العلاقات الإيرانية اللبنانية

العلاقات اللبنانية الإيرانية، هي العلاقات بين لبنان وإيران.

العلاقات العلاقات الإيرانية اللبنانية
Map indicating locations of إيران and لبنان

إيران

لبنان


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

بدأت العلاقات الرسمية بين الدولتين بدأت في عهد الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون بين عامي 1952 و1958، والتي ترافقت مع إنشاء حلف بغداد الذي كانت إيران جزءا منه والذي أريد له أن يكون قوة في وجه امتداد نفوذ الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أسهم هذا الحلف في التقارب اللبناني - الإيراني وتوج هذا التقارب بزيارة شاه إيران إلى لبنان عام 1957، ثم أتبع ذلك مجيء الإمام موسى الصدر إلى لبنان عام 1958 بالتنسيق مع الشاه الذي كان الشاه قد أنشأ علاقة مع الجمعية العالمية الشيعية، ومن ثم قام ببناء مسجد الصفاء في محلة رأس النبع في بيروت بتمويل منه. وقد تولى الإمام الصدر إمامة هذا المسجد، وتمكن عندها الصدر بالاستناد إلى مكوناته الشخصية وكفاءاته العلمية وميزاته الشخصية وامتداده الإيراني من أن يحظى برعاية القوى المارونية الأساسية مثل الرؤساء كميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو.

واستطاع السيد موسى الصدر من موقعه الديني أن يحد من تأثيرات اللعبة السياسية، وأن ينشئ حركة شعبية (عرفت يومئذ بحركة المحرومين) في وجه القوة الشيعية التقليدية المتمثلة بكامل الأسعد، خصوصا أن الجو الشيعي كان ينحو صوب الحركات التحررية». ويقول الأمين: «إن مجيء السيد موسى الصدر إلى لبنان كان بالتنسيق مع إيران، وكان للشاه دور أساسي في ذلك بهدف تكوين حضور إيراني في لبنان تكون له أبعاد إقليمية، غير أن التعبير الإيراني كان محدودا ومختلفا كليا عما هو عليه اليوم، بسبب وجود دولة لبنانية يومئذ». ويرى الأمين أن «الثورة الإسلامية الإيرانية فجرت باب العلاقة المستجدة مع شيعة لبنان، فعندما انتصرت هذه الثورة عام 1979 لم يكن كثير من الشيعة في لبنان متحمسين لهذه الثورة، والسبب أن الإمام الخميني بعد انتصاره في إيران كان يركز على العلاقة مع الفلسطينيين في لبنان وتحديدا حركة (فتح) ورئيسها ياسر عرفات. ومنذ 1979 حتى 1981، بدء الحرب الإيرانية – العراقية، كانت إيران أقرب للفلسطينيين منها إلى الشيعة في لبنان، لكن بعد اندلاع هذه الحرب بدأت (إيران الثورة) تسهم في خلق دوائر شيعية لبنانية توليها اهتماما أكبر، وبدأت تتقارب مع شخصيات شيعية مثل السيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين، وغيرهما، إلى أن حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان في صيف العام 1982، عندها دخلت إيران بقوة أكبر وعبر الحرس الثوري إلى البقاع اللبناني لمواجهة هذا الاجتياح، وبعدها بدأت بتأسيس وإعداد قوتها الخاصة التي هي حزب الله، الذي وإن كان مكونا من أشخاص لبنانيين، لكن سياسته وآراءه وتوجهاته وتمويله كلها إيرانية وعبر الحرس الثوري الذي ظل ماكثا في لبنان عسكريا حتى بداية التسعينات؛ حيث خرج عسكريا وبقي سياسيا».[1]

وفي عام 1983 دخل الحرس الثوري الإيراني إلى الضاحية، وكان رئيس الجمهورية يومها أمين الجميل، فبدأ يتلمس الحركة الإيرانية في الضاحية الجنوبية وخارجها، فحصلت مواجهة بينه وبين الإيرانيين أدت إلى قطع العلاقة الدبلوماسية وإخراج السفير الإيراني من لبنان لنحو سنة قبل أن تعود هذه العلاقة إلى طبيعتها، وبعد هذه المرحلة المهتزة، دخلنا في مرحلة جديدة ووضع مستقر وإقرار لبناني بالمساحة الإيرانية، وكان الدور السوري المعبر الأساسي لهذه المساحة؛ بحيث كانت سفارة إيران في دمشق حتى في منتصف التسعينات هي المسؤولة عن حزب الله وليست السفارة الإيرانية في بيروت، وهذا له دلالة على أن القرار كان يطبخ في سورية. وعندما وقعت الصراعات المسلحة بين حزب الله وحركة «أمل» في الضاحية الجنوبية وإقليم التفاح والجنوب وسقط فيها مئات القتلى والجرحى من الطرفين كانت هذه الصراعات صورة عن الصراع الإيراني - السوري، وقد استمرت إلى أن سلم الإيرانيون بدور سوريا».


