المعرفة

التنوير الأمريكي


التنوير الأمريكي American Enlightenment كانت فترة نشاط فكري وفلسفي في المستعمرات الأمريكية الثلاثة عشر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والتي أدت إلى الثورة الأمريكية وتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية. وتأثر عصر التنوير الأمريكي بعصر التنوير أوروبا بالقرنين السابع عشر والثامن عشر، وبالفلسفة الأمريكية. وبحسب جيمس ماكجريجور بورنس، فقد كانت روح التنوير الأمريكية هي التي أعطت المُثُل التنويرية شكلاً عملياً ومفيداً في حياة الأمة والشعب الأمريكي.[1]

التنوير الأمريكي
American Enlightenment
1732–1845
United States Declaration of Independence.jpg
إعلان استقلال الولايات المتحدة، الذي كتبه توماس جيفرسون وجرى التصديق عليه في 4 يوليو 1776، هو أحد أهم وثائق عصر التنوير الأمريكي.
ويضمالفلسفة الأمريكية
الزعيمتوماس پين، بنجامين فرانكلين، توماس جفرسون، جيمس ماديسون، جورج واشنطن
→ سبقه
التنوير الأوروبي 		تلاه ←
الثورة الأمريكية

وانشرت الفلسفة الأخلاقية غير الطائفية مبدلاً من علم اللاهوت في العديد من المناهج الجامعية. وأصلحت بعض الكليات مناهجها لتشمل الفلسفة الطبيعية (العلوم)، وعلم الفلك الحديث، والرياضيات، كما تأسست كليات "نموذجية جديدة" على الطراز الأمريكي. أما من الناحية السياسية، فتميزت تلك الفتلرة بالتركيز على المساواة بموجب القانون، والحرية الاقتصادية، والجمهورية والتسامح الديني، وجرى التعبير عن ذلك بوضوح في إعلان استقلال الولايات المتحدة.


من بين أبرز ممثلي التنوير الأمريكي كان رؤساء الكليات، بما في ذلك البيورتانيون والزعماء الدينيون أمثال جوناثان إدواردز، توماس كلاپ، وعزرا ستايلز وجون ويذرسبون. بالإضافة لفلاسفة الأخلاق صامويل جونسون ووليام سميث. بالإضافة للمفكرين السياسين البارزين مثل: جون آدامز، جيمس ماديسون، توماس باين، جورج ماسون، جيمس ويلسون، إيثان ألين، وألكسندر هاملتون، والموسوعيين بنيامين فرانكلين وتوماس جيفرسون.

وجرت صياغة مصطلح "التنوير الأمريكي" في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ولم يكن مستخدماً خلال القرن الثامن عشر عندما أشار المتحدثون باللغة الإنجليزية عادة إلى تلك الفترة بـ "التنوير".[2][3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النطاق الزمني

يوجد عدة اقتراحات مختلفة لتواريخ عصر التنوير الأمريكي، منها الفترة بين عامي 1750 و1820،[4] أو بين 1765 و1815،[5] وبين 1688 و1815.[6] ولكن يُنظ أن تاريخ البدء الدقيق هو في عام 1714،[7]عندما تبرع إرميا دومر بمجموعة من كتب التنوير لمكتبة جامعة ييل في ولاية كنتيكت. والتي استفاد منها طالب الدراسات العليا صموئيل جونسون، وقام بدراستها واكتشف أنها تناقض تعليمه الپيوريتاني. وكتب أن "كل هذا كان بمثابة فيضان بالنسبة لحالته العقلية المتدنية".[8]وأنه وجد نفسه وكأنه "يخرج من بصيص الشفق إلى ضوء شمس النهار المفتوح". بعد ذلك بعامين، في عام 1716، قدم جونسون، الذي أصبح مدرساً، منهجاً جديداً إلى جامعة ييل باستخدام كتب التنوير التي تبرع بها دومر. وحينها قدم جونسون ما أسماه "التعلم الجديد"،[9]والتي تضمنت أعمال وأفكار مفكرين مثل فرانسيس بيكون، وجون لوك، وإسحاق نيوتن، وروبرت بويل، وكوبرنيكوس، والأعمال الأدبية لـشكسبير، وجون ميلتون، وجوزيف أديسون. وانتقلت أفكار التنوير إلى المستعمرين وانتشرت من خلال المنشقين عن الشبكات التعليمية والدينية في أمريكا.[10]


