سرگي لاڤروڤ

(تم التحويل من Sergey Lavrov)

سرگي ڤيكتوروڤيچ لاڤروڤ Sergey Viktorovich Lavrov (روسية: Серге́й Ви́кторович Лавро́в؛ و. 21 مارس 1950)، هو دبلوماسي روسي[1] ووزير الخارجية الروسي منذ 2004. صدق على تعيينه وزيراً للخارجية الرؤساء الروس دميتري مدڤييدڤ في 2008، وڤلاديمير پوتين في 2012.

سرگي لاڤروڤ
Sergey Lavrov
Sergey Lavrov 17.03.2010.jpeg
وزير الشؤون الخارجية
تولى المنصب
9 مارس 2004
رئيس الوزراءميخائيل فرادوڤ
ڤيكتور زوبكوڤ
ڤلاديمير پوتن
ڤيكتور زوبكوڤ
دميتري مدڤييدڤ
سبقهإيگور إيڤانوڤ
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة
في المنصب
22 سبتمبر 1994 – 12 يوليو 2004
الرئيسبوريس يلتسن
ڤلاديمير پوتن
سبقهيوليو ڤورونتسوڤ
خلـَفهأندري دنيسوڤ
تفاصيل شخصية
وُلِد21 مارس 1950 (العمر 74 سنة)
موسكو، الاتحاد السوڤيتي.
الحزبروسيا المتحدة
الزوجماريا لاڤروڤا
الأنجالإكتارينا
المدرسة الأممعهد موسكو الحكومي للعلاقات الخارجية
الجوائزوسام الشرف
التوقيع

قبلها، كان لاڤروڤ دبلوماسي سوڤيتي وسفير روسيا لدى الأمم المتحدة من 1994 حتى 2004. بالإضافة للروسية، يتحدث لاڤروڤ الإنگليزية، الفرنسية، والسنهالية.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته المبكرة والتعليم

وُلد لاڤروڤ في موسكو في 21 مارس 1950[3] لأب أرمني من تبليسي[4][5] وأم روسية من جورجيا. عملت والدته في وزارة التجارة الخارجية السوڤيتية. تخرج لاڤروڤ من المدرسة الثانوية حاصلاً على المدالية الفضية. حيث كانت مادته المفضلة الفيزياء، كان يخطط لدخول معهد موسكو لفيزياء الهندسة، لكنه دخل معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية وتخرج عام 1972.[3] أثناء تعليمه في المعهد درس لاڤروڤ العلاقات الدولية. سرعان ما تعلم السنهالية، اللغة الرسمية في سريلانكا، بالإضافة إلى الديڤيهية، اللغة الرسمية في المالديڤ. كذلك، تعلم لاڤروڤ الإنگليزية والفرنسية، لكنه صرح أنه غير قادر على تحدث الفرنسية بطلاقة.[بحاجة لمصدر] بعد التحاقه بالجامعة، أرسل في بعثة مع طلبة آخرين، لمدة شهر لبناء برج اوستانكينو. في العطلات الصيفية، كان لاڤروڤ يعمل في خاكاسيا، توڤا والشرق الأقصى الروسي. كل فصل دراسي كان لاڤروڤ وزملائه الطلبة يقدمون عروضاً درامية، وتم تقديمها فيما بعد على مسرح الجامعة. في السنة الثالثة من الجامعة، تزوج لاڤروڤ.[6]


عمله في الاتحاد السوڤيتي

عمله الدبلوماسي في سريلانكا

تخرج لاڤروڤ عام 1972. وفقاً لما هو معمول به في ذلك الوقت، يعمل خريجو معهد موسكو للعلاقات الدولية في وزارة الخارجية لفترة محددة. عُين لاڤروڤ مستشاراً في السفارة السوڤيتية بسريلانكا، وكان بالفعل متخصصاً في هذا البلد. في مايو من العام نفسه، أصبحت البلد الخاضعة للسيادة البريطانية السابقة جمهورية اشتراكية. في ذلك الوقت، أصبح للاتحاد السوڤيتي وسريلانكا سوق وتعاون اقتصادي وثيق، وبدأ الاتحاد السوڤيتي في اناج المطاط الطبيعي. أسست السفارة السوڤيتية في سريلانكا أيضاً علاقات دبلوماسية مع المالديڤ. كان في سفارة بسريلانكا 24 دبلوماسي فقط. تولى لاڤروڤ مهمة التحليل المستمر للموقف في البلاد، لكنه عمل أيضاً كمترجم، سكرتير شخصي ومساعد لرفيق نيشونوڤ. بالإضافة إلى ذلك، حصل لاڤروڤ على درجة دبلوماسية وهي ملحق.[6]

