قوات سوريا الديمقراطية

قوات سوريا الديمقراطية (إنگليزية: Syrian Democratic Forces؛ كردي: Hêzên Sûriya Demokratîk) أو قسد SDF، هو تحالف جماعات مسلحة كردية، عربية سورية، مسيحية سريانية آشورية وتركمانية تأسست أثناء الحرب الأهلية السورية. تأسست في أكتوبر 2015، وتسعى لطرد الدولة الإسلامية في العراق والشام من محافظة الرقة ومناطق أخرى في سوريا. تعتبر قوات سوريا الديمقراطية نفسها "قوة عسكرية وطنية متحدة لجميع السوريين تتألف من الأكراد، العرب، الآشوريين وجميع الأشخاص الآخرين المقيمين في المواقع الجغرافية السورية". علاوة على ذلك، تهدف هذه القوات إلى بناء سوريا ديمقراطية شاملة ذات حكم ذاتي.[بحاجة لمصدر]

قوات سوريا الديمقراطية
Hêzên Sûriya Demokratîk
مشارك في الحرب الأهلية السورية
Flag of Syrian Democratic Forces.svg
علم قوات سوريا الديمقراطية
فترة النشاط10 أكتوبر 2015 – الآن
الجماعات
مقر القيادةالحسكة، سوريا
منطقة العملياتكردستان السورية
محافظة الحسكة (المنطقة الشمالية)،[4] محافظة الرقة (المنطقة الشمالية)
محافظة حلب (المنطقة الشرقية))
الحلفاء فرقة العمل المشتركة - عملية التصميم الأصيل
الخصوم الدولة الإسلامية في العراق والشام

بُني التالف على العمليات المشتركة الناجمة لبركان الفرات التابع لوحدات حماية الشعب الكردية السورية وبعض فصائل الجيش السوري الجديد، الذي ساعد في الدفاع عن بلدة كوباني الكردية. لاحقاً انضم إلى بركان الفرات لواء ثوار الرقة، الذي شارك في إسقاط تل الأبيض من أيدي الدولة الإسلامية. كما يشمل تحالف القوات السورية الديمقراطية حالياً قوات من كانتون الجزيرة ذاتي الحكم مجلس عسكري سرياني مسيحي وقوات الصناديد الموالية للنظام، والتي ساعدت وحدات حماية الشعب في طرد داعش من الحسكة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجماعات الموقـّعة

الجماعات الثلاثة عشر التالية الموقعة على وثيقة التأسيس:[5]


تفاهم فصائل تحت غطاء أمريكي

تحصينات وأنفاق تقوم بها قسد (وحدات حماية الشعب الكردية) في رأس العين، الحسكة، في أغسطس 2019.

شكّلت الحرب في سوريا بيئة خصبة لظهور التنظيمات المقاتلة على مختلف الجبهات. وتعد المنطقة الشرقية من البيئات الأكثر إنتاجاً لهذه التنظيمات، وآخرها تشكيل عسكري تحت مسمى «قوات سوريا الديموقراطية»، بعلمها الأصفر في منتصفه خريطة لسوريا كاملة، وكتابة بثلاث لغات، العربية والكردية والسريانية.

وكان قد أعلن في 11 تشرين الأول الماضي تشكيل «قوات سوريا الديموقراطية»، بهدف محاربة تنظيم «داعش» في سوريا، خصوصاً في شمال شرق البلاد. وتضم القوات كلاً من «لواء ثوار الرقة»، و «غرفة عمليات بركان الفرات»، و «لواء التحرير»، و «المجلس العسكري السرياني»، و «الصناديد - عشيرة شمر»، و «وحدات حماية الشعب» الكردية، و «وحدات حماية المرأة»، و «التحالف العربي السوري».

ويوضح مصدر ميداني لـ «السفير»، أنه خلال منتصف الشهر الماضي بدأ الحديث عن حملة عسكرية كبيرة يتم التحضير لها لتحرير محافظة الرقة من تنظيم «داعش». وقال: «بدأ الشريط الحدودي، وخاصة في سلوك وتل أبيض وريفها وعين عيسى، يشهد تحركات وحشوداً للفصائل المشاركة، وبدأت التحليلات تصدر من مختلف الجهات عن نتائج الهجوم نحو الرقة. وتبع الإعلان طلعات جوية للطيران الروسي في سماء الرقة للمرة الأولى، تبعتها غارات للتحالف الدولي، ما أشار وقتها لقرب انطلاق الحملة».

