العلاقات البورمية الصينية

العلاقات الصينية البورمية هي العلاقات الثنائية بين الحكومة الصينية و الحكومة البورمية.

العلاقات الصينية - البورمية
Map indicating locations of People's Republic of China and Burma

الصين

ميانمار

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ


العلاقات السياسية

أهمية المشروع

يقول ثانت مينت-يو، وهو كاتب ومستشار لحكومة بورما:

  «تفتقر الصين إلى كاليفورنيا خاصة بها، إلى شاطئ ثان يوفر للمقاطعات الداخلية النائية منفذاً بحرياً.»  

—ثانت مينت-يو، المفكر الاستراتيجي البورمي

ويوضح في كتابه حيث تلتقي الصين بالهند المخصص لشرح أهمية بورما الجيوسياسية، أن خط الأنابيب خطوة شديدة الأهمية في سياسة «المحيطين» الصينية. وعلى نحو مشابه، يحاجّ الكاتب الأمريكي البارز روبرت كاپلان بأن قدرة الصين على إنشاء وجود لها في المحيط الهندي، المسطح المائي الثالث من حيث المساحة في العالم، ستحدد إذا كانت الصين قوة عسكرية عالمية أو أنها ستبقى قوة محلية محصورة في المحيط الهادي.[1]

وطوال أعوام، نظر الغرب إلى بورما من منظار حقوق الإنسان والديموقراطية، وسادت مقولة إن (ناشطة حقوق الإنسان) أون سان سو تشي تخوض نضالاً لتخليص البلاد من ربقة الحكم التسلطي العسكري. بيد أن المقولة هذه تلقي ظلالاً على أمر لا يقل أهمية: صراع حول أهم دول آسيوية من الناحية الاستراتيجية.

ويجدر التذكير كيف ظهر أنبوب الغاز الذي سيصل المحيط الهندي بالصين، فقد بدأت بورما في التسعينات إرسال بعض غازها المستخرج من البحر إلى تايلند عبر خط بنته شركة توتال الفرنسية. وتنازعت الهند وكوريا الجنوبية والصين على حقوق حقل أكبر. واستخدمت الصين في 2006 حق الفيتو لمنع إدانة سجل بورما في مجال حقوق الإنسان. وانتزعت بعد ذلك بقليل صفقة بناء خط يون‌نان. وبدأت هذه الطريق نحو المحيط الهندي تعالج ما سماه الرئيس الصيني المنتهية ولايته هو جين‌تاو «معضلة ملقا». ويمر 80 في المئة من نفط الصين عبر المضيق بين ماليزيا وسومطرة (مضيق ملقا)، وهي نقطة مازالت تسيطر عليها البحرية الأمريكية. وسيقلص خط النفط الجديد الذي يشحن من الشرق الأوسط اعتماد الصين على مالاكا بمعدل الثلث تقريباً. أما القدرة السنوية لخط الغاز فهي 12 بليون متر مكعب، أو 28 في المئة من واردات الصين من الغاز. وحفّز الخوف من الهيمنة الصينية جنرالات بورما وواشنطن على التوصل إلى تسوية في العلاقات بين الجانبين. وتزامن الانفتاح الدراماتيكي في 2011 مع انعطافة الولايات المتحدة نحو آسيا. وقد يظهر أن الاعتبارات الجيوسياسية كانت أهم من تلك الديموقراطية في هذا الاختراق المفاجئ. والإشارة الأولى الكبيرة التي أرسلها الجنرالات في شأن انفتاحهم على التفاوض، لم تكن الإفراج عن السجناء السياسيين بل تعليق مشروع سد مييتسونى Myitsone الذي اقترحته الصين بكلفة 3.6 بليون دولار. وبدأ السباق الى ميانمار منذ ذلك الحين. عززت أوروبا وأميركا حضورهما، خصوصاً من خلال وكالات العون وتوفير المساعدة التقنية عبر هيئات متعددة الجنسية. وسارعت اليابان، التي لم تغادر البلاد طوال أعوام العقوبات الدولية، إلى رفع مستوى مشاركتها وأسقطت ديوناً قيمتها 6.3 بليون دولار. وتوصل «نادي باريس» للدائنين الغربيين هذا الأسبوع إلى تسوية حول الديون تتيح تدفق الأموال.

