ميشال شيحا


ميشال شيحا Michel Chiha (و. 1891 – ت. 29 ديسمبر 1954) مصرفي وسياسي وكاتب لبناني. ويعتبر إلى جانب شارل قرم وبترو طراد وعمر الداعوق أحد آباء الدستور اللبناني. وكان لأفكاره وأفعاله تأثير مهم في تشكيل لبنان الحديث.

ميشال شيحا
ميشال شيحا.jpg
ميشال شيحا
وُلِدَ1891
توفي29 ديسمبر 1954
المهنةمصرفي، سياسي، كاتب، وصحفي
العنواننائب في مجلس النواب اللبناني
الفترة1925 - 1929
الزوجمارغريت فيليب فرعون
الأنجال3 بنات: ميشلين (توفت في 1940)، ومادلين وماري كلار
الوالد(ان)
  • أنطوان شيحا (الأب)
الجوائزجائزة اللغة الفرنسية (1950)
التوقيع
Michel Chiha signature.jpg

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

الحياة المبكرة والتعليم

ولد ميشال شيحا عام 1891 في عائلة مسيحية من بمكين، في قضاء عاليه، في محافظة جبل لبنان. وكانت عائلته من الكلدو آشوريون، هاجرت في العصر الحديث من العراق.[1] كان والده أنطوان مصرفياً، وأسس عام 1876 بنك فرعون وشيحا في بيروت، بلبنان. وتنتمي والدته إلى عائلة آل فرعون الغنية ذات الحسب في بيروت.

بعد أن أنهى ميشال دراسته في جامعة القديس يوسف، انضم عام 1907 إلى شركة العائلة، وبنك فرعون وشيحا في بيروت. ولكن مع اندلاع الحرب العالمية الأولى والاحتلال العثماني لمنطقة جبل لبنان المتمتعة بالحكم الذاتي، غادر شيحا بيروت ليستقر في القاهرة، بمصر، عام 1915. وتابع هنالك دراسة القانون، كما بدأ هناك مع مجموعة من الأصدقاء مسيرته السياسية وطور وجهة نظره السياسية حول مستقبل لبنان.

وفي نهاية الحرب عاد إلى لبنان ليدير بنك العائلة. لكن بعد فترة وجيزة، منح الانتداب الفرنسي على لبنان الفرصة لتطبيق رؤيته للبنان. في عام 1919 ساهم في مجلة "المراجعة الفينيقية" (La Revue Phénicienne) التي أسسها شارل قرم في بيروت.[2]

الحياة الشخصية

رسالة من الوفد اللبناني بمؤتمر السلام بڤرساي إلى رئيس مجلس الوزراء الفرنسي ألكسندر ميلران، بتاريخ 20 أبريل 1920.

عقب توقيع معاهدة ڤرساي للسلام بين ألمانيا والحلفاء، قام الجنرال غورو، المندوب السامي على سوريا ولبنان بزيارة بيروت في 1 سبتمبر 1920، حيث أعلن إنشاء دولة لبنان الكبير، منشقاً عن سوريا العثمانية.

وفي 1 سبتمبر 1920، أُعلن لبنان الكبير من قبل المندوب السامي الفرنسي. وكان لميشال شيحا دور مهم في هذا الإعلان، لا سيما فيما يتعلق برسم حدودها وإنشاء مؤسساتها الأولى. وفي عام 1925، انتخب شيحا ممثلاً عن بيروت في مجلس النواب اللبناني. وخلال فترة ولايته التي انتهت عام 1929، كان له دور فعال في وضع الدستور اللبناني والنظام النقدي والمالية. أقام ميشال شيحا علاقات وثيقة مع روبرت دوكاكس الذي كان المساعد الأساسي للمفوض السامي الأول، هنري غورو. اضطلع دو كاكس منذ وصوله وحتى العام 1923 بدور ناشط جداً في مجال وضع قوانين الدولة اللبنانية الجديدة ومؤسساتها. ويمكن التأكيد أنه كان لمحادثاتهما الطويلة والمنتظمة حول مسألة لبنان التي تطرقا إليها من جوانبها المختلفة، بما فيها علاقة الجوارمع سوريا، أثر كبير لدى إعلان دولة لبنان الكبير ورسم حدودها وإنشاء مؤسساتها الأولى.[3]

 
كتاب لبنان في شخصيته وحضوره - لميشال شيحا (للمطالعة والتحميل انقر الصورة)

في 1925 انتخب نائباً عن مقعد بيروت للأقليات بعد فوزه على أيوب ثابت. كان ميشال شيحا عضواً في لجنة مؤلفة من 13 عضواً وهي لجنة اعداد القانون الأساسي التي كلّفت لاحقاً إعداد مسودة الدستور اللبناني.

