هيرود الكبير

Herod (بالعبرية: הוֹרְדוֹס‎, هوردوس، باليونانية: Ἡρῴδης، Hērōidēs)، ويـُعرف أيضاً باسم هيرود الأول أو هيرود الكبير (و. 73 أو 74 ق.م.، ت. 4 ق.م. أريحا،[1][2][3][4][5] وحسب كاتب واحد في عام 1 ق.م.[6])، كان إدومي (مجموعة سامية من المنطقة ما بين البحر الميت وخليج العقبة)[7]) ملك يهوذا Iudaea ومؤسس الأسرة الهيرودية التي دام حكمها حتى عام 70 م تحت السيادة الرومانية.

هيرود الأول الكبير
Herod I the Great
ملك اليهود، حاكم الجليل وبتانيا
HerodtheGreat2.jpg
پورتريه تصوري، غير مؤرخ لهيرود الكبير.
العهد37 - 4 BCE
سبقهأنتيگونوس الثاني متاثياس
هيرود أرخلاوس،

هيرود أنتيپاس

فيليپ التترارخ
المدفن
الزوجات
الأنجالأنتي‌پاتر الثاني
الأمير ألكسندر
الأمير أرسطوبولوس الرابع
الأميرة سلمپسيو
هيرود فيليپ الأول
هيرود أنتيپاس
هيرود أرخلاوس
اولمپياس الهيرودي
الأمير هيرود
هيرود فيليپ الثاني
الأسرة المالكةالأسرة الهيرودية
الأبأنتي‌پاتر الإدومي
الأمقيپروص

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

 
Copper coin of Herod, bearing the legend "ΒΑΣΙΛΕΩΣ ΗΡΩΔΟΥ" ("Basileōs Hērōdou") على الخلف
 
نموذج لمعبد هيرود

ينتمي هيروديس إلى أسرة أدومية عريقة وثرية؛ إذ كان جده أنتيپاس Antipas حاكماً على أدوم (إيدوميا Idumaea) في الجنوب الشرقي من فلسطين، وكان أبوه أنتيباتر Antipatros عظيم الأدوميين Edomites، أما أمه فكانت ابنة أحد أمراء الأنباط، ومن ثمّ فهو عربي الأبوين لأن الأدوميين كانوا عرباً في رأي معظم العلماء، والأنباط لا خلاف على عروبتهم. كان أبوه أنتيباتر ـ وهو يهودي بالاسم ـ سياسياً بارعاً يتمتع بنفوذ كبير، دعم الملك المكابي الضعيف هيركانوس الثاني Hyrkanos II في صراعه مع أخيه واستعان بملك الأنباط لإعادته إلى عرشه وأصبح الحاكم الفعلي للمملكة. وعندما غزا بومبيوس Pompeius سورية سعى أنتيباتر إلى لقائه في دمشق للدفاع عن قضية هيركانوس، فكسب ثقة القائد الروماني وقام بدور الوسيط بين الرومان وملك الأنباط. وبعد ذلك حظي بدعم يوليوس قيصر Julius Caesar عندما بادر إلى نجدته في حرب الإسكندرية عام 47ق.م، فكوفئ هو وأولاده بمنحهم حقوق المواطنة الرومانية ثم عينَّه قيصر وكيلاً مالياً على المقاطعة اليهودية (پروكوراتور Procurator) فتوطد مركزه وعيَّن ابنيه فزائيل Phasael وهيروديس قائدين عسكريين على اليهودية والجليل، وهكذا بدأ صعود هيروديس السياسي. وفي أثناء الأحداث التي تلت اغتيال قيصر سقط أنتيباتر عام 43 ق.م ضحية مؤامرة أودت بحياته، ولكن لم يتأثر مركز أبنائه وخاصة هيروديس الذي انتقم لأبيه من قاتله، كما نجح هيروديس بالتغلب على أنتيگونوس Antigonos الذي حاول انتزاع العرش من عمه هيركانوس فكافأه هذا بعقد قرانه على حفيدته مريامنه Mariamne، وبذلك ارتبط برباط المصاهرة مع البيت المالك الحشموني.

