العلاقات التركية الروسية

العلاقات التركية الروسية (روسية: Российско–турецкие отношения، تركية: Rusya–Türkiye ilişkileri) هي العلاقات الثنائية بين الاتحاد الروسي والجمهورية التركيا ودولهم السابقة، أصبحت العلاقة لبن الدولتين متوترة ومشدودة كما تحفها المواجهات بسبب العديد من النزاعات بشكل عام في السنوات الأخيرة، وخاصة التنازع بسبب دعم روسيا القوي لبشار الأسد، الذي تعارضه تركيا بشدة.

العلاقات التركية-الروسية
Map indicating locations of Russia and Turkey

روسيا

تركيا

وحسب استطلاع بي بي سي حول الخدمة العالمية، فأن 30% من الأتراك يرون التأثير الروسي بشكل إيجابي بينما 46% يرونه بشكل سلبي.[1] وحسب استطلاع الرأي العالمي 2014، فأن 73% من الأتراك لا يؤيدون روسيا بينما 16% منهم فقط هما من يؤيدها مما يجعل تركيا بين أكثر جول العالم التي لديها رهاب من ناحية روسيا.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية تاريخية

التاريخ المبكر

برجع تاريخ العلاقات بين السلاڤيين والأتراك إلى مئات السنين. فيفصل الأتراك في الأناضول عن روسيا البحر الأسود والكومنولث البولندي الليتواني من الشمال يسنما تفصلهما جبال القوقاز من الشرق، أسس الأترك الأمبراطورية العثمانية في الأناضول وبدءوا في التوسع شمالا وقام الروس بالتوسع أيضا، ومن هنا بدأت المنازعات بين الأمبراطورتين على حوض البحر الأسود.

صدام الامبراطوريات

Image:Punch - The Dogs of War.png|thumb|Punch cartoon from 17 June 1876. كانت الأمبراطورية الروسية تستعد للسماح "لكلاب الحرب" البلقانية للهجوم على الأمبراطورية العثمانية، ولكن قام الشرطي چون بول (المملكة المتحدة بتحذير روسيا، في اليوم الثاني قامت صربيا والجبل الأسود، بتأييد من روسيا، بإعلان الحرب على الأمبراطورية العثمانية، وأدت هذه المنزاعات في النهاية إلى اشتعال الحرب الروسية العثمانية (1877-1878). عام 1568، بدأ دعم الأمبراطورية العثمانية للدول التركية والإسلامية الصغيرة الموجودة في روسيا الحديثة مثل (خانية أستراخان وخانية القرم وغيرها من الدول) في إشعال الصراع بين الأمبراطوريتين، وكان ذلك في صالح روسيا. بحلول القرن التاسع عشر، كانت روسيا تساعد الأقليات السلاڤية والمسيحية في تمردهم على الحكم العثماني، لم يكن تفكيك الأمبراطورية العثمانية ضمن خطط روسيا وذلك خوفا من أن يسهام ذلك في توسع خطط الأمبراطورية النمساوية في شبه جزيرة البلقان، والتي كانت مركز الأرثوذكسية. في النهاية وبرغم خذا، دفعتها رغبتها في حرية المرور من خلال المضائق التركية وشعور القومية السلاڤية بأنها في موطنها إلى هذا الإتجاه، وأدى أيضا إلى التدخل الحاسم في الحرب الروسية العثمانية (1877-1878). حاربتا الأمبراطوريتان بعضهما للمرة الأخيرة في الحرب العالمية الأولى، ولكن بنهاية الحرب تمت الإطاحة بالممالك أو هزيمتها.

تركيا والاتحاد السوڤيتي

 
نصب الجمهورية (1928) في ميدان تقسيم في اسطنبول، سنعه پييترو كانونيكا. الأشخاص الواقفون خلف مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، يضمون ميخائيل فرونزى و كليمنت ڤوروشيلوڤ. وجودهم في النصب، الذي أمر به أتاتورك، يشير إلى الدعم المالي والعسكري الذي أمر به ڤلاديمير لنين في 1920، أثناء حرب الاستقلال التركية.

كانت الحكومة العثمانية طرف ضمن معاهدة برست ليتوڤسك التي وقعها البلاشفة والحكومة الروسية ودول الوسط في 3 مارس 1918؛ ولكن تم إلغاء المعاهدة في وقت لاحق من نفس العام. كان يترأس البلاشفة الروس والحكومة السوڤيتية ڤلاديمير لنين، الذي خرج من الحرب الأهلية الروسية عام 1921، وكان ينظر إلى الحركة الثورية (الوطنية) التركية تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك على أنها ودودة، وكانت حكومة لنين قد تنازلعت عن مطالب الأمبراطورية الروسية التقليدية للحصول على أراضي غرب أرمينيا و المضائق. وكان امداد الإتحاد السوڤيتي الكماليين بالذهب والأسلحة بين عامي 1920-1922 أحد العوامل المهمة التي ساهمت في نجاح الكماليين قي الاستيلاء على السلطة في الأمبراطورية العثمانية المهزومة على يد الوفاق الثلاثي و ونجاحهم في الحملة الأرمينية و الحرب التركيةاليونانية (1919-1922) .[3]

 
الأخطبوط السوڤيتي يهدد تركيا. بريشة التركي يحيى .
 
Ottoman postcard of the Russian Embassy's summer residence in the Büyükdere neighbourhood of Istanbul, on the Bosphorus. The main building of the Russian Embassy (since 1923 the Russian Consulate) is on İstiklal Avenue in the Beyoğlu (Pera) district.