ما بعد الاحتجاجات العربية 2010-2011

 
سعد الحريري، في مؤتمر تجاري سعودي لبنان، بيروت، 7 أبريل، 2011.

في 7 أبريل 2011 اتهم سعد الحريري إيران بالتدخل في الشؤون العربية وقال ان لا لبنان ولا البحرين ستتحول الى محمية ايرانية. وقال الحريري عندما انسحب منها حزب الله الذي تدعمه ايران وحلفاؤه ان تدخل ايران واحد من اكبر التحديات التي تواجهها الدول العربية.[2]

وأن لبنان والعديد من الدول العربية في الخليج وغير الخليج تعاني سياسياً واقتصادياً وأمنياً من التدخل الايراني السافر في الداخل العربي بل ان أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية وبينها لبنان يتمثل في الخروقات الايرانية المتمادية للنسيج الاجتماعي للمنطقة العربية. وأضاف "ان هذه السياسة الايرانية لم تعد مقبولة وان الخطف المتدرج للمجتمعات العربية تحت أي شعار أمر لن يكون في مصلحة ايران ولا في مصلحة العلاقات العربية الايرانية. ونحن في لبنان لا نرضى أن نكون محمية ايرانية بمثل لا نرضى لاخواننا في البحرين أو الكويت أو أي دولة أن يكونوا محمية ايرانية."

الأزمة المالية اللبنانية 2021

 
صفوف السيارات في محطة بنزين في لبنان.

في 19 أغسطس 2021، أعلن أمين عام حزب الله حسن نصر الله وبشكل رسمي خلال مراسم إحياء العاشر من محرم، أن سفينة إيرانية محملة بالمشتقات النفطية ستبحر خلال ساعات الى لبنان، معتبراً أن مجرد وصول السفينة الإيرانية إلى مياه البحر المتوسط ستعتبر أنها داخل الأراضي اللبنانية. وفي أول رد فعل على كلام نصر الله تساءل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان له "هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟". وأشار الحريري إلى أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى. تأتي هذه الخطوة، بحسب مقربين من حزب الله في "إطار الدعم الإيراني للبنان الذي يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية"، إلا أن تداعياته ومخاطره قد تكون كبيرة على البلاد. [3]

وعلق الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي خالد أبو شقرا، إن إعلان أمين عام حزب الله أن سفن المساعدات الإيرانية تحركت باتجاه لبنان يطرح تساؤلات لا يمكن إعطاء أجوبة عليها، إيران عليها عقوبات وبالتالي ممنوع أن تصدر نفطها وممنوع على أي دولة أن تستورد منها النفط، والدولة التي تستورد منها النفط تتعرض للعقوبات، ولا يمكن التفريغ بمنشآت الدولة اللبنانية في الزهراني ودير عمار لأنه يلحق عقوبات على كل الدولة ويزيد عزلة لبنان وبالتالي يقطع عنه كل المساعدات الخارجية تحديداً من الدول الأوروبية ويفشل أي أمل في بالمستقبل للدخول في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي وغيرها من الجهات الدولية للحصول على المساعدات الضرورية للبنان". وأضاف: "أما في حال وصول هذه السفينة على موانئ الشركات الخاصة وتم تفريغها فإن أي شركة ستفرغ فيها ستتعرض لعقوبات ولا أعتقد أن أي من الشركات النفطية الموجودة في لبنان لديها القدرة أو مستعدة أن يفرض عليها عقوبات لتفريغ سفن للحزب".

