الانتداب الفرنسي على لبنان، هو انتداب فرنسي أعلنته عصبة الأمم في نهاية الحرب العالمية الأولى. ونتيجة لتفكك الدولة العثمانية بعد معاهدة سيڤر في عام 1920، والتي تقرر تقسيم أراضيها في في الشرق الأوسط إلى أربع مناطق، تحكمها المملكة المتحدة، وفرنسا مناصفة بالانتداب. أعطيت المملكة المتحدة فلسطين والعراق، بينما أخذت فرنسا سوريا، والذي كانت لبنان جزءا منها.

لبنان الكبير

الانتداب الفرنسي على لبنان
Etat du Grand Liban
1920–1943
علم لبنان
لبنان الكبير (أصفر) في الانتداب على سوريا.
لبنان الكبير (أصفر) في الانتداب على سوريا.
المكانةانتداب الجمهورية الفرنسية الثالثة
العاصمةبيروت
اللغات الشائعةالفرنسية
الدين المسيحية والإسلام
الحقبة التاريخيةفترة ما بين الحرب
• إعلان الانتداب
1920
• تأسيس لبنان
22 نوفمبر 1943
سبقها
تلاها
الدولة العثمانية
لبنان
عملة معدنية فئة 5 قروش، لبنان الكبير، 1924
أول علم لبناني، مرسوم يدوياً ووقع عليه نواب البرلمان اللبناني، 11 نوفمبر 1943.

وفي 1 سبتمبر 1920 أعلن الجنرال گورو بتقسيم سوريا إلى عدة دول ومنها دولة لبنان الكبير معلناً بيروت عاصمة لها. وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس إضافة مدن الساحل والبقاع وطرابلس والجنوب وسهل عكار إلى المنطقة التي عرفت تاريخيا بمتصرفية جبل لبنان الذاتية الحكم والتابعة للدولة العثمانية.

وفي 23 مايو 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مؤتمر سان ريمو

وقعت لبنان تحت الانتداب الفرنسي بناءً على مقررات مؤتمر سان ريمو الموقع في أبريل عام 1920م، وقسمت بلاد الشام إلى ثلاثة أقسام هي: سوريا ولبنان وفلسطين. وعهد إلى فرنسا بالانتداب على سوريا ولبنان، وعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين والعراق بما فيها الموصل، وذلك بناءً على مخططات معاهدة سايكس بيكو عام 1916م. [1].

رفضت فرنسا قيام حكومة عربية بزعامة الأمير فيصل في دمشق ووجه الجنرال گورو في 14 يوليو عام 1920م إنذارًا إلى فيصل بن الحسين يطلب فيه قبول الانتداب الفرنسي فورًا، وإلغاء قانون التجنيد الإجباري، وتسريح الجيش العربي. وعلى الرغم من أن فيصل رد على غورو بالقبول، إلا أن غورو رفض الرد مدعيًا أنه جاء في وقت متأخر عن الموعد المحدد له. فتقدمت القوات الفرنسية نحو دمشق واحتلتها بالقوة بعد موقعة ميسلون في 25 يوليو 1920م. ثم تقدمت القوات الفرنسية فاحتلت لبنان الساحل ولبنان الجبل، وانسحبت منها قوات الحكومة العربيّة وعين گورو على جبل لبنان حاكمًا فرنسيًا عسكريًا مُنِحَ صلاحيات متصرف الجبل في العهد العثماني، ووضعت المنطقة اللبنانية الساحلية تحت إدارة كولونيل فرنسي. وعين جورج بيكو مفوضًا ساميًا على لبنان يتمتع بكل الصلاحيات السياسيّة والإدارية.


إعلان الجمهورية

اضطرت فرنسا تحت ضغط المقاومة الوطنيّة في سوريا ولبنان أن تسمح للبنانيين بالاشتراك في وضع دستور للبلاد، ثم أعلنت الجمهورية في 23 مايو عام 1926م. وبموجب الدستور الجديد أصبح للبنان مجلسان: مجلس الشيوخ اللبناني، ومجلس النواب اللبناني. وقد دعي المجلسان لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية الجديدة في 26 مارس عام 1926م، وفاز بالرئاسة شارل دباس.

وبإعلان الجمهورية يكون الفرنسيون قد أنهوا حكمهم المباشر للبنان. وفي عام 1932م، علق المفوض الساميّ الفرنسي الدستور اللبناني، وحل مجلس النواب اللبنانيّ والوزارة اللبنانيّة، وعين شارل دباس رئيسًا للدولة لأجل غير مسمى يساعده في إدارتها مجلس مديرين، وظل دباس على رأس الدولة حتى عام 1933م، بعدها عين الفرنسيون حبيب باشا أسعد رئيسًا جديدًا للجمهورية اللبنانية لمدة سنة، ثم جدد له سنة أخرى.