وعلى الطرف المقابل للحدود السورية، تابعت الحكومة التركية صعود «القوات» الجديدة. ويشير المصدر إلى أنه في حال سقوط الرقة بيد «قوات سوريا الديموقراطية» ستكون طريق جرابلس، ومنها إلى عفرين مفتوحة، وسيؤدي ذلك إلى إغلاق الحدود أمام المجموعات المسلحة، المدعومة من تركيا، من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وغيرها، والمتواجدة في ريف حلب وإدلب. ويوضح المصدر أن الرئيس التركي رجب طيب أردغان أعلن وقتها أنه لن يقبل بعبور هذه القوات غرب الفرات، وقام الطيران التركي بضرب نقطتين للمقاتلين الأكراد في تل أبيض وعين عيسى. وقبل يوم من الانتخابات التركية كانت التوقعات بأن المنطقة ذاهبة للتوتر، وربما لتدخل تركي صريح وواضح على وقع المفاوضات الروسية-الأميركية. لكن الخطة العسكرية تغيرت، حيث أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية»، في بيان السبت الماضي، انطلاق حملة تحرير ريف الحسكة الجنوبي، وأن بلدة الهول الحدودية مع العراق هي نقطة البداية، فتحركت القوات بسرعة وحاصرت الهول وبدأت بالتقدم في محيط بلدة الهول والسيطرة على مساحات في الخطوط الأمامية مع بعض النقاط والمزارع.

ويشير المصدر إلى أن التبدل في الحملة العسكرية سحب الذريعة من يد أردوغان، وهي التدخل بحجة حماية الأمن القومي التركي، خاصة أن نتائج الانتخابات جاءت ايجابية لـ «حزب العدالة والتنمية». ويقول إن «صدقت التوقعات وتقدمت قوات سوريا الديموقراطية، التي تقول المؤشرات إنها وليدة تفاهمات روسية-أمريكية، إلى بلدة الهول ومنها إلى الشدادي، فإن الطريق سيكون سالكا أمامها لمهاجمة دير الزور والبوكمال والميادين، لنرى أن الحدود العراقية بدأت تغلق نهائيا».

وضمن النتائج المتوقعة لنجاح الخطة، يقول المصدر: «سيرتد عناصر داعش إلى الداخل السوري والرقة، وسيكون الطيران الروسي والجيش السوري جاهزين لاستهدافهم، ليتم دفعهم باتجاه ريف إدلب ليصطدموا مع النصرة وأحرار الشام ومن ثم إلى تركيا، أو أن تقوم الحكومة التركية بإغلاق الحدود، لتكون البادية السورية هي المساحة المفتوحة لوجود وقتال المجموعات المسلحة، وتكون تركيا والولايات المتحدة قد تخلت عن المجموعات الداعمة لها، ولربما هي صفقة نجاح أردوغان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة».[6]

ومع انطلاق العمليات العسكرية لـ «قوات سوريا الديموقراطية»، بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، في ريف الحسكة الجنوبي، سجل تقدم خلال الأيام الأولى في بعض المناطق، حيث عمدت «القوات» إلى الالتفاف على تنظيم «داعش» من الجهة الموازية للحدود العراقية باتجاه منطقة الهول، لتبدأ الدخول إلى المزارع والقرى ببطء، نتيجة الألغام والعبوات، إضافة إلى استخدام «داعش» للسيارات المفخخة في تصديه للهجمات.

وأعلن المتحدث العسكري الأمريكي ستيف وارن، من بغداد، أن «قوات سوريا الديموقراطية» استعادت أراضي مساحتها 255 كيلومتراً مربعاً من تنظيم «داعش» في منطقة الهول. وقال إن «القوى الديموقراطية السورية، ومكوّنها العربي، صَدَّا تنظيم الدولة الإسلامية واستعادا 255 كيلومتراً مربعاً من الاراضي»، مضيفاً أنه تقدم صغير لكنه «يدل على جدوى» برنامج الدعم الاميركي لـ «التحالف العربي السوري» الذي ألقيت له ذخائر في 12 تشرين الأول من طائرات أمريكية. وتابع ان الولايات المتحدة «شجعها هذا التقدم، وتريد تعزيزه»، ملمحاً بذلك إلى عمليات جديدة لإلقاء ذخائر.

وقال الكولونيل وارن إن الهجوم على الهول ساندته 17 ضربة جوية أمريكية شنتها طائرات أقلعت من قاعدة انجيرليك في تركيا. وأضاف: «كان هناك المئات من المقاتلين الاعداء» في المنطقة ضد «اكثر من ألف» مقاتل من «قوات سوريا الديموقراطية»، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي وجود على الأرض لقوات أمريكية.

