حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي - (14 أكتوبر 1906 - 12 فبراير 1949) (1324هـ - 1368هـ)، مؤسس حركة الإخوان المسلمين سنة 1928 والمرشد الأول للجماعة.

حسن البنا
Banna.jpg
الميلاد 14 أكتوبر 1906
مدينة المحمودية بالبحيرة
الوفاة 12 فبراير 1949
القاهرة
التعليم دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927
اللقب الإمام الشهيد
الأبناء 5 بنات وذكر
الجنسية مصري
موقع الويب http://www.hassanalbanna.org/

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته في سطور


حياته قبل تأسيس الجماعة

ولد حسن البنا في المحمودية بمصر عام 1906م، لأسرة بسيطة فقد كان والده يعمل مأذونا، ويبدو أن مقومات الزعامة والقيادة كانت متوفرة لديه، ففي مدرسة الرشاد الإعدادية كان متميزًا بين زملائه، ومرشحًا لمناصب القيادة بينهم، حتى أنه عندما تألفت "جمعية الأخلاق الأدبية" وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية.

غير أن تلك الجمعية المدرسية لم ترض فضول هذا الناشئ، وزملائه المتحمسين، فألفوا جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم، سموها "جمعية منع المحرمات" وكان نشاطها مستمدًا من اسمها، عاملاً على تحقيقه بكل الوسائل، وطريقتهم في ذلك هي إرسال الخطابات لكل من تصل إلى الجمعية أخبارهم بأنهم يرتكبون الآثام، أو لايحسنون أداء العبادات.

ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور، فألف "الجمعية الحصافية الخيرية" التي زاولت عملها في حقلين مهمين هما:

  • الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة.
  • الثاني: مقاومة الإرساليات التبشيرية التي اتخذت من مصر موطنًا، تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب، وتعليم التطريز، وإيواء الطلبة

بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين، انتقل إلى القاهرة، وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا، واشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وكانت الجمعية الوحيدة الموجودة بالقاهرة في ذلك الوقت، وكان يواظب على سماع محاضراتها، كما كان يتتبع المواعظ الدينية التي كان يلقيها في المساجد حينذاك نخبة من العلماء العاملين

ويبدو أن فكرة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ماتبلورت وهو طالب بدار العلوم، فقد كتب موضوعًا إنشائيًا كان عنوانه "ماهي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج"، فقال فيه: إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أمل خاص، وأمل عام.

فالخاص: هو إسعاد أسرتي وقرابتي مااستطعت إلى ذلك سبيلاً.

والعام: هو أن أكون مرشدًا معلمًا أقضي سحابة النهار في تعليم الأبناء، وأقضي ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم، ومنابع سعادتهم تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة

 
حسن البنا في مظاهرة

ولد حسن البنا في شهر أكتوبر عام 1906 في قرية "المحمودية" قرية من قرى محافظة البحيرة، نشأ وتعلم على تعليم المدارس النظامية الحكومية، أي أنه لم يتلق تعليمه على يد واحد من أهل العلم في المساجد أو المعاهد، أو الجامعات المتخصصة في نشر العلم الشرعي.

نشأ حسن البنا على أحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة الحصافية كما اعترف هو نفسه بذلك، وشهد على ذلك طلبته المقربون إليه وأصحابه الذين عاشروه ردحاً من الزمن، ولقد بقي هو على هذه الطريقة، يتواصل مع أهلها ويزورهم ويذهب إليهم حتى آخر أيام حياته.

قال حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص27):

(وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة كل ليلة).

ثم قال: (وحضر السيد عبد الوهاب وتلقيت الحصافية الشاذلية عنه، وآذنني بأدوارها ووظائفها).

وقال جابر رزق في "حسن البنا بقلم تلامذته ومعاصريه" (ص 8): (وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة، حتى انتقل من مرتبة "المحب" إلى مرتبة "التابع المبايع").

وقال الندوي في "التفسير السياسي للإسلام": (ص138-139):

(الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه، وفي تكوين حركته الكبرى: إنه كان في أول مرة – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية).

وقال سعيد حوّى في "جولات بين الفقهين الكبير والأكبر" الجولة الثامنة (ص154):

(ثم إن حركة "الإخوان" نفسها أنشأها صوفي، وأخذت إيجابيات التصوف دون سلبياته).

قلت: هذه شهادات القوم على شيخهم حسن البنا، وسنرى بعد ذلك هل للتصوف إيجابيات وسلبيات كما قال سعيد حوى، وإن كان كذلك فماذا أخذ حسن البنا من هذين النوعين ؟

أسرته

لحسن البنا أربعة أشقاء ذكور،

تأسيس جماعة الإخوان المسلمون

 
صورة حسن البنا في إحدي الزيارات لإحدي قري مصر

حصل البنا على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 وكان أول دفعته، وعُين معلمًا بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية.