كانت جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية الدولة القانية التي تعترف رسميا بحكومة الكماليين التركية وذلك من خلال معاهدة موسكوالتي وقعتها حكومة لنين مع حكومة البرلمان التركي في 16 مارس 1921 (كانت السلطان مازال موجود بالاسم فقط)، بموجب معاهدة موسكو,[4] بدأت الحكومتان في تكوين علاقات صداقة بين البلدين؛ نصت المادة السادسة من المعاهدة على إلغاء وبطلان جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي ابرمتهما روسيا وتركيا سابقا. تلى معاهدة موسكو معاهدة قارص الشبيهة بها، وقام بتوقيعها في أكتوبر 1921 كل من الكماليين وأرمينيا السوڤيتية وأذربيجان السوڤيتية وجورجيا السوڤيتية والذين شكلوا جزء من الاتحاد السوڤيتي بعد معادة اتحاد ديسمبر 1922


بعد أن نفي ليون تروتسكي في فبراير 1929، سافر إلى اسطنبول وعاش فيها لما يقرب الأربع سنوات (1929-1933) في بيت في جزيرة بيوك اضه أكبر جزر الأمير في بحر مرمرة، إلى الجنوب الشرقي من اسطنبول.


 
المنزل الذي عاش فيه ليون تروتسكي (1929–1933) في Büyükada Island بالقرب من اسطنبول.

بدأ أول توتر حاد في العلاقة بين البلدين خلال المفاوضات التي أدت إلى توقيع اتفاقية مونترو في يوليو 1936، عندما استعادت تركيا سيطرتها على المضائق مما سمح لها بإعادة التسلح .[5]

 
طابع بريد سوڤيتي للشاعر التركي ناظم حكمت، الذي توفي في موسكو and was buried at the Novodevichy Cemetery.

حتى 23 فبراير 1945، كانت تركيا رسميا على حياد خلال الحرب العالمية الثانية، وكان الاتحاد السوڤيتي يرى علاقة تركيا بألمانياُ المستمرة إلى ذلك الوقت، والتي مازال مسموح لسفنها الحربية بالمرور من تلك المضايق,[6] على أنها معادية لها.[6] في 19 مارس 1945، اخبر وزير خارجية الاتحاد السوڤيتي فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوڤ السفير التركي أن موسكو سوف تنسحب بشكل منفرد من معاهدة 1952 لعدم الاعتداء ;[7] وتم تبرير هذا القرار "بأنه قد طرأت تغيرات عميقة خاصة خلال الحرب العالمية الثانية"، لم تتماشى المعاهدة مع "الظرف الجديد وكانت بحاجة إلى تحسين جاد."[8] وقام مولوتوڤ بإخبار الحكومة التركية على الفور أنه بالإضافة إلى القواعد في المضايق، فأن الاتحاد السوڤيتي زعم أن جزءا من شرق تركيا، وكان يشير بهذا إلى مقاطعة قارص وأرتوين وأرداهان(وجمهورية أرمنيا الديمقراطية قصيرة العمر) التي كانت تخت سيطرة الأمبراطورية الروسية بين عامي 1878 و1921.[9]

خلال [[مؤتمر پوستدام]ي (يوليو1945)، طلب رئيس الوزراء السوڤيتي يوسف ستالين مراجعة اتفاقية منترو؛ ورفض ت تركيا طلب السوڤيتين بالسماح للاتحاد السوڤيتي بالمشاركة في الدفاع عن المضايق بدعم من الغرب.[9] في مارس 1947، ومع إعلان مبدأ ترومان،فقد قامت الولايات المتحدة بتغطية حدود تركيا(واليونان أيضا) ووجود حكومات غير-الشيوعية في البلدين.[9] وطلبت تركيا مساعدة الولايات المتحدة وانضمت إلى الناتو عام 1952، وظل الاتحاد السوڤيتي وتركيا في جانبين مختلفين أثناء الحرب الكورية وطوال الحرب الباردة.


ألكسي كوسيگن يزور تركيا في 1975. ويتفقد، مع سليمان دميرل، مصنع الحديد والصلب الذي بناه السوڤيت في إسكندرون، ثم مجمع الألومنيوم في سيدي‌شهر.


التطورات الأخيرة

 
القنصلية الروسية (حتى 1923 كانت السفارة الروسية) في جادة استقلال في باي‌أوغلو (پيرا)، إسطنبول، 2011.
 
السفارة الروسية في أنقرة، 2015.


بعد تفكك الاتحاد السوڤيتي، تحسنت العلاقات بين البلدين؛ في 25 مايو 1992، شهدت زيارة رئيس الوزراء التركي سليمان دميرل إلى موسكو توقيع معاهدة روسية تركية. وبرغم الخلافات حول النزاع الحدودي على القوقاز ودعم كل منهما لخصوم الطرف الآخر التاريخيين مدى الحياة وحتى الآن، فأن روسيا متشككة بشكلٍ ما في انضمام تركيا لالإتحاد الأوروبي والذي له القدرة على تدمير علاقتها مع تركيا، لكن كلا البلدين شريكين استراتيجيين في منطقة عبر القوقاز