وبعد معركة فيليبي (42 ق.م) وطد هيروديس علاقته بسيد الشرق الجديد ماركوس أنطونيوس Marcus Antonius وكسب نصرته ودعمه. وعندما هاجم الفرثيون سورية واحتلوا فلسطين نصبوا أنتيغونوس ملكاً على اليهودية (40ـ 37ق.م) واقتادوا هيركانوس أسيراً إلى فارس. وقضى فزائيل إبان هذا الغزو، ولكن هيروديس تمكن من النجاة و توجه إلى روما، وهناك نجح بحنكته السياسية والهدايا التي وزعها في كسب تأييد مجلس الشيوخ الذي منحه لقب ملك يودايا وحليف وصديق الشعب الروماني، وعاد إلى فلسطين ليترجم هذا اللقب على أرض الواقع، واستطاع تثبيت أقدامه في الجليل، ثم حاصر أورشليم عام 37ق.م واستولى عليها بمساعدة الرومان الذين طردوا الفرثيين واقتادوا أنتيغونوس ثم أعدموه في أنطاكية، وبذلك بدأت ملكية هيروديس بصورة فعلية.

حكم هيرودس مملكته على مدى نحو ثلث قرن (37ـ4ق.م) بلا منازع وبيدٍ من حديد، وكان عهده حافلاً بالأحداث ويروي المؤرخ فلافيوس يوسفوس Flavius Josephus كثيراً من أخباره وأعماله بالاعتماد على تاريخ نيقولاوس الدمشقي الذي عاش سنوات طويلة في بلاط هيروديس، وكان مستشاره السياسي ومبعوثه في المهام الدبلوماسية الصعبة.

كان ملكاً خاضعاً للرومان، وقد عرف كيف يظهر ولاءه لقادتهم الكبار ويكسب دعمهم الواحد تلو الآخر، فعلى أثر معركة أكتيوم (31 ق.م) بدّل ولاءه بسرعة البرق إلى المنتصر وأظهر من المهارة والحنكة بحيث إن أوكتافيان (أغسطس) أبقاه في منصبه ووسع من أملاكه لأنه أدرك حاجة روما إلى أمثاله.محمد الزين. "هيروديس الأدومي". الموسوعة العربية.

أمضى هيرودس السنوات العشر الأولى في تثبيت دعائم ملكه في الداخل والخارج، وبدأ استئصال العناصر المعادية لحكمه فأعدم بعض أقاربه وأفراد البيت المالك الحشموني، بما في ذلك زوجته المفضلة مريامنه، كما أعدم جدها هيركانوس الذي كان قد استدعاه من الأسر؛ لاشتراكه في مؤامرة ضده وكان في الثمانين من عمره، وبذلك انتهت الأسرة الحشمونية. ثم إنه فصل السلطة الروحية الدينية عن السلطة الزمنية (وكانت موحدة في شخص الملك الحشموني) ولم يعد منصب الكاهن الأكبر وراثياً ومدى الحياة، وإنما صار إنعاماً لمن يدين له بالطاعة والولاء.

كما أن مجلس السنهدرين Sanhedrin فقد كثيراً من سلطاته لمصلحة مجلس ملكي استشاري على الطريقة الهلنستية، وحلّت محل الأرستقراطية القديمة طبقة جديدة من كبار الموظفين بما فيهم الإغريق.

كان هيروديس ملكاً علمانياً ومن أشد أنصار الهيلينية Philhellene إذ إنه حمل اسماً إغريقياً وربى أبناءه تربية هيلينية، وقد نجح من حيث أخفق أنطيوخوس الرابع في جعل اليهودية شبه مملكة هلنستية، فبنى في أورشليم مسرحاً ومدرجاً وقصراً وميداناً لسباق الخيل وأقام ألعاباً عامة، ولكنه توج مشروعاته العمرانية بإعادة بناء الهيكل استرضاء لرعاياه اليهود.

