التدخل العسكري التركي في سوريا (يناير 2018-الحاضر)

في يناير 2018، بدأ الجيش التركي تدخل جديد في سوريا، أطلقت عليه تركيا الاسم الكودي عملية غصن الزيتون (تركية: Zeytin Dalı Harekâtı). وهو عبارة عن هجوم على مواقع وحدات حماية الشعب،[21] حزب الوحدة الديمقراطي السوري، [22] اتحاد الجاليات الكردية والقوات الديمقراطية السورية المحيطة بمدينة عفرين السورية،[23] والتي من المحتمل أن تتجه صوب منبج.[10] كما تزعم تركيا أن العملية هي قتال ضد الدولة الإسلامية،[24] بالرغم من أنه ليس هناك تقاريراً مستقلة عن هذا. تطالب الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا بمدينة عفرين ومنطقة عفرين.

التدخل العسكري التركي في سوريا
(يناير 2018–الحاضر)
جزء من الحرب الأهلية السورية والتدخل التركي في الحرب الأهلية السورية
Operation Olive Branch (2018).png
التاريخ20 يناير 2018[2]الحاضر
(6 سنة, 3 شهر و 4 يوم)
الموقع
الوضع

مستمر

  • استيلاء الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا على 3–9 قرى[3][4]
المتحاربون
 تركيا
الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا[1]

القوات الديمقراطية السورية

حزب العمال الكردستاني (مزاعم تركيا)
القادة والزعماء
تركيا الجنرال إسماعيل مدين دميل[5]
(قائد العمليات)
غير معروف
الوحدات المشاركة

تركيا القوات المسلحة التركية

غرفة عمليات غصن الزيتون

القوات الديمقراطية السورية

القوى

تركيا غير معروف

5,000–25,000[8][9]
8,000–10,000[10]
الضحايا والخسائر
TFSA: 2–4 قتلى(حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والقوات الديمقراطية السورية)[11][12] 3–8 قتلى(حسب SOHR و SDF)[13][14][15]
6 captured (حسب تركيا)[16][17]
15 قتلى من المدنيين في سويرا (حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والقوات الديمقراطية السورية)[18][15][19]
1 مدني قتيل في تركيا و32 جريح[20]

صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه في نفس يوم بدء العملية العسكرية في عفرين سيترافق ذلك بالدفع في شمال بلدة منبج، التي استولت عليها القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من داعش في 2016.[10] أعلنت وحدات حماية الشعب أنها ستقوم بحماية سكان عفرين والرد على الجيش التركي.[25] في غضون ساعات من بدء العملية قُتل من ستة لسبعة مدنيين.[14][15]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

مظاهرات في عفرين (يسار) لدعم وحدات حماية الشعب ووحدات حماية النساء ضد العملية العسكرية التركية، ومظاهرات في بيزاعة‎ (يمين) لدعم العملية العسكرية التركية في عفرين ضد وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، 19 يناير 2018.

في أيام سبقت الهجوم، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع عناصر ميليشيا وحدات حماية الشعب على طول الحدود التركية السورية بالقرب من عفرين. وأفادت وكالة الأناضول بأن المراقبين العسكريين الروس في منطقة عفرين بدأوا في الانسحاب في 19 يناير 2018 توقعًا لهجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين.[26]



أسباب العملية

اعتبر بعض المحللين السياسيين أن العملية العسكرية التركية في عفرين يُمكن إيجاز أسبابها فيما يلي:

تحجيم حزب العُمَّال الكُردستاني والحيلولة دون تمدده

قالت الحكومة التُركيَّة إن الهدف من العملية العسكريَّة هي القضاء على الإرهابيين، وهو الوصف الذي تطلقه على قوات حماية الشعب الكردية، إذ تعتبرها امتداد لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون تُركيا مُنذ سنوات. ولذلك نظرت تركيا إلى قوات حماية الشعب المذكورة على أنها تهديد لأمنها القومي، وسبق أن اتَّهمتها بقصف بلدات تُركيَّة حُدوديَّة مع سوريا مرات عدَّة طيلة سنة 2017. وخشيت تُركيا أن يتمكن أكراد سوريا من إقامة كيان جُغرافي مُتصل على حدود تركيا قبالة المحافظات الجنوبية التي تقطنها أغلبية كُرديَّة.[27] لِذلك، هدَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا بشنِّ عملية عسكرية ضد عفرين، مؤكدًا أن وحدات حماية الشعب الكردية تمثل تهديدًا للأمن القومي التركي. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نشرت تصريحًا لِمسؤولٍ تركي كبير طلب عدم كشف اسمه، قال فيه أن الهدف من الهجوم على عفرين هو «تحرير هذه المنطقة عبر إزالة الإدارة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية فيها».[28] وقال المُحلل السياسي في مركز التقدم الأمريكي بالإنجليزية: Center for American Progress ماكس هوفمان، أن تركيا كانت شديدة الاستياء من توازن القوى القائم في شمال سوريا، الذي بات يميل كثيرًا لصالح الأكراد والنظام السوري، وأنها تخشى قيام كيان كردي معاد جدًا لها في سوريا على حدودها الجنوبية، بحكم الأمر الواقع.[28] كما قال المحلل العسكري التركي عبد الله آغار، إن الدعم المُتزايد من واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية، خصوصاً بالسلاح أثار قلقًا شديدًا لدى تركيا، وهو ما أدى قبلًا إلى توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، لا سيما وأن الولايات المُتحدة لم تستجب للمطالب التركية بوقف مد الأكراد بالسلاح.

كذلك، قال المُستشارٌ العسكريّ السابق للجيش الأمريكيّ في العراق براد باتي أن تُركيا ترى مصلحتها في تفادي حصول الولايات المتّحدة على شريك عسكريّ جديد في المنطقة، ألا وهو الأكراد. فإذا أصبح الأكراد بفعل تنظيمهم وقوّتهم العسكرية حليفًا يعتمد عليه الأمريكيون أكثر من اعتمادهم على أنقرة، بسبب الخلافات الكثيرة التي نشبت بين الطرفين، سيصبح الأكراد القوّة الأولى التي يعتمد عليها البيت الأبيض. وبالتالي، قد يصير الأخير أقلّ مطواعية على مستوى الاستجابة لمطالب تركيا التي ستخسر عندها الكثير من النفوذ في حلف شمال الأطلسي.[29]

ضمان دور بارز في مرحلة ما بعد الحرب في سوريا

اعتبر مُحللون أنَّ تركيا أدركت أن وجودها العسكري على الأرض هو الضامن الوحيد للفوز بنفوذ مؤثر في مستقبل سوريا، وأن استعانتها بِقواتٍ عسكريَّة محليَّة موالية لها تُقاتل إلى جانب جُيُوشها من شأنه ضمان مقعد آخر على طاولة إعادة إعمار سوريا، مما يعني فائدة مُباشرة للشركات التركية وضمان حصة مهمة من أموال المانحين الدوليين بعد انتهاء الحرب. كما قيل أنَّ هذا التدخل العسكري من شأنه تعزيز المزيد من الحُضُور التُركي في مناطق سوريَّة أُخرى، مثل إدلب التي تحتضن قوى المعارضة المُسلحة المُرتبطة بِتُركيا، ويقطنها مليونا شخص جاء بعضهم نازحًا من مدن أخرى.[27]

أسباب سياسيَّة تُركيَّة داخليَّة

اعتبر بعض المُحللين أن هذه العملية العسكريَّة من شأنها إفادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تُركيا، إذ أنَّ المعارك الدائرة من شأنها حشد الأصوات القوميَّة إلى جانب الحزب المذكور. فعلى الرغم من الخلافات الكثيرة بين الحزب الحاكم ذو التوجهات الإسلامية وأحزاب المُعارضة المختلفة، فإن ثمة إجماع تُركي على ضرورة منع قيام دولة كردية على الحدود سواء في كردستان العراق أو في سوريا. كما أن من شأن هذه الحملة جلب مزيد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لِسنة 2019، لتعويض الضرر الناجم عن عمليات تطهير الدوائر الحكوميَّة من أتباع الداعية فتح الله كولن المُتهم بِتدبير مُحاولة الانقلاب العسكري الفاشل خِلال شهر تموز (يوليو) 2016، إذ كان أتباع جماعة فتح الله كولن يمثلون خزانًا انتخابيًا لحزب العدالة والتنمية قبل الشقاق الذي وقع بين كولن وأردوغان قبل سنوات.[27]