معاهدة 1936

معاهدة عام 1936م. عقدت فرنسا مع لبنان معاهدة عام 1936م، على نمط المعاهدة التي وقعتها فرنسا مع سوريا في العام نفسه، والتي عرفت بمعاهدة التحالف بين فرنسا وسوريا. وجاءت معاهدة عام 1936م، بناءً على مطالبة بعض الطوائف اللبنانيّة مساواة بلادهم بسوريا، وقد تجاوبت فرنسا مع تلك المطالب، خاصة وأنها ظلت تقف ضد اللبنانيين الذين طالبوها بقبول إعادة ضم لبنان إلى سوريا، أما عن أهم ما تضمنته تلك المعاهدة فهو: أ ـ مدة المعاهدة 25سنة. ب ـ يحق لفرنسا إبقاء قواتها العسكريّة في أي مكان من لبنان. ج ـ العمل بالدستور اللبناني المطابق لدستور عام 1926م الذي عمل به عند إعلان قيام الجمهورية اللبنانية.


قابل الشعب اللبناني معاهدة عام 1936م بالاستياء التام، واعتبرها ضربة موجهة ضده. وخرجت المظاهرات في بيروت وخارجها، وأحاط المتظاهرون بالمجلس النيابيّ اللبناني مرددين شعارات معادية للمعاهدة، ومطالبين المجلس النيابي اللبناني بعدم التوقيع عليها. لكن القوات الفرنسية فرقت المتظاهرين ووقع النواب على المعاهدة التي سمحت شكليًا للبنانيين بحق ممارسة العمل بالنظام الدستوري.


حدث تعديل جديد على قانون الانتخاب اللبناني عام 1937م، أصبح بموجبه ثلثا أعضاء المجلس ينتخبون على الأساس الطائفي، والثلث الباقي يعين تعيينًا، وهو أمر رفضه اللبنانيون، وقاطعوا الانتخابات، ولم ينضم إلى المجلس النيابي إلا عدد قليل من النواب انشغلوا بالخصومات الداخلية والطائفية. وفي العام نفسه أصدر المندوب السامي الفرنسي قرارًا يقضي بأن تصبح مدة رئاسة الجمهورية ست سنوات ولفترة واحدة، ويمكن إعادة انتخاب رئيس الجمهورية ثانية بعد مرور ست سنوات على تركه الرئاسة أول مرة. على الرغم من توقيع معاهدة عام 1936م التي نصت على أن تكون كل السلطات الفعليَّة بيد اللبنانيين، إلا أن الحكم الفعلي قد بقي بيد المفوضين الساميين، والمستشارين الفرنسيين الذين عينتهم فرنسا في كل الإدارات الحكومية اللبنانية.

استقلال لبنان

أعلن استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وتم الإعتراف به في 1 يناير 1944. وإنسحبت القوات الفرنسية في 1946 معلنة انتهاء الانتداب على لبنان. [2].

حكام لبنان خلال فترة الانتداب

خلال فترة الانتداب، فوضت فرنسا بعض رجالاتها لحكم وإدارة شؤون البلاد عرفوا بالمفوضين الساميين. وكانوا على التوالي:

المفوضون الساميون

المفوض الاسم بالفرنسي من إلى
هنري جوزيف أوجين گورو Henri-Joseph-Eugène Gouraud أكتوبر 1919 19 أبريل 1923
ماكسيم ويگان Maxime Weygand أبريل 1923 29 نوفمبر 1924
موريس پول ساراي Maurice Paul Emmanuel Sarrail نوفمبر 1924 23 ديسمبر 1925
بارون هنري دو جوفينه دو أورسان Baron Henry de Jouvenel des Ursins 23 ديسمبر 1925 23 يونيو 1926
أوگوست هنري پونصو Auguste-Henri Ponsot أغسطس 1926 يوليو 1933
كونت داميان دو مارتل Comte de Damien de Martel يوليو 1933 يناير 1939
گبرييل پوو Gabriel Puaux يناير 1939 نوفمبر 1940
جان شياب Jean Chiappe توفي قبل استلام مهامه
هنري-فرنان دنتس Henri-Fernand Dentz ديسمبر 1940 فبراير 1942

الحكام الفرنسيون

الحاكم حكم من وحتى
جورج ترابوه سبتمبر 1920 أبريل 1923
أنطوان پريفا أبوار أبريل 1923 يونيو 1924
شارل ألكسي فندربرگ يونيو 1924 13 يناير 1925
ليون هنري شارل كايلا يناير 1925 26 مايو 1926
شارل دباس مايو 1926 1 سبتمبر 1926

رؤساء لبنان خلال فترة الانتداب الفرنسي وتأسيس دولة لبنان الكبير

الـرئـيـس طريقه الانتخاب من إلى
شارل دباس منتخب 1 سبتمبر 1926 2 يناير 1934
أنطوان بريفا أوبوار بالنيابة 2 يناير 1934 30 يناير 1934
حبيب باشا السعد معين 30 يناير 1934 20 يناير 1936
إميل أده منتخب 20 يناير 1936 4 ابريل 1941
بيار جورج أرلابوس بالنيابة 4 ابريل 1941 9 ابريل 1941
ألفرد جورج النقاش معين 9 ابريل 1941 18 مارس 1943
أيوب ثابت معين 19 مارس 1943 21 يوليو 1943
بيترو طراد معين 22 يوليو 1943 30 سبتمبر 1943
بشارة الخوري منتخب 21 سبتمبر 1943 11 نوفمبر 1943
إميل أده معين 11 نوفمبر 1943 22 نوفمبر 1943

