الحرب الأهلية الأمريكية

الحرب الأهلية الأمريكية
American Civil War
American Civil War Montage 2.jpg
أعلى اليسار: روزكرانز في نهر ستونز، تنسي؛ أعلى اليمين: المساجين الكونفدراليون في گتيسبرگ; أسفل: معركة فورت هندمان، أركنسا
التاريخ12 أبريل 1861 – 9 أبريل 1865 (آخر معركة انتهت في 13 مايو 1865)
الموقع
النتيجة انتصار الاتحاد؛ اعادة البناء; إلغاء العبودية؛ الحد من حقوق الولايات في الانفصال
المتحاربون
US flag 34 stars.svg الولايات المتحدة الأمريكية ("الاتحاد")
Confederate National Flag since Mar 4 1865.svg الولايات الكونفدرالية الأمريكية ("الكونفدرالية")
القادة والزعماء
قادة الاتحاد
القادة الكونفدراليون
القوى
2,200,000 1,064,000
الضحايا والخسائر
110,000 قتلى الوغى
360,000 إجمالي القتلى
275,200 جرحى
93,000 قتلى الوغى
260,000 إجمالي القتلى
137,000+ wounded

الحرب الأهلية الأمريكية (1861 - 1865) حرب أهلية نشبت في الولايات المتحدة الأمريكية بين الحكومة الفدرالية التي عرفت "بالاتحاديون" مقابل أحدا عشر ولاية جنوبية متمسكة بالعبودية. أسست هذه الولايات ما سمي الولايات الكونفدرالية الأمريكية و أعلنت انفصالها عن باقي الولايات الشمالية. تسلم قيادة الولايات الجنوبية الرئيس جيفرسون ديڤيس، أما قوات الاتحاد فكانت تحت قيادة الرئيس ابراهام لنكولن والحزب الجمهوري الذي كان يعارض توسيع العبودية ويرفض أي إعلان بالانفصال للولايات الجنوبية. بالرغم من اسم الحرب الأهلية فإن القوات الكونفدرالية الجنوبية انحصرت رغبتها في الانفصال وليس السيطرة على الحكومة المركزية (الفدرالية) . بدأ القتال في 12 أبريل 1861 عندما هاجمت القوات الكونفدرالية قوة فدرالية في معركة فورت سومتر .

عُرفت الحرب الأهلية باسمي الحرب بين الولايات وحرب الانفصال أيضًا. بدأت الحرب في 12 أبريل 1861م عندما هاجمت فرقة جنوبية موقع فورت سمتر العسكري في تشارلستون، واستمرت الحرب أربع سنوات كاملة، ثم انتهت باستسلام الجيش الجنوبي بقيادة روبرت لي للقوات الشمالية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسباب الحرب وخلفياتها

يتفق معظم المؤرخين على وجود أسباب كثيرة للحرب الأهلية الأمريكية، ويركزون على الفارق الإقليمي بين الشمال والجنوب من حيث الاختلاف في الوضع الاقتصادي، وفي المفاهيم الفكرية، وأساليب المعيشة، ويشيرون إلى المنازعات بين الحكومة الاتحادية والولايات حول سلطات تلك الولايات، ويذكرون تخبط السياسيين، وفقدان النظام في الحياة الحزبية خلال خمسينيات القرن التاسع عشر. ومع ذلك، فإن جميع التفسيرات تشير إلى مسألة الرق أو تدور حولها.


الانقسام

كانت حياة أهل الجنوب تعتمد أساسًا على زراعة التبغ في أراضيهم الخصبة والمناخ الدافئ المناسب له؛ لذلك استرقوا الأفارقة للقيام بهذه المهمة، بينما انشغل أهل الشمال بالأعمال التجارية، إذ كان الجو البارد والأرض الصخرية في الشمال تحول دون إمكانية التوسع في الزراعة. وقد دأب الشماليون على العمل الجدي والتركيز على التعليم والاقتصاد الحر، مدركين أن من حق المجتمع ومسؤوليته أن يقرر إن كان أي نشاط أو فعالية فيه تنسجم مع السلوك الأخلاقي أم لا. وكانوا يتطلعون إلى التحديث والتغيير والمستقبل الأفضل، بينما كان الجنوبيون متمسكين بوضعهم دون تغيير، مستسلمين إلى الإحساس بالرخاء الاقتصادي الناتج عن الأعمال الزراعية دون رغبة في التفكير في تغيير نمط حياتهم.