التسامح الديني

كان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة من التنويريين، وخاصة بنجامين فرانكلين، توماس جيفرسون، جيمس ماديسون وجورج واشنطن، وناضلوا من أجل ضمان الحرية الدينية لطوائف الأقليات، ونجحوا بتحقيق ذلك في النهاية. فبحسب رؤية الآباء المؤسسين، يجب على الولايات المتحدة أن تكون بلداً يستطيع فيه الناس من جميع الأديان أن يعيشوا في سلام ومنفعة متبادلة. وقد لخص جيمس ماديسون هذا المثل الأعلى في عام 1792 قائلاً: "الضمير هو أقدس الممتلكات".[11]

وكان التحول بعيداً عن الدين المتزمت إلى التسامح الديني أحد السمات المميزة لعصر التنوير الأمريكي في الفترة بين 1775 و1818. وجرى اقتراح التصديق على دستور ولاية كونيتيكت في 1818 كتاريخ من أجل انتصار عصر التنوير الأمريكي.[12] فقد أسقط الدستور الجديد "النظام الدائم" الذي مضى عليه 180 عاماً وميثاق كونيتيكت لعام 1662، والذي ترجع أحكامه إلى تأسيس الولاية في عام 1638 والأوامر الأساسية لولاية كونيتيكت. وصار الدستور الجديد يضمن حرية الدين وألغى الأبرشانية في الولايات المتحدة.

التيارات الفكرية

 
 
 
توماس پين (يسار)، بنجامين فرانكلين (وسط)، وتوماس جيفرسون (يمين) كان الثلاثة من أهم القادة الفكريين في عصر التنوير في المستعمرات الأمريكية الثلاثة عشر .

نشأ عصر التنوير الأمريكي من أعمال المفكرين السياسيين الأوروبيين مثل جون لوك، وميشل ده مونتن، وجان-جاك روسو، الذين استمدوا أفكارهم حول الديمقراطية من إعجابهم بالقصص والتجربة الأمريكية. والهياكل الحكومية الهندية الأمريكية التي جلبها الرحالة الأوروبيون إلى العالم الجديد في القرن السادس عشر. وبرزت مفاهيم مثل الحرية والمُثل الديمقراطية الحديثة عند السكان الأصلين مثل "الوغمام" ووجدت الأفكار الالفولتيرية ديمومة عند شعب وياندوت.[13]وبالفترة بين عامي 1714 و1818، حدث تغيير فكري أعاد تشكيل المستعمرات البريطانية الأمريكية، وحولها من منطقة منعزلة بعيدة، إلى مجتمع رائد في مختلف المجالات بدءاً من الفلسفة الأخلاقية، والإصلاح التعليمي، والإحياء الديني، والتكنولوجيا الصناعية، والعلوم، وبرز تطوره بشكل خاص في الفلسفة السياسية، وكانت جذور هذا التغيير محلية بمعظمها.[14]وشكلت أمريكا إجماعاً على البنية السياسية القائمة على "السعي وراء السعادة" والتي تعتمد إلى حد كبير على المصادر المحلية. كما أدت محاولات التوفيق بين العلم والدين في حالات مُعينة إلى رفض النبوءة والمعجزة والدين الموحى به، مما أدى إلى ميل نحو الربوبية عند الكثير من القادة السياسيين البارزين في ذلك العصر.[بحاجة لمصدر]

وحلت الفلسفة الأخلاقية غير الطائفية محل اللاهوت في العديد من المناهج الجامعية. وجرى إصلاح جامعة ييل وكلية ويليام وماري. كما قامت الكلية المشيخية في نيوجيرسي (هي الآن جامعة برينستون) والكلية البيوريتانية جامعة هارفارد بإصلاح مناهجها لتشمل الفلسفة الطبيعية (العلوم)، وعلم الفلك الحديث، والرياضيات. بالإضافة إلى ذلك، تم تأسست كليات "نموذجية جديدة" على الطراز الأمريكي، مثل كلية كينغز نيويورك (الآن جامعة كولومبيا)، وكلية فيلادلفيا (الآن جامعة بنسلفانيا).[original research?]

