الأنباط أو النبطيون قبائل بدوية كونت مملكة امتدت من غزة شمالاً إلى مدائن صالح جنوباً، واتخذت البتراء عاصمة لها. وقد بدأت مملكة الأنباط في القرن الرابع قبل الميلاد، وبلغت أوج مجدها في القرن الأول الميلادي حيث امتد نفوذها إلى دمشق. واكتسبت هذه المملكة أهميتها من وقوعها في طريق التجارة من الشمال والجنوب. ضعفت البتراء عندما اتجه الرومان إلى السفر بحرًا إلى الهند. وعندما رأى الرومان توسع الأنباط هاجم الامبراطور تراجان البتراء ودمرها عام 105م، وضم مملكة الأنباط إلى مملكته.[1]

خريطة الإمبراطورية الرومانية تحت حكم Hadrian (حكمت من 117–138), تظهر موقع العرب الأنباط في المناطق الصحراوي حول مقاطعة البتراء الرومانية.
الخزنة في مدينة البتراء عاصمة الأنباط.
Avdat، إسرائيل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

كان جيروم أول من رأى نسبة الأنباط إلى نبط بن إسماعيل بن ابراهيم، وهو بحسب كتب السيرة جد النبي محمد، أقدم مايعرف عنهم هو مادونته السجلات الآشورية في القرن الثامن قبل الميلاد عن شعب يدعى "نبطو" كان يسكن في شمال الجزيرة العربية، وأقدم خبر عن مملكتهم هو غارة قام بها انتيجوناس حاكم سورية اليوناني في سنة 312 ق.م على مدينة البتراء وإن ذهبت تلك الغارة بغالبية جنود انتيجوناس.


اللغة

تبنى عرب الأنباط لهجة آرامية صارت تعرف بالنبطية وهي لهجة آرامية تأثرت ب لهجات عربية شمالية.

التاريخ

 
آثار مدينة عبدة النبطية على قمة جبل في النقب ترجع الى القرن الأول قبل الميلاد

لقد كان الانباط يطلقون على انفسهم اسم (النبط) وهي قبيلة بدوية كانت تنتشر في سيناء والنقب منذ القرن السادس قبل الميلاد وفي القرن الثاني قبل الميلاد احتلوا مناطق الادوميين في الأردن واخضعوهم واقاموا مملكة الأنباط وجعلوا سلع (الرقيم) عاصمتهم وكذلك تمكنوا من اخضاع عدة شعوب اخرى كالاراميين والكنعانيين والقيداريين والعمونيون والمدينيين في المنطقة الممتدة بين دمشق وسيناء.[2] وتمددوا لمنطقة العلا واتخذوا من الحجر (مدائن صالح) مدافن لاثرياءهم وسادة القوم والمسؤولين النبطيين.

اطلق العرب في العصر الإسلامي تسمية النبط على سكان جنوب العراق والمندائيين متحدثي اللغة الآرامية في العراق وعلى سريان سوريا اضافة لاستعمال مصطلح السريان بالرغم ان السريان وسكان العراق لم يطلقوا على انفسهم تسمية النبط. ولم تتواجد قبيلة النبط الأردنية في مناطقهم.

كان النبط (الأنباط) قبائل بدوية ينتشرون في النقب وسيناء بالاصل واحتلو مناطق الادوميين بالأردن في القرن الثاني قبل الميلاد، ذكروا في النصوص الآشورية انهم يعيشون في بادية الشام وانهم تحالفوا مع قبيلة قيدار الإسماعيلية وورد في النصوص الآشورية أن "ملك قمرو" "مالك قمرو" ابن "عميطع" سيد قبيلة "مسئا" الإسماعيلية غزا قبيلة "نبطي"، وقتل عدداً من أتباعها, وتطلق النصوص الآشورية تسمية "العرب" على القيداريين لكنها لا تطلق هذه التسمية على النبط.

أمتدت دولة الأنباط في أوج ازدهارها من سيناء الى النقب الى جنوب سوريا وكان حارثة اول ملك نبطي ذكرته النقوش سنة 169 ق.م, والانباط او النبط قبائل بدوية من سيناء والنقب تمكنت من الاستيلاء على سلع/البتراء (مدينة الادوميين) وجعلها عاصمه لهم.

كان اول اتصال بين الأنباط وروما سنة 65 ق.م. حين زار القائد الروماني بومبي مدينة البتراء، منذ ذلك الحين نشأ تحالف بين الرومان والنبط وأصبحت مملكة النبط الفاصل بين البلدان الخاضعة للحكم الروماني وبين القبائل البدوية القاطنة في شبة الجزيرة العربية.

من الحروب التي خاضها الأنباط لتوسيع نفوذهم وسلطانهم في الشرق الاشتباك الذي و قع بينهم و بين الهيروديين في فلسطين في عهد الملك النبطي عبادة الأول سنة 90 ق.م. فانتصر الأنباط واستولوا على جنوب شرقي سوريا بما فيها حوران وجبل الدروز ومن أشهر ملوك الأنباط الحارث الثالث وقد تغلب في حملة قام بها على فلسطين فتمكن من حصار القدس واحتلال دمشق وقد حاول الرومان بقيادة بومبي احتلال بلاد الأنباط ولكن الملك الحارثة الثالث استطاع الصمود في وجههه والاحتفاظ بنفوذه في جنوب فلسطين وشرقي الأردن و جنوب شرقي سورية وشمال الجزيرة. وقد ظلت العلاقات طيبة بين الأنباط والرومان وظلت البتراء المحطة الرئيسية على طريق القوافل التجارية حتى تضاءلت أهميتها إثر تحول طريق التجارة المار بغربي الجزيرة إلى العراق مما أدى إلى أن تفقد البتراء أهميتها كمركز يعتمد على التجارة الغربية.

