إپي‌داوروس

(تم التحويل من Epidaurus)

إپي‌داوروس Epidaurus (باليونانية: Επίδαυρος، Epidavros)، هي مدينة صغيرة (polis) في اليونان القديمة، في الخليج الساروني. هناك بلدتان معاصرتان اشتق اسمهما من إپي‌داڤروس (Επίδαυρος): پالايا إپي‌داڤروس ونيا إپي‌داڤروس. منذ 2010 تقع البلدتان ضمن بلدية إپي‌داڤروس، جزء من وحدة أرگوليس المحلية. مقعد البلدية هو بلدة أسكيليپي‌يو.[2]

إپي‌داوروس
Epidaurus
Επίδαυρος
20100408 epidaure29.JPG
البلد اليونان
المنطقة الاداريةپلوپونيز
الوحدة المحليةأرگوليز
المساحة
 • البلدية338٫1 كم² (130٫5 ميل²)
التعداد
 (2011)[1]
 • البلدية
8٬115
 • كثافة البلدية24/km2 (62/sq mi)
 • الوحدة البلدية
3٬887
Community
 • التعداد1٬932 (2011)
منطقة التوقيتUTC+2 (EET)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)UTC+3 (EEST)
Vehicle registrationAP
معبد أسكلـِپيوس في إپي‌داوروس
معبد أسكلـِپيوس في إپي‌داوروس
Panoramic view of the theatre at Epidaurus
أسس الاختيارCultural: i, ii, iii, iv, vi
المراجع491
Inscription1988 (12 Session)
Coordinates37°35′46″N 23°4′45″E / 37.59611°N 23.07917°E / 37.59611; 23.07917 (مسرح)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

يستطيع السائح بعد رحلة بحرية ممتعة أن ينتقل من إيجينا إلى إبدورس، وهي الآن قرية لا يزيد سكانها على خمسمائة نسمة، ولكنها كانت في وقت من الأوقات من أشهر المدن في بلاد اليونان؛ فقد كان فيها، أو على الأصح على بعد عشرة أميال منها، في أخدود ضيق بين أعلى الجبال وبين شبه جزيرة أرجوس، الموطن الرئيسي لأسكلبيوس إله الشفاء وبطله. وقد خاطبه أبلو نفسه على لسان الوحي في دلفي بقوله: "أي إسكلبيوس يا من ولدت لتكون مصدر السرور للخلق أجمعين، يا وليد الحب يا من أنجبتك لي كورونيس الجميلة عند إبدورس الصخرية". ولقد بلغ من شفاهم إسكلبيوس من الكثرة حداً جعل بلوتو إله الحجيم يشكو إلى زيوس - وخاصة بعد أن أحيا رجلاً من الموت - أنه لا يكاد أحد يموت. وتحير زيوس في أمره، ولم يدر ما يفعل بالجنس البشري إذا لم يكن مآلهم الموت، فأرسل على إسكلبيوس صاعقة أهلكته. لكن الناس اتخذوه إلهاً منقذاً وعبدوه في تساليا أولا ثم في بلاد اليونان بعدئذ، وشادوا له في إبدورس أعظم تماثيله، وهناك أنشأ الكهنة الأطباء، الذي سُمّوا على اسمه بالأسكلبياويين، مصحة اشتهرت في بلاد اليونان جميعاً بنجاحها في علاج الأمراض. وأصبحت إبدورس فيما بعد لورديس اليونان، يحج إليها الناس من جميع بلاد البحر الأبيض المتوسط، ينشدون فيها نعمة الصحة التي يعدها اليونان أعظم النعم جميعاً. وكانوا ينامون في الهيكل، ويتبعون بدقة النظام الذي يفرض عليهم، ويسجلون شفاءهم الذي يعتقدون أنه من المعجزات الإلهية على ألواح من الحجر لا تزال باقية في أماكن متفرقة بين خربات الأيكة المقدسة. ومن الأجور والهدايا التي كانت تجمع من هؤلاء المرضى شادت إبدورس دار تمثيلها وملعبها، ولا تزال مقاعدها ومراميها باقية إلى اليوم بالقرب من التلال المجاورة لها؛ وقبابها المرفوعة على العمد والتي تعد بقاياها المحفوظة في متحف المدينة الصغير، من أروع قطع الرخام المنقوش في بلاد اليونان. ويذهب اليوم أمثال هؤلاء المرضى إلى تنوس في السكلديس حيث يعالجهم قساوسة الكنيسة اليونانية كما كان قساوسة أسكلبيوس يعالجون أسلافهم منذ ألفي عام وخمسمائة. أما القُلَّة القائمة التي كان أهل إبدورس يقربون عليها القرابين إلى زيوس وهيرا فقد أضحت الآن جبل سانت إلياس المقدس. إن الآلهة تموت ولكن التقى والصلاح مخلدان.[3]

وليس أعظم ما يحرص العلماء على مشاهدته في إبدورس هو خرائب أسكلبيوم التي سوبت بالأرض. فالمكان كثير الأشجار وليس في وسع السائح أن يرى الملهى الكامل الذي جاء لمشاهدته حتى يصل إلى منعطف في الطريق يبسطه أمامه عند سفح الجبل على هيئة مروحة ضخمة من الحجارة. ولقد شاده بوليكليتوس الأصغر في القرن الرابع قبل الميلاد، ولكنه لا يزال باقياً إلى اليوم، ويكاد يكون كاملاً لم ينقص منه شيء. وإذا وقف السائح في وسط المرقص (الأركسترا) وهو مكان رحب مستدير مرصوف بالحجارة، وأبصر أمامه أربعة آلاف مقعد في صفوف متراصة يعلو بعضها وراء بعض، وقد نظمت تنظيماً رائعاً بحيث يكون كل مقعد منها مواجهاً له، وإذا ما تتبع بنظراته الممرات المتشعبة التي ترتفع ارتفاعاً سريعاً في خطوط مستقيمة من المسرح إلى سفح الجبل من ورائه، وتحدث بصوت خافت إلى أصدقائه الجالسين على أبعد المقاعد وأعلاها على مسافة مائتي قدم منه، وأيقن أن كل كلمة نطق بها قد سمعها هؤلاء الأصدقاء وفهموها، إذا ما فعل هذا تمثلت له إبدورس في أيام عزها ورخائها، وصور له خياله الجموع الهائلة مقبلة حرة مرحة من كل مدينة ومزار لتستمع إلى يوربديز، وسرى في نفسه إحساس، أقوى من أن يعبر عنه بلسانه، بحياة الهواء الطلق البهجة التي كان يستمتع بها اليونان الأقدمون.


معرض الصور

المصادر

  1. ^ أ ب "Απογραφή Πληθυσμού - Κατοικιών 2011. ΜΟΝΙΜΟΣ Πληθυσμός" (in اليونانية). Hellenic Statistical Authority.
  2. ^ Kallikratis law Greece Ministry of Interior (باليونانية)
  3. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

وصلات خارجية