الرغبة الروسيَّة بِضبط القوى الكرديَّة

قال ميخائيل ألكسندروف، وهو أحد الخبراء الروس البارزين في مركز الدراسات العسكرية والسياسية، أن روسيا قررت عدم التدخل في الصراع القائم بين تركيا والأكراد بسبب ممارسات الجانب الكردي خلال الفترة السابقة على اندلاع النزاع، إذ أصبح الأكراد غير مُبالين بمصالح روسيا والنظام السوري، وتحولوا إلى دمى تحركها الولايات المتحدة الأمريكية. واعتبر ألكسندروف أن الأكراد «لم يتوانوا عن تنفيذ أوامر الأوصياء الأجانب»، كما تحركوا في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش؛ سعيًا منهم لمهاجمة القوات الموالية للحكومة السورية. كما قال الباحث سالف الذِكر أن العديد من المخيمات على الأراضي الكردية تضم مدربين أمريكيين مُهمتهم إعداد مُقاتلين جدد لضرب الجيش السوري النظامي، وإن الأكراد رفضوا استكمال المُفاوضات المتعلقة بالتسوية في سوريا، وسحب القوات الموالية لهم من العديد من المناطق التي سيطروا عليها، بما فيها الرقة. لِذلك، رأت روسيا - وفقًا لألكسندروف - أن وقوف الأكراد في صف الولايات المتحدة الأمريكية له تبعات كبيرة، ليس فقط بالنسبة لمصالح الرئيس السوري بشار الأسد؛ بل مصالح روسيا في الشرق الأوسط أيضًا؛ ومن ثم لم يعد هناك أي دافع حتى تقوم روسيا بالدفاع عنهم وحمايتهم، فتركت تركيا تتصرف معهم عسكريًا.[30]

الرغبة التُركيَّة بِإعادة قسم من اللاجئين السوريين إلى ديارهم

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام تجمُّع من حزب العدالة والتنمية في مدينة بورصة يوم الأحد 21 كانون الثاني (يناير) 2018، إنّ 55% من أهل عفرين هم عرب و35% من الأكراد وصلوا لاحقًا، وإنّ الهدف الأساسيّ هو «تسليم عفرين إلى أصحابها الحقيقيّين». وقال أيضًا: «ما هو هدفنا؟ هل عندنا 3.5 مليون لاجئ سوريّ يعيشون على أراضينا؟ نعم عندنا. هدفنا هو إعادة هؤلاء الأخوات والإخوة السوريّين بأسرع وقت ممكن. هنالك خطوات حاليّة تُتخذ في هذا الاتجاه. نتّخذ وسنتّخذ جميع الخطوات الضروريّة ضدّ المنظّمة الإرهابيّة الانفصاليّة. لا يمكن التسوية حول ذلك. سنزيل جميع عناصر حزب العمّال الكردستاني، حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستانيّ ووحدات حماية الشعب الكرديّة من بلدنا. هؤلاء الذين يريدون التقدّم من سوريا سيدفعون ثمنًا كبيرًا لذلك».[29] وفي يوم الجمعة 26 كانون الثاني (يناير) 2018، قال الرئيس التركي في اجتماعٍ لحزب العدالة والتنمية عُقد في أنقرة، إن القوات التركية ستتحرك من عفرين شرقًا إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي وصولًا إلى مناطق سيطرة الأكراد في محافظتي الرقة والحسكة، وأن العملية العسكرية التركية في سوريا لن تتوقف إلا عند القضاء «على آخر إرهابي وحتى تصبح المنطقة آمنة لأصحابها الأصليين».[31]

أسباب اقتصاديَّة تُركيَّة

قال المُستشارٌ العسكريّ السابق للجيش الأمريكيّ في العراق براد باتي أن هُناك مصلحتين استراتيجيّتين حيويّتين لا تُذكران في الخطابات التركيّة الرسميّة تقضي إحداها بمنع إقامة دولة كرديّة قابلة للحياة على الحدود التركية الجنوبية. ولما كانت وحدات حماية الشعب الكردية قادرة على بناء دولة حيويّة وإعطائها منفذًا إلى البحر المتوسط، فإن هذا معناه أن هذا المنفذ قد يُلغي اعتماد كردستان العراق على خطوط الأنابيب التي تمرّ في تركيا، مما يعرّض اقتصاد أنقرة للخطر.[29]

الهجوم

إطلاق العملية

أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، مساء يوم الجمعة 19 كانون الثاني (يناير) 2018 أن القوات المسلحة التركية ستنفذ عملية عسكرية في عفرين، لكن توقيتها متعلق بإنجازها في الوقت الأكثر فاعلية ونجاحًا، قائلًا: «ستتم إزالة كافة خطوط الإرهاب شمالي سوريا، على الرغم من تصريحات أمريكية طالبت أنقرة بعدم اتخاذ هذه الخطوة».[32] وفي اليوم المذكور وصلت حافلات تقل أعدادًا من المقاتلين المنتمين لفصائل من المعارضة السورية إلى المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا تمهيدًا لمشاركتهم في المعركة القادمة.[32]

وفي يوم السبت 20 كانون الثاني (يناير) 2018، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز فى مدينة كوتاهية، أن القوَّات المُسلَّحة التُركيَّة بدأت فعليًا في عمليتها العسكرية، لطرد المقاتلين الأكراد من مدينة عفرين، وأن هذه العمليَّة العسكريَّة لن تتوقف عند عفرين وحسب، بل ستكون مدينة منبج - التي يسيطر عليها الأكراد - هي التالية، وقال: «سنطهر دنس الإرهاب الذي يحاول تطويق بلادنا حتى حدود العراق». واعتبر أن تركيا لن تكون آمنة، ما دامت سوريا غير آمنة، وانتقد القوة التي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيلها من الأكراد وقوامها 30 ألف شخص، وأطلقت عليها اسم «قوة أمن الحدود»، ثم غيّرت اسمها إلى «قوة سيطرة ميدانية» بعدما أعلنت «أنقرة» عن رفضها للخطوة الأمريكية، فقال: «من يُخططون للعبة في سوريا من خلال تغيير اسم التنظيم الإرهابي يعتقدون بأنهم يتمتعون بالدهاء. أقول لهم: الاسم الحقيقي لذلك التنظيم هو "بي كا كا"، و"ي ب ك"، ب ي د"».[32] وكانت صحيفة يني شفق التُركيَّة قد نقلت عن مصادر عسكريَّة تفاصيل العملية في عفرين، وكشفت عن قائد العملية هذه، ليتبين أنه قائد الجيش الثاني الفريق «إسماعيل متين تمل»، الذي كان له دور بارز خلال عملية درع الفرات، وأشارت الصحيفة المذكورة أن العملية سيشارك فيها لواءان من القوات الخاصة، وأنها عبارة عن عملية محاصرة مدعومة بغطاء جوي،[32] وأنه من المخطط أن يُحاصر المقاتلين الأكراد غربًا من الإسكندرونة وشمالًا من كلس، وشرقًا من أعزاز، ومن تل رفعت وإدلب جنوبًا.[32]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تصريحات قوات سوريا الديمقراطية

قالت قوات سوريا الديمقراطية، يوم السبت 20 كانون الثاني (يناير) 2018، إن تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يُغامر بعودة تنظيم داعش. كما قالت أن قول أنقرة بشن قوات سوريا الديمقراطية هجمات عبر الحدود في تركيا إنما هو ادعاءات كاذبة تستخدمها أنقرة مُبررًا لعملية عسكرية في سوريا، وإنها لا تجد خيارًا أمامها سوى الدفاع عن نفسها إن تعرضت لهجوم.[33]

