أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني(1 سبتمبر 1145-29 نوفمبر 1217) هو رحالة وجغرافي وشاعر الأندلسي ، ودرس القرآن، والسنة، والشريعة، والأدب في غرناطة. أصبح لاحقا كاتم سر حاكم غرناطة، وألف في تلك الفترة الكثير من الأشعار. ارتحل في 1183 قاصدا الحج مارا بالإسكندرية، فالقدس، فالمدينة، فمكة، فدمشق، فالموصل، فعكا، فبغداد، ثم عاد سنة 1185 عن طريق صقلية. أعطى ابن جبير في أسفاره أوصافا دقيقة للأماكن التي زارها، ودون ذلك في كتاب رحلة ابن جبير، الذي ترجمه إلى الإنجليزية رونالد برودهرست.

ابن جبير
وُلِدَ1 سبتمبر 1145
توفي29 نوفمبر 1217 (aged 72)
المهنةرحال، مسافر ، شاعر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اسمه ونسبه

  • هو: محمد بن أحمد بن جبير بن سعيد بن جبير بن محمد بن سعيد بن جبير بن محمد بن مروان بن عبد السلام بن مروان بن عبد السلام بن جبير من بني ضمرة من قبيلة كنانة المضرية العدنانية.[1]


الحياه المبكرة

ابن جبير من اسرة عربية عريقة سكنت الاندلس عام 123هـ, أتم حفظ القران الكريم, ودرس علوم الدين وشغف بها وبرزت ميوله أيضا في علم الحساب والعلوم اللغوية والادبية واظهر مواهب شعرية ونثرية رشحته للعمل كاتبا. تعلم على يد ابيه وغيره من العلماء في عصره ثم استخدمه امير غرناطة أبو سعيد ين عبد المؤمن ملك الموحدين في وظيفة كاتم السر فاستوطن غرناطة.

وكان الامير أبا سعيد استدعاه يوما ليكتب عنه كتابا وهو يشرب الخمر، فارغم ابن جبير على شرب سبعة كئوس من الخمر واعطاه سبيعة اقداح دنانير، لذلك صمم ابن جبير على القيام برحلة الحج بتلك الدنانير تكفيرا عن خطيئته واقامن في سفره سنتين ودون مشاهداته وملاحظاته في يوميات عرفت برحلة ابن جبير، وسميت باسم " تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار " والذي كتبه حوالي سنة 582هـ/ 1186م وتداوله الشرق والغرب حتى قام المؤرخ والمترجم الانجليزى وليام رايت William Wright بنشره وطبعه في كتاب جمع عدد كبير من الرحلات لرحالة وحجاج عرب واجانب مسلمين ومسيحيين ويهود عرف ياسم " Early travellers in palastine

الرحلة

ترك ابن جبير غرناطة مع صديقه أحمد بن حسان يوم الخميس 8 من شوال سنة 578هـ/1183م إلى جزيرة الطريف (الطرف الأغر) وعبر البحر من هناك إلى سبته فركب سفينة جنوية ذاهبة إلى الإسكندرية فركبها يوم الخميس 29 شوال، 24 فيراير، وسارت السفينة في البحر تتقاذفها الأمواج ومرت بمساحة شاطئ الأندلس حتى ثغر دانية ثم جزر ميورقة ومنورقة وسردانية ثم جزيرة صقلية ثم إلى جزيرة اقريطش (كريت) ثم وصلت الإسكندرية في يوم 29 ذى القعدة / 26 مارس أي إنها استغرقت في سفرها من جزيرة الطريف إلى الإسكندرية ثلاثين يوما.

مشاهدات ابن جبير

كان أول ما شاهده ابن جبير هو عملية التفتيش في الميناء حيث طلع موظفون على مركب صغيرة في عرض البحر وفتشوا السفينة الجنوية قبل دخولها الميناء وسجلوا أسماء الركاب وهدف الرحلة والسلع والبضائع وقد آلمه سوء معاملة الموظفين للحجاج المسلمين. ثم طاف بالمدينة وزار آثارها الرومانية والبطلمية وشاهد مساجدها العريقة، وعرض وصفا جميلا للخطيب في صلاة الجمعة. كما شاهد دخول أسرى من الفرنج من أسرى الحملة الصليبيية التي قام بها أرناط صاحب الكرك لغزو البحر الاحمر وقد فشلت وتصدى له صلاح الدين الايوبي.

