إمارة جبل شمر

(تم التحويل من الرشيد)

إمارة جبل شمـَّر أو إمارة آل رشيد أو إمارة حائل هي دولة مستقلة تأسست عام 1834 في مدينة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية)، على يد كل من عبدالله العلي الرشيد وأخيه عبيد العلي الرشيد [1]، وتوسعت الدولة في السنوات اللاحقة لتأسيسها حتى أصبحت تضم في العقود الخمسة الأخيرة من القرن التاسع عشر (1850 - 1902)، جميع الأراضي الواقعة مابين جنوب دمشق في الشام إلى شمال نجران قرب اليمن، ومابين حدود الحجاز، حتى نجد.

إمارة جبل شمر
1830–1921
علم إمارة حائل
العلم
الحدود التقريبية لإمارة جبل شمر في مطلع القرن العشرين
الحدود التقريبية لإمارة جبل شمر في مطلع القرن العشرين
العاصمةحائل
الحكومةإمارة
الأمير 
• 1835 - 1847
عبد الله بن علي الرشيد
• 1847 - 1868
طلال بن عبد الله الرشيد
• 1868
متعب بن عبد الله الرشيد
• 1868 - 1872
بندر بن طلال الرشيد
• 
محمد بن عبده الرشيد
• 
عبد العزيز بن متعب الرشيد
• 
متعب بن عبد العزيز الرشيد
• 
سلطان بن حمود بن متعب الرشيد
• 
سعود بن حمود بن متعب الرشيد
• 
سعود بن عبد العزيز الرشيد
• 
عبد الله بن متعب الرشيد
التاريخ 
• تأسست
1830 1830
• انحلت
1921 1921
سبقها
تلاها
[[الدولة العثمانية]]
[[المملكة العربية السعودية]]

ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى آل جعفر من عبده من قبيلة شمر، [2][3][4] [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جبل شمر في التاريخ

في القرن السابع الهجري كانت تسمى المنطقة جبال طيء ويحكمها الامير بهيج بن ذيبان الزبيدي , وتم التحالف القبلي المعروف بـ اسم شمر بين القبائل الثلاث 1- قبيلة عبدة بقيادة آل ضيغم 2- الاسلم بقيادة ابن بقار 3- زوبع بقيادة آل غريب وتمت ازاحة الامير بهيج وطرده خارج البلاد مع قبيلته واستقر الامر لقبائل شمر وسمي الجبل بـ جبل شمر واستمرت القبائل بحكم مشيخات بدوية الى ان تم تأسيس اول حكم مركزي حضري بزعامة آل علي .

امارة جبل شمر في عهد آل علي

بدات امارة آل علي من الجعفر من شمر في وادي الديعجان بمدينة حائل في عام 905هـ بزعامة الامير علي الكبير بن عطية آل جعفر واستمرت الامارة بالتوسع الى ان شملت جبل شمر وشمال نجد .

نشأة إمارة آل رشيد في حائل

في العام 1820 تولى عبدالله العلي الرشيد إنشاء ما يمكن تسميته بـ المعارضة، لحكم آل علي في حائل، فقام حاكم حائل آنذاك صالح بن عبد المحسن آل علي بمحاولة اعتقاله فهرب إلى العراق على الفور، في عام 1820.

وفي العراق اتضحت بوادر القدرة الحربية والسياسية لدى عبد الله، وشارك في معظم غزوات شمر في العراق وأعجب به الوالي العثماني ومنحه ثقته، وفي ذات الوقت استطاع عبد الله توطيد علاقته مع تركي بن عبدالله آل سعود وابنه فيصل بن تركي. وكان تركي بن عبد الله قد تمكن من استرداد نفوذ أسرته على بعض مناطق نجد، إلا أنه قتل في الرياض بواسطة ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن في 8 مايو 1834. عندها أستنجد فيصل بن تركي بعبدالله بن رشيد للثأر من قاتل أبيه واستعادة ملكهم الذي استولى عليه مشاري بن عبد الرحمن.

توجه عبد الله بن رشيد ومعه مجموعة من الرجال نحو قصر الحكم في الرياض وتمكن من اقتحامه ومعه احدعبيده.وقتل مشاري بن عبد الرحمن في داخل القصر.

استمرار نهوض جبل شمر

في مارس 1868 انتحر حاكم حائل طلال آل رشيد ، الأمر الذي يعتبر من أندر الظواهر في شبه الجزيرة ، وأشار المؤرخ ابن عيسى إلى ذلك الحادث قائلا أن طلال اختل عقله فانتحر. ومع أن أمير حائل حكم المنطقة الواسعة بصورة مستقلة تقريبا ، فإنه لم يعلن القطيعة أبدا مع فيصل وابنه عبد الله، بل كان يقدم لهما مساعدة عسكرية كبيرة. وكانت وفاة طلال قد هيأت الإمكانية لإعادة النظر في العلاقات المتبادلة بين حكام جائل والرياض، وخصوصا عندما توفي بعد عام واحد عبيد بن علي عم طلال العجوز والمتنفذ في الوقت ذاته. كان عبدي من أنصار التعاون مع آل سعود. وقد نعته پلگريڤ بالتعصب أما في رأي آن بلنت فهو (البطل الرئيسي لتقاليد شمر)، وهو شجاع كريم سخي. وكان تقدير دوتي لعبيد رفيعا أيضا ، حيث اعتبره عقيدا وشاعرا تتناقل الألسن قصائده.[5]


كان طلال قد فرض سيطرته على خيبر وتيماء الواقعتين شمالي المدينة المنورة. ومع أن حاكم حائل كان يتصرف بصورة مستقلة بقدر كاف، فمن المشكوك فيه أنه كان يستطيع أن يجمع قوات شديدة البأس تكفي لتحدي حاكم الرياض.