المفوضون العامون

المفوض الاسم بالفرنسية من إلى
جورج ألبير جوليان كاترو Georges-Albert-Julien Catroux يونيو 1941 يونيو 1943
جان حلو Jean Helleu يونيو 1943 نوفمبر 1943
إيڤ شاتينو Yves Chataigneau نوفمبر 1943 يناير 1944
إتيان پول إميل ماري بينيه Étienne-Paul-Émile-Marie Beynet يناير 1944 سبتمبر 1946

احصاء 1932

في عام 1932 أجرى الفرنسيون تعداد لسكان لبنان الكبير عرف بإحصاء . وهذا الأحصاء هو الوحيد الذي اعتمد والذي على أساسه يتم التوزيع الطائفي للمناصب الرسمية والمراكز العليا إلي حين قيام اتفاق الطائف. وكانت النتائج كالتالي:

المسيحيون

الطائفة عدد السكان(نسمة) النسبة (مئوية)
الموارنة 226,378 28.8
روم أرثوذكس 76,522 9.7
روم كاثوليك 46,000 5.9
آخرون (معظمهم أرمن) 53,463 6.8
المجموع الكلي للمسيحيون 402,363 51.2

المسلمون

الطائفة عدد السكان(نسمة) النسبة (مئوية)
السنة 175,925 22.4
الشيعة 154,208 19.6
الدروز 53,047 6.8
المجموع الكلي للمسلمون 383,180 نسمة 48.8

عدد سكان لبنان الكلي: 785,542 نسمة.

و بناء على نتيجة هذا الإحصاء تم توزيع السلطات والمناصب على الطوائف اللبنانية الذي أصبح عرفاً بحيث أعطيت رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة. إلا إن اتفاق الطائف عدل بنسب المشاركة السياسية حيث جعلها مناصفه بين الطوائف إسلامية والمسيحية بدل من التفوق المسيحي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللبنانيون والصراع من أجل الإستقلال

معارضة المسلمين

كان مسلمو دولة لبنان الكبير قد رفضوا في أكثريتهم الدولة والكيان الوطني اللبناني عند نشوئه لثلاثة أسباب هي:

  1. لأن الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية وهم الذين كانوا جزءً من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني.
  2. لأنهم كانو يتمنون بعد الانسلاخ عن الدولة العثمانية الإنضمام إلى دولة عربية برئاسة الأمير فيصل، تضم سوريا الكبرى أي سوريا الحاليه ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
  3. لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار أنه حكم دولة أوروبية أجنبية.

فلم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين بالكيان اللبناني، وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات إشترطت فرنسا أن تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعاً في صفوف السياسيين المسلمين الداعين للوحدة مع سوريا في لبنان وراح بعضهم يتلبنن مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه القومي العربي وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح [3] وبشارة الخوري. ومن عام 1930 إلى عام 1943 راحت صيغة رياض الصلح / بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال تتبلور، إلى ان تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية

ثورة بشامون

في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد أن بدأت فرنسا تسترسل بالطغيان والسيطرة على المراكز الحساسة مما جعل الحكومة اللبنانية سنة 1943 تتقدم إلى المفوضية الفرنسية مطالبة بتعديل الدستور بما ينسجم مع الأوضاع. وكان هذا الطلب بدعم من البريطانيين الذين حكموا فلسطين والأردن والعراق. وفي 21 سبتمبر من السنة نفسها فاز بشارة الخوري بالانتخابات وأصبح رئيساً للجمهورية وألف حكومته رياض الصلح وأعلنوا الاستقلال التام وحولت مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي، وأعتبر هذا القرار تحديا ساخراً للمفوض السامي مما جعله يأمر بتعليق الدستور وأرسل ضباطاً إلى رئيس الجمهورية فاعتقلوه مع رئيس وزرائه و بعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل عادل عسيران، كميل شمعون، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا وحجزوهم في قلعة راشيا. عندها قام رئيس المجلس النيابي آنذاك صبري حماده وبعض النواب باجتماع مصغر في قرية صغيرة هي بشامون وألفوا حكومة مؤقتة ورفع العلم اللبناني الذي تكون من ثلاث أقسام الأحمر، الأبيض وفي الوسط ضمن اللون الأبيض شجرة أرز خضراء. وقد أدى هذا النضال إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 نوفمبر 1943 وبعد ذلك دعم لبنان نفسه بمشاركته بتاسيس جامعة الدول العربية سنة 1947 ثم انتسابه إلى هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة.


انظر أيضا

المصادر

  1. ^ "تاريخ لبنان القديم". موقع البشارة.
  2. ^ "الانتداب الفرنسي على لبنان". ويكيبديا. 2007.
  3. ^ آل الصلح صنعوا استقلال لبنان بانفصالهم عن سورية

وصلات خارجية