الأفيونيات Opiate، هو مصطلح تصنيفي يستخدم في علم الصيدلة للإشارة إلى الأدوية المشتقة من الأفيون. أما أشباه الأفيونيات، المصطلح الأكثر حداثة، فيستخدم للإشارة إلى جميع المواد، سواء الطبيعية أو التخليقية، التي ترتبط بمستقبلات أشباه الأفيونيات في المخ (وتشمل الضادات).[1] الأفيونيات هي أشباه قلويات توجد طبيعياً في نبات خشخاش الأفيون Papaver somniferum.[2] المركبات نفسية التأثير الموجودة في نبات الأفيون تشمل المورفين، الكودايين، والثبايين. تعتبر الأفيونيات من الأدوية ذات احتمالية اساءة استخدام من متوسطة إلى مرتفعة وهي مدرجة على مختلف "جداول الأدوية المحطورة]] بموجب قانون المواد المحظورة الرسمي في الولايات المتحدة الأمريكية.

حصاد خشخاش الأفيون.

عام 2014، كان هناك 13-20 مليون شخص يستخدمون الأفيونيات استخداماً ترفيهياً (0.3% إلى 0.4% من إجمالي سكان العالم بين سن 15 و65).[3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نظرة عامة

 
التركيب الكيميائي للمورفين.

تندرج الأفيونيات ضمن مجموعةتخليقية حيوية أكبر تسمى بأشباه قلويات بنزايل‌أيزوكوينولين benzylisoquinoline، وقد سميت بهذا الاسم لكونها أشباه قلويات تتواجد طبيعياً في خشخاش الأفيون. ومن أبرز الأفيونيات ذات التأثير النفسي المورفين، الكواديين، الثبايين. كما يوجد في الأفيون الپاپاڤرين Papaverine، النوسكاپين noscapine، وما يقارب 24 شبه قلوي آخر لكنها تتمتع بأثير محدود أو معدوم على الجهاز العصبي المركزي البشري، ومن ثم لا تعتبر من الأفيونيات. في حالات نادرة، تم الكشف عن كميات صغيرة للغاية من الهيدروكودون hydrocodone والهيدرومورفون hydromorphone في فحوصات الأفيون؛ حيث يبدو أنها تُنتج في النباتات تحت ظروف وعمليات غير مفهومة حتى وقتنا هذا، والتي قد تشمل نشاط بكتيري.[بحاجة لمصدر] ثنائي هيدروكودايين Dihydrocodeine، الأوكسي‌مورفول oxymorphol، الأوكسي‌كودون oxycodone، الأوكسي‌مورفون oxymorphone، المتوپون metopon، ومشتقات المورفين الأخرى المحتملة و/أو الهيدرومورفون تتواجد أيضاً بكميات ضئيلة في الأفيون.[بحاجة لمصدر]

على الرغم من كون المورفين هو الأفيون الأكثر أهمية من الناحية الطبية، إلا أنه يمكن استخدام كميات أكبر من الكودايين طبياً، وتُصنع معظمها من المورفين. يتمتع تناول الكواديين الفموي بتوافر حيوي أكبر وأكثر قابلية للتنبؤب، مما يجعل معايرة جرعته أمراً أكثر سهولة. كما يتمتع الكودايين باحتمالية اساءة استخدام أقل من المورفين، ولكنه أكثر اعتدالاً، فتستلزم اساءة استخدامه تناوله بجرعات كبيرة.[4]

 
إعلان عن الشفاء من تعاطي المورفين عام 1900.

ترتبط تأثيرات متلازمة انسحاب الأفيونيات بالتوقف المفاجئ أو تقليل استخدام الأفيونيات بعد تناولها لفترات طويلة.


