الشتات اليهودي

الشتات اليهودي Jewish diaspora (أو ببساطة الشتات) هو المصطلح الذي يُطلق على گلوت גלות (اليديشية: 'Golus')، أو 'منفى exile'، اليهود من منطقة مملكة يهودا ومقاطعة يودايا الرومانية ولاحقاً الهجرة من أرض إسرائيل بمعناها الواسع.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشتات الثاني 73 م

 
في روما، ما زال يوجد تابوت تيتوس، ويصور المستعبدين من يودايا والغنائم من الهيكل التي جـُلِبت إلى روما.

لقد كانت هجرة مليون من اليهود أو تشريدهم مما عجل انتشارهم في جميع بلاد البحر الأبيض المتوسط، ومن أجل هذا أرّخ علماؤهم تشتيتهم من الوقت الذي دمر فيه هيرودس الهيكل. ولقد رأينا أن هذا التشتيت بدأ بالسبي أو الأَسْر البابلي قبل ذلك الوقت بستة قرون وانه تجدد باستيطانهم في الإسكندرية. وإذا كانت كثرة التناسل مما يحتمه الدين اليهودي والشريعة اليهودية على الصالحين المتقين، وإذ كان وأد الأطفال محرماً عليهم فإن انتشار اليهود كانت له أسباب من علم الأحياء نفسه فضلاً عن أسباب اقتصادية؛ وكان لا يزال لليهود بعض الشأن القليل في تجارة العالم. وقد قال عنهم استرابون قبل سقوط أورشليم بخمسين عاماً قولاً لا يخلو من المغالاة التي أملتها عليه نزعته المعادية للسامية: "يصعب على الإنسان أن يجد في العالم المعمور كله مكاناً واحداً خالياً من هذا الجنس من الناس، أو خير مملوك له"(61). ووصف فيلو قبل التشتيت بعشرين عاماً "القارات... الملآى بالمحلات اليهودية ومثلها... الجزائر وبلاد بابل كلها تقريباً"(62). وما وافى عام 70 من بعد الميلاد حتى كان آلاف من اليهود في سلوقية على نهر دجلة وفي غيرها من مدائن جارثية. وكانوا كثيري العدد في بلاد العرب، ومنها عبروا البحر إلى بلاد الحبشة. وكانوا في سوريا وفينيقية وكانت لهم جالية كبيرة في طرسوس، وإنطاكية، وميليتس، وإفسوس، وسرديس، وأزمير. وكانوا أقل من ذلك بعض الشيء في ديلوس، وكورنثة، وأثينة، وفلباي وپيريه، وسلانيك. أما في غرب البحر الأبيض كانت هناك جماعات من اليهود في قرطاجنة، وسرقوسة، وبتيولة، وكبوة، وبمبي، وروما، وحتى فنزويا موطن هوراس نفسها لم تكن تخلو من اليهود. وفي وسعنا أن نقدر عدد اليهود في الإمبراطوريّة الرومانية إجمالاً بنحو سبعة ملايين أي نحو 7% من سكانها وضعفي نسبتهم إلى سكان الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأيام(63).

 
طرد اليهود في عهد الامبراطور هادريان (135 م): كيف أخرج هرقليوس اليهود من اورشليم. (صورة من منمنمة في تاريخ الأباطرة، مخطوطة من القرن 15، في مكتبة الترسانة، باريس.)

وقد أثاروا بكثرة عددهم، ولباسهم، وطعانهم، وختانهم، وفقرهم، وطمعهم، ورخائهم، وعزلتهم، وذكائهم، ونفورهم من الصور وتشددهم في مراعاة السبت رغم ما يسببه ذلك من العنت لهم، أثاروا بهذا كله حركة عداء للسامية تختلف من المزاح في الملاهي، والسخرية بهم في أقوال جوفنال وتاستس، إلى ذبحهم فرادى في الشوارع، وقتلهم زرافات في المذابح المدبرة. وقد نصب أبيون السكندري نفسه مدافعاً عن هذه الهجمات، ورد عليه يوسفوس برسالة صارمة شديدة اللهجة.