وكانت السامرة (سماريا) مقره المحبب فزينها بالأبنية وسماها Sebaste تكريماً لسيده أغسطس، وبنى مرفأً جديداً على البحر المتوسط حمل اسم قيصر: قيصرية (قيسارية) Caesarea التي أصبحت عاصمة فلسطين تحت الحكم الروماني، كما قدم هدايا وأعطيات لتشييد أبنية فخمة في عدد من المدن خارج مملكته مثل بيروت ودمشق وأنطاكية وغيرها.

ارتكزت سلطة هيرودس على جيشه وجنوده المرتزقة وشرطته السرية وإدارته المركزية الصارمة وعلى سلسلة من الحصون العسكرية في أورشليم (برج أنطونيا) وحصن مساده على البحر الميت، وتمكن بذلك من تلبية واجباته ـ بوصفه ملكاً تابعاً للرومان ـ والمتمثلة في حفظ الأمن والنظام في الداخل وحماية الحدود وإخضاع المتمردين، وهكذا فقد شن حروباً على الأنباط والقبائل العربية، كما أنه شارك في الحملة الرومانية المخفقة على اليمن (24 ق.م.)، وتمكن بذكائه وحنكته من الصمود أمام مطالب كليوباترة التي كانت تسعى إلى استرداد نفوذ البطالمة وأملاكهم في فلسطين، وأن يصبح أحد ركائز سياسة روما في الشرق.

ومن الأحداث المهمة التي جرت في عهده ما يروى عن ولادة السيد المسيح في أواخر حكمه، وتبعاً لرواية إنجيل متى فقد أمر بقتل كل الأطفال المولودين في بيت لحم للقضاء على عيسى الوليد، وتعكس هذه القصة ما اشتهر به من قسوة ودموية، وقد تزوج عشر نساء وأنجب تسعة أولاد وخمس بنات، ولكنه كان يعاني النزاعات والمؤامرات في بيته وأسرته والتي ذهبت ضحيتها بعض زوجاته وثلاثة من أبنائه بما فيهم ابنه البكر أنتيباتر. ويروى عن الامبراطور أغسطس أنه قال معلقاً على ذلك: «خير للمرء أن يكون خنزيراً في حظيرة هيروديس من أن يكون أحد أبنائه».


الإنجازات المعمارية

ذلك أن هيرود كان يحكم كثيراً من المُدن التي كانت يونانية أكثر منها يهودية في سكانها وثقافتها؛ وقد تأثر بما تمتاز به الحضارة الهلنية من رقة وتنوّع؛ هذا إلى أنه لم يكن يهودياً في أصله أو مؤمناً بهذا الدين عن عقيدة؛ وقد دعا هذا كله بطبيعة الحال إلى العمل على توحيد ثقافة مملكته، وخلع مظاهر الروعة والجلال على حكمه بتشجيع أساليب الحياة والملابس، والأفكار، والآداب، والفنون اليونانية. وقد أحاط نفسه بالعلماء اليونان، وعهد إليهم الإشراف على الشؤون العليا في الدولة، وعيّن نقولاس الدمشقي، وهو رجل يوناني، مستشاره ومؤرّخه الرسمي. وقد أنشأ في أورشليم داراً فخمة للتمثيل ومدرجاً زينهما بتماثيل لأغسطس وغيره من الوثنيين، وأنفق في ذلك أموالاً طائلة، وأدخل في بلاده الألعاب الرياضية والمباريات الموسيقية اليونانية، وصراع المجتلدين الروماني(10)، وجمّل أورشليم بمبانٍ أخرى على طراز معماري بدا للشعب أنه طراز أجنبي، وأقام في الأماكن العامة تماثيل يونانية أثارت دهشة اليهود وغضبهم بعريها كما أثار غضبهم عري المصارعين في الألعاب الرياضية. وقد شاد لنفسه قصراً أقامه بلا ريب على الطراز اليوناني وملأه بالذهب والرخام والأثاث الفخم الثمين، وأحاطه بحدائق واسعة محتذياً في ذلك حذو أصدقائه الرومان. وقد صدم مشاعر الشعب بقوله إن الهيكل الذي شاده زرب بابل منذ خمسة قرون كان ضيقاً، وإنه يعتزم أن يهدمه ويقيم في مكانه هيكلاً أوسع منه. ولم يبالِ باحتجاج الأهلين ومخاوفهم، وحقق رغبته بأن أقام المعبد الفخم الذي دمّره تيتس فيما بعد.