التخليق

بينما يمكن تخليق الأفيونيات بشكل كامل من النافتوكينون naphthoquinone (تخليق گيتس) أو مواد عضوية بادئة بسيطة أخرى، فإنها تعتبر عمليات شاقة ومكلفة اقتصادياً. لذلك، فإن معظم مسكنات الألم الأفيونية المستخدمة اليوم إما تُستخرج من خشخاش الأفيوم أو تُخلق من الأفيونيات الأخرى، وخاصة الثبايين.[5]

أفاد باحثون في 2015 بنجاح عملية التخليق الحيوي للثبايين والهيدروكودون باستخدام الخميرة المعدلة وراثياً. بمجرد التوسع في استخدامها التجارياً، ستعمل هذه العملية على تقليل وقت الإنتاج من عام إلى عدة أيام ويمكن أن تقلل التكاليف بنسبة 90%.[6][7]

إسترات المورفين

التقديرات العالمية لمستخدمي العقاقير الغير مشروعة 2016
(بالمليون مستخدم)[8]
المادة أفضل
تقدير
أقل
تقدير
أعلى
تقدير
منبهات-
الأمفيتامين
34.16 13.42 55.24
القنب 192.15 165.76 234.06
الكوكايين 18.20 13.87 22.85
الأستروكس 20.57 8.99 32.34
الأفيونيات 19.38 13.80 26.15
الأفيونانيات 34.26 27.01 44.54

الهروين هو أحد أشباه الأفيونيات الشبه تخليقية المختلفة المشتقة من المورفين. على الرغم من أنه لا يعتبر أحياناً من الأفيونيات، لكونه لا يشتق مباشرة من الأفيون، فعادة ما يشار إليه كأحد الأفيونيات.[بحاجة لمصدر] الهروين (ثنائي أستيل المورفين) هو دواء أولي مورفيني؛ ويستقلب عن طريق القلب ليتحول إلى مورفين. ومن أهم مستقلبات الهروين، 6-أحادي أستيل المورفين (6-MAM)، والذي يعتبر أيضاً دواء أولي مورفيني. النيكومورفين Nicomorphine، مورفين ثنائي الپروپانويل dipropanoylmorphine، الدسومورفين desomorphine، المثيل‌دسومورفين methyldesorphine، مورفين أستيل الپروپانويل acetylpropionylmorphine، ثنائي بنزويل المورفين dibenzoylmorphine، ثنائي أستيل هيدرومورفين diacetyldihydromorphine، ومواد أخرى تشتق أيضاً من المورفين.[9]

أزمة الأفيونيات

أزمة الأفيونيات، هو مصطلح عام يشير إلى التزايد السريع في استخدام أشباه الأفيونيات، سواء بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية، خاصة في الولايات المتحدة وكندا، بدءاً من أواخر التسعينيات. الزيادة في أعداد الوفيات جراء الجرعة الزائدة من أشباه أفيونيات كان مأساوياً، وكانت المواد الأفيونية مسئولة عن وفاة 49.900 من إجمالي 72.000 شخص توفو جراء تناول جرعات زائدة في الولايات المتحدة عام 2017.[10] ويشهد معدل الاستخدام المطول للمواد الأفيونية تزايداً عالمياً.[11]

أشباه أفيونيات هي مواد كيميائية ذات خصائص شبيهة بالمخدر الأفيوني ولكنها غير مشتقة من الأفيون.[12] وترتبط بمستقبلات الأفيونات، محدثة تأثيرات مقلدة لتأثيرات النواقل العصبية الببتيدية داخلية المنشأ.، والتي توجد بصفة أساسية في الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي. وتقوم هذه المستقبلات بدور الوسيط في كلا الجهازين للآثار المفيدة أوالجانبية للأفيونات. والأفيونات هي مركبات طبيعية من نبات الخشخاش أو مركبات صنعية تنتج تأثيرات مشابهة للمورفين.

فعالية وتوافر هذه المواد، على الرغم من معدلات الخطر المرتفعة للإدمان والجرعة الزائدة، جعلها رائجة سواء كعلاج طبي أو كعقار ترفيهي. بسبب تأثيراتها المهدئة على الجزء الذي ينظم التنفس في المخ، مركز التنفس في النخاع المستطيل، قد تتسبب أشباه الأفيونيات في حدوث نقص التهوية، وقد تسبب في الفشل التنفسي والوفاة.[13]