وفي مارس من عام 1928 تعاهد مع ستة من الشباب علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وهم حافظ عبدالحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبدالرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي.

 
دعاية حسن البنا الانتخابية سنة 1942 إبان ترشحه للمقعد البرلماني عن دائرة الإسماعيلية.

وتجدر الاشارة أن الأحزاب المصرية قاومت فكر حسن البنا وحالت دون توسع رقعة الإخوان المسلمين السياسية ومن تلك الأحزاب، حزب الوفد (أكثر الأحزاب إنتشارا في ذلك الوقت) والحزب السعدي. وكان البنا قد خاض الإنتخابات أكثر من مرة بدائرة الدرب الأحمر بالقاهرة وكان بها المركز العام لجماعته، وكان يقطن بها بحي المغربلبن، لكنه لم يفز في أي مرة لاهو ولا زملاؤه في أي دائرة بما فيهم أحمد السكري سكرتير الجماعة وكان مرشحا بالمحمودية مسقط رأسه

 
حسن البنا يقبل يد الملك عبد العزيز آل سعود في إحدى زيارات البنا السنوية إلى الملك.

اغتياله

أعلن النقراشي (رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت) في مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948م قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفى اليوم التالي بدأت حملة الإعتقالات والمصادرات. ولما همّ الأستاذ حسن البنا أن يركب سيارة وُضع فيها بعض المعتقلين اعترضه رجال الشرطة قائلين: لدينا أمر بعدم القبض على الشيخ البنا.

ثم صادَرت الحكومةُ سيارته الخاصّة، واعتقلت سائقه، وسحب سلاحه المُرخص به، وقبضت على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويُطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يُحَمّلهم مسئولية أيّ عدوان عليه.

في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 م كان الأستاذ البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودقّ جرس الهاتف داخل الجمعية، فعاد رئيسها ليجيب الهاتف، فسمع إطلاق الرصاص، فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ويأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبدالمجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952.

لم تكن الإصابة خطرة، بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي، وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة، ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الإغتيال، ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين، وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة، ولكن ثورة والد الشهيد جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت، مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً، وألا يقام عزاء!.

اعتقلت السلطة كل رجل حاول الإقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء، إذ لم يكن هناك رجل غير والده والسيد مكرم عبيد باشا القبطي الذي كان تربطه علاقة صداقة بالأستاذ حسن البنا.

رأيه في الفاشية والنازية

فى الإسماعيلية أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 وأسس بعدها تشكيلات الجوالة التى كانت ترتدى زياً عسكرياً يشبه زى ميليشيا النازى، ثم أسس التنظيم السرى المسلح كجناح عسكرى للحركة فشارك في إغتيالات وتفجيرات كثيرة في الأربعينيت والخمسينات.

كان إعجاب البنا بالتجربتين النازيتين واضح في رسائلة حيث يكتب "فقامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، وأخذ كل من موسوليني وهتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد، وسرعان ما خطا هذا النظام بهاتين الأمتين في مدارج الصلاح في الداخل والقوة والهيبة في الخارج، وبعث في النفوس الآمال الخالدة وأحياء الهمم والعزائم الراكدة، وجمع كلمة المختلفين المتفرقين على نظام وإمام، وأصبح الفوهرر أو الدوتشي إذا تكلم أحدهما أو خطب تفزعت الأفلاك والتفت الدهر". ( من مقال حامد عبدالصمد عن نازية الإخوان)

انتقادات

حكاية مرشد الإخوان المسلمين حسن البنا وفصله صديقه أحمد السكري -الذى يُقال إنه كان المؤسس الحقيقى لجماعة الإخوان المسلمين- بعد توجيهه اتهامات للبنا، منها التستر على التهمة التى نُسبت إلى صهره عبد الحكيم عابدين، من تهمة التحرش بعضوات الجماعة. خرج السكرى وكتب سلسلة مقالات هاجم فيها البنا بعنوان "الشيخ الكذاب"، فى حين بقى عابدين، على الرغم من إدانته فى تحقيق داخلى أجرته جماعة الإخوان المسلمين. وبلغ الأمر بأن خاطبه الشيخ مصطفى نعينع بعد فصله من الجماعة مذكرًا بموقفه من جريمة صهره، قائلاً: "وها هى البراهين الدامغة التى تثبت ما ارتكبه (عبد الحكيم عابدين) من آثام اعترف بها وأدان نفسه، واعترفت أنت بها وأدنته، وواجب مكتب الإرشاد فصله، وبعد ذلك أبقيته - لسرٍ لا نعلمه- وضحيت برجال الدعوة الأخيار".

لم يكن قد انقضى على تشكيل الإخوان المسلمين خمس سنوات حين وصف حسن البنا عام 1933، الملك فؤاد بأنه "ذخر للإسلام"، فى حين كانت شوارع مصر تغلى ضد الملك فاروق عام 1937، وصفه البنا بقوله إنه "ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه". وعندما طالب مصطفى النحاس، زعيم حزب الوفد، بالحد من سلطات الملك غير الدستورية وخرجت جموع المصريين تهتف "الشعب مع النحاس"، تصدى لهم الإخوان بمظاهرات "الله مع الملك"، وفى مارس 1938 نادت صحف الإخوان بالملك فاروق خليفة للمسلمين، وردد الإخوان يمين الولاء للملك فاروق في ميدان عابدين فى فبراير 1942 "نمنحك ولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله". على امتداد سنوات النظام الملكي، وقف الإخوان المسلمون ضد حزب الوفد وهو صوت الحركة الوطنية، ووصل الصراع بين الجانبين إلى ذروته فى يوليو 1946، فلجأ الإخوان المسلمون إلى العنف وألقوا بالقنابل على أنصار الوفد فى بورسعيد، ما أسفر عن مقتل أحد الوفديين وإصابة العشرات، فغضب الأهالى وأشعلوا النار فى دار الإخوان والنادى الرياضى ببورسعيد .

وعندما شن إسماعيل صدقى، رئيس الوزراء القريب من الاحتلال الإنجليزى حينذاك، حملة اعتقالات لمئات المثقفين والطلبة والعمال عام 1946، وأغلق عشرات الصحف، نشرت صحف الإخوان أن الظروف تحتم ذلك؛ لأن سلامة المجتمع وحرية الأمة فوق كل شيء، وخرج أحد قياداتهم مصطفى مؤمن، زعيم الإخوان بالجامعة، وخطب تأييدًا لإسماعيل صدقى مستشهدًا بالآية الكريمة "واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا". ولا يدرى الناس كثيرًا عن الكتابات والقصائد المجهولة التى نشرها سيد قطب. فقد امتدح قطب الملك فاروق فى قصيدة عام 1938 حين تزوج فاروق من الملكة فريدة، وامتدحه مرة ثانية عام 1947 حين استضاف الأمير عبد الكريم الخطابي، ووصف الملك فى هذه القصيدة بأنه "راعى العروبة الأول".

وقد كتب فى عام 1951، أى فى عز مجد جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً: "الفتاة.. تعرف جيدًا موضع فتنتها الجسدية، فى العين الهاتفة والشفة الظامئة والصدر الناهد والردف المليء والفخذ اللفاف والساق الملساء وهي تبدى هذا كله ولا تخفيه، والفتى.. يعرف جيدًا أن الصدر العريض والعضل المفتول هما الشفاعة التى لا ترد عنه كل فتاة".

في 28 يونيو 2012 وبعد إعلان فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية 2012، صرح ضاحي خلفان قائد شرطة دبي، على حسابه الشخصي في تويتر:

«سيأتى مرسي إلى الخليج حبْوًا، ولن نفرش له الأرض بالسجاد الأحمر، سيُقبّل يد خادم الحرمين، كما فعل حسن البنا.»

وقامت الخارجية المصرية باستدعاء سفير الإمارات العربية في مصر للطلب توضيح حول تلك التصريحات، التي لا تتناسب مع طبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين، ولا تتفق مع المواقف الصادرة عن أرفع مستويات الدولة الإماراتية، التي رحبت بنتائج أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر، في أعقاب ثورة 25 يناير.[2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ذكراه

 
جمال عبد الناصر وصلاح سالم يزوران قبر حسن البنا في فبراير 1954.

مؤلفاته

  • مذكرات الدعوة والداعية (لكنها لاتغطي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942م).
  • المرأة المسلمة.
  • تحديد النسل.
  • مباحث في علوم الحديث.
  • السلام في الإسلام.
  • قضيتنا.
  • الرسائل.
  • مقاصد القرآن الكريم

فيديو

أنظر أيضًا

مراجع

  1. ^ "سناء" كريمة الإمام البنا في أول حديث صحفي عن والدها, إخوان أون لاين, 1 نوفمبر 2006م
  2. ^ "وزارة الخارجية تستدعي سفير الإمارات لطلب توضيح تصريحات قائد شرطة دبي". الموجز. 2012-06-28. Retrieved 2012-06-28.

وصلات خارجية