الانسحاب الروسي

أعلن الجيش الروسي - في نفس اليوم (السبت 20 كانون الثاني (يناير) 2018) - انسحاب جنوده من منطقة عفرين، بعد تأكيد بدء العملية العسكرية التركية في المدينة، ونقلت وكالة فرانس برس بيانًا صادرًا عن وزارة الدفاع الروسية قالت فيه أن العسكريين الروس في عفرين أُرسلوا إلى تل رفعت من أجل ضمان سلامتهم. وأن الجيش الروسي أعاد تمركز مجموعات تابعة له وأفراد من الشرطة العسكرية، بعد نقلها من منطقة عفرين.[34]

انطلاق القتال

قصفت المدفعية التركية يوم السبت 20 يناير 2018 مواقع القوات الكردية في عفرين، وذكرت وكالة الأناضول أن دوي الانفجارات سمع من بعض القرى التركية الواقعة على الحدود السورية.[32] وفي وقتٍ لاحقٍ من ذلك اليوم أعلنت القوات التركية أن طائراتها دمرت 108 أهداف عسكرية تابعة لتنظيمي وحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في 7 مناطق شمالي سوريا، وتضمنت النقاط المستهدفة مخابئ وملاجئ ومستودعات ذخيرة تعود للتنظيمين المذكورين.[35] وواصل الجيش التركي طيلة ليلة السبت وفجر الأحد 21 يناير 2018، إرسال تعزيزات جديدة للقوات العاملة قرب الحدود مع سوريا. وقالت وكالة الأناضول أن وحدات الجيش السوري الحر المدعومة من القوات التركية بدأت بالتقدم داخل مدينة عفرين، وأكَّدت قيادة الأركان العامة التركية هذا الأمر أيضًا.[35] وفي فجر يوم الأحد المذكور أعلنت السلطات التركية أن 15 منطقة حدودية هي مناطق أمنية خاصة لمدة أسبوعين،[35] وبعد بضع ساعاتٍ من هذا الأعلان سقطت 4 صواريخ أطلقت من سوريا على بلدة كلس، مما ألحق أضرارًا بمنازل، بحسب وكالة الأناضول، التي قالت إن 3 صواريخ من تلك المُطلقة ألحقت أضرارًا بمنزلين في حين سقط الرابع على أرض فضاء في وسط المدينة، ولم يسقط ضحايا جرَّاء هذا الأمر.[35]

حمَّلت وحدات حماية الشعب الكردية في بيانٍ صدر عنها روسيا المسؤولية عما تعرضت له عفرين من قصف وهجمات تُركيَّة، فقالت: «نعلم جيدًا أن الجيش التُركي ما كان له أن ينفذ هذا الهجوم دون مُوافقة القوى الدولية وعلى رأسها روسيا التي تنشر قواتها في عفرين. وعليه فإننا بقدر ما نحمل دولة الاحتلال التُركيَّة مسؤوليَّة هذه الهجمات، فإننا نحمل رُوسيا أيضًا مسؤولية هذه العملية، ووزر أي مجزرة قد يتعرض لها المدنيون». واعتبر البيان أن الجيش التركي يسعى من خلال القصف الجوي إلى إخلاء عفرين وإجبار المدنيين على النزوح، ومن ثم حشد «المُرتزقة» في المنطقة.

وصل عدد قتلى المعارك خِلال 3 أيَّام من انطلاق الحملة إلى 54 عنصرًا من الفصائل المُعارضة القريبة من أنقرة والمُقاتلين الأكراد، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ أن العملية العسكريَّة التي تمضي بنجاح وفق المُخطط، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعمها، وقال أنها «لم تشهد حتَّى الآن مقتل أو إصابة أي من الجنود الأتراك»،[36] لكن لم يلبث أن أُعلن عن مقتل أول الجنود الأتراك في ذات اليوم، بعد بضع ساعات.[37][38] قصفت المدفعية التركية يوم الاثنين 22 يناير 2018، أي في اليوم الثالث من المعارك، مواقع وحدات حماية الشعب الكردية بكثافة، وفق ما أفادت وسائل إعلام تركية. وادعت قوات سوريا الديمقراطية أن عدد القتلى بسبب القصف التركي بلغ 18 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، إضافةً الى 23 مصابًا، وأوضحت أنها تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي. وكشف فصيل عسكري كردي سوري أنه تصدى للقوات التركية وحلفائها في قرى استولوا عليها خلال إحدى الهجمات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الكردية خاضت معركة شرسة وتصدت للقوات التركية ومقاتلين متحالفين معها في قريتين كانت تلك القوات قد استولت عليهما لبرهة قصيرة. وأضاف المرصد أن فصائل من الجيش السوري الحر فتحت جبهتين جديدتَيْن في اليوم الثالث من الهجوم، وحاولت مرة أخرى دخول عفرين.

وفي اليوم الثالث أيضًا، تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر من السيطرة على 12 قرية وبلدة وأربعة تلال في منطقة بلبل شمال عفرين، كما سيطرة الجيش السوري الحر على منطقة جبل «برصايا»، في محيط عفرين. وقالت وكالة الأناضول إن الجيش استولى على قرى شنكل وبالي وأده ومنلين بالإضافة إلى مناطق ريفية تتضمن كيتا وكوردو وببنو، على أن القيادي في الوحدات الكردية محمد نوري نفى ما قيل، وقال إن القوات الكردية تمكنت من صد الهجوم التركي والسوري الحر وإجبار الجُنُود على التقهقر. وفي هذه الاثناء، قصف النظام السوري مجددًا غوطة دمشق الشرقية المحاصرة بصواريخ تحمل غاز الكلور السام ما أدى الى 21 حالة اختناق بين المدنيين المحاصرين. وفي فجر يوم الثلاثاء 23 يناير 2018، قال مُراسل قناة الجزيرة من شرق عفرين عمرو الحلبي أن هناك معارك كر وفر واشتباكات بين القوات الكردية والجيشين السوري الحر والتركي، في محاولةٍ من الأكراد لاسترجاع السيطرة على جبل برصايا، على أن عشرات الآليات ومئات الجنود من الجيشين المذكورين بقيت متمركزة في قمة الجبل. ويُلاحظ أن محاولة استرجاع السيطرة على هذا الجبل ترجع إلى أهميته الإستراتيجية، إذ أنه يُشرف على مساحات واسعة من عفرين وإعزاز ومناطق أخرى في ريف حلب، ويُمكن للسيطرة عليه أن تسهل التقدم نحو عفرين.[38] وفي هذا اليوم أعلن الجيش التركي أن حصيلة القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش، بلغت 260 مُقاتلًا على الأقل، مُقابل 3 جنود أتراك حتَّى ذلك التاريخ. لكن ريدور خليل، المسؤول الكبير في قوات سوريا الديمقراطية، نفى هذه الأنباء، مؤكدًا سقوط قتلى في صفوف القوات المذكورة، ولكنه رفض ذكر عددهم.