قسم العلاقات الاقتصادية الدولية والأمم المتحدة

عام 1976 عاد لاڤروڤ إلى موسكو. عمل سكرتير ثالث وثاني في قسم العلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية. كان لاڤروڤ يتولى مهام تحليلية وكتبية بالإضافة إلى عمله مع منظمات دولية مختلفة منها الأمم المتحدة. عام 1981، ابتعث ككبير مستشاري البعثة السوڤيتية في الأمم المتحدة، مدينة نيويورك. عام 1988 عاد لاڤروڤ إلى موسكو حيث عُين نائب لرئيس قسم العلاقات الاقتصادية الدولية. فيما بين 1990 و1992 عمل مدير المنظمات الدولية بوزارة الخارجية السوڤيتية.[6]

عمله في روسيا

في أكتوبر 1990، أندري كوزيرڤ، الذي كان يقود ادارة المنظمات الدولية في ذلك الوقت، رشحه لمنصب وزير الخارجية. في تلك السنة، كانت سلطات وزارة الخارجية السوڤيتية ووزارة الخارجية الجمهورية السوڤيتية الروسية منقسمة. حتى أصبحت للجمهورية السوڤيتية الروسية دوراً فخرياً. في أكتوبر 1991، وزراء خارجية جميع الجمهورية السوڤيتية ، عدا جورجيا ودول البلطيق، عقدوا اجتماعاً تم الاتفاق فيه على توحيد وزراء الخارجية. في نوفمبر 1990، قرر مجلس الدولة تغيير اسمه من اتحاد وزراء خارجية الاتحاد السوڤيتي لتصبح وزارة خارجية روسيا الاتحادية. عام 1992 كان لاڤروڤ مدير قسم المنظمات الدولية والقضايا العالمية في وزارة الخارجية الروسية. في أبريل 1991، كان نائب لوزير الخارجية. أوكلت للاڤروڤ مراقبة أنشطة حقوق الإنسان والتعاون الثقافي الدولي وقسمي - بلدان كومنولث الأمم المستقلة، المنظمات الدولية والتعاون الاقتصادي.[6] عمل لاڤروڤ في وزارة الشؤون الخارجية حتى عام 1994 حيث عاد لعمله في الأمم المتحدة، في ذلك الوقت كان ممثل دائم لروسيا. بينما كان في منصبه، كان رئيساً لمجلس الأمن الدولي في ديسمبر 1995، يونيو 1997، يوليو 1998، أكتوبر 1999،[7] ديسمبر 2000، أبريل 2002, ويونيو 2003.[8]

وزارة الخارجية

في 9 مارس 2004، عينه الرئيس ڤلاديمير پوتين في منصب وزير الخارجية.[3] خلف إيگور إيڤانوڤ. في 21 مايو 2012، أعيد تعيين لاڤروڤ كوزير للخارجية ضمن حكومة رئيس الوزراء دميتري مدڤييدڤ.[3]

ينظر للاڤروڤ على انه استمرار لأسلوب خلفه: دبلوماسي رائع لكنه موظف مدني أكثر منه سياسي، حيث تُحدد السياسة الخارجية لروسيا من قبل الرئيس. خبير في السياسة الخارجية الروسية في بيت شاتهام بلندن، وصف لاڤروڤ بأنه "مفاوض قوي، موثوق، ومتطور للغاية"، لكنه أضاف أنه "ليس جزء من المعتكف الداخلي لپوتن" وأنه السياسة الخارجية الروسية المتشددة لم تؤثر عليه كثيراً.[9]

الحرب السورية


في 20 فبراير 2019، اتهام وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ الولايات المتحدة بتقسيم سوريا لتأسيس شبه-دولة في منطقة شرق الفرات، مضيفة أن انسحاب القوات الأمريكية سيكون له تأثياً إيجابياً فيما يخص التوصل إلى تسوية في سوريا. "الوضع في شمال شرق سوريا نتيجة للتواجد الأمريكي الغير قانوني هناك". وأضاف لاڤروڤ: "ذريعة محاربة الإرهاب واتخاذ المنظمات الكردية كحلفاء، أدى بالفعل إلى تشكيل شبه-دولة على الضفة الشرقية للفرات.[10]

