العلاقات الروسية اللبنانية

العلاقات الروسية اللبنانية، هي العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية والجمهورية اللبنانية. تأسست العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وروسيا في اغسطس عام 1944، وقبل ذلك في عام 1943 كان الاتحاد السوفيتي من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان وبذل الجهود من اجل انسحاب القوات الانجليزية - الفرنسية من لبنان. واستخدم الاتحاد السوفييتي في عام 1946 لاول مرة في تاريخ الامم المتحدة حق الفيتو (النقض) دفاعا عن استقلال لبنان وسوريا ، وذلك لدى نظر مجلس الامن الدولي في مسألة التواجد اللاحق للقوات الاجنبية في اراضي هاتين الدولتين. افتتحت السفارة السوفيتية عام 1956 في المبنى القديم الذي كانت تشغله البعثات الدينية الروسية في السابق.

العلاقات الروسية اللبنانية
Map indicating locations of Lebanon and Russia

لبنان

روسيا

وكانت روسيا الاتحادية، وقبلها الاتحاد السوفيتي أيضاً، تتخذ على مدى عقود، ولا تزال موقفا مؤيدا للحفاظ على وحدة اراضي لبنان واستقلاله. وفي 30 ديسمبر/كانون الاول عام 1991 اعلن لبنان اعترافه بروسيا الاتحادية كوريثة للاتحاد السوفيتي.

ويتطور بنشاط الحوار السياسي بين روسيا ولبنان . ففي عام 1997 تمت اول زيارة رسمية في تاريخ العلاقات الثنائية الى روسيا الاتحادية من قبل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري ، الذي زار روسيا ايضاً في عامي 2001 و2003. وفي عام 1998 قام وزير الخارجية اللبناني فارس بويز بزيارة موسكو. وفي يناير عام 2002 زار روسيا نائب رئيس الوزراء اللبناني عصام فارس الذي تم تكريمه بجائزة صندوف وحدة الشعوب الارثوذكسية. اما في أكتوبر 2003 فقد قام وزير الخارجية اللبناني جان عبيد بزيارة عمل الى موسكو.

في الفترة ما بين 14 و16 ديسمبر 2006 جرت زيارة عمل الى موسكو لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. قام سيرگي لافروف وزير الخارجية الروسي بزيارة لبنان في 6-7 سبتمبر عام 2004 و7 سبتمبر عام 2006. وفي 15-17 ديسمبر 2008 قام وزير الدفاع اللبناني الياس المر بزيارة رسمية لروسيا.

تتطور أيضاً العلاقات الثنائية بين البرلمانين الروسي واللبناني. وقام وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بزيارة روسيا مرارا . في مايو عام 2006 قام بزيارة روسيا وفد نواب البرلمان اللبناني برئاسة رئيس الاغلبية البرلمانية سعد الحريري، الذي استقبله الرئيس الروسي انذاك فلاديمير بوتين. وفيما بعد زار سعد الحريري موسكو عدة مرات والتقى بكبار المسؤلين الروس .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

يعود تاريخ الاتصالات بين لبنان وروسيا الى زمن بعيد، فمنذ عهد القيصر ايفان الرهيب تقرر تقديم مساعدات سخية الى كنيسة انطاكية الارثوذكسية وتخصيص مبالغ من الخزينة لتغطية احتياجات مسيحيي الشرق. في عام 1773 عند نهاية الحرب الروسية التركية تم انزال قوات بحرية ومعها مدفعية في ميناء القديس جيورجيوس وذلك لمساندة انتفاضة الاهالي ضد الباشا. وبعد مرور شهرين استسلم الترك وعلى اثر ذلك رفرفت " راية اندرييف " وهي راية القوات البحرية الروسية فوق بيروت. وعلى شرف هذه الحادثة سميت احدى ساحات بيروت ب " ساحة المدفعية " ولازالت التسمية نفسها حتى يومنا هذا. لقد دفن البحارة الروس الذين سقطوا خلال المعارك مع القوات التركية فيمقبرة مار ميتر.