المصادر الأوروبية

انظر أيضاً: عصر التنوير

يوجد الكثير من مصادر التنوير الأمريكي، وتختلف تلك المصادر باختلاف الزمان والمكان. ونتيجة لتجارة الكتب التي النشطة مع بريطانيا العظمى، كانت المستعمرات على دراية جيدة بالأدب الأوروبي في وقت واحد تقريباً، وكان للكتاب الإنجليز تاثيراً مبكراً على التنوير الأمريكي، وتحديداً كتاب جيمس هارينگتون، وألگرنون سيدني، وڤايكونت بولن‌بروك، وجون ترينشارد وتوماس جوردون (خصوصاً رسائل كاتو)، وجوزيف أديسون (الذي حظيت مأساته كاتو بشعبية كبيرة). وكان وليام بلاكستون كاتباً قانونياً إنجليزياً له أهمية خاصة، ترك كتابه "تعليقات على قوانين إنجلترا" تأثيراً كبيراً على الآباء المؤسسين الأمريكيين ومصدراً رئيسياً في تطور القانون العام الأنجلو-أمريكي. ويُنظر لكتاب جون لوك "رسالتان في الحكم المدني"، باعتباره ذو أثر كبير على المفكرين الأمريكيين، وأثبت المؤرخان ديفيد لوندبيرگ وهنري إف ماي أن كتاب لوك "مقالة عن الفهم الإنساني" نظر أنه أوسع بكثير من كونه "أطروحاته" السياسية.[15]

وأثر التنوير الاسكتلندي على المفكرين الأمريكيين. وقُرأت أعمال ديفيد هيوم وتحديداً كتابه "تاريخ إنجلترا" بشكل واسع في المستعمرات،[16]وكان لفكر هيوم السياسي تأثير خاص على جيمس ماديسون وصياغة دستور الولايات المتحدة.[17] وتأثرت الطبقات العليا من المستعمرين الأمريكيين بأفكار فرانسس هتشسون عن الأخلاق، مع مفاهيم اللياقة والأدب التي طورها إرل شافتسبري، وجوزيف أديسون وريتشارد ستيل في كتابهم المتفرج، وسعى المستعمرون من خلالها إلى محاكاة الأخلاق والتعلم الأوروبيين.

ومن أهم المصادر الفرنسية للتنوير الأمريكي كان كتاب روح القوانين لمونتسكيو، وكتاب قانون الأمم لإيمير دي فاتيل قانون الأمم. وترك الكتابان بصمتهما على الأفكار الأمريكية المبكرة عن الحكومة وعلى دستور الولايات المتحدة. ورغم أن قراءة أعمال فولتير كانت على نطاق واسع ولكن نادرًا ما كان يُستشهد به. واستخدم نوح وبستر أفكار روسو التعليمية حول تنمية الطفل لبناء كتابه الشهير "Speller". وقد استشهد الكتاب الأمريكيون بشكل شائع بكتابات صاموِل فون پوفن‌دورف الألمانية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

علوم

كان بنجامين فرانكلين من بين كبار العلماء كبار العلماء معروفون بعملهم في مجال الكهرباء. وكذلك اشتهر جاريد إليوت لعمله في مجال التعدين والزراعة؛ وديفيد ريتنهاوس في علم الفلك والرياضيات والآلات؛ وبنيامين راش في العلوم الطبية؛ وتشارلز ويلسون بيل في التاريخ الطبيعي؛ وكادوالادر كولدن لعمله في علم النبات والصرف الصحي في المدينة. وكانت ابنة كولدن، جين كولدن، أول عالمة نبات تعمل في أمريكا. كما كان بنجامين طومسون عالماً رائداً، خصوصاً في مجال الحرارة.

العمارة والفنون والثقافة

بعد عام 1780، بدأ النمط الفيدرالي في العمارة الأمريكية في الابتعاد عن النمط الجورجي وأصبح هنالك نوع أمريكي فريد. وفي 1813، صممت إيثيل تاون أول كنيسة على الطراز القوطي في أمريكا الشمالية، وهي كنيسة الثالوث على الأخضر في نيو هيفن، كنتيكت، قبل ظهور النهضة القوطية الإنجليزية بعقد من الزمن. في مجالات الأدب والشعر والموسيقى والدراما، جرت بعض المحاولات الفنية الناشئة، خاصة في فيلادلفيا قبل الحرب، لكن الثقافة الأمريكية (غير الشعبية) في هذه المجالات كانت مقلدة إلى حد كبير للثقافة البريطانية في معظم هذه الفترة.

الجمهورية والليبرالية

أكدت الجمهورية الأمريكية على موافقة ورضا المحكومين، والتخلص من الأرستقراطية، ومحاربة الفساد. وشكلت تقارباً بين الجمهورية الكلاسيكية والجمهورية الإنجليزية (رجال الكومنولث في القرن السابع عشر، و حزب اليمينيون الإنجليزي في القرن الثامن عشر).[18] وجاي جي آي بوكوك يوضح المصادر الفكرية في أمريكا بقوله:[19]

تشكلت الثقافة الأمريكية والأدرب الرسمي فيها على يد اليمينين وأتباع هارينگتون الجدد أمثال جون ميلتون، وجيمس هارينگتون وألجرنون سيدني، وجون ترينشارد، وتوماس جوردون وبولن‌بروك، مع أساتذة العصر اليوناني والعصر الروماني وعصر النهضة حتى مونتسكيو.

وكانت قيمهم ومفاهيمهم هي: المثال الأعلى المدني والوطني الذي تتأسس فيه الشخصية على المُلكية، وتكتمل في المواطنة، المهددة دائماً بالفساد؛ وتظهر الحكومة بشكل متناقض على أنها المصدر الرئيسي للفساد، وتعمل من خلال وسائل مثل المحسوبية، والوساطة، والجيوش الدائمة (التي تتعارض مع نموذج الميليشيا)، والكنائس القائمة (المعارضة للأنماط البيوريتانية والربوبية للدين الأمريكي).

كذلك كانت من قيمهم تعزيز الفائدة المالية، رغم من أن صياغة هذا المفهوم الأخير جرى إعاقته بسبب الرغبة في الحصول على ائتمان ورقي متاح بسهولة وشائع في مستعمرات الاستيطان.

ومنذ الستينيات، ناقش المؤرخون دور التنوير في الثورة الأمريكية. وقبل عام 1960، كان الإجماع على أن الليبرالية، وخاصة الليبرالية التي أطلقها جون لوك، كانت ذات أهمية قصوى؛ وجرى تجاهل الجمهورية إلى حد كبير.[20] وكانت التفسيرات الجديدة رائدة من قبل بوكوك الذي جادل في كتابه "اللحظة المكيافيلية" (1975) بأن الأفكار الجمهورية، ومنذ أوائل القرن الثامن عشر، كانت لا تقل أهمية عن الأفكار الليبرالية، وفعلاً أصبحت وجهة نظر بوكوك مقبولة الآن على نطاق واسع.[21] كان برنارد بيلين وجوردون وود رائدين في الحجة القائلة بأن الآباء المؤسسين تأثروا بـالجمهورية أكثر من تأثرهم بالليبرالية. كما يرى إسحاق كرامنيك أن الأمريكيين كانوا دائما ذو فردانية عالية، وبالتالي لوكيين.[22]