النزاع حول نظام الرق

تكاملت الولايات الأمريكية الثلاثة عشر وواجهت بجيشها الوليد والموحد الجيش البريطاني العتيد بهدف الاستقلال حتى نالته بعد إعلان الاستقلال بأعوام قليلة، وقد تمت صياغة الدستور الأميركي بشكل يضمن نوعا من التوازن الدقيق بين الولايات المختلفة آخذا في الاعتبار أحجامها المختلفة بشكل مثّل سابقة فريدة من نوعها في الأنظمة السياسية التي كانت سائدة في العالم الحديث، وقد تغلبت هذه الدولة الوليدة على كافة المصاعب بمرور الوقت، ولكنها لم تستطع وقاية نفسها من شرور الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1861 والتي كانت حربا مختلفة بعض الشيء، فهي لم تكن مرتبطة بمحاولة ولاية أو أخرى تغيير النظام السياسي للدولة أو عملية إعادة توازن أو توزيع للقوة، بل كانت لأسباب اقتصادية اجتماعية في الأساس.

لا يختلف أغلبية المؤرخين في اعتبار العبودية السبب الأساسي وراء اندلاع هذه الحرب الأهلية، ولولاها لما اندلعت هذه الحرب، فلقد كانت التركيبة الاقتصادية والاجتماعية الأميركية تختلف عن مثيلاتها في العالم، فولايات الشمال القوية كانت تعتمد في الأساس على القاعدة الصناعية وبدرجة أقل الزراعة، وهو ما ساهم بشكل مباشر في خلق بيئة اجتماعية وثقافية مختلفة عن ولايات الجنوب التي اعتمدت على الاقتصاديات الزراعية في الأساس، فلقد أدى هذا النمط من التطور والتنمية في الشمال إلى خلق بيئة فكرية وثقافية وطريقة حياة مختلفة بشكل كبير عن الجنوب الذي لم يستطع بدوره أن يطور من نفسه بالشكل المطلوب، فلقد كانت اقتصاديات الولايات الجنوبية تعتمد في الأساس على الزراعة، خاصة زراعة القطن والسكر والتبغ وغيرها من السلع التي كانت تدر عائدا ماديا عاليا Cash Crops، وقد نتج عن ذلك اعتماد مباشر على العمالة التي لم تكن متوفرة بيسر بين أبناء طبقة ملاك الأراضي، وبالتالي ظهر توجه للاعتماد على الرق لزراعة الأراضي، فهذه الزراعات تحتاج إلى عمالة كثيفة Labor Intensive، وكلما توسعت دول الجنوب في التطور الاقتصادي الزراعي زادت الحاجة لمزيد من الرق، وتشير بعض الإحصاءات التاريخية إلى أن حجم العبيد الأميركي عند الاستقلال لم يتخط السبعمائة ألف، ولكن هذا الرقم قفز بشكل مباشر إلى ما يقرب من مليونين بحلول عام 1830. ثم قفز مرة أخرى إلى قرابة 4 ملايين بحلول عام 1860.