كما أوضح أبو شقرا أن "تقنية التفريغ ما زالت مبهمة إلا أن الأكيد أنه إذا حصلت فإنها خطرة جداً من كل النواحي وستفشل أي أمل بأي مساعدات مفاوضات مع الجهات الدولية للخروج من المأزق الاقتصادي وبالتالي لبنان سيكون محكوم بمحور إيران عراق اليمن وغيرها من الدول الشبيهة بها مثل فنزويلا وكوريا وغيرها".

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، لـ"سبوتنيك" إن "ما أعلنه أمين عام "حزب الله" في ذكرى عاشوراء هو تأكيد للوعد الذي قطعه قبل حوالي الشهر ونصف بأنه سيبدأ باستيراد الوقود لتأمين حاجات لبنان الأساسية، طبعاً هناك احتمال ومخاطر أن تقوم إسرائيل بقصف هذه السفن أو إذا كانت عن طريق البر، لذلك أظن أن ما أعلنه أيضاً من أي تهديد سيتم التعاطي معه بجدية واعتبار أن هذه السفن أرض لبنانية لتأكيد المساعدة". ما على الصعيد الداخلي، فأشار قصير إلى أن "هذا القرار وفي حال انطلق وبدأ تنفيذه سيكون تحدياً لجميع المسؤولين والمعنيين في لبنان من أجل الإسراع بمعالجة أزمة النفط، وطبعاً الولايات المتحدة الأمريكية تضع عقوبات على "حزب الله" وعلى مؤسساته، وحسب معلوماتي فإن التوزيع سيتم عبر مؤسسات تابعة للحزب تجنباً لأي تداعيات أو عقوبات أمريكية جديدة على أي مؤسسة أو جهة لبنانية رسمية أو خاصة". لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستشكل دافعاً للجميع لمساعدة الشعب اللبناني.

وأوضح أن "المواقف اللبنانية معروفة سواء ممن يوافق أو يعترض على أداء "حزب الله"، المهم الآن أن الشعب اللبناني بحاجة للمساعدات وللدعم سواء من إيران أو أمريكا أو السعودية أو تركيا أو من أي دولة، هذا الأمر سيكون حافزاً للجميع وسبق أن اقترحت أن يقوم أتحاد البلديات في كل منطقة ومحافظة من أجل الدعوة لمساعدة الشعب اللبناني لأن معاناة الشعب اللبناني قاسية جداً على مستوى الدواء والكهرباء والبنزين والمواد الغذائية، هناك حاجات أساسية يحتاجها الشعب اللبناني وإذا كان هناك خلاف وبعض القوى السياسية تعترض على الإتيان بمساعدات من إيران فلتعمل للإتيان بمساعدات من الدول التي تتعاون معها أما ترك الشعب اللبناني يجوع ويعيش المخاطر والمصاعب فهذا غير مقبول".

كذلك شدد قصير على أن "الاتفاق على تشكيل حكومة من الممكن أن تكون بداية لمعالجة الأزمة، لبنان يحتاج إلى خطة إصلاحية كاملة، واستيراد البنزين من إيران لا يحل المشكلة كلياً لأنه مهما بلغت كميات البنزين المستورد قد لا تستطيع أن تلبي حاجات الشعب اللبناني سواء من البنزين أو الفيول أو المازوت لكنها على الأقل ستشكل تحدياً للجميع للمسارعة في دعم الشعب اللبناني".

 
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يستقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في حضور سفير إيران لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا والوفد المرافق، بيروت، 10 أكتوبر 2021.

في 3 سبتمبر 2021، قال مصدران مطلعان إن أول شحنة وقود إيرانية جلبها حزب الله اللبناني ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا لتجنب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات. وأبلغ أحد المصدرين وكالة رويترز، بأن "اختيار استقبال السفينة عبر سوريا لا يتصل بأي مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أي حلفاء".[4]

وقال المصدران إن الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات. وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن شحنات الوقود المتجهة من بلادها إلى لبنان، قد تم شراؤها من قبل رجال أعمال مقربين من حزب الله اللبناني.

وسبق أن أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله أن "السفينة الأولى التي سوف تنطلق من إيران، قد أنجزت كل الترتيبات وستُبحر خلال ساعات ببركة الحسين إلى لبنان". وجاء إعلان حسن نصر الله ردا على اتهام رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، لإيران بأنها تعرقل تشكيل الحكومة في بلاده، نافيا أن يكون لإيران أي دور في تشكيل أي حكومة لبنانية أو تعطيلها، فيما وجّه حديثه للبنانيين: "الصواب هو أن تقوم الدولة بمسؤوليتها وأن نساعدها على ذلك رغم غضبنا".


