غارة بحيرة طبريا 1955

غارة بحيرة طبريا أو العملية أوراق الزيتون (بالعبرية: מבצע עלי זיתAlei Zayit) في 12 ديسمبر 1955: شنت القوات الإسرائيلية واحدة من أعنف الغارات داخل الأراضي السورية منذ نهاية حرب فلسطين 1948، بمسمى "العملية أوراق الزيتون". بدأت العمليات القتالية في اليوم السابق عندما أطلقت الزوراق الحربية الإسرائيلية في بحيرة طبريا النار على الأراضي السورية، فردت سوريا باستهداف أحد الزوارق وإصابته. وفي الساعات الأولى من يوم 12 ديسمبر قامت قوات إسرائيلية مدعمة بالمدرعات والطائرات والمدفعية بهجوم خاطف على مواقع وقرى سورية في منطقة البطيحة شمال شرق بحيرة طبريا. شارون قاد العملية من طائرة صغيرة حامت فوق منطقة المعركة.[1][2][3] قتل في الهجوم 49 سورياً، من بينهم 32 عسكرياً و12 مدنياً. بينما أعلنت إسرائيل مقتل 6 من جنودها. قوبل العداون باستنكار واسع في أنحاء العالم، وأدى إلى تجميد الولايات المتحدة لصفقة أسلحة مقترحة مع إسرائيل. دعت سوريا مجلس الأمن الدولي للانعقاد وطالبت بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة أو فرض عقوبات عليها. في 19 ديسمبر أصدر مجلس الأمن بالإجماع القرار 111 الذي أدان الانتهاك الإسرائيلي الصارخ لاتفاقية الهدنة وطالب إسرائيل باحترام القرارات السابقة القاضية بعدم جواز استخدام القوة في النزاعات الحدودية، مهدداً باتخاذ "إجرءات إضافية" في حال عدم امتثال إسرائيل. كما طالب القرار بتبادل فوري للأسرى بين سوريا وإسرائيل. في مارس 1956 تم تبادل 4 أسرى إسرائيليين محتجزين في سوريا منذ 1954 مقابل 41 أسيراً سورياً، من بينهم 30 أسروا خلال غارة طبريا.

الغارة على بحيرة طبريا
Operation Olive Leaves
جزء من العمليات الانتقامية الإسرائيلية
Davidi sharon.jpeg
آرييل شارون (القائد العام للعملية أوراق الزيتون، يتشاور مع أهارون داڤيدي (وسط)، قائد الكتيبة 771 مظليات احتياط، وقائد السرية يتسحاق بن مناحم (يمين)، الذي قـُتِل أثناء الغارة.
التاريخ10–11 ديسمبر 1955
الموقع
الشاطئ الشمالي الشرقي لـبحيرة طبريا (كينرت)
النتيجة نصر إسرائيلي
المتحاربون
إسرائيل إسرائيل سوريا سوريا
القادة والزعماء
آرييل شارون
رفائل إيتان
أهارون داڤيدي
مئير هار-زيون
يتسحاق بن مناحم 
الضحايا والخسائر
6 قتلى
10 جرحى
54 قتلى
30 أسير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

 
بحيرة طبرية والمنطقة المحيطة.

في أعقاب حرب 1948، رفضت سوريا التوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل لكنها لم توافق على وضع شروط للهدنة.[4] ترتيبات الهدنة، تم التوقيع عليها في 20 يوليو 1949[5] التي تنص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على الحدود بين إسرائيل وسوريا. سرعان ما نشأت النزاعات حول السيادة على المناطق منزوعة السلاح والتي أدت إلى اشتبكات حدودية متكررة وتوترات دائمة على الحدود.[6] بالرغم من حقيقة أن اتفاقية الهدنة قد رسمت خط فاصل بطول عشرة أمتار شرق البحيرة، وأن الحدود الدولية تمر عبر الأراضي الداخلية من الضفة الشرقية لبحيرة طبرية، والتي وضعت البحيرة بالكامل والمناطق المحيطة بها تحت السيادة الإسرايلية، إلى أن السوريون وضعوا مواقعهم العسكرية على الشريط الساحلية مباشرة، وكان السوريون يطلقون من وقت لآخر النيران على الصيادين الإسرائيليين على قبالة الشاطئ الشمالي الشرقي. علاوة على ذلك، كان هناك عدد من عدد من التجازوات الحدودية التي قام بها الصيادين والمزارين، الذين، تحت حماية المدافع السورية، واصلوا استخدام مياه البحيرة للصيد والري.[6] أرسلت زوارق الدورية الإسرائيلية لإنفاذ حقوق السيادة الإسرائيلية والتي كانت تطلق النيران على المرابض السورية شرق الشريط الساحلي. في اليوم السابق للعملية، أطلق السوريون النار على زورق شرطة إسرائيلي قبالة الساحل الشمالي الغربي للبحيرة.[6][1][3]

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب مؤخراً ديڤيد بن گوريون أن الرد كان أمراً محتماً، وأمر بعملية واسعة النطاق لتدمير مرابض المدافع السورية على إمتداد الشريط الساحلي رداً على "فترة طويلة من الأعمال الاستفزازية وإطلاق النار الموسع من الجانب السوري". بالإضافة إلى ذلك، أمل الإسرائيليون أخذ أسرى سوريين ليتمكنوا من مبادلتهم بالأسرى الإسرائليين الأربعة الذين تحتجزهم سوريا تحت ظروف وحشية وغير إنسانية.[7][8][9] أسندت قيادة العملية لآريل شارون.[10] كان وزير الخارجية موشي شاريط في الولايات المتحدة لمناقشة صفقة أسلحة محتملة في ذلك الوقت.[11]