في عام 1926، تزوج من ابنة خاله مارغريت فرعون، أخت هنري فرعون. وأنجبا ثلاث بنات، ميشلين ومادلين وماري كلير. وفي العام 1929، ترك ميشال شيحا كافة مسؤولياته السياسية، دون أن يتوقف عن الترويج لرؤيته للبنان.

في عام 1937، أسس مع مجموعة من الأصدقاء صحيفة «لوجور» الناطقة بالفرنسية. وكان ميشال شيحا يكتب يوميا افتتاحية الصحيفة، كاشفا عن آرائه ورؤيته السياسية، حتى وفاته عام 1954.[4] وخلال هذه الفترة بدأ بنشر القصائد والمقالات والمحاضرات باللغة الفرنسية. وفي عام 1940، شارك في تأسيس بورصة بيروت وأسس صحيفة باللغة الإنجليزية بإسم "إيسترن تايمز".

في عام 1943، أصبح صهره بشارة الخوري رئيساً للجمهورية اللبنانية المستقلة حديثاً. وعمل شيحا مستشاراً في عهد خوري (1943-1952).

وكانت القضية الفلسطينية من القضايا المهمة التي اهتمت بها حتى وفاته، خاصة بعد حرب 1948. وقام بدور نشط في الدفاع عن قضية فلسطين.

وتوفي في بيروت، لبنان، في 29 ديسمبر 1954.

الآراء السياسية

القضية الفلسطينية

ميقول ميشال شيحا في كتابه "فلسطين": "على الأقطار العربية أن تتذاكر أنها تجابه منظمة يهودية عالمية. وأن هذه المنظمة العالمية تضم اليهود على جميع جنسياتهم. فتبسط شباكها على المعمور قاطبة، ولها في الحكومات من النفوذ ما تستطيع. ثم ان لديها من الدعاوة وأساليب الدسائس أرهب الفنون. فما دامت الدولة اليهودية على حدّ ما أعلنتها الصهيونية، وما دامت دولة إسرائيل ماثلة في جميع الأمصار متفرعة، فيسير ان نتمثل الضغط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني الذي قد تمنى به البلدان العربية.

فان قوة إسرائيل العالمية التي تمثلها في تل أبيب حكومة دولة ذات سيادة، تجتمع كلها على البلدان العربية وعلى استعبادها الاقتصادي من أجل سيطرة سياسية آتية. إن من يأبى النظر في هذه الامور ينكر من الامور أرجحها، بل انه ينكر اليقين والحق الذي لا مريّة فيه. وما من ريب في أن الصهيونية قد تعترضها الاحداث، ولكن هذا هو تصميمها. فان كتب لهذا التصميم أن يتحقق كان فيه للأقطار العربية بدء هجرة شاملة، تكاد لا تخفى، أو بدء عبودية حقيقية. ويفجعنا أن نحلّ محلّ اليهود، على دروب البسيطة. فوجود دولة يهودية ذات سيادة على تخومنا كمثل انتقال ثلاثة ملايين يهودي من نيو يورك تنزل ههنا، وستة ملايين أخر تفد من لندن وباريس ومن كل ناحية. ليست المقاومة العربية أمراً لزاماً فحسب انها لأمر حيوي. ولسوف تضحي مع الزمن بالنسبة الى الشرق الأدنى، من اليابسة الآسيوية الى مصر، قضية حياة وموت، حقاً وواقعاً. فللدول الكبرى ان تصمد في لعبتها المزدوجة أو المثلثة أو أن تعمه في عماها. ولها أن تتجاهل صميم المشكلة حتى يقضي الله أمراً، وأن تنقاد للانتهازية أو هوى يذكيه المال اليهودي. نحن نعي ان في دفاعنا ههنا عن نفسنا، انما ندافع عن الدول الكبرى بالذات وأننا فوق كل شيء نذود عن العدالة التي لا تبور، بل عن السلام العالمي وقد اتاه النذير.[5]

 
غلاف كتاب فلسطين لميشال شيحا

وفي كتابه “لبنان في شخصيته وحضوره” الصادر عام 1962، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات ألقاها في أوقات متفاوتة، وإحداها بعنوان "عالم اليوم" يعود تاريخ القائها إلى 6 نوفمبر 1950، يقول شيحا: "لئن كان للإستعمار معنى، ومعنى للعنصرية، فإن إسرائيل هي بالتحديد الدولة الأشد عنصرية والأشد استعماراً على وجه الأرض، هذه الإسرائيل التي عادت إلينا، سياسياً، جاراً كانته لفينيقيا في غابر الأزمان، هذه الإسرائيل التي تتمدد وتسترسل من يستطيع إنكار طابعها العالمي ومقدار نفوذها (…) ما من أحد أكثر مني حذّر من مخاطر جوارهم (بني اسرائيل) الخطير". وفي محاضرة أخرى بتاريخ 17 ديسمبر 1951، أعطاها عنوان "لبنان في العالم/ الواقع والمرتجى"، يقول شيحا: "في الجنوب، هناك إسرائيل بدعة الأرض وواحدة من أغرب مغامرات العصر وأبعدها دوياً، إسرائيل ليست في الوقع بلداً كالبلدان، فمن يتاخمها يتاخم دولة عالمية نسيج وحدها، مشتلاً للعنصرية في صميمها، حيث المواطنية يرسم حدودها الدين، ويتاخم مختبراً بشرياً ومطامع مختلة تغلي أبداً وتفور، ففي جنوب لبنان وعلى عتبة بابنا بالذات، ينصب الجهد على تجربة سياسية ولا أغرب، ذلك أن إسرائيل إذ تصبح دولة تصبح عاصمة لليهودية جمعاء (…) حسبنا أن نتأمل ما لهذه الدولة المنافية للتاريخ من طابع فريد، حتى نبرز للعيان ما تثيره للبنان من هموم سياسية واقتصادية واجتماعية بات لا يجوز أن يجهلها اللبناني الواعي". ثم يتابع بما سيقوله هذه المرة استشرافا للمخاطر الإسرائيلية المحدقة بلبنان: "من جهتي، قلتُ وكتبتُ عشرات المرات ما أحسبه الحقيقة عن إسرائيل، فحذار حذار جارتنا الجديدة، لأن جارتنا الجديدة ستطالعنا بالأخطار على صنوفها، سواء أكانت تتقدم في خط مطامحها تقدماً ميسور الإطراد، أم كانت تعاني من الضيق، ونحن مهما عملنا، فلن نؤتى الراحة بعد اليوم، أو لن نؤتاها طويلة الأمد على الأقل، هذا ما ينبغي أن نجاهر اللبنانيين به، لأنه الحقيقة بعينها".

ويُضيف: "للحضور الإسرائيلي بالقرب منا، عواقب لا حد لها، تتناول مستقبلنا السياسي والإجتماعي والإقتصادي، ناهيك بعواقبه على الصعيد الدولي (…) وسواء كان الأمر أمر دفاع وطني أو صناعة أو تجارة أو زراعة أو مال، وسواء كانت الحدود موصدة أو مشرّعة، فكلها معضلات تجابهنا بحُكم جوار إسرائيل، لأن إسرائيل جعلت من التوطين الممنهج والإعمار الحثيث محوراً لسياسة احتلال وانبساط ومدى حيوي، فكلما زاد سكانها زاد ثقلها على الحدود، وباتت الحدود بحاجة لمزيد من الحماية".