في 7 أكتوبر 2021، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن "الشركات الإيرانية مستعدة لبنان معملين لتوليد الطاقة في لبنان خلال 18 شهرا، ولإعادة ترميم مرفأ بيروت في حال طلب ذلك". وفي مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، قال عبد الليهان: "ايران مستعدة لتقديم كل اوجه الدعم إلى لبنان لمساعدته على تجاوز المرحلة الصعبة التي يعاني منها راهنا، والشركات الايرانية مستعدة خلال 18 شهرا لبناء معملين لانتاج الطاقة الكهربائية بقوة الف ميجاوات في بيروت والجنوب".[5]

وأعلن "أننا توافقنا حول انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين وملف العلاقات السياحية والاقتصادية مازال مفتوحا امام الجانبين"، مثمنا "الدور الكبير الذي يقوم به لبنان في مواجهة العدو الصهيوني، ونعلن ذلك بصوت عال من بيروت نحن لا نعترف إلا ببلد واحد اسمه فلسطين وعاصمته القدس الشريف". من جهة أخرى، قال عبد اللهيان: "إيران تعتبر أن الحوار البناء والمفاوضات هو السبيل الأفضل لخروج الغرباء من المنطقة وحل المشكلات الاقليمية"، مؤكدا أن "هناك مسافة جدية قطعت في المفاوضات مع السعودية".

وعن الملف النووي الإيراني، أكد عبد اللهيان أن "المفاوضات هي الأصل وتحدثت مع نظيري اللبناني حول هذا الموضوع"، مشيرا إلى أن "المفاوضات التي تحفظ الحقوق المشروعة للشعب الإيراني هي المفاوضات التي تطمح إليها الحكومة الإيرانية". وأضاف: "اذا هناك نية جدية وصادقة للفريق الآخر للعودة للاتفاقية وتطبيق الالتزامات والتعهدات، عندها إيران مستعدة للعودة إلى مندرجات هذا الاتفاق"، مشددا على "أننا لا نعتمد الإشارات التي تصدر عن الأمريكيين في هذا المجال ولا نعتمد الوعود الواهية التي تطلق من الدول الأوروبية. الأساس المعتمد من قبلنا هو رفع العقوبات وعودة الجميع إلى الاتفاق، واذا تم ذلك نحن مستعدون للعودة إلى الاتفاق".

حزب الله

رأي الحكومة اللبنانية

الوقود

في 24 سبتمبر 2021، حزب الله، في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية، يعلن عن وصول الباخرة الثانية المُحملة بالمازوت والقادمة من إيران إلى مرفأ بانياس السوري".

ويقول الحزب -المتحالف مع إيران- إن شحنات الوقود ستخفف أزمة طاحنة في مجال الطاقة بلبنان، ومن جانبه قال رئيس وزراء البلاد نجيب ميقاتي إن هذه الشحنات تمثل انتهاكا لسيادة البلاد.

وتخضع سوريا وإيران لعقوبات أميركية، ويرى معارضون لخطوة حزب الله، إدخال وقود إيراني إلى البلاد، أن ذلك من شأنه أن يخلف أزمة جديدة ويعرض لبنان إلى عقوبات دولية.

وسبق أن وصلت الشحنة الأولى من إيران إلى مرفأ بانياس السوري قبل أيام، وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقتها إن الحزب اختار بانياس لتفريغ حمولة الباخرة الإيرانية تفاديا لإحراج الحكومة اللبنانية.

وأكد نصر الله أن الهدف ليس التجارة ولا الربح ولا المنافسة مع الشركات المستوردة للمشتقات النفطية، بل المساعدة في تخفيف معاناة الناس، معلنا رغبته في تزويد مرافق ومؤسسات عدة -بينها المستشفيات الحكومية ودور رعاية العجزة والأيتام والصليب الأحمر- بحاجاتها من المازوت لمدة شهر "هبة مجانية" في حال رغبت في ذلك.