وسافر يوسفوس مع تيتس إلى روما بعد سقوط أورشليم، وصحب قاهر بني جنسه في موكب نصر عرض فيه أسرى اليهود والمغانم اليهودية. ومنحه فسبازيان حق المواطنية الرومانية، ووظف له معاشاً وخصص له مسكناً في قصره وأقطعه أرضاً خصبة في بلاد اليهود(65). وتسمى يوسفوس نظير هذا باسم آسره فسبازيا، وهو فلافيوس، وكتب تاريخ حرب اليهود (حوالي عام 75)، ليدافع عن أعمال تيتس في فلسطين. ويبرز انشقاقه على بني جنسه، ويثبط عزائم اليهود إذا ما فكروا في الخروج على روما مرة أخرى بإظهار قوتها وبأسها. واشتد إحساسه بعزلته في شيخوخته فألّف كتاباً في قدم اليهود أراد به أن يستعيد عطف بني جنسه بأن يصور لغير اليهود ما قام به هذا الشعب من جلائل الأعمال، ويصف عاداتهم وأخلاقهم. وقصصه في هذا الكتاب واضح قوي، ووصفه لهيرودس الأكبر لا يقل امتعاناً عن وصف أفلوطرخس، ولكن تحيزه، والغرض الذي يكتب من أجله يفسدان موضوعية الكتاب. وقد تطلب قدم اليهود عدة سنين وأنهك قوى المؤلف، فلم يستطع أن يتمه، وكتب أمناء سره الكتب الأربعة الأخيرة من العشرين كتاباً التي يتألف منها هذا المجلد الضخم مستعينين على كتابتها بمذكراته(66). ولم يكن يوسفوس قد جاوز الخامسة والستين من عمره حين نشر الكتاب، ولكنه كان قد ضعفت قواه متأثرة بحياة المغامرات، والجدل، والعزلة الأخلاقية.

واستطاع اليهود أن يعيدوا بالتدريج بناء حياتهم الاقتصادية والثقافية في فلسطين. وبينما كان الحصار مضروباً على أورشليم فر من المدينة تلميذ شيخ من تلاميذ هلل يدعى يوحنن بن زكاي لأنه خشي أن يبيد المعلمون كلهم في المذبحة فلا يبقى من ينقذ الأحاديث الشفوية. ولما خرج من المدينة أقام مجمعاً علمياً في كرم عند يبنى أو يمنيا قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط. ولما سقطت أورشليم نظم يوحنن سنهدريناً جديداً في يمنيا، ولم يؤلفه من الكهنة، وسياسيين، والأثرياء، بل ألفه من الفريسيين والأحبار أي معلمي الشريعة. ولم يكن لهذا المجلس المعروف باسم بيت الدين أية سلطة سياسية، ولكن معظم يهود فلسطين كانوا يعترفون بسلطانه في جميع الشئون المتعلقة بالدين والأخلاق. وكان الحاخام الذي يختاره المجلس رئيساً له يعين الموظفين الإداريين المشرفين على الجماعات اليهودية، وكان من حقه أن يخرج من حظيرة الدين مَن لا يرضى عنهم من اليهود. وكان من أثر النظام الصارم الذي فرضه الحاخام جماليل الثاني (حوالي سنة 100م) أن توثقت الرابطة بين أعضاء المجلس أولاً، ثم بين يهود يمنيا، ثم بين يهود فلسطين كلها فيما بعد. وحدث في أيامه أن أعيد النظر في التفسيرات المتناقضة للشريعة وهي التفسيرات التي نقلها هلل وشماي، ثم أخذ الرأي عليها، وكانت النتيجة أن قبلت معظم تفسيرات هلل وفرض على اليهود جميعهم أن يعملوا بها.

وإذا كانت الشريعة قد أصبحت وقتئذ الرابطة القوية التي لا غنى عنها والتي تؤلف بين اليهود المشتتين الذين لا تؤلف بينهم دولة، فقد أصبح تعليم هذه الشريعة أهم عمل تقوم به الكنائس في جميع البلاد التي شتتت فيها اليهود. وحل المجمع محل الهيكل، كما حلت الصلاة محل التضحية، وحل الربان محل الكاهن. وأخذ الشراح (التنايم) يفسرون مختلف القوانين اليهودية المنقولة بطريق السماع (هلاخا) وكانوا يؤيدون شروحهم في العادة بعبارات يقتبسونها من الكتاب المقدس، يضيفون إليها قصصاً وعضات أو غيرها من المواد (هجادا) ويوضحونها بها في بعض الأحيان. وأشهر هؤلاء التنايم هو الحاخام عكيبا بن يوسف. وقد انضم هذا الربان، وهو في سن الأربعين، إلى ابنه البالغ من العمر خمس سنين، وذهبا معاً إلى المدرسة فتعلم القراءة، واستطاع في زمن قليل أن يتلو عن ظهر قلب جميع أسفار موسى. وبعد دراسة دامت ثلاثة عشر عاماً افتتح له مدرسة تحت شجرة تين في قرية قريبة من يمنيا. وقد كانت حماسته، ومثاليته، وشجاعته، وفكاهته، بل وتعسفه الشديد سبباً في التفاف كثيرين من الطلاب حوله. ولما جاءت الأنباء في عام 95، أن دومتيان سيتخذ إجراءات جديدة ضد اليهود، اختير أكيبا وجماليل واثنان آخران من اليهود ليتصلا اتصالاً شخصياً بالإمبراطور. وبينما هم في روما إذ توفي دومتيان. واستمع نيرفا إلى رسالتهم وأظهر العطف على مطالبهم، وألغى الضريبة المفروضة على اليهود لإعادة بناء روما.

