أكراد سوريا

(تم التحويل من كردستان سوريا)

يعتبر الأكراد من أكبر الأقليات العرقية في سوريا حيث يشكلون 10% من سكان البلاد.[1] ومعظمهم سنة مسلمون، وأعداد قليلة من الأكراد اليزيديين واليهود.

أكراد سوريون يحتفلون بالسنة الكردية الجديدة، 2005.

ويمثل أكراد سوريا ثاني أكبر مجموعة عرقية في سوريا بعد العرب، ولا يعرف على وجه اليقين العدد الفعلي لهم في ظل غياب أي إحصاءات رسمية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الديموغرافيا

تتراوح التقديرات غير الرسمية لأعدادهم ما بين مليون ومليونين، وبعض المصادر المقربة من الأكراد ترفع تلك التقديرات إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة من أصل أكثر من 23 مليونا هم عدد سكان سوريا.

وبموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 التي أعادت تقسيم بلدان العالم الإسلامي فقد أصبح جزء من الشعب الكردي ضمن الدولة السورية كجزء هام ومكون أساسي من مكوناته.

ويقطن الأكراد بشكل أساسي في ثلاث مناطق ضمن الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق من أهمها منطقة الجزيرة بمحافظة الحسكة، وعفرين بشمال حلب، وعين العرب (منطقة كوباني).

وقد شهدت المناطق الكردية هجرات في العقود الماضية إلى العاصمة دمشق وإلى كبريات المدن السورية، وحتى إلى خارج البلد بحثا عن فرص أفضل في التعليم والعمل.

وتقيم أعداد كبيرة من الأكراد في مناطق الريف السوري للاشتغال بالزراعة والرعي، والغالبية الساحقة من الأكراد مسلمون سنة يتبعون المذهب الشافعي.


إحصاء الحسكة

 
عائلة كردية بالقرب من عفرين، سوريا، 1905.

ورغم أن العلاقة بين المجموعة الكردية مع بقية المجتمع السوري ظلت علاقة ود وانسجام، إلا أن إحصاء الحسكة مثل علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين السلطة الحاكمة في دمشق مع المجموعة الكردية القاطن أغلبها في الشمال والشمال الشرقي للبلاد.

وتم هذا الإحصاء في عهد الرئيس السوري ناظم القدسي يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1962 ونجم عنه انقسام الأكراد في سوريا إلى:

- أكراد يتمتعون بالجنسية السورية.   - أكراد يتجردون من الجنسية ومسجلون في القيود الرسمية على أنهم أجانب. 

- أكراد مجّردون من الجنسية غير مقيدين في سجلات الأحوال المدنية الرسمية، وأطلق عليهم وصف مكتوم القيد وهو مصطلح إداري سوري يشير إلى عدم وجود الشخص المعني في السجلات الرسمية.

وتشير المصادر الكردية إلى أن هذا الإحصاء الاستثنائي الذي مثل "أول إجراء تمييزي" في حق الأكراد تسبب حينها في حرمان أكثر من سبعين ألف كردي من الحصول على الجنسية السورية، وأن هذا العدد تضاعف مع الوقت ليصل في الوقت الحالي إلى نحو ثلاثمائة ألف شخص يفقدون كل الحقوق الأساسية من هوية وصحة وتعليم وعمل وتملك، وغير ذلك من الخدمات.

ومنذ ذلك التاريخ بدأ التوتر يحكم مسار العلاقة بين حكومة دمشق والمجموعة الكردية، وطيلة العقود الماضية ظلت مظاهر التوتر تتكشف من خلال الاحتجاجات والاضطرابات بالمناطق الكردية، والاغتيالات والاعتقالات في صفوف قادة وناشطي هذه المجموعة، رغم أن أعدادا كبيرة منهم يدينون بالولاء لصالح النظام الحاكم بدمشق، وبعضهم يتولى وظائف سامية بالدولة. ويشكو الأكراد السوريون من الاعتداء على هويتهم ومحاولة السلطات المتعاقبة على الحكم في سوريا طمس ثقافتهم عبر تغيير أسماء بلداتهم ومدنهم وحتى أشخاصهم باستبدالها بأسماء عربية، وحرمانهم من تعلم لغتهم.