أثَّرت حالة الطقس الرديئة على مُجريات المعارك في اليوم الرابع منها، إذ حالت الأمطار والضباب دون تنفيذ غارات جوية تركية، كما أعاقت تقدم القوات على الأرض. ولكن في ليلة ذلك اليوم، تحركت وحدات كردية من شرق عفرين وغربها، وقرب مدينة دارة عزة (جنوب عفرين)، وبالقرب من مدينة الباب الواقعة في ريف حلب الشرقي، وهاجمت مواقع للجيش السوري الحر المُتمركز فيها. تمكن الجيش سالف الذكر من صد تلك التحركات، كما رد الجيش التركي على تلك التحركات بقصف جوي ومدفعي استهدف نقاط تمركز الوحدات الكردية في محيط عفرين من جهة مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، واستمر هذا القصف حتى ساعات فجر اليوم الأربعاء 24 يناير 2018، وفي صباح هذا اليوم أغارت الطائرات المُقاتلة التُركيَّة على مواقع عند سد 17 نيسان في منطقة ميدانكي بريف عفرين، واستهدف الجيش التركي - الذي كان يواصل تأمين الحدود - قرى في ناحيتي جنديرس وراجو شمال غرب عفرين، قبل أن يشن الجيش السوري الحر هجومًا بريًا عليها. وقال مُراسل قناة الجزيرة أن الجيش السوري الحر سيطر على أغلب التلال المطلة على راجو، بعد أن سلك الطريق السريع المؤدي إليها، وأن الوحدات الكردية حاولت التقدم على النقاط التي تسيطر عليها المعارضة من جهة ريف حلب الغربي، حيث تتمركز نقاط الجيش التركي في جبل سمعان وصلوة، إلا أن المعارضة صدت الهجوم واستعادت ما خسرته. تقدمت الوحدات العسكرية التركية والجيش السوري الحر تقدمًا بطيئًا ذلك اليوم بسبب الطقس العاصف ومُقاومة المسلحين الأكراد. وفي يوم الخميس 25 يناير 2018 عاودت الطائرات الحربية التركية شن غارات جوية على مواقع الوحدات الكردية، وبالتزامن قصفت المدفعية والدبابات التركية المتمركزة عند الحدود في ولاية الإسكندرونة مواقع مفترضة للمسلحين الأكراد، وتمكن الجيش الحر من قطع طريق عفرين - راجو بعد سيطرته على مجموعة من التلال في المنطقة شمال غرب عفرين. وعملت الفصائل السورية الحليفة لتركيا على تحصين المواقع التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية في ريف عفرين تمهيدًا لاستكمال الهجوم البري بدعم من الجيش التركي.وفي هذا اليوم قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن أنقرة تمكنت من تحييد أكثر من 300 من عناصر الوحدات الكردية[39] التي تحدثت بدورها عن أكثر من 200 قتيل من العسكريين الأتراك، على أن تُركيا أقرت فقط بمقتل ثلاثة من جنودها.[40]

أعلنت قيادة أركان الجيش في تركيا يوم الأحد 28 يناير 2018 أن حصيلة خسائر القوات الكردية حتَّى التاريخ المذكور بلغت 484 مُقاتلًا، وأن القوات التركية اشتبكت اشتباكًا عنيفًا مع الأكراد في بلدة راجو غرب مدينة عفرين، رافقه قصفٌ تُركي لمواقع ومرابط وحدات حماية الشعب باستخدام المروحيات والمدفعية الثقيلة، كما أعلت القيادة المذكورة في بيانٍ آخر عن مقتل اثنين من الجنود الأتراك وإصابة 11 آخرين، مما يرفع الخسائر التركية إلى خمسة عساكر. كما قال الجيش التركي إن اثنين من عناصر الجيش السوري الحر قُتلا وأصيب أربعة آخرون في المواجهات التي تركزت في جبال راجو قرب الحدود السورية التركية. وأضاف أنه حيّد منذ بدء العمليات 447 من المسلحين الأكراد الذين يقولون بدورهم إنهم قتلوا أكثر من 200 جندي تركي. كذلك، تمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على قرية العلياء ومُعسكر لقوات حماية الشعب الكردية غرب عفرين، مما رفع إلى نحو عشرين عدد القرى التي سيطرت عليها القوات الحليفة من مجموع 360 قرية في ريف عفرين. وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة ووزير الدفاع، جواد أبو حطب، قد قال أن وتيرة المعارك في ريف عفرين تباطأت خِلال الأيام الثلاثة المُمتدة من الخميس إلى الأحد بسبب إجراءات الجيش الحر في تحييد المدنيين عن الصراع، وأن الحكومة المؤقتة استعدت لاستقبال 13 ألف عائلة نازحة، لكن وحدات حماية الشعب الكردية منعت تلك العائلات من الخروج.[41] بالمُقابل، أعلنت القوات الكردية أنها استهدفت نقطتين للقواعد التركية في قرية كول جبرين بريف أعزاز، وقاعدتين تركيتين بالقرب من مارع وقرية الشعالة، ونقطة للفصائل السورية في تل مالد مستخدمةً الأسلحة الثقيلة، وأنها قتلت العشرات من الجنود الأتراك، ومن مقاتلي الفصائل السورية المُساندة لها. كما اتهم الأكراد تركيا باستخدام غاز النابالم المُحرَّم دوليًّا في قصفها على البلدات في عفرين.

استغاثة القوات الكردية بالنظام السوري

 
خريطة توازن القوى في سوريا والعراق في 29 يناير 2018.[42]


استغاثت القوات الكردية بحكومة النظام السوري يوم الخميس 25 يناير 2018، ودعت الرئيس بشار الأسد إلى إرسال قوات لمساعدتها في صد الهجوم التركي، على الرغم من أنها سعت قبل عدَّة شهور من هذه الواقعة إلى نيل الحكم الذاتي في عفرين وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها في شمال سوريا، والسير بها نحو الانفصال. وأصدرت السلطات الكردية بيانًا ورد فيه: «ندعو الدولة السورية للقيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المُحتل التركي، حيث لم تقم بواجبها حتى الآن على الرغم من الإعلان عنه بشكل رسمي، ونشر قواتها المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين». ودعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لقوات سوريا الديمقراطية في مقاطعة عفرين، عثمان الشيخ عيسى، النظام السوري إلى التدخل لمنع الطائرات التركية من قصف المنطقة. وصرَّح الشيخ عيسى لوكالة الصحافة الفرنسية قائلًا: «إذا كان هناك من موقف حقيقي ووطني للدولة السورية، التي لديها ما لديها من إمكانات، فعليها أن تقف بوجه هذا العدوان وتقول إنها لن تسمح بتحليق الطائرات التركية».[43] اشترطت دمشق على الأكراد تسليمها منطقة عفرين وعودة المؤسسات الحكومية السورية إليها كي يتدخل الجيش النظامي ويُساعدهم في التصدي للهجوم التركي، لكن الأكراد رفضوا المقترح رفضًا تامًا وقدموا اقتراحاتٍ إلى روسيا، حليفة النظام السوري، أن تطرح على النظام إمكانية أن ينتشر الحرس الحدودي السوري على الحدود مع تركيا؛ ليحمي منطقة عفرين، مع بقاء قوات الدفاع والشرطة والأمن الكردي في المنطقة المذكورة، واعتبروا أنَّ هذه الخطوة من شأنها طمأنة تركيا التي ترفض قيام دولة كردية على حدودها.

2019

2020

 
قاعدة مورك العسكرية بعد تدميرها، 18 أكتوبر 2020.
 
قاعدة مورك العسكرية، 18 أكتوبر 2020.

منذ فترة طويلة تستضيف تركيا مناورات الناتو العسكرية، والتي تحاكي الهجمات على أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية المماثلة بما في ذلك الحرب الإلكترونية. وشاركت القوات الإسرائيلية أيضاً في إحدى تلك التدريبات.. نشرت تركيا مجموعة من أجهزة التشويش الإلكترونية في سوريا قبل أن تشن هجمات بالمسيرات كجزء من عملية درع الفرات.

في 20 فبراير 2020، شن الجيش التركي وفصائل سورية موالية له هجوماً واسعاً على جنوب شرقي محافظة إدلب، حيث اقتحم بلدة النيرب، واندلعت مواجهات مع الجيش السوري. وقال ناشطون إن الجيش التركي بدأ هجوماً برياً في جنوب شرق إدلب لاستعادة بعض المناطق التي خسروها.[44]

وكشفت وسائل إعلام تركية أن المدفعية التركية قصفت مواقع للجيش السوري تمهيداً لتقدم دبابات تركية، فيما ردت القوات السورية بتدمير عربات تركية. وبعدها بوقت قصير، ذكر الناشطون أن الجيش السوري انسحب من النيرب إلى أطرافها الجنوبية إثر قصف مدفعي وصاروخي مكثف.

 
مركبات عسكرية تركية أثناء الانسحاب من نقطة مورك، 2 نوفمبر 2020.