ويتطرق لشرح الأخطار الإسرائيلية تجاه لبنان والمرتبطة بالتجارة والمال والإقتصاد إذ يقول: "إن استدعاء السكان إلى إسرائيل وحشدهم فيها هو (مشروع) عالمي مثلما هي عالمية، وهو عنصري مثلما هي عنصرية، إنه يتبدى في آن معاً، بتجنيد عسكري شامل، والجيش الذي يحمي إسرائيل قوامه يهود أجانب، تؤججهم مطامع أدهى من مطامع الغرب (…) وأما على الصعيد الإقتصادي، فإسرائيل لا يلين لها العيش دون صناعة ضخمة، فإذا هي صنّعت نفسها بما لديها من وسائل تقنية ومالية، اكتسحت جوراها بأسره وقضت على كل شيء، وإسرائيل لا تستطيع التنفس دون تجارة خارجية مكثفة، وتجارتها تستفيد من علاقات وصلات وحضور في العالم والأسواق، من استلافات شتى وتيسيرات، وأخالكم تدركون الأولويات والإمتيازات التي تنشأ وسوف تنشأ من وحدة متينة في المطامح والمصالح، وسوف تكون التجارة الإسرائيلية في شرق المتوسط تحدياً لا مناص منه، لكل المشروعات ولكل المرافىء ولكل التجارات والوكالات ولكل المهن التي تقتضي خدمة معينة". ويقول شيحا إن إسرائيل "بلد مدجج ويزداد تدججاً يوماً بعد يوم، إنه مشروع للمستقبل ينفث روح العنف والغزوات، إنه جموح مطامح يرد ذرائعه إلى تلك الأيام البُعاد، أيام داوود وسليمان، إنه خمسة عشر مليون نسمة يضرمون النار المقدسة أو هذا اللهب في معظم بلدان الأرض (…) وما دامت إسرائيل ماضية في نهجها هذا، فنهجها هذا معناه أنها تستبيح دمار الأرض في سبيل خلاصها". وتطرق لمستقبل لبنان بقوله: "يبدو مستقبل لبنان، حيال إسرائيل، مستقبلاً حالك الجوانب، ولنا ما يدعو حقاً إلى المخاوف، في السلم أو في الحرب على السواء، فإذا نحن لم نتعمق في تقليب المعضلة وفهمها، ولم يتعمق في تقليبها وفهمها الذين يصنعون المصير، فقد تتحقق يوماً كل مخاوفنا، حتى أبعدها خطراً، لعل في ذلك ضرباً من الغيب سره في ضمير الأنبياء".[6]

وكان قد علق ميشال شيحا مراراً وتكراراً على موضوع انشاء كيان اسرائيلي، ففي عام 1945 كان قد كتب:

"لا ينبغي لأي انشغال سياسي أن يصرف انتباهنا عن فلسطين! في الفناء الخلفي لمنزلنا، يتم حالياً تمرير أحد أكثر القضايا إيلاماً في هذا العالم."

وبالنسبة له، مثلت القضية الفلسطينة تهديداً مباشراً للبنان، كما كتب ميشال شيحا في ديسمبر 1947:

“(...) إن قرار تقسيم فلسطين عن طريق إنشاء الدولة اليهودية، هو أحد أخطر أخطاء السياسة العالمية. العواقب الأكثر إثارة للدهشة سوف تنجم عن أمرٍ يبدو صغيراً. كما أنه ليس من العار أن نقول إن هذا الأمر الصغير سيكون له دور في زعزعة العالم من أساسه.”

وفي مقالاته الافتتاحية، كانت قضية فلسطين تتكرر كثيراً. إذ يُصر ميشال شيحا بلا هوادة على المخاطر التي تهدد دولة لبنان الوليدة. ونجد في افتتاحياته العبارات التالية:

  • "لا توجد دولة أخرى تقوم بتجنيد سكانها بهذه الطريقة، من خلال منح الغرباء، أينما أتوا وفقط لأنهم يهود، الحق في أن يكونوا مواطنين!"
  • "ننسى في كثير من الأحيان أن دولة إسرائيل هي قضية عنصرية وطائفية".
  • "الخطأ فادح".
  • "يتم التعامل مع مستقبل فلسطين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي تماماً كما لو أن فلسطين غير مأهولة!"
  • "في غضون أشهر قليلة، سيصبح التعايش بين الطوائف في فلسطين مستحيلاً إلى الأبد".
  • "أمامنا خطر دائم، كراهية بلا نهاية."
  • "خطأ بهذا الحجم ارتكب في منتصف هذا القرن، وسيواجهه أحفادنا في منتصف القرن القادم".
  • "إسرائيل خميرة فاسدة تعتمل فيها ريحة فتنة."
  • "إسرائيل دولة منافية للتاريخ."
  • "الأمم المتحدة لا تفرض حدوداً وحواجز على ادعاءات إسرائيل ومطامعها."

كم أن نصاً من عام 1946 سيأخذ اليوم قيمة خاصة، بمعنى أنه يرتبط مباشرة بالأحداث الجارية:

"إن التدخلات الأمريكية في فلسطين تبدو بشكل متزايد وكأنها تتعامل مع مسألة أمريكية بحتة. ومن المؤسف أن شعب الولايات المتحدة، اليوم الأقوى في العالم، وسوف يتستر على مثل هذه المغامرة من وجهة نظره؛ إنهم يضعون أنفسهم في تناقض نهائي مع أقدس مبادئهم الأخلاقية والسياسية."