وقد أسس الأكراد عددا من الأحزاب السياسية من أهمها الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس عام 1957 والحزب الديمقراطي اليساري الكردي الذي تأسس أواخر خمسينيات القرن الماضي، وكلاهما دعا في البداية إلى تحرير وتوحيد كل الأقاليم الكردية، قبل أن يعيدا النظر في خطابهما السياسي ويطالبا فقط بالمساواة السياسية والثقافية.

وعلى الرغم من تعدد وتنوع الأحزاب الكردية حيث وصلت الآن إلى أكثر من عشرة أحزاب فإنها جميعا لا زالت في دائرة الحظر والمنع بحكم عدم وجود قانون للأحزاب في سوريا، مما جعلها تضطر لممارسة نشاطاتها في السر.

الجغرافيا

 
خريطة توضح توزيع الأكراد في سوريا

التاريخ

تعداد الجزيرة وبرزاني

الحزام العربي

في عام 1965، قررت الحكومة السورية إنشاء حزام عربي في منطقة الجزيرة أو محافظة الحسكة على امتداد الحدود التركية السورية. وامتد الحزام بطول 300 كيلو متر وعرض 10-15 كيلو متر، من الحدود العراقية في الشرق إلى رأس العين في الغرب.[2] وهدف المشروع إلى تفريغ الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا من سكانه الأكراد الأصليين، وتوطين أسر عربية بدلا عنهم لقطع أواصر الارتباط الجغرافي بينهم وبين أقربائهم وامتداداتهم القومية خارج الحدود السورية.

واغتنمت السلطات فرصة بناء سد الفرات ومشروع إعادة توزيع الأراضي الزراعية كي تستولي على أراضي الفلاحين الأكراد لإقامة مزارع نموذجية مزودة بالمياه والمدارس والحماية الأمنية وتمليكها لفلاحين عرب غمرت مياه السد قراهم، وبالفعل تم توطين أكثر من أربعة آلاف أسرة عربية في الشريط الحدودي وتوزيع أكثر من 700 ألف دونم من الأراضي المصادرة عليهم.[3]

رافق ما سبق سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الكردية وصهر الكرد كأفراد في بوتقة القومية العربية، تجلت في قمع الحركة السياسية الكردية واعتقال نشطائها وتغيير الأسماء الكردية التاريخية لمئات القرى والبلدات والتلال والمواقع واستبدالها بأسماء عربية، وحرمان الأكراد من التحدث بلغتهم الخاصة ومنع الموسيقى والأغاني الكردية.

مظاهرات 1986

الأنتفاضة الكردية في 12 مارس 2004

ومع تولي الرئيس الحالي بشار الأسد مقاليد السلطة عام 2000 تجددت آمال الأكراد بحل أزمتهم، وبدأت الأحزاب والقوى الكردية تنشط في تقديم مطالبها المتعلقة بالمساواة في الحقوق السياسية والثقافية، وأبدت الحكومة الجديدة ليونة في التعاطي مع الفعاليات والنشاطات الكردية بما فيها تلك المنظمة من قبل بعض الأحزاب غير المصرح لها بالعمل.

 
من مظاهرات القامشلي 2004

لكن الأمور تغيرت عام 2004 بعد أسوأ اضطرابات شهدتها المناطق الكردية بعد مباراة كرة قدم بمدينة القامشلي في 12 مارس/ آذار 2004، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الأكراد وبعض العشائر العربية سرعان ما تدخلت فيها قوات الأمن وامتدت لبقية المدن الكردية واستمرت ستة أيام.