ورغم ذلك فإن ولايات الجنوب الأميركي لم تسع في أي مرحلة من مراحل تطورها لإدخال الصناعة لتخفف من حدة اعتمادها على الزراعة أو تُحدث تنويعا مطلوبا، وقد تعددت الآراء في السبب وراء هذا التكاسل الصناعي فمنها الآراء التي أرجعته إلى عدم ملاءمة البيئة الجنوبية لمثل هذه الحداثة، كما أن العبيد لم يكن من الممكن الاعتماد عليهم لمحاولة إقامة هذا النظام الاقتصادي، وبالتالي انحصرت القاعدة الصناعية في الجنوب على الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل المنسوجات وغيرها، وقد أدى هذا إلى تطور اجتماعي للجنوب يختلف تماما عن الشمال، حيث انزلق هذا المجتمع في توجهاته الاجتماعية ومن ثم الثقافية المختلفة، فأصبح مجتمعا محافظا مبنيا على أشكال تشابه أنماط التطور في القرون الوسطى الأوروبية بتركيبة اجتماعية مختلفة تماما عن ولايات الشمال، وهو ما جعل الهوة تتسع بين الأهداف والمصالح في الشمال مقارنة بالجنوب. حقيقة الأمر أن بذور الحرب الأهلية بدأت منذ تأسيس الولايات المتحدة الأميركية، فالتركيبة السياسية والاجتماعية دفعت الكثير من المفكرين ورجال الكنيسة والساسة لمحاولة القضاء على ظاهرة الرق وهو ما نظرت إليه ولايات الجنوب باعتباره سببا مباشرا في ضرب بيئتها الاقتصادية والاجتماعية، وقد بدأت الأصوات المنادية بالقضاء على العبودية، وكان منهم بطبيعة الحال ساسة ومفكرون ممن ساهموا مباشرة في صياغة وثيقة الاستقلال وعلى رأسهم «جيمس ماديسون» و«جون آدمز Adams»، ولكن هذه الحركة لم تخرج عن نطاق النداءات المجردة لتحرير الرق وتحريمه، ولم يكن من المستغرب أن تندلع هذه الحركة تدريجيا من ولاية «مساتشوستس» التي كانت مصدر حرب الاستقلال وأكثر الولايات تحضرا وثقافة، ولكن هذه الحركة سرعان ما بدأت تنتشر في الولايات الأخرى، ثم في ولايات الجنوب ذاتها، وبدأت حركة اجتماعية واسعة تطالب بضرورة التحرير، وسرعان ما اندلعت نيران التحرير إلى الجنوب أيضا، فبدأت تظهر الأصوات المنادية بإنهاء العبودية، ولكن المقاومة الجنوبية بدأت تظهر، حتى إن كثيرا من الكنائس في الجنوب بدأت تسعى من أجل وضع التبرير المناسب لهذه الظاهرة الاجتماعية على أسس دينية، مستندة إلى أن الرق وارد في العهد القديم والجديد على حد سواء دون التحريم، وأن السيد المسيح لم ينه العبودية، كما أن الحركات السياسية المناهضة لم تتأخر أيضا في هذا الاتجاه، وبحلول العقد الرابع من القرن الـ18 بدأت المناوشات السياسية داخل الكونگرس حيث سعى الكثير من الساسة لمحاولة استصدار تعديلاتهم الدستورية من أجل إلغاء الرق في الجنوب وهو ما واجهه ممثلو الجنوب بحروب كلامية وسياسية كبيرة للغاية في الكونگرس.

حقيقة الأمر أن هذه الحرب اندلعت في الكونگرس الأميركي قبل ساحات المعارك المختلفة على مدار 4 سنوات تلت ذلك، فبحلول عام 1818 صارت هناك 22 ولاية نصفها يجيز الرق والنصف الآخر يرفضه، وقد تم التوصل إلى حالات كثيرة من التوافق السياسي لمعالجة هذه الأزمة، منها «توافق مزوري» الذي أجاز العبودية في ولاية «ميزوري» ومنعها في ولاية مين ثم تفجرت الأزمات بعد ذلك عندما توسعت الولايات المتحدة على حساب المكسيك، فماذا سيكون مصير الرق في هذه الولايات؟، وقد دخلت الولايات المتحدة في شبح الحرب بحلول خمسينات القرن التاسع عشر، وكان الحل هو مزيد من المواءمة والتوازن داخل الكونغرس وفي هذه الولايات حيث قرر الكونغرس أن يترك لهذه الولايات تحديد موقفها من مسألة الرق، خاصة ولايتي نيومكسيكو ويوتاه، وقد عُرف ذلك فيما بعد بالمواءمة 1850، خاصة بعدما تقرر أن تنضم ولاية كاليفورنيا إلى الولايات المتحدة على أساس أنها ولاية مستقلة لها حق إجازة الرق من عدمه في إطار ما عُرف «بالسيادة الشعبية»، بينما تقرر على صعيد آخر تغليظ عقوبة العبيد الهاربين. وعلى مدار حقبة الخمسينات بدأ الحوار حول الرق يأخذ طابع التوترات السياسية إلى أن تحول في إحدى المناسبات للتطاول بالأيدي داخل الكونغرس، وهو ما كان يُنذر بأن انتشار العنف في الولايات أصبح مسألة وقت لا غير، وكانت ولاية كانساس هي المرشحة لتشهد ساحات من العنف جراء هذا النقاش المحتدم. وهكذا أصبح القتال هو الحل الوحيد عندما تحول المشهد السياسي إلى خلاف بين الشمال والجنوب حول الرق خلافا سياسيا ممتدا إلى طريقة الحياة الجديدة التي ستنتهجها الولايات المتحدة، وهذا كان لب الأمر، فالحرب الأهلية أصبحت هنا أداة لتغيير طريقة ونمط الحياة وأسلوبها بين الشمال والجنوب كما سنرى.