غالباً ما تتهم روسيا الولايات المتحدة بتقويض السلامة الإقليمية لسوريا من خلال استخدام وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني. في ديسمبر 2018، قال رئيس الأركان الروسي الجنرال ڤاليري گيراسيموڤ: "إنهم [الولايات المتحدة] يشكلون أيضاً حكومة لما يسمى بالفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا. الأمريكان، الذين يدعمون المشاعر الانفصالية للأكراد من خلال تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية، والسماح لهم بقمع القبائل العربية".

إلا أن أحد كبار مستشاري نظام بشار الأسد قد رفض رفضاً قاطعاً فكرة منح وحدات حماية الشعب قدراً من الحكم الذاتي، في 19 فبراير 2019، قائلاً إن هذه الخطوة ستفتح الباب لتقسيم البلاد. وقالت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية الحالية، لرويترز على هامش مؤتمر للشرق الأوسط عُقد في موسكو ينظمه نادي ڤالداي: "الحكم الذاتي يعني تقسيم سوريا. لن نسمح أبداً بتقسيم سوريا."

على الرغم من اعتراف واشنطن بحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، إلا أنها قدمت الدعم إلى وحدات حماية الشعب بحجة قتال داعش في سوريا. انتقدت أنقرة بشدة هذا الدعم، الذي أكد أنه لا يمكن استخدام مجموعة إرهابية لمحاربة أخرى.

بعض كبار القادة العسكريين الأمريكيين، وتحديداً في القيادة الوسطى الأمريكية، لديهم علاقات وثيقة مع كبار إرهابيي وحدات حماية الشعب على الأرض، الذين يقومون بأنشطتهم تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية. كما أنهم يحاولون تخفيف عملية الانسحاب التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ، مؤكداً أن المعركة ضد داعش لم تنته وأن حماية حلفائهم، قوات سوريا الديمقراطية، يجب أن تكون أولوية. التقى الجنرال جوزيف ڤوتيل، رئيس القيادة الوسطى الأمريكية، الإرهابي الأكثر طلباً لدى تركيا، قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، لمناقشة الانسحاب. التقى جنرال الجيش الأمريكي، إلى جانب كبار الجنرالات الأميركيين الآخرين، بعدة شخصيات بارزة في قوات سوريا الديمقراطية في قاعدة جوية في شمال شرق سوريا وعقد مؤتمراً صحفياً مع مجموعة صغيرة من المراسلين.

في اللقاء، فرهاد عبدي شاهين، اسمه الحركي "مظلوم كوباني"، القائد الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية-المدعومة من الولايات المتحدة، دعا لبقاء 1.000-1.500 فرد من القوات الدولية في سوريا من أجل المساعدة في قتال داعش وعبر عنه أمله في أن تصرف الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، النظر عن خططه بالانسحاب الكامل. يأتي نداءه في الوقت الذي كانت فيه أنقرة تشير إلى عملية عبر الحدود في شمال سوريا لاستئصال وجود فروع حزب العمال الكردستاني على حدوده الجنوبية.

وذكر أنه كانت هناك مناقشات حول القوات الفرنسية والبريطانية التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، لكنه شدد على أنه يريد أيضاً "مجموعة جزئية من القوات الأمريكية" على الأقل، والتي يبلغ عددها الآن أكثر من ألفي جندي في سوريا، أن تبقى كذلك.

ومع ذلك، قال ڤوتيل إنه لا يزال ينفذ أمر ترمپ الصادر في ديسمبر بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، مما يشير إلى أن القوات الأمريكية التي بقيت في البلاد ليست على الطاولة.