وقد سوى على جبل موريا أرضاً تقرب مساحتها من سبعمائة وخمسين قدماً مربعة، وأقام على أطرافها أروقة ذات سقف من خشب الأرز "ذات نقوش عجيبة" تعتمد على صفوف متعددة من العُمَد الكورنثية، كل عمود من كتلة واحدة من الحجر تبلغ من الضخامة حداً يصعب منعه على ثلاثة رجال أن يطوقوها بأذرعهم. وكان في هذا البهو الرئيسي مظلات للصرافين، الذين يُبدلون نقود الأجانب بالنقود التي تُقبل في الهيكل. وكان فيها أيضاً المرابط التي يستطيع الإنسان أن يشتري منها ما يريد أن يقرّبه من الحيوانات، والغرف أو الأروقة التي يجتمع فيها الطلاب لتعلّم اللغة العبرية والشريعة، والمتسولون الصاخبون الذين لا مفر من وجودهم في كل مكان. ومن هذا "الهيكل الخارجي" يصعد بمجموعة من الدرج إلى فضاء داخلي مسوّر يحرم على غير اليهود أن يدخلوه. وكان في هذا الفضاء "بهو النساء" يأوى إليه الطاهرون من الرجال مع نسائهم(11). ومن هذا الحرم الثاني يصعد العابد على مجموعة أخرى من الدرج ويمر خلال أبواب مصفّحة بالفضة والذهب إلى "بهو الكهنة" حيث يقوم في الهواء الطلق المذبح الذي تُقرّب فيه المُحرَقات إلى يهوه. وتلي هذه درج أخرى يمر الصاعد فوقها خلال أبواب من البرنز يبلغ ارتفاعها خمساً وسبعين قدماً واتساعها وأربعاً وعشرين، تعلوها كرمة ذهبية ذائعة الصيت، وتؤدي إلى بناء الهيكل الرئيسي الذي لا تفتح أبوابه إلا للكهنة وحدهم. وقد شُيّد هذا البناء كله من الرخام الأبيض على هيئة طباق تتدرج في الصغر كلما علت، وصفحة واجهته بالذهب، وقسم داخله قسمين يفصلهما ستار مزركش يمتد في عرض فراغه، فيه من الألوان الأزرق والأرجواني والقرمزي. وأمام هذا الستار كانت الماثلة الذهبية ذات الفروع السبعة، ومذبح البخور والمائدة وعليها "خبز التقدمة" غير المختمر الذي يقدمه الكهنة ليهوه ومن خلف الستار قدس الأقداس. وكان الهيكل القديم يحتوي على مبخرة ذهبية وعلى تابوت العهد، ولكن هذا التابوت لم يكن يحتوي على "شيء قط" كما يقول يوسفوس. ولم تكن قدم الإنسان تطأ هذا المكان إلا مرة واحدة في العام وذلك في اليوم الكفارة حين يدخله الكاهن الأكبر وحده. وقد استغرق بناء الأجزاء الرئيسية من هذا الصرح التاريخي ثمانية أعوام. أما أعمال نقشه وتزيينه فقد ظلت قائمة ثمانين عاماً، ولم تتم إلا قبيل مجيء فيالق تيتس(12).

