كورنث ( Corinth ؛ /ˈkɒrɪnθ/ KORR-inth; باليونانية: Κόρινθος, el) هي مدينة يونانية تقع في وسط جنوب البلاد ضمن منطقة البيلوبونيز الإدارية، وهي مركز مقاطعة كورينثيا ضمن هذه المنطقة الإدارية.

Corinth
Κόρινθος
Clockwise from top left: Corinth Courthouse, Statue of Archbishop Damaskinos of Athens in front of the Courthouse, the walled gates of Acrocorinth, Temple of Apollo, Ethnikis Antistaseos, the main market road, Statue of Pegasus, Isthmus of Corinth
الختم الرسمي لـ Corinth
Corinth is located in اليونان
Corinth
Corinth
Location within the regional unit
DE Korinthion.svg
الإحداثيات: 37°56′19″N 22°55′38″E / 37.93861°N 22.92722°E / 37.93861; 22.92722Coordinates: 37°56′19″N 22°55′38″E / 37.93861°N 22.92722°E / 37.93861; 22.92722
البلد اليونان
المنطقة الاداريةPeloponnese
الوحدة المحليةCorinthia
البلديةCorinth
 • الوحدة البلدية102٫19 كم² (39٫46 ميل²)
أعلى منسوب
10 m (30 ft)
أوطى منسوب
0 m (0 ft)
التعداد
 (2011)[1]
 • الوحدة البلدية
38٬132
 • كثافة الوحدة البلدية370/km2 (970/sq mi)
صفة المواطنCorinthian
منطقة التوقيتUTC+2 (EET)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)UTC+3 (EEST)
Postal code
20100
مفتاح الهاتف(+30) 27410
Vehicle registrationKP
الموقع الإلكترونيhttps://korinthos.gr/

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع والسكان

تقع كورنث ضمن برزخ كورنث الذي يصل شبه جزيرة المورة باليونان، إلى الغرب من هذا البرزخ يقع خليج كورنث، وإلى الشرق الخليج الساروني. تبعد المدينة عن أثينا مسافة 78 كيلومتر من جهة الغرب.

تقع كورنث الحديثة (كورينثوس) على الساحل الغربي للبرزخ، ضمن سهل فوخا (Vocha) الساحلي على خليج كورنث، بينما تقع مدينة كورنث الأثرية (أرخيا كورينثوس) على مسافة 3 كيلومتر إلى الجنوب من ساحل كورنث الجديدة و إلى الجنوب منها أيضاً يقع جبل أكروكورنث الصخري الذي كان موقعاً محصناً على مر العصور.

يبلغ عدد سكان بلدية كورنث حالياً حوالي 40 ألف نسمة، وهي من المدن المزدهرة نظراً لوصول قطار ضواحي أثينا الكهربائي الحديث إليها، هذا بالإضافة لأهميتها الصناعية والتجارية.

وبعد أن يخترق السائح عدداً آخر قليلاً من الجبال يعود إلى سكيون مُستقر الدوريين. وفي هذه المدينة علم رجل يدعى اُرثاگورس Orthagoras العالم في سنة 676 حيلة ظل يلجأ إليها فيما بعد ذلك من القرون. فقد قال للفلاحين إنهم من نسل البلاسجيين أو الآخيين، على حين أن الأشراف المالكين للأرض والذين يستغلونهم من نسل الغزاة الدوريين؛ ثم أخذ يستثير نعرة غير المالكين العنصرية، وتزعمهم في ثورة موفقة، ونصب نفسه حاكماً بأمره عليهم، ووضع السلطة في أيدي طبقتي الصناع والتجار . وأصبحت سكيون في عهد خليفتيه العظيمين ميرون Myron وكليسثنيز مدينة يشتغل نصف أهلها بالصناعة، واشتهرت بأحذيتها وفخارها، وإن كانت لا تزال تسمى باسم ما ينمو فيها من الخيار.