وأعلن المرصد السوري أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها اقتحمت بلدة النيرب. وأضاف أن الاشتباكات بين الجيش السوري وفصائل مسلحة مدعومة من القوات التركية في محيط النيرب، خلف قتلى وجرحى. كما أشار إلى أن القصف تزامن مع حشد للقوات التركية والفصائل في أطراف منطقتي قميناس وسرمين المجاورتين للنيرب.

وكانت تركيا والفصائل الموالية شنت عملية عسكرية قبل عدة أيام أفضت إلى سيطرة مؤقتة على النيرب التي سرعان ما استعادتها قوات الحكومة السورية. وتمتاز النيرب بأهمية استراتيجية، إذ تشكل مدخلاً لمدينة إدلب التي تعتبر مركز المحافظة، التي تحمل الاسم نفسه.

في 18 أكتوبر 2020، بدأت القوات التركية المتمركزة في أكبر نقطة عسكرية لها بريف حماة الشمالي بدأت في تفكيك معداتها وتجهيز أمتعتها تمهيدا للانسحاب. وحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن القوات التركية موجودة منذ نحو عامين و4 أشهر في نقطة مورك. الواقعة في منطقة خاضعة لسيطرة القوات السورية. وأضاف أن هذه العملية تأتي "على الرغم من التصريحات التركية المتكررة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرورة انسحاب قوات النظام من جميع المناطق التي سيطرت عليها منذ أبريل عام 2019، متوعدا بطردهم منها في حال عدم انسحابهم".[45]

يذكر أن النقطة التركية التاسعة المتواجدة في مورك كانت مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تفعل سوى مراقبة تقدم القوات السورية والروسية وسيطرتهما على كامل ريف حماة الشمالي خلال الأشهر الفائتة، إذ باتت النقطة ضمن مناطق نفوذ القوات الحكومية.

وحسب المرصد، فإن القوات التركية لم تدفع ثمن استئجار الأرض التي أقيمت عليها النقطة التركية لصاحبها، حيث كان المرصد السوري أشار في 21 يوليو 2020، إلى أن صاحب الأرض التي أقيمت عليها نقطة المراقبة التركية في مورك، لا يزال يطالب الفصيل العسكري الذي كان وسيطاً للقوات التركية لتشييد النقطة في أرضه بدفع المستحقات المالية المترتبة عليهم، بينما لا تزال القوات التركية وفصيل فيلق الشام يتنصلان من دفع قيمة الإيجار منذ نحو عامين و3 أشهر.

وقامت القوات التركية بتفكيك القاعدة العسكرية في مورك بالكامل، حيث تم إزالة أبراج الحراسة والجدران. ومن المتوقع أن تغادر الحامية التركية قريباً باتجاه جبال الزاوية وسيتولى الجيش العربي السوري السيطرة الكاملة على الموقع.

وبعد تفكيك القاعدة، دخلت آليات عسكرية تركية ليلاً الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية لإكمال الإنسحاب. وقامت القوات الروسية بترتيبات لعزل القوات التابعة للجيش السوري عن القوات التركية المنسحبة أثناء مرورها على الطريق إم 5 السريع.

في 2 نوفمبر 2020، أخلت القوات التركية بشكل كامل نقطة مورك في ريف حماة الشمالي أكبر نقطة تتمركز فيها القوات التركية في سوريا. وقالت مصادر محلية: "غادرت عشرات السيارات العسكرية والشاحنات التي تحمل معدات لوجستية وعوارض أسمنتية فجر اليوم الاثنين بشكل كامل نقطة مورك العسكرية التركية في ريف حماة الشمالي التي أصبحت محاصرة من قبل الجيش السوري منذ أكثر من عام".[46]

وقالت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية إن الآليات الهندسية التابعة للجيش السوري سوف تقوم اليوم بإزالة جميع السواتر الترابية التي وضعتها القوات التركية في محيط القاعدة الملاصقة للطريق الدولي دمشق - حلب.

وكانت القوات التركية بدأت بإخلاء قاعدة مورك في ريف حماة وخرجت أول دفعة من الآليات تنقل معدات عسكرية ولوجستية في 20 أكتوبر 2020، كما بدأت القوات التركية بإخلاء نقطة مراقبة تركية شير مغار في ريف حماة الشمالي في نهاية أكتوبر باتجاه نقطة قوفقين بريف إدلب الجنوبي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

2022

في 2 فبراير 2022، أطلق الجيش التركيء عملية جديدة سُميت نسر الشتاء، بدأت بشن غارات على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال غربي العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا.[47]

وأعلنت وزارة الدفاع التركية شنها ضربات على ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة ومقار عامة مزعومة ومعسكرات تدريب في مناطق ديريك (المالكية)، وسنجار وجبل كاراجاك في العراق وسوريا. وقالت إنها تُستخدم كقواعد خلفية من إرهابيي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعدها أنقرة إرهابية.

وأوضح جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، أن سلاح الجو التركي قصف ستة مواقع لحزب العمال الكردستاني في جبل قرجوغ، كما قصف موقعين آخرين لهؤلاء المسلحين في حدود سحيلا وداخل الأراضي السورية (ملادريج)، وموقعين آخرين في جبل شنكال (سنجار) والمنطقة المحاذية في سوريا». ونددت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق بالغارات التركية وخرق الأجواء العراقية في شمال العراق وتحديدا في قضاء سنجار وقضاء مخمور.

وفي شمال شرقي سوريا، طال القصف محطة الكهرباء الرابعة قرب مدينة المالكية في محافظة الحسكة، ما أدى إلى مقتل أربعة من حراس الأمن. واعتبرت الإدارة الذاتية الكردية القصف إعلان حرب.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثمانية أشخاص، خمسة منهم مدنيون، جراء قصف على سوق وأحياء سكنية في مدينة الباب في ريف حلب، الخاضعة لسيطرة فصائل مدعومة من تركيا، وسط اتهامات لقسد بقصف المنطقة.

2021

 
دبابة تركية في شمال سوريا.

في 20 مارس 2021، أعلنت وزارة الدفاع التركية، تحييد (قتل) 14 عنصراً قالت إنهم ينتمون لحزب العمال الكردستاني، في منطقتي عمليتي نبع السلام ودرع الفرات في شمال سوريا. وقالت الوزارة إنه تم بنجاح منع محاولات هجوم على منطقتي نبع السلام ودرع الفرات. وأشارت إلى تحييد 12 عنصراً من حزب العمال الكردستاني أثناء محاولتهم استهداف منطقة نبع السلام. وأكدت أن قواتها تمكنت أيضا من تحييد عنصرين اثنين آخرين حاولا التسلل إلى منطقة درع الفرات.[48]

في 21 مارس 2021، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل وإصابة نحو 15 شخصاً بقصف قيل إنه لقوات تساندها دمشق استهدف مستشفى في إدلب بشمال سوريا. وجاء في بيان وزارة الدفاع التركية، إن "خمسة قتلوا وأصيب عشرة في هجوم بالمدفعية شنته قوات تساندها دمشق على مستشفى في محافظة إدلب بشمال شرق سوريا، حيث تسيطر تركيا وقوات محلية متحالفة معها على أراض". وأضافت الوزارة على تويتر أن القصف على بلدة الأتارب أودى بحياة طفل.[49]

في 22 مارس 2021، أعلنت وزارة الدفاع التركية،، تحييد 35 عنصراً من حزب العمال الكردستاني في الأيام الثلاثة الأخيرة بمنطقة نبع السلام بشمال سوريا. وقالت الوزارة في بيان إن قوات من وحدات المغاوير (الكوماندوز) تمكنت من تحييد (قتل) 3 إرهابيين اليوم أثناء محاولتهم تنفيذ هجوم ضد منطقة عملية"نبع السلام". وأشار البيان إلى أنه "مع تحييد الإرهابيين الثلاثة وصل عدد من تم تحييدهم من تنظيم (ي ب ك/ بي كا كا) في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 35".[50]

 
من عملية تبادل المحتجزين بين الجيش السوري والفصائل المدعومة تركيا، 2 يوليو 2021.