وكان الناس يفخرون بهذا الهيكل العظيم الذي كان يعد من عجائب العالم عهد أغسطس، وكادوا لعظمته وبهائه يتجاوزون عن وجود عمده الكورنثية القائمة عند أبوابه، وعن النسر الذهبي الذي يتحدى عقيدة اليهود في تحريم الصور المنحوتة، والذي كان يرمز عند مدخل الهيكل لروما عدوة اليهودية وسيدتها. وكاد اليهود العائدون إلى مدائن فلسطين ينقلون أنباء العمائر اليونانية الخالصة التي كان هيرود يحدد بها تلك المدائن، وكيف ينفق أموال الأمة والذهب (كما تقول الشائعات) الذي كان مخبوءاً في قبر داود(13) في إنشاء مرفأ عظيم عند قيصرية، وفي إهدائه بسخاء للمُدن الأجنبية أمثال دمشق، وببلوس، وبيروت، وصور، وصيدا، وإنطاكية، ورودس، وبرجموم، وإسبارطة، وأثينة. واتضح لهم أن هيرود يريد أن يكون معبود العالم اليوناني لا ملك فحسب، ولكن اليهود كانوا يعيشون بدينهم، وبإيمانهم بأن يهوه سينقذهم من الرق والظلم في يوم من الأيام؛ ومن أجل هذا كان انتصار الروح الهلنية على الروح العبرانية في شخص حاكمهم نذيراً لهم بكارثة مدلهمة لا تقل عما حل بهم من الاضطهاد على يد أنتيخس. ولذلك أخذوا يحيكون المؤامرات لقتل هيرود، وكشف هو هذه المؤامرات وقبض على المشتركين فيها وعذّبهم وقتلهم، ولم يكتفِ بقتلهم وحدهم بل قتل أسرهم كلها في بعض الأحيان(14). وأطلق عيونه بين الشعب وتخفى ليتجسس بنفسه على رعاياه، وكان يعاقبهم على كل كلمة تشتم منها رائحة العداوة له(15).

اكتشاف المحجر

زيجاته وأولاده

واستطاع أن يرد كيد أعدائه في نحورهم عدا كيد أزواجه وأبنائه. وكان له من الأزواج عشرة اجتمعت منهن تسع في وقت واحد، أما الأبناء فكان له منهم أربعون. وكانت مريمنى Mariamne زوجته الثانية حفيدة هركانس الثاني وأخت أرستبولس اللذين قتلهما هيرود. ويصفها يوسفوس بأنها امرأة عفيفة، ولكنها فظة بعض الفظاظة بغريزتها، تعامل زوجها بغطرسة وكبرياء لأنها رأته مغرماً بها غراماً يخضعه لها كأنه مُلكَ يمينها... وكانت فضلاً عن فظاظتها تشهّر بأمه وأخته علناً، لأنهما من أصلٍ حقير. وتستطيل في عرضهما إلى حد "امتلأت معه القلوب" في بيت الملك "بغضاً وحقداً". واستطاعت أخت هيرود أن تقنعه بأن مريمنى تأمر به لتدس له السم، فوجه هذه التهمة لزوجته أمام أعضاء المحكمة، فحكموا عليها بالإعدام ونُفّذ فيها الحكم. غير أن هيرود كان يرتاب في جريمتها، فجنّ جنونه في فرط الندم فترة من الزمان، وأخذ يردد اسمها جهرة، ويرسل خدمها ليستدعوها، واعتزل المناصب العامة، وآوى إلى الصحراء "يعذّب فيها نفسه أشد العذاب" حتى جيء به إلى قصره محموماً شارد العقل. واشتركت أم مريمنى مع جماعة آخرين في مؤامرة ترمي إلى خلعة، ولكنه استرد قواه العقلية وعرشه فجاءة، وأعدم المتآمرين. وبعد قليل من ذلك الوقت قدم له أنتباتر ابنه من زوجته الأولى أدلة تثبت وجود مؤامرة دبرها ولداه من مريمنى الاسكندر وأرستبولس، فعرض الأمر على مجلس مؤلف من مائة وخمسين رجلاً حكموا على الشابين بالإعدام (6 ق.م). ولم يمضِ على ذلك عامان حتى اتهم نيقولاس الدشقي أنتباتر نفسه بأنه يتآمر على انتزاع العرش من أبيه. وأمر هيرود بابنه فجيء به إليه. "وأخذ يبكي ويذكر ما لقيه من النكبات على يد أبنائه"(16) وطاف بقلبه طائف الرحمة ساعة من الزمان أمر فيها بسجن ولده.

وكانت قوى الملك الشيخ في هذه الأثناء تنهار بأثير الحزن والمرض؛ فقد أصيب بداء الاستسقاء؛ والقروح، والحمى، والتشنج، والنفس الكريه الرائحة. وحاول أن يقتل نفسه بعد أن أحبط من المؤامرات لاغتياله، ولكنه منع تنفيذ قصده. ولما سمع أن أنتباتر يحاول إرشاء حراسه ليطلقوا سراحه أمر هيرود بقتله، ولم تمضِ على ذلك إلا خمسة أيام حتى مات هيرود نفسه (3ق.م) في التاسعة والستين من عمره مكروهاً من جميع شعبه. ويقول أعدائه عنه إنه "تسلل إلى العرش تسلل الثعلب، وحكم حكم النمر، ومات ميتة الكلب".

مراجع العهد الجديد

مذبحة الأبرياء هي مذبحة قام بها هيرودس الكبير ذكرت في إنجيل متى ( 2 : 16-18) ولم تذكر في أناجيل أخرى أو أبوكريفا مبكرة باستثناء إنجيل جيمس 22. يقص متى أن الملك هرودس أمر بذبح كل الأولاد الذكور في بيت لحم ليتجنب فقدان ملكه إلى "ملك اليهود" المولود الذي أعلن المجوس ولادته.

لا يعتبر معظم مؤرخي سيرة هيرودس في العصر الحديث القصة كحدث تاريخي حقيقي.[8] ويصف عدة علماء قصص طفولة المسيح الأخرى كقصص تقديس أشخاص صالحين خلاقة غير تاريخية. [9]

وفاته

 
Bronze coin of Herod the Great, minted at Samaria.

توفي هيرودس عام 4 ق.م. فقسَّم الامبراطور أغسطس مملكته بين أبنائه الثلاثة حسب وصيته الأخيرة، فعين أرخلاوس Archelaos حاكماً على يهوذا التي تحولت بعد إقصائه عن الحكم عام إلى مقاطعة رومانية، أما فيليب Philippos فحكم المنطقة الشمالية الشرقية (توفي عام 34م)، في حين حصل هيروديس أنتيباس على منطقة الجليل التي حكمها حتى عام 39م، وكان مثل بقية أسرته يهودي في الداخل وهلنستي في الخارج.

اكتشاف الضريح

 
Aerial photo of Herodium from the southwest


تسلسل زمني

 
The taking of Jerusalem by Herod the Great, 36 BCE, by جان فوكيه, late 15th century.
 
Judaea under Herod the Great.
 
ضريح هيرود الكبير


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

زيجاته وأطفاله

زيجات هيرود وأطفاله
الزوجة الأطفال
دوريس
مريمنه الأولى, daughter of Hasmonean Alexandros
Mariamne II, daughter of High-Priest Simon
Malthace
Cleopatra of Jerusalem
Pallas
  • Son Phasael
Phaidra
  • Daughter Roxanne
Elpis
A cousin (name unknown)
  • no known children
A niece (name unknown)
  • no known children

It is very probable that Herod had more children, especially with the last wives, and also that he had more daughters, as female births at that time were often not recorded.قالب:Josephus: Antiquities of the Jews Book XV111 Chapter 1, section 2 and 3. Hendricksons, 1987.

شجرة العائلة

زيجاته وأحفاده

هيرود الكبير + دوريس

                |

Antipater II

             d. 4 BCE?
Herod the Great + Mariamne I, d. 29 BCE?, dt. of Alexandros.
                |
       —————————————————————————————————————————————
      |          |          |                       |
 Aristobulus   Alexander   Salampsio + Phasael II     Cypros
  d. 7 BCE?     d. 7 BCE?                |             m. Antipater(2)
 m. Berenice                       Cypros
      |
     ————————————————————————————————————————————————————————————————
    |                |              |                |               |
Mariamne III      Herod V      Herodias     Herod Agrippa    Aristobulus V
m. her uncle   King of Chalcis      +         King of Israel
   Archelaus ?              m. 1. Herod II Boethus
                                her uncle
                                2. Herod Antipas
                                her uncle
Herod the Great + Mariamne II, dt. of Simon the High-Priest.
                |