افتتحت في بيروت عام 1839 اول قنصلية روسية ترأسها قسطنطين بازيلي وهو دبلوماسي محنك ومستشرق في نفس الوقت, وكان قد درس مع نيقولاي غوغول في مدرسة واحدة، وبقيا يتراسلان بعد الدراسة . لقد ترك الكاتب العظيم ذكريات حميمة عن زيارة الحج الى الاماكن المقدسة. في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 نشطت بعثات الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية. في عام 1910 افتتحت على الاراضي اللبنانية والفلسطينية والسورية اكثر من 100 مدرسة ومعهدين للتربية ومدرسة مهنية، اضافة الى الملاجئ والمستشفيات والفنادق وورشات تصليح وتم تبليط الطرق واصدار الكتب.


حرب 2006

ساعدت روسيا في وقف الحرب الاهلية بلبنان (اعوام 1975 - 1990) والنزاع اللبناني الاسرائيلي في يوليو - أغسطس2006 . وأيدت روسيا الاتحادية الموقف اللبناني لدى اتخاذ القرار الخاص بالحرب اللبنانية - الاسرائيلية عام 2006 في مجلس الامن الدولي. وقدمت روسيا بعد انتهاء الحرب مساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية اللبنانية المدمرة. ولهذا الغرض ارسلت روسيا الى لبنان كتيبة مهندسين تعدادها 308 افراد، قامت باعادة إنشاء 8 جسور بحمولة 40 - 60 طن خلال شهرين من تواجدها في هذا البلد. كما تم إنشاء 1.5 كيلومتر من الطرق المعبدة. وقام الخبراء الروس بتدريب 100 مهندس من الجيش اللبناني من الذين اتموا تحت رقابتهم تركيب الجسر التاسع. كما قامت روسيا في اغسطس 2006 بتقديم الامدادات الانسانية العاجلة للبنان والتي سلمت مباشرة الى مؤسسات الامم المتحدة لارسالها الى جنوب لبنان الذي دمرته الحرب. اما صندوق الحريري الخيري من جهته فقد ساعد وزارة الطوارئ الروسية في اجلاء الرعايا الروس المقيمين في لبنان ، حيث تم اجلاء 2208 أشخاص من مواطني روسيا وبعض بلدان رابطة الدول المستقلة.

التعاون الاقتصادي

بعد تفكك الاتحاد السوفيتي لوحظ انخفاض مستوى الاتصالات الاقتصادية بين روسيا والعالم العربي بشكل عام. وفي النصف الثاني من التسعينات بدأت وتيرة العلاقات بين روسيا والبلدان العربية بالتنامي في المجالين السياسي والاقتصادي.

وفي مارس 1995 وقعت بين روسيا ولبنان اتفاقية التجارة والتعاون الاقتصادي. وفي أعقاب الزيارة التي قام بها عام 1997 لروسيا الاتحادية رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني انذاك وقع الطرفان عددا من الاتفاقيات في المجال الاقتصادي، بما فيها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، واتفاقية تلافي الضريبة المزدوجة ، واتفاقية انشاء اللجنة الحكومية الخاصة بالتجارة والتعاون الاقتصادي، واتفاقية التعاون في مجال الثقافة والعلم والتعليم. وقد اسهمت الاتفاقيات الموقعة بين روسيا ولبنان في ابريل 1997 بتطوير الاتصالات الاقتصادية والتجارية وزيادة التبادل السلعي الذي بلغ في عام 1997 ما مقداره 93 مليون دولار. وانعقدت في بيروت في مارس 1998 الجلسة الاولى للجنة الحكومية الروسية - اللبنانية في مجال التجارة والتعاون الاقتصادي، الامر الذي اثبت الديناميكية الايجابية لتطور العلاقات الثنائية .

