يهود سفارديون


اليهود السفارديم (سفرديم) هم اليهود الشرقيون و هم يختلفون في المذهب عن اليهود الغربيين أو (الأشكيناز) ، و الذين تعود أصولهم الأولى ليهود آيبيريا (إسبانيا والبرتغال) الذين طردوا منها في القرن الخامس عشر، و تفرقوا قي شمال أفريقيا و آسيا الصغرى ،و الشام، و كثير منهم كانوا من رعايا الدولة العثمانية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، و كانت لهم لغة خاصة هي لادينو و كانت اللغة مزيجا من اللغة اللاتينية و تحوي كلمات عبرية ، و لكنهم تحدثوا لغات البلاد التي استوطنوها ، كالعربية ، و التركية ، و الإيطالية.

يهود سفارديون
יהדות ספרד (يهـَدوت سفرد)
التعداد الإجمالي
(يهود سفارديون
1.5 - 2.0 مليون(تقديري)
حوالى 20% من تعداد اليهود في العالم)
المناطق ذات التواجد المعتبر
Flag of إسرائيل إسرائيل725,000
Flag of فرنسا فرنسا350,000
Flag of الولايات المتحدة الولايات المتحدة80,000
Flag of الأرجنتين الأرجنتين60,000
Flag of كندا كندا60,000
Flag of البرازيل البرازيل60,000
Flag of المكسيك المكسيك40,000
Flag of ڤنزويلا ڤنزويلا35,000
Flag of أوروگواي أوروگواي30,000
Flag of إيطاليا إيطاليا30,000
Flag of تركيا تركيا25,000
Flag of جورجيا جورجيا13,000
Flag of إسپانيا إسپانيا12,000
Flag of اليونان اليونان8,500
Flag of أذربيجان أذربيجان7,000
Flag of المغرب المغرب5,500
Flag of بلغاريا بلغاريا5,000
Flag of كولومبيا كولومبيا5,000
Flag of كوبا كوبا3,500
Flag of صربيا صربيا3,000
Flag of كرواتيا كرواتيا3,000
Flag of پيرو پيرو3,000
Flag of تونس تونس2,000
Flag of جمهورية أيرلندا أيرلندا2,000
Flag of پورتو ريكو پورتو ريكو1,500
Flag of البوسنة والهرسك البوسنة والهرسك1,200
Flag of هولندا هولندا1,000
Flag of الپرتغال الپرتغال500
Flag of جمهورية مقدونيا جمهورية مقدونيا200
Flag of مصر مصر100
Flag of كوريا الجنوبية كوريا الجنوبية100
اللغات
العبرية، لغة لادينو و لغات أخرى
الديانة
اليهودية
الجماعات العرقية ذات الصلة
يهود أشكناز، يهود مزراحيون، مجموعات يهودية أخرى، العرب، أسبان و برتغاليون
جزء من سلسلة عن
Star of David.svg        Lukhot Habrit.svg        Menora.svg
اليهودية
بوابة | تصنيف
اليهود· اليهودية · طوائف
الأورثوذوكس · المحافظون · الإصلاح
حريديم · حسيديم · الأرثوذكسية الحديثة
إعادة الإنشاء · التجديد
الرابينية · إنسانية · القراؤون · السامريون
الفلسفة اليهودية
مبادئ الإيمان · منيان · قباله
قوانين نوح · الله · اليوم الآخر · المسيح المنتظر
شعب الله المختار · هولوكوست · الاحتشام
Tzedakah · الأخلاق · Mussar
النصوص الدينية
توراة · تناخ · تلمود · مدراش · Tosefta
الأدب الحاخامي · Kuzari · مشنه توراه
Ḥumash · سيدور · Piyutim · زوهار
القانون الديني
تلمود · مشنه توراه · تور
Shulchan Aruch · Mishnah Berurah · Chazon Ish
كشروت · Rov · Chazakah · Hechsher · Chametz
المدن المقدسة
القدس · صفد · الخليل · طبرية
الشخصيات الهامة
ابراهيم · سارة · إسحاق · ربكا ·
يعقوب/إسرائيل · راحيل · لياه · الأسباط الإثنى عشر · موسى
دبره · روث · سليمان · داوود
هيلل · Shammai · ربي أكيڤا · يهوذا الأمير
Rav · سعاديا گاعون · ريف · رشي · Tosafists
ابن ميمون · نحمانيدس · يوسف كارو
دورة الحياة اليهودية
بريت · بار/بات ميتسڤاه · شيدوخ · الزواج · لاگ بعومر
Niddah · Naming · Pidyon haben · Bereavement
أدوار دينية
حاخام · ربه · Posek · حزان
كوهين/الكاهن · Mashgiah · Gabbai · Maggid
Mohel · ديان · روش يشيڤا
كهيلا والمؤسسات الدينية
Cheder · تلمود توراه · يشيڤا · كنيس
Mikvah · Gemach · Chevra Kadisha · Kollel
مباني دينية
الهيكل المقدس / تابوت العهد
كنيس · Mikvah · Sukkah
مقالات دينية
Tallit · تفيلين · كپاه · Sefer Torah
Tzitzit · مزوزه · منوره · Hanukiah · شوفار
4 Species · Kittel · Gartel · Yad
الصلوات والمناسك اليهودية
شما · Adon Olam · Amidah · Aleinu · Kol Nidre
Musaf · Kaddish · هلل · Ma Tovu · Selichot
بركت همزون · Tefilat HaDerech · Shehecheyanu
Tachanun · Kabbalat Shabbat · Havdalah
الملابس اليهودية
Shtreimel · Bekishe · Fedora · Yarmulke
Sheitel · Tichel
اليهودية والديانات الأخرى
المسيحية · الإسلام · "Judeo-Christian" · غيرهم
الديانات الابراهيمية · اليهودية-الوثنية · الشرك
مواضيع ذات صلة
معاداة السامية · نقد
حب السامية · الرق · يشيڤا · الصهيونية

و سفارد (ספרד) اسم مدينة في آسيا الصغرى تم ربطها بإسبانيا عن طريق الخطأ، فتُرجمت الكلمة في الترجوم (الترجمة الآرامية لأسفار موسى الخمسة) إلى «إسباميا»، و«سباميا»، أما في البشيطا (الترجمة السريانية لأسفار موسى الخمسة) فهي «إسبانيا». وابتداءً من القرن الثامن الميلادي، أصبحت كلمة «سفارد» هي الكلمة العبرية المستخدمة للإشارة إلى إسبانيا. وتُستخدَم الكلمة في الوقت الحاضر للإشارة إلى اليهود الذين عاشوا أصلاً في إسبانيا والبرتغال، مقابل الإشكناز الذين كانوا يعيشون في ألمانيا وفرنسا ومعظم أوروبا[1].

في إسرائيل هناك حاخمية شرقية( أعلى هيئة دينية) تضم تحت لواءها كل اليهود من باقي الجاليات الشرقية غير السفرادية أي غير اليهود الذين نفوا من الأندلس وهم البخاريون، اليمنيون, يهود بلاد الرافدين، يهود بومباي ...

رابي "شلومو موشي عمار" المغربي الأصل هو الحاخام الأعظم في إسرائيل وسبقه قبل دلك العراقي "عوباديا يوسف" .

يوجد حوالي 12,000 منهم في إسبانيا حالياً وحوالي 500 فقط في البرتغال.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

مع ازدهار شبه جزيرة أيبريا هاجر اليهود إليها نظرا للعامل الاقتصادي ومع الفتح الإسلامي للأندلس على يد طارق بن زياد وموسى بن نصير تحولت الأندلس إلى الجنة الموعودة لجميع من بها وعاش اليهود أزهى عصورهم عرف بالعصر الذهبي. ذلك العصر الذي لم يستطيعوا تحقيقه في مملكتهم السابقة ( مملكة سليمان ) ولا في دولتهم الحالية. كلمة سفرد هي كلمة تعود إلى إحدى مدن آسيا الصغرى فسرها العهد القديم ضمن بلاد الأندلس وأطلقت عليها من ذلك الحين. نتيجة للتأثير والتأثر الطبيعي للمهاجرين اليهود تحولت لغتعم العبرية إلى خليط من العبرية واللاتينية فيما عرف باللادينو مع طرد المسلمين من الأندلس في القرن 13 وأفول نجم دولتهم هناك تفرق اليهود ( أو كثير منهم ) في حوض البحر المتوسط وشمال أفريقيا في حين بقى البعض الآخر في إسبانيا نظرا للعامل الاقتصادي متحملين الحكم القوطي ومحاكم التفتيش الأسبانية.[3]

إن بقاء اليهود أحياء بعد تسعة عشر قرناً من الشدة والثأر أشبه بلحن كئيب في تاريخ الجهل، والكراهية، والشجاعة، والمرونة. ذلك أنهم بعد أن حرموا الوطن، وأكرهوا على التماس الملجأ في جيوب عنصرية بين أعداء عتاة، وتعرضوا في كل لحظة للإهانة والظلم، وللمصادرة أو الطرد والمذابح الفجائية، دون أن يكون لهم سلاح يدافعون به عن أنفسهم سوى سلاح الصبر والمكر والتصميم اليائس والإيمان بدينهم-فإنهم عاشوا مغالبين خطوباً وشدائد لم يقو على مغالبتها شعب آخر في التاريخ، ولم تتحطم إرادتهم قط، ومن فقرهم وحزنهم أنجبوا شعراء وفلاسفة بعثوا ذكرى المشترعين والأنبياء العبرانيين الذين وضعوا الأسس الروحية للعالم الغربي.