في 9 سبتمبر 2020، قام وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بورسيڤ ووزير الخارجية سرگي لاڤروڤ بزيارة العاصمة السورية دمشق، في زيارة فسرها البعض بأنها لبحث حلول سياسية للخروج من الأزمة السورية، بينما رأى فريق آخر أن الزيارة هدفها توطيد مصالح روسيا في المنطقة.[11]

ينطوي توقيت زيارة لاڤروڤ، وهي الأولى التي قام بها الوزير الروسي للعاصمة السورية منذ 2012، على عدة دلالات تُشير في مجملها إلى أن هناك اهتماماً روسياً بالغاً بملفات الشأن السوري التي جرى بحثها قبل وصول الوفد الروسي إلى دمشق، إذ جاءت الزيارة بعد جولة المفاوضات الأخيرة بين الوفدين الروسي والتركي في موسكو، والتي من المفترض أنها بحثت الكثير من تفاصيل المشهد الميداني في شمال غرب سوريا بالمقام الأول، وهو الملف الذي شغل الروس كثيراً، لا سيما في ظل محاولاتهم للسيطرة الفعلية على طرق التجارة الدولية والوصول لاحقاً للسيطرة على معبر باب الهوى، وهو المعبر الذي ثبتته روسيا كنقطة وحيدة في مجلس الأمن الدولي لعبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.

كذلك، فإن الاجتماع الروسي-التركي في 1 سبتمبر 2020 ناقش تفاصيل المشهد السياسي، خاصة بعد انتهاء الجولة الثالثة من اللجنة الدستورية السورية المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية نهاية أغسطس 2020، وهو الملف الذي باتت روسيا تشدد على المضي به قدماً وتتجاوب حوله بفعالية مع الجانب الأمريكي، الذي أكد خلال انعقاد الجولة الفائتة على دعمه للمسار، وفي المقابل عبّرت موسكو على لسان لافروف قبل وصوله إلى دمشق عن رضاها عن سير الجولة، واصفة إياها بالجولة الجيدة والمثمرة "إلى حد كبير". ومن المُرجَّح أن الوزير لافروف قد أبلغ الرئيس الأسد، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، بضرورة التعاطي الجدي مع المسار الدستوري، تأكيداً على التزام دمشق بما تطالب به واشنطن حيال الالتزام بتطبيق مسارات العملية السياسية وفق القرار الدولي 2254.

أيضاً، جاءت هذه الزيارة كمحاولة من قبل موسكو لثني واشنطن على تأجيل حزمة عقوباتها الرابعة المقررة في إطار قانون قيصر؛ فرغم إعلان موسكو خلال زيارة لاڤروڤ أن توقيع العقود الاستثمارية مع الجانب السوري يأتي من أجل مواجهة هذه العقوبات التي طبقت آخر حزمها في واخر شهر أغسطس 2020، إلا أن موسكو التي طالما أرادت مسك العصا من المنتصف لا تستطيع الابتعاد عن التفاهم مع واشنطن في ظل ضغوط العقوبات والاستعصاء الحاصل في ملف إعادة الإعمار. لذا، فإن ضغوطاً سياسية محتملة مارستها موسكو خلال الزيارة يمكن أن تتجلى عبر ثني دمشق عن ربط مصيرها بمصير طهران، والدخول الجاد في المسار السياسي ووقف التصعيد العسكري؛ فكل ذلك من شأنه أن يكون وسيلة لتهدئة واشنطن ويحفزها على إعادة النظر في سياسة العقوبات.[12]

ومن الملاحظ أيضاً، أن زيارة لاڤروڤ جاءت بعد أيام قليلة من زيارة وفد من مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" المنضوي تحت راية الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرق سوريا إلى موسكو، بَحَثَ خلالها مع القيادة الروسية ملفات سياسية واقتصادية تتعلق بمشاركة الأكراد في العملية الدبلوماسية القائمة حول سوريا، ومنح موسكو حصة من الاستثمارات في نفط المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، مقابل تسهيل دخول الأخيرة في المفاوضات وفي اللجنة الدستورية وتقريب موقفها مع الجانب التركي، بالتوازي مع زيادة وتيرة التقارب مع دمشق، وهو توجُّهٌ كان مطروحاً ويستدعي سرعةً في البحث والتقرير بشأنه بالتشاور مع الأطراف المعنية، وفي مقدمتهم دمشق بطبيعة الحال.

