وليام من أوكام

وليام من اوكام (1284 - 1347م). فيلسوف وعالمُ لاهوت إنجليزي. كان أكثر المفكرين السكولاستيين (المدرسيين) تأثيرًا في القرن الرابع عشر الميلادي. وأدَّت مواقفه تجاه المعرفة والمنطق والاستقصاء العلمي دورًا رئيسيًا في الانتقال من فكر القرون الوسطى إلى الفكر الحديث.

وليام من أوكام
William of Ockham.png
وُلِدَح. 1288
توفي1347 أو 1348
العصرفلسفة القرون الوسطى
المنطقةالفلسفة الغربية
المدرسةScholasticism
الاهتمامات الرئيسية
Metaphysics, Epistemology, Theology, منطق, Ontology, سياسة
الأفكار البارزة
موسى اوكام, Nominalism

كان وليام يرى بأن الشكل الأوَّلي للمعرفة نتج عن الخبرة المكتسبة عن طريق الحواس. كما بنى المعرفة العلمية على مثل هذه الخبرات، وعلى الحقائق الذاتية، وعلى الافتراضات المنطقية الناجمة عن هذيْن المصدرين.

أكد هذا الفيلسوف في كتاباته على المبدأ الأرسطي القائل بأنه لا تجب مضاعفة الكينونات لأبعد مما هو ضروري. وعرف هذا المبدأ بـ موسى أكام. وفي الفلسفة، وفقًا لمبدأ موسى أكام؛ فإنه يجب أن تُبيَّن المعضلة بأبسط عباراتها الأساسية. أما في العلوم، فإنه ينبغي اختيار أبسط نظرية تناسب حقائق المعضلة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

على الرغم من أن عصر واضعي النسق قد انقضى كانت لا تزال في أوج قوتها والحق زعزعت أركان العقيدة المسيحية في القرن الرابع عشر. وانتهى تذبذب علماء اللاهوت في الفلسفة بفضل تحول في الرأي: فقد اهتم قادة الفكر مثل بوريدات بالعلم اهتماما كبيرا وبالاقتصاديات مثل أريزم وبالنظافة الكنسي مثل نيكولاس الكوزي وبالسياسة مثل بيير ديبوا ومارسيليوس البادوي. وكان هؤلاء الرجال أن أندادا في الفكر لالبرتوس ماجينوس وتوما الأكويني وسيجيردي باربان ودونس سكوتوس وظلت فلسفة الكلام-كمنهج للجدل والعرض وكمحاولة لإظهار ارتباط العقل بالإيمان-تسود الجامعات في الشمال واعتبر الأكويني قديسا عام 1323 وبعد ذلك أحس أتباعه من الدومينيكان وبخاصة في لوفين وكولونيا أن من دواعي الشرف أن يتمسكوا بعقيدة في مواجهة كل التحديات. أما معارضوه من الفرنشسكان الثابتين على العهد فقد آثروا أن يتبعوا أوجستين ودونس سكوتوس. وصدم ويليام ديراند من سان بورسان، وهو أحد الرهبان الدومينكان المتحررين، طائفته عندما انخرط بين أتباع سكوتوس وعندما بلغ الثامنة والثلاثين (عام 1308) بدأ في كتابة حاشية مفصلة وفرغ منها في سن متقدمة. ولقد نبذ أثناء تقدمه آراء أرسطو والأكويني ورأى أن يغلب العقل على حجة كل عالم مهما كان حظه من الشهرة أو الخطر "وهنا كان فيلسوفاً له نصيب من حاسة الفكاهة". وبينما ظل صراحة وفياً لآراء علماء اللاهوت فإنه مهد السبيل لأسمية أوكهام المتشددة وذلك باستعادة المذهب التصويري لأبيلار: الأشياء الفردية فقط التي تبقى وكل الأفكار المجردة أو العامة ليست إلا أقرب التصورات للعقل. وأطلق أصدقاء وليام عليه اسم دكتور ريزولوتيسيموس أما خصومه فأطلقوا عليه اسم دوروس دوراندوس -ديران الصلب- وكانوا يعللون أنفسهم بأن نيران جهنم سوف تلين قناته في النهاية.