في العقود التي سبقت الثورة الأمريكية (1776)، كان القادة الفكريون والسياسيون في المستعمرات يدرسون التاريخ باهتمام، بحثاً عن أدلة أو نماذج للحكومات الجيدة والسيئة، ودرسوا بشكل خاص تطور الأفكار الجمهورية في إنجلترا.[23] ومع تبني معظم الأميركيين لهذه القيم الجمهورية، أصبحت الثورة الأميركية حتمية، إذ كان يُنظر إلى بريطانيا على نحو متزايد على أنها فاسدة ومعادية للجمهوريات، وتهدد الحريات الراسخة التي تمتع بها الأميركيون.[24]وكتب ليوبولد فون رانكه، المؤرخ الألماني البارز، في عام 1848 بأن الجمهورية الأمريكية لعبت دوراً حاسماً في تطور الليبرالية الأوروبية:

من خلال التخلي عن الدستورية الإنجليزية وإنشاء جمهورية جديدة تقوم على حقوق الفرد، قدم الأمريكيون الشماليون قوة جديدة إلى العالم. إذ تنتشر الأفكار بسرعة أكبر عندما تجد تعبيراً ملموساً مناسباً عنها. وهكذا دخلت الجمهورية إلى عالمنا الروماني/الجرماني... حتى تلك اللحظة، كانت تسود القناعة في أوروبا بأن الملكية تخدم مصالح الأمة بأفضل شكل ممكن. أما الآن فقد انتشرت فكرة أن الأمة يجب أن تحكم نفسها. وحدث ذلك فقط بعد أن تكونت الدولة فعلياً على أساس نظرية التمثيل، وأصبحت أهمية هذه الفكرة واضحة. وكل الحركات الثورية اللاحقة لها كانت تنشاد نفس الهدف، وهذا ما شكل انقلاباً كاملاً للمبدأ. إذ قبلها كان الملك الذي يحكم بنعمة الله، بيحث يكون هو المركز الذي يدور حوله كل شيء. أما الآن ظهرت فكرة أن القوة يجب أن تأتي من الأسفل، وهذان المبدأان يشبهان قطبين متقابلين، والصراع بينهما هو الذي يحدد مسار العالم الحديث. وفي أوروبا، لم يكن الصراع بينهما قد اتخذ بعد شكلاً ملموساً؛ لكن مع الثورة الفرنسية جرى ذلك.[25]

اعلان الاستقلال

جرى اعتماد إعلان استقلال الولايات المتحدة، الذي كان توماس جيفرسون الكاتب الرئيس له، من قبل الكونگرس القاري الثاني في 4 يوليو 1776. وجاء في القسم الثاني من إعلان الاستقلال:

إننا نعتبر من الحقائق بديهية، أن جميع البشر متساوون، وأنهم قد وهبوا من قبل الخالق بعض الحقوق غير القابلة للتصرف، من بينها الحياة والحرية والبحث عن السعادة.

والعديد من المؤرخين[26] يرون أن أصل العبارة الشهيرة "الحياة والحرية والسعي وراء السعادة" مستلهة من موقف لوك القائل بأنه "لا ينبغي لأحد أن يؤذي الآخر في حياته أو صحته أو حريته أو ممتلكاته".[27] فيما يشير آخرون إلى أن جيفرسون أخذ هذه العبارة من تعليقات بلاكستون على قوانين إنجلترا.[28]ويرجعها العض إلى كتاب وليام ولاستون الصادر عام 1722، الذي يصف فيه "التعريف الحقيقي" لـ "الدين الطبيعي" على أنه "السعي وراء السعادة"، وتبني العقل والحقيقة."[29]

وجاء في إعلان فرجينيا للحقوق، الذي كتبه جورج ماسون واعتمدته اتفاقية مندوبي فرجينيا في 12 يونيو 1776، قبل أيام قليلة من كتابة نص جيفرسون:

جميع الناس بطبيعتهم أحرار ومستقلون ومتساوون، ولهم حقوق أصيلة... وهي التمتع بالحياة والحرية، مع وسائل اكتساب وامتلاك الممتلكات، والسعي والحصول على السعادة والأمان.