وإلى شرقها تقوم المدينة التي كان موقعها الجغرافي والاقتصادي خليقاً بأن يجعلها أغنى بلاد اليونان وأرقاها ثقافة. تلك هي مدينة كورنثة. وكان موقعها على الخليج المسمى باسمها مما تحسدها عليه سائر المدن اليونانية؛ فقد كان في مقدورها أن تغلق باب الطريق البري الموصل إلى البلوبونيز، وفي وسعها أن تيسر أسباب التجارة البرية بين شمالي بلاد اليونان وجنوبيها، أو أن تفرض عليها ما تشاء من الإتاوات. وكان لها موان وسفن على خليجي ساروس وكورنثة. وقد أنشأت بين هذين البحرين "مزلقاً للسفن" (ديولكوس Diolcos)- أي طريقاً خشبياً تجر عليه السفن نحو أربعة أميال فوق الأرض على اسطوانات، وربحت من وراء ذلك كثيراً من الأموال . وكان لها قلعة منيعة تدعى أكروكورنثس Acrocorinthus وهي قلة من قلل الجبال يبلغ ارتفاعها ألفي قدم، ويغذيها بالماء نبع لا ينضب معينه أبداً. وقد وصف لنا استرابون المنظر الذي تقع عليه عين من يشرف على هذا المكان من القلعة، والمدينة مبسوطة على سطحين مدرجين من تحتها، والملهى المقام في الهواء الطلق والحمامات العامة العظيمة، والسوق ذات العمد، والهياكل البراقة، والأسوار التي تصد عنها الأعداء والتي تمتد إلى ميناء لخايوم Lechaeum على الخليج الشمالي. وكان على قمة الجبل نفسها هيكل لأفرديتي وكأنما أقيم ليرمز إلى صناعة من أهم صناعات المدينة(80).


التاريخ

عصور ما قبل التاريخ

يعتقد أن اسم المدينة له أصول ما قبل هيلينية، حيث يعود لمرحلة شعوب البحر، من المتوقع أن تكون المنطقة قد شهدت وجود مستوطنات بشرية تعود إلى العصر النيوليثي منذ الألف الخامس قبل الميلاد.

أما تبعاً للأسطورة فإن مؤسس المدينة كان كورينثوس (Corinthos) أحد الملوك من سلالة إله الشمس هليوس. وهناك أسطورة أخرى ترجع المدينة إلى الإلهه إفيرا (ephyra) ابنة التيتان أوقيانوس، وهكذا كانت المدينة قديماً تدعى أيضاً بهذا الاسم (إفيرا) حيث ظهر هذا الاسم في كتابات هومير التي أشارت بأن المدينة كانت محكومة من نسل ملكها الأسطوري سيسيفوس، وبأنها شاركت في الحروب الطروادية تحت قيادة أغاممنون.

الفترة الكلاسيكية

 
تمثال پرياندر.

بدأت الصورة الواضحة حول مدينة كورنث تتوضح منذ القرن الثامن قبل الميلاد حيث كانت وقتها محكومة من قبل أوليگاركية تجار، فأصبحت قوة تجارية تنافس أثينا و طيبة واستفادت من التجارة و النقل عبر البرزخ، ومن مهارة صناعها وخاصة صانعي الأواني الفخارية سوداء الهيئة، هذه الصناعة التي كانت تميز المدينة والتي انتشرت عبر التجارة إلى كل عالم البحر المتوسط. ومن دلائل قوة المدينة معبدها الكبير المكرس لأفروديت والتي كانت تعمل فيه أكثر من ألف عاهرة مقدسة.

بدأت كورنث في القرن السابع قبل الميلاد بانشاء مستعمرات مثل كورفو، سيراكوزا وغيرها، واشتركت مع تسع مدن إغريقية أخرى في بناء مستعمرة ناوكراتس في مصر التي نظمت التجارة بين العالم الإغريقي ومصر.

حكمها پرياندر أحد رجال اليونان السبعة الحكماء والذي كان أول من فكر بحفر برزخ كورنث من أجل شق طريق بحري بين جهتي البرزخ، ولكنه تخلى عن الفكرة نظراً للصعوبات التقنية واستبدلها بانشاء الديولكوس وهو عبارة عن منحدر صناعي مع رافعات مبني من الحجارة تسير عليه السفن من جهة إلى الأخرى. استمر حكم بيرياندر بين عامي (627-585 ق.م). شهدت هذه الفترة المزدهرة أيضاً ظهور النظام الكورنثي بالعمارة، وهو النظام المعماري الكلاسيكي الثالث بعد الأسلوبين الأيوني والدوري.