سافر رجب طيب أردوغان عندما كان رئيس وزراء تركية حينها إلى سوتشي في روسيا في 16 مايو 2009 في زيارة عمل التقى فيها مع رئيس لوزراء الروسي ڤلاديمير پوتن وقال خلالها أن ”إن تركيا وروسيا تتحملان مسؤوليات في المنطقة. ويتعين علينا أن نتخذ خطوات من أجل سلام وأمن المنطقة، وهذا يتضمن مشكلة قرةباخ، والنزاع في الشرق الأوسط، ومشكلة قبرص“. وقال پوتن”أن تركيا وروسيا تسعيان إلى حل تلك المشكلات وسوف تقوم بتسهيل ذلك بأي طريقة ممكنة،“ وأضاف ”أما بالنسبة للمشكلات القديمة -ومنها مشكلة قرةباخ- فيجب على أطراف النزاع أن يتوصلوا إلى حل وسط، بعض الجول التي تساعد في التوصل إلى جل في هذاالجانب يمكنها أن تلعب دور الوساطة والضمان لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة“. أما فيما بخص موضوع أمن الطاقة قال أردوغان ”أن الاتفاق على إمدادات الغاز عبر ما يسمى بالطريق الغربي الذي تم توقيعه في عام 1986 سوف تنهي صلاحيته في 2012، واتفقنا اليوم على بدء العمل على الفور لتمديده.“[بحاجة لمصدر]

وبرغم خلافات الماضي،فقد تحسنت العلاقات التركية الروسية وأصبحت استثنائية في فترة حكم الرئيس الروسي دميتري مدڤييدڤ، في مايو 2010 قام الرئيس الروسي بزيارة عالية المستوى إلى تركيا وشهدت الزيارة توقيع العديد من الصفقات مثل رفع متطلبات التأشيرة. ومن المتوقع أن تؤدي الإتفاقت إلى زيادة قيمة التجارة الحالية من 38 مليار دولار إلى 100 مليار دولار خلال الخمس سنوت القادمة،ولقد وجدت كلتا الدولتين أن هناك مصلحة مشتركة في تعزيز الاستثمار الكبيرة بينهما، خاصة في قطاع الطاقة، الذب أظهرت روسيا أهتمامًا كبيرًا به. وقعت تركيا وروسيا إتفاق لإنشاء محطة طاقة نووية تقدر بمليارات الدولارت، وسوف تقوم ببناءها الشركة الروسية أتومرويكسبورت، وستكون أول محطة طاقة نووية تقوم ببناءها روسيا وتمتلكها دولة أخرى، ومن المتوقع أن تكلف المحطة 20 مليار دولار بالإضافة إلى الاستثمار في الأرض و العمال رس المال الذي سوف تغطيه روسيا من خلال إتفاق، لكنها ستعوض تلك الأموال عن طريق مبيعات الكهرباء. يتوقع أن يستغرق بناء المحطة في أكويو في مرسين عدة سنوات، حسب تصريح رئيس الوزراء أردوغان الذي أدلى به بعد زيارة القائد الروسي بقليل.

وحسب تصريحات وزير الخارجية التركي محمد ظافر شاغليان فقد اقترحت روسيا على تركيا فرص نشاء بنك مشترك تعزيزًا للتجارة بين البلدين، وليكون ذلك مثال على العلاقات الجيدة التي صاغها كل من البلدين في السنوات الأخيرة.[10][11][12]

وفقًا، لخدمة استطلاع الرأئ العالمية التي تقوم بها بي بي سي فجاء في استطلاع 2013، أن 30% من الأتراك يرون أن تأثير روسيا إيجابي بينما قال رأى 46% منهم أنه سلبي.[13]

بمناسبة زيارة فلاديمير بوتن لاسطنبول في أول ديسمبر 2014، فقد أعلن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2013 بلغ 33 بليون دولار. منهم 1.2 بليون صادرات تركية، مقابل 27 بليون صادرات روسية، منهم 1 بليون دولار حبوب (3 مليون طن)، أي أن التبادل الزراعي متساوي.[14]

وتطمح روسيا إلى أن يصل حجم التبادل التجاري إلى 100 بليون دولار بعد مد أنبوب للغاز الطبيعي عبر تركيا إلى ميناء ألكسندروبولي اليوناني على البحر المتوسط.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حادثة اسقاط المقاتلة الروسية 2015

في 24 نوفمبر 2015، اسقطت طائرة إف-16 المقاتلة التركية طائرة سوخوي سو-24الروسية، أثناء نزاع حول المجال الجوي بالقرب من الحدود التركية السورية. ووصف الرئيس ڤلاديمير پوتن الحادثة على أنها "طعنة في الظهر من جانب شركاء الإرهاب" وأضاف أن " احداث اليوم المأسوية سوف يكون لها عواقب وخيمة وخاصة على العلاقات الروسية التركية".[15]

ومن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يلي:

"جاء هذا الحادث في سياق الحرب المعتادة ضد الإرهاب، تقوم قواتنا بمحاربة الإرهاب بكل شجاعة، مضحيين بحياواتهم، لكن الخسارة التي ذقناها اليوم جاءت عن طريق طعنة في الظهر قام بها المتواطئون مع الإرهابيين."
"تملك داعش أموال ضخمة، مئات الملايين بل مليارت الدولار، تحصل عليها من بيع النفط، بالإضافة إلى أن هناك أمة بأكملها تقوم بحمايتهم عسكريًا، ويمكن للمرء فهم لماذا يتصرفون بكل جراءة وبشكل سافر، ولماذا يقومون بقتل الأشخاص بتلك الطريقة الشنيعة، ولماذا يقومون بالأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم وحتى وفي قلب أوروبا"[16]
"من الواضح أن الله أراد معاقبة زمرة حكام تركيا عن طريق حرمانهم من الحكم وحسن التقدير."[17]