ويعود جذر المشكلة إلى أنه وفي اثناء مباراة كرة قدم بين ناديي الجهاد والفتوة، رفعت جماهير الفتوة صور للرئيس العراقي صدام حسين، مما أثار غضب جماهير الجهاد (الكردية)، وبدأت بترديد هتافات ضد صدام حسين، وردت جماهير الفتوة (العربية)، بترديد شعارات طائفية ضد الكرد في سوريا والعراق، وبعدها اندلعت مواجهات عنيفة بين مشجعي نادي الجهاد وبعض مشجعي نادي الفتوة الذين كانوا مجهزين بالأسلحة البيضاء والتي تم تهريبها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية إلى داخل الملعب، حيث تدخلت بعدها قوات الأمن التابعة للنظام السوري وأطلقت النار مباشرة على المدنيين (مشجعي فريق الجهاد) داخل الملعب، ليصاب بعض المشجعين ويقتل عدد منهم، ثم امتدت الانتفاضة إلى بقية المدن الكردية وصولا إلى المناطق الكردية وسط العاصمة دمشق، مع تحطيم أول تمثال لحافظ الأسد في مدينة عامودا.

وكانت حصيلة المواجهات أربعين قتيلا وفق مصادر كردية، و25 قتيلا وفق حصيلة رسمية سورية، ومئات الجرحى، ونحو ألفي معتقل كردي وفق مصادر الأكراد.

ولا تطالب الأحزاب والمجموعات الكردية الوقت الحالي بالانفصال عن سوريا، بل أقصى ما تصل إليه المطالب الكردية هو الحصول على حكم ذاتي للأقاليم التي يشكلون أغلبية السكان فيها، كما تطالب تلك القوى بالمساواة السياسية، وإلغاء القوانين الاستثنائية ومن أهمها قانون الطوارئ.

وعود

ومنذ عام 2005 أطلقت الجهات الرسمية في سوريا سلسلة من التعهدات والوعود بحل مشكلة الأكراد غير المجنسين الذي تضاعف عددهم الفترات الأخيرة.

وقرر حزب البعث في يونيو 2005 إعادة فتح ملف الأكراد غير المجنسين، كما تحدث الرئيس الأسد عام 2007 عن حرص حكومي على تسوية مشكلة الأكراد، لكنه حذر من وجود من يستغل وجود أكراد عراقيين وأتراك نزحوا إلى سوريا ولا تشملهم تبعات الإحصاء ويطالب بتجنيسهم ويثير قضيتهم عبر قنوات أوروبية لتضغط على سوريا. وبعد الا حتجاجات والمظاهرات التي عمت عددا من المدن السورية الأيام الماضية للمطالبة بالحرية والديمقراطية وبالإصلاح السياسي والاجتماعي، أعلن الأسد عن تشكيل لجنة لدراسة تنفيذ توصية بحل مشكلة إحصاء عام 1962 بمحافظة الحسكة" على أن تقدم اللجنة توصياتها قبل الخامس عشر من أبريل 2005"[4]

الثورة السورية 2011

في أعقاب إندلاع الثورة التونسية والثورة المصرية، أعلن الناشطون السوريون 4 فبراير 2011 "يوم الغضب" في سوريا عن طريق دعوات في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. خرجت أعداد من المتظاهرين، لكن خرجت قلة من بينهم للتظاهر في شمال سوريا.[5] في 7 أكتوبر 2011، أُطلق الرصاص على القائد الكردي مشعل تمو في منزله على يد رجال ملثمين ويعتقد أنهم عملاء للحكومة السورية. أثناء جنازة تمو التي أقيمت في اليوم التالي بالقامشلي أطلقت قوات الأمن السورية الرصاص على حشود وصلت أعدادهم إلى أكثر من 50.000 مشيع، وقُتل خمسة أشخاص.[6] حسب ابن تمو، فارس تمو، "اغتيال والدي كان المسمار الأخير في نعش النظام. لقد إرتكبوا خطاً فادحاً لقتلهم والدي."[7] بعدها، أصبت المظاهرات الكردية جزءاً من الثورة السورية.[8] في يونيو 2012، المجلس الوطني السوري، المجموعة المعارضة الرئيسية، أعلنت عبد الباسط سيدا، كردي العرقية، رئيساً جديداً لها.[9]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التمرد الكردي

 
في 22 يوليو 2012، رأس العين في الأعلى وسلسلة من البلدات الأخرى في الشمال الشرقي السوري المأهول بالأكراد، صورة التقطتها وحدات حماية الشعب.