اشتركت مع المدن الإغريقية الأخرى في حربها ضد الفرس وخاصة في معركتي سالاميس وبلاتيا. لكن سرعان ما عادت بعد ذلك إلى المنافسة مع أثينا حيث انضمت إلى الرابطة البيلوبونيزية و دعمت أسبرطة ضد أثينا، ولكنها دخلت في صراع مع الأخيرة أيضاً الأمر الذي أضعفها وسهل على المقدونيين السيطرة عليها تحت قيادة فيليب الثاني المقدوني وعلى الرغم من ذلك استمرت المدينة على ازدهارها السابق.

الفترة الرومانية

بدأت فترة حالكة من تاريخ كورنث بوصول الرومان تحت قيادة لوسيوس موميوس عام 146 ق.م الذي حاصرها ثم استولى عليها، وقد قام إثر ذلك بقتل العديد من سكانها وأخذ الباقي كعبيد ثم حرق المدينة بالكامل. استمر ذلك حتى عام 44 ق.م حين قام يوليوس قيصر باعادة الإعتبار لهذه المدينة، وبدأ بعض أبناءها بالرجوع إليها والاستيطان فيها، حتى أصبحت مركزاً إدارياً لجنوب اليونان واستعادت مجدها السابق ويقال أن عدد سكانها وصل إلى 300 ألف نسمة حينها.

أمضى فيها بولس الرسول 18 شهراً عام (52-53) م. حيث كتب الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس والرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس فيها.

الفترة البيزنطية والقرون الوسطى

ضرب زلزالان المدينة عامي 375م و551م. ولكن المدينة استمرت في لعب دور تجاري هام وكانت عاصمة لمقاطعة هيلاس (اليونان البيزنطي). في عهد الإمبراطور البيزنطي جوستينيان الأول تم بناء سور دفاعي بين طرفي البرزخ لحماية البيلويونيز من الهجمات المحتملة للبرابرة.

حاول الفرنجي جيوفري الأول فيلهاردوان السيطرة عليها منذ العام 1204 م. لكنه جابه مقاومة شرسة من قبل الكورنثيين المتحصنين في أكروكورنث حتى العام 1208م. حيث أصبحت المدينة تحت حكم إمارة أخايا الإفرنجية، واقعة على الحدود الشمالية لهذه الإمارة مع كيان إفرنجي آخر هو دوقية أثينا.

القرون الأخيرة

سيطر عليها الأتراك عام 1458 م. بعد سقوط القسطنطينية بخمس سنوات، حيث فقدت أهميتها تدريجياً خلال هذه الفترة، دمرها الأتراك بشكل كامل أثناء انتفاضة استقلال اليونان (1821-1830) م.

انضمت للدولة اليونانية الحديثة عام 1833، حيث كانت من المدن المحتمل اختيارها كعاصمة لهذه الدولة نظراً لأهميتها التاريخية ولكن في النهاية تم اختيار أثينا عوضاً عنها، تدمرت المدينة بزلزال عام 1858، ومنذ ذلك الحين بدأت عملية بناء كورنث الجديدة على شاطىء خليج كورنث.

من حيث عدد السكان تعتبر كورنث الآن المدينة الثانية في شبه جزيرة المورة بعد كالاماتا.

قصة الحضارة

وكان لكورنثة تاريخ يرجع في قدمه إلى الأيام الميسينية، واشتهرت المدينة في أيام هومر نفسه بثروتها الطائلة(81). وكان يحكمها بعد الفتح الدوري ملوك، ثم تولى حكمها الأشراف تسيطر عليهم أسرة البكيادي Bachiadae؛ ثم حدث فيها ما حدث في أرجوس، وسكيون، ومجارا، وأثينة، ولسبوس، وميلتس، وساموس، وصقلية، وفي كل مكان راجت فيه التجارة اليونانية، وهو استيلاء طبقة التجار ورجال الأعمال على السلطة السياسية بالثورة أو الدسائس. وهذا هو المعنى الحقيقي الذي يجب أن يفهم من قيام حكومات "الطغيان" أو الدكتاتوريات في بلاد اليونان في القرن السابع قبل الميلاد. ففي عام 655 استولى سيسيلوس على مقاليد الحكم. وكان قد نذر أن يخص زيوس بثروة كورنثة كلها إذا ما وصل إلى غرضه، فلما تم له الأمر فرض على جميع أملاك المدينة ضريبة سنوية قدرها عشرة في المائة من قيمتها، ووهب ما تجمع منها للهيكل، فلم تمض إلا عشر سنين حتى كان قد وفى بنذره وأبقى ثروة المدينة كما كانت من قبل(82). وقد وضع بحكمه المحبب المستنير الذي دام ثلاثين عاماً أساس رخاء كورنثة(83).