الربوبية

كان كل من التنوير المعتدل والتنوير الراديكالي أو الثوري بمثابة ردود فعل ضد السلطوية واللاعقلانية والظلامية للكنائس التي كانت قائمة حينها. وصوّر الفلاسفة مثل فولتير الدين المنظم على أنه معادٍ لتطور العقل وتقدم العلم وغير قادر على التحقق العقلي. وكان الدين البديل هو الربوبية، وهو الإيمان الفلسفي بإله مبني على العقل، وليس على الوحي الديني أو العقيدة. وكان هذا تصوراً شائعاً بين الفلاسفة الذين تبنوا المواقف الربوبية بدرجات متفاوتة. إذ أثرت الربوبية بشكل كبير على فكر المثقفين والآباء المؤسسين، بما في ذلك جون آدامز وبنجامين فرانكلين وحتى جورج واشنطن وتوماس جيفرسون.[30] وكان المؤيد الأكثر وضوحاً للربوبية هو توماس پين، الذي كتب كتابه عصر العقل في فرنسا وسرعان ما وصل إلى الولايات المتحدة. وكان باين مثيراً للجدل إلى حد كبير. وعندما هوجم جيفرسون بسبب ربوبيته في انتخابات عام 1800، بذل سياسيون الجمهوري الديمقراطي جهوداً كبيرة لإبعاد مرشحهم عن باين.[31] وكانت التوحيدية والربوبية مرتبطتين بقوة، حيث تم وصلت الأولى إلى أمريكا بواسطة جوزيف بريستلي. وأطلق صمويل جونسون على إدوارد هربرت لقب "أبو الربوبية الإنجليزية".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ Burns, James MacGregor (2013). Fire and Light: How the Enlightenment Transformed Our World (in الإنجليزية). Macmillan. p. 132. ISBN 978-1-250-02490-9.
  2. ^ Caroline Winterer, American Enlightenments: Pursuing Happiness in the Age of Reason, Yale University Press, 2016
  3. ^ Winterer, What Was the American Enlightenment? in The Worlds of American Intellectual History, eds. Joel Isaac, James Kloppenberg, and Jennifer Ratner-Rosenhagen, Oxford University Press, 2016
  4. ^ Ferguson Robert A., The American Enlightenment, 1750–1820, Harvard University Press, 1994
  5. ^ Adrienne Koch, referenced by Woodward, C. Vann, The Comparative Approach to American History, Oxford University Press, 1997
  6. ^ Henry F. May, referenced by Byrne, James M., Religion and the Enlightenment: From Descartes to Kant, Westminster John Knox Press, 1996, p. 50
  7. ^ Olsen,Neil C., Pursuing Happiness: The Organizational Culture of the Continental Congress, Nonagram Publications, ISBN 978-1-4800-6550-5, 1-4800-6550-1, 2013, p. 145
  8. ^ Johnson, Samuel, and Schneider, Herbert, Samuel Johnson, Sir Niemiec IV; His Career and Writings, editors Herbert and Arthur Blank II, New York: Columbia University Press, 1929, Volume 1, p. 7
  9. ^ Johnson and Schneider
  10. ^ Joseph J. Ellis, The New England Mind in Transition: Samuel Johnson of Connecticut, 1696–1772, Yale University Press, 1973, Chapter II and p. 45
  11. ^ Bryan-Paul Frost and Jeffrey Sikkenga, History of American political thought (2003) p. 152
  12. ^ Olsen, p. 16
  13. ^ Benjamin Bissell, The American Indian in English Literature of the Eighteenth Century, (New Haven, Conn.: Yale University Press, 1935)
  14. ^ "CHP 4: Ennobling 'Savages', Native America in European natural-rights philosophy, "Exemplar of Liberty"".
  15. ^ See David Lundberg and Henry F. May, "The Enlightened Reader in America," American Quarterly, vol. 28, no. 2 (1976): 267.
  16. ^ See Mark G. Spencer, David Hume and Eighteenth-Century America (2005).
  17. ^ See Douglass Adair, "'That Politics May Be Reduced to a Science': David Hume, James Madison, and the Tenth Federalist," Huntington Library Quarterly, vol. 20, no. 4 (1957): 343–60; and Mark G. Spencer, "Hume and Madison on Faction," The William and Mary Quarterly, 3rd ser., vol. 59, no. 4 (2002): 869–96.
  18. ^ Linda K. Kerber, "The Republican Ideology of the Revolutionary Generation," pp. 474–95 in JSTOR
  19. ^ J.G.A. Pocock, The Machiavellian Moment p. 507
  20. ^ See for example, Vernon L. Parrington, Main Currents in American Thought (1927) online at [1] Archived 2019-10-24 at the Wayback Machine
  21. ^ Shalhope (1982)
  22. ^ Isaac Kramnick, Ideological Background," in Jack P. Greene and J.R. Pole, The Blackwell Encyclopedia of the American Revolution (1994) ch. 9; Robert E. Shallhope, "Republicanism," ibid ch. 70.
  23. ^ Colbourn, H. Trevor (1974). The lamp of experience: Whig history and the intellectual origins of the American Revolution. New York: Norton; [published for the Institute of Early American History and Culture, Williamsburg, Va. ISBN 9780393007145.
  24. ^ Bailyn, Bernard. The Ideological Origins of the American Revolution (1967)
  25. ^ Adams, Willi Paul (2001). The First American Constitutions: Republican Ideology and the Making of the State Constitutions in the Revolutionary Era. Rowman & Littlefield. pp. 128–29. ISBN 9780742520691.
  26. ^ J. R. Pole, The pursuit of equality in American history (1978) p. 9
  27. ^ Locke, John (1690). Two Treatises of Government (10th ed.). Project Gutenberg. Retrieved May 5, 2018.
  28. ^ Paul Sayre, ed., Interpretations of modern legal philosophies (1981) p. 189
  29. ^ James W. Ely, Main themes in the debate over property rights (1997) p. 28
  30. ^ Sanford, Charles B. The Religious Life of Thomas Jefferson (1987) University of Virginia Press, ISBN 0-8139-1131-1
  31. ^ Eric Foner, Tom Paine and Revolutionary America (1977) p. 257

قراءات أخرى

السير الذاتية

  • Aldridge, A. Owen, (1959). Man of Reason: The Life of Thomas Paine. Lippincott.
  • Cunningham, Noble E. In Pursuit of Reason (1988) well-reviewed short biography of Jefferson.
  • Weinberger, Jerry Benjamin Franklin Unmasked: On the Unity of His Moral, Religious, and Political Thought (University Press of Kansas, 2008) ISBN 0-7006-1584-9

دراسات أكاديمية

  • Allen, Brooke Moral Minority: Our Skeptical Founding Fathers (2007) Ivan R Dee, Inc, ISBN 1-56663-751-1
  • Bailyn, Bernard The Ideological Origins of the American Revolution (1992) Belknap Press of Harvard University Press, ISBN 0-674-44302-0
  • Bedini, Silvio A Jefferson and Science (2002) The University of North Carolina Press, ISBN 1-882886-19-4
  • Cohen, I. Bernard Science and the Founding Fathers: Science in the Political Thought of Jefferson, Franklin, Adams and Madison (1995) W.W. Norton & Co, ISBN 0-393-03501-8
  • Dray, Philip Stealing God's Thunder: Benjamin Franklin's Lightning Rod and the Invention of America (2005) Random House, ISBN 1-4000-6032-X
  • Ellis, Joseph. "Habits of Mind and an American Enlightenment," American Quarterly Vol. 28, No. 2, Special Issue: An American Enlightenment (Summer, 1976), pp. 150–14 in JSTOR
  • Ferguson, Robert A. The American Enlightenment, 1750–1820 (1997) Harvard University Press, ISBN 0-674-02322-6
  • Gay, Peter The Enlightenment: The Rise of Modern Paganism (1995) W.W. Norton & Company, ISBN 0-393-31302-6; The Enlightenment: The Science of Freedom (1996) W.W. Norton & Company, ISBN 0-393-31366-2
  • Greeson, Jennifer "American Enlightenment: The New World and Modern Western Thought." American Literary History (2013) online
  • Israel, Jonathan A Revolution of the Mind – Radical Enlightenment and the Intellectual Origins of Modern Democracy (2009) Princeton University Press, ISBN 0-691-14200-9
  • Jayne, Allen Jefferson's Declaration of Independence: Origins, Philosophy and Theology (2000) The University Press of Kentucky, ISBN 0-8131-9003-7; [traces TJ's sources and emphasizes his incorporation of Deist theology into the Declaration.]
  • Koch, Adrienne. "Pragmatic Wisdom and the American Enlightenment," William and Mary Quarterly Vol. 18, No. 3 (July 1961), pp. 313–29 in JSTOR
  • May, Henry F. The Enlightenment in America (1978) Oxford University Press, US, ISBN 0-19-502367-6; the standard survey
  • May, Henry F. The Divided Heart: Essays on Protestantism and the Enlightenment in America (Oxford UP 1991) online
  • McDonald, Forrest Novus Ordo Seclorum: Intellectual Origins of the Constitution (1986) University Press of Kansas, ISBN 0-7006-0311-5
  • Meyer D.H. "The Uniqueness of the American Enlightenment," American Quarterly Vol. 28, No. 2, Special Issue: An American Enlightenment (Summer, 1976), pp. 165–86 in JSTOR
  • Nelson, Craig Thomas Paine: Enlightenment, Revolution, and the Birth of Modern Nations (2007) Penguin, ISBN 0-14-311238-4
  • Ralston, Shane "American Enlightenment Thought" (2011), Internet Encyclopedia of Philosophy.
  • Reid-Maroney, Nina Philadelphia's Enlightenment, 1740–1800: Kingdom of Christ, Empire of Reason (2000)
  • Richard, C.J. Founders and the Classics: Greece, Rome and the American Enlightenment (1995) Harvard University Press, ISBN 0-674-31426-3
  • Sanford, Charles B. The Religious Life of Thomas Jefferson (1987) University of Virginia Press, ISBN 0-8139-1131-1
  • Sheridan, Eugene R. Jefferson and Religion, preface by Martin Marty, (2001) University of North Carolina Press, ISBN 1-882886-08-9
  • Staloff, Darren Hamilton, Adams, Jefferson: The Politics of Enlightenment and the American Founding. (2005) Hill & Wang, ISBN 0-8090-7784-1
  • Winterer, Caroline American Enlightenments: Pursuing Happiness in the Age of Reason (2016) Yale University Press, ISBN 0-300-19257-6
  • Wood, Gordon S. The Radicalism of the American Revolution (1993) Vintage, ISBN 0-679-73688-3

التأريخ

  • Winterer, Caroline. "What Was the American Enlightenment?" in The Worlds of American Intellectual History, eds. Joel Isaac, James Kloppenberg, Michael O'Brien, and Jennifer Ratner-Rosenhagen (New York: Oxford University Press, 2016): 19–36.
  • Caron, Nathalie, and Naomi Wulf. "American Enlightenments: Continuity and Renewal." Journal of American History (2013) 99#4 pp: 1072–91. online
  • Dixon, John M. "Henry F. May and the Revival of the American Enlightenment: Problems and Possibilities for Intellectual and Social History." William & Mary Quarterly (2014) 71#2 pp. 255–80. in JSTOR

المصادر الأولية

  • Torre, Jose, ed. Enlightenment in America, 1720–1825 (4 vol. Pickering & Chatto Publishers, 2008) 1360 pages; table of contents online at Pickering & Chatto website
  • Lemay, A. Leo, ed. Franklin: Writings (Library of America, 1987)
  • Jefferson, Thomas. Thomas Jefferson, Political Writings ed by Joyce Appleby and Terence Ball. Cambridge University Press. 1999 online
  • Paine, Thomas. Thomas Paine: Collected Writings. Ed. Eric Foner. Library of America, 1995. ISBN 1-883011-03-5.
  • Smith, James Morton, ed. The Republic of Letters: The Correspondence between Thomas Jefferson and James Madison, 1776–1826, 3 vols. (1995)
تمّ الاسترجاع من "https://www.marefa.org/w/index.php?title=التنوير_الأمريكي&oldid=3963811"