وما زالت التجارة بين البلدين تتطور في اواخر القرن العشرين واوائل القرن الحادي والعشرين بالرغم من ان الطرفين يقولان دوما انهما ينتظران المزيد من ذلك. وبلغ التبادل التجاري بين روسيا ولبنان في عام 2000 ما قيمته 250 مليون دولار. اما في عامي 2004 و2005 فبلغ التبادل التجاري بين البلدين 500 مليون دولار، ثم تراجع حتى 350 مليون دولار في عامي 2006 و2007، وذلك بسبب تفاقم الاوضاع السياسية في لبنان. وفي عام 2008 ازداد التبادل السلعي بين الدولتين حتى 504 ملايين دولار. ويتمثل التصدير الروسي اساسا بالنفط ومشتقاته الى جانب الحبوب والخشب والمنتجات المعدنية. وتعول لبنان على زيادة عدد السياح الروس القادمين الى البلد، باعتبارهم ضيوفا تقليديين في الشرق وموردا ثابتا لإيرادات مالية. وابتداءا من عام 2000 تعمل جمعية الصداقة والتعاون العملي "روسيالبنان" التي يترأسها الدبلوماسي الروسي المخضرم اوليغ بيريسيبكين.

الطاقة

 
الوفد الروسي واللبناني في بيروت، 29 يونيو 2021.jpg.

في 29 يونيو 2021، للمرة الثانية، زار وفد روسي استثماري لبنان، في إطار عرض الشركات الروسية مساعدة لبنان عن طريق مشاريع نفطية، وأخرى متعلقة بالطاقة الكهربائية، وعروض حول مرفأي بيروت وطرابلس.[1]

وأفاد مصدر مشارك في المحادثات المتعلقة بالعروض الروسية، بأن "لدى الوفد الروسي رغبة في العمل على 7 مشاريع تعد "إنقاذية" للبنان، تشمل إعادة إعمار مرفأ بيروت، وتحديث مرفأ طرابلس"، حيث أن شركة "Hydro engineering and construction" الممثلة داخل الوفد، تحظى بتوجيه ودعم من الحكومة الروسية، وهي تضم هيئات تمويلية وهندسية متخصصة. وأضاف المصدر أن "الوفد الروسي أبدى رغبته ببناء 3 محطات لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى تأهيل مصفاتي نفط، في الزهراني وطرابلس (البداوي)".

وأجرى الوفد لقاءات مع وزارة النقل والأشغال، لبحث المواضيع المتعلقة بالمرافئ، كما التقى مع ممثلي وزارة الطاقة لدراسة المواضيع النفطية والمصافي. وأكد المصدر أن الجانب الروسي قدم للبنان اقتراحا فنيا للمصافي بحيث تتمكن من تغطية الطلب المحلي الكامل للبنان، لافتا إلى أن الخبراء سيطلعون خلال الأيام القادمة على المرافئ وسيتواصلون مع المعنيين لبحث العروض"، على أن تنتهي زيارتهم إلى لبنان السبت المقبل. وأوضح المصدر أن هذه العروض قد تلقى "ترحيباً" من قبل أغلبية الشعب اللبناني، في حين أنها قد "تواجه" و"تحارب" من قبل بعض الجهات التي قد يكون لها "مصالح تجارية وسياسية" مع أطراف خارجية محددة.


العلاقات الثقافية

لقد تلقى الاف الطلاب اللبنانيين تعليمهم العالي في الجامعات السوفيتية ومن ثم الروسية. وكان الفقيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان قد اشار الى اهمية موضوع تهيأة الكوادر في الاتحاد السوفيتي وروسيا. وتم في 3 فبرايرالتوقيع على محضر التعاون بين وزارتي التعليم الروسية واللبنانية الذي يقضي بأن تقدم روسيا للمواطنين اللبنانيين فرصة للحصول على التعليم المجاني في مؤسسات التعليم العالي الروسية، وتخصص لهم منح دراسية حكومية بعدد 35 منحة كل سنة دراسية. كما يقضي هذا المحضر بتبادل الزيارات بين رجال العلم والمتدربين من كلا البلدين. ويصل الى روسيا كل سنة ايضاً ما يزيد عن 100 طالب لبناني لتلقي التعليم على حسابهم الخاص.

أنظر ايضاً

المصادر

  1. ^ "وفد استثماري روسي في لبنان بجعبته 7 مشاريع "إنقاذية"". روسيا اليوم. 2021-06-29. Retrieved 2021-06-29.

This article includes content derived from the Great Soviet Encyclopedia, 1969–1978.