وكان حكم ولده القاسي بريندر أطول حكم للطغاة في تاريخ اليونان (625-585). وقد أقر فيه الأمن والنظام، ومنع استغلال الناس بعضهم بعضاً، وشجع الأعمال التجارية والصناعية، وناصر الآداب والفنون، وجعل كورنثة زمناً ما أولى المدائن اليونانية، ونشط التجارة بسك عملة رسمية(84)، كما نشط الصناعة بخفض الضرائب المفروضة عليها؛ وحل مشكلة التعطل بإقامة طائفة من المباني العامة وإنشاء المستعمرات في خارج البلاد؛ وحمى صغار رجال الأعمال من منافسة الشركات الكبرى بتحديد عدد الأرقاء الذي يجوز للرجل الواحد أن يستخدمهم في أعماله، وحرم استيرادهم بعد هذا التحديد(85)، وأنجى الأغنياء مما عندهم من الذهب الزائد على حاجتهم بأن أرغمهم على الاشتراك بذهبهم في صنع تمثال ذهبي لتزدان به المدينة؛ ثم دعا النساء ذوات المال في كورنثة إلى حفلة كبرى، جردهن فيها من أثوابهن الغالية وحليهم الثمينة، ثم أمرهن بالعودة إلى بيوتهن بعد أن أمم جمالهن. وقد خلقت له أعماله هذه أعداء كثيرين أقوياء، فلم يكن يجرؤ على الخروج دون حرس كبير، وكان لخوفه وعزلته نكداً قاسياً. وأراد أن يحمي نفسه من الثورات فعمل بالنصيحة الخفية التي أشار بها عليه زميله الطاغية ثراسيبولس الميليتي، وهي أن يقطع "الفينة بعد الفينة أطول ما في الحقل(86) من سنابل" . وأخذت سراريه يوجهن التهم إلى زوجته، حتى أثرن غضبه عليها، فألقاها في نوبة من نوبات هذا الغضب من فوق سلم القصر؛ وكانت حاملاً فماتت من شدة الصدمة، فما كان منه إلا أن حرق السراري ونفى ابنه ليكفرون Lycophron إلى كرسير Corcyra لأنه حزن على أمه حزناً لم يطق معه أن يتحدث إلى أبيه. ولما أن قتل الكرسيريون ليكفرون قبض بريندر على ثلاثمائة شاب من أشراف الأسر وأرسلهم إلى أليتس Alyattes ملك ليديا ليتخذهم خصياناً، ولكن السفينة التي أقلتهم مرت بساموس، فما كان من أهلها ألا أن أطلقوا سراح الشبان متحدين بعملهم هذا بريندر غير عابئين بغضبه. وعمر هذا الطاغية طويلاً، وعده البعض بعد موته من السبعة الحكماء في بلاد اليونان القديمة(87).

وثل الإسبارطيون بعد جيل من وفاته عرش الطغاة في كورنثة، وأقاموا مكانهم حكم الأشراف- ولم يكن ذلك لأن إسبارطة تعشق الحرية، بل لأنها كانت تفضل طبعة الملاك على طبقات رجال الأعمال. بيد أن ثروة كورنثة كانت تقوم على التجارة يعينها من حين إلى حين أتباع أفرديتي والألعاب الهيلينية العامة التي كانت تقام في برزخ كورنثة. وكانت العاهرات كثيرات في المدينة إلى حد جعل اليونان يطلقون اسم كورنثيازوماي Corinthiazomai على العهر نفسه(88). وكان من العادات المتبعة في كورنثة أن تخصص إلى هيكل أفرديتي نساء يحترفن فيه الدعارة ويأتين بأجورهن إلى الكهنة. وقد وصل إلى علمنا أن رجلاً يدعى زنوفون (وهو غير زنوفون قائد العشرة آلاف) وعد الإلهة خمسين محظية إذا أعانته على النصر في الألعاب الأولمبية. ويشير بندار الشاعر التقي إلى هذا النذر وهو يشيد بهذا النصر دون حياء أو اشمئزاز(89). ويقول استرابون إن "هيكل أفرديتي قد بلغ من الثروة أن كان له أكثر من ألف عبد من عبيد الهياكل، ومحاظ وهبهن الرجال والنساء للهيكل؛ وبفضل أولئك النسوة ازدحمت المدينة بالناس وعظمت ثروتها؛ من ذلك أن قادة السفن كانوا ينفقون أموالهم في المدينة بلا حساب". وكانت المدينة تشكر لهن حسن صنيعهن وتنظر إلى "أولئك السيدات الكريمات" نظرتها إلى المحسنين للشعب.