أما الصين، فتبدو متأخرة قليلاً، فقد أطلقت تحقيقاً حول اتهامات بالاستيلاء على الأراضي وتدمير البيئة في منجم مونيوا للنحاس الذي تملكه، وهو الأكبر في البلاد. ويمكن أن تثير بورما المزيد من الإزعاج للصين كما بإطلاق قذائف مدفعية إلى داخل الأراضي الصينية أثناء القصف الذي استهدف متمردي كاتشين أخيراً. بيد أن العاصمة نايبييداو، لن تتخلى عن بكين، فلديها الكثير لتربحه من اللعب بين الشرق والغرب ووضع أحدهما مقابل الآخر. وتعلم السيدة سوتشي تمام العلم ما هو على المحك من وجهة النظر الاستراتيجية، وقالت ذات مرة: «عليك ألا تنسى حقيقة وجود الصين على تخوم ميانمار، وأن أمريكا بعيدة نوعاً ما». وإذا أصبحت رئيسة فسيكون من المدهش مراقبتها تلعب اللعبة الجيوسياسية كما اللعبة الديموقراطية.

العلاقات الإقتصادية

 
الميناء الصيني على جزيرة مادى أمام تشاوپيو، بورما، 18 مايو 2017.[2] وهو بداية خطوط أنابيب الصين-ميانمار.


العلاقات الثقافية

العلاقات العسكرية

يـُعتـَقد أن الصين أسست محطة التقاط اشارات استخباراتية في جزيرة كوكو الكبرى في 1992 لمراقبة النشاط البحري الهندي في جزر أندمان ونيكوبار.[3] ويقال أن المحطة تتيج للصين مراقبة تحركات الأساطيل والسفن الأخرى في أرجاء شرق المحيط الهندي، وخصوصاً في النقطة بالغة الأهمية لطرق الملاحة البحرية بين خليج البنغال ومضيق ملقا.[3] ويكن أيضاً أن تُستخدم لرصد أنشطة موقع الاطلاق التابع لـهيئة أبحاث الفضاء الهندية في سري‌هاري‌كوتا وهيئة الأبحاث والتطوير الدفاعية في چاندي‌پور على البحر. كما يقوم الجيش الصيني بإنشاء قاعدة بحرية على جزيرة كوكو الصغرى.[4]

 
جنود من الجيش البورمي على الحدود مع الصين، نوفمبر 2023.


في 1 نوفمبر 2023، قال متحدث باسم المتمردين لوكالة فرانس برس إن الجيش البورمي شن غارات جوية لليوم الثاني على أراضي تسيطر عليها جماعة عرقية مسلحة على الحدود مع الصين. وتأتي الضربات في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش تحالفاً من الجماعات المسلحة في منطقة شمالية تعد موطناً لاستثمارات صينية ويقول المجلس العسكري إنه فقد أراضي فيها.[5]

وصرح الكولونيل ناو بو المتحدث باسم جيش استقلال كاشين لوكالة فرانس برس أن طائرة عسكرية قصفت موقعا قرب بلدة لاي‌زا في ولاية کاچین عند الساعة 12.45 ظهرا بالتوقيت المحلي. وأضاف أنه لا توجد تفاصيل بعد عن الضحايا جراء الغارة، مضيفًا أنها جاءت بعد يوم من قيام طائرة بإسقاط ثلاث قنابل على لاي‌زا، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثني عشر آخرين.

وقُتل جنود وضباط في 31 أكتوبر عندما حاول جيش استقلال بورما الاستيلاء على طريق رئيسي في ولاية کاچین، وفقًا لصحيفة جلوبال لايت أوف نيو ميانمار التي يسيطر عليها المجلس العسكري. وقال الجيش إنه نفذ "هجوماً مضاداً مناسباً" دون تقديم تفاصيل. وأضافت أنه "تم تحذير الدولة المجاورة مسبقاً (الصين)".