ولما عاد أكيبا إلى يمنيا أخذ على عاتقه أن يقوم بذلك العمل الشاق الذي قضى فيه بقية حياته ونعني به تقنين الهلاكا، وأتم هذا العمل من بعده تلميذه الربان مير Meir وخليفتهما الأب يهوذا (حوالي 200م). وقد بقيت الهلاكا حتى في هذه الصورة المصنفة جزءاً من الأحاديث الشفوية، يتناقلها العلماء والحفاظ المحترفون جيلاً بعد جيل - فكانوا هم النصوص الحية للشريعة الموسوية.

وكان في الطرق التي جرى عليها أكيبا من السخف بقدر ما في النتائج للتي وصل إليها من الصحة. وقد فسر الشريعة المسطورة تفسيراً عجيباً إذ جعل لكل حرف من حروفها معنى خفياً ثم استمد من هذا التفسير مبادئ حرة؛ ولعل للباعث له على هذا التفسير ما لاحظه من أن الناس لا يقبلون الشيء المعقول إلا إذا كان في صورة غامضة خفية. وعن أكيبا أخذ هذا التنظيم وذاك العرض لعلمي الدين والأخلاق اللذين انتقلا عن طريق التلمود إلى ابن ميمون، ثم انتقلا آخر الأمر إلى أساليب الفلاسفة المدرسيين.

ولما بلغ سن التسعين وضعفت قواه وأصبح من الرجعيين ألفى نفسه، كما كان في أيام شبابه، محوطاً بالثورة من كل الجوانب. ذاك أن يهود قورينة، ومصر، وقبرص، وأرض الجزيرة، رفعوا لواء الثورة على روما مرة أخرى في عامي 115 - 116، وأخذ اليهود يقتلون غير اليهود، وهؤلاء يقتلون أولئك حتى أصبح التقتيل هو العادة المألوفة في تلك الأيام. ويقول ديو إن 220.000 قتلوا في قورينة، و240.000 في قبرص. وتلك أرقام لا يقبلها العقل بطبيعة الحال، ولكنا نعرف أن قورينة لم تنتعش قط بعد هذا التخريب، وأن اليهود ظلوا عدة قرون بعد ذلك الوقت لا يسمح لهم قط بدخول قبرص. ثم أخمدت الفتن، ولكن من بقي من اليهود ظلوا محتفظين بأملهم القوي في ظهور مسيح يعيد بناء الهيكل ويعيدهم هم ظافرين إلى أورشليم. وأشعل الرومان، بحمقهم وبآلهتهم، نار الثورة من جديد. ذلك أن هدريان أعلن في عام 130 أنه يعتزم بناء ضريح لجوبتر في مكان الهيكل، ثم أصدر في عام 131 مرسوماً بتحريم الختان وتعليم الشريعة اليهودية علناً(67). وكانت آخر وقفة وقفها اليهود في التاريخ القديم لاستعادة حريتهم في عام 132 بزعامة شمعون بار كوخبا الذي ادعى أنه هو المسيح. وبارك أكيبا هذه الثورة رغم أنه كان طوال حياته يدعو إلى السلم، وذلك حين إعترف بار كوخبا أنه هو المنقذ.