وكان استئصال شأفة اليهود في أسبانيا الآن كاملاً تقريباً، فلم يكن لهم من بقاء الاكتيار مختبئ في الدم الأسباني، حتى أن أسقفاً أسبانياً استطاع أن يعرب عام 1595 عن ارتياحه لأن اليهود المتنصرين أمكن استيعابهم بنجاح بطريق التزاوج بينهم وبين المسيحيين، وأن أخلافهم الآن مسيحيون أتقياء(2). ولكن ديوان التفتيش لم يوافقه على رأيه هذا، ففي 1654 أحرق عشرة رجال في كوينكا واثنا عشر في غرناطة، وفي 1660 قبض على واحد وثمانين في إشبيلية، وأحرق سبعة، بتهمة التمسك سراً بالشعائر اليهودية(3).

وفي البرتغال، على الأخص، وأصل الكثير من المتنصرين في الظاهر (الكونفرسو conversos أو المارانو) ممارسة اليهودية ونقلها في عزلة بيوتهم، ووقع أكثر من مائة منهم ضحايا لديوان التفتيش لأنهم مرتدون (relapsos) بين عامي 1565 و1595(4)-ووجد اليهود المتسترون مكاناً قلقاً في الحياة البرتغالية كتاباً، وأساتذة، وتجاراً، وماليين، بل ورهباناً وقسيسين، على الرغم من كل أخطار الكشف عن حقيقتهم. وكان ألمع الأطباء يهوداً متخفين، وفي لشبونة طورت أسرة منديس شركة مصرفية من أعظم الشركات في أوربا.

وبعد أن اندمجت البرتغال في أسبانيا (1580)، زاد نشاط ديوان التفتيش البرتغالي، ففي السنين العشرين التالية أقيم خمسون احتفالاً لإقامة المهرطقين، وحكم على 162 بالإعدام، وعلى 2.979 تائباً بالعقوبات التفكيرية، وأحرق في لشبونة (1603) راهب فرنسسكاني يدعى ديوجودا أسومساو، يبلغ الخامسة والعشرين، بعد أن اعترف باعتناقه اليهودية(5). وهاجر إلى أسبانيا الكثير من المارانو بعد أن وجدوا ديوان التفتيش البرتغالي أشد وحشية من نظيره الأسباني. وفي 1604، بفضل رشوة قدرها 1.860.000 دوكاتية دفعوها لفيليب الثالث، ورشا أقل لوزرائه، أقنعوا الملك بأن يحصل من البابا كلمنت الثامن على مرسوم يأمر فيه قضاة التفتيش البرتغاليين بأن يفرجوا عن جميع المارانو المسجونين ويفرضوا عليهم عقوبات روحية فقط. فأطلق في يوم واحد (16 يناير 1605) سراح 410 من هؤلاء الضحايا. ولكن مفعول هذا الرشا وأمثالها كان يضعف بمضي الوقت، ولم يلبث الإرهاب البرتغالي أن عاد سيرته الأولى عقب موت فيليب الثالث (1621). ففي 1623 قبض على مائة من "المسيحيين المحدثين" في بلدة مونتمور أو نوفو. وفي كوامبرا، مركز المملكة الثقافي، قبض على 247 في 1626، وعلى 218 في 1629، وعلى 247 في 1631. وخلال عشرين عاماً (1620-40) أحرق 230 يهودياً برتغالياً شخصياً، و161 دمية تمثلهم بعد أن هربوا، و"صولح" 4.995 بعقوبات أخف(6). وفر الآن المارانو من البرتغال كما فروا من قبل من أسبانيا، مخاطرين بحياتهم وتاركين ثروتهم خلفهم إلى أركان المسكونة كلها.