وبشأن نوعية حمولة السفينة، أوضح نصر الله أن الباخرة الأولى حملت مادة المازوت، وكذلك الباخرة الثانية، في حين ستخصص الثالثة حمولتها لمادة البنزين.[6]


في 22 يناير 2022، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن حزب الله سيستأنف "توزيع المازوت الإيراني بعد تعليقه في بداية يناير". وأشار موقع لبنان 24 إلى أنه "بعد تعليق توزيع المازوت الإيراني منذ بداية شهر يناير بسبب مشكلة لوجستية داخل الأراضي السورية، عادت الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الى دخول الأراضي اللبنانية، لتنطلق بعد عدة أيام عملية التوزيع على العائلات التي تحتاج هذه المادة للتدفئة". وأوضح الموقع أنه وفقاً للمعلومات، فإن "عملية التوزيع ستستمر في شهري فبراير ومارس، بدعم من حزب الله، بحيث يباع برميل المازوت الواحد سعة 200 ليتر، بمبلغ مقطوع هو مليونان ليرة لبنانية (نحو 100 دولار)".[7]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الدعم السياسي

الدعم العسكري

الزيارات المتبادلة

زيارة أحمدي نجاد للبنان

في 16 أكتوبر، 2010، وصل الرئيس أحمدي نجاد إلى جنوب لبنان في اليوم الثاني والأخير من زيارته، حيث ألقى كلمة وسط حشود واسعة في بلدة بنت جبيل المحاذية لإسرائيل التي حلقت مروحياتها في المنطقة الحدودية بالتزامن مع زيارة أحمدي نجاد إلى البلدة. وفي تلك الكلمة أشاد أحمدي نجاد بالمقاومة في بنت جبيل التي وصفها بأنها معقل الحرية والشرفاء وقلعة المقاومة وعرين الانتصارات، كما أثنى على ثبات المقاومة التي أصبحت نموذجا يحتذى به. وأضاف الرئيس الإيراني أن بنت جبيل حية وستبقى مرفوعة الرأس منتصرة وعزيزة أمام كل الأعداء، فيما أن مصير الصهاينة هو الزوال، وذكر بأن أبناء بلدة جبيل أذاقوا العدو الإسرائيلي طعم الهزيمة النكراء وأدخلوا اليأس إلى قلوب الصهاينة, وأضاف الرئيس الإيراني أن فلسطين سوف تتحرر من رجس الاحتلال بفضل المقاومة وأن راية العدالة قادمة إلى المنطقة.

كما قال أحمدي نجاد في كلمته إنه جاء إلى لبنان لينقل تحية القيادة الإيرانية إلى اللبنانيين وليقدم الشكر للشعب اللبناني بصغاره وكباره بكل أطيافه ومشاربه ومذاهبه ولكي يشد على أيدي الشعب اللبناني الباسل.

وقبل وصول أحمدي نجاد إلى جنوب لبنان كانت الاستعدادات مكثفة هناك من أجل تنظيم استقبال أبطال له قبل أن يتفقد مشاريع إعادة إعمار مولتها إيران في بنت جبيل وجوارها بعد حرب صيف العام 2006، وقبل أن يزور مقبرة شهداء المجزرتين التي ارتكبها سلاح الجو الإسرائيلي في قانا عامي 1996 وعام 2006.[8]

ويذكر أن بنت جبيل التي تبعد أربعة كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل كانت مسرحا لأشرس المعارك أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، وأصبحت تلقب بعاصمة المقاومة، في إشارة إلى صمود مقاتلي حزب الله وصدهم لكل تقدم بري للجيش الإسرائيلي.

وقبل التوجه إلى الجنوب أجرى أحمدي نجاد صباح اليوم محادثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أقام له غداء تكريميا حضره رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ولم تعقبه أي تصريحات سياسية.

وقبل ذلك التقى أحمدي نجاد مع نحو أربعين شخصية لبنانية، بينها رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ورئيس الوزراء الأسبق سليم الحص، فيما غاب عن اللقاء قادة بارزون في فريق 14 آذار حسبما أفادته مراسلة الجزيرة في بيروت. وكان نجاد قد زار قبل ذلك الجامعة اللبنانية بضواحي بيروت، حيث منح درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية.