ثم رحل إلى القاهرة في يوم 8 ذو الحجة / 3 أبريل وزار مسجد الحسين ومسجد الشافعي والقرافة والمدرسة الناصرية والتقى بشيوخ وعلماء وتحدث عن صلاح الدين وعن بعض الرجال الذين اسسوا الدولة الايوبية، وشاهد قلعة الجبل ولم يكن اكتمل بنائها بعد، كما عاين سور القاهرة والخندف والقناطر التي بناها صلاح الدين، وزار أيضا أهرام الجيزة الثلاثة ووصفها، كما وصف مارستان أحمد بن طولون (مستشفى) بين القاهرة ومصر (مصر القديمة) وكان جامع بن طولون قد تحول إلى مأوى للغرباء من أهل المغرب حيث يعقدون فيه الدرس ويسكنون به.

ثم أكمل سفره إلى الصعيد وشاهد المدن الواقعة على النيل وخاصة مدينة قوص التي كانت مقصد التجار والمسافرين والحجاج من مصر والمغرب واليمن والهند والحبشة، ثم اتجه إلى عيذاب على البحر الاحمر عبر الصحراء وهو طريق التجارة الدولية في الفلفل والبهار، ثم اتجه إلى جدة ووصف السفن المخصصة لنقل الحجاج ثم تركها في يوم 11 ربيع الآخر 579هـ/ 2 اغسطس 1183م قاصدا مكة فوصلها بعد ثلاثة ايام وأدى مناسك العمرة، ويتخلل وصفه للمدينة عن أهل الحجاز انهم يهتمون بشدة بموسم الحجاج، ثم رحل إلى المدينة واكمل حجته بزيارة المسجد النبوى ثم اتجه في طريق إلى العراق وخراسان وكردستان والشام ووصف عادات وتقاليد السكان في الممالك الصليبية في عكا وصور وغيرها ورأى بنفسه التعاون والتبادل اتجارى المشترك بين المسلمين والفرنج.

ويقال أنه سافر ثلاث مرات في حياته إلى الشرق ثم استقر بمصر وتوفى بالإسكندرية في شهر شعبان 614هـ/ 1217م. وهكذا جاءت رحلته بمثابة مدونة وافية لجميع ما شاهده وصفحة واضحة لبعض تاريخ البلاد الإسلامية والمسيحية التي مربها وقاموسا لمصطلح عصره في بناء السفن والملاحة البحرية وثبتا بأسماء البارزين من علماء المسلمين وملوكهم في اواخر القرن السادس الهجرى /القرن الحادى عشر الميلادى.

مسلمي باليرمو

قال ابن جبير في وصفه للمسلمين في مدينة باليرمو (Palermo) في صقلّية:

"وللمسلمين بهذه المدينة رسمٌ باقٍ من الإيمان، يعمّرون أكثر مساجدهم ويقيمون الصلاة بآذان مسموع. ولهم أرباض قد انفردوا فيها بسكناهم عن النصارى. والأسواق معمورة بهم وهم التجّار فيها، ولا جمعة لهم بسبب الخطبة المحظورة عليهم. ويصلون الأعياد بخطبة دعاؤهم فيها للعبّاسي، ولهم بها قاضٍ يرتفعون إليه في أحكامهم وجامع يجتمعون للصلاة فيه ويحتلفون في وَقِيده في هذا الشهر المبارك. وأما المساجد فكثيرة لا تحصى وأكثرها محاضر لمعلمي القرآن. وبالجملة فهم غرباء عن إخوانهم المسلمين، تحت ذمّة الكفار، ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريمهم ولا أبنائهم. تلاقاهم الله بصنع جميل بمنّه".

من دمشق إلى عكا

عندما غادر دمشق إلى عكّا لكي يستقلّ مركباً إفرنجياً إلى الأندلس، مرّ ابن جبير في طريقه على مدينة تبنين (في جنوب لبنان)، والتي كانت في ذلك الوقت بيد الصليبيّين. يقول ابن جبير في وصف ما رأى: "ورحلنا من تبنين، دمّرها الله، سحر يوم الإثنين وطريقنا كلّه على ضياع متّصلة وعمائر منتظمة سكّانها كلّها مسلمون وهم مع الإفرنج على حالة ترفيه، نعوذ بالله من الفتنة. وذلك أنّهم يؤدّون لهم نصف الغلّة عند أوان ضمّها وجزية على كلّ رأس دينار وخمسة قراريط، ولا يعترضونهم في غير ذلك ولهم على ثمر الشجر ضريبة خفيفة يؤدّونها أيضاً. ومساكنهم بأيديهم وجميع أحوالهم متروكة لهم. وكلّ ما بأيدي الإفرنج من المدن بساحل الشام على هذه السبيل: رساتيقهم كلّها للمسلمين وهي القرى والضياع. وقد أشربّت الفتنة قلوب أكثرهم لما يبصرون عليه إخوانهم من أهل رساتيق المسلمين وعمّالهم لأنّهم على ضدّ أحوالهم من الترفيه والرفق، وهذه من الفجائع الطارئة على المسلمين، أن يشتكى الصنف الإسلامي جور صنفه المالك له ويحمد سيرة ضدّه وعدوّه المالك له من الإفرنج ويأنس بعدله. فإلى الله المشتكى من هذه الحال وحسبنا تعزية وتسلية ما جاء في الكتاب العزيز: “إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ، تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ (سورة الأعراف 155)".