قام الكونجرس الأمريكي بإصدار بعض التشريعات التوفيقية في سنة 1850م، على أمل أن تساعد في حل مشكلة الرق، من ضمنها قانون يسمح ببقاء نظام الرق على أن تمنع تجارته في واشنطن دي.سي، وقانون آخر صارم يطالب الشماليين بإعادة العبيد الهاربين إلى أصحابهم، وقد قاوم الشماليون هذا القانون بتنظيم أسلوب لتأمين هروب العبيد الفارين من أسيادهم. وفي 1854م أجاز الكونجرس قانون كانزس-نبراسكا الذي بمقتضاه نشأت ولايتا كانزس ونبراسكا وأجيز الاسترقاق فيهما، كما أصبح لأي ولاية جديدة الحق في إباحة الرق أو تحريمه فيها بالتصويت العام.

في سنة 1857 عرضت قضية أحد العبيد، واسمه دريد سكوت، على المحكمة العليا في الولايات المتحدة. وكان قد ادعى الحرية لأنه كان من قبل يعيش في ولاية حرة ومنطقة حرة. لكن قرار المحكمة رفض ادعاء سكوت وقضى بأنه لا يحق لأي أسود أن يصبح مواطنًا في الولايات المتحدة، وأنه ليس باستطاعة الكونجرس إبطال الرق، في المناطق. وذلك ما أغضب الشمال وبرهن على أن الخلاف حول الرق لا يمكن حله قضائيًا.

 
فورت سمتر في ميناء تشارلستون، كانت موقعًا لأول معركة في الحرب الأهلية. حيث هاجمت القوات الفيدرالية تحت قيادة الجنرال پيير ج.ت. بيوريجارد معسكرًا لجيش الولايات المتحدة في 12 أبريل 1861م واستسلم المدافعون عن الاتحاد للمتمردين في 14 أبريل.

بداية الانفصال

 
وضع الولايات، 1861.
   ولايات انفصلت قبل 15 أبريل 1861
   ولايات انفصلت بعد 15 أبريل 1861
   ولايات اتحادية سمحت بالعبودية
   ولايات اتحادية حظرت العبودية
   المناطق
 
حدود الولايات والمناطق، 1864–5.
   ولايات الاتحاد
   مناطق الاتحاد
   كانزس، دخلت الاتحاد كولاية حرة
   ولايات حدودية اتحادية أباحت الرق
   أراضي اتحادية أباحت الرق

عندما انتُخب إبراهام لنكولن لرئاسة الجمهورية خشي الجنوبيون أن يصدر الرئيس قرارًا يلغي الرق فقرروا الانسحاب من الاتحاد، فانسحبت ولاية كارولينا الجنوبية أول الأمر في ديسمبر 1860م، ثم تبعتها ولايات مسيسيبي، وفلوريدا، وألباما، وجورجيا ولويزيانا في يناير 1861م. وشكلت الولايات الست فيما بينها ما يسمى بولايات أمريكا المتحالفة، وانتخبت جفرسن ديفز رئيسًا لها.