وظل الثوار ثلاث سنين مستبسلين في قتال الفيالق الرومانية حتى هزموا آخر الأمر بعد أن نفذ طعامهم وعتادهم. ودمر الرومان 985 مدينة في فلسطين وذبحوا 580.000 يهودي ويقال إن الذين ماتوا من الجوع والمرض والحريق كانوا أكثر من هذا العدد. وخربت بلاد اليهود كلها تقريباً، وخرَّ بار كوخبا نفسه صريعاً أثناء دفاعه عن بيثار. وكان الذين بيعوا من اليهود في أسواق الرقيق من الكثرة بحيث انخفض ثمن الواحد منهم حتى ساوى ثمن الحصان. واختبأ الآلاف منهم في سراديب تحت الأرض مفضلين ذلك على الأسر؛ ولما أحاط بهم الرومان هلكوا من الجوع واحداً بعد واحد، وكان الأحياء منهم يأكلون جثث الموتى(68). وأراد هدريان أن يقضي على ما في اليهودية من رجولة وقدرة على الانتعاش، فلم يكتفِ بتحريم الختان بل حرم معه الإسبات والاحتفال بأي عيد من أعياد اليهود أو إقامة أي طقس من الطقوس اليهودية علناً(69). وفرضت ضريبة شخصية جديدة أكبر من الضريبة السابقة على جميع اليهود، وحرم عليهم دخول بيت المقدس إلا في يوم واحد محدد في العام يسمح لهم فيه بالمجيء إلى دمشق ليبكوا أمام خرائب الهيكل. وقامت في مواضع أورشليم مدينة إبليا كبتولينا الوثنية، وشيد فيها ضريحان لجوبتر وفينوس، وساحات للرياضة وملاهٍ وحمّامات، وحل مجلس يمنيا وحرم أعضاؤه الاجتماع، وأجيز لمجلس عاجز أصغر منه أن يجتمع في لدا Lydda. أما تعليم الشريعة جهرة فقد منع منعاً باتاً، وأنذر كل من خالف ذلك بالإعدام، وأعدم بالفعل عدد من الأحبار الذين خالفوا. وأصر أكيبا، وكان وقتئذ في الخامسة والتسعين من عمره على أن يعلم تلاميذه، فزج في السجن ثلاث سنين، ولكنه لم ينقطع عن التعليم في سجنه، فحوكم، وأدين، وأعدم وهو ينطق بالعقيدة اليهودية الأساسية: "اسمعي يا إسرائيل، الرب إلهنا، والرب واحد"(70).

وظل اليهود قروناً عدة يعانون آثار النكبة التي حلت بهم بعد ثورة بار كوخبا، وإن كان أنطونينس بيوس قد خفف من صرامة مراسيم هدريان، ودخلوا من هذه اللحظة في دور الكهولة، وتخلوا عن كل العلوم الدنيوية ما عدا الطب، ونبذوا الهلنستية على اختلاف صورها، ولم يتلقوا السلوى أو الوحدة إلا من أحبارهم، وشعرائهم الصوفيين وشريعتهم. ولسنا نعرف شعباً آخر قد طال نفيه كما طال نفي اليهود، أو عانى من الأهوال مثل ما عانوا. لقد حرم عليهم أن يدخلوا المدينة المقدسة، وأُرغموا على تسليمها للوثنية ثم للمسيحية، وشُردوا في كل ولاية من ولايات الدولة الرومانية وإلى ما وراء حديد تلك الدولة، وضُربت عليهم المذلة والمسكنة، ولم يجدوا لهم صديقاً حتى بين الفلاسفة والقديسين، فابتعدوا عن المناصب العامة وعكفوا في عزلتهم على الدرس والعبادة، واستمسكوا أشد الاستمساك بأقوال علمائهم، وأخذوا يتأهبون لكتابتها آخر الأمر في تلمود بابل وفلسطين. وهكذا اختبأت اليهودية في ظلمات الخوف والفزع، بينما كانت وليدتها المسيحية تخرج لفتح العالم وسيادته.


الشتات في الحياة اليهودية المعاصرة

  1. گوش دان (تل أبيب وما حولها)إسرائيل – 2,979,900.
  2. نيويوركالولايات المتحدة – 2,007,850.
  3. بوينس أيرسالأرجنتين – 1,165,000.
  4. القدس – 705,000.
  5. لوس أنجلسالولايات المتحدة – 684,950.
  6. حيفاإسرائيل – 671,400.
  7. ساو پاولوالبرازيل – 565,000.
  8. ميامي – الولايات المتحدة – 485,850.
  9. بئر السبعإسرائيل – 367,600.
  10. سانتياگوتشيلي – 365,000.
  11. San Franciscoالولايات المتحدة – 345,700.
  12. باريسفرنسا – 284,000.
  13. شيكاغوالولايات المتحدة – 270,500.
  14. فيلادلفياالولايات المتحدة – 263,800.
  15. بوسطنالولايات المتحدة – 229,100.
  16. Mexico Cityالمكسيك – 225,000.
  17. Washington, DCالولايات المتحدة – 215,600
  18. لندنالمملكة المتحدة – 195,000.
  19. تورونتوكندا – 180,000.
  20. Porto Alegreالبرازيل – 165,000
  21. كراكاسVenezuela – 162,500.
  22. كويتوالإكوادور – 160,000.
  23. Atlantaالولايات المتحدة – 119,800.
  24. موسكوRussia – 95,000.
  25. MontevideoUruguay. – 91,400.
  26. سان دييگوالولايات المتحدة – 89,000.
  27. AsuncionParaguay. – 83,900.
  28. Phoenixالولايات المتحدة – 82,900.
  29. Clevelandالولايات المتحدة – 81,500.
  30. مونتريالكندا – 80,000.

طالع أيضاً

المصادر

تصنيف:قصة الحضارة


الهامش

Footnotes

وصلات خارجية