وكان ويليام الاوكهامي أشد صلابة ولكنه لم ينتظر حتى يلقى حتفه حرقاً، وقضى حياته بأسرها في جدل حاد ولم تخف حدته إلا بالسجن من آن لآخر وتحت ضغط الأيام ليعبر عن حرارته في صيغة الفلسفة الكلامية ولم يسلم في الفلسفة إلا بسلطان التجربة والعقل. وكان يتحمس لنظرياته ويمسك بخناق نصف أوربا دفاعا عن آرائه. وهو بحياته ومغامراته وأهدافه يسبق إلى تمثيل فولتير ومغامراته وأهدافه. ولعله كان أعظم منه أثراً.


النشأة

 
William of Ockham - Sketch labelled "frater Occham iste", from a manuscript of Ockham's Summa Logicae, 1341

ولا نستطيع أن نقول أين أو متى ولد على وجه التحديد، ولعله ولد في أوكهام بمقاطعة سرى حوالي نهاية القرن الثالث عشر. واندرج في سلك طائفة الفرنشسكان وهو بعد صبي صغير وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره أرسل إلى جامعة أكسفورد باعتباره صبيا ذكيا سيكون ولا ريب ضوء مشرقا في الكنيسة. وفي أكسفورد وربما في باريس، أحس بتأثير راهب فرنشسكاني آخر داهية هو دونس سكوتوس لأنه على الرغم من أنه عارض"زاقعية" سكوتوس فإنه دفع بنقد سلفه التعقلي للفلسفة واللاهوت بضع خطوات نحو مذهب الشك الذي يذيب الفوارق بين العقائد الدينية والقوانين العلمية. وقام بالتدريس ست سنوات في أكسفورد وربما يكون قد درس في باريس. ويبدو أنه كتب تعليقات على فلسفة أرسطو وبيتر لومبارد قبل عام 1324-وهو لا يزال حدثا في العشرين وأعظم أثر هو كتاب"الجامع لكل علم المنطقSumma totius logicae " وهو موجز لكل قواعد المنطق.

ويبدو الأمر لأول وهلة صورة من صحراء جرداء في تقطيع أوصال المنطق والمصطلحات اللغوية التكنولوجية، موكب لا حياة فيه من التعريفات والتقسيمات والتفريعات والصفات المميزة والتصنيفات والمهارات. وعرف أوكهام كل شيء عن "علم المعاني" وأسف لعد دقة الاصطلاحات المستعملة في الفلسفة وقضى نصف الوقت في محاولة توخي الدقة فيها أكثر من قبل. واستاء من الصرح القوطي للتجريدات يركب أحدهما الآخر كالعقود في الطبقات الموضوعة إحداها فوق الأخرى، والتي أثارها الفكر في القرون الوسطى. ولا نستطيع أن نجد في أعماله الباقية بالدقة الصيغة المشهورة التي سميت في التراث بإسم "مبضع أوكهام" الذاتيات لا تتضاعف بحيث تتجاوز الحاجة. ولكنه عبر عن المبدأ بمصطلحات أخرى مراراً وتكراراً -التعددية (في الذاتيات أو العلل أو العوامل) لا تثبت (أو تفترض) إلا لضرورة، و"من العبث أن نبحث عن إنجاز أو شرح بافتراض أو علل يمكن تفسيرها بأقل منها"، ولم يكن المبدأ جديداً فقد قبله الأكويني واستخدمه سكوتوس ولكنه بين يدي أوكهام أصبح سلاحاً قاتلاً يقطع به مئات الأوهام الغامضة والتجريدات العظيمة.

وبتطبيق المبدأ على نظرية المعرفة رأى أوكهام أنه لا داعي لأن يفترض كمصدر ومادة للمعرفة، أي شيء أكثر من الاحساسات ومن هذه تنشأ الذاكرة (إحساس ينعش) والإدراك (إحساس يفسر من خلال الذاكرة) والخيال (ذاكرات متحدة) والتوقع (ذاكرة تنعكس) والفكرة (ذاكرة تقارن) والتجربة (ذاكرة تفسر من خلال الفكرة). "لاشيء يمكن أن يكون موضوعاً للحس الداخلي (الفكرة) إلا إذا كان موضوعاً للحس الخارجي (الشعور)". وها هو المذهب التجريبي للوك قبل ظهوره بثلاثمائة عام. وكل ما ندركه خارج نفوسنا هو ذاتيات فردية-أشخاص معينين وأشياء وأفعال وأشكال وألوان وأذواق وروائح وضغوط ودرجات حرارة وأصوات، والكلمات التي تعبر بها عن هذا هي "كلمات أول قصد" أو المراد الأولى وتشير مباشرة إلى ما ننشرها على أنها حقائق خارجية، وبتدوين وتجريد الملامح العامة للذاتيات المماثلة التي أدركت على هذا النحو يمكنا أن نصل إلى أفكار عامة أو مجردة-رجل، فضيلة، ارتفاع، حلاوة، حرارة، فصاحة. والكلمات التي تعبر بها عن هذه التجريدات هي كلمات "القصد الثاني" وتشير إلى المفاهيم المستخلصة من المدركات. وهذه "العموميات" لا تختبر في الإحساس فهي تعبيرات ودلالات وأسماء لتعليمات نافعة للغاية(وخطرة) في الفكر أو العقل وفي العلم والفلسفة واللاهوت، وهي ليست أشياء توجد خارج العقل. وأن كل شئ خارج العقل مفرد ويساوي عددياً واحداً.

والعقل شئ رائع ولكن استنتاجاته لا تكون لها معنى إلا إذا كانت تشير إلى التجربة-أي إلى إدراك الذاتيات الفردية، أو إلى أداء الأفعال الفردية وإلا فإن استنتاجاته تكون من قبيل العبث وقد تكون تجريدات خادعة وما أكثر اللغو قولا وكتابة بإساءة فهم الأفكار على أنها أشياء والتجريدات على أنها حقائق. إن الفكرة المجردة لا تقوم بوظيفتها إلا عندما تؤدي إلى بيانات معينة عن أشياء معينة.

ومن هذا المذهب الاسمي طرق أوكهام في تهور لا يبقى ولا يذر كل ميدان في الفلسفة واللاهوت. وأعلن أن كلا من الميتافيزيقيا والعلم تعميمات مقلقة لأن تجربتنا ليست إلا عن ذاتيات معينة في مساحة وزمن محصورين في نطاق ضيق ولذلك فإنه من الغرور أن نفترض على وجه الشمول والدوام صحة القضايا والقوانين الطبيعية التي نستمدها من هذا القطاع الصغير من الحقيقة فتصاغ معرفتنا وتحدد بوسائلنا وطرقنا في إدراك الأمور (وهذا هو رأي كانت قبل ظهور كانت) وهي تبقي حبيسة في سجن عقولنا ويجب ألا يدعي أنها الحقيقة الموضوعية أو النهائية عن أي شئ.

أما بالنسبة للروح فإنها تجريد أيضاً وهي لا تظهر أبداً في احساساتنا أو مدركاتنا سواء أكانت خارجية أم داخلية وكل ما ندركه هو الإرادة والذات (الأنا) التي تؤكد نفسها في كل فعل وكل فكرة. والعقل نفسه وكل مجد ينسب للذهن آلات للإرادة، والذهن ليس الإرادة التفكير تبحث عن غاياتها بالفكر"وهذا هو رأى شوبنهاور".

ويبدو أن الله نفسه لا يصمد أمام هذه الفلسفة الحادة. ولم يجد أوكهام (مثل كانت)أية قوة باقية في أي من المناظرات التي دارت لإثبات وجود الله. ورفض الأخذ برأي أرسطو القائل أن سلسلة الحركات أو العلل تجبرنا على أن نفترض الحركة الأولى أو العلة الأولى. ولم يَعِدْ غير مدرك ردة لا نهائية للحركات والأسباب أكثر من المحرك الثابت أو العلة التي لا سبب لها في لاهوت أرسطو، ونظراً لأنه لا يمكن أن يعرف شئ إلا بطريق الإدراك المباشر فإنه لن يتيسر لنا الحصول على معرفة واضحة بأن الله موجود.

ولا يمكن للعقل أن يرى أن الله قادر على كل شئ أو لا حد لقدرته، وعالم بكل شئ أو لطيف أو واحد، كما أن العقل لا يستطيع أن يثبت أن الله ثالث ثلاثة، أو أن الله إنساناً ليكفر عن خطيئة آدم وحواء بعصيانهما أو أن ابن الله في القربان المقدس، ثم إن التوحيد ليس مطابقاً للعقل أكثر من الشرك، وربما يكون هناك أكثر من عالم يحكمها أكثر من إله. إذن ماذا يبقى من البناء للعقيدة المسيحية؟ أساطيرها الجميلة وأناشيدها وفنها وفي ما نصت عليه من أخلاق من وحي الله أم أملها الحصين؟ وقد تراجع أوكهام أمام هدم العقل للاهوت وفي محاولة يائسة لإنقاذ نظام اجتماعي قائم على شريعة أخلاقية تقوم على عقيدة دفينة رأى التضحية بالعقل على مذبح الإيمان، وربما يكون الله موجوداً على الرغم من أنه لا يمكن إثبات هذا وأنه وهب كلا منا روحا خالدة. ويجب أن نميز، كما أشار ابن رشد ودنس سكوتوس، بين الحقيقة اللاهوتية وبين الحقيقة الفلسفية، وأن نقبل متواضعين في مجال الإيمان ما يرتاب فيه العقل الفخور بنفسه.

وكان من قبيل المبالغة أن تقبل الكنيسة هذه الحاشية الذنبية التي تكرم العقل العملي كفارة لذنب أوكهام لقيامه بنقد العقل المحض. فأمر البابا جون الثاني والعشرين بتكوين مجلس تحقيق من رجال الدين للنظر في "الهرطقات البغيضة" التي اقترفها الراهب الشاب واستدعاه ليمثل أمام المحكمة البابوية في أفينون، وجاء أوكهام، لأننا مجده عام 1328 في سجن بابوي هناك، مع راهبين من الفرنشسكان وفر الثلاثة وهربوا إلى إيجسمورتس واستقلوا قارباً صغيراً والتقطتها سفينة أخذتهم إلى لويس ملك بافاربا في بيزا. وحرمهم البابا من غفران الكنيسة بينما أسبغ عليهم الإمبراطور حمايته. واصطحب ويليام لويس إلى ميونخ وانضم هناك إلى مارسيليوس من بادوا وعاش في دير فرنشسكاني مناهض للبابا وأصدر منه سيلا من الكتب والنشرات ضد سلطان وهرطقة البابوات بعامة وجون الثاني والعشرين بخاصة.

وكما فاق أوكهام في ميتافيزيقياته الشكية عند سكوتس فإنه في نظريته العملية دفع مهاجمة مارسيليوس البادوي للأكليروس نتائج جريئة. وأعمل مبضعه في العقائد والشعائر التي أضافتها الكنيسة إلى المسيحية الأولى وطلب العودة إلى عقيدة أبسط وعبادة "العهد الجديد".

وفي لجاجة عنيدة نشر كتابه "مائة لسان"Centiloqium theologicum في علم اللاهوت واحتكم إلى مائة عقيدة للكنيسة ورأى أن كثيراً منها يؤدى منطقياً إلى نتائج سخيفة لا تحتمل؛ فمثلا إذا كانت مريم أم الله وكان الله والدنا جميعاً فإن مريم تكون أما لوالدها. وناقش أوكهام الخلافة الرسولية للبابوات وعصمتهم من الخطأ، وعلى النقيض من ذلك أكد أن كثيرا منهم كانوا هراطقة وأن بعضهم كانوا مجرمين وطالب بمعاملة رقيقة للهرطقة ورأى أن التعبير عن الرأي يجب أن يترك حرا إلا بالنسبة لنشر الزيف المتعمد. ورأى أن المسيحية في حاجة إلى العودة من الكنيسة إلى المسيح ومن الثروة والسلطان إلى البساطة في الحياة والخضوع لحكم الشريعة ويجب ألا تكون الكنيسة مقصورة على رجال الدين وحدهم بل يجب أن تضم المجتمع المسيحي بأسره. وهذه الزمالة الكاملة بما فيها النساء يجب أن تختار ممثلين لها يكون من بينهم نساء وتدعوهم إلى عقد مجلس عام وهذا المجلس يجب أن يختار البابا ويرأسه ويجب أن يكون على رأس الكنيسة والدولة شخص واحد.

ويجب أن تكون الحكومة نفسها خاضعة لإرادة الشعب لأنه يملك كل السلطة النهائية على وجه الأرض. وهو يفوض حقه في التشريع والإدارة إلى ملك أو إمبراطور على أساس أنه سوف يصدر القوانين لصالح الجميع. وإذا كان الصالح العام يقتضي هذا فإن الملكية الخاصة يمكن أن تلغى. وإذا ارتكب الحاكم خطأ جسيما فإن حقيقة العقيدة الدينية تقضي عليه بالصيام. وقد مات متأثراً بالطاعون عام 1349 أو عام 1350 وهو لا يزال في زهرة العمر.

ونحن لا نعرف إلا القليل عن مصير أوكهام فهو لم يجد في جعة ميونخ عزاء له عن نبيذ باريس الذي افتقده، وقد قارن نفسه بجون الإنجيلي في باتموس وغن كانت لم تواته الجرأة على التخلي عن حماية الإمبراطور. وطبقاً لرواية أحد الفرنشسكان المعاصرين وقع الراهب المتمرد في آخر سني عمره إقرارا ينكر فيه هرطقاته، ولعل تصالح لويس مع الكنيسة جعلت هذا أمراً يمليه العقل والرشد، وربما وليام قد أحس بأن التساؤل عن حقيقة عقيدة دينية أمر سخيف. ومات متأثراً بالطاعون عام 1349 أو عام 1350 وهو لا يزال في مقتبل العمر.

وقبل وفاته بزمن طويل اعترف به كأقوى مفكر في عصره وارتجت الجامعات بالجدل حول فلسفته. وقبل كثير من علماء اللاهوت وجهة نظره في أن العقائد الأساسية للدين المسيحي لا يمكن إثباتها بالعقل وأن التمييز بين الحقيقة الفلسفية والحقيقة الدينية كان واسع الانتشار في القرن الرابع عشر كما تنتشر اليوم المهادنة المفهومة ضمنا بين التحقيق العلمي والخدمة الكهنوتية الدينية. وفي أكسفورد تكونت مدرسة من أتباع أوكهام أطلقت على نفسها اسم "الحياة العصرية" (كما سمي أبيلارد مذهبه التصوري قبل ذلك بثلاثمائة عام) وسخرت من الواقعية الميتافيزيقية لسكوتوس أكويتاس. وكان انتصار العصريين بخاصة ساحقة في جامعات أوربا الوسطى فإن هس في راغ ولوثر في أرفورت كانا يتلقيان المذهب الاسمي وربما يعزى تمردهما إليه. وفي باريس منعت سلطات الجامعة (1139-40) تدريس آراء أوكهام ولكن كثيراً من تلاميذه وبعض الأساتذة هللوا له باعتباره حاملا للواء الفكر الحر وحدث أكثر من مرة أن تقاتلت الأحزاب المعارضة كما يحدث الآن، بالكلمات واللطمات في المقاهي أو في الشوارع. ولعل توماس أكمبس Thomas a Kemps أدان الفلسفة في كتاب "محاكاة المسيح" كرد فعل ضد آراء أوكهام وقد لعب أوكهام دوراً، وإن اقتصر على صوت، في تأليب الحكومة الوطنية ضد الكنيسة العالمية وقد أثرت دعوته إلى أن يكون رجال الدين فقراء في ويكليف كما أن هجماته على البابوية واستنصاره الدائم للإنجيل والمسيحية الأولى بدلا من الكنيسة مهدت لظهور لوثر الذي عده أوكهام من أعظم أساتذة فلسفة الكلام وأكثرهم عبقرية إذ عبر سلفا في مذهبه في الاختيار ومذهبه في الفردية عن الروح القوية لعصر النهضة ثم إن مذهبه في الشك انتقل إلى راموس ومونتيني وربما إلى أرازموس، ومذهبه وتحديده الذاتي للمعرفة بالأفكار رمز إلى بركلي كما أنه سبق "كانت" بمحاولته إنقاذ الإيمان عن طريق"العقل العملي" وعلى الرغم من أنه مثالي من الناحية الفلسفية فإن تأكيده أن الإحساس هو المصدر الوحيد للمعرفة جعله يتبوأ مكاناً مرموقا في موكب الفلسفة الإنجليزية التجريبية من روجر وفرانسيس بيكون من خلال هوبز ولوك وهيوم وميل ومن سبنسر إلى برتراند راسل. واقتحامه الطارئ لميدان العلم الطبيعي-وإدراكه لقانون القصور الذاتي ورأيه في العمل على بعد-حث المفكرين من جان بوريدان إلى إسحق نيوتن والنتيجة العامة شأنه في هذا شأن دونس سكوتوس، هو تقويض الغرض السياسي لفلسفة الكلام- وأن العقيدة المسيحية في القرون الوسطى يمكن إثباتها بالعقل وقد حافظت فلسفة الكلام حتى القرن السابع عشر، على وجود باهت بعد الموت ولكنها لم تسترد قوتها بعد هذه الصفعات.