في 2 يوليو 2021، عند معبر أبو الزندين على خطوط التماس في منطقة الباب بسوريا تمت عملية لتبادل المحتجزين قسرياً في إطار صيغة أستانا، روسيا وتركيا وإيران. وهذه العملية الخامسة من نوعها تمت بوساطة من وزارة الدفاع الروسية وضمن اتفاق مع الجانب التركي وبالتعاون مع الجمهورية العربية السورية وبحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، حيث أطلق المسلحون سراح 5 جنود وضباط من الجيش السوري أسروا في فترات مختلفة، في المقابل سلمت السلطات السورية الأتراك 5 متطرفين. وتواصل مجموعة العمل التابعة لصيغة أستانا البحث عن المعتقلين قسريا وجثث القتلى بهدف تحريرهم وتبادلهم. عملية التبادل لتعزيز إجراءات الثقة بين الأطراف المتصارعة وتستبق الجولة الجديدة من محادثات صيغة أستانا والتي ستعقد في العاصمة القزخية نورسلطان في 7-8 من يوليو 2021، كما تؤكد على مدى إمكانية صيغة أستانا في مجال التسوية السياسية للأزمة السورية.[51]

2022

في 27 يوليو 2022 صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بأن بلاده أجرت سابقًا محادثات مع إيران بخصوص إخراج “الإرهابيين” من المنطقة، مضيفًا، "سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام (السوري) في هذا الصدد".

وتابع أن من الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل “التنظيم الإرهابي” من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة (يقصد بها فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا) “إرهابية”، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.

وأبدى وزير الخارجية التركي انزعاجه من تعزية الولايات المتحدة بمقتل قيادية في قسد، واعتبرها مؤشرًا على “عدم صدق أمريكا في محاربة الإرهاب”.

وأضاف أن الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعودهما بإخراج الإرهابيين من المنطقة.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قال، في حزيران الماضي، إنه لا يوجد أي اتصال سياسي بين الحكومة والنظام السوري حتى الآن. وأشار في مقابلة صحيفة إلى التعاون الاستخباراتي بين الدولتين بين الحين والآخر، وذلك بهدف "المصلحة الوطنية". ولفت إلى أن هذا التعاون الاستخباراتي ليس له أي بعد آخر، ولا يتقاطع مع الحوار السياسي.

وبحسب ما جاء في موقع وزارة الخارجية التركية حول سياسة تركيا الحالية، فإنها تسعى في الوقت الحالي لتطبيق سياسة “صفر مشكلات” على الصعيد العالمي، استنادًا إلى هذا المفهوم، إذ بدأت بالتطبيع مع كل من دول السعودية وأرمينيا ومصر والإمارات وإسرائيل ودول أخرى، الأمر الذي توليه أهمية كبيرة لرؤية النتائج الإيجابية لهذه السياسة في محيطها القريب، أي في علاقاتها مع جوارها.

ومن هذا المنطلق، فإن سياسة “صفر مشكلات مع الجوار”، تعتبر شعارًا يلخّص تطلعات الحكومة التركية حيال علاقاتها مع الدول التي تجمعها معها حدود مشتركة.[52]

عملية المخلب - السيف

فجر يوم 20 نوفمبر 2022 أعلنت وزارة الدفاع التركية شن قواتها عملية "المخلب-السيف" الجوية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني شمالي العراق وسوريا.

وقالت في بيان إن العملية تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس.

وبحسب البيان، تهدف العملية لضمان أمن الحدود ومنع أي هجمات إرهابية تستهدف الشعب التركي والقوات الأمنية واجتثاث الإرهاب من جذوره.

واستهدفت العملية مناطق في شمالي سوريا والعراق التي يستخدمها حزب العمال الكردستاني كقواعد لاستهداف تركيا.[53]

وتمت العملية بعد اسبوع من وقوع تفجير إسطنبول 2022، والذي اتهمت فيه تركيا حزب العمال الكردستاني في سوريا، بالوقوف وراءه.

وبعد العملية بيوم، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا لم تجري أي محادثات مع الرئيسين الأمريكي والروسي بخصوص العملية، وأفاد بأن العملية دمرت 12 هدفًا تابعًا "للإرهابيين" في عين العرب شمالي سوريا، وأن استمرار العملية وارد. كما أوضح أنه قد شاركت 70 مقاتلة وطائرة ومسيرة في العملية وتدمير 89 هدفًا شمالي سوريا والعراق.[54]

لقاء وزراء الدفاع

في 28 ديسمبر 2022 تم في العاصمة الروسية موسكو محادثات ثلاثية جرت بين وزراء الدفاع في روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا. وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية فإن الاجتماع تناول "سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين والجهود المشتركة لمحاربة الجماعات المتطرفة في سوريا"[55] وبشكل متزامن أكدت وزارة الدفاع التريكة الاجتماع إذ أصدرت بياناً قالت فيه أن الاجتماع ضم وزراء الدفاع التركي خلوصي أكار، والروسي سيرگي شويگو، والسوري علي محمود عباس، بالإضافة إلى رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدان الثلاثة.

 
خلوصي أكار وزير الدفاع التركي وحقان فيدان رئيس المخابرات التركية (موسكو 28 ديسمبر 2022)

الاجتماع تم بعد حوالي اسبوعين من إقتراح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع سوريا، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق.

وأوضح أردوغان أن المقترح التركي ينص على اجتماع بين أجهزة مخابرات الدول الثلاث أولًا، يتبعه لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم الخارجية، ثم قمة على مستوى القادة.[56] ويعد هذا الإجتماع الرسمي الأول على هذا المستوى، بين مسؤولين من سوريا وتركيا، منذ إندلاع الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من عقد.

مقترحات تركية

المنطقة الآمنة شرق الفرات

 
المنطقة الآمنة شرق الفرات

بعد تهديد أردوغان، في 4 أغسطس 2019، بغزو شرق الفرات، وزير الدفاع الأمريكي مارك إسپر قال «لن يحدث»، فاتفق الطرفان على إنشاء منطقة آمنة. يتعايش فيها الجميع. أي لا تغيير في الوضع الحالي. ويزعم الأتراك أن الهدف من إقامة المنطقة الآمنة هو إعادة توطين المهاجرين السوريين المتواجدين بتركيا إلى تلك المنطقة. وهو الهدف الذي يستبعد المراقبون حدوثه.[57]

وإثر اجتماع لجنة التنسيق العسكرية الأمريكية-التركية، استقبل الزعيم الكردي المختطف لدى السلطات التركية عبد الله أوجلان محاميه، في ما يُعتقد أنها طلب تركي-أمريكي أن يُصدِر تعليماته إلى قوات حزب العمال الكردستاني للسماح بقيام تلك المنطقة الآمنة.

السيطرة التركية على حلب

في 9 يناير 2023 قال مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البروفيسور ياسين أقطاي، خلال لقاء تلفزيوني بأن حلب بحاجة ان تكون تحت سيطرة ‎تركيا، لأن بهذه الطريقة سيعود الملايين من السوريين إلى حلب بمحض إرادتهم." واعتبر في تصريحاته أن الحل الأمثل لإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم، هو أن تكون مدينة حلب السورية تحت السيطرة التركية. وأكّد "أقطاي"، خلال لقاء متلفز على "قناة البلد" التركية على أن السيطرة على مدينة حلب ستخفف من عدد اللاجئين السوريين، لا سيما أن سيطرة الاسد وروسيا على حلب بعد مجازر مروعة أدت إلى حركة هجرة كبيرة باتجاه تركيا، لذلك ما يجب المطالبة به على طاولة الحوار بين تركيا وسورية هو السيطرة على حلب. وأشار إلى أن جهود السلطات التركية في سوريا تأتي بمثابة طمأنة للناس من الناحية الإنسانية، لذلك فإن السوريين لا يمكنهم الوثوق إلا بتركيا. وأشار إلى أن تركيا لا تطالب بتقسيم سوريا أو ضم جزء منها إلى تركيا، وأن السيطرة التركية في المناطق السورية مؤقتة فقط.[58]

بعد أيام وفي تصريح لقناة الميادين وضح أقطاي تصريحاته وقال أن ما نسب إليه في بعض المواقع بشأن تسليم إدارة حلب إلى تركيا هو موقف شخصي وتحليل سياسي لا علاقة لحزب "العدالة والتنمية" أو الحكومة التركية به. وقال في حديث للميادين إن "حديثه عن حلب كان استناداً إلى مقال صحافي".