تعمَّد الوفد الروسي من خلال تصريحاته في دمشق الإشارة إلى البعد الاقتصادي للزيارة، وللجهود التي تبذلها موسكو في سياق مواجهة العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على النظام السوري، من أجل تمرير رسائل باتجاه واشنطن تفيد برغبتها في إنهاء مرحلة الأعمال العسكرية التي رسم خطواتها الأخيرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى دمشق مطلع 2020، حيث بات النفوذ الروسي في الشمال السوري حاضراً بشكل مغاير عما كان عليه في العام الفائت، سواء من خلال السيطرة على الطرق التجارية الدولية "إم 5" و"إم 4" في الشمال الغربي، أو عبر حضورها العسكري في الشمال الشرقي.

وتُدرك موسكو أن أية نتائج للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في الولايات المتحدة في نوفمبر 2020 لن تمنع استمرار عقوبات قيصر على دمشق، ما يعني أن كل الاتفاقات على عقود إعادة الإعمار الموقعة بين دمشق وموسكو لن يفتح لها باب التمويل الأمريكي-الأوروپي دون التوافق على تشخيص المعضلة الرئيسة للحل والمتمثلة بالوجود الإيراني في سوريا، لذا فإن الوفد الروسي وضع رده صراحة في صندوق رسائل واشنطن بالموافقة على الإشارات التي كان أرسلها المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، حينما قال في شهر مايو الماضي بأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى انسحاب روسيا من سوريا، على عكس الاهتمام الأمريكي بانسحاب إيران والقوات التي تحت قيادتها في المنطقة.

أوكرانيا

 
وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن ونظيره الروسي سرگي لاڤروڤ، جنيڤ، 21 يناير 2022.

بعد اجتماع جنيڤ في 21 يناير 2022، أشار كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس إلى أن المحادثات ستستمر، حتى مع نشر روسيا المزيد من القوات بالقرب من أوكرانيا ووافقت الولايات المتحدة على مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قيمتها 200 مليون دولار. وتعهد وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن برد مكتوب على مطالب روسيا، حيث حاول الجانبان السيطرة على التوترات. وأعلنت الولايات المتحدة تسليم أوكرانيا صواريخ ستينگر المضادة للطائرات. [13]

  "كانت المناقشة اليوم مع وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ صريحة وموضوعية. لقد نقلت موقف الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا الأوروپيين بأننا نقف بحزم مع أوكرانيا في دعم سيادتها وسلامة أراضيها. لقد كنا واضحين: إذا تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية، فهذا يعد اجتياحًا متجددً. سيقابل برد سريع وحاد وموحد من الولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا. نحن متحدون في التزامنا بإيجاد طريق للمضي قدمًا من خلال الدبلوماسية والحوار. ولكن بنفس القدر ، في عزمنا على فرض عواقب وخيمة إذا اختارت روسيا طريق المواجهة والصراع. لقد أعربت مرة أخرى للوزير لافروف أنه فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية التي أثارتها روسيا في الأسابيع الأخيرة، فإن الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا الأوروپيين مستعدون لمتابعة الوسائل الممكنة لمعالجتها بروح المعاملة بالمثل."  

قال الجانبان إن الدبلوماسيين يعتزمون التحدث مرة أخرى لاحقاً، وتركوا الباب مفتوحًا أمام محادثة أخرى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونطيره الروسي ڤلاديمير پوتن لمحاولة حل الأزمة.

لكن في أوكرانيا، استمرت التوترات في التصاعد. وتنقل روسيا المزيد من القوات والدروع والأنظمة المضادة للطائرات المتطورة تجاه بلاروس، الحليف الروسي والجارة الشمالية لأوكرانيا، مما يضع قوة متنامية في مرمى العاصمة الأوكرانية كييڤ، فيما أصرت روسيا على أنها مجرد تدريبات.

وسمحت الولايات المتحدة لإستونيا ولاتڤيا ولتوانيا بإرسال صواريخ ستينغر المضادة للطائرات إلى القوات الأوكرانية، مما يزيد من شحنات صواريخ جاڤلين المضادة للدبابات إلى أوكرانيا التي بدأتها بريطانيا هذا الشهر. كما أكدت وزارة الخارجية هذا الأسبوع أن إدارة بايدن وافقت على 200 مليون دولار إضافية كمساعدات عسكرية دفاعية لأوكرانيا، علاوة على 450 مليون دولار في السنة المالية 2021.