المعركة

في مساء 11-12 ديسمبر 1955 بدأت العملية. في أعقاب قصف بالمدفعية والهاون على المواقع السورية، قام بالهجوم عناصر من كتيبة المظليين رقم 890، مدعمة بوحدات من كتيبة المظليين رقم 771 تحت قيادة أهارون ديڤي بالإضافة إلى وحدات من لوائي ناحال وگيڤاتي. تضمنت العملية المعقدة هجوم عمودين من الشمال والجنوب، وتضمن أفرد من المشاة وعربات مدرعة، فضلاً عن هجوم برمائي قامت به قوات عبر البحيرة عن طريق الزوارق. أدار شارون العملية من طائرة صغيرة تحلق فوق أرض المعركة.[1][2][3] أغارت القوات المجمعة على المرابض السورية على إمتداد الشريط السالي الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية شمال كيبوتز عين گـِڤ حتى مصب نهر الأردن، ودمرت جميع مرابض المدفعية التي قامت بمهاجمتها. خسر السوريون 54 قتيل وأُسر 30 جندي سوري. خسر الإسرائيليون ستة جنود، وأصيب عشرة آخرين. كان من بينهم قائد الفرقة إسحاق بن مناحم، الجندي الإسرائيلي المرموق وبطل حرب الاستقلال الإسرائيلية[12] الذي قتل بقنبلة يدوية سورية أثناء الهجوم على المواقع السورية بالقرب من عكيب.[13]

التبعات

على الرغم من نجاحها العسكري، كانت التداعيات العسكرية التالية للعملية فورية. أثارت العملية انتقاد الأمم المتحدة[14] وأسفرت عن تأجيل طلب الأسلحة الذي تقدم به وزير الخارجية موشيه شاريط (قررت الحكومة الأمريكية الموافقة على الصفقة عند بداية الخجوم، لكنها تراجعت بعد وصول الأخبار). كما أنهت احتمالية تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية المباشرة في الوقت الراهن.[15] شاريط نفسه غضب عند سماعها بالعملية. من الولايات المتحدة، أرسل برقية شديدة اللهجة لبن گوريون يعلن فيها اعتراضه، وخلص إلى التشكيك في إذا ما كان هناك حكومة واحدة في إسرائيل، أو إذا كان لها سياستها الخاصة، أو إذا كانت سياستها تخرب أهدافها الخاصة. كما عبر شاريط عن شكه لأبا إبان بأن بن گوريون تعمد بإصدار أوامره بالهجوم بأن يفقده انتصاره الشخصي في طلب الأسلحة.

بعد عودته للوطن، وبخ شاريط السكرتير العسكري بن گوريون لدى استقباله إياه في المطار، واصفاً إياه بالخيانة.


يقول بعض الإسرائيليين أن العملية كانت ناجحة تكتيكياً وحققت هدفين هامين. الأول، أنها تركت انطباعاً لدى السوريين بمدى القوة التي يمكن للإسرائيليين بذلها إذا ما إستـُفِزوا. ويذهب أولئك للتكهن أن عدم تدخل سوريا عسكرياً لمناصرة مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها كان نتيجة لعملية أوراق الزيتون.[2] ثانياً، استيلاء إسرائيل على العديد من الجنود السوريين أثناء الغارة سهـّل اطلاق سراح أربع إسرائيليين تسللوا إلى سوريا قبل ذلك. وفي 29 مارس 1956، تم تنفيذ تبادل للأسرى وعاد الإسرائيليين الأربعة بعد أسر استمر خمسة عشر شهراً في سوريا.[16][8]

الهامش

  1. ^ أ ب ت Almog, Orna: Britain, Israel and the United States, 1955-1958: Beyond Suez
  2. ^ أ ب ت P. R. Kumaraswamy, The A to Z of the Arab-Israeli conflict, Scarcrow Press, Inc. (2006) p. 146
  3. ^ أ ب ت Tyler, Patrick: Fortress Israel: The Inside Story of the Military Elite Who Run the Country--and Why They Can't Make Peace
  4. ^ P. R. Kumaraswamy, The A to Z of the Arab-Israeli conflict, Scarcrow Press, Inc. (2006) p. 30
  5. ^ Walter Eytan, The First Ten Years, Simon & Schuster (1958), p. 44
  6. ^ أ ب ت "Arab-Israeli wars: 60 years of conflict". ABC-CLIO History and the Headlines.
  7. ^ Ze'evi Derori, Israel's reprisal policy, 1953–1956: the dynamics of military retaliation, Frank Cass (2005), p. 157
  8. ^ أ ب Ephraim Kahana, Historical dictionary of Israeli intelligence, (Scarecrow 2006) pp. 118–119
  9. ^ Bar-Zohar, Michael (1998). Lionhearts: Heroes of Israel. Warner Books. p. 187.
  10. ^ Derori (2005), p. 159
  11. ^ David Vital, Abraham Ben-Zvi, Aaron S. Klieman, Global Politics: essays in honor of David Vital (Frank Cass, 2001) p. 182
  12. ^ paratroopers, Jewish Virtual Library
  13. ^ Derori (2005), p. 163
  14. ^ Mordechai Naor, The Twentieth Century In Eretz Israel, Konemann (1996) p. 323
  15. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Shlaim
  16. ^ Naor, p. 328