وأشار أقطاي إلى "أنه ليس بالضرورة تسليم مدينة حلب لتركيا بهدف عودة اللاجئين السوريين، ولكن يمكن أن تكون الأمم المتحدة هي من تتسلم الأمور في حلب لتوفير مناخ آمن ومستقر للاجئين السوريين".

وكان أقطاي دعا أثناء حديثه عن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، إلى عودة حلب إلى سيطرة تركيا، وأشار في تصريحات صحافية سابقة إلى أن "تركيا تدخلت آنذاك في حلب لمنع وقوع مجازر كبيرة".

ولفت إلى أنه "لو لم تتدخل تركيا لكانت هناك مذابح كارثية للغاية"، وفق تعبيره.[59]


ردود الأفعال الدولية

محليًا

  •   سوريا: ندَّد الرئيس السوري بشار الأسد بالعملية العسكرية التُركيَّة بُعيد انطلاقها، واعتبرها عُدوانًا و«امتداد لِسياسة أنقرة في التنظيمات الإرهابية منذ اندلاع النزاع قبل سنوات»، كما نفى مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، إبلاغ تُركيا الحكومة السورية نيتها القيام بعمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية.

عربيًا

  •   مصر: قالت وزارة الخارجية المصرية أنها ترفض العمليات العسكرية التركية في عفرين وتعتبرها انتهاكًا للسيادة السورية، و«تقويضًا لجهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا»، وأن موقف القاهرة «ثابت ويرفض الحُلُول العسكريَّة، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق».

عالميًا

  •   روسيا: قالت وزارة الدفاع الروسية أن «الاستفزازات الأمريكية» هي إحدى العوامل الرئيسية التي أزّمت الوضع شمالي غربي سوريا ودفعت تركيا لشن عملية عسكرية في عفرين ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية. واعتبرت الوزارة المذكورة أن سعي الولايات المتحدة لعزل مناطق الأكراد ودعمهم بالسلاح وراء حمل الجيش التركي على شن عملية عفرين العسكرية. وقال الجيش الروسي إن تزويد الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد بالسلاح «تسبب في رد بالغ السلبية من جانب أنقرة»، وأن هذه الأفعال الأمريكية غير مسؤولة وتهدد بنسف «عملية التسوية السلمية» في سوريا.[60] لكن بالمُقابل، أعلنت روسيا أنها قلقة بسسب إعلان تركيا بدء هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية، ودعت إلى ضبط النفس. وقالت وزارة الخارجية الروسية أن «روسيا تبقى مُلتزمة بموقفها فيما يتعلق بالسعي إلى حلول في سوريا، استنادًا إلى الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد واحترام سيادته».[34]
  •   إيران: قال المُتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، يوم 21 يناير 2018، بأن إيران «تُتابع عن كثب وقلق» التطورات الجارية في مدينة عفرين، وأعرب عن أمله بإنهاء هذه العمليات على وجه السرعة، ودعا تُركيا أن «تبقى مُلتزمة بعملية الحل السياسي للأزمة السورية». واعتبر قاسمي أن الهجوم التركي يمكن أن يؤدي إلى تقوية «الجماعات التكفيرية – الإرهابية» من جديد، في مناطق شمالي سوريا وأن يشعل نيران الحرب والدمار مُجددًا.[61]
  •   المملكة المتحدة: بُعيد انطلاق العمليَّة العسكريَّة، قالت المملكة المُتحدة أن لدى تركيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها.[35]
  •   ألمانيا: قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، راينر بريول، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة.[35] على أن وزير الخارجية الألماني زيگمار گابريل اتصل هاتفيًا بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو ليُعبر عن القلق الألماني من التصعيد في شمال غرب سوريا والتداعيات الإنسانية على السكان المدنيين.
  •   فرنسا: صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم الأحد 21 يناير 2018 أن فرنسا شديدة القلق بشأن «التدهور المفاجئ» في الوضع في سوريا وأنها طلبت اجتماعًا لمجلس الأمن من أجل «تقييم الوضع الانساني». وأشار إلى إن فرنسا دعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى الجميع. وأوضح قائلًا: «علينا أن نعمل كل ما يجب من أجل تفعيل وقف إطلاق النار بشكل سريع ونبدأ الحل السياسي الذي طال انتطاره».[62]
  •   الولايات المتحدة: أعلن وزير الخارجية الأمريكيَّة ركس تلسون، يوم الإثنين 22 يناير 2018 أنه يشعر بالقلق إزاء حملة الجيش التركي في شمال سوريا، وحض جميع الأطراف على ضبط النفس في النزاع. وقال صحافي كان يُسافر مع تيلرسون إلى باريس، أن الولايات المتحدة أعلمت تركيا برغبتها مُحاولة العمل معها على إقامة المنطقة الأمنية التي تحتاجها في سبيل تحقيق الاستقرار و«تهدئة مخاوف تركيا المشروعة في شأن أمنها».[36] وفي يوم الأربعاء 24 يناير 2018 اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وحثه على الحد من عملياته العسكرية في سوريا وتجنب أي عمل قد يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والأمريكية، وذلك كي لا تتأثر سلبًا الأهداف المشتركة لتركيا والولايات المتحدة في سوريا.

منظمات وهيئات

  •   الاتحاد الاوروبي: عبَّرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موگيريني عن «قلقها الشديد» إزاء العملية العسكريَّة التُركية في عفرين، وقالت أنه من الواجب التأكد من ضمان إيصال مساعدات إنسانيَّة لِلأهالي في تلك الناحية، وأنها تخشى أن تُقوَّض العملية بِشكل خطير استئناف مُفاوضات جنيف للسلام بين المُعارضة والنظام السوري.[36]
  • قالب:حلف شمال الأطلسي: اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرگ، الخميس 25 يناير 2018، أن من حق تركيا، العضو في الحلف، أن تدافع عن نفسها، ولكن «بشكل متكافئ ومدروس».[43]

مرئيات

الجيش التركي يقتحم النيرب على الطريق M4، 20 فبراير 2020.

ياسين أقطاي، مستشار أردوغان، يتحدث عن رغبته بسيطرة تركيا على حلب (يناير 2023)

المصادر

  1. ^ "Turkey-backed FSA fighters deployed to Syria's Azaz amid Afrin tensions". Daily Sabah.
  2. ^ "Turkey launches major land operation into YPG militants in Syria's Afrin". Hürriyet Daily News.
  3. ^ "Breaking: Turkish Army, rebels capture first town in northwest Afrin". Al-Masdar News. Retrieved 21 January 2018.
    "Turkish forces claim two more towns captured in northern Aleppo". Al-Masdar News. Retrieved 21 January 2018.
  4. ^ "Afrin'de son dakika... 9 köy terör örgütünden alındı". Hürriyet Daily News. 21 January 2018. Retrieved 21 January 2018.
  5. ^ sitesi, milliyet.com.tr Türkiye'nin lider haber. "Son dakika: Afrin harekatını Korgeneral İsmail Metin Temel yönetecek!". Milliyet.com.tr. Retrieved 21 January 2018.
  6. ^ أ ب ت "The Kurds of Syria are determined to defend themselves against the Turkish operation". Al-Hayat. 21 January 2018.
  7. ^ BASIN AÇIKLAMASI
  8. ^ "مصدر في غرفة عمليات "عفرين" يوضح لنداء سوريا حجم مشاركة "الجيش الوطني" ودوره في المعركة". Nedaa-sy.com. 19 January 2018. Retrieved 21 January 2018.
  9. ^ FSA Commander Says 25,000 Syrian Rebels Back Turkish Force in Syria
  10. ^ أ ب ت "Erdogan: Operation in Syria's Afrin has begun". Al Jazeera. 21 January 2018.
  11. ^ "Escalating the shelling on Afrin by the Turkish forces and the factions enters its second week by shelling targeted it with areas north of Aleppo and reconnaissance planes fly over it". Retrieved 20 January 2018.
  12. ^ "Afrin: sneaking attempt thwarted, YPG, YPJ inflicted mercenaries vast damage - ANHA". en.hawarnews.com. Retrieved 20 January 2018.
  13. ^ "Hundreds of the factions' fighters head to the borders of Turkey and Iskenderun with Afrin in a preparation for the attack which will be carried out through 10 fronts at least". Syriahr.com. Retrieved 21 January 2018.
  14. ^ أ ب "Hours after Ankara's announce of Operation "Olive Branch", 6 civilian casualties including 1 child due to the Turkish airstrikes on Afrin and its countryside, Turkey bring more military reinforcements amid continued aerial and missile shelling on the area". Syriahr.com. Retrieved 21 January 2018.
  15. ^ أ ب ت "Ten killed in Turkish attack on Kurdish-held Syrian region". English.AlArabiya.net. Retrieved 21 January 2018.
  16. ^ sitesi, milliyet.com.tr Türkiye'nin lider haber. "Son dakika... YPG'liler teslim olmaya başladı!". Milliyet.com.tr. Retrieved 21 January 2018.
  17. ^ Turkish-backed rebels capture 3 SDF fighters in northern Aleppo
  18. ^ بعد أقل من 24 ساعة على بدء عمليتها…القوات التركية وفصائل عملية “غصن الزيتون” تسيطران على أول قرية في ريف عفرين
  19. ^ Turkish troops push further into Afrin as both sides report casualties
  20. ^ BBC News. "Syria: Turkish ground troops enter Afrin enclave". www.bbc.co.uk/news (in الإنجليزية). Retrieved 2018-01-21.
  21. ^ https://www.rt.com/news/416492-erdogan-syria-afrin-operation/
  22. ^ http://www.aljazeera.com/news/2018/01/erdogan-operation-syria-afrin-begun-180120120424928.html
  23. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Nurettin
  24. ^ Turkish jets hammer Syrian town to oust US-backed Kurdish militia
  25. ^ "Terrified children, empty streets in Syria's Afrin as Turkey attacks". France 24. 20 January 2018.
  26. ^ "Russian troops in Afrin begin withdrawing: Turkish state-run agency". Hürriyet Daily News. 19 January 2018. Retrieved 19 يناير 2018.
  27. ^ أ ب ت "عملية عفرين.. شعارات براقة تخفي أطماعا تركية".
  28. ^ أ ب "3 أسباب رئيسية دفعت تركيا إلى شنِّ عملية عسكرية في عفرين السورية.. فما التحديات والنتائج المحتملة؟".
  29. ^ أ ب ت "حماية حدود تركيا هدف مهمّ لعمليّة عفرين... ماذا عن الهدفين الأهم؟".
  30. ^ "صحيفة روسية تسرد الأسباب الحقيقية التي دفعت موسكو لإفساح الطريق أمام الجيش التركي في عفرين السورية".
  31. ^ "أردوغان يلوح بنقل العمليات من عفرين لحدود العراق".
  32. ^ أ ب ت ث ج ح "أردوغان يعلن بدء العملية العسكرية ضد الأكراد في عفرين السورية.. ويحدد التحرك المقبل لما بعد المعركة".
  33. ^ ""سوريا الديمقراطية": هجوم عفرين يهدد بإحياء داعش".
  34. ^ أ ب "روسيا تسحب جنودها من عفرين بعد بدء العملية العسكرية التركية.. والجيش السوري الحر يشارك في المعركة".
  35. ^ أ ب ت ث ج ح "الهجوم البري بدأ في عفرين.. الجيش السوري الحر يدخل المدينة وروسيا تحمل أميركا مسؤولية التصعيد".
  36. ^ أ ب ت ""إصرار تركي" وقلق دولي جراء الهجوم على عفرين".
  37. ^ "تقدُّم تركي داخل عفرين.. وواشنطن تُقِرّ بـ«المنطقة الآمنة»: النظام يُغافِل العالم بهجوم كيماوي جديد على الغوطة".
  38. ^ أ ب "تركيا تتوعد بسحق القوات الكردية شمال سوريا". {{cite web}}: Unknown parameter |الموقع= ignored (help); Unknown parameter |تاريخ الوصول= ignored (help)
  39. ^ "تركيا: قتلنا أكثر من 300 كردي في عفرين".
  40. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة الجزيرة6
  41. ^ "الجيش السوري الحر يؤكد: سنخوض معركة منبج بعد عفرين".
  42. ^ "خارطة توازن القوى في سوريا والعراق". سپوتنك. 2018-01-29. Retrieved 2018-01-29.
  43. ^ أ ب "أردوغان يتفقد الحدود.. وأكراد عفرين يستغيثون بالأسد لحماية الأراضي السورية من الأتراك".
  44. ^ "تركيا تبدأ هجوما واسعا على إدلب وتقتحم النيرب.. وسوريا ترد". سكاي نيوز. 2020-02-20. Retrieved 2020-02-20.
  45. ^ "تركيا تنسحب من أكبر نقطة عسكرية في ريف حماة". العربية نت. 2020-10-18. Retrieved 2020-10-19.
  46. ^ "تقرير إعلامي: القوات التركية تنسحب من أكبر قاعدة لها في سوريا". دويتشه فيله. 2020-11-02. Retrieved 2020-11-02.
  47. ^ "تركيا تطلق «نسر الشتاء» في سوريا والعراق". جريدة الشرق الأوسط. 2022-02-03. Retrieved 2022-02-03.
  48. ^ "الجيش التركي يعلن عن قتل قواته 14 كرديا في شمال سوريا". روسيا اليوم. 2021-03-20. Retrieved 2021-03-20.
  49. ^ "الدفاع التركية: قتلى وجرحى بضربات من قبل "قوات تساندها دمشق" على مستشفى في إدلب". روسيا اليوم. 2021-03-21. Retrieved 2021-03-21.
  50. ^ "تركيا تعلن تحييد 35 عنصرا من حزب "العمال الكردستاني" بشمال سوريا". روسيا اليوم. 2021-03-22. Retrieved 2021-03-22.
  51. ^ "بوساطة وزارة الدفاع الروسية.. عملية تبادل محتجزين بين الجيش السوري وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا". روسيا اليوم. 2021-07-02. Retrieved 2021-07-02.
  52. ^ عنب بلدي
  53. ^ "تركيا تنشر مشاهد جديدة من عملية "المخلب - السيف"". الأناضول.
  54. ^ "أردوغان: عملية "المخلب - السيف" لن تقتصر على الضربات الجوية". الأناضول.
  55. ^ "الأول منذ 2011.. لقاء سوري تركي برعاية روسية". سكاي نيوز عربية.
  56. ^ "للمرة الأولى.. محادثات في موسكو بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات روسيا وتركيا وسوريا". الجزيرة نت.
  57. ^ Reuters (2019-08-07). "Turkey, U.S. Agree to Form Joint Operation Centre for Syria Safe Zone". النيويورك تايمز. {{cite web}}: |author= has generic name (help)
  58. ^ نور علي. "بعد ان أثار الجدل واحتفت بكلامه منصات المعارضة السورية". الرأي اليوم.
  59. ^ "مستشار إردوغان: كلامي عن تسليم إدارة حلب لتركيا شخصي ولا علاقة للحكومة به". الميادين.
  60. ^ "موسكو تحمل واشنطن مسؤولية الأزمة في عفرين]] [[2018]]". {{cite web}}: URL–wikilink conflict (help)
  61. ^ "طهران: تطورات عفرين مقلقة وعلى تركيا الالتزام بالحل السياسي للأزمة السورية".
  62. ^ "فرنسا قلقة بشان الوضع في سوريا".