سهير الأتاسي

سهير الأتاسي تنتمي الناشطة الحقوقية السورية المعارضة لعائلة حمصية عريقة قدّمت للمجتمع السوري عددا من الشخصيات المعروفة كان من بينها رئيسان للبلاد هما لؤي الأتاسي ونور الدين الأتاسي.

سهير الأتاسي

ويعد جمال الدين الأتاسي والد سهير -الذي توفي عام 2000- من المفكرين القوميين المعروفين في بلده وفي العالم العربي، وشارك مع صلاح البيطار وميشيل عفلق في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947، كما شغل منصب وزير في الحكومة السورية، وشغل منصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي المعارض.

وتولت سهير الأتاسي رئاسة منتدى الأتاسي للحوار، الذي يحمل اسم والدها وتأسس عام 2001 مع 70 منتدى آخر، بعد وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وبالتزامن مع مرحلة "ربيع دمشق" التي شهدت حراكا سياسيا مدنيا واسعا وتميزت بالإقبال على المشاركة في الأنشطة العامة.

واهتم هذا المنتدى بعد إطلاقه بقضايا السياسة والفكر والثقافة وتعزيز قيم الحوار الديمقراطي، ومارس أنشطته من خلال ندوة شهرية علنية إضافة إلى عدد من موائد النقاش المفتوحة.

لكن تجربة المنتديات المفتوحة لم تستمر طويلا إذ سرعان ما أغلقتها السلطات السورية واحدا تلو الآخر، واعتقلت معظم نشطاء المجتمع المدني المشاركين فيها.

وكان منتدى الأتاسي هو آخر منتدى يتم إغلاقه بعد غض السلطات السورية النظر عن أنشطته حتى عام 2005، وجرى إغلاق المنتدى في ذاك العام بسبب إلقاء الناشط الحقوقي علي العبد الله كلمة فيه أرسلها المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة بسوريا صدر الدين البيانوني.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2009 أعادت الناشطة سهير الأناسي إطلاق منتداها المغلق عبر مجموعة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، وركز المنتدى في شكله الجديد على مناقشة القضايا المرتبطة بالديمقراطية كالحركات المدنية السلمية.

وانضم إليه خلال فترة وجيزة 270 عضوا من بينهم مفكرون بارزون ومعارضون يعيشون داخل سوريا وفي المنفى.

وناقش منتدى الأتاسي عددا من الموضوعات المتعلقة بالشأن العام السوري من ضمنها "الشباب السوري والمشاركة في النضال العام" و"النضال اللاعنفي" و"هواجس جولانية.. مأساة المهجرين مثالا".

وخلال الفترة الماضية تم استدعاء سهير الأناسي إلى مقر أمن الدولة السوري ثلاث مرات للضغط عليها لإغلاق مجموعتها الحوارية على فيسبوك.

وجرى مصادرة بطاقتها الشخصية وتهديدها بالسجن سنتين ونصف السنة، حسب ما روته لصحفيين وحقوقيين، ورفضت الناشطة الحقوقية بعد ذلك طلب استدعاء للمرة الرابعة إلى أمن الدولة وطالبتهم بإعادة بطاقة هويتها أو اعتقالها إن أرادوا إحضارها قسرا.

وعرفت سهير الأتاسي بدعوتها إلى حوار وطني مع البعث والشيوعيين والإخوان المسلمين وغيرهم من نشطاء المجتمع المدني.

اعتقلت السلطات السورية سهير الأتاسي أواسط مارس/آذار 2011 بعد إشادتها في حديث مع قناة الجزيرة بالاحتجاجات الشعبية في سوريا.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

16 مارس

اعتقلت السلطات السورية صباح اليوم (16/3/2011) الناشطة السورية سهير جمال الأتاسي (1971) رئيسة منتدى جمال الأتاسي للحوار الوطني الديمقراطي بسبب حديث أدلت به لقناة الجزيرة الفضائية يوم أمس عن المظاهرة التي حدثت في مدينة دمشق للمطالبة بالمزيد من الحريات المسلوبة في سورية. وكانت سهير قد تلقت تهديدات شفوية وعلى الهاتف من قبل ضباط في المخابرات السورية يهددونها بالقتل والتصفية واختطاف أبنائها.

وكانت السلطة اعتقلت يوم أمس على خلفية التظاهرات التي عمت أجزاء متعددة من البلاد ريم الصايغ من دمشق والطبيبة علا الكيالي من مدينة حلب وعشرات النشطاء في دمشق وحلب وحوران منهم عمرو ياسين، وربا وعمار وليلي اللبواني، وصبا حسن، وثارت عبد الكريم، وكمال شيخو، وشقيق طارق غوراني…، بالإضافة إلى تلاميذ في المرحلة الابتدائية في محافظة درعا.

إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تدين وبأقوى التعابير هذه الاعتقالات التعسفية العشوائية لتطالب السلطات السورية بالإفراج الفوري عنهم ورفع كل القيود على ممارسة حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع والتظاهر ورفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ خمسة عقود. وتحمل السلطات السورية المسؤولية عن سلامة سهير الأتاسي بصورة خاصة وعن سلامة الآخرين.[2]


الهامش