كان أمير شمر يتميز بالتسامح الديني وقد سمح للشيعة واليهود بأن يقيموا ويتاجروا في حائل، وكان يجبي منهم ضرائب غير قليلة. وكتب پلگريڤ (إن التجار من البصرة ومشهد علي وواسط ووالباعة من المدينة وحتى من اليمن كانوا يستقرون في سوق حائل الجديد بعد عروض مغرية. وقدم طلال لبعض منهم مقاولات رسمية، وهي نافعة لهم وله بقدر واحد. ومنح البعض الآخر امتيازات وتسهيلات ، وكان يولي الجميع الدعم والحماية). وبالأموال الواردة إلى بيت المال من الغزوات والحج والتجارة أنجز طلال قلعة بارزان وأنشأ حول العاصمة سورا ارتفاعه سبعة أمتار، وبنى حي السوق ومسجدا كبيرا وكثيرا من الآبار العامة.

وإذا كان الدين في جبل شمر لا يلعب دور القوة التوحيدية الأولى فإن التعاضد القبلي أدى هذه الوظيفة. وحتى الحضر في حائل والمدن الأخرى كانوا يعتبرون أنفسهم من أبناء شمر بالدرجة الأولى، و(موحدين) بالدرجة الثانية. لقد لعب البدو في إمارة جبل شمر دورا أكبر مما في إمارة الرياض . إلا أن سيطرة قبيلة واحدة شمر دورا أكبر مما في إمارة الرياض . إلا أن سيطرة قبيلة واحدة كانت تؤمن استقرار السلطة في منطقة محدودة، ولكنها كانت عائقا أمام توسيع إمارة جبل شمر ، لأنها تنير حفيظة القبائل القوية الأخرى.

كان طلال يدفع الأتاوات لفيصل وعبدالله بشكل خيول وحصة من الضريبة المفروضة في حائل على الحجاج الفرس وحصة من الغنائم. إلا أن نفوذ الرياض في أواسط الجزيرة أخذ يضعف، بينما صارت الراية الخضراء الحمراء لإمارة جبل شمر ترتفع. وكتب فالين بحق منذ عهد عبد الله بن الرشيد: (إنني أعتبر أهالي شمر دون ريب من أنشط القبائل في الجزيرة حاليا. وإن سلطتهم ونفوذهم يشملان جيرانهم أكثر فأكثر من عام لآخر) .

وورث متعب شقيق طلال العرش . وبعد عشرة شهور قتل متعب في مجلسه بيد بندر الإبن البكر لطلال، وصار بندر أميرا، ولكنه ظهر لديه منافس خطر هو عمه محمد بن عبد الله آل رشيد، الابن الثالث لمؤسس السلالة. وقد قتل هذا بندر في عام 1874، عارفا بأن الثأر ينتظره وأخذ الأمير الجديد يلاحق إخوان بندر الخمسة فانتقم من أربعة منهم. واعترفت جبل شمر بالأمير الجديد. ومع أن حكمه بدأ بالانتقام الدموي من منافسيه، فإنه دشن عهدا من الازدهار والسلطة القوية في الإمارة. وكتب فيلبي يقول (لم تكن الحكومة فعالة أبدا مثلما كانت في عهده).

تعتبر كتابات ضاري بن رشيد التي استخدمها ويندير على نطاق واسع أهم مرجع في تاريخ آل الرشيد منذ وفاة طلال حتى استيلاء محمد علي السلطة. وخلال أمد طويل لم تخرج إمارة آل الرشيد عن إطار جبل شمر وأقرب الواحات إليها – خيبر وتيماء والجوف. وقدر الرحالة عدد السكان الخاضعين لحائل في أواخر القرن التاسع عشر (قبل ضمها إلى نجد) ما بين 20 و50 ألف نسمة من الحضر، ومثل هذا العدد تقريبا من البدو. وتفيد معطيات أخرى أن عدد البدو يمكن أن يكون ضعف عدد الحضر.

كان حاكم جبل شمر يلقب بالأمير أو شيخ المشايخ، أي أنه ظل زعيما لاتحاد قبائل شمر التي يعتمد عليها. وكان آل رشيد يحكمون بمساعدة أقربائهم ومفارز خدعهم الشخصيين. وفي ظل الصراع المتواصل تقريبا داخل الأسرة الحاكمة وعدم الثقة بالأقرباء كان الأمير يعتمد أكثر فأكثر على مفارز الخدم والمرتزقة المصريين والأتراك. وتفيد معطيات فالين أن مفرزة الأمير تتكون من 200 شخص تقريبا، ويذكر رحالة الستينات – الثمانينات من القرن التاسع عشر الرقم 500-600. ومنهم 20 شخصا يشكلون حرس الأمير الأكثر إخلاصا، وحوالي 200 شخص كانوا في حائل أما الباقون فيرافقون التجار والحجاج وجماعات جباة الزكاة ويؤدون حسب الدور الخدمة في الحاميات في المناطق الملحقة بالإمارة.

وكان بين أفراد مفارز الأمير محاربون بسطاء و(رجال شيخ المشايخ). وهذا المصطلح يطلع على كبار أفراد المفرزة وكذلك على المقربين إلى الأمير، وعموما على كل من يتمتع بثقة خاصة لديه. والكثيرون منهم متحدون من العبيد. وكان (رجال الشيخ) يمثلون كبار الموظفين وقادة مفرزته والقائمين على أمور القصر وحكام ممتلكات الأمير. وبعد أن تطورت الإمارة صاروا يتراسون مختلف أصعدة جهاز إدارة الدولة. واعتبارا من سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر كان بين أكثر المتنفذين في الإمارة، كما يقول الرحالة، صاحب المضايف في القصر وصاحب بيت المال والكاتب الأول وحامل الراية والجليس ووزير آل الرشيد.

كان أمراء جبل شمر ملتزمين بتقاليد كرم الضيافة التي يرمز إليها القدر النحاسي الضخم الذي يحمله بصعوبة أربعة من الرجال الأشداء. وفي ثمانينات القرن التاسع عشر كان القصر يستضيف يوميا 150-200 شخص، ويصل هذا العدد إلى 1000 شخص أثناء مرور القوافل الكبيرة.

ومع تطور نظام الدولة طبقت الشريعة باتساع متزايد، مما ضيق على العرف والعادات. وهذا أمر أشار إليه الرحالة. وكان من بين العقوبات قطع الأيدي ومصادرة الأموال على العصيان ضد الأمير والسجن على السرقة وعلى رفض دفع الزكاة، والجلد بالعصى على الضرب والإصابة بجراح، والغرامات المالية. واستخدم مقر آل رشيد السابق بمثابة سجن، إلا أن الرهائن والسجناء الذين يتمتعون بمنزلة رفيعة صاروا منذ ستينات القرن التاسع عشر يحتجزون في مضيف القصر الجديد. وكان لحائل عمالها المباشرون في الأطراف، ولكنهم في الغالب كانوا من الوجهاء المحليين. وظل شيوخ جميع قبائل البدو يحكمونها كالسابق.

ونظرا لقلة التزام وإخلاص الهجانة البدو أخذ آل الرشيد يعتمدون أكثر فأكثر على سكان المدن والواحات وعلى حرس من العبيد. وقدر گوارماني الحد الأقصى لعساكر جبل شمر في ستينات القرن التاسع عشر بـ 6.5 آلاف شخص، وإذا أضيف إليها محاربو المناطق الملحقة يبلغ هذا العدد 9 آلاف. ويقول نولدي أن الأمراء في التسعينات كان بوسعهم أن يقدموا 40 ألف محارب. وتمتطي العساكر ظهور الجمال، بينما يركب الوجهاء الخيل. والأسلحة هي الرماح والسيوف، وأحيانا السلاح الناري. وكانت هناك عدة مدافع.

وفي عهد محمد الرشيد (1817-1897) بلغت إمارة جبل شمر أوج ازدهارها. ففي السبعينات تم الاستيلاء على العال وقرى في وادي السرحان حتى حدود وادي حوران. وكان استمرار ركود إمارة الرياض والتحالف مع الباب العالي قد مكنا محمد من بسط نفوذه على مدن القصيم في البداية ، ثم في عام 1884 على نجد كلها.

وما كان بإمكان إمارة جبل شمر أن تنهض إلا بتضعضع إمارة الرياض ذات الكثافة السكانية الأكبر والتي تمتلك قدرة عسكرية كبيرة دون شك. كانت حروب السعوديين في مطلع القرن وغزوات المصريين الفتاكة والنزاع القبلي المضيء كل ذلك شمل جبل شمر بقدر أقل من أواسط نجد. واستفاد عدد من الحكام المحنكين من هذه الظروف الملائمة بالنسبة لهم فجعلوا من حائل لوقت قصير سيدة لأواسط الجزيرة كلها.

نهوض إمارة جبل شمر بعد سقوط إمارة السعوديين

أخذت الواحات والمناطق وقبائل البدو تنفصل الواحدة تلو الأخرى عن الرياض وتنتقل طوعا أو كرها إلى حماية آل الرشيد وتدفع الأتاوات لهم . ولم توفق محاولات عبدالله لإبعاد قبضة آل الرشيد الثقيلة . وكان محمد بن الرشيد يلعب مع أمير الرياض لعبة القط والفأر .

واشتد التنافس في القصيم بين الأسرة الحاكمة سابقا في بريدة آل عليان وبين الحكام الجدد من آل مهنا الذين أيدتهم حائل . وكان توزيع القوى على النحو التالي : الرياض تتعاون مع عنيزة وتعتمد على تأييد عتيبة ومطير ، أما حائل فهي تؤيد بريدة وتتعاون مع قبيلة حرب .

وفي تلك الأثناء حاول أولاد سعود بن فيصل أن يتحدوا ابن الرشيد . فجمعوا قسما من قبائل عتيبة وبعض سكان واحات العارض ، ولكنهم اندحروا . إلا أن إمارة عبدالله الصغيرة كانت تتمزق مزقا. وفي أكتوبر 1887 استولى أولاد سعود بن فيصل على الرياض والعارض وأسروا أمير الرياض . وتمكن الأمير قبل ذلك بقليل من طلب النجدة من حاكم حائل الذي لم يتردد في قطف الثمرة الناضجة . وكان طلب عبدالله حجة بيد محمد بن الرشيد (لإنقاذه) ولبسط سلطة آل الرشيد على كل ممتلكاته. وتوجه إبن الرشيد إلى الرياض على رأس قوات كبيرة ، ففر أولاد سعود إلى الخرج . وأطلق أمير جبل شمر سراح عبدالله من السجن ونقله إلى العاصمة حائل (حفاظا على سلامته)، وترك واحدا من أكثر القادة العسكريين إخلاصا، وهو سالم آل سبهان الذي لايعرف الرحمة أميرا للرياض.

كان عبد العزيز الذي صار فيما بعد ملكا للعربية السعودية يرى أن هناك ثلاثة أسباب لسقوط عمه الأمير عبدالله : (لم يستقم الأمر لعبدالله لثلاثة أسباب : (أولاد – وجود أبناء أخيه في الخرج يحرضون القبائل عليه ، ثانيا – مناصرته لآل عليان أمراء القصيم السابقين على أعدائهم آل مهنا الأمراء الحاكمين في ذلك الحين . وكان هذا جهلا من عبدالله في وقت ضعفه ليس من الحكمة أن يتحزب لبيت مغلوب فيضعضع نفوذه في القصيم . ثالثا – ظهور محمد بن الرشيد الطامع بحكم نجد . فقد تحالف مع آل أبي الخيل ... وكانوا كلهم يدا واحدة على إبن مسعود) . وانتهى وجود دولة السعوديين الثانية رسميا في آواخر عام 1887 .