أكد لنكولن في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة تسلمه الرئاسة في مارس 1861م أن الاتحاد الفيدرالي سيبقى إلى الأبد، وأنه سيستخدم كل إمكانات الوطن للحفاظ على جميع الممتلكات الفيدرالية في الجنوب. وكان من ضمنها موقع حامية فورت سمتر العسكرية في كارولينا الجنوبية، فهجم عليها الجنوبيون في 12 أبريل 1861م وأجبروها على الاستسلام، فأمر لنكولن القوات الاتحادية باسترداد موقع الحامية في 15 أبريل، الأمر الذي اعتبره الجنوبيون بمثابة إعلان حرب. وبعد ذلك، في مايو انضمت خمس ولايات أخرى للولايات الجنوبية، هي فرجينيا، وأركنساس، وكارولينا الشمالية وتنيسي، وصارت ريتشموند، عاصمة فرجينيا، هي العاصمة الكونفدرالية.

انفصال ولاية كارولينا الجنوبية

قامت ولاية كارولينا الجنوبية بالمزيد من الجهود من أجل الانفصال أكثر من أي ولاية جنوبية أخرى. في 24 ديسمبر 1860، اعتمدت ولاية كارولينا الجنوبية "إعلان الأسباب المباشرة لانفصال ولاية كارولينا الجنوبية من الاتحاد الفيدرالي". والذى يدافع عن حقوق مالكي العبيد في الجنوب، ولكنه يتضمن شكوى حول حقوق الولايات في الشمال في شكل معارضة لقانون العبيد اللاجئين ، مدعيا أن الولايات الشمالية لم توفى بالتزاماتها الفيدرالية التى أوجبها الدستور. كانت جميع الانتهاكات المزعومة لحقوق الولايات الجنوبية مرتبطة بالعبودية.

شتاء الانفصال

قبل تولى لنكولن لمنصبه، كانت سبع ولايات قد أعلنت انفصالها عن الاتحاد. وفى 4 فبراير 1861، تم إنشاء حكومة جنوبية للولايات الكونفدرالية الأمريكية . سيطرت على الحصون الاتحادية وغيرها من الممتلكات داخل حدودها مع مقاومة قليلة من الرئيس المنتهية ولايته جيمس بوكانان، الذى انتهت ولايته يوم 4 مارس 1861. وقال بوكانان أن قرار دريد سكوت كان دليلا على أن الجنوب ليس لديهم سبب للانفصال، وأن الاتحاد "كان يراد منه أن يبقى للأبد" ، ولكن "استخدام قوة السلاح لإجبار ولاية ما على البقاء في الاتحاد" ليس من بين "الصلاحيات الممنوحة للكونغرس". استسلم ربع الجيش الاميركي -حامية تكساس كلها- لقوات الولاية بقيادة القائد العام ديفيد إى. تويجز، والذى انضم حينها إلى الكونفيدرالية.

استقال الجنوبيون من مقاعدهم في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وعلى ذلك تمكن الجمهوريون في وقت لاحق من تمرير مشاريع قوانين للمشاريع التي رفضها مجلس الشيوخ الجنوبيون قبل الحرب، بما في ذلك تعريفة موريل، وكليات لاند جراند (قانون موريل)، وقانون المنازل، والسكك الحديدية عابرة القارات (قانون خط سكك حديد المحيط الهادى)، وقانون المصارف الوطنية وسلطة الأوراق النقدية للولايات المتحدة بموجب قانون العملات النقدية 1862. كما وظف قانون الايرادات لعام 1861 ضريبة الدخل للمساعدة في تمويل الحرب.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الكونفدرالية