هيرود الثاني Boethus

Herod the Great + Malthace (a Samaritan)
                |
    ————————————————————————————————————————————————
   |                                   |            |
 Herod Antipas                     Archelaus    Olympias
   b. 20 BCE?
   + Phasaelis,
   dt. of Aretas IV, king of Arabia
 "divorced" to marry:
   + Herodias,
   dt. of Aristobulus (son of Herod the Great)
Herod the Great + Cleopatra of Jerusalem
                |
       Philip the Tetrarch
             d. 34 CE

الهوامش.
  • Herod's Family Tree[10]
  • Antipater(2) was the son of Joseph and Salome
  • Dates with ? need verifying against modern findings

أسلاف

Antipater the Idumaean + Cypros, Princess from Petra, Jordan in Nabatea.
                       |
    —————————————————————————————————————————————
   |              |            |        |        |
Phasael    Herod the Great  Joseph  Pheroras  Salome I
          (74-4 BCE)
Legend
Sign & Meaning
+ = married
| = descended from
../——— = sibling
dt. = daughter
b. = born
d. = died
m. = was married to
? = not included here or unknown
Alexandros + Alexandra
           |
      ———————————————————————————————————
     |                                   |
Aristobulus III of Israel            Mariamne, dt.
(ت. 35 BCE)                              m. Herod the Great
(last Hasmonean scion;
appointed high priest; drowned)

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ Peter Richardson, Herod: King of the Jews and friend of the Romans, (Continuum International Publishing Group, 1999) pages xv-xx.
  2. ^ Jerry Knoblet, Herod the Great (University Press of America, 2005), page 179.
  3. ^ Samuel Rocca, Herod's Judaea: a Mediterranean state in the classical world (Mohr Siebeck, 2008) page 159.
  4. ^ Fergus Millar, Emil Schürer, Geza Vermes, The History of the Jewish People in the Age of Jesus Christ (Continuum International Publishing Group, 1973) page 327.
  5. ^ N. T. Wright, The New Testament and the People of God (SPCK, 1992), page 172.
  6. ^ Filmer, W. E. (1966). "THE CHRONOLOGY OF THE REIGN OF HEROD THE GREAT". J Theol Studies. XVII: 284. doi:10.1093/jts/XVII.2.283.
  7. ^ http://www.britannica.com/EBchecked/topic/263437/Herod
  8. ^ "Most recent biographies of Herod the Great deny it entirely",Paul L. Maier, "Herod and the Infants of Bethlehem", in Chronos, Kairos, Christos II, Mercer University Press (1998), 170
  9. ^ for example, Geza Vermes, The Nativity: History and Legend, London, Penguin, 2006, p22; E. P. Sanders, The Historical Figure of Jesus, Penguin, 1993, p.85
  10. ^ Family Tree of Herod

قراءات إضافية

  • A. H. M. JONES ,The Herods of Judaea (1938).
  • The Oxford Classical Dictionary, 2nd Edition (Oxford 1970).
  • Zeitlin, Solomon (1967). The Rise and Fall of the Judean State. Philadelphia: The Jewish Publication Society. Library of Congress Catalog Number 61-11708. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |origmonth=, |month=, |chapterurl=, |origdate=, and |coauthors= (help)
  • Duane W. Roller, The Building Program of Herod the Great(Berkeley, 1998).
  • Robert Gree, Herod the Great
  • Michael Grant (1971), Herod the Great
  • Adam Kolman Marshak, "The Dated Coins of Herod the Great: Towards a New Chronology." Journal for the Study of Judaism 37.2 (2006) 212-240.

وصلات خارجية

ضريحه
هيرود الكبير
بيت هيرود
وُلِد: ؟ 74 ق.م. توفي: ؟ 4 ق.م.
سبقه
أنتي‌گونوس
ملك اليهود
37 ق.م– 4 ق.م.
تبعه
هيرود أرخلاوس
حاكم الجليل
37 ق.م– 4 ق.م
تبعه
هيرود أنتيپاس
حاكم باتانيا
37 ق.م– 4 ق.م
تبعه
هيرود فيليپ الثاني