الأزمة الليبية (2011-الحاضر)

(تم التحويل من Libyan Crisis (2011–present))

الأزمة الليبية[1][2] تشير إلى الصراع المستمر في ليبيامنذ بداية أحداث الربيع العربي التي تزامنت مع الحرب الأهلية الليبية الأولى ثم التدخل العسكري الأجنبي وصولا لمقتل الزعيم السابق معمر القذافي. تسبّبت الحرب الأهلية في انتشار الجماعات المسلحة التي ساهمت بدورها في زيادة العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء البلاد. ما إن هدأت الحرب الأهلية الأولى حتى اندلعت حرب أهلية ثانية بحلول عام 2014. لا زالت الأزمة مستمرة في ليبيا حتى الآن؛ وقد أسفرت عن وقوع عشرات الآلاف من الضحايا منذ بداية الاشتباكات أوائل عام 2011. خلال الحربان الأهليتان؛ لعب الاقتصاد الليبي دورا مهما خلال كل المعارك حيث سعت معظم الجماعات إلى السيطرة على نفط البلاد.[3] هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد صرح في 11 أبريل 2016 مؤكدا على أنه بات من الصعب فعلا استعادة ليبيا ما قبل 2011 كما اعترف بأن التدخل في شؤونها ربما كان أسوء "غلطة" خلال فترته الرئاسية.[4]

الوضع العسكري خلال الحرب الأهلية الليبية حتى يوم 29 يونيو 2017.
  يُسيطر عليها مجلس النواب الليبي جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة الليبية
  تُسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني جنبا إلى جنب بدرع ليبيا
  تُسير عليها قوات محلية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

 
إنتاج النفط الليبي خلال الحربان الأهليتان

امتد حكم معمر القذافي لدولة ليبيا الغنية بالنفط لمدة تجاوزت الـ 42 سنة حيث تقلد منصب الرئاسة سنة 1969 ولم يتخلى عن الكرسي إلا عام 2011 عقب قتله. أصبح القذافي بحكم الأمر الواقع زعيم البلاد في الواحد من سبتمبر 1969 وذلك بعد أن قاد رفقة مجموعة من الشباب الليبي وضباط الجيش انقلابا عسكريا غير دموي ضد الملك إدريس الأول صاحب الشرعية. عقب هذه الحادثة؛ فرّ الملك خارج البلاد فيما تأسّس مجلس قيادة الثورة الليبية برئاسة القذافي الذي عمد على إلغاء النظام الملكي والدستور القديم وأعلن ليبيا كجمهورية جديدة في شمال أفريقيا مع شعار الحرية والاشتراكية والوحدة.[5]

بعد وصوله إلى السلطة شكّلَ مجلس قيادة الثورة حكومة محلية تابعة له من أجل السيطرة على جميع شركات البترول العاملة في البلاد كما بدأ عملية توجيه الأموال من أجل توفير التعليم والرعاية الصحية والسكن. على الرغم من كل الإصلاحات التي قام بها المجلس إلا أنها لم تكن كافية؛ ففي البداية حاول تطوير التعليم العام في البلاد حيث أصبح مجانيا وإلزاميا بالنسبة لكلا الجنسين، كما مكن كل المواطنين من الرعاية الطبية دون أي تكلفة لكنّ المجلس -أو بالأحرى الحكومة- قد فشل في توفير السكن اللائق لجميع المواطنين.[6] في حقيقة الأمر ارتفع نصيب الفرد من الدخل في عهد القذافي إلى أكثر من 11,000 ليكون بذلك خامس أعلى المعدلات في أفريقيا.[7] وبالرغم من الزيادة في الرخاء؛ فقد أثارت سياسة القذافي الخارجية الجدل الكبير كما ثار ضده البعض بسبب القمع السياسي وتشييد الخناق على المُعارضين وعلى المجتمع المدني كذلك.[8]


الأحداث

ثورة 17 فبراير

في أوائل عام 2011 اندلعت شرارة ما عُرف بالربيع العربي حيث خرج مجموعة من المواطنين للشارع من أجل التظاهر سلميا والمطالبة بحقهم في الحرية والديمقراطية بعدما عانوا عقودا من الحرمان والفقر والديكتاتورية العسكرية. شكّلت قوات الثوار الليبيين لجنة سمّتها المجلس الوطني الانتقالي وذلك في 27 فبراير 2011. كان من المفترض أن تكون هذه اللجنة بمثابة سلطة مؤقتة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، إلا أن القوات الحكومية بدأت في شن غارات على الثوار ومحاولة دحرهم من المناطق التي سيطروا عليها سلميا أو عسكريا مما دفع بقوات الثوار إلى الرد على الجيش الليبي التابع للحكومة. هذا الرد لم يكن سلميا وخلف فضائع كبيرة.[9][10][11][12][13] قرّر التحالف الدولي بقيادة قوات حلف شمال الأطلسي التدخل ظاهريا في ليبيا يوم 21 مارس من عام 2011،[14] وذلك بهدف حماية المدنيين من هجمات الحكومة.[أ][15] بعد ذلك بوقت قصير أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق القذافي والوفد المرافق له وذلك يوم 27 يونيو 2011. أُطيح بالقذافي من على رأس السلطة في أعقاب سقوط طرابلس بيَدِ الثوار في 20 أغسطس 2011 على الرغم من أن جيوب المقاومة التي تشكلت كقوات موالية لحكومة القذافي كانت قد صمدت لمدة شهرين خاصة في مسقط رأس معمر في سرت التي أعلن عن كونها العاصمة الجديدة ليبيا في 1 سبتمبر 2011.[16] هبّت احتجاجات جماهيرية كبرى ضد النظام الليبي الذي كان قد انتهى فعليا في نهاية الشهر التالي وبلغت الهبة الجماهيرية ذروتها في 20 أكتوبر 2011 بعدما نفذ حلف شمال الأطلسي ضربات جوية ضد القذافي وقافلته خلال محاولتهم الهروب من يد مقاتلي المعارضة.[17][18]

ما بعد انتهاء الثورة

أدت الثورة الليبية إلى انشقاق أفراد من الجيش النظامي وانضمامهم للثوار وللمعارضة. انشقت أيضا ألوية بأكملها عن الجيش الليبي بعد الثورة فشكلت كتائب وميليشيات وغيرها من الجماعات المسلحة التي تألف معظمها من عمال العاديين وطلاب جامعات. تشكلت بعض المجموعات المسلحة خلال الحرب ضد النظام وغيرها تطوّر في وقت لاحق لأغراض أمنية. معظم الجماعات التي تشكلت بُنيت على أساس الولاءات القبلية، وكانت مختلفة إلى حد كبير في الحجم والقدرة والنفوذ. في حقيقة الأمر؛ لم تكن هذه المجموعات المُسلحة متحدة كجسم واحد كما لم تكن على خلاف مع بعضها البعض، إلا أن الألوية الثورية التي كانت تُمثل الغالبية العظمى من ذوي الخبرة والمهارة القتالية والتوفر على والأسلحة قد طورت من نفسها فاشتبكت مع بعض الميليشيات والشبكات الإجرامية العنيفة المتطرفة والعصابات ثم تدخلت كتائب توفير الحماية على الخط فاندلعت حرب أهلية طاحنة بين كل الأطراف.[19][20]