وقالة جن پساكي، السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض، للصحفيين في واشنطن: "سيتوجه الرئيس في نهاية هذا الأسبوع إلى كامب ديڤد مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الوضع - سيكون البعض افتراضيًا، والبعض سيكون هناك شخصيًا". "سنواصل التشاور مع حلفائنا وشركائنا وسنرد الأسبوع المقبل كتابيًا".

ومع ذلك، بعد أسابيع من الخطاب المحتدم، ظهرت دلائل على أن الجانبين كانا يحاولان السيطرة على التوترات وإعطاء الدبلوماسية وقتًا. أدت موافقتهم يوم الجمعة على مواصلة التفاوض إلى بدء سلسلة من المحادثات التي بدأت في 30 ديسمبر بمكالمة هاتفية بين پوتن وبايدن، واستمرت بسلسلة من ثلاثة اجتماعات الأسبوع الماضي لم تقدم أي اختراقات ولكنها منعت روسيا من ذلك. تصوير استخدام القوة كخيارها الوحيد.

ليس من الواضح من الذي قد يستفيد أكثر من التأخير، إذا ظلت روسيا مستعدة لغزو أوكرانيا - وهو قرار يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين لم يتخذه بعد ، على الرغم من حشده لأكثر من 100.000 جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية. قال بايدن هذا الأسبوع إنه يعتقد أن پوتن سيحاول "اختبار الغرب" من خلال شن غزو، وهو توقع تجاوز بكثير التقييمات الاستخباراتية الرسمية التي وصفها مسؤولو البيت الأبيض.

قد ترحب الولايات المتحدة بمزيد من الوقت لحشد الحلفاء وتنسيقهم والتخطيط لخيارات الطوارئ. لكن الروس قد يقدرون ظهور جهود دبلوماسية موسعة وحسنة النية قبل أي غزو محتمل، وقد يرحبون بالوقت لحشد المزيد من القوات. ووصف لاڤروڤ المحادثات بأنها "مناقشة مفيدة وصادقة"، في حين وصفها بلنكن بأنها "باشرة، وعملية وليست جدلية.

وتشمل مطالب روسيا وقفًا ملزمًا قانونًا لتوسع الناتو باتجاه الشرق وانسحاب قوات الناتو من دول مثل پولندا ودول البلطيق التي كانت متحالفة مع الاتحاد السوڤيتي أو جزءًا منه. ورفضت الولايات المتحدة هذه المطالب ووصفتها بأنها غير بادئة، حتى مع عرض المسؤولين الأمريكيين إجراء محادثات بشأن مسائل أخرى، مثل التدريبات العسكرية ووضع الصواريخ.

قال بلنكن: "نتوقع أننا سنتمكن من مشاركة مخاوفنا وأفكارنا مع روسيا بمزيد من التفصيل وفي كتابي الأسبوع المقبل". "لم نتوقع حدوث أي اختراقات اليوم، لكنني أعتقد أننا الآن على طريق أوضح من حيث فهم مخاوف بعضنا البعض."

وكرر لاڤروڤ، مخاطباً وسائل الإعلام بشكل منفصل بعد الاجتماع، نفي روسيا أن لديها أي خطط لمهاجمة أوكرانيا وقال إن روسيا ستنتظر الرد المكتوب من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية. حذر السيد پوتن من أن روسيا ستتخذ إجراءات "عسكرية تقنية" غير محددة لضمان أمنها إذا لم يوافق الغرب على مطالبها. قال لاڤروڤ: "لا أستطيع أن أقول ما إذا كنا على الطريق الصحيح أم لا". سوف نفهم هذا عندما نحصل على الرد الأمريكي مكتوباً لجميع النقاط في مقترحاتنا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته الشخصية

تزوج لاڤروڤ ولديه ابنة، إكاترينا. من هواياته عزف الگيتار وكتابة الأغاني والشعر. وهو يمارس الرياضة بحماس ويدخن.[9][14] يحب لاڤروڤ مشاهدة مباريات كرة القدم على التلفزيون،[15] وهو من مشجعي سپارتاك، ولاعب كرة قدم هاوي.[16] سرگي لاڤروڤ عضو في جمعية فلسطين الأرثوذكسية الامبراطورية[17][18]