وفي أغسطس من العام التالي تمكن حاكم الرياض سالم آل سبهان من اللحاق بأولاد مسعود . ويتضح النطاق الفعلي لقواتهم من عدد أفراد فيصل شمر الذي طاردهم – 35 شخصا لا غير. وقد قتل ثلاثة من أولاد سعود، وقتل الرابع قبل ذلك، أما الخامس فقد فر إلى الأخير لسعود كان أسيرا فخريا في حائل. وفي شتاء 1889/1890 قام الشمريون بغزوة وصولا فيها إلى الحجاز. وعندما عاد ابن الرشيد إلى العاصمة علم بأن ضيفه الأسير عبد الله بن فيصل مريض وأن حالته خطرة. فسمح له بالعودة إلى الرياض مع أخيه عبدالرحمن بن فيصل. عاد عبدالله إلى عاصمته الخالية وتوفي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1889. وقبل 24 عاما من ذلك، عندما تربع على العرش، كانت إمارة الرياض تمتد من جبل شمر حتى المناطق الداخلية في عمان، ومن الخليج حتى الحجاز وحدود اليمن. وعندما توفي وهو تابع لحائل لم يكن عنده غير منطقة العارض وسيادة إسمية على الوشم وسدير. وكان ثلث تلك الفترة تقريبا هاربا مشردا ، بينما كان آخرون يحكمون الدولة المتداعية. ونعته فيلبي بالحاكم (غير القدير). إلا أن مجمل الملابسات غير الملائمة وليس الضعف الشخصي، هي الأسباب الحاسمة في هلاك دولة السعوديين.

وصار عبد الرحمن أميراً للرياض . وقد اصطدم في عام 1860 مع حاكمها الشمري سالم وأعلن الانتفاضة عليه . وحاصرت قوات إبن الرشيد الرياض ، إلا أن المدينة كانت آنذاك قد تعززت كثيرا . وأخفق الحصار ، تعقد الطرفان هدنة . وظل عبدالرحمن حاكما للرياض وبعض المناطق المجاورة لها ولكن بصفة تابع في في الواقع لمحمد بن الرشيد .

وفي تلك الأثناء فضل أهالي عنيزة وبريدة في القصيم التحالف مع عبدالرحمن ضد جبل شمر بعد أن تأكد لهم أن سلطة الشمريين تتقوى عليهم وأن الضرائب تزداد والامتيازات تتقلص.

وفي أواخر عام 1890 تشكل ائتلاف واسع نسبيا للعناصر المناهضة لآل الرشيد من بين أهالي القصيم وأنصار عبدالرحمن وقبائل مطير. وجمع إبن الرشيد كل قواته ، بما فيها وحدات من قبائل شمر وكذلك من حلفائها من بدو الظفير وحرب والمنتفق. وكتب أ. موسيل يقول أن ابن الرشيد (بعث 30 رسولا على أربعين ناقة موشحة بستائر سوداء إلى مختلف أفخاذ وبطون شمر التي خيمت آنذاك بين كربلاء والبصرة. وكان يراد للستائر السوداء أن تبين بوضوح لجميع رعايا الأمير محمد بأن عارا أسود سيلطخهم إذا لم يهبوا فورا لنجدة زعيمهم). ونشبت معركة كبيرة هي وقعة المليدة في القصيم اقتتلت فيها من الجانبين آلاف عديدة من المحاربين. وربما كانت تلك أكبر معركة منذ الغزو المصري.

واستمر القتال سجالا طوال شهر . إلا أن عبدالرحمن، لسبب ما، لم يهب لنجدة حلفائه وتركهم وحيدين في مواجهة الشمريين . الحيلة متظاهرا بالانسحاب، ولكنه نظم بعد ذلك هجوما مضادا مباغتا. جمع بضعة آلاف من الجمال في الوسط وحركها إلى الأمام بعد أن أطلق النار على القصيميين. وتقدم المشاة من وراء الجمال. وسدد الهجانة والفرسان في وقت واحد ضربات من الجناحين . وفقد القصيميون مابين 600 أو 1200 شخص، وفر الكثيرون إلى الكويت والعراق والشام. وعزز ابن رشيد لعشر سنين تقريبا مواقعه كحاكم بلا منازع لأواسط الجزيرة.

وعندما بلغ عبدالرحمن بن فيصل نبأ هزيمة حلفائه فر إلى البادية وبعد تجوال طويل استقرت عائلته في عام 1893 في الكويت تحت حماية شيخها محمد الصباح . وخصصت الحكومة العثمانية لعبدالرحمن معاشا متواضعا بستين ليرة ذهبية شهريا. وانتقلت السلطة كاملة في الرياض إلى عجلان وهو من عبيد محمد بن الرشيد. وتم تقسيم نجد إلى عدة مناطق خاضعة لجبل شمر.

وغدا حاكم جبل شمر سيدا لبلد مستنزف مخرب، ومحروم من منفذ إلى البحر . وكتب جميع الرحالة الذين زاروا أواسط الجزيرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عن البساتين الذابلة والنخيل الميتة والآبار التي اجتاحها الرمال والقوى الموات. ولم تكن الدولة الخائرة بقادرة على حماية الواحات من البدو . ونزح آلاف الناس إلى العراق أو إلى سواحل الخليج.

وتضررت التجارة. وكتب أمين الريحاني عن الأحوال العصيبة التي واجهها التجار آنذاك . وأسفرت مخاطر نقل البضائع بطرق القوافل التجارية عن تذبذب في الأسعار ونسقت العلائق الاقتصادية وأدت إلى إفلاس الصناع والتجار .

وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر لم تحل دون الانتفاضات إلا القوة العسكرية لدى محمد بن الرشيد . ولكن القلاقل بدأت على أثر وفاته، وأخمدها بوحشية الأمير الجديد لجبل شمر عبدالعزيز بن الرشيد. فقد نهب المدن والقرى بلا رحمة وخنقها بالغرامات الحربية. ولكنه تورط في صراع مع الكويت فعجز عن السيطرة على النزاعات القبلية الإقطاعية التي تصاعدت في كل مكان وعن الحيلولة دون نهب البدو للواحات . وقال موسيل: (كان الحضر جميعا يحنون إلى سلطة قوية تحمي أموالهم وحياتهم).

آل الرشيد في أواخر القرن التاسع عشر

يقول المؤرخ خالد الفرج: (اعتمد محمد العبد الله الرشيد في تشييد إمارته على سياسة (فرق تسد) واتكأ على قوة عشيرته (شمر) وهي من كبريات القبائل المشهورة بالفروسية والشجاعة ... وخص الأتراك بكثير من المجاملة والمسايرة لأن طرفي طريق الحجاج الذي يقوم آل رشيد على إيراده ، وهما العراق والحرمان ، في أيديهم ، حتى أنه اعترف بخضوعه للسلطان عبد الحميد. وتعددت منه الرسل والهدايا إلى (الباب العالي) وحاز النياشين الرفيعة وقبل المعتمدين المندوبين من الحكومة العثمانية . فصارت تعتمد عليه ، وتعده من أ:بر المخلصين لها ، وتراه الوسيلة الفعالة التي قضت على آل سعود ومحت إمارتهم من الوجود، فأغدقوا عليه العطاء وخصوه بالمساعدات والتعضيد. وكان على الأجمال رجل وقته، إلى أن توفي سنة 1315 هـ (1897 م) مريضا بذات الجنب ، عقيما لم يخلف ولدا). وورث الحكم عنه إبن اخته عبد العزيز المتعب الذي كان في حوالي الثلاثين من العمر ، وكان محاربا باسلا ومغامرا ، ينساق للغضب والاستعجال في اتخاذ القرارات . كان يجيد استخدام السيف أكثر مما يجيد السياسة، وكان يفعل قبل أن يفكر. وفي غضون عشر سنين بدد القسم الأكبر من الإرث الذي خلفه له خاله الجبار.

ولم تستطع إمارة جبل شمر أن تلعب دول الدولة الموحدة المستقرة. فهي تستند إلى قبيلة شمر ، ولذا اعتبرها سائل السكان أداة سيطرة اتحاد قبلي واحد على القبائل الأخرى وليس سلطة لعموم الجزيرة العربية تتجاوز الأطر القبلية. وفي أواخر القرن التاسع عشر وقعت إمارة جبل شمر في تبعية متزايدة للدولة العثمانية فغدت وسيلة لنقل النفوذ العثماني إلى شبه الجزيرة، ولذلك فإن تذمر واستياء أعراب الجزيرة من حكم الأتراك شملا أمراء حائل أيضا. وكانت بريطانيا قد عززت مواقعها على ساحل الخليج وأعاقت محاولات الأتراك لاستعادة مواقعهم ، وأخذت تؤيد منافسي إمارة جبل شمر. وأخيرا، بعد وفاة محمد الرشيد، لم تتمكن العائلة الحاكمة الغارقة في النزاعات من ترشيح أي حاكم بمنزلة عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس العربية السعودية المرتقب . وكانت كل هذه العوامل التي أضيفت إليها فيما بعد المشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الأتراك قد أسفرت من غروب وسقوط إمارة جبل شمر القوية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلاقة بين آل رشيد وآل سعود

لقد قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة، واختلفت العلاقة بين عبد الله بن رشيد وفيصل بن تركي عن أية علاقة أخرى بين عبد الله بن رشيد وبين أي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى، وقد توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبد الله بن فيصل بن تركي من نورة العبداللة الرشيد، ثم من ابنة عمها طريفة العبيد الرشيد، ولما توفي عنها، تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي. وكذلك فقد تزوج عبد الله بالجوهرة أخت فيصل بن تركي.

الحكام

إمارة آل رشيد في حائل
الحكام
الحاكم سنوات حكمه (من - إلى)
عبدالله العلي الرشيد (المؤسس) 1834 - 1847
عبيد العلي الرشيد (المؤسس) لم يحكم توفي عام 1869
طلال العبدالله الرشيد 1847 - 1866
متعب العبدالله الرشيد 1866 - 1869
بندر الطلال الرشيد 1869 - 1873
محمد العبدالله الرشيد (العصر الذهبي) 1873 - 1897
عبدالعزيز المتعب الرشيد 1897 - 1906
متعب العبدالعزيز الرشيد 1906 - 1907
سلطان الحمود الرشيد 1907 - 1908
سعود الحمود الرشيد 1908 - 1908
سعود العبدالعزيز الرشيد 1908 - 1920
عبدالله المتعب الرشيد 1920 - 1921
محمد الطلال الرشيد 1921 - 1921 (سقوط حائل)

بعد وفاة عبد الله بن رشيد، المؤسس الأول للدولة، لم تكن شؤون انتقال الحكم معروفة وموثقة، إذ لم يعهد عبد الله بولاية العهد لأحد، ولكن الجميع كانوا يعتقدون بأن عبيد العلي الرشيد، شقيق عبد الله وساعده الأيمن في إنشاء الدولة، هو المرشح لتولي زمام الحكم. إلا أن عبيد لما جمع جماعة حائل في قصر برزان قال لهم : "إن أميركم يطلبكم الحل (مات) ، فابحثوا عمن ترضونه ويرضاكم ليكون حاكماً " ولما لم يكن لأحد من الجماعة وجهة نظر خاصة بالموضوع، فقد قام عبيد بتعيين ابن أخيه طلال العبداللة حاكما على حائل، في خطوة غير متوقعة على الإطلاق.

طلال العبدالله الرشيد

تولى طلال الحكم، وكان عمره حينها 25 عاماً، وشهدت فترة حكمه توسعاً في نفوذ حائل فقد أخضع إقليم الجوف المجاور لحائل وتيماء وتبوك وما حولها، وفي الوقت نفسه عمل على تحسين علاقته مع الخلافة العثمانية، وكانت علاقته مع آل سعود في الرياض على ما يرام أيضاً فقد كانت زوجته هي الجوهرة بنت فيصل بن تركي. وفي عام 1866 أصيب طلال بمرض عضال، فأستدعي له طبيب إيراني شهير آنذاك، فأخبره الطبيب بأن لديه العلاج لمرضه لكن العلاج سيؤثر على قدراته العقلية، فلم يرض طلال بتعاطي الدواء بل خرج إلى الصحراء وصوّب فوهة مسدسه نحو رأسه وقتل نفسه. فلم يكن يرضى بأن يتحوّل من ملك إلى مجنون.[بحاجة لمصدر] حكم طلال لعشرين عاماً، وكانت مرحلة انتقالية في دولة آل رشيد في حائل إذ عزز قوتها وأرسى أساساتها، وأحبه أهالي حائل بشكل كبير.

متعب العبدالله الرشيد

ومتعب هو أخ لطلال، تولى الحكم من بعد أخيه عام 1866، وكان بندر، ابن طلال، يرغب بالحكم، عوضا عن عمه متعب (لأن الحكم الملكي يجري عادة بإمتداد عمودي أي من الأب للإبن) إلا أن صغر سن بندر الطلال (كان عمره 17 سنة عندما توفي والده) قد حال دون وصوله إلى مبتغاه حال وفاة والده. ولكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بالحكم، فأبتدأت النزاعات بين بندر وبدر الطلال من جهة وبين عمهم متعب العبداللة من جهة، وحاول عبيد العلي الرشيد عمهم الأكبر، أن يحل النزاع إلا أن متعب العبداللة لم يتجاوب مع المفاوضات ومحاولات الإصلاح، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب في عام 1869 وتولى الحكم في حايل.

بندر الطلال الرشيد

بعد قتل متعب العبداللة تولى بندر الطلال مقاليد الحكم في حائل وكان عمره آنذاك 20 عاماً وفي العام الذي تولى فيه بندر الحكم توفي العم الأكبر و (عراب) الأسرة عبيد العلي الرشيد، وكان بندر يعتمد على قوة وهيبة وسلطة عمه عبيد المعنوية التي كانت تشكل درع حماية له خصوصا من عمه محمد العبدالله الرشيد، شقيق متعب العبداللة الذي قتله بندر, وكان محمد العبداللة أثناء قتل أخيه متعب متواجداً في الرياض عند عبدالله فيصل بن تركي، ولولا أن عبيد كان في حائل عندما تم قتل متعب وتولى بندر السلطة، لتوجه إلى حائل ليثأر لأخيه القتيل، لكن وجود عبيد بالقرب من بندر الطلال جعل محمد العبداللة يؤخر ثأره.

ولكن عندما توفي عبيد في نفس العام، بدأ بندر الطلال ينتظر عودة محمد العبداللة من الرياض ويفكر بما سيثير ذلك من مشاكل في الأسرة، فتوجه بندر إلى الرياض قبل أن يخرج منها محمد، في محاولة لاسترضائه تكللت بالنجاح، فقد اتفقوا على أن يبقى بندر حاكما فيما يتولى محمد العبداللة إدارة قوافل الحج القادمة من إيران والعراق والتي تمر بحائل وتعتبر موردها الإقتصادي الأهم، فرضي محمد بهذا المنصب الهام وسارت الأمور في حائل على ما يرام.

ولكن في عام 1873 وبعد ثلاث سنوات من تولي بندر السلطة، حدث خلاف بين بندر الطلال وعمه محمد العبداللة المسؤول عن القوافل، وكان السبب في ذلك أفراد من قبيلة الظفير كانوا قادمين مع إحدى قوافل الحج، ومنعهم بندر الطلال من دخول حائل وأمرهم بالرجوع من حيث جاؤوا لخلاف بينه وبين قادة قبيلتهم، ولكن محمد العبداللة سمح لهذه القافلة بالدخول إلى حائل ومواصلة مسيرها، وحينها غضب بندر الطلال فاستدعى محمد العبداللة وقال له : " من هو الأمير ؟ أنا أم أنت ؟ "، وحينها ثار الخلاف بينهم وانتهى بمقتل بندر الطلال على يد عمه محمد العبداللة وذلك عام 1873.

محمد العبدالله الرشيد

بعد مقتل بندر الطلال دبّر محمد قتل جميع أبناء طلال العبداللة الرشيد، كي لا يثورون ضده بعد قتله لأخيهم الحاكم بندر الطلال، ما عدا بدر ونايف، أخوي بندر، فقد سلما من القتل. ولما كبر بدر أراد الانتقام من عمه، إلا أن عمه استطاع قتله وأسر نايف في قصره، وبذلك تربع على سدة الحكم، وقال في إحدى خطبه يبرر قتله لهم ( والله ما قتلتهم الا خوفا على هذه - واشار إلى رقبته - يا جماعة، هل تظنون ان من قتل أخي سيعفو عني )،

وفي محاولة منه لكسب تأييد أكبر عدد من أفراد أسرة آل رشيد، بنى محمد علاقات وثيقة مع فرع عبيد الذي كان أكثر عدداً من فرع عبد الله وأصبح حمود الابن الأكبر لعبيد الصديق والحليف الوثيق لمحمد، واهتم محمد بن رشيد بتنظيم جيشه وتحصين ثغور بلاده، وبسط الأمان في تلك الأنحاء، وكف البدو عن الغزوات، وتشدد على السارقين واللصوص، وسعى إلى بسط حكمه في شرقي نجد وتقدم شمالاً حتى وصل إلى حوران وهدد نواحي دمشق حتى خاف أهلها من دخوله عاصمتهم ، ولما رأى بوادر الانشقاق تدب بين آل سعود سعى إلى توسيع نفوذ حائل فتدخلت القوات الحائلية في القصيم بعد أن استنجد به حسن ال مهنا أمير بريدة عندما أراد عبد الله بن فيصل آل سعود غزو القصيم. ومن ثم سنحت الفرصة للأمير محمد الرشيد عندما استنجد به عبد الله بن فيصل آل سعود لمحاربة أبناء أخيه سعود بن فيصل فتوجه الجيش الحائلي للرياض وأخرج ابني سعود بن فيصل (محمد وعبدالعزيز) من الرياض وحبسهم في حائل وبعد ذلك انتصر علي أهل القصيم في معركة المليداء عام 1890 انتصارآ عظيمآ وتم أسر أمير بريده حسن ال مهنا ، وأخيرا ضم الرياض إلى حائل قرابة عام 1882 واضطر عبدالرحمن بن فيصل عام 1891 إلى الرحيل عنها إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت، وتعتبر فترة حكم محمد بن عبد الله بن رشيد من أزهى فترات حكم آل رشيد في حائل ويعتبر عهده العهد الذهبي للدولة . وتوفي محمد العبداللة في حائل عام 1897.

عبدالعزيز المتعب الرشيد

كان محمد العبداللة عقيما، ولم يكن له أبناء من بعده، فلما توفي حكم من بعده عبد العزيز المتعب العبداللة الرشيد، الذي كان أبيه الحاكم الثالث لحائل . وفي فترة حكمه أقدم الشيخ مبارك الصباح ومعه ابن سعود وآل سليم حكام عنيزة و آل مهنا حكام بريدة وجموع كبيرة من البوادي على محاربة آل رشيد وتقدموا بقوتهم واحتلوا الطرفية ، إحدى قرى القصيم ، وجعلها مبارك الصباح موقعاً متقدماً لقواته. وخاض الطرفان في 17 مارس 1901 معركة الصريف واستطاع فيها عبد العزيز المتعب إحراز نصر حاسم على مبارك الصباح.

ولكن في السنة التالية 1902 استطاع عبدالعزيز آل سعود الاستيلاء على الرياض بعد أن قتل حاكم الرياض المعين من قبل حائل عجلان بن محمد ، ثم حصلت مواجهات عديدة بين عبد العزيز بن متعب وعبدالعزيز بن عبد الرحمن في منطقة القصيم منها في البكيرية والشنانة عام 1904 ، ثم كانت المعركة الفاصلة في روضة مهنا، التي قتل فيها عبد العزيز المتعب في 14 أبريل 1906 . [6][7] ومن أبنائه متعب ومشعل ومحمد من موضي ابنة حمود العبيد , وسعود من موضي ابنة سبهان السلامة السبهان من شمر .

متعب العبدالعزيز الرشيد

تولى بعد والده باتفاق أهل حائل والجنود الذين كانوا معه ، غير أن أبناء حمود العبيد الرشيد : سلطان وسعود وفيصل، والذين هم أخواله ، قاموا بقتل متعب العبدالعزيز في 27 ديسمبر 1906 أي بعد توليه الحكم بثمانية أشهر. وقتلوا معه أخويه مشعل ومحمد بعد أن دعوهم إلى رحلة صيد وقتلوهم هناك ، اما الأخ الصغير للمقتولين (سعود العبدالعزيز) فقد فر به خواله السبهان إلى المدينة المنورة وعمره عشر سنوات .

كانت فترة حكم متعب قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، ورغم هذه الفترة القصيرة إلا أنه كانت له بعض الجهود الإصلاحية التي حببت أهالي حائل فيه، من ذلك أنه عقد صلحاً مع الملك عبد العزيز واتفقا على أن تكون المناطق الواقعة شمال القصيم تابعة لأبن رشيد وماعداها تابع لأبن سعود.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سلطان الحمود العبيد الرشيد

خطط سلطان لإغتيال حاكم حائل متعب العبدالعزيز وإخوته الثلاثة، وتم ذلك في ديسمبر 1906 .غير أنهم لم يتمكنوا من قتل سعود، الأخ الصغير لمتعب، فقد غادر به أخواله السبهان نحو المدينة المنورة حالما وصلهم خبر مؤامرة أبناء حمود العبيد على الأمير متعب. بعد أن تمكن سلطان وإخوته سعود وفيصل من قتل الحاكم متعب وإخوته، عادوا إلى حائل وأعلن سلطان الحمود نفسه حاكما لحائل، وعيّن أخيه سعود ولياً للعهد، أما فيصل فأعطاه إمارة منطقة الجوف.

تحالف خلالها مع ال مهنا أبا الخيل أمراء بريدة ومع فيصل الدويش شيخ قبيلة مطير ضد عبد العزيز آل سعود، وخاضوا معركة الطرفية التي انتصرت فيها قوات عبد العزيز آل سعود على قوات المتحالفين. بعد الهزيمة أصبح الأمير سلطان في موقف صعب أمام الجماعة (أهالي حائل)، و بعد هزيمته من قبل السعوديين أجبره أخوه سعودعلى التنازل عن الحكم، وذلك في يوليو 1907. ويرجّح أنه لم يعش طويلاً بعد عزله.

سعود الحمود العبيد الرشيد

تولى سعود الحكم بعد عزل أخيه الأميرسلطان

سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد

 
سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد

تولى الحكم بعدمقتل الأمير سعود الحمود الرشيد عام 1908، وكان الأمير سعود العبدالعزيز المتعب هو الناجي الوحيد من المذبحة التي وقعت لإخوانه بأمر سلطان الحمود الرشيد الحاكم الثامن، وكان وقتئذ صغيراً في السن فهرب به أخواله السبهان إلى المدينة المنورة ، فعاش هناك حتى عودته ، وكان عمره عشر سنوات فتولى الحكم تحت وصاية خاله حمود السبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة ، وبعد وفاة حمود السبهان ، عام 1909 تولى دور الوصاية على الأمير سعود، زامل السالم العلي السبهان.(وهو والد جدته الأميرة فاطمة)، ولكن زامل أيضاً كان كبيراً في السن ولم يلبث أن توفي في أواخر عام ١٩١٠م، وفي ١٩١٥ خاضت حائل حربها الظافرة ضد السعوديين في معركة جراب، وألحقت هزيمة بالسعوديين كانوا قد افتقدوها منذ عام ١٩٠٢م. وكان كل ذلك من تدبير الأميرسعود


عرف سعود بموالاته للدولة العثمانية ومناصرته لها والوقوف إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى ، وفي عهده كانت معركة جراب في عام 1915 التي هزم فيها عبد العزيز آل سعود لأول مرة منذ الهزيمة الكبرى في معركة الصريف عام 1901، وصد توسعه نحو الشمال، وتمكن أيضاً من استعادة الجوف وتوابعه إلى إمارته. وانتهت فترة حكمه بقتله إغتيالاً على يد الأمير عبد الله الطلال الرشيد في مارس 1920.

عبدالله المتعب العبدالعزيز الرشيد

 
عبد الله المتعب الرشيد

تولى الأمير عبد الله الحكم في مارس 1920، في ظل ظروف سياسية صعبة في حائل، فقد ابتدأ حكمه بإغتيال الأمير سعود العبدالعزيز الرشيد على يد عبد الله الطلال الرشيد، فواجه عبد الله المتعب إنقساماً حاداً في الأسرة الحاكمة، كذلك بدأ مع حكمه حصار الإخوان وقوات عبد العزيز آل سعود لمدينة حائل، وفيما كانت البلد تعيش تحت ظروف الحرب قدم محمد الطلال الرشيد من الجوف، ومحمد هو أخ لعبدالله منفذ اغتيال الأمير سعود. وبوصوله سادت سحابة من الشك داخل قصر برزان، بين أفراد الأسرة المؤيدين لعبدالله المتعب والآخرين المؤيدين لمحمد الطلال. ورغم أن محمد قال لعبدالله المتعب أنه لن لم يأتِ من الجوف ليقتله بل ليساعد في الدفاع عن حائل، إلا أن الأخير كان متخوفاً من محمد الطلال. فأمر الحاكم عبد الله المتعب بسجن محمد الطلال، الاان الموالين لمحمداخرجوه من السجن فأبتدأ محمد بعد خروجه من السجن بجمع أهالي حائل وقبيلة شمر لتكوين جيش ضد الغزاة المتحالفين : الوهابيين والسعوديين.وماسمع عبد الله عن خروج محمدالطلال حتي هرب عند آل سعود وذلك في أواخرعام 1920. ثم قتل في الرياض عام 1946، رغم أنه لاجئ، في جريمة غامضة لم يتم التحقيق فيها .

محمد الطلال الرشيد

تولى الأمير محمد الحكم في حائل مطلع عام 1921، بعد لجوء الأمير عبدالله المتعب الرشيد (الحاكم الحادي عشر) إلى آل سعود، وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة آل رشيد، فعبد العزيز آل سعود جعل هدفه احتلال حائل، فشدد حصاره عليها حتى وخاض الأمير محمد الطلال وأهالي حائل وقبيلة شمر عدة معارك مستميتة في سبيل الدفاع عن البلد غير أن الدعم العسكري البريطاني لقوات آل سعود قد رجّح الكفة لصالح السعوديين. فسقطت حائل في يد قوات عبد العزيز آل سعود في 2 نوفمبر 1921 الموافق 29 صفر 1340 هـ ، وانتقل الأمير محمد الطلال إلى الرياض بعد سقوط حائل.

انظر أيضاً

المصادر

الهامش

  1. ^ نشأة إمارة آل رشيد - د. عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية.
  2. ^ يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 THOSE were days of danger and constant alarms. The country round the town of Riad itself was full of raiding parties of uncontrolled bedouin. Away to the north the Shammar tribes had united under one Mohamed ibn Rashid, a capable, ambitious man, who had made his capital in the town of Hail and who coveted Riad and the other rich villages of Nejd
  3. ^ نص الكامل لكتاب أرمسترونج لورد أوف أريبيا
  4. ^ يقول المغيري في كتابة المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب: وكانت عبدة ثلاثة بطون آل جعفر، وآل فضيل، وآل مفضل، ومن آل جعفر آل علي فخذ، وكانت لهم الرياسة قديما، وآل خليل بطن، ومن آل خليل الرشيد بطن، ومن الرشيد آل عبد الله، وآل عبيد، وانتقلت الرياسة من آل علي في عبد الله بن علي بن رشيد، إلى أولاد عبد الله طلال، ومنهم بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن علي الرشيد. ومن آل عبد الله عيال سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله. ومن آل عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد الذي قتل ابن أخيه بندر بن طلال، لما قتل أخاه متعب. وآل عبيد منهم حمود بن عبيد بن علي الرشيد واخوانه.
  5. ^ ألكسي ڤاسيلييڤ (1986). تاريخ العربية السعودية. موسكو: دار التقدم.
  6. ^ يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 في وصف عبد العزيز الرشيد The Rashid was short, dark, lowering in looks, brusque in manner; a harsh, unlovable man and ungenerous. He had no patience and no ability to handle the tribesmen. He understood force only. He ruled by force. He fought for loot. He was a freebooter and a destroyer.
  7. ^ نص الكامل لكتاب أرمسترونج لورد أوف أريبيا


مراجع للإستزادة

  1. نشأة إمارة آل رشيد - د. عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية، 1991.
  2. السياسة في واحد عربية : إمارة آل الرشيد - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 1998.
  3. إمارة آل رشيد في حائل - محمد الزعارير - بيسان للنشر، 1997.
  4. القول السديد في أخبار إمارة الرشيد – سليمان صالح الدخيل 1999.
  5. التاريخ السياسي لإمارة حائل - جبار يحيى عبيد - تحقيق : عبد الله المنيف - الدار العربية للموسوعات، 2003.
  6. تاريخ العربية السعودية بين القديم والحديث - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 2005.
  7. نبذة تاريخية عن نجد – ضاري الفهيد الرشيد – دار اليمامة، 1999.
  8. الفجر الصادق - جميل أفندي صدقي الزهاوي، مطبعة الواعظ بمصر، 1905.
  9. الرحالة الأوروبيون في شمال وسط الجزيرة العربية : منطقة حائل (1845 - 1921 م) - د. عوض البادي - دار برزان للنشر، 2004.
  10. الأزهار النادية في روائع البادية - محمد سعيد كمال - الأجزاء : 3، 7، 11 - مكتبة المعارف، 1966.
  11. تاريخ نجد - محمد شكري الألوسي - دار الوراق 2007.
  12. هذه بلادنا : حائل - فهد العلي العريفي - الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1985.
  13. نجد في عصور العامية – أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري – دار العلوم، 1974.
  14. تاريخ نجد - حسين بن غنام.
  15. الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية - نجدة فتحي صفوة - الجزء الثالث - دار الساقي، 2000.

وصلات خارجية


حكام آل رشيد
المؤسس عبدالله العلي الرشيد - المؤسس عبيد العلي الرشيد - طلال بن عبدالله الرشيد - متعب العبدالله الرشيد - بندر الطلال الرشيد - محمد العبدالله الرشيد - عبدالعزيز المتعب الرشيد (الجنازة) - متعب العبدالعزيز الرشيد - سلطان الحمود الرشيد - سعود الحمود الرشيد - سعود العبدالعزيز الرشيد - عبدالله المتعب الرشيد - محمد الطلال الرشيد