اقتباسًا عن تصريحات رئيس الوزراء الروسي دميتري مدڤدڤ:

“فعال تركيا تعتبر حماية للدولة الإسلامية [...] ولا يفاجئنا هذا، فحسب ما لدينا من معلومات حول الاستفادة المادية التي حصل عليها بعض المسئولون الأتراك الذين هم على صلة بتوريد المنتجات النفطية التي يتم تنقيحها في مصانع قوم داعش بالتحكم فيها

.” [18]

وردًا على ذلك الحادث، فرضت روسيا بعض العقوبات الاقتصادية على تركيا، ومن ضمنها إيقاف عدم حاجة الأتراك لتأشيرة سفر إلى روسيا، وفرضت قيوض على المواطنينين الأتراك وشركاتهم في روسيا، كما وضعت قيود على الواردات التركية.[19] تم حذر بيع باقات رحلات العطلات التركية على موظفي حجز الطيارون وطلب منهم إيقاف رحلات الطيارات الطيارن العارض إلى تركيا[19] بينما تم منع نوادي الكرة من التعاقد مع لاعبين أترك وحذر عليهم تنظيم معسكرات تدريب في تركية.[20] وفي اليوم التالي لسقوط الطائرة، قدم المشرع سرجي ميرونوڤ قانون للبرلمان الروسي لتجريم إنكار الإبادة الجماعية للأرمن،[21] وهي خطوة سياسية كانت تركيا قد عارضتها بشدة عندما قررت دول مثل فرنسا واليونان إصدار قوانين مماثلة.[22]

معركة إدلب

 
الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، موسكو، 5 مارس 2020.
البروتوكول الإضافي لمذكرة إحلال الاستقرار في منطقة إدلب لخفض التوتر


 
الصفحة 1 من بيان هيئة تحرير الشام لرفض وقف إطلاق النار في إدلب، مارس 2020.
 
الصفحة 2 من بيان هيئة تحرير الشام لرفض وقف إطلاق النار في إدلب، مارس 2020.


توصل الرئيسان الروسي ڤلاديمير پوتن والتركي رجب طيب أردوغان إلى بروتوكول إضافي لمذكرة إحلال الاستقرار في منطقة إدلب لخفض التوتر، الموقعة في 17 سبتمبر 2018. لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب، يتضمن التالي:

جمهورية تركيا وروسيا الاتحادية، كضامنَين لمراقبة نظام وقف اطلاق النار في الجمهورية العربية السورية (اللذين سيشار إليهما لاحقاً بإسم "الطرفين").

  • اعادة تأكيد سيادة واستقلال ووحدة أراضي "الجمهورية العربية السورية".
  • اعادة تأكيد التصميم على مقاتلة جميع أشكال الارهاب وتصفية كل الجماعات الإرهابية في سوريا التي صنفها مجلس الأمن الدولي (وتضم جبهة النصرة وداعش)، مع الموافقة على أن استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية لا يمكن تبرير ضمن أي سياق.
  • توضيح عدم وجود حل عسكري للنزاع السوري، الذي لا يمكن حله إلا عبر عملية سياسية يقودها ويملكها السوريون، وتسهلها الأمم المتحدة، بالاتساق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
  • التأكيد على أهمية منع المزيد من التدهور للأوضاع الإنسانية، وحماية المدنيين وضمان المعونة الإنسانية كل السوريين الذين يحتاجونها بلا شروط أو تمييز، وكذلك منع تهجير الأشخاص وتسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والمهجرين إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا

اتفق الطرفا على التالي:

1- وقف كل الأعمال العسكرية على طول خط الاشتباك في منطقة إدلب لخفض التوتر من الساعة 00:01 في 6 مارس 2020.

2- إقامة رواق أمني بعمق 6 كيلومترات شمال و 6 كيلومترات جنوب الطريق M4‏. وثمة متغيرات معينة لعمل الرواق سوف يتم الاتفاق عليها بين وزارتي الدفاع التركية والروسية في خلال سبعة أيام.

3- في 15 مارس 202، ستبدأ دوريات تركية-روسية مشتركة على طول الطريق M4 من بلدة طرمبة (2 كم إلى الغرب من سراقب) إلى بلدة عين الحور.

البروتوكول الإضافي سيدخل حيز التنفيذ من لحظة توقيعه.

أُبرِم في موسكو في 5 مارس 2020، في ثلاث نسخ، بالتركية والروسية والإنگليزية، وكل النصوص لها نفس القوة القانونية.

الموقعون:

عن جمهورية تركيا

عن روسيا الاتحادية


وفي مارس 2020، رفضت هيئة تحرير الشام، إحدى الجماعات السلفية الجهادية المشاركة في الحرب الأهلية السورية، وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في موسكو، ودعت مقاتليها للاستمرار في القتال ضد الحكومة السورية والقوات الروسية.[23]

حرائق تركيا 2021

 
موقع تحطم طائرة الإطفاء الروسية، 14 أغسطس 2021.

أعلنت روسيا،في 14 أغسطس 2021، مقتل جميع أفراد طاقم الطائرة الروسية القاذفة للمياه والتي تحطمت في تركيا خلال مشاركتها في عمليات إطفاء الحرائق. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع أن خمسة عسكريين روس وثلاثة أتراك قتلوا في حادث التحطم. وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت في وقت سابق بأن الطائرة من طراز بي إي-200، تحطمت قرابة الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتوجه ممثلون للقنصلية الروسية ولجنة من وزارة الدفاع إلى مكان الحادث.[24]

كانت روسيا قد أعلنت في يوليو 2021 إنها سترسل طائرات من طراز بي إي-200 إلى تركيا للمساعدة في عمليات إخماد الحرائق. وبثت قنوات تلفزيونية تركية مشاهد تُظهر تصاعد الدخان من منطقة جبلية يصعب الوصول إليها. وبحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أُرسل عدد كبير من المسعفين إلى المكان.


الغزو الروسي لأوكرانيا 2022

رفضت تركيا ان تنضم للعقوبات الغربية على روسيا، وعملت لتكون في موقع الوسيط الموثوق بين كل الأطراف.


طلب مشترك لاستضافة كأس أمم أوروبا

في 23 مارس 2022 أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، أنه تسلم اليوم طلب مشترك بين روسيا وتركيا لاستضافة بطولة كأس أمم أوروبا 2028 أو 2032. ,بحسب بيان اليويفا، فإنه بالإضافة للملف المشترك بين إنجلترا وويلز وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية وإيرلندا لاستضافة يورو 2028، تقدمت كل من روسيا وتركيا بملف استضافة يورو 2028 أو يورو 2032، فيما تقدمت إيطاليا بطلب استضافة يورو 2032. يُذكر أن الاعلان عن البلدان المستضيفة للبطولتين سيتم في سبتمبر 2023.

ويذكر أن الإعلان عن طلب الاستضافة بالتزامن مع تسليط الاتحادين الدولي والأوروبي عدة عقوبات قاسية على الرياضى في روسيا، وذلك على خلفية قيام موسكو بغزو أوكرانيا.

ففي 28 فبراير 2022، استبعد المنتخب الروسي لكرة القدم من تصفيات "كأس العالم قطر 2022"، وتم تجميد مشاركة جميع المنتخبات والفرق الروسية في المسابقات الدولية.

فيما تتطلع تركيا للفوز بحق احتضان بطولة من حجم كأس الأمم الأوروبية لأول مرة في تاريخها.[25]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقف إمدادات النفط الروسي

 
محطة دورتيول للنفط.

في 5 مارس 2024، أعلنت محطة نفط دورتيول التركية، وهي إحدى محطات النفط متوسطة الحجم في تركيا، وقف تداول الواردات الروسية، بعد تلقيها كميات قياسية عام 2023، وذلك وسط تصاعد ضغوط العقوبات الأمريكية.[26]

وقالت شركة گلوبال ترمينال سيرڤسيز (GTS) التي تدير المحطة الواقعة في محافظة هاتاي جنوب شرقي تركيا، أنها أبلغت عملاءها بأنها لن تقبل أي منتجات من روسيا. وصرحت الشركة لرويترز: "قررت شركة جي تي إس قطع جميع العلاقات المحتملة مع النفط الروسي، وأعلنت لعملائها وفقاً لذلك في أواخر فبراير (شباط) 2024، أنه حتى لو لم يكن هناك خرق لأي قوانين أو لوائح أو عقوبات، فإنها لن تقبل أي منتج من أصل روسي، أو أي منتجات يتم تحميلها من الموانئ الروسية كإجراء إضافي لقواعد العقوبات المعمول بها".

وأشارت إلى أن جميع العمليات السابقة كانت متوافقة تماماً مع العقوبات، بما في ذلك سقف أسعار مجموعة الدول السبع. وأضافت: "إن النهج الجديد الذي تتخذه الشركة هو إجراء إضافي للقضاء على آثار الأنشطة التي تخرج عن نطاقها وسيطرتها، على الرغم من الجهود المبذولة للالتزام بجميع العقوبات المطبقة".

منذ عام 2022 أصبحت تركيا واحدة من أكبر مستوردي الخام والوقود الروسي، بعد أن فرض الغرب عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. وردت روسيا بإعادة توجيه النفط بعيداً عن أوروپا والولايات المتحدة إلى آسيا وتركيا وأفريقيا. وأدى التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على الشركات المالية التي تتعامل مع روسيا بالفعل، إلى تجميد التجارة التركية الروسية، مما أدى إلى تعطيل أو إبطاء بعض المدفوعات مقابل كل من النفط المستورد والصادرات التركية.

واستقبل ميناء دورتيول - الذي يستورد ويصدر ويخزن الوقود والنفط الخام - 11.74 مليون برميل من النفط الخام والوقود الروسي العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة تحليلات الشن «كبلر». وأصبحت سابع أكبر محطة استيراد في تركيا من حيث الحجم، حيث ارتفعت من المركز العاشر عام 2021. وكانت واردات النفط والوقود الروسية في عام 2023 أعلى بنحو 7 مرات من إجمالي حجم البضائع التي تلقتها من جميع المصادر في 2021، وهو آخر عام كامل قبل غزو روسيا لأوكرانيا.

وارتفعت الصادرات من المحطة أيضاً عام 2023، حيث ارتفعت بأكثر من 5 مرات عن عام 2021، لتصل إلى نحو24.7 مليون برميل، وفقاً لـ«كبلر». وأظهرت بيانات كبلر أن آخر ناقلة قامت بالتفريغ في دورتيول وصلت في 19 فبراير، وشحنت حمولة ديزل تبلغ 511.000 برميل من ميناء بريمورسك الروسي، الواقع على بحر البلطيق.