تحولت الاحتجاجات في المناطق التي يسكنها الأكراد إلى إشتباكات مسلحة بعد توقيع حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم والمجلس الوطني الكردي على اتفاقية تعاون في 12 يوليو 2012 تأسس بموجبها اللجنة العليا الكردية ككيان حاكم لجميع المناطق تحت السيطرة الكردية.[10][11][12]

تحت ادارة اللجنة العليا الكردية، تأسست وحدات حماية الشعب لادارة المناطق المأهولة بالأكراد في سوريا. في 19 يوليو، استولت وحدات حماية الشعب على مدينة عين العرب، وفي اليوم التالي استولت على عامودا‎ وعفرين.[13] بعدها شكل المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقرطي مجلس قيادة مشتركة لادارة المدن التي تم الإستيلاء عليها.[13] في 24 يوليو، كانت المدن الكردية السورية المالكية، رأس العين، الدرباسية والمأدبة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب. المدن الكردية الرئيسية الباقية تحت سيطرة الحكومة هي الحسكة والقامشلي.[14][15]

حقوق الإنسان للكرد في سوريا

تقارير منظمة لعفو الدولية وهيومان واتش

المجلس الوطني الكردي في سوريا

المواطنة

 
The Kurdish flag is banned in Syria.[16]

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ CIA - The World Factbook - Syria
  2. ^ I. C. Vanly, The Kurds in Syria and Lebanon, In The Kurds: A Contemporary Overview, Edited by P.G. Kreyenbroek, S. Sperl, Chapter 8, Routledge, 1992, ISBN 0415072654, pp.157,158,161
  3. ^ [hhttp://www.aljazeera.net/NR/exeres/77CEFF7B-BAAA-4B34-A9E2-E892327CB3C5.htm أكراد سوريا .. الهوية والحل..]الجزيرة نت، 06/04/2011 م
  4. ^ الأكراد في سوريا. الجزيرة نت
  5. ^ Syria: 'A kingdom of silence' - Features - Al Jazeera English
  6. ^ Syria Funeral Shooting: Forces Open Fire On Mashaal Tammo Mourners, Huffington Post, 10/8/11
  7. ^ Thousands of Kurds could awaken against Syrian regime, By Adrian Blomfield, 9 October 2011
  8. ^ Syria's Kurds: part of the revolution?, Guardian, By Thomas McGee, 26 April 2012
  9. ^ [1]
  10. ^ "Syrian Kurds Try to Maintain Unity". Rudaw. 17 July 2012. Retrieved 27 July 2012.
  11. ^ "Syria: Massive protests in Qamishli, Homs". CNTV. 19 May 2011. Retrieved 27 July 2012.
  12. ^ "Syrian Kurdish Official: Now Kurds are in Charge of their Fate". Rudaw. 27 July 2012. Retrieved 30 July 2012.
  13. ^ أ ب "More Kurdish Cities Liberated As Syrian Army Withdraws from Area". Rudaw. 20 July 2012. Retrieved 27 July 2012.
  14. ^ "Armed Kurds Surround Syrian Security Forces in Qamishli". Rudaw. 22 July 2012. Retrieved 27 July 2012.
  15. ^ "Girke Lege Becomes Sixth Kurdish City Liberated in Syria". Rudaw. 24 July 2012. Retrieved 27 July 2012.
  16. ^ www.amude.com

وصلات خارجية