بعد نهاية الحرب الأهلية الأولى؛ وقعت أعمال عنف بين مختلف الجماعات المسلحة التي قاتلت ضد نظام القذافي وقد رفض زعماء هذه الجماعات إلقاء أسلحتهم عندما انتهت الحرب في أكتوبر 2011. ماطلت بعض الكتائب والميليشيات حيث ادعت أنها ستُسلم أسلحتها لكنها لم تفعل ذلك بل سرعان ما انخرطت في المجال السياسي بعدما اتحد بعضها وشكل ما يُعرف باسم "حراس الثورة". حاولت الجماعات المسلحة المحلية ملء الفراغ الأمني الذي تركه سقوط القذافي، وخلال الحرب مع النظام انتشرت بعض التقارير الرسمية التي أكدت على وقوع اشتباكات متفرقة بين الميليشيات التي تنافست حول السلطة أو تلك التي قامت بعمليات انتقامية لرد الاعتبار لنفسها.[21][22]

من أجل التعامل مع عدد غير معروف من الجماعات المسلحة دعا المجلس الوطني الانتقالي جميع الأطراف إلى التوحد تحت وزارة الدفاع كما توّعد المجلس بدفع رواتب للعاملين في تلك الجماعات.[23] أعطى هذا التصرف قدراً من الشرعية على العديد من الجماعات المسلحة بما في ذلك الجنرال خليفة حفتر الذي كوّن له مجموعة مسلحة باسم الجيش الوطني الليبي وهو نفس الاسم الذي استخدمته الدولة الليبية خلال صراعها مع تشاد.[24]

في 11 سبتمبر 2012 هاجم مجموعة من المتشددين المتحالفين مع تنظيم القاعدة القنصلية الأمريكية في بنغازي[25] مما أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة آخرين. أدى هذا الهجوم إلى اندلاع احتجاجات شعبية ضد قانونية الميليشيات التي كانت لا تزال تعمل. هذه الاحتجاجات لم تمر بسلام وذلك بعد اقتحام العديد من المتظاهرين للقواعد العسكرية الميليشيات الإسلامية المسلحة،[26][27] فردت الحكومة على ذلك بقمع "رهيب" للمواطنين ثم قامت بمداهمة عددا من مقرات ميليشيات أخرى وحاولت إخراجها من السلطة ومن الحدث بشكل عام.[28] تصاعد العنف في نهاية المطاف بين ميليشيات غير راضية بسبب عزم الحكومة عزلها عن الوضع وميليشيات أخرى ترى أنها الأحق في الحكم والسيطرة لما قامت به من عمليات نوعية في عهد القذافي. كل هذا أسفر في النهاية عن اندلاع شرارة حرب أهلية ثانية لا زالت مستمرة حتى الآن.

الحرب الأهلية الثانية

اندلعت شرارة الحرب الأهلية الثانية التي كانت بمثابة [29][30] صراع دائر بين الجماعات المتنافسة التي سعت للسيطرة على أراضي ليبيا. دارَ الصراع في الغالب بين الحكومة المكونة من مجلس النواب الذي تم انتخابه ديمقراطيا في عام 2014 والمعترف به دوليا باعتباره حكومة دولة ليبيا والمعروف أيضا باسم حكومة طبرق ومنافسه المؤتمر الوطني العام (حكومة إسلامية) والذي يُعرف أيضا باسم حكومة الإنقاذ الوطني التي تتخد من العاصمة طرابلس مقراً لها. في كانون الأول/ديسمبر 2015 وافق الفصيلين -من حيث المبدأ فقط- على التوحد وإنهاء الخلاف تحت اسم حكومة الوفاق الوطني، وعلى الرغم من عملها اليوم فما زال الكثير ممّا تقوم به غير واضح كما لا زالت هناك نقاط عدة لم يتم الاتفاق عليها من الجانبين. إنّ حكومة طبرق هي السلطة الأقوى في شرق ليبيا وهي موالية للخليفة حفتر الذي يقود الجيش الوطني الليبي والذي يحظى بدعم كبير من مصر والإمارات العربية المتحدة القادِمة من قارة آسيا.[31] أمّا حكومة المؤتمر الوطني العام فهي أقوى في غرب ليبيا وقد رفضت نتائج الانتخابات عام 2014؛ كما تحظى بدعم كبير من حركة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى دعم آخر من المؤتمر الوطني العام الجديد،[32][33] فيما تتكلف قطر (هي الأخرى قادِمة من قارة آسيا)، السودان وتركيا بعمليات الدعم والتمويل وما إلى ذلك.[34]

بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا أصغر الجماعات المتنافسة وهي مجلس شورى ثوار بنغازي بقيادة أنصار الشريعة التي حظيت بدعم المؤتمر الوطني العام؛[35] أما تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا[36] وكذلك وميليشيات الطوارق في غات فيُسيطرون على المناطق الصحراوية في الجنوب الغربي فيما تُسيطر القوات المحلية التي تتمركز في مدينة مصراتة على مدينتي بني وليد وتاورغاء.

شهدت الأشهر الأخيرة العديد من التطورات السياسية، حيث توسطت الأمم المتحدة في اتفاق وقف إطلاق النار في ديسمبر 2015، وفي مارس 2016 أرسلت منظمة الأمم نفسها قادة لقيادة "حكومة وحدة وطنية" في طرابلس.[37] في 5 نيسان/أبريل أعلنت الحكومة الإسلامية في الغرب الليبي عن توقيفها وتعليقها لعملية تسليم السلطة إلى حكومة الوحدة الجديدة (حكومة الوفاق الوطني) على الرغم من أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان الترتيب الجديد سينجح أم لا.[38] اتفق قادة بعض المناطق في 2 يوليو على إعادة توحيد المناطق الشرقية والغربية في ليبيا وتسليمها لإدارة شركة النفط الوطنية.[39] اعتبارا من 22 أغسطس حصلت حكومة الوحدة على موافقة من قوات خليفة حفتر من أجل المباشرة في القيام بمهامها، [40] وفي 11 سبتمبر تعزز النفوذ السياسي لحكومة الوحدة بعدما تمكنت من الاستيلاء والسيطرة على اثنين من أبرز محطات النفط في الدولة الليبية.[41] أمّا خليفة حفتر فقد توصل إلى اتفاق مع بعض القوات من أجل زيادة إنتاج النفط وصادراته، [42] كما باشرت تسعة من محطات النفط الكبرى العمل مرة أخرى بحلول يناير من عام 2017.[43]

تطورات 2022

 
آثار اشتباكات العاصمة الليبية طرابلس، 26 أغسطس 2022.