بحلول شباط / فبراير 1861، أعلنت سبع ولايات من ولايات القطن بأقصى الجنوب انفصالها بدءا من ولاية كارولينا الجنوبية، ميسيسبي، فلوريدا، ألاباما، جورجيا، ولاية لويزيانا، تكساس. شكلت هذه الدول السبع الولايات الكونفدرالية الأمريكية (فى فبراير، 1861)، مع تنصيب جيفرسون ديفيس رئيسا للبلاد، وتشكيل هيكل حكومي على غرار دستور الولايات المتحدة. دعا الرئيس لينكولن لتكوين جيش من المتطوعين من كل ولاية في أعقاب الهجوم على قاعدة فورت سمتر. وفي غضون شهرين، أعلنت أربعة ولايات جنوبية من الرقيق انفصالهم وانضمامهم إلى الكونفيدرالية هم: ولاية فرجينيا، ولاية اركنسو، ولاية كارولينا الشمالية، وتنيسي. في وقت لاحق انفصل الجزء الشمالي الغربي من ولاية فرجينيا عن الولاية نفسها، وانضمت إلى الاتحاد كولاية جديدة في غرب فيرجينيا في 20 يونيو 1863. بحلول نهاية عام 1861، انفصلت ولايتى ميزوري وكنتاكي وانقسمت كل منهما إلى حكومة موالية للجنوب وحكومة موالية للشمال.


ولايات الاتحاد

ظلت ثلاث وعشرون ولاية على ولائها للاتحاد، هم: كاليفورنيا، كونكتيكت، ديلاوير، إلينوي، إنديانا، آيو، كانساس، كنتاكي، ميريلاند، ماساتشوستس، ميتشيغان، مينيسوتا، ميزوري، نيوهامبشير ، نيوجيرسي ، نيويورك ، أوهايو ، أوريغون ، ولاية بنسلفانيا ، ولاية رود آيلاند ، فيرمونت ، ويسكونسن. خلال الحرب ، وانضمت ولاية نيفادا ، وفيرجينيا الغربية دولا جديدة للاتحاد. كما عادت ولايتى تينيسي ولويزيانا السيطرة العسكرية للاتحاد في بداية الحرب.

كما حاربت الولايات التالية إلى جانب الاتحاد: كولورادو، داكوتا، نبراسكا، نيفادا، نيو مكسيكو، يوتا، واشنطن. ساند الكونفدرالية العديد من قبائل مالكى العبيد، كما قامت حربا أهلية دموية صغيرة في إقليم انديان (أوكلاهوما حاليا).


الولايات الحدودية

الولايات الحدودية التى تنتمى للاتحاد هي: ڤرجينيا الغربية (التي انفصلت عن ولاية فرجينيا، وأصبحت ولاية جديدة)، وأربع من الخمس ولايات الشمالية للعبيد هي مريلاند، دلاوير، مزوري، كنتكي.

كان بمريلاند العديد من الموالين الرسميين للفيدرالية الذين قاموا بأعمال الشغب ضد الاتحاد في بلتيمور وحرق الجسور. ردا على ذلك، أعلن لنكولن الأحكام العرفية، ودعا القوات. فهرعت وحدات الميليشيا التي كانت تقوم بأعمال التنقيب في الشمال نحو واشنطن وبلتيمور. قبل أن تدرك الحكومة الكونفدرالية ما يحدث، كان لينكولن قد أحكم السيطرة على ولاية مريلاند (والمنطقة المنفصلة من كولومبيا)، وذلك باعتقال جميع أعضاء حكومة ولاية مريلاند واحتجازهم دون محاكمة.

وصوتت ولاية مزوري على البقاء ضمن الاتحاد. عندما دعا الحاكم الكونفدرالي كليبورن ف. جاكسون قوات الميليشيا، تعرض لهجوم من القوات الفدرالية بقيادة الجنرال نثانيل ليون. بعد أحداث كامب جاكسون، طارد ليون الحاكم وبقية حراس الولاية إلى الركن الجنوبي الغربي. (انظر أيضا: انفصال ولاية مزوري). في ظل ذلك، دعى إلى اجتماع بشأن الانفصال، واستولت على السلطة الحكومة الاتحادية المؤقتة في ولاية مزوري.

لكن كنتكي لم تنفصل وأعلنت نفسها محايدة. لكن عند دخول القوات الكونفدرالية الولاية في سبتمبر 1861، انتهى الحياد وأعلنت ولائها، مع محاولة الحفاظ على الرق. أثناء اجتياح وجيز من القوات الكونفدرالية، نظم بعض الكونفدراليون اتفاقية انفصال، عرضوها على الحاكم، ونالت اعترافا من الكونفدرالية. ولكن أرسلت حكومة المتمردين إلى المنفى، ولم تسيطر على كنتكي أبدا.