وفي ذلك يقول مؤلف قديم نقل عنه أثنايوس Athenaeus: "من العادات القديمة في كورنثة، كلما أرادت المدينة أن توجه دعاء إلى أفرديتي...، أن تستعين بأكبر عدد مستطاع من المحاظي ليشتركن في هذا الدعاء". وكان لهؤلاء المحاظي عيد ديني خاص بهن هو عيد الأفروديزيا Aphrodisia يحتفلن به احتفالاً فخماً محوطاً بضروب التقي والصلاح(92). وقد ندد القديس بولس في رسالته الأولى إلى الكورنثيين(93) بأولئك النسوة اللائي ظللن يمارسن حرفتهن في المدينة إلى أيامه.

وكان يسكن كورنثة في عام 480 ق.م خمسون ألفاً من المواطنين وثلاثون ألفاً من الأرقاء، وهذه النسبة بين الأحرار والعبيد عالية علواً غير مألوف في المدن اليونانية(94). وكان اقتناص اللذة والذهب هَمّ جميع الطبقات، يستنفد كل جهودهم فلا يبقى منها ما ينفقونه في الأدب والفنون إلا القليل. نعم إننا نسمع في القرن الثامن عشر عن شاعر يدعى يوملوس Eumelus ولكن الأدب اليوناني قلما يزدان بأسماء كورنثية. وكان بريندر يرحب بالشعراء في بلاطه، واستقدم أريون Arion من لسيوس لينظم شئون الموسيقى في كورنثة. واشتهر فخار المدينة وبرنزها في القرن الثامن؛ وكان من يعملون في طلاء مزهرياتها في القرن السادس أرقى أهل هذا الفن في بلاد اليونان كلها. ويحدثنا بوزنياس عن صندوق عظيم من خشب الأرز اختفى فيه سبسيلوس Cypselus من البكياديين، وحفر فيه الفنانون نقوشاً ظريفة ورصعوه بالعاج والذهب(95). والراجح أن عصر بريندر هو الذي أقامت فيه كورنثة لأبلو هيكلاً دورياً اشتهر بأعمدته السبعة المنحوت كل واحد منها من حجر واحد. ولا تزال خمسة من هذه الأعمدة قائمة إلى يومنا هذا توحي بأن كورنثة قد تكون أحبت الجمال في أكثر من صورة واحدة. ولربما كان الدهر والمصادفات قد ظلما هذه المدينة فلم يوفياها حقها من الشكر لأن تاريخها دونه رجال لا يدينون لها بولاء ولا يعترفون لها بفضل؛ ولو أتيح للماضي أن يطلع على ما كتب عنه في صحف المؤرخين لعجب مما يرى أشد العجب.

المعالم الأساسية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كورنث القديمة

 
معبد أبوللو في كورنث القديمة

تعتبر من المواقع التي تتم زيارتها بشكل كبير من السياح على مدار العام وهي موقع ثلاث مدن متلاحقة هي كورنث الكلاسيكية، كورنث الرومانية، وكورنث البيزنطية مع وجود عناصر أثرية من الفترات الأخرى التي مرت بها المدينة. تعتبر من أكبر المواقع الأثرية في اليونان وتمتد على مساحة كيلومترين مربعين.

