الناصرة: تخطيط البلدات العربية اداة للبناء ام ذريعة للهدم؟
  71. ^ أ ب ت ث كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 219 إلى صفحة 223. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  72. ^ كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 237 إلى صفحة 240. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  73. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  74. ^ أ ب ت ث كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 225 إلى صفحة 226. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  75. ^ أ ب ت {{cite web}}: Empty citation (help)
  76. ^ متى 13، مرقس 6، لوقا 4
  77. ^ أ ب ت ث {{cite web}}: Empty citation (help)
  78. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  79. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  80. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  81. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  82. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  83. ^ كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. صفحة 232. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  84. ^ أ ب ت {{cite web}}: Empty citation (help)
  85. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  86. ^ أ ب كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 313 إلى صفحة 316. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  87. ^ الجامع الأبيض في الناصرة تاريخ الولوج 29 أبريل 2012
  88. ^ موقع مدينة الناصرة الجامع الأبيض تاريخ الولوج 29 أبريل 2012 Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  89. ^ أ ب ت كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 316 إلى صفحة 317. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  90. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  91. ^ أ ب كتاب تاريخ الناصرة. 2000. pp. من صفحة 318 إلى صفحة 319. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |lay-date=, |subscription=, |nopp=, |last-author-amp=, |name-list-format=, |lay-source=, |registration=, and |lay-summary= (help)
  92. ^ أ ب ت الحراك الثقافيّ في الناصرة | فلسطين Archived 2012-10-27 at the Wayback Machine
  93. ^ جمعية الناصرة الثقافية والسياحية
  94. ^ مركز محمود درويش الثقافي - الناصرة
  95. ^ Ilut Stadium | stadiumdb Archived 2017-11-08 at the Wayback Machine
  96. ^ فريق مكابي أخاء الناصرة | soccerway.com Archived 2017-09-18 at the Wayback Machine
  97. ^ يافة الناصرة احتفال صعود فريق هبوعيل نساء أسامة لكرة السلة للدرجة الممتازة بأجواء بهيجة
  98. ^ Cliff Richard: From Wimbledon to Nazareth Archived 2017-11-17 at the Wayback Machine
  99. ^ נצרת: שלושת בתי החולים בעיר התאחדו Archived 2017-08-28 at the Wayback Machine
  100. ^ المعالم السياحية في مدينة الناصرة. Archived 2015-12-16 at the Wayback Machine
  101. ^ Twin Cities in Israel
  102. ^ Mater Dei Tours Archived 2017-09-16 at the Wayback Machine
  103. ^ Reaching out: Nablus a fine addition to sister city lineup | Daily Camera Archived 2016-03-05 at the Wayback Machine
  104. ^ علي سلاّم رئيس بلدية الناصرة وتوماسو ريگلادو رئيس بلدية ميامي يوقعان على إتفاقية توأمة Archived 2017-09-30 at the Wayback Machine

المراجع

وصلات خارجية