ملخص حياته

وُلِدَ وليام في جنوبي إنجلترا، وانضم لأتباع المذهب الفرنسيسْكاني، وصار شخصية بارزة في ذلك المذهب الديني في النهاية. وقد درس في جامعة أكسفورد، ثم قام بتدريس علم اللاهوت فيها. وفي عام 1324م استدعاه البابا يوحنا الثاني والعشرون إلى أڤينيون بفرنسا للردّ على تُهم الهرطقة الموجهة إليه. وبقي في أفينيون لمدة أربع سنوات. وفي عام 1328م هرب من أڤينيون إلى حماية لويس إمبراطور بافاريا، وقد كان إمبراطورًا رومانيا، وعدواً للبابا. وقد عاش في ميونيخ بألمانيا ابتداءً من عام 1330م، حتى وفاته.

وليام من اوكام فيلسوف ولاهوتي إنكليزي. ولد في مدينة اوكام في جنوبي إنكلترة. وتوفي في مدينة مونيخ بألمانية. درس اللاهوت والفلسفة في جامعة أكسفورد، وانتظم في سلك رهبانية الفرنسيسكان. لكنه لم يحصل على درجة الأستاذية في اللاهوت.

استدعاه البابا يوحنا الثاني والعشرون إلى آفينيون (في فرنسة) لمساءلته عن الهرطقات التي نسبت إليه وذلك نحو سنة 1324. وظل في أفينيون لهذا الغرض مدة سنتين، ولم تصدر إدانة بحقه، غير أنه مُنع من مغادرة هذه المدينة. وحين سنحت له الفرصة هرب إلى إيطالية ثم انضم إلى الامبراطور لويس الرابع من باڤاريا (1287- 1347) المعارض للبابا.

ألف عدة كتب في الهجوم على البابا، منها: «سفر المئة يوم» يذكِّره فيها بالفقر لدى المسيح. كما فند آراءه حول «الرؤية الطوباوية» في كتاب بعنوان: «في عقائد البابا يوحنا الثاني والعشرين«. كما عدد في كتب أخرى أخطاء البابا المذكور، واتهمه بأنه مات هرطقياً. من جهة أخرى دافع عن تأصيل السلطة المدنية في شخص الامبراطور الذي يضطلع بدور الدفاع عن المؤمنين ومعاقبة الهراطقة، وزعم أوكام أن بوسع الامبراطور أن يحاكم البابا ويعزله إذا تهرطق أو ارتكب إثماً فاحشاً. بل أدت به نظريته السياسية إلى القول بإمكانية استلام امبراطور غير كاثوليكي للسلطة، وحكم المؤمنين. وذهب إلى أن التصرف في الشؤون الدنيوية ليس من شأن السلطة البابوية، بالاستناد إلى قول المسيح: «أعطوا ما لقيصر لقيصر...». وأكد أن الامبراطور يستمد سلطانه من الله بقرار من الشعب، وليس من البابا.

فكره الفلسفي

ويرى بعض المؤرخين أن أفكار أوكام السياسية معدودة في المصادر الأساسية للعلمانية الحديثة في الفصل بين الكنيسة والدولة. وأشهر مؤلفاته الفلسفية كتابه «مجموع كل المنطق» الذي عرض فيه المنطق الأرسطي وأدخل عليه تعديلات ظهرت في نظريته الاسمية Nominalism.

الاسمية

تقوم هذه النظرية على نفي وجود «الكليات» المجردة، واستبعد مشكلة الكليات عن مذهبه لكونها مجرد علاقات لغوية لا تستند إلى الحس والتجربة، وأعطى القيمة في منطقه للأفراد (الأشياء المشخصة). ورأى بأنه لا يمكن البرهان بالمنطق وحده على أي قضية تؤكد وجود كيانات غير الأفراد، أو «الجزئيات». والتعَرُّفُ على الأفراد لا يتم إلا بالتجربة. وقد ترتبت على هذه الأفكار قضية إخراج اللاهوت من دائرة العقل. لأن العقائد الدينية لا يمكن إخضاعها للبرهان والتجربة، ولو كانت كذلك لآمن بها الكافر والوثني، وهما يتمتعان بذكاء لا يقل عن ذكاء النصارى. وقد بين أوكام أن اللاهوت قائم على الوحي وم اقاله آباء الكنيسة، ولا مجال فيه إلا للتسليم.