جوائز وتكريمات

هذه المقالة تتضمن معلومات من المقالة المناظرة في ويكيپيديا روسية.
  • Order of Merit for the Fatherland, 2nd class (2010), 3rd class (2005) and 4th class (1998)
  • Order of Honour (1996)
  • Honoured Worker of the Diplomatic Service of the Russian Federation (2004)
  • Order of the Holy Prince Daniel of Moscow, 1st class (Russian Orthodox Church, 2010) and 2nd class
  • Order of Friendship (Kazakhstan, 2005)
  • Grand Cross of the Order of the Sun (Peru, 2007)
  • Order of Friendship of Peoples (Belarus, 2006)
  • Order of Friendship (Vietnam, 2009)
  • Order of Friendship (Laos)
  • Medal of Honour (South Ossetia, 19 March 2010) - for his great personal contribution to strengthening international security, peace and stability in the Caucasus, the development of friendly relations between the Republic of South Ossetia and the Russian Federation
  • Order of St. Mashtots (Armenia, August 19, 2010) - for outstanding contribution to the consolidation and development of age-old Armenian-Russian friendly relations
  • Gold Medal of the Yerevan State University (Armenia, 2007)
  • Honorary medal "For participation in the programs of the United Nations" (UN Association of Russia, 2005)


مرئيات

مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأمريكي بلنكن ونظيره
الروسي لاڤروڤ، جنيڤ، 21 يناير 2022.

المصادر

  1. ^ "Lavrov Sergey Viktorovich". Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation. Retrieved 4 February 2013.
  2. ^ Russia's deep suspicion of the West
  3. ^ أ ب ت ث Dubien, Arnaud (June 2012). "The composition of Russia's new Cabinet and Presidential Administration, and its significance". Policy Department DG External Policies. Retrieved 28 March 2013.
  4. ^ The Jamestown Foundation Vladimir Socor 2010
  5. ^ The Caucasus: an introduction By Thomas De Waal, Oxford University Press, 2010
  6. ^ أ ب ت ث "Лавров, Сергей" (in Russian). Lenta. Retrieved 17 July 2012.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  7. ^ "Presidents of the Security Council: 1990-1999", UN.org.
  8. ^ "Presidents of the Security Council : 2000-", UN.org.
  9. ^ أ ب Profile: Putin's foreign minister Lavrov
  10. ^ [Russia accuses US of setting up a quasi-state in Syria "https://www.dailysabah.com/politics/2019/02/20/russia-accuses-us-of-setting-up-a-quasi-state-in-syria"]. جريدة الصباح التركية. 2019-02-20. Retrieved 2019-11-13. {{cite web}}: Check |url= value (help); External link in |title= (help)
  11. ^ [bbc.com/arabic/inthepress-54089543 "الحرب في سوريا: ماذا يحمل وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف في جعبته في زيارة دمشق؟"]. بي بي سي. 2020-09-09. Retrieved 2020-09-14. {{cite web}}: Check |url= value (help)
  12. ^ "زيارة لافروف إلى دمشق: الأهداف والدلالات". مركز الإمارات للسياسات. 2020-09-13. Retrieved 2020-09-14.
  13. ^ "U.S. Will Reply to Russian Demands as Military Buildups Continue Around Ukraine". نيويورك تايمز. 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
  14. ^ "Russia's Medvedev was given a cold remedy and tried archery". RIA Novosti. 2009-08-27. Retrieved 2009-08-28.
  15. ^ "Interview of S.V. Lavrov, Minister of Foreign Affairs of Russia, to Channel One on 90th Anniversary of FC Spartak". The Ministry of Foreign Affairs Russian Federation. Ministry of Foreign Affairs of Russian Federation. Retrieved Mary 27, 2013. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= (help)
  16. ^ Berry, Lynn (Dec. 4, 2012). "Russia's leaders battered by 'sports injuries'". Associated Press. Retrieved Mary 27, 2013. {{cite news}}: Check date values in: |accessdate= and |date= (help)
  17. ^ http://rusemb.org.uk/foreignpolicy/513
  18. ^ http://www.mid.ru/brp_4.nsf/0/62C2A6030A256AF144257ACA0029C012

وصلات خارجية

مناصب دبلوماسية
سبقه
يولي ڤورونتسوڤ
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة
1994–2004
تبعه
أندري دنيسوڤ
مناصب سياسية
سبقه
إيگور إيڤانوڤ
وزير الشؤون الخارجية الحالي