والتمست الكثرة العظمى من منفيي الصفارديم ملاذاً في بلاد المسلمين، وكونوا أو انضموا إلى مستوطنات يهودية في شمال أفريقية وسالونيك، والقاهرة، والآستانة، وأدرنة، وأزمير، وحلب، وإيران. في هذه المراكز تعرض اليهود لقيود سياسية واقتصادية، ولكن ندر أن تعرضوا لاضطهاد بدني. وبلغ اليهود مكانة مرموقة لا بوصفهم أطباء فحسب، بل مشاركين في شئون الدولة. من ذلك أن يوسف ناصي، أحد المارانو كان مقرباً لسليم الثاني، وكان بصفته دوق ناكسوس (1566) يتسلم إيراد عشر جزر في الأرخبيل(7). وكان يهودي ألماني يدعى سليمان بن ناثان أشكنازي سفيراً لتركيا في فيينا في 1571، ودخل في مفاوضات هناك لإبرام صلح أنهى الحرب حيناً مع الباب العالي.

أما في إيطاليا فإن حظوظ اليهود كانت بين صعود وأفول تبعاً لحاجات الأدواق والبابوات وأمزجتهم. ففي ميلان ونابلي، وكلاهما كانت تحكمه أسبانيا، كادت الحيل تستحيل عليهم، وفي عام 1669 طردهم مرسوم صريح من جميع الممتلكات الأسبانية. أما في بيزا وليفورنو (لجهورن) فقد منحهم كبار الأدواق التوسكانيون الحرية الكاملة تقريباً، لحرصهم على تنمية تجارة هذين الثغرين الحرين. وصدر في 1593 مرسوم للتجار في هاتين المدينتين كان في حقيقته دعوة موجهة للمارانو "نود ألا يقوم أي... تحقيق ديني، أو افتقاد، أو تنديد، أو اتهام. ضدكم أو ضد أسركم، حتى ولو كانوا فيما مضي يعيشون خارج أملاكنا متخفين كمسيحيين، أو تسموا بأسماء المسيحيين(8)" ونجحت الخطة، وازدهرت ليفورنو، واشتهرت جاليتها اليهودية-التي لم تفقها عدداً سوى جاليتي رما والبندقية-بثقافتها كما اشتهرت بثرائها.

أما مجلس شيوخ البندقية فكان يطرد اليهود المرة بعد المرة خوفاً عن علاقاتهم بتركيا، ويسمح لهم المرة بعد المرة بالعودة باعتبارهم عنصراً ذا قيمة لا في التجارة والمالية فحسب بل في الصناعة أيضاً، فقد استخدمت المشاريع اليهودية في البندقية أربعة آلاف عامل مسيحي(9). واستوطنها اليهود الألمان والشرقيون كما استوطنها اليهود الصفارديم، وبسط مجلس الشيوخ عليهم حمايته من ديوان التفتيش. وكانوا كلهم تقريباً يعيشون في حي اليهود، "الجوديكا"، ولكنهم لم يلزموا بسكناه، وكان هذا "الغيت ghetto" يضم الكثير من الأسر الغنية، والبيوت الجميلة، ومجمعاً مؤثثاً تأثيثاً فاخراً بني في 1584، ثم أعيد بناؤه في 1655 بإشراف المعماري الشهير بلداساري لونجينا. وكان يهود البندقية الستة الآلاف أرقى ثقافة من أي جالية يهودية في هذا العصر.

واستقرت في فرارا حوالي 1560 مستوطنة من المارانو القادمين صلاً من البرتغال، ولكنها شتتت في 1851 بأمر البابا، الذي فعل هذا تحت ضغط ديوان التفتيش البرتغالي. وفي مانتوا كان أدواق جونزاجو يحمون اليهود، ولكنهم يسلبونهم دورياً بالتبرعات و "القروض"، وفي 1610 أجبر جميع يهود مانتوا على مسكن حي مسور لليهود تقفل بواباته عند الغروب وتفتح في الفجر(10). فلما ستفشي الطاعون في مانتاوا أتم اليهود بأنهم هم الذين جلبوه إليها، وحين استولى جنود الإمبراطور على المدينة إبان حرب الوراثة المانتوية، نهبوا حتى اليهود تماماً، واغتصبوا 800.000 سكودي جواهر ونقوداً، وأمروا اليهود أن يرحلوا عن مانتوا خلال ثلاثة أيام غير آخذين من مقتنياتهم إلا ما يستطيعون حمله(11).

أما في روما، حيث درج البابوات من قبل على حماية اليهود، فإنهم بعد عام 1565 (باستثناء سيكستوس الخامس) أصدروا سلسلة طويلة من المراسيم المعادية لهم. فأمر بيوس الخامس (1566) جميع السلطات الكاثوليكية بأن تطبق تطبيقاً كاملاً كل ما فرض على اليهود من قيود وحدود دينية. فلا بد منذ الآن أن يقصروا على أحياء معزولة عزلاً مادياً عن السكان المسيحيين، وعليهم أن يلبسوا شعاراً أو ثوباً مميزاً، ولا حق لهم في تملك الأرض، ولا في أن يكون لهم أكثر من مجمع واحد في أية مدينة. وفي 1569، بمقتضى مرسوم بابوي اتهم اليهود بالربا، والقوادة، والشعوذة، وفنون السحر، أمر بيوس الخامس بطرد جميع اليهود من الولايات البابوية فيما عدا مدينتي أنكونا وروما(12). وحرم جريجوري الثالث عشر (1581) على المسيحيين استخدام الأطباء اليهود، وأمر بمصادرة الكتب العبرية، وجدد (1584) إلزام اليهود بالاستماع إلى مواعظ هدفها هدايتهم إلى المسيحية. وأنهى سيكستوس الخامس هذا الاضطهاد بعض الوقت ففتح حي اليهود (1586)، وسمح لليهود أن يسكنوا أني شاءوا في الولايات البابوية، وأعفاهم من ارتداء أي شارة أو لباس مميز، وأذن لهم بطبع التلمود وغيره من المؤلفات العبرية، ومنحهم حرية العبادة كاملة، وأمر المسيحيين بأن يعاملوا اليهود ومجامعهم بالاحترام والرأفة(13). ولكن هذه البابوية المسيحية كانت قصيرة الأجل، فقد جدد كلمنت الثامن مرسوم الطرد (1593). وما حل عام 1640 حتى كان جميع يهود إيطاليا تقريباً يسكنون الغيت، فإذا بارحوه كان عليهم أن يلبسوا شارة تدل على سبطهم، وحرموا من الاشتغال بالزراعة أو الانتماء إلى الطوائف الحرفية. وقد وصف مونتيني أثناء جولته في روما عام 1581 كيف كان اليهود في السبت يلزمون بإرسال ستين من شبابهم إلى كنيسة سنتانجيلو في بسكيريا ليستمعوا إلى عظات تحضهم على اعتناق المسيحية(14). وقد شهد جون ايفلين احتفالاً كهذا في روما (7 يناير 1645)، ولا حظ أن "الاهتداء أمر نادر جداً" وكان كثير من خصائص اليهود المنفرة، سواء البدنية والخلقية، نتيجة لطول الحبس والذل والفقر.

أما في فرنسا فقد كان اليهود من الناحية النظرية خاضعين لجميع القيود التي طلب بيوس الخامس فرضها عليهم، أما من الناحية الفعلية فقد أكسبتهم أهميتهم في الصناعة والتجارة المالية تسامحاً صامتاً. وقد أكد كولبير في أحد أوامره المزايا التي تحصل عليها مرسيليا من مشروعات اليهود التجارية(15). واستقر لاجئوا المارانو في بوردو وبايون، وبلغ إسهامهم في الحياة الاقتصادية لجنوب غربي فرنسا مبلغاً حمل السلطات على السماح لهم بممارسة شعائرهم اليهودية في تخف يقل شيئاً فشيئاً. ولما غزا جيش من المرتزقة بوردو في 1675، خشي مجلس المدينة أن يعطل نزوح اليهود المرتاعين في أعدا كبيرة عن المدينة ثراءها، فبدونهم-كما قال ناظر ملكي في تقريره-ستخرب لا محالة تجارة بوردو والإقليم بأسره(16)". وبسط لويس الرابع عشر حمايته على اجالية اليهودية في متز، فلما عذب القضاة المحليون يهودياً حتى الموت (1670) لاتهامه بقتل طفل قتلاً طقسياً أدان الملك إعدام الرجل قائلاً إنه جريمة قتل ارتكبها القضاء، وأمر بأن تعرض بعد ذلك الاتهامات الجنائية لليهود على المجلس الملكي(17). وقرب ختام حكم لويس، حين أفضت حرب الوراثة الأسبانية بالحكومة الفرنسية إلى شقا الإفلاس، وضع المالي اليهودي صموئيل برنار ثروته تحت تصرف الملك، ودان الملك المتكبر بالشكر لمعونة "أعظم مصرفي في أوربا(18)".


كبار حاخامات السفرديم في إسرائيل

انظر أيضاً

 
اليهود في البلدان الإسلامية (1850-1950). انقر على الصورة للمطالعة.
عام
لغات
ثقافة
تاريخ
أشخاص مشهورون

مصادر

  1. ^ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، عبد الوهاب المسيري، 1999
  2. ^ http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Judaism/jewpop.html
  3. ^ عبد الوهاب المسيري. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.

وصلات خارجية