وكانت مملكة النبط القاعدة الرئيسية التي انطلقت منها القوات الرومانية لغزو اليمن في العام 25 ق.م.، مستهدفين مملكة معين وقد أُبيد عشرة آلاف جندي من الجيش الروماني والقوات النبطية في تلك الحملة.[3] .

وفي سنة 106م، أرسل الإمبراطور تراجان حملة ضد الأنباط احتلت فيها البتراء دون مقاومة وبسقوط البتراء بيد الرومان انتهت دولة الأنباط وجعلوها ولاية رومانية وأصبحت جزءا من المقاطعة العربية التي أنشأها الرومان في الطرف الجنوبي من سورية للحماية من هجمات السراكين العرب البدو.

حل مكان مملكة الانباط إمارات تابعة للروم من قبيلة نبطية جديدة وهي تنوخ والتي منها اللخميون حكام الحيرة والغساسنة حكام الأردن وجنوب سوريا.

الحكم

"قائمة ملوك الأنباط"
الترتيب الحاكم فترة الحكم ملاحظات
1 حارثة الأول 169 ق.م.-120 ق.م.
2 حارثة الثاني 120 ق.م-95 ق.م. يظهر في بعض المصادر كخليفة للملك "رب إيل الأول"
3 عبادة الأول 95 ق.م-88 ق.م.
4 رب إيل الأول 88 ق.م-87 ق.م.
5 حارثة الثالث 87 ق.م. - 62 ق.م. اعترفت به روما في 62 ق.م.
6 عبادة الثاني (؟) 62/61 ق.م. - 60/59 ق.م. لم يتأكد وجوده إلا مؤخراً. لعله حكم لشهور قليلة.
7 مالك الأول 62 ق.م-30 ق.م. أصبح تابعاً للملك هيرود الأكبر وروما.
8 عبادة الثالث 30 ق.م. -9 ق.م. تابع لروما؛ لعله حكم لشهور قليلة؛
كان يُعرف سابقاً في التاريخ بإسم عبادة الثاني.
9 حارثة الرابع 9 ق.م.-40م
خلدو (ملكة)
10 مالك الثاني 40-70 مسرحية بترا لفيروز
شقيلة (ملكة شريكة)
11 رب إيل الثاني 70-106
جميلة
ضمها تراجان لتصبح
المقاطعة الرومانية
بلاد العرب الحجرية.
106م

الإنتشار

عاش الأنباط حول جبل سعير (أدوم) وقلعة سلع (البتراء أو بلاد العرب الصخرية) التي أصبحت عاصمتهم لاحقا. من ملوكهم الحارث (أريتاس) الذي حمل اسمه أربعة من خلفائه، وعبيدة (أوبوداس)، ومالك (مالكوس). واتسعت دولة الأنباط في أوجها شمالا حتى ضمت دمشق والبقاع، وغربا وجنوبا حتى شملت النقب وخليج أيلة وأجزاء من سيناء وشمالا وغربا في شبه جزيرة العربية.

الاقتصاد

 
الطرق التجارية النبطية القديمة.

بدأ الأنباط حماة للقوافل التجارية، ثم وكلاء محليين للتجارة، ثم وسطاء في التجارة، إلى أن أصبحوا أصحاب تجارة وسيطروا على الطرق التجارية في العالم، حيث كانت قوافلهم المكونة من مئات الجمال تحمل البخور والتوابل والعطور والبان والمر من شواطئ عُمان واليمن ومروراً بمكة والمدينة والحجر ووادي رم إلى البتراء (الرقيم) عاصمة القوافل، ثم تتفرع الطريق بها إلى دمشق شمالاً أو عبر النقب وسيناء غرباً للتجارة مع المصريين. هذا وتظهر النقوش النبطية والآثار التي خلفها التجار الأنباط أماكن بعيدة عن مقرهم حتى بلغت وادي المكتب في سيناء، ومصر وإيطاليا واليمن.

الديانة

 
كتاب تاريخ دولة الأنباط، بحوث في تاريخ بلاد الشام، إحسان عباس. لقراءة الكتاب اضغط على الصورة.

عبد الأنباط الآلهة السامية المعروفة: ودوشارا إله الشمس، الذي مثلوه على هيئة حجر أسود، بالإضافة إلى اللات (مؤنث إله)، والعزى، ومناة، وهبل.

العصور الهلينية والرومانية

 
The Roman province of Arabia Petraea, created from the Nabataean kingdom.
 
Nabataean trade routes
 
Colossal Nabatean columns stand in بصرى, سوريا

مواقع أثرية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضا

هوامش

المصادر

  • Graf, David F. (1997). Rome and the Arabian Frontier: From the Nabataeans to the Saracens. Aldershot: Ashgate. ISBN 978-0860786580.
  • Krasnov, Boris R. (2001). The Makhteshim Country: A Laboratory of Nature : Geological and Ecological Studies in the Desert Region of Israel. Sofia: Pensoft. ISBN 978-9546421357. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • "Nabat", Encyclopedia of Islam, Volume VII.
  • Negev, Avraham (1986). Nabatean Archaeology Today. Hagop Kevorkian Series on Near Eastern Art and Civilization. New York: New York University Press. ISBN 978-0814757604.
  • Schmid, Stephan G. (2001). "The Nabataeans: Travellers between Lifestyles". In MacDonald, Burton; Adams, Russell; Bienkowski, Piotr (eds.). The Archaeology of Jordan. Sheffield, England: Sheffield Academic Press. pp. 367–426. ISBN 978-1841271361.

وصلات خارجية