أصبحت الجرعات الزائدة من الأسباب الرئيسية لوفاة الأمريكان تحت سن 50، ثلثيهم جراء تناول أشباه الأفيونيات.[14] عام 2016، تسبب الأزمة في انخفاض عمر الحياة المتوقع للأمريكان للسنة الثانية على التوالي.[15] انخفض العمر المتوقع الإجمالي من 78.7 إلى 78.6 سنة. كان الرجال أكثر تأثراً بشكل غير متناسب بسبب ارتفاع معدلات الوفيات بجرعة زائدة، مع انخفاض متوسط العمر المتوقع من 76.3 إلى 76.1 سنة.[15] ومع ذلك، فإن النساء البيض، الأكثر تضرراً من الأزمة ديموغرافياً، قد واجهن انخفاضاً في متوسط العمر المتوقع المرتبط بأزمة الأفيونيات.[16]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Hemmings, Hugh C.; Egan, Talmage D. (2014). Pharmacology and Physiology for Anesthesia: Foundations and Clinical Application: Expert Consult - Online and Print (in الإنجليزية). Elsevier Health Scienc,es. p. 253. ISBN 1437716792. Opiate is the older term classically used in pharmacology to mean a drug derived from opium. Opioid, a more modern term, is used to designate all substances, both natural and synthetic, that bind to opioid receptors (including antagonists).
  2. ^ "Opiate - Definitions from Dictionary.com". dictionary.reference.com. Retrieved 2008-07-04.
  3. ^ "Status and Trend Analysis of Illict [ك‍] Drug Markets". World Drug Report 2015 (pdf). Retrieved 26 June 2015.
  4. ^ "Canadian Guideline for Opioid Use for Pain — Appendix B-8: Opioid Conversion and Brand Availability in Canada". nationalpaincentre.mcmaster.ca. Retrieved 2016-04-18.
  5. ^ Synthesis of morphine alkaloids Presentation School of Chemical Sciences, University of Illinois at Urbana-Champaign Archived 2013-02-28 at the Wayback Machine retrieved 12-02-2010
  6. ^ Galanie, Stephanie; Thodey, Kate; Trenchard, Isis J.; Interrante, Maria Filsinger; Smolke, Christina D. (2015-09-04). "Complete biosynthesis of opioids in yeast". Science (in الإنجليزية). 349 (6252): 1095–1100. doi:10.1126/science.aac9373. ISSN 0036-8075. PMC 4924617. PMID 26272907.
  7. ^ Mobley, Emily (2015-08-13). "Yeast cells genetically modified to create morphine-like painkiller". The Guardian (in الإنجليزية البريطانية). ISSN 0261-3077. Retrieved 2016-04-17.
  8. ^ "Annual prevalence of use of drugs, by region and globally, 2016". World Drug Report 2018. United Nations Office on Drugs and Crime. 2018. Retrieved 7 July 2018.
  9. ^ "Esters of Morphine". www.unodc.org. United Nations Office on Drugs and Crime. Retrieved 10 March 2012.
  10. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة NIDA-deaths
  11. ^ Mohamadi A, Chan JJ, Lian J, Wright CL, Marin AM, Rodriguez EK, von Keudell A, Nazarian A (August 2018). "Risk Factors and Pooled Rate of Prolonged Opioid Use Following Trauma or Surgery: A Systematic Review and Meta-(Regression) Analysis". The Journal of Bone and Joint Surgery. American Volume. 100 (15): 1332–1340. doi:10.2106/JBJS.17.01239. PMID 30063596.
  12. ^ منير بعلبكي (2007). المورد الأكبر. دار العلم للملايين. p. 1264.
  13. ^ "Information sheet on opioid overdose". World Health Organization. November 2014.
  14. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة NYT
  15. ^ أ ب Bernstein, Lenny; Ingraham, Christopher (December 21, 2017). "Fueled by drug crisis, U.S. life expectancy declines for a second straight year". Washington Post. ISSN 0190-8286. Retrieved December 29, 2017. {{cite news}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  16. ^ https://www.ajc.com/news/national/cdc-life-expectancy-for-white-women-drops-increases-for-black-men/3p6DUseTYj2HsGvQUXVJTL/

وصلات خارجية

الكلمات الدالة: