معركة سجن أريحا

معركة سجن أريحا (بالعبرية: מבצע הבאת ביכורים‎) هي هجوم شنه الجيش الإسرائيلي في 14 مارس 2006 على سجن تابع للسلطة الفلسطينية في أريحا. حيث كان يضم عدد من السجناء المطلوبين من قبل إسرائيل، ويشرف على مراقبة سجنهم حراس بريطانيين وأمريكان. وفي أوائل 2006، أعلنت حكومة حماس المنتخبة حديثاً أنها تنوي إطلاق سراح السجناء.[4]

معركة سجن أريحا
جزء من القضية الفلسطينية
H-bikurim01.jpg
التاريخ14 مارس 2006
الموقع
المتحاربون
Flag of إسرائيل إسرائيل (الجيش الإسرائيلي) السلطة الوطنية الفلسطينية السلطة الفلسطينية
القادة والزعماء
إسرائيل يائير نافيه السلطة الوطنية الفلسطينية أحمد سعدات
القوى
1,000 جندي[1] 200 سجين وحارس[2]
الضحايا والخسائر
None[3] 2 شهيد
28 جريح
اعتقال العديد منهم[3][4]

وفي 14 مارس، غادر المراقبون، وقام الجيش الإسرائيلي بمداهمة السجن. وقاوم السجناء لمدة عشر ساعات وبعدها جرى القبض عليهم. تلا ذلك سلسلة من أعمال الشغب واختطاف الأجانب في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.[5]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في عام 2001، ورداً على اغتيال الأمين العام لـ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى، قامت المنظمة بقيادة أحمد سعدات، باغتيال الوزير الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي.[6] كما اشتبهت إسرائيل في أن فؤاد الشوبكي هو العقل المدبر لقضية السفينة كارينه في 2002. وجرى احتجاز سعدات والشوبكي وأربعة فلسطينيين آخرين، بمن فيهم الرجل الذي أطلق النار على زئيفي، في سجن أريحا تحت إشراف حراس بريطانيين وأمريكيين بموجب صفقة تم التوصل إليها بين الرئيس الأمريكي، جورج دبليو بوش و رئيس الوزراء الإسرائيلي، آرييل شارون، في إبريل 2002. وبموجب الاتفاق نقل الأسرى من المقاطعة التابعة لـياسر عرفات في رام الله، حيث كانوا يختبئون أثناء عملية الدرع الواقي في إبريل 2002.[2]أعضاء الخلية الأربعة الذين شاركوا بفعالية في اغتيال زئيفي هم حمدي قرعان، الذي اطلق النار، وباسل الأسمر، ومجدي الريماوي وعاهد أبو غلمة. وفي محاكمة عسكرية سريعة في رام الله، برئاسة العميد ربحي عرفات، حكم عليهم بالأشغال الشاقة. إذ حكم على حمدي قرعان بالسجن 18 عاما، وعلى الأسمر 12 عاما، وعلى الريماوي بثمانية أعوام، وعلى عاهد أبو غلمة بالسجن عاما واحدا. ولم يقدم سعدات للمحاكمة، لكنه ظل رهن الاحتجاز. وكان السجن يقع بجوار مبنى حكومة السلطة الفلسطينية.[3]وعارض اليمينيون الإسرائيليون الصفقة، قائلين إنها سمحت للقاتل بالإفلات من العدالة، بينما عارض الفلسطينيون سجن زعيم كبير خضوعاً لضغط إسرائيلي.[2]

وفي الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2006، تم انتخاب أحمد سعدات لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني. وأعلنت حكومة حماس المنتخبة حديثاً عن نيتها إطلاق سراح المقومين الذين قتلوا زئيفي. وصرح زعيم حماس خالد مشعل لصحيفة "كل العرب" بأن حكومته ستنظر بشكل إيجابي إلى إطلاق سراح سعدات، وقال "ترفض حماس سجن الفلسطينيين في سجون السلطة الفلسطينية، وخاصة تلك الخاضعة للإشراف الأمريكي والبريطاني، كما هو الحال في سجن أريحا، وبالتالي فإن إطلاق سراحهم سيكون على رأس أولويات حكومتنا الجديدة، ومن الطبيعي أن نبدأ عملية إطلاق سراحهم لتعزيز موقفنا لذلك نحن سيكون بمقدورها العمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين في السجون الإسرائيلية". فيما قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: "لا أرى مشكلة في إطلاق سراحه [سعدات]، لكن الحكومة الإسرائيلية تهدد بقتله - ومن سيتحمل إذن إذا قُتل أو أصيب؟ إذ كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مستعدة لتحمل المسؤولية، فليس لدي أي اعتراض - سأطلق سراحه؛ وسيتحمل هو والجبهة العواقب. لأنه في اللحظة التي يغادر فيها السجن، ستقتله طائرة أپاتشي".[7]

فيما أعلن آفي ديختر، رئيس الشين بيت السابق والمرشح لمنصب وزير الدفاع عن حزب كاديما، قائلاً "أوصي السلطة الفلسطينية بعدم القيام بذلك". "أطلقوا سراح هؤلاء الرجال، لكن أقسم أن هؤلاء سيكونون إما في السجن أو في القبر، ليس هناك خيار آخر لهم"، وأضاف "كان بإمكان إسرائيل أن ترسل طائرة إف-16 لاستهداف السجن، لكننا لا ترغب في إيذاء الأبرياء".[8] وفي 8 مارس، أرسل القنصلان العامان الأمريكي والبريطاني في القدس رسالة إلى محمود عباس، يحذران فيها من أن فريق المراقبة، المكون من أربعة عشر رجلاً، سيتم سحبه من أريحا إذا لم يتحسن الوضع الأمني المراقبين.[9]في حين أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، تعليماته للجيش الإسرائيلي بوضع خطة لاعتقال سعدات،[10]وبدأ الجيش الإسرائيلي بالتخطيط لاحتمال أن يُطلب منه التحرك.[3]


الغارة والحصار

في 14 مارس، أخبر المراقبون السلطات الفلسطينية في السجن أنهم يقومون بإصلاح سيارتهم. وتوجهوا مباشرة نحو نقطة التفتيش الإسرائيلية على طريق الخروج من أريحا.[11] وفي حوالي الساعة 9:00 صباحاً، رصد جنود الاحتلال المتمركزون على الحاجز، المراقبين وهم يغادرون المدينة. وبعدها مباشرةً، توافدت القوات الخاصة، المدعومة بالدبابات، الى السجن لإجبار المطلوبين على الخروج.[3]وفي حوالي الساعة 9:30 صباحاً، كان حوالي 100 جندي إسرائيلي يحاصرون السجن.[4]واستمرت القوات بالتوافد حتى أصبح عدد القوة الاسرائيلية حوالي 1000 جندي من فرقة مدرعة.[1][11] وذكرت التقارير الواردة من مكان الحادث أن 50 سيارة جيب وثلاث دبابات وجرافة مدرعة توغلت في أريحا، مع تحليق مروحيتين في سماء المنطقة.[5]فيما كان هنالك ما مجموعه 200 سجين وحارس في السجن.[2]

وقال ضابط كبير في جيش الدفاع الإسرائيلي للصحفيين على مشارف أريحا: "نريد إخراجهم أحياء، لكن إذا شكلوا خطراً علينا، فلن نتردد في قتلهم. ولن نوافق على أي تغيير في وضع سجن أحمد سعدات". وسيطر بعض السجناء على مستودع أسلحة في السجن، وحاصرت القوات الإسرائيلية المبنى بينما هدمت الجرافات الجدران المجاورة وأطلقت المروحيات الصواريخ في محاولة لتحويل السجن إلى "طنجرة ضغط".[3]ودعا الإسرائيليون جميع الفلسطينيين إلى الخروج من المجمع. وخرج كثيرونمنهم ، بمن فيهم رجال الأمن والسجناء، الذين جردوا من ملابسهم بعدما أمرهم بذلك الإسرائيليون.[4] وقال سعدات لتلفزيون الجزيرة في مقابلة هاتفية من السجن إن "خيارنا هو القتال أو الموت، ولن نستسلم".[4] وأضاف "لن نستسلم، سنواجه مصيرنا بشجاعة".[3] لكن ومع حلول الليل، أمر رجاله بإلقاء أسلحتهم والاستسلام.[3] وبعد الساعة 19:00 بقليل، أعلن رئيس القيادة المركزية الإسرائيلية، اللواء يائير نافيه، أن الرجال المطلوبين والعديد من المسلحين الآخرين في السجن قد استسلموا.[4]واستسلم الستة، وتم استجوابهم من قبل مسؤولي الأمن في مجمع السجن بعد تجريدهم من ملابسهم الداخلية. كما اعتقل الجيش الإسرائيلي أيضاً 67 فلسطينيًا آخرين كانوا لا يزالون مختبئين داخل المجمع.[3]

وخلال اليوم، قام شبان فلسطينيون بإلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية التي أغلقت عدة بنايات حول المجمع. وقام فتيان من مدرسة هشام بن عبد الملك القريبة بإلقاء الحجارة على سيارات جيب تابعة للجيش الإسرائيلي من على بعد بناية واحدة، ثم هربوا عبر بساتين أشجار الفاكهة فقام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار وأصاب طالب جامعي وطفل.[12] كما اشتبك ضباط أمن السلطة الفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي. وقُتل اثنان منهما خلال القتال، وأصيب 28 آخرون. ولم يتكبد جيش الدفاع الإسرائيلي أي خسائر في الأرواح. كما هُدم ثلث المجمع الذي يتواجد به السجن بفعل الجرافات التابعة للجيش الإسرائيلي.[3][4]وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم نقل 182 شخصاً من السجن ويجري استجوابهم، من بينهم 26 جريحاً. وبقي في المجمع ما بين ثلاثين وثمانين شخصاً.[5]

الاحتجاجات

وأعقب الهجوم الإسرائيلي موجة من الاضطرابات التي قام بها الفلسطينية. واختطف مسلحون مدير الصليب الأحمر الدولي في غزة، كما جرى اختطاف مواطنين من فرنسا وكوريا من فندق في غزة، وقُتل أحدهم برصاص قوات الأمن. كما جرى إحراق المركز الثقافي التابع للمجلس الثقافي البريطاني في غزة وجرى اقتحام مجمع الاتحاد الأوروبي. وأغلق المعبر الحدودي بين غزة ومصر طوال اليوم بعد انسحاب المراقبين الأوروبيين بسبب تهديدات أمنية. كما احتجز المسلحون، لمدة قصيرة، مدرساً أمريكياً في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، كذلك احتجز مدرسين من أستراليا في شمال غزة لمدة ساعتين قبل إطلاق سراحهم. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى في مدينة غزة، تحذيراً للرعايا الأمريكيين والبريطانيين، وطالبتهم بمغادرة الأراضي الفلسطينية على الفور. كما تظاهر مئات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ضد الهجوم الإسرائيلية وتواطؤ الحكومات الغربية.[5] وطالب بعض الخاطفين الجيش بوقف عمليته في أريحا وهددوا بإيذاء أسراهم. وقال أحد الخاطفين في نابلس:"إذا لم تتوقف العملية فسنعدم الأسرى".[13]

ونظم نحو 15 ألف فلسطيني مسيرة احتجاجية في مدينة غزة، وتعهد المسلحون بتجدد الهجمات ضد إسرائيل. وفي نابلس، ردد المئات شعارات مناهضة لمحمود عباس خلال مظاهرة.[14]وأغلق معظم أصحاب الأعمال في قطاع غزة متاجرهم احتجاجاً على العملية، وبدأوا إضراباً عاماً. وأصدرت جميع التنظيمات الفلسطينية المسلحة، باستثناء كتائب القسام التابعة لحماس، بيانات هددت فيها بإيذاء إسرائيل إذا لم توقف العملية. وفي هذه الأثناء، قررت مصلحة السجون الإسرائيلية رفع مستوى التأهب في جميع السجون الإسرائيلية التي يُحتجز فيها السجناء الأمنيون الفلسطينيون. وطلب من جميع حراس السجن أن يكونوا في حالة تأهب قصوى لسلوك السجناء من أجل منع أي مخطط لأعمال شغب.[13]

ردود الفعل

الإسرائيلية

قال القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، "نحن فخورون بأننا فرضنا العدالة على هؤلاء القتلة"، وأن الفلسطينيين الذين تم أسرهم "سيتم توجيه الاتهام إليهم وفقًا للقانون الإسرائيلي، وسيعاقبون كما يستحقون".[15] وقال أيضا: "يا رحبعام زئيفي، إسرائيل أعادت لك كرامتك بالعملية التي نفذناها بالأمس".[16][3]وقال مسؤولون إسرائيليون إن نقاط العبور، التي كانت مغلقة بالفعل بمناسبة عطلة اليهودية، ستظل مغلقة لبضعة أيام على الأقل.[17] وصرح نجل زئيفي، بالماح زئيفي، إنه "على مدى أربع سنوات جلس القتلة على بعد نصف ساعة من القدس ولم نقم بتصفية الحساب معهم، لكن الأمور اليوم تغيرت"، لكنه وصف تصرفات أولمرت بأنها "الانتهازية المخادعة". وقال رئيس حزب اسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان: "أبارك إسرائيل لاتخاذها هذه الخطوة، إن هذه الإجراءات صحيحة ومشرفة". وادعى أن إسرائيل لم يكن أمامها خيار سوى دخول السجن، للرد على تصريحات السلطة الفلسطينية بأنها تخطط لإطلاق سراح الرجال، وأضاف "لا أفهم لماذا يحتاجون إلى فرض حصار على السجن نحن بحاجة إلى إغلاقه بالكامل.، يجب تدمره دون أن نترك حجراً على حجر".[18] وحمل شمعون بيريز من حزب كديما حماس المسؤولية عن العملية، قائلا إن "حماس مسؤولة عن أحداث أريحا لأنها قررت خرق الاتفاقات المتعلقة بموضوع قتلة زئيفي وإطلاق سراحهم". وأشار اليساريون الإسرائيليون إلى أن قرار أولمرت بشن العملية له علاقة بـ الانتخابات الإسرائيلية 2006 المقبلة. وقال عضو الكنيست زهافا غال-أون من ميرتس-ياحاد إنه في حين أن قتلة زئيفي هم "قتلة مثيرون للاشمئزاز ويجب أن يبقوا خلف القضبان"، إلا أن العملية "تحمل رائحة الانتخابات". وقال غوش شالوم إن العملية كانت تهدف إلى جذب الناخبين اليمينيين إلى كديما. وقال عضو الكنيست العربي الإسرائيلي عزمي بشارة: "إن الأمر يشبه نشاط العصابات وأسلوب عمل "مطلوب حياً أو ميتاً". والمعنى الوحيد لذلك هو أنه إذا لم يدافع الشعب الفلسطيني عن نفسه ومؤسساته ومجتمعه، فإن قادة إسرائيل ستفعل ما يحلو لها".[19] وقال عضو الكنيست عنراعام-تعال، أحمد الطيبي إن "كديما وقادته يستخدمون الدم الفلسطيني كمدخل لنجاحهم في الانتخابات".[18]

الفلسطينية

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية خلال الحصار إن "عملية قوات الاحتلال تعد تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للاتفاقيات بشأن الأسرى الفلسطينيين مع إسرائيل. ونحذر ضد أي مساس بسعدات، ونحن نرى العملية الإسرائيلية في إطار الانتخابات في إسرائيل، وهذا أمر غير مقبول لنا وللشعب الفلسطيني، فهذه العمليات لن تخيف الشعب الفلسطيني ولن تملي الاستسلام للمحتلين. وندعو جميع الأطراف إلى التصرف بمسؤولية لوقف هذه العملية في أريحا ومنع المزيد من التدهور".[20] و قال محمود الزهار: "يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يفوز في الانتخابات بين الإسرائيليين دون أن يغمس يديه في دماء الفلسطينيين".[بحاجة لمصدر]

ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الغارة بأنها "جريمة لا تغتفر" وأشار إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة نسقتا انسحابهما حتى تتمكن إسرائيل من إرسال دبابات بمجرد مغادرة المراقبين. وسأل: "أنا أعطي الحقائق. لقد غادروا [المراقبون] في الساعة 9.20 صباحاً وجاء الإسرائيليون في الساعة 9.30 صباحاً. كيف يمكننا تفسير ذلك؟".[21]وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن "هذه كانت ضربة قاسية للسلطة الفلسطينية ولأبو مازن شخصياً".[14]وصرح سفيان أبو زائدة، وزير الأسرى الفلسطينيبأن العملية "كانت تهدف إلى أن تظهر للفلسطينيين ما يمكن للإسرائيليين أن يفعلوه، وأن تظهر لحكومة حماس ما سيحدث: لا اتفاقات، لا تعاون ولا تنسيق، فقط القوة".[17] وقال عضو بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "سنرد وسنرد بقسوة سواء أصيب سعدات أم لا". وقالت خالدة جرار، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن "سعدات كان الورقة الرابحة لأولمرت في الانتخابات، ونطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته ومسؤولياته، تجاه الشعب الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال".[22]

الأمريكية والبريطانية

ألقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير باللوم على السلطة الفلسطينية للتسبب بالهجوم ونتائجه، وقال لمجلس العموم أنه حذر عباس شخصياً من أنه سيتم سحب المراقبين البريطانيين، ما لم يتم الوفاء بالاتفاقات الأمنية. وعدم التزام الجانب الفلسطيني".[14]وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: "لقد ظللنا نقول للفلسطينيين من فضلكم، من فضلكم، من فضلكم تحسين الأمن وضمان مراعاة شروط اتفاق رام الله وضمان أمن موظفينا." وفي صباح يوم 14 مارس، قدم لمجلس العموم بياناً مكتوباً ذكر فيه أن السلطة الفلسطينية "فشلت باستمرار في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية رام الله" ونتيجة لذلك فإن الحكومة البريطانية "أنهت مشاركتنا في المهمة اليوم".[23] وفيما يتعلق بإشعال النار في المجلس الثقافي البريطاني في مدينة غزة والتقارير عن اختطاف أجانب، قال سترو "يجب أن أؤكد إدانة الحكومة لأعمال العنف المروعة، فهي غير مبررة على الإطلاق".[24]

وقال مسؤولون إسرائيليون إن البريطانيين أبلغوهم يوم الجمعة أنهم سيسحبون فريق المراقبة لكنهم لم يحددوا الموعد. وقال مسؤولون أمريكيون إنه تم إخطار الإسرائيليين والفلسطينيين مع مغادرة الحراس البريطانيين الثلاثة الذين كانوا في الخدمة في ذلك الوقت. وقال ستيوارت تاتل، المتحدث باسم السفارة الأمريكية في تل أبيب، إن "قرار الانسحاب تم اتخاذه بشكل مستقل وليس بالتنسيق مع الإسرائيليين".[12] وقال مسؤولون أمريكيون كبار إنه ليس لديهم خيار سوى التخلي عن المنشأة، رغم إدراكهم أنها قد تقوض السلطة الفلسطينية، وأنهم لم يعلنوا عن مخاوفهم لأنهم يعتقدون أن الدعاية كانت ستجعل الأفراد الأمريكيين والبريطانيين أهدافاً للهجمات. وقال مسؤول كبير في الإدارة: "هذا هو الثمن الذي ندفعه، مسؤوليتنا الأولى هي سلامة المراقبين الأمريكيين والبريطانيين". ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية آدم إيريلي أي تنسيق مع إسرائيل، وقال: "إن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة وتتجاهل الحقائق بكل صراحة".[25]

المصادر

  1. ^ أ ب Associated Press (2006-06-22). "Jailed PFLP leader sues British gov't over abandoning Jericho prison". Haaretz. Retrieved 2009-03-21.
  2. ^ أ ب ت ث "Palestinian militants surrender at jail". NBC News. Associated Press. 2006-03-14. Archived from the original on 2016-03-05. Retrieved 2009-03-21.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Katz, Yaakov; Margot Dudkevitch (2006-03-14). "Sa'adat, Ze'evi assassins surrender to IDF forces". The Jerusalem Post. Archived from the original on 2020-02-27. Retrieved 2009-03-21.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Erlanger, Steven; Greg Myre (2006-03-15). "Israelis Seize 6 in Raid on Prison in the West Bank". The New York Times. ISSN 0362-4331. Archived from the original on 2016-06-04. Retrieved 2009-03-21.
  5. ^ أ ب ت ث "West Bank jail raid sparks chaos". BBC. 2006-03-14. Archived from the original on 2008-12-19. Retrieved 2009-03-21.
  6. ^ Bennet, James (2001-10-16). "Right-Wing Israeli Minister Is Killed". The New York Times. Archived from the original on 2015-02-18. Retrieved 2014-12-16.
  7. ^ Benhorin, Yitzhak (2006-02-25). "Abbas: I may resign". Ynetnews. Retrieved 2009-03-21.[dead link]
  8. ^ Chason, Miri (2006-02-27). "Dichter: Zeevi's killers in jail or in grave". Ynetnews. Retrieved 2009-03-21.[dead link]
  9. ^ "Riot in Jericho prison preceded monitors' exodus". The Jerusalem Post | JPost.com (in الإنجليزية الأمريكية). 2006-03-22. Archived from the original on 2023-11-27. Retrieved 2023-11-27.
  10. ^ Waked, Ali (2006-03-14). "IDF to Zeevi killers: Surrender or die". Ynetnews. Retrieved 2009-03-21.[dead link]
  11. ^ أ ب McGreal, Chris (2006-03-15). "A sudden exit, a jail is stormed - and Israel's long wait is over". The Guardian. Archived from the original on 2013-08-30. Retrieved 2009-03-21.
  12. ^ أ ب Wilson, Scott (2006-03-15). "Palestinians Captured in Israeli Raid On Prison". The Washington Post. Archived from the original on 2008-10-12. Retrieved 2009-03-21.
  13. ^ أ ب Waked, Ali (2006-03-14). "PA: 17 foreign nationals kidnapped". Ynetnews. Retrieved 2009-03-21.[dead link]
  14. ^ أ ب ت Sturcke, James (2006-03-15). "Blair defends withdrawal of monitors from Jericho jail". The Guardian. Archived from the original on 2013-08-30. Retrieved 2009-03-21.
  15. ^ Myre, Greg (2006-03-15). "Abbas calls prison raid 'ugly crime'". New York Times. Retrieved 2009-03-21.
  16. ^ Nahmias, Roee (2006-03-15). "Abbas on Jericho siege: 'Unforgivable crime'". Ynetnews. Archived from the original on 2007-12-09. Retrieved 2009-03-21.
  17. ^ أ ب Myre, Greg (2006-03-16). "Israel and Palestinians Trade Angry Barbs on Prison Raid". The New York Times. Archived from the original on 2012-11-07. Retrieved 2009-03-21.
  18. ^ أ ب Lazaroff, Tovah (2006-03-14). "Ze'evi's son: It was an unsettled account". The Jerusalem Post. Archived from the original on 2011-09-16. Retrieved 2009-03-21.
  19. ^ Somfalvi, Attila (2006-03-14). "Leftists: Jericho raid - Kadima campaign ad". Ynetnews. Retrieved 2009-03-21.
  20. ^ Waked, Ali (2006-03-14). "Hamas warns against hurting Zeevi's killers". Ynetnews. Retrieved 2009-03-21.[dead link]
  21. ^ McGreal, Chris (2006-03-15). "We warned of prison attack, says Israel". The Guardian. Archived from the original on 2013-08-30. Retrieved 2009-03-21.
  22. ^ Waked, Ali (2006-03-14). "Popular Front: Israel will pay dearly". Ynetnews. Archived from the original on 2007-11-13. Retrieved 2009-03-21.
  23. ^ Conger, George (2006-03-14). "Straw defends Jericho withdrawal". The Jerusalem Post. Archived from the original on 2011-09-16. Retrieved 2009-03-21.
  24. ^ Smith, Jon (2006-03-14). "Straw condemns 'appalling' Jericho violence". The Independent. Retrieved 2009-03-21.[dead link]
  25. ^ Kessler, Glenn (2006-03-15). "U.S. Denies Coordination With Israel". The Washington Post. pp. A15. ISSN 0740-5421. Archived from the original on 2012-11-07. Retrieved 2009-03-21.

وصلات خارجية