جنوب لبنان

تحت عنوان "الجنوب اللبناني" كتب ميشال شيحا في 1 يونيو 1944 مقالة أعيد إدراجها في كتابه المعروف "في السياسة الداخلية" الذ أصدرته دار "النهار" عام 2004، يقول شيحا: "مجرى المياه الصغير الذي ينساب متعرجاً عند أقدام خرائب الشقيف، الليطاني الأخضر المياه تحفُ به أشجار الدفلى، تلوي في نموها على لا شيء، هو شيء من الفرح يسيل في الوادي الضيق العابق في العطر، وعلى الجبل العاري تنتصب القلعة العتيقة كما في الأيام الخوالي، أو ينتصب ظلها، فالتاريخ في تلك الأصقاع مدرج في المشهد، وكل صخرة ذكرى وكل ضيعة مملكة". ويضيف: "لبنان الجنوبي لا نعرفه معرفة كافية، ولا نوليه حباً كافياً، وهو قد عانى مدة طويلة نوعاً من فقدان الحظوة، فكأنه قد تعب من ماضيه واعتزل العالم من تلقاء نفسه، وشيئاً فشيئاً وفي غضون ألف عام مضت، أخذنا ننساه، هذه الأرض التي هي لبنان الأزلي، هذا الإمتداد لجبلنا يصل بنا إلى منحنيات الجليل، هذه التخوم نفضي إليها من صور وصيدون ويتجاوب فيها إلى اليوم وقع خطى مقدسة (خطى السيد المسيح) لا بد لنا من العودة إليها بكل طاقاتنا الروحية، ذاك واجب على كل اللبنانيين ويزداد إلحاحاً في كل يوم". ويزيد: "ثغورنا الجنوبية تزداد أهميتها كل يوم ويترسخ موقعها الحيوي من بلادنا، والإستيطان (الإسرائيلي) الذي يتوق غيرنا إلى مباشرته فيها، نحن أولى بالشروع فيه، والبرتقال الذي يمكن استنباته فيها، نحن أولى بغرسه على طول ذاك الساحل الرائع، ومعه زراعات كثيرة تتقبلها تلك الأرض التي يحاصرها من المطامع (الإسرائيلية) ما نعلم". وفي ما يشبه الوصية المُبكّرة يختم شيحا: "لبنان عليه واجبات حيال الجنوب وحيال البقاع أيضاً، وكلاهما مهمل إلى حد لا يجوز قبوله (…) كرمى لمستقبل لبنان يجب على كل منّا أن يعلم هذا وأن يتذكره".[7]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مؤلفاته

  • الخواطر I وII
  • أفكار حول المتوسط
  • لبنان في شخصيته وحضوره
  • فلسطين
  • السياسة الداخلية
  • ترتيل كنسي يحمل أيضاً عنوان أقوال أحدية
  • منزل الحقول
  • في الاقتصاد اللبناني

ملاحظات

  1. ^ Kamal S. Salibi (2003). A House of Many Mansions: The History of Lebanon Reconsidered. I.B.Tauris. p. 179. ISBN 9781860649127.
  2. ^ Fawwaz Traboulsi (2012). A History of Modern Lebanon (2nd ed.). London: Pluto Press. p. 93. doi:10.2307/j.ctt183p4f5. ISBN 9780745332741.
  3. ^ "ميشال شيحا: سيرة حياته". مؤسسة ميشال شيحا.
  4. ^ Eyal Zisser (October 1995). "The Maronites, Lebanon and the State of Israel: Early Contacts". Middle Eastern Studies. 31 (4): 896. JSTOR 4283765.
  5. ^ "مقتطف من كتاب «فلسطين» لميشال شيحا: للمقاومة أسباب جلّى". الأخبار.
  6. ^ توفيق شومان. "ميشال شيحا ومنصور الرحباني.. الجنوب المُفتدى والخطر الإسرائيلي". 180 بوست.
  7. ^ "ميشال شيحا ومنصور الرحباني.. الجنوب المُفتدى والخطر الإسرائيلي". 180بوست.

وصلات خارجية