ومن أهم معالمها :

  • نافورة گلاوكه (Glauke): مكعب كبير مبني من الحجارة ومقسم إلى أربعة أجزاء يمكن أن يخزن 64 ألف ليتر من الماء، بجانبها من الشرق يوجد بهو ذو أعمدة.
  • المتحف الأركيولوجي: يقع بين الأثار، وتوجد فيه اللقى الأثرية الكورنثية الموضوعة بشكل يحاكي تتالي الفترات التاريخية على هذه المدينة.
  • المعبد E: وهو دلالة على ازدهار المدينة في الفترة الرومانية، على الأغلب مكرس لـجوبيتر كابيتوليوس أو أوكتافيا، إلى الجنوب منه توجد بنى تعود للفترة الفرنجية.
  • معبد أپولو: أحد أقدم المعابد في اليونان، وأكثر معلم يمكن مشاهدته في الموقع كان مؤلفاً من 38 عموداً. سبعة أعمدة دورية لا تزال واقفة، وأربعة أخرى مستلقية على الأرض في نفس المكان.
  • الأگورا : وهي أگورا كبيرة واسعة تحتل موقعاً مركزياً في المدينة، تحيط بها الأروقة، المحلات ، الحمامات و الأبنية العامة. ومن أهم أجزاءها :- الرواق الجنوبي، - بقايا الرواق الشمالي الغربي، -الجهة التجارية الغربية (وتضم محلات تجارية متعددة)، -البازيليك الجنوبية، -المباني الإدارية الرومانية وأهمها حجرة المجلس (بوليوتيريون)، -بازيليك جوليان التي توجد في الجهة العليا من الأغورا، - الفوروم الشمالي الذي توجد فيه عدة أجزاء منها سور التريغليف ، واجهة الأسرى، والنبع المقدس.
  • نافورة بيرينه: معلم ضخم بعرض 12 متر، مبني على بداية انحدار صخرة الأكروكورنث على نبع ماء غزير.
  • الأوديون، المسرح والأسكليبيون.
  • عدد من الفيلا ت الرومانية.

أكروكورنث

هو أكروپوليس كورنث، مبني على جبل كلسي مؤلف من صخرة وحيدة يرتفع بشكل حاد إلى الجنوب من كورنث القديمة. يعتبر من أحد أمنع الحصون الطبيعية في أوروبة فقد كان هدفاً لكل من طمح بالسيطرة على المورة.

توجد فيه تحصينات بيزنطية، افرنجية، فينيسية، وتركية متداخلة مع بعضها،يحتوي أيضاً على العديد من المباني المقدسة التي تعود لجميع العصور مثل –معبد مكرس لأفروديت، -حجر بيزنطية، -مسجد تركي مهدم، أبراج مراقبة، وغيرها من المعالم البائدة.

كورنث الجديدة

التي بنيت بدءاً من العام 1828م. وشهدت بعدها زلزالان مدمران، أهم معلَم فيها هي كاتدرائية بولس الرسول (أپوستولوس بافلوس).

ومن الأماكن الأخرى المهمة قناة كورنث التي تربط خليج كورنث بالخليج الساروني والتي تبعد مسافة 4 كيلومتر عن المدينة.

متفرقات

  • بدأ منذ العام 1990 مشروع كبير للتنقيب الأثري في المدينة والمنطقة المجاورة نظراً لأن أجزاء كبيرة منها مازالت غير مكتشفة، ويحرز هذا المشروع تقدماً كبيراً مع الزمن حيث تم الكشف على ما يزيد عن 100 ألف قطعة تاريخية منذ بدءه.
  • تشهد مدينة كورنث الحديثة نهضة صناعية وتجارية متسارعة وتعتبر من أحد أهم المناطق الصناعية في اليونان، ومعدل النمو السكاني فيها من الأعلى في البلاد. يوجد بالقرب منها مجمع ضخم لتكرير النفط.
  • أهم نادي كرة قدم في المدينة هو باس كورينثوس، والذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة اليوناني.
  • تشتهر المدينة معمارياً بنمطها الخاص في البناء الكلاسيكي والذي أصبح معروفاً إلى الآن بالنمط الكورنثي، وخاصة فيما يتعلق بتيجان الأعمدة والذي أوجده المعماري كاليماخوس في القرن الخامس قبل الميلاد.

الهامش

  1. ^ أ ب "Απογραφή Πληθυσμού - Κατοικιών 2011. ΜΟΝΙΜΟΣ Πληθυσμός" (in اليونانية). Hellenic Statistical Authority.

قالب:Corinth