المسلمين في عكا وصور

وصف ابن جبير حال المسلمين في عكّا وصور عن صور إذ يقول: "وكانت راحتنا مدّة مقامنا بصور بمسجد بقي بأيدي المسلمين، ولهم فيها مساجد أُخرى. فأعلمنا به أحد أشياخ أهل صور من المسلمين أنها أُخذت منهم سنة ثمان عشرة وخمسمائة.. وأجمعوا على دفع البلد والخروج منه بسلام فكان ذلك وتفرّقوا في بلاد المسلمين. ومنهم من استهواه حبّ الوطن، فدعاه إلى الرجوع والسكنى بينهم بعد أمان كُتب لهم في ذلك بشروط اشترطوها.. وليست له (للمسلم) عند الله معذرة في حلول بلدة من بلاد الكفر إلا مجتازاً وهو يجد مندوحة في بلاد المسلمين، لمشقّات وأهوال يعانيها في بلادهم، منها الذلّة والمسكنة الذمّيّة ومنها سماع ما يفجع الأفئدة من ذكر من قدّس الله ذكره وأعلى خطره لا سيّما من أراذلهم وأسافلهم. ومنها عدم الطهارة والتصرف بين الخنازير وجميع المحرّمات إلى غير ذلك ممّا لا ينحصر ذكره ولا تعداده، فالحذر الحذر من دخول بلادهم والله تعالى المسئول حسن الإقالة والمغفرة من هذه الخطيئة التي زلّت فيها القدم ولم تتداركها إلا بعد موافقة الندم. فهو سبحانه وليّ ذلك لا ربّ غيره". ويعطي ابن جبير وصفاً مماثلاً عن المسلمين في عكّا: "وطهّر الله من مسجدها الجامع بقعة بقيت بأيدي المسلمين مسجداً صغيراً يجتمع الغرباء منهم فيه لإقامة فريضة الصلاة. وعند محرابه قبر صالح النبي صلّى الله عليه وسلّم وعلى جميع الأنبياء. فحرس الله هذه البقعة من رجس الكفرة ببركة هذا القبر المقدس. وفي شرقي البلدة العين المعروفة بعين البقر، وهي التي أخرج الله منها البقر لآدم صلّى الله عليه وسلّم. والمهبط لهذه العين على أدراج وطيّة وعليها مسجد بقي محرابه على حاله، ووضع الإفرنج في شرقيه محراباً لهم. فالمسلم والكافر يجتمعان فيه، يستقبل هذا مصلّاه وهذا مصلّاه. وهو بأيدي النصارى مُعَظّم محفوظ، وأبقى الله فيه موضع الصلاة للمسلمين".

ويؤخذ على ابن جبير عنجهيته وعنصريّته كأساس للعلاقة بين المسلمين والفرنجة في ذلك الوقت. لكن وصفه لأحوال المسلمين تحت الحكم الصليبي والافرنجي يشير إلى أنواع متعددة من التعايش التي مارسها المسلمون ورفضها بعض رجال الدين جهارةً لكن مارسوها في الخفاء أو مواربةً.[2]

من أشعاره

أقول وانست بالليل نارا لعل سراج الهدى قد أنارا
وإلا فما بال افق الدجى كأن سنا البرق فيه استطارا
وهذا نسيم شذا المسك قد أعير أم المسك منه استعارا
بشائر صبح السرى اذنت بأن الحبيب تدانا مزارا
جرى ذكر طيبه ما بيننا فلا قلب في الركب إلا وطارا
حنينا إلى أحمد المصطفى وشوقا يهيج الضلوع استعارا
ولما حللنا فناء الرسول نزلنا بأكرم خلق جوارا
وقفنا بروضة دار السلام نعيد السلام عليها مرارا
إليك إليك نبي الهدى ركبنا البحار وجبنا القفار
دعانا إليك هوى كامن أثار من الشوق ما قد أثار
عسى لحظة منك لي في غد تمهد لي في الجنان القرارا

مرئيات

أغنية أقول وآنست بالليل نارا


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ [1]. Archived 2016-07-01 at the Wayback Machine
  2. ^ سليمان مراد. "ماذا عن نفاق ابن جبير في رحلته بين الفرنجة والمسلمين؟ (2)". 180post.