في أغسطس 2019 بدأت قسد (وحدات حماية الشعب الكردية) في بناء خطاً دفاعياً في رأس العين، الحسكة، على طول الحدود التركية السورية. هل سيمتد الخط بطول 400 كيلومتر من المالكية على نهر دجلة إلى عين العرب على الفرات؟ من يدفع تكلفة هذا الفيل الأبيض؟

الحرب الأهلية السورية

2021

في 2 فبراير 2021، بدأت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا برفع الموانع الإسمنتية في حي طي في القامشلي تمهيدًا لبدء فك الحصار عن المدينة.

وعلمت قناة الميادين من مصادر موثوقة، أنّ "اجراءات حكومية اتخذت في محافظة حلب ضمن اتفاق عقد بين الحكومة السورية وقسد برعاية روسية في محافظة حلب، هدفها إنهاء الحصار الذي تفرضه قسد على أحياء مدينتي الحسكة والقامشلي".[7]

وبدأت قسد إجراءات فك الحصار الذي فرضته على مركز مدينة الحسكة وحيي حلكو وطي في مدينة القامشلي وذلك بفتح عدد من الطرق أمام حركة السيارات والمواطنين، حيث قال محافظ الحسكة غسان خليل في تصريح لمراسل سانا في الحسكة، إنّ "هناك إجراءات بدأت لفك الحصار الذي تفرضه الميليشيات على مركز مدينة الحسكة حيث تم البدء بفك الحصار عن بعض المناطق في مدينة القامشلي ونأمل أن يستمر رفع الحصار عن مدينة الحسكة وباقي مناطق القامشلي". ولفت خليل إلى أنّ "الإجراءات ستتواصل ونأمل ألّا تغلق الطرق مرة أخرى وألّا يحاصر المواطن في لقمة عيشه ولا تمنع عنه المواد النفطية للتدفئة ولا الطحين كي يتوفر له الخبز والا يمنع عنه الدواء". وأوضحت وكالة سانا، أنّ عددًا من الطرقات تم فتحها أمام المواطنين والسيارات في مدينة الحسكة بعد إزالة بعض العوائق والكتل الاسمنتية والحواجز الحديدية التي وضعتها الميليشيات خلال حصارها لمركز المدينة الذي استمر نحو 20 يوماً في حين شهدت الطرقات ومداخل حيي حلكو وطي في مدينة القامشلي حركة نشطة بعد فك الحصار عنهما.

وكانت ميليشيا "قسد" قد فرضت حصارها الخانق على مركز مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في القامشلي منذ نحو عشرين يومًا على التوالي حيث منعت دخول الآليات ووسائل النقل والمواد التموينية والغذائية وصهاريج المياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية كالطحين والوقود ومنعت وصولها لأهالي المدنية.


الاشتراك في المفاوضات حول سوريا


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اتفاقية أغسطس 2020

في 31 أغسطس 2020، وقع مجلس سوريا الديمقراطية (مسد، حليف للولايات المتحدة) وحزب الإرادة الشعبية (حليف لروسيا)، في موسكو، على مذكرة تفاهم. جمعت المذكّرة بين جهة مدعومة أمريكياً هي مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) وأخرى مدعومة روسياً، حزب الإرادة الشعبية، مما يجعل من الصعب القول أن موسكو وواشنطن غير راضيتين عنها أو على الأقل لم تعطيا الضوء الأخضر لتوقيعها، خاصة أن التوقيع جرى في العاصمة موسكو ومباشرةً قبل توجّه الوفدين الموقعين (وفد مسد برئاسة إلهام أحمد، ووفد الارادة الشعبية برئاسة رئيس منصة موسكو قدري جميل) إلى وزارة الخارجية الروسية للاجتماع مع وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ.[8]

ومن شأن ظرفي المكان والزمان اللذين أحاطا بعملية التوقيع أن يرجحا، على الأقل، أن موسكو لم تكن بعيدة عن أجواء التحضير لتوقيع هذه المذكرة. كما من المستبعد، مبدئياً، أن تُقدم القيادة الكردية على اتخاذ مثل هذه الخطوة من دون موافقة واشنطن، نظراً لمدلولاتها السياسية التي قد تتجاوز ملف شرق الفرات، وتتصل على نحو أو آخر بملف التسوية الشاملة للأزمة السورية والذي تعتبره واشنطن من ركائز استراتيجيتها في سوريا.