 
مقاتلو جيش التحالف الوطني البورمي يتجولون في قاعدة عسكرية تابعة للجيش البورمي بعد استيلائهم عليها، 28 أكتوبر 2023.

وفي ولاية شان الشمالية المجاورة، أفادت التقارير أن آلاف الأشخاص قد نزحوا بعد أن شنت ثلاث مجموعات مسلحة عرقية أخرى هجمات منسقة على المجلس العسكري نهاية أكتوبر. تضم ولاية شان خطوط أنابيب النفط والغاز التي تزود الصين وخط السكك الحديدية المخطط له بقيمة بليون دولار، وهو جزء من مشروع البنية التحتية العالمي للحزام والطريق في بكين.

وقالت وسائل إعلام رسمية في بورما إن وزير الأمن العام الصيني التقى يوم في 30 أكتوبر بزعيم المجلس العسكري مين أون ليانگ في العاصمة ناي‌پيي‌داو في ثاني أيام المحادثات مع كبار مسؤولي المجلس العسكري بشأن الاشتباكات. وذكرت صحيفة "جلوبال نيو لايت" أنهما ناقشا الهجمات التي تشنها الجماعة العرقية المسلحة التابعة لجيش التحالف الوطني الديمقراطي في ميانمار "على معسكرات أمنية... مع محاولات لتدهور السلام والاستقرار في المنطقة".

يقول جيش التحالف الوطني البورمي، إلى جانب جيش أراكان وجيش تانگ للتحرير الوطني، إنهم سيطروا على أجزاء من الطرق الرئيسية المؤدية إلى الصين - أكبر شريك تجاري لبورما- منذ بداية هجومهم.

وقالت الجماعات في 2 نوفمبر إنها أحكمت سيطرتها الكاملة على بلدة تشين‌شوى‌هاو على الحدود الصينية وسن‌وي التي تقع على الطريق المؤدي إلى الحدود الصينية. ولم يرد المجلس العسكري على الفور على الأسئلة حول ما إذا كان لا يزال يسيطر على هذه البلدات.

وقالت الجماعات العرقية المسلحة إن الجيش تكبد عشرات القتلى والجرحى منذ بدء الهجوم، لكن وكالة فرانس برس لم تتمكن من تأكيد أي أرقام للضحايا. وتعد المناطق الحدودية في بورما موطنا لأكثر من اثنتي عشرة جماعة مسلحة عرقية، بعضها يقاتل الجيش منذ عقود من أجل الحكم الذاتي والسيطرة على الموارد المربحة. قام البعض بتدريب وتجهيز "قوات الدفاع الشعبي" الأحدث التي ظهرت منذ انقلاب عام 2021 والقمع الدموي الذي شنه الجيش على المعارضة.

تحتفظ بكين بعلاقات مع بعض الجماعات العرقية المسلحة على طول حدودها مع بورما، موطن المجتمعات العرقية الصينية التي تستخدم بطاقات الهاتف المحمول والعملة الصينية. ونفت الصين في السابق تقارير عن تزويد الجماعات المسلحة بالأسلحة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قُتل ما يقرب من 30 شخصًا وأصيب العشرات في غارة على مخيم للنازحين في ولاية كاچين المجاورة. وألقى جيش استقلال كاچين باللوم على المجلس العسكري في الهجوم.

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ ديڤگد بيلنگ (2013-02-06). "شركات الأنابيب تهرع إلى ميانمار". جريدة الحياة اللبنانية، نقلاً عن فايننشال تايمز البريطانية. Retrieved 2013-02-07.
  2. ^ THE IRRAWADDY (2017-09-01). "Analysis: China Backs Myanmar at UN Security Council". THE IRRAWADDY.
  3. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة chinaintelligence
  4. ^ "Intelligence station on Great Coco Island is the most important Chinese electronic intelligence installation in Myanmar". GlobalSecurity.org. 2008-02-26. Retrieved 2008-02-26.
  5. ^ "Myanmar Junta Bombs Town on China Border for Second Day". voanews.com. 2023-11-02. Retrieved 2023-11-02.