Ontological parsimony

الفلسفة الطبيعية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نظرية المعرفة

In the theory of knowledge, Ockham rejected the scholastic theory of species, as unnecessary and not supported by experience, in favour of a theory of abstraction. This was an important development in late medieval epistemology. He also distinguished between intuitive and abstract cognition; intuitive cognition depends on the existence or non existence of the object, whereas abstractive cognition "abstracts" the object from the existence predicate. It is not yet decided among interpreters as to the role of these two types of cognitive activities.


النظرية السياسية

المنطق

ابتكر أوكام أسلوباً في النقد الفلسفي يعتمد على «الاقتصاد في الفكر». وقرر أن ما يسهل تحقيقه بأقل عدد من الفرضيات يغنينا عن الكثير منها. وما من حاجة تدعو إلى الإكثار من الكيانات التي تمتنع من الحصر بالحس والتجربة. مما أدى إلى استبعاد الكثير من الآراء في مجال الفلسفة والدين.

أما في مجال الأخلاق فقد أبرز أوكام حرية الإرادة لدى الإنسان ودورها الذي يفوق دور الفكر في جعله إنساناً. ورأى أن الخير هو ما رسمه الله للبشر، لأنه لا يريد بهم الشر أبداً ورفض من جهة أخرى أن يُقيد الإنسان وإرادة الله في الثواب والعقاب، لأن الإرادة الإلهية لا تخضع لشروط خارجة عن هذه الإرادة.

أعماله

The standard edition of his philosophical and theological works is William of Ockham, 1967-88. Opera philosophica et theologica. Gedeon Gál, et al., eds. 17 vols. St. Bonaventure, N. Y.: The Franciscan Institute. For his political works, all but the Dialogus have been edited in William of Ockham, 1940-97. H. S. Offler, et al., eds. 4 vols. Manchester: Manchester University Press [vols. 1-3]; Oxford: Oxford University Press [vol. 4].

كتاباته الفلسفية

  • Summa logicae (c. 1323), Paris 1448, Bologna 1498, Venice 1508, Oxford 1675.
  • Quaestiones in octo libros physicorum (before 1327), Rome 1637.
  • Summulae in octo libros physicorum (before 1327), Venice 1506.
  • Quodlibeta septem (before 1327), Paris 1487.
  • Expositio aurea super artem veterem Aristotelis, 1323.
  • Major summa logices, Venice 1521.
  • Quaestiones in quattuor libros sententiarum, Lyons, 1495.
  • Centilogium theologicum, Lyons 1495.

كتاباته الدينية

  • Questiones earumque decisiones, Lyons 1483.
  • Quodlibeta septem, Paris 1487, Strasbourg 1491.
  • Centilogium, Lyons 1494.
  • De sacramento altaris and De corpore christi, Strasbourg 1491, Venice 1516.
  • Tractatus de sacramento allans.

كتاباته السياسية

  • Opus nonaginta dierum (1332), Leuven 1481, Lyons 1495.
  • Dialogus* (begun in 1332) Paris 1476. Lyons 1495.
  • Super potestate summi pontificis octo quaestionum decisiones (1344).
  • Tractatus de dogmatibus Johannis XXII papae (1333-34).
  • Epistola ad fratres minores (1334).
  • De jurisdictione imperatoris in causis matrimonialibus, Heidelberg 1598.
  • Breviloquium de potestate tyrannica (1346).
  • De imperatorum et pontifcum potestate [also known as 'Defensorium'] (1348).

انظر أيضاً

المصادر

ببليوجرافيا

  • Adams, Marilyn (1987). William Ockham. Notre Dame: University of Notre Dame Press. ISBN 0268019401.
  • Beckmann, Jan (1992). Ockham-Bibliographie, 1900-1990. Hamburg: F. Meiner Verlag. ISBN 9783787311033.
  • Panaccio, Claude (2004). Ockham on Concepts. Aldershot: Ashgate. ISBN 9780754632283.
  • Spade, Paul (1999). The Cambridge Companion to Ockham. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 052158244X.
  • Knysh, George (1996). Political Ockhamism. Winnipeg: WCU Council of Learned Societies. ISBN 9781896637006.

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بوليام من أوكام، في معرفة الاقتباس.