ولولا أن الوفد الكردي الذي وقّع على مذكرة التفاهم كان بقيادة إلهام أحمد، المعروفة بقربها من الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعرّاب التحالف الكردي مع واشنطن، لأمكن لبعضهم القول أن توقيع المذكرة يأتي في سياق الخلافات الكردية–الكردية، وأنه يعبر عن رغبة جناح داخل مسد أو قسد في إعادة التوازن للعلاقة مع موسكو بعد أن تعرضت لاختلال كبير نتيجة الاندفاعة الكردية نحو واشنطن بقيادة مظلوم عبدي.

أما وأن إلهام أحمد هي التي وقعت، فهذا يعني من منظور كردي أن توقيع مذكرة تفاهم مع حليف لروسيا لا يتناقض مع مقتضيات التحالف الكردي – الأميركي، ولا يتنافى مع المسار السياسي الذي خطته القوات الكردية بدعم أميركي طوال السنوات الماضية.

ونظراً للمفارقة الكامنة في ما سبق، لم يجد البعض سوى تفسيراً واحداً لتوقيع مذكرة تفاهم بين وكيلين لجهتين غير متفاهمتين، وهو أنه جاء ترجمة لتقاربٍ ما بين واشنطن وموسكو بخصوص ملف شرق الفرات.

ولم يمنع هؤلاء من تبني هذا التفسير، تصاعد التوتر بين القوات الأمريكية والروسية في المنطقة والذي عبّر عن نفسه أكثر من مرّة من خلال اعتراض كل طرف للدوريّات العسكرية التابعة للطرف الآخر، وقد أدّت آخر حادثة اعتراض إلى وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية، الأمر الذي يشير إلى خطورة التوتر الحاصل وإمكان انفلاته من قدرة الطرفين على ضبطه بموجب تفاهم منع الصدام الموقع بينهما منذ عام 2017.

قد تكون القيادة الكردية بزعامة الجنرال مظلوم عبدي تلمّست هذه الرغبة الروسية لا سيما وأن لديها هواجسها الخاصة في فترة ما قبل الانتخابات الأميركية. وتخشى أن يضطر ترامب إلى مباغتتها بقرار مفاجئ، من قبيل قرار الانسحاب أو خفض عدد القوات، بهدف تعزيز شعبيته المتآكلة.

وقد يكون الأهم هو ما ينطوي عليه التوتر المتصاعد بين القوتين العظميين من دلالات على وجود خلافات سياسية عميقة بينهما بخصوص التعاطي مع ملف شرق الفرات، الأمر الذي لا يتفق بأي شكل من الأشكال مع منظور القوى الكردية حول عدم وجود تعارض بين توقيع المذكرة والمسار السياسي الذي خطته لنفسها بدعم من واشنطن.

من هذا المنطلق، ذهب البعض للقول أن توقيع مذكرة التفاهم، جاء على عكس التفسير السابق، تعبيراً عن مسار جديد تقوده موسكو ويهدف إلى تقليص النفوذ الأمريكي في منطقة شرق الفرات أو ربما سحب البساط كاملاً من تحت أقدام واشنطن في المنطقة.

وبقدر ما يتلاقى هذا الرأي مع تحرك القوات الروسية مؤخراً ومساعيها لمدّ دورياتها إلى الحدود السورية – العراقية ولو كلّف ذلك التصادم مع الدوريات الأمريكية، بقدر ما يتناقض مع مساعي واشنطن لتعزيز تواجدها في منطقة شرق الفرات والتي توّجت، الشهر الماضي، بتوقيع اتفاق نفطي بين الإدارة الذاتية وشركة نفط أمريكية، إلى جانب استمرار دخول أرتال العربات الأمريكية من العراق إلى سوريا لتعزيز مواقعها وقواعدها العسكرية في المنطقة.

في المحصلة، يبدو أن هذه المذكرة لا تحمل في طياتها أية أبعاد استراتيجية تتعلق بمواقف القوتين العظميين، وأن تأثيرها الوحيد قد يكون مدى قابليتها للاستخدام لتفادي ما يمكن أن يصدر عن البطة العرجاء قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية من مواقف ارتجالية لم تعد مستبعدة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولعل موسكو تريد من خلال توقيع هذه المذكرة إظهار مدى نفوذها على القوى الكردية، وأنها قادرة على توظيف علاقاتها التاريخية معها لتحويل اتجاه بوصلتها (القوى الكردية) من واشنطن إلى موسكو.