زيارة سعد الحريري لإيران وعرض المساعدة العسكرية

في 28 نوفمبر 2010 قام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بزيارة إلى إيران مدتها ثلاثة أيام والتقى خلالها بوزير الدفاع الإيراني على الحريري الذي عرض رسميا مساعدة طهران للجيش اللبناني. أكد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي خلال لقاء عقده مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في طهران، أن بلاده مستعدة لمساعدة ودعم الجيش اللبناني، وذلك في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة، التي تتهم إيران بالتدخل السياسي والعسكري في لبنان، عن مساعدة عسكرية قيمتها مئة مليون دولار لهذا البلد. [9]

 
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع رئيس الوزراء الإيراني علي الحريري والى اليسار رشاش توندار إيراني الصلح هدية من إيران إلى الحريري أثناء زيارة طهران، 28 نوفمبر، 2010.

وقام وحيدي في خطوة رمزية بتقديم رشاش إيراني من نوع توندار للحريري. وبث التلفزيون الايراني صورا لهذا السلاح الذي قدم في علبة خشب. من جهته عبر الحريري عن الامل في ان تتيح زيارته تطوير التعاون بين ايران ولبنان في مجال الدفاع كما نقل عنه المصدر نفسه بدون ان ينقل تصريحات مباشرة لرئيس الحكومة اللبنانية. ونقل المصدر نفسه عن الحريري قوله ان "استقرار وامن ووحدة لبنان تؤدي دورا مهما جدا في حل القضايا الداخلية والاقليمية ولذلك اردت المجيء الى ايران والاطلاع على انجازاتكم العسكرية". واشاد وحيدي ايضا بدور الجيش اللبناني في مواجهة اسرائيل. وقال "لقد كنا فخورين عند رؤية اشتباكات الجيش اللبناني مع النظام الصهيوني لاننا لاحظنا ان هذا الجيش يمكنه الدفاع عن حقوق الامة اللبنانية".

وحول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في عام 2005، قال وحيدي ان منفذي الاعتداء هم من "اعداء لبنان". لكنه انتقد المحكمة الخاصة بلبنان التي انشاتها الامم المتحدة لمحاكمة قتلة رفيق الحريري قائلا انها تهدف الى افساح المجال "للبعض في خارج البلاد باخذ لبنان رهينة".

والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان محور خلاف بين معسكري رئيس الحكومة وحزب الله المدعوم من ايران. وينفي حزب الله اي ضلوع له في اغتيال الحريري محذرا من صدور قرار اتهامي من المحكمة الخاصة بلبنان يتضمن اتهاما لعناصر من الحزب. وتوعد الامين العام للتنظيم الشيعي حسن نصرالله ب"قطع يد" كل من يحاول اعتقال عناصر من حزبه.


مرئيات

الإعلام العسكري لحزب الله يعيد نشر مقطع ڤيديو يهدد
منشآت النفط الإسرائيلية، في إشارة إلى أي تهديد من
الجانب الإسرائيلي لناقلة النفط الإيرانية المتجهة إلى لبنان،
أغسطس 2021.

المصادر

  1. ^ "العلاقات اللبنانية ـ الإيرانية بدأت مطلع القرن الماضي وتوطدت في عهد «الجمهورية الإسلامية»". جريدة الشرق الأوسط. 2010-10-13. Retrieved 2011-04-07.
  2. ^ رويترز، سعد الحريري يقول ان ايران تتدخل في شؤون العالم العربي
  3. ^ "سفن مساعدات إيرانية إلى لبنان... تداعيات ومخاطر". سپوتنيك نيوز. 2021-08-19. Retrieved 2021-08-19.
  4. ^ "وكالة: الوقود الإيراني يدخل بشاحنات إلى لبنان عبر سوريا منعا لتوريط أي حلفاء". سپوتنيك نيوز. 2021-09-03. Retrieved 2021-09-03.
  5. ^ "عبد اللهيان: إيران مستعدة لبناء معملين لتوليد الطاقة في لبنان خلال 18 شهرا". روسيا اليوم. 2021-10-07. Retrieved 2021-10-07.
  6. ^ "حزب الله اللبناني يعلن وصول ثاني سفينة محملة بالوقود الإيراني إلى مرفأ بانياس السوري". 2021-09-24. Retrieved 2021-09-24.
  7. ^ "وسائل إعلام: صهاريج المازوت الإيراني عادت للدخول إلى لبنان و"حزب الله" يستأنف توزيعه". روسيا اليوم. 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
  8. ^ "أحمدي نجاد يشيد بالمقاومة ببنت جبيل". الجزيرة نت. 2010-10-14.
  9. ^ فرانس 24 - وزير الدفاع الإيراني يعرض على الحريري مساعدة طهران للجيش اللبناني