مساء 26 أغسطس 2022، تصاعدت اشتباكات دامية بين ميليشيات تسعى كل منها لفرض نفوذها على مساحة أوسع من المدينة. كما أكدت مصادر ليبية، السبت، مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة 5 آخرين في اشتباكات طرابلس.[44]

المليشيات المتقاتلة

وفق مصادر محلية فإن المواجهات بدأت بين رتل للميليشيا التي يتزعمها عماد الطرابلسي، وارتكاز لـ"كتيبة 92" التي تتبع هيثم التاجوري. بعدها دخلت "ميليشيا دعم الاستقرار" التابعة لعبد الغني الككلي على خط المواجهات في صف قوات الطرابلسي، واقتحمت معسكر 77 الخاضع للتاجوري.

وعن خبايا الاشتباكات، يقول الخبير العسكري محمد الصادق إن قوات التاجوري شنت "هجوما مضادا"، واستعادت سيطرتها على معسكر 77، كما استولت على مقر جهاز الأمن الداخلي بقيادة المليشياوي لطفي الحراري التابع لعبدالغني الككلي. وخرج التاجوري في مقطع ڤيديو متداول على "فيسبوك"، يتوعد من يهاجم مقراته، كما ظهر في ڤيديو عدد كبير من السيارات الخاصة بـ"ميليشيا دعم الاستقرار" التي اعتبرها "غنيمة حرب".

ولم تقتصر الاشتباكات على شارع الجمهورية، يواصل الصادق، بل امتدت لشارعي الزاوية والسور، وأسرت قوات التاجوري عددا من أفراد "دعم الاستقرار"، فيما شوهدت طائرة مسيرة تحلق في أجواء غوط الشعال بالعاصمة. وحذر الخبير العسكري من التدهور السريع، وأن يُضاف لمتاعب الليبيين المعيشية ما يلقونه من "تجار الحروب"، على حد وصفه.

في اليوم التالي، 27 أغسطس، بدأت القوات المسلحة تتحرك على ثلاثة محاور حاليا نحو قلب العاصمة. على المحور الجنوبي، اقتربت القوات التابعة لأسامة الجويلي من إحكام سيطرتها على مطار طرابلس الدولي ومحيطه، فيما تحركت قوات تابعة لـ"سالم الجحا" من مدينة مصراتة إلى مدينة زليتن، ثم إلى طرابلس عبر المحور الشرقي، فيما تسعى قوات علي بوزريبة ومعمر الضاوي إلى التقدم من جهة الغرب وحتى جسر 17 جنزور.

وفي قلب العاصمة تتواصل المواجهات، وبالتحديد في حي باب بن غشير، حيث دخلت ميليشيا النواصي على خط المواجهة إلى جانب القوات التابعة لـهيثم التاجوري، في المواجهة ضد "ميليشيا دعم الاستقرار" وقوات عماد الطرابلسي، المؤيدين للحكومة منتهية الولاية، حسب المصادر.

أشارت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن أضرار بممتلكات عامة وخاصة، من بينها إحدى المستشفيات، واندلاع عدد من الحرائق، كما تشير المعلومات الأولية إلى سقوط وفيات وجرحى.

شارع الجمهورية الحيوي شهد دماراً واسعاً، وسط استغاثة الأهالي التي انهالت على جهاز الإسعاف والطوارئ لنجدتهم، وأولها من عائلات اندلع حريق في شقق العقار الذي يقطنوه، قرب مسجد الشيخة راضية، جراء كثافة إطلاق النار، فيما لم تتمكن فرق الإطفاء من التحرك إليهم بسبب المواجهات. كما لم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول لسيدة مصابة بشارع المعري استغاثت أسرتها لنجدتها، حسب الناطق باسم الجهاز أسامة علي.

وأعلن جهاز الإسعاف الطوارئ القصوى بمكاتبه في طرابلس وضواحيها، محذرا المواطنين من الخروج والوقوف بالشرفات وقرب النوافذ، كما طالب المتصارعين بوقف القتال. وبحسب صور تداولها ليبيون عبر مواقع التواصل، احترقت سيارات، وطالت النيران مباني عامة وخاصة ظهر عليها آثار طلقات النار.

ورصدت ‏مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث‏، هبوط طائرة شحن عسكرية بريطانية من طراز "أيرباص إي 400" في مصراتة، حيث لم تمكث في المدينة سوى ساعة واحدة. وأوضحت المؤسسة، أن الطائرة قد تكون نفذت عملية إخلاء لبعض من الضباط البريطانيين الموجودين في قاعدة مصراتة الجوية، تحسبا لاتساع دائرة العنف، أو لنقل بعض الدعم الفني الضروري للقوة العسكرية البريطانية الموجودة بالمدينة.[45]

وعمَّا جدد الاشتباكات الآن، فيرى الخبير الأمني عميد محمد الرجباني الأمر "ما هو إلا تصفية حسابات" لخلافات قديمة بين المتصارعين، ولا علاقة لها بخلافات المجموعات المناصرة لحكومة عبد الحميد الدبيبة (المنتهية ولايتها)، وبين حكومة فتحي باشاغا. وترفض حكومة الدبيبة تسليم السلطة رغم مرور 5 شهور على انتخاب حكومة باشأغا من جانب البرلمان، ما أدى لتعطيل الخدمات الحكومية، وانسداد المسار السياسي.

غير أن المجموعات المناصرة للدبيبة لها اشتباكاتها في مواقع أخرى، فقبيل اندلاع المواجهات في العاصمة، قطعت مجموعة مسلحة مسماة بـ"قوة حماية الدستور"، مؤيدة للدبيبة الطريق الساحلي في القطاع الرابط بين مصراتة وطرابلس، وفق مصادر أهلية. وانتشر أفراد المجموعة في بوابة الكعام بعد أنباء حول تحركات للقوات الداعمة لباشاغا، حيث منعوا حركة السيارات، ما تسبب في زحام شديد، وتزمر بين الأهالي.

وحملت حكومة باشاغا، الحكومة منتهية الولاية المسؤولية عن التدهور في الوضع الحالي "لاغتصابها الشرعية، ورفضها كل المبادرات" للحل، مشيراً إلى رفض الأخيرة للخطاب الذي بعث به باشاغا إلى عبدالحميد الدبيبة الأربعاء الماضي وطالبه فيه بـ"الجنوح للسلم وتسليم السلطة".

ومن جانبه، قطع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، زيارة العمل التي يقوم بها إلى تونس، متوجها إلى طرابلس، بسبب الاشتباكات المسلحة التي تدور في العاصمة منذ مساء الجمعة. وقدم المنفي اعتذاره إلى الرئيس التونسي قيس سعيد لعدم استكمال الزيارة، التي بدأها المنفي أمس الجمعة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جهود التهدئة

 
من اليمين: خليفة حفتر ورئيس الوزراء الإيطالي جوزپى كونتى وفايز السراج، في پالرمو، إيطاليا، 13 نوفمبر 2018.

في 12 نوفمبر 2018، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة پالرمو جنوب إيطاليا. شارك في المؤتمر عدد من أطراف الأزمة الليبية بالإضافة لعدد من المسئولين الدوليين البارزين. ووجهت إيطاليا الدعوة لعدد كبير من الأطراف الليبية الفاعلة وعدد من أعيان القبائل والمجتمع المدنى، وممثلين دوليين رفيعى المستوى، ولم يشارك العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر. حسب الأجندة المعلنة للمؤتمر، فإنه يعتبر محاولة جديدة لوضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات فى ليبيا، وإيجاد حل للأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التى تواجه البلاد، ووضع آلية محددة بهدف إخراج ليبيا من النفق المظلم، بعد فشل مؤتمر باريس الذى عقد فى مايو 2018، والذى فشلت فرنسا فى إقناع الأطراف الليبية بتنظيم الانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر 2018.[46]

اتفاق أبوظبي

 
خليفة حفتر (الأول من اليسار) وفايز السراج (الثاني) والوفود المرافقة لهما أثناء مباحثات أبوظبي، 28 فبراير 2019.

في 28 فبراير 2019 بدأت المباحثات بين حكومة الوفاق الليبية تحت رئاسة فايز السراج والجيش الوطني الليبي تحت قيادة خليفة حفتر في ابوظبي وفي حضور غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا.[47] انتهت الاجتماعات في أوائل مارس، وتضمن الاتفاق 3 شروط أساسية، اتفق عليها الطرفان لحل الأزمة الليبية، وهي[48]:

1- ضرورة إقامة انتخابات رئاسية قبل نهاية 2019، مع ضرورة توفير المناخ الملائم لها.

2- ضرورة توحيد مؤسسات الدولة في ليبيا.

3- تقصير مدة الفترة الانتقالية بالبلاد.

وكان من بين الموضوعات التي تم الاتفاق عليها أثناء المباحثات، هو عودة حقل الشرارة النفطي إلى العمل، مع مغادرة كافة المجموعات التي سيطرت على الحقل منذ ديسمبر 2018.

وفي إطار الانتخابات الرئاسية المزمعة، يظهر اسم سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، ودوره في المرحلة المقبلة، وتدور الأحاديث عن دور إماراتي لإعادة سيف الإسلام للحياة السياسية. كانت أسرة القذافي قد حصلت على أرقام وطنية، ومنهم سيف الإسلام، وهذا التطور، حسب مراقبين، يذلل إحدى أبرز العقبات التي تواجه سيف الإسلام للترشح في الانتخابات، خاصة مع إعلان مقربين منه رغبته في خوض الانتخابات المقبلة.[49]

وأكدت المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان ريم الدبري، والتي تصف نفسها بأنها مقربة من عائلة القذافي وابنة المسؤول الأمني الليبي السابق يوسف الدبري، في تصريحات أن الغرب أبدى دعماً كبيراً لمحاولة سيف الإسلام القذافي الترشح للرئاسة الليبية.

اجتماعات الغردقة

 
الوفود المشاركة في اجتماع المسار الدستوري بشأن ليبيا، الغردقة، 18-20 يناير 2021.

شهدت الغردقة، في 28 و29 سبتمبر 2019، اجتماعاً عسكرياً بين وفدين يضمان ضباطاً من الجيش والشرطة الليبية، ويمثلان كلاً من حكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة الليبية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك في إطار المسار العسكري المنبثق عن مؤتمر برلين، وكان أبرز ما توصل إليه الاجتماع الإفراج الفورى عن جميع المحتجزين وفتح خطوط المواصلات، وكان من أبرز التوصيات الإتفاق على وقف إطلاق النار.

وفي الفترة من 18-20 يناير 2021، عُقد الاجتماع الثاني للمسار الدستوري بشأن ليبيا، برعاية الأمم المتحدة، في مدينة الغردقة المصرية. هدف الاجتماع إلى مناقشة التعديلات الدستورية التى تنظم عمل الانتخابات العامة المقرر عقدها في ليبيا في 24 ديسمبر 2021، في التوصل إلى نقاط توافقية، تسمح بالإعلان عن الاستفتاء على مسودة الدستور الحالي في ليبيا، وذلك بعد مناقشات بين وفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، كما تم الإتفاق على توحيد الرؤى والمفاهيم بينهما لدعم العملية السياسية والاستقرار في ليبيا، وعقد الجولة الثالثة والأخيرة من هذا المسار خلال شهر فبراير 2021 بمدينة الغردقة. حضر الاجتماع وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين. [50]

مؤتمر برلين-2

 
وزير الخارجية الألماني هايكو ماكس ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة.

في 23 يونيو 2021، عُقد مؤتمر برلين-2 بشأن الأزمة الليبية، في العاصمة الألمانية برلين. خلال المؤتمر شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الأمريكي توني بلنكن على أهمية مغادرة المرتزقة الأجانب من ليبيا.[51]

وفي مؤتمر صحفي لوزيري الخارجية الألماني والأمريكي، شدد ماس على أن ألمانيا "تعمل على إخراج المرتزقة من ليبيا"، كما أكد بلينكن، على حديث نظيره الألماني، مشيرا إلى أهمية وقف التدخل الخارجي في ليبيا، والعمل على دعم الانتخابات المقبلة في ديسمبر. وقال بلنكن: "رؤيتنا لليبيا موحدة، وهي ذات سيادة وحرة من التدخل الأجنبي، هذا ما يستحقه الشعب الليبي، وهو الأمثل لأمن المنطقة". وأضاف "انتخابات ديسمبر ضرورية، والاتفاق يجب أن يتم حول القضايا الدستورية، ووقف لإطلاق النار، وسحب كل القوات الأجنبية في ليبيا".

وعاد ماس ليشدد على أهمية القضية الليبية ودور الولايات المتحدة فيها: "اليوم الأمر يتعلق بليبيا، أنا ممتن لبلينكن لتأكيده على أهمية هذا الملف، والولايات المتحدة تعمل دور نشط أكثر مما كنا نتوقع، الانتخابات في 24 ديسمبر، والقوات الأجنبية كلها تخرج وتنسحب".

وكانت وزارة الخارجية الألمانية، قد أصدرت، بياناً قبيل افتتاح مؤتمر برلين 2 الذي يناقش سبل حل أزمة ليبيا الغارقة في الفوضى منذ 2011، محددة أولويات المؤتمر.

وقالت الخارجية الألمانية في بيان إنه "من الأهمية بمكان أن تجري الانتخابات كما هو مخطط لها وأن يغادر المقاتلون والمرتزقة الأجانب ليبيا بالفعل". وتابعت: "هذا هو السبب في أننا نستخدم اليوم مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا لجلب جميع أصحاب المصلحة في ليبيا مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات".

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت خطة خريطة طريق من أجل انتشال ليبيا من الفوضى والانقسام، حيث كانت هناك حكومة في الشرق وأخرى في الغرب، وكان ألمانيا جزء من تلك العملية. ودعمت المنظمة الدولية حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، التي يقودها عبد الحميد دبيبة، ومهمتها إجراء الانتخابات العامة في البلاد في أواخر ديسمبر المقبل، على اعتبار ان ذلك سيؤدي إلى تحقيق الاستقرار في البلاد. لكن استقرار ليبيا يواجه تحديات كبيرة، ومن أبرزها المرتزقة الأجانب، الذين بعثت بهم تركيا إلى تلك البلاد لتحقيق غايات سياسية.


في 24 يونيو 2021، أختمم مؤتمر برلين-2 لحل الأزمة الليبية دون وضع إطار زمني لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا. [52]

وخلال المؤتمر أطلق رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مبادرة لدعم الجهود السياسية في بلاده من محاور تحت عنوان "استقرار ليبيا". وتضمنت الكلمة ضرورة الانسحاب الكامل للمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، محذرا من أن "الخلاف الداخلي والمصالح يعيقان مسيرة الانتخابات، مؤكدا "سنتجاوز كل العقبات لإجراء الانتخابات في موعدها"، في إشارة إلى الخلافات الداخلية حول مصير المرتزقة والقوات الأجنبية وموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة ديسمبر المقبل.

واتهم البرلمان كجزء من هذا الخلاف، قائلاً: "لم نر الجدية من المؤسسات التشريعية للوصول إلى القاعدة الدستورية. لذلك نطالب الأطراف الليبية بوقف التعطيل والالتزام بالتعهدات".

أما على مستوى الحاضرين من الدول الأخرى، ففي ختام مؤتمر برلين2 صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بأن رحيل المرتزقة من ليبيا سيتم بشكل تدريجي. وخلال المؤتمر الختامي برر ماس الخروج التدريجي بأنه جرى "تفاهم بين تركيا وروسيا على سحب تدريجي للقوات من ليبيا، للحفاظ على التوازن"، وأن الانسحاب "لن يحدث بين عشية وضحاها".

من جانبه، علق الإعلامي الليبي عبد العزيز أغنية أن "كلمة الدبيبة بأنها منتقاة بعناية وبروتوكولية لامست العديد من النقاط المهمة"، إلا أنه أبدى عدم رضاه عنها، معتبرا أنها "لا تعكس الواقع الميليشياوي القائم في البلاد". وحذر أغنية من أن تركيا تحاول الإبقاء على قواتها ومرتزقتها داخل الأراضي الليبية بأن تضفي عليهم صفة "الخبراء الأمنيين" للتملص من مطالب المجتمع الدولي بخروج المرتزقة، مستغلة في ذلك تأييد بعض أعضاء داخل السلطات الحاكمة بليبيا لها.

وبحسب الباحث السياسي الليبي كامل المرعاش فإن هناك خلافات بين أعضاء الحكومة حول بقاء المرتزقة الذين استجلبتهم تركيا، معتبرا في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه كان يلزم أن تتضمن كلمة رئيس الحكومة إطارا زمنيا لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية، وربط هذا بموعد الانتخابات نهاية العام الجاري. وفي تقدير الدبلوماسي الليبي السابق، السفير رمضان البحباح، أن كلمة رئيس الحكومة شملت كل النقاط بشكل عام، غير أنها لم تقدم ما أنجزته الحكومة بشكل واقعي، كما لم تقدم خطة واضحة للحل.

واعتبر البحباح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن حديث الدبيبة عن خطة أمنية لتأمين الانتخابات "مجرد وهم"، مبررا ذلك بأن بعض أعضاء الحكومة يلتقون بالميليشيات في حفلات تخرج تُقام لها كأنها قوات نظامية، ويصفونها بـ"الأبطال".

أما المحلل السياسي الليبي، محمد يسري، فعلّق على اتهام الدبيبة للمؤسسة التشريعية بالتراخي في إنجاز القاعدة الدستورية اللازمة لإتمام الانتخابات بقوله، إن هذا الاتهام يصب في مصلحة الحكومة لاعتماد الميزانية التي "تشوبها مخالفات كثيرة" وأرقام بالملايين لا يوجد لها أبواب صرف أو بنود وخطط واضحة لذلك.

ولم يتفاءل المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي السابق، محمد السلاك، بتعهدادت الدبيبة ببذل مزيد من الإصلاحات في القطاعات الخدمية، قائلا إنها "تظل مجرد سراب وهدف بعيد المنال، فما تزال مشكلة انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة وغياب السيولة النقدية في المصارف". وفيما يخص حديث الدبيبة عن إخراج المرتزقة، يقول السلاك إنه يلزم أن تتحدث الحكومة بشكل حزما في التأكيد على إخراج كافة المرتزقة من كافة الجنسيات. ولفت إلى أنه جرى جلب 200 مرتزق سوري جديد إلى ليبيا قبل أيام من انعقاد مؤتمر برلين2 "ما يعني أن الأمر لا يزال يشكل خطرا كبيرا".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جنيڤ، يوليو 2021

في 3 يوليو 2021، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا فشل المحادثات التي ترعاها في جنيڤ بهدف التمهيد لإجراء انتخابات بالبلاد أواخر عام 2021. وكان من المقرر أن يضع اجتماع منتدى الحوار السياسي الليبي الذي عقد قرب جنيڤ، بحلول الأول من يولي، الأساس الدستوري لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

بعد عدة أيام من الجلسات في جنيڤ، قال ريزيدون زينينجا الأمين العام المساعد ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن المحادثات التي ترعاها المنظمة والتي تهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات في البلاد في أواخر ديسمبر، فشلت في التوصل إلى اتفاق. وتعد الانتخابات جزءاً أساسياً من الجهود الدولية لإرساء الاستقرار في ليبيا التي تشهد اضطرابات منذ انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 وأدت للإطاحة بمعمر القذافي.

وصرح زينينجا في الجلسة الختامية "سيشعر الشعب الليبي بالخذلان بالتأكيد إذ أنه لا يزال يتوق إلى الفرصة المواتية لممارسة حقه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر. هذا لا يبشر بخير لمصداقية وأهمية منتدى الحوار السياسي الليبي في المستقبل". وأضاف "أدعوكم إلى مواصلة التشاور فيما بينكم سعيا للتوصل إلى تسوية قابلة للتطبيق وتعزيز ما يوحدكم".[53]

وتم تمديد المحادثات، المنعقدة في فندق على بعد 15 كيلومترا من جنيف، ليوم خامس الجمعة في ظل عجز المشاركين عن التوافق. وكان من المقرر أن يضع اجتماع منتدى الحوار السياسي الليبي الذي عقد قرب جنيڤ، بحلول الأول من يوليو، الأساس الدستوري لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وصرحت الوفود ومسؤولون من الأمم المتحدة في وقت سابق بأنهم لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق بشأن عدد من المقترحات المطروحة، مما دفع المنظمين إلى تمديد المحادثات التي كان من المقرر أصلا أن تستمر أربعة أيام فقط.

وأسفرت عملية سلام تقودها الأمم المتحدة عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار الصيف الماضي ثم تشكيل حكومة وحدة. جاءت محادثات سويسرا بعد مؤتمر دولي عُقد في برلين قبل أسبوع. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش الاثنين إن مغادرة سويسرا دون قرار هذا الأسبوع "ليس خيارا مطروحا" بالنظر للإطار الزمني المتاح.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ريال لو بلون في إفادة يوم الجمعة "إنه يسعى حقا إلى تحقيق توافق للمضي قدما لإيجاد الأساس الدستوري الذي يسمح للبلاد بإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر". ووصف كوبيش يوم الخميس الجلسة التي عقدت في ذلك اليوم بأنها "صعبة" وحث الوفود على الامتناع عن "السلوك غير المهذب والهجمات الشخصية" دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وقالت إلهام سعودي عضو المنتدى الجمعة إن ما حدث لم يكن النتيجة التي تطلع إليها المشاركون لكنها أفضل نتيجة ممكنة في ظل الخيارات المطروحة وعجز قيادة بعثة الأمم المتحدة عن إبقاء المحادثات في مسارها.

وتسارعت التحركات الرامية للتوصل إلى حل سياسي بعد فشل هجوم شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر في السيطرة على طرابلس الصيف الماضي. وتم الاتفاق على وقف إطلاق نار بشكل رسمي في أكتوبر، وفي الشهر الذي تلاه حدد المشاركون في حوار للسلام برعاية الأمم المتحدة موعدا للانتخابات واتفقوا على تشكيل حكومة انتقالية جديدة. لكن لا تزال هناك مخاطر كبرى مع استمرار سيطرة الجماعات المسلحة على الأرض.

دور جوار ليبيا، أغسطس 2021

 
مؤتمر دول جوار ليبيا في الجزائر، 30 أغسطس 2021.

في 30 أغسطس 2021، أُفتتح مؤتمر دور جوار ليبيا في الجزائر. شدد المشاركون في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، على الحل السياسي في ليبيا، ودعم جهود تعزيز الاستقرار في البلاد، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها. وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إن حل الأزمة الليبية "لا يمكن أن يكون إلا عبر مسار ليبي- ليبي بدعم من المجتمع الدولي". وأكد رمطان لعمامرة على أن "أمن ليبيا من أمن دول الجوار"، لافتا إلى وجود دول "تسعى لاستغلال التراب الليبي لإعادة رسم التوازنات".

وتابع: "ينبغي العمل على سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا في أقرب الآجال. المرحلة الراهنة تقتضي التضامن لتمكين الشعب الليبي من الحفاظ على سيادته". واختتم لعمامرة بالتشديد على ضرورة تطبيق مخرجات مؤتمري برلين المتعلقة بليبيا.[54]

  لعمامرة:
  • الحل لا يمكن أن يكون إلا ليبي- ليبي بدعم المجتمع الدولى في مقدمتها دول الجوار.
  • أحيي مشاركة الهيئات الثلاث في المؤتمر: الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية.
  • دولنا عملت جماعات وفرادى إيمانا منها بالدور الذي يمكن أن تلعبه دول الجوار في حل الأزمة الليبية.
  • العمامرة دول الجوار معنية بالتداعيات الأمنية في ليبيا وهو ما أكدته للأسف أحداث كثيرة.
  • أمن واستقرار ليبيا من أمننا واستقرارنا جميعا.
  • ليبيا مستقرة ستشكل ركيزة للأمن والتكامل الاقتصادي في الإقليم.
  • يجب التعاطي مع ما يحدث في ليبيا بصفة استباقية تأخذ في الإعتبار المعطيات التي تشغل الرأي العام الدولي.
  • الإجتماع يهدف إلى تعزيز قرارات الأمم المتحدة مجلس الأمن وأيضا مؤتمر برلين.
  • المرحلة الدقيقة الراهنة في تاريخ ليبيا تقتضي منا تضامناً مطلقا وفعالا لمساعدة الشعب الليبي على الاحتفاظ بسيادته ومقدراته ومنع التدخلات الخارجية.
  • بعض القوى الأجنبية تسعي لاستعمال التراب الليبي لاعادة رسم التوازنات.
 

من جانبها، قالت وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش، إن "التدخلات الخارجية تناقض الأعراف الدولية، واستمرار وجود المرتزقة يشكل خطرا على ليبيا ودول الجوار". واستطردت: "استقرار ليبيا من استقرار المنطقة. نحن في عمل دؤوب من أجل توحيد المؤسسة العسكرية، كما نعمل على تكريس السيادة الليبية".

  المنقوش:
  • نتطلع إلى نظام سياسي ديمقراطي من خلال انتخابات نزيهة.
  • نتطلع إلى بناء شراكة مع دول الجوار على أساس التكامل والتبادل الإيجابي.
  • رؤية ليبيا لتحقيق الاستقرار قائمة على مسارين أمني وسياسي.
  • ندعو إلى تنظيم مؤتمر تشاوري لمناقشة الملف الليبي.
  • تجاوزنا مرحلة توحيد كافة المؤسسات المدنية وما زلنا في عمل دؤوب لاستكمال توحيد المؤسسة العسكرية.
  • المسار العسكري لمبادرة استقرار ليبيا يتطلب توحيد المؤسسة العسكرية وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية وتأمين الحدود.
 


وبدوره، أكد المبعوث الدولي إلى ليبيا يان كوبيش، أن جميع الأطراف تؤكد تمسكها بإجراء الانتخابات في موعدها يوم 24 ديسمبر، مضيفا: "نأمل بإقرار القاعدة الدستورية في الأيام القادمة لنتمكن من إجراء الانتخابات". ولفت إلى أن "استمرار تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية مدعاة قلق لليبيا ودول الجوار".

وفيما يتعلق بالانتخابات الليبية، قال المسؤول الأممي: "حضور المراقبين الإقليميين والدوليين للانتخابات ضروري جدا، كما أن إقرار الميزانية العالقة مهم جدا لدعم جهود الحكومة".

ويأتي الاجتماع تأكيداً لأهمية دور دول جوار ليبيا، والاتحاد الإفريقي في إرساء دعائم السلام بليبيا وتكثيف التنسيق مع الدول الفاعلة للوصول إلى تفاهمات تبعد ليبيا عن مأزق عدم إجراء الانتخابات في موعدها. ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بعد الاجتماع الذي احتضنته الجزائر خلال شهر يناير 2020 وشارك فيه سبعة وزراء خارجية من دول الجوار الليبي.

مبادرة سيف الإسلام القذافي 2022

في 6 يوليو 2022، أعلن سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عن مبادرة سياسية للخروج من حالة الانسداد السياسي الحالي التي تشهدها ليبيا، حسب وصفه. ودعا سيف الإسلام في ثاني مبادرة يقدمها لحل الأزمة، الشخصيات الليبية إلى الانسحاب من الساحة السياسية الليبية، بمن فيهم هو نفسه.[55]

والمبادرة التي طرحها سيف الإسلام تتكون من خيارين أولها وضع جهة محايدة لعمل ترتيبات انتخابات بلا إقصاء وتشير إلى أن هذا الخيار بعيد الاحتمال حالياً. والخيار الثاني عن طريق تأجيل الانتخابات الرئاسية وإجراء الانتخابات البرلمانية بدون تأخير، ودعوة جميع المرشحين وهو أولهم إلى الانسحاب من الترشح والتوافق على شخصية وطنية تقود البلاد في الفترة الانتقالية.

وأفاد سيف الإسلام بأن ليبيا في حالة استثنائية حرجة ويجب أن تتم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وهذا هو الحل الأخير لحقن الدماء. واتهم سيف الإسلام جهات وصفها بالخارجية بالعمل على تعطيل العملية السياسية في ليبيا. وختم بالقول إن من يرى مصلحة البلاد فوق مصلحته فليقبل مثلنا هذه المبادرة.


عقب إعلان مبادرة سيف القذافي، تقدم نوري أبو سهمين رئيس تيار يا بلادي، ورئيس المؤتمر العام السابق، بمبادرة تتوافق مع مبادرة سيف الإسلام. تدعو مبادرة أبو سهمين من وصفتهم بالشخصيات الجدلية للتوقيع على ميثاق شرف بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية. [56]

مرئيات

كلمة رمطان لعمامرة في افتتاح مؤتمر دول جوار ليبيا،
الجزائر، 30 أغسطس 2021.


المصادر

  1. ^ "Libya – Crisis response", European Union.
  2. ^ Fadel, L. "Libya's Crisis: A Shattered Airport, Two Parliaments, Many Factions".
  3. ^ "Country Analysis Brief: Libya" (PDF). US Energy Information Administration. 19 November 2015. Retrieved 14 April 2016.
  4. ^ "President Obama: Libya aftermath 'worst mistake' of presidency". BBC (BBC). 11 April 2016. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bbc.com/news/world-us-canada-36013703. Retrieved on 25 April 2016. 
  5. ^ "Libya: History". GlobalEDGE (via جامعة ولاية ميشيغان). Retrieved 14 August 2011.
  6. ^ "Housing". موسوعة بريتانيكا. Retrieved 14 August 2011.
  7. ^ "African Countries by GDP Per Capita > GDP Per Capita (most recent) by Country". NationMaster. Retrieved 24 July 2011.
  8. ^ Winslow, Robert. "Comparative Criminology: Libya". Crime and Society. San Diego State University. Archived from the original on 7 August 2011. Retrieved 24 July 2011. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  9. ^ Smith, David (12 September 2011). "Murder and torture 'carried out by both sides' of uprising against Libyan regime". The Guardian. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.theguardian.com/world/2011/sep/12/murder-torture-both-sides-libyan-regime. Retrieved on 29 November 2016. 
  10. ^ "War Crimes in Libya". Physicians for Human Rights. Retrieved 29 November 2016.
  11. ^ Crawford, Alex (23 March 2011). "Evidence of Massacre by Gaddafi Forces". Sky News (Sky News). Archived from the original on 21 June 2013. https://web.archive.org/web/20130621133935/http://news.sky.com/story/843866/evidence-of-massacre-by-gaddafi-forces.  صيانة CS1: رابط غير صالح (link)
  12. ^ "Pro-Gaddafi tanks storm into Libya's Misurata: TV". Xinhua. 6 March 2011. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://news.xinhuanet.com/english2010/world/2011-03/06/c_13764143.htm. Retrieved on 25 October 2011. 
  13. ^ Fahim, Kareem; Kirkpatrick, David D. (23 February 2011). "Qaddafi’s Grip on the Capital Tightens as Revolt Grows". The New York Times. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.nytimes.com/2011/02/23/world/africa/23libya.html?pagewanted=all. Retrieved on 25 October 2011. 
  14. ^ Fisk, Robert (18 March 2011). "First it was Saddam. Then Gaddafi. Now there's a vacancy for the West's favourite crackpot tyrant". The Independent. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.independent.co.uk/voices/commentators/fisk/robert-fisk-first-it-was-saddam-then-gaddafi-now-theres-a-vacancy-for-the-wests-favourite-crackpot-2246415.html. Retrieved on 29 November 2016. 
  15. ^ "NATO Launches Offensive Against Gaddafi". فرانس 24. Archived from the original on 13 May 2011. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help) صيانة CS1: رابط غير صالح (link)
  16. ^ "Libya crisis: Col Gaddafi vows to fight a 'long war'". BBC News. 1 September 2011. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bbc.co.uk/news/world-africa-14753645. 
  17. ^ Vlasic, Mark (2012). "Assassination & Targeted Killing – A Historical and Post-Bin Laden Legal Analysis". Georgetown Journal of International Law: 261.
  18. ^ "Col Gaddafi killed: convoy bombed by drone flown by pilot in Las Vegas". ديلي تلغراف. 20 October 2011. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/africaandindianocean/libya/8839964/Col-Gaddafi-killed-convoy-bombed-by-drone-flown-by-pilot-in-Las-Vegas.html. Retrieved on 28 March 2017. 
  19. ^ {{cite book}}: Empty citation (help)
  20. ^ {{cite book}}: Empty citation (help)
  21. ^ Kirkpatrick, David D. (1 November 2011). "In Libya, Fighting May Outlast the Revolution". The New York Times. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.nytimes.com/2011/11/02/world/africa/in-libya-the-fighting-may-outlast-the-revolution.html. Retrieved on 16 November 2011. 
  22. ^ Meo, Nick (31 October 2011). "Libya: revolutionaries turn on each other as fears grow for law and order". The Telegraph. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/africaandindianocean/libya/8860684/Libya-revolutionaries-turn-on-each-other-as-fears-grow-for-law-and-order.html. Retrieved on 16 November 2011. 
  23. ^ Wehrey, Frederic (24 September 2014). "Ending Libya's Civil War: Reconciling Politics, Rebuilding Security". Carnegie Endowment for International Peace. Retrieved 29 November 2016.
  24. ^ Abuzaakouk, Aly (8 August 2016). "America's Own War Criminal In Libya". Huffington Post. Retrieved 29 November 2016.
  25. ^ {{cite book}}: Empty citation (help)
  26. ^ Hauslohner, Abigail (24 September 2012). "Libya militia leader: Heat-seeking missiles, other weapons stolen during firefight". Washington Post. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.washingtonpost.com/world/asia_pacific/libya-militia-leader-heat-seeking-missiles-other-weapons-stolen-during-firefight/2012/09/24/8ab6f992-0675-11e2-afff-d6c7f20a83bf_story.html. Retrieved on 25 September 2012. 
  27. ^ "Libyan demonstrators wreck militia compound in Benghazi". Al Arabiya. 21 September 2012. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://english.alarabiya.net/articles/2012/09/21/239416.html. Retrieved on 24 September 2012. 
  28. ^ "Libyan forces raid militia outposts". Al Jazeera (Al Jazeera). 23 September 2012. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://www.aljazeera.com/news/africa/2012/09/2012923221126439787.html. Retrieved on 24 September 2012. 
  29. ^ "Libya's Second Civil War: How did it come to this?". Conflict News. Archived from the original on 20 March 2015. Retrieved 22 March 2015. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  30. ^ National Post View (24 February 2015). "Stabilizing Libya may be the best way to keep Europe safe". National Post. Retrieved 22 March 2015.
  31. ^ Stephen, Chris (29 August 2014). "War in Libya - the Guardian briefing". The Guardian. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.theguardian.com/world/2014/aug/29/-sp-briefing-war-in-libya. Retrieved on 19 February 2015. 
  32. ^ "Libya's Legitimacy Crisis". Carnegie Endowment for International Peace. 20 August 2014. Retrieved 6 January 2015.
  33. ^ "That it should come to this". The Economist (The Economist). 10 January 2015. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.economist.com/news/briefing/21638123-four-year-descent-arab-spring-factional-chaos-it-should-come. 
  34. ^ "Bashir says Sudan to work with UAE to control fighting in Libya". Ahram Online. 23 February 2015. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://english.ahram.org.eg/NewsContent/2/8/123755/World/Region/Bashir-says-Sudan-to-work-with-UAE-to-control-figh.aspx. Retrieved on 24 March 2015. 
  35. ^ "Omar Al-Hassi in "beautiful" Ansar row while "100" GNC members meet". Libya Herald. 18 November 2014. Retrieved 14 June 2015.
  36. ^ "Why Picking Sides in Libya won't work". Foreign Policy. 6 March 2015.
  37. ^ "Libya's unity government leaders in Tripoli power bid". BBC News.
  38. ^ Elumami, Ahmed (5 April 2016). "Libya's self-declared National Salvation government stepping down". Reuters. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://uk.reuters.com/article/uk-libya-security-politics-idUKKCN0X22MD. 
  39. ^ "Libya Oil Chiefs Unify State Producer to End Row on Exports". Bloomberg News (Bloomberg News). 3 July 2016. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bloomberg.com/news/articles/2016-07-03/libya-oil-chiefs-reunify-state-producer-to-end-row-on-exports. 
  40. ^ Shennib, Ghaith (22 August 2016). "Libya’s East Rejects Unity Government in No-Confidence Vote". Bloomberg News (Bloomberg News). Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bloomberg.com/news/articles/2016-08-22/libya-s-east-rejects-unity-government-in-no-confidence-vote. 
  41. ^ Alexander, Caroline; Shennib, Ghaith (12 September 2016). "Libya’s Oil Comeback Derailed as Former General Seizes Ports". Bloomberg News (Bloomberg News). Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bloomberg.com/news/articles/2016-09-12/libya-s-oil-comeback-derailed-as-former-general-seizes-ports. 
  42. ^ El Wardany, Salma (16 November 2016). "Libya to Nearly Double Oil Output as OPEC's Task Gets Harder". Bloomberg News (Bloomberg News). Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bloomberg.com/news/articles/2016-11-16/libya-to-nearly-double-oil-output-as-opec-s-task-gets-harder. 
  43. ^ Sarrar, Saleh; El Wardany, Salma (4 January 2017). "Libyan Oil Port Said to Re-Open as OPEC Nation Boosts Output". Bloomberg News (Bloomberg News). Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. https://www.bloomberg.com/news/articles/2017-01-04/libya-oil-export-terminal-said-to-re-open-as-crude-output-rises. 
  44. ^ "دمار واسع بعد صدام الميليشيات بطرابلس.. خبايا الاشتباكات". سكاي نيوز عربية. 2022-08-27. Retrieved 2022-08-27.
  45. ^ "ليبيا.. مسلحون يزحفون إلى طرابلس عبر 3 محاور". سكاي نيوز عربية. 2022-08-27. Retrieved 2022-08-27.
  46. ^ "اليوم.. انطلاق مؤتمر "باليرمو" حول الأزمة الليبية بمشاركة الرئيس السيسي.. تحركات لوضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات.. رئيس وزراء إيطاليا يتوقع مشاركة حفتر ويؤكد: الاجتماع ليس مجرد فرصة لالتقاط الصور التذكارية". جريدة اليوم السابع. 2018-11-12. Retrieved 2018-11-12.
  47. ^ "الفرقاء في ليبيا يتفقون على تنظيم الانتخابات قبل نهاية العام". روسيا اليوم. 2019-03-06. Retrieved 2019-03-08.
  48. ^ "«اتفاق الفرقاء».. 3 شروط لحل الأزمة الليبية في اجتماع حفتر والسراج". أخبار اليوم. 2019-03-06. Retrieved 2019-03-08.
  49. ^ "اتفاق بين السراج وحفتر يقضي بإنهاء المرحلة الانتقالية وتنظيم انتخابات عامة في ليبيا.. ما هو دور أبو ظبي في هندسة الاتفاق.. وهل ستكون الانتخابات بوابة سيف الإسلام للعودة إلى الحياة السياسية". رأي اليوم. 2019-02-28. Retrieved 2019-03-08.
  50. ^ "وفدا ليبيا يشيدان باجتماعات مدينة الغردقة بشأن المباحثات الثنائية". البوابة نيوز. 2021-01-20. Retrieved 2021-01-20.
  51. ^ "اتفاق ألماني أميركي بشأن ليبيا.. ولا مكان للمرتزقة". سكاي نيوز عربية. 2021-06-22. Retrieved 2021-06-22.
  52. ^ "نقطة رئيسية تضعف "برلين 2".. وتضع مستقبل ليبيا في مهب الريح". سكاي نيوز عربية. 2021-06-24. Retrieved 2021-06-24.
  53. ^ "ليبيا: الأمم المتحدة تعلن فشل محادثات جنيف في التوصل لاتفاق يمهد لإجراء انتخابات". فرنسا 24. 2021-07-03. Retrieved 2021-07-03.
  54. ^ "دول جوار ليبيا.. توافق على الحل السياسي وخروج المرتزقة". سكاي نيوز عربية. 2021-08-30. Retrieved 2021-08-30.
  55. ^ "مؤكدا انسحابه من المشهد السياسي.. سيف الإسلام القذافي يطرح مبادرة لحل الأزمة السياسية في ليبيا". روسيا اليوم. 2022-07-06. Retrieved 2022-07-06.
  56. ^ "عقب مبادرة سيف القذافي … رئيس تيار يابلادي "نوري أبوسهمين" يتقدم بمبادرة تتوافق مع مبادرة سيف الإسلام". صحيفة العنوان الليبية. 2022-07-06. Retrieved 2022-07-06.


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "lower-alpha"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="lower-alpha"/>