وقد تكون القيادة الكردية بزعامة الجنرال مظلوم عبدي تلمّست هذه الرغبة الروسية ولم تجد مانعاً من مسايرتها لا سيما وأن لديها هواجسها الخاصة في فترة ما قبل الانتخابات الأمريكية. وتخشى أن يضطر ترمپ إلى مباغتتها بقرار مفاجئ، من قبيل قرار الانسحاب أو خفض عدد القوات، بهدف تعزيز شعبيته المتآكلة. وقد يكون هذا هو الدافع الوحيد الذي جعل إلهام أحمد تتحرك باتجاه موسكو بعد أن كانت رحلاتها السابقة تحط في العاصمة الأمريكية واشنطن.

لكن رسائل المذكرة لا تقتصر على الجانبين الروسي والأمريكي. فأنقرة تجد نفسها، من دون شكّ، معنيّة بهذه المذكرة ليس لأن خصومها الألدّاء من القوى الكردية هم من وقعوا عليها، بل لأنّ مسارات توظيف المذكرة من الناحية السياسية يمكن أن تنتهي إلى مآلات لا تتناسب مع سياسة أنقرة التوسعيّة.

وكان من الطبيعي أن تسارع أنقرة إلى إعلان تحفظها والتنبيه من أيّ خطوات تشكل دعماً لحزب العمال الكردستاني، لكن في المقابل كان لافتاً للإنتباه أن أنقرة لم تصعد موقفها ضد المذكرة ولم تستعمل مصطلحات الشجب والإدانة.

وهذا الموقف يشبه، إلى حدٍّ ما، موقف أنقرة من محادثات توحيد الصف الكردي بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي برعاية أمريكية، إذ أعلنت رفضها مثل هذه المحادثات ولكنها لم تذهب إلى عرقلتها ووضع العصيّ في عجلاتها، وهي التي تملك كلمة على المجلس الوطني الكردي تخولها تحقيق ذلك لو أرادت.

بمعنى أن التصريحات التي صدرت عن أنقرة لا تمثل الموقف النهائي الذي يمكن أن ينقلب إلى الضدّ إذا ما تبين أن مسار توظيف التفاهمات والاتفاقات سيصب في مصلحتها.

أما دمشق، فإن في بنود المذكرة ما يدفعها لتمزيقها وعدم القبول بها، مثل الحديث عن صيغة متطورة للعلاقة بين المركزية واللامركزية، وكذلك مغازلة المذكرة للإدارة الذاتية واعتبارها ضرورة موضوعية والدعوة للاستفادة من تجربتها. وفي المقابل، هناك بنود لا تتعارض مع سياسة دمشق، أهمها الدعوة إلى إنهاء الاحتلالات وصولاً إلى خروج جميع القوات الأجنبية، وكذلك فكرة دمج قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري، فهذه الفكرة مطروحة منذ زمن ولكن الخلاف على آليات الدمج ومستوياته. لذلك من المتوقع أن تتجنب دمشق رفض المذكرة لعدم إزعاج الحليف الروسي، ولعدم خسارة البنود التي توافق عليها، وأن تعمد في الوقت نفسه إلى إبراز المذكرة كوثيقة تحمل رفضاً لفكرة الاحتلال وهو ما يعزز المسار الجديد الذي بدأت دمشق بدعمه في شرق الفرات متمثلاً بمحاولات إطلاق مقاومة شعبية ضد قوات الاحتلال الأمريكي.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "PHOTO: Announcement of New Syrian Army, will fight under SDF, will be able to call in airstrikes". Twitter.
  2. ^ "A group called the "New Syrian Army" has been declared, affiliated with Authenticity and Development Front and boasts lots of American equipment". Reddit.
  3. ^ أ ب "أبناء العشائر العربية يشكلون لواءً وينضمون إلى QSD". Hawar News.
  4. ^ Tim Lister (1 November 2015). "New assaults on ISIS in Iraq and in Syria". CNN.
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة KQ1015
  6. ^ [وسام عبد الله
  7. ^ "بالصورسوريا: بدء تنفيذ اتفاق فك الحصار عن الحسكة والقامشلي بوساطة روسية". بوابة الهدف الإخبارية. 2021-02-02. Retrieved 2021-02-02.
  8. ^ "سوريا: مذكرة تفاهم بين حليفي روسيا وأميركا.. ما هي دلالاتها؟". 180 پوست. 2020-09-03. Retrieved 2020-09-03.


وصلات خارجية