وقالت جي تي إس إنها ستظل تقبل الشحنات الروسية التي تم ترشيحها قبل تنفيذ الحظر في أواخر فبراير. وشملت الوجهات الشائعة للنفط المصدر من دورتيول، موانئ كورنث وإيليوسيس وسالونيك اليونانية، ومراكز تداول وتكرير وتخزين النفط في شمال غربي أوروپا؛ وهي روتردام وأنتوِرپ. تجدر الإشارة إلى أن أنقرة تعارض العقوبات الغربية على موسكو، على الرغم من انتقادها غزو روسيا لأوكرانيا قبل عامين. وتمكنت من الحفاظ على علاقات وثيقة مع كل من موسكو وكييڤ.

قمة طهران 2022

 
ملف:أردوغان وپوتن ورئيسي في ختام قمة طهران، 24 يوليو 2022.

في 20 يوليو 2022، عُقدت قمة إيرانية تركية روسية في العاصمة الإيرانية طهران، بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي ڤلاديمير پوتن والتركي رجب طيب أردوغان. وأكد البيان الختامي للقمة الثلاثية تصميم الدول الثلاث على مواصلة التعاون "للقضاء على الإرهابيين" في سوريا.و أبدى الرئيس التركي اردوغان عزمه على مواصلة قتال "الإرهاب" في سوريا. وأعربت طهران أعربت لأردوغان مجدداً عن رفضها العملية العسكرية لما ستلحقه من "ضرر" على أطراف مختلفة في المنطقة.[27]

وعلى وقع التهديدات التركية بالعملية العسكرية، أتت قمة طهران ضمن إطار عملية أستانا للسلام الرامية لإنهاء النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011. ويلوّح إردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد الى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.

وأعربت الدول الثلاث في البيان الختامي عن تصميمها "على مواصلة تعاونها القائم للقضاء في نهاية المطاف على الأفراد والمجموعات الإرهابية"، ورفض "كل المحاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، بما يشمل مبادرات الحكم الذاتي غير القانونية، والتصميم على الوقوف في وجه الأجندات الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا، إضافة الى تهديد الأمن القومي للدول المجاورة".

وأكد خامنئي خلال استقباله اردوغان إن عملية عسكرية تركية "ستعود بالضرر على سوريا، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة"، وفق بيان نشر على موقعه الالكتروني. اعتبر پوتن في كلمته أن المحادثات الثلاثية كانت "مفيدة جدًا"، مضيفا "ناقشنا النقاط الأساسية لتعاوننا المتعلّق بسوريا"، داعيًا نظيريه لزيارة روسيا لعقد القمة المقبلة.

وسبق لموسكو وطهران أن حذرتا تركيا من شنّ هذه العملية في سوريا التي وصل وزير خارجيتها فيصل المقداد إلى طهران ليل الثلاثاء. وحذّر من أن الخطوة التركية المحتملة ستصبّ في صالح "الإرهابيين"، معتبراً أن على "إيران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المشكلة من خلال الحوار". ودعمت تركيا وروسيا أطرافاً متصارعة في الحرب الأهلية السورية، وراحتا تبحثان عن طرق للحد من العنف في الأشهر الأخيرة.

وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق قبل أيام على تجديد السماح بتسليم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون لمدة ستة أشهر بعد أن أوقفت روسيا في البداية اقتراحاً بتمديدها لمدة عام واحد.

تأتي الزيارة في أعقاب ادعاء مسؤولين أمريكيين بأن طهران تعتزم تزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة لحربها في أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة إن زيارة الزعيم الروسي إلى إيران أظهرت مدى عزلة روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا. تمثل القمة أول لقاء بين بوتين وزعيم دولة من حلف شمال الأطلسي، أي اردوغان، للمرة الأولى منذ بدء روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير. وكان رفع الحظر عن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رأس جدول أعمال الزيارة، وقد قال بوتين إنه جرى إحراز تقدم في هذا المجال.

وفي أعقاب غزوها لأوكرانيا، باتت روسيا تحت سلسلة من العقوبات التي فرضتها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. من جهتها، تخضع إيران منذ أعوام طويلة لعقوبات مختلفة، زادت حدة بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق بشأن برنامجها النووي عام 2018.

والتقى پوتن في طهران المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي. ونقل بيان عن خامنئي قوله إن "الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا إلى تعاون متبادل متزايد باستمرار"، لا سيما في ظل العقوبات الغربية المفروضة على البلدين. وسبق وصول پوتن لطهران الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم بين شركة گازپروم الروسية العملاقة للطاقة، والشركة الوطنية للنفط الإيرانية.

وحضرت مسألة تصدير الحبوب من أوكرانيا على هامش القمة. وأعلن پوتن بعد اجتماع عقده مع اردوغان تحقيق تقدم في هذه المسألة. وقال متوجها الى نظيره التركي "أودّ أن أشكركم لجهود الوساطة التي بذلتموها، لاقتراحكم تركيا كميدان مفاوضات حول مشكلات الإنتاج الغذائي ومشكلات تصدير الحبوب عبر البحر الأسود"، وفق بيان للكرملين. وكان پوتن يشير الى الآليات التي ستسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية العالقة بفعل الهجوم العسكري الروسي، عبر ممرات بحرية آمنة، في ظلّ الخشية من أزمة غذاء عالمية.

وعلى الرغم من كونها عضواً رئيسياً في التحالف العسكري الغربي، رفضت تركيا الانضمام إلى العقوبات الدولية ضد موسكو، حيث تسعى حكومة أردوغان إلى لعب دور الوسيط. ويمكن أن يوفر الاجتماع فرصة للزعيم التركي لإتمام اتفاق مبدئي بين القادة الروس والأوكرانيين لضمان تصدير 22 مليون طن من الحبوب. وفي الآونة الأخيرة، تحاول أنقرة التفاوض على إنهاء حصار الحبوب في البحر الأسود، والذي يمنع ملايين الأطنان من الحبوب المطلوبة بشدّة من مغادرة أوكرانيا وتسليمها إلى دول في جميع أنحاء العالم.

وتشير تقارير إلى إن أسطول البحر الأسود الروسي يوقف أي شحنات تدخل أو تخرج، وقد وثقت بي بي سي أدلة كثيرة على أن قوات موسكو سرقت الحبوب الأوكرانية وصدّرتها. وقد أثر القتال العنيف على حصاد الحبوب السنوي في أوكرانيا.وقال وزير الدفاع التركي الأسبوع الماضي إن الجانبين اتفقا على سبل لضمان سلامة طرق الشحن لسفن الحبوب. وقال يوري أوشاكوف، كبير مستشاري بوتين للسياسة الخارجية: "ستُناقش قضية شحنة الحبوب الأوكرانية مع أردوغان. ونحن مستعدون لمواصلة العمل على هذا المسار".

لكن المحادثات تأتي في الوقت الذي اتهم مسؤولون ومزارعون محليون بالقرب من خط المواجهة، روسيا بقصف حقول الحبوب عمدا. وقال أوليه بيلينكو، وهو سياسي محلي في جنوب أوكرانيا وسجين روسي سابق، لبي بي سي إن المزارعين في دائرته الانتخابية بالقرب من مدينة ميكولايف الجنوبية يتعرضون باستمرار لقصف مدفعي وصاروخي. وأضاف أن القوات الروسية كانت "تقصف الحقول والآلات الزراعية وحظائر الحبوب"، مشيرا إلى أن العديد من المزارعين "سقطوا ضحايا لمثل هذه الهجمات وأصيبوا بشظايا". وقال إن "فرق الإطفاء المحترفة من مدينة ميكولايف تخشى الذهاب إلى هناك لأن الوضع خطير للغاية. أُخمد العديد من الحرائق بجهودنا الخاصة. لكن القصف ازداد الآن".

العلاقات الاقتصادية

في 20 ديسمبر 2021، مع زيادة الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، طلبت تركيا من روسيا زيادة إمداداتها من الغاز عبر ترك ستريم من 22 مليون م³ يومياً إلى الحد الأقصى لقدرة النقل بالأنبوب، 40 مليون م³، وعلى الرغم من ذلك، لا يلبي هذا الطلب الكلي لتركيا، ونتيجة لذلك، بدأت تركيا في تقنين استهلاك المصانع من الغاز في البلاد.

عُقد اجتماع في سانت پطرسبورگ بين ألكسي ميلر رئيس مجلس إدارة گازپروم ونائب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألپ أرسلان بيرقدار في ، وبرهان أوزكان رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة بوتاش، حول زيادة إمدادات الغاز الروسي لتركيا، والتي زادت بشكل كبير في 2021، فعلى مدى 11 شهرًا من هذا العام، كانت شحنات گازپروم إلى تركيا أعلى بنسبة 83.7% من في نفس الفترة من عام 2020". يتم توريد الغاز الروسي إلى تركيا عبر خطي أنابيب الغاز ترك ستريم وبلو ستريم. [28]

وقال بيرقدار في وقت سابق إن تركيا وگازپروم تتفاوضان بشأن زيادة إمدادات الغاز للجمهورية حيث أن خط أنابيب الغاز ترك ستريم ستزيد طاقته لتبلغ 9.75 مليار متر مكعب في عام 2022، مضيفًا أن تركيا تتوقع تسلم أكثر من 20 مليار متر مكعب من الغاز عام 2021. قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوڤاك في أواخر يوليو إن موسكو وأنقرة تجريان محادثات للتوصل إلى اتفاق طويل الأجل لنقل الغاز. وقال بيرقدار في وقت لاحق إن بلاده تناقش إبرام عقود جديدة لتوريد الغاز مع دول مختلفة، من بينها روسيا.

 
ناقلة نفط روسية في البحر الأسود.

في 5 ديسمبر 2022، وفقًا للتقارير، أعاقت تركيا شحنات نفط من روسيا وقزخستان للسفن التي فشلت في تقديم دليل على التأمين على حمولتها بسبب الحد الأقصى الأخير لأسعار النفط الروسي لمجموعة السبع.[29]

اعتبارًا من 2 ديسمبر 2022، يتطلب من أي ناقلة تمر عبر مضيق البوسفور خطابًا من شركة التأمين الخاصة بها قبل الانتقال عبر المياه التي تسيطر عليها تركيا، وفقًا لبلومبرج نيوز.

تم تنفيذ هذا المطلب الجديد بعد أن قررت الدول الأعضاء في مجموعة السبع حداً أقصى لسعر برميل النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً. التأمين هو دليل على الشراء يساوي أو أقل من 60 دولار للبرميل، حيث لا تستطيع تركيا استخدام نظام التحقق التقليدي لضمان تغطية البضائع بالتأمين.

تشمل اللائحة أي ناقلة تحمل النفط من البحر الأسود وليس فقط من روسيا. تنقل قزخستان حوالي 1.5 مليون برميل يوميًا عبر خط أنابيب بحر قزوين وتعتمد بشدة على مضيق البوسفور في عائداتها النفطية.

في 4 ديسمبر 2022، أعلنت الدول الأعضاء في أوبك+ أنها ستلتزم بأهداف الإنتاج الخاصة بها، مما يقلل الإمدادات بمقدار 2 مليون برميل يوميًا. استند قرار أوبك إلى عوامل اقتصادية مختلفة وإعلان دول مجموعة السبع مؤخرًا عن فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي.

في غضون ذلك، قالت موسكو إنها لن تسلم النفط إلى أوروبا بعد الآن كرد على الحد الأقصى للسعر، بينما يزعم العديد من وزراء أوبك أن مثل هذه السياسة لن يكون لها أي تأثير، حيث تبيع روسيا معظم نفطها للأسواق الآسيوية.

أعلن الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوڤ على تويتر: "اعتبارًا من هذا العام، ستعيش أوروبا بدون النفط الروسي. لقد أوضحت موسكو بالفعل أنها لن تزود النفط لتلك الدول التي تدعم الحد الأقصى للسعر المناهض للسوق".

ذكرت رويترز أيضًا أن الخطوة التي اتخذها أعضاء مجموعة السبع أثارت قلق العديد من الدول الأعضاء في أوبك +، حيث إن الإجراءات "يمكن أن يستخدمها الغرب في النهاية ضد أي منتج".

انظر أيضاً

مرئيات

تحطم طائرة الإطفاء الروسية في تركيا، 14 أغسطس 2021.

الهامش

  1. ^ 2013 World Service Poll BBC
  2. ^ Opinion of Russia
  3. ^ В. Шеремет. Босфор. Moscow, 1995, p. 241.
  4. ^ Документы внешней политики СССР. Moscow, 1959, Vol. III, pp. 597-604.
  5. ^ Mango, Andrew. Turkey. Thames and Hudson, London, 1968, p. 63.
  6. ^ أ ب БСЭ, 1st ed., Moscow, Vol. 55 (1947), col. 381.
  7. ^ БСЭ, 1st ed., Moscow, Vol. 55 (1947), col. 382.
  8. ^ Внешняя политка Советского Союза в период Отечественной войны. ОГИЗ, 1947, Vol. III, p. 146.
  9. ^ أ ب ت Mango, Andrew. Turkey. Thames and Hudson, London, 1968, p. 69.
  10. ^ "Erdoğan to visit Russia next month, report says". Today’s Zaman. 2009-04-25.
  11. ^ "Erdoğan seeks Russian backing in Karabakh peace effort". Today’s Zaman. 2009-05-16.
  12. ^ "Putin to visit Turkey next month". Today’s Zaman. 2009-05-20.
  13. ^ 2013 World Service Poll BBC
  14. ^ . 2012-12-02 http://itar-tass.com/en/economy/763819. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)
  15. ^ "Turkey shoots down Russian warplane on Syria border". 2015-11-24. Retrieved 2015-11-24.
  16. ^ "Putin: Downing of Russian jet over Syria stab in the back by terrorist accomplices". RT International.
  17. ^ Al Jazeera: "Putin: Turkey will regret downing jet 'more than once'" December 3, 2015
  18. ^ "Ankara defends ISIS, Turkish officials have financial interest in oil trade with group - PM Medvedev". RT International.
  19. ^ أ ب Turkey-Russia jet downing: Moscow announces sanctions, BBC News, 28 November 2015
  20. ^ Russian clubs banned from signing Turkish players, BBC News, 29 November 2015
  21. ^ "Russian deputies seek accountability for Armenia genocide denial". Reuters. 2015-11-25. Retrieved 2015-12-07.
  22. ^ "Greece: Third Country to Criminalize Denial of the Armenian Genocide". Asbarez.com (in الإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2015-12-07.
  23. ^ "هيئة تحرير الشام ترفض اتفاق موسكو وتلوح بالمقاومة". الأمة. 2020-03-08. Retrieved 2020-03-08.
  24. ^ "تحطم طائرة إطفاء روسية في تركيا ومقتل طاقمها (فيديو)". جريدة الشرق الأوسط. 2021-08-14. Retrieved 2021-08-14.
  25. ^ الأناضول
  26. ^ "محطة نفط «دورتيول» التركية تقرر وقف الواردات الروسية". جريدة الشرق الأوسط. 2024-03-05. Retrieved 2024-03-19.
  27. ^ "قمة طهران: اتفاق ثلاثي على مواصلة التعاون "للقضاء على الإرهاب في سوريا"". بي بي سي. 2022-07-20. Retrieved 2022-07-24.
  28. ^ "Gazprom chief discusses prospects of gas supplies to republic with Turkish deputy minister". tass.com. 2021-12-23. Retrieved 2021-12-23.
  29. ^ "Turkiye obstructs oil shipment from Russia and Kazakhstan". thecradle.co. 2022-12-05. Retrieved 2022-12-05.

وصلات خارجية

البعثات الدبلوماسية