بعد انفصال ولاية فرجينيا، طلبت الحكومة الاتحادية من 48 مقاطعة التصويت على قانون لإنشاء دولة جديدة في 24 أكتوبر 1861. استجابت 41 مقاطعة، وصوتت نسبة قليلة بكثافة لصالح الدولة الجديدة، والتى سميت في البداية "كاناوا" ولكن أعيدت تسميتها في وقت لاحق "وست ڤرجينيا"، وانضمت للاتحاد في 20 يونيو 1863. وانضمت مقاطعتي جفرسون وبركلي إلى الدولة الجديدة في أواخر عام 1863. في المقاطعات الغربية من ولاية ڤرجينيا قد صوت ما يقرب من 2 إلى 1 ضد الانفصال، بينما صوتت 24 مقاطعة من الخمسين مقاطعة لصالح الانفصال. وأوشكت أعداد من جنود ڤرجينيا الغربية على الانقسام بين الكونفدرالية والاتحاد.

كما قام اتحاديون بمحاولات انفصالية مماثلة شرق ولاية تنسي، ولكن الكونفدرالية قمعتها. وألقى جفرسون ديڤيس القبض على أكثر من 3000 رجل يشتبه في موالاتهم للاتحاد واحتجزهم دون محاكمة.

نبذة عامة

 
احتفال قسيس جيش اتحاد الروم الكاثوليك بالقداس

وقع أكثر من 10،000 اشتباك عسكري خلال الحرب، منهم 40 ٪ في ولاية فيرجينيا وتينيسي. منذ الفصل يتم التعامل مع كل معركة كبيرة وصغيرة، مما أدى إلى توسيع نطاق المعارك. لمزيد من المعلومات انظر قائمة معارك الحرب الأهلية الأمريكية والقادة العسكريون في الحرب الأهلية الأمريكية.

بداية الحرب

قالب:See details دفع فوز لينكولن في الانتخابات الرئاسية عام 1860 ولاية كارولينا الجنوبية لإعلان الانفصال عن الاتحاد. وبحلول شباط / فبراير 1861، أعلنت ست ولايات جنوبية أخرى انفصالها. يوم 7 فبراير، وضعت الولايات السبع دستورا مؤقتا للولايات الكونفيدرالية الأمريكية، وأسسوا عاصمتهم المؤقتة في مونتغمري، ألاباما. كان مؤتمر السلام الذى عقد قبل الحرب في فبراير عام 1861 في واشنطن، محاولة فاشلة لحل الأزمة. أما ولايات الرقيق الثماني الأخرى رفضت مناشدات الدول للانضمام إلى التحالف. استولت القوات الكونفيدرالية على معظم الحصون الفدرالية داخل حدودها. واحتج الرئيس بوكانان، ولكنه لم يبد رد فعل عسكري، لتجنب المحاولة الفاشلة لإعادة إمداد فورت سمتر باستخدام السفينة "ستار اوف ذا ويست"، والتي أطلق عليها النار من قوات ولاية كارولينا الجنوبية، وعادت قبل وصولها للحصن. ومع ذلك، بدأ حكام ماساتشوستس ونيويورك وبنسلفانيا شراء أسلحة وتدريب وحدات الميليشيا عليها.

يوم 4 مارس 1861، أدى ابراهام لنكولن اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية. في خطابه الافتتاحي، قال أن الدستور كان اتحادا أفضل من القوانين الكونفدرالية والاتحاد الدائم، حيث أنه كان عقدا ملزما، واعتبر أي محاولة انفصالية "باطلة قانونا". وذكر أنه ليس لديه نية لغزو الولايات الجنوبية، كما أنه لا ينوي إنهاء الرق حيثما وجد، بل سيستخدم القوة للحفاظ على امتلاك الأراضى الاتحادية. أنهى خطابه بنداء لاستعادة ترابط للاتحاد.

أرسلت دول الجنوب وفودا إلى واشنطن، وعرضت الدفع للدول الفيدرالية والدخول في معاهدة سلام مع الولايات المتحدة. رفض لينكولن أي مفاوضات مع وكلاء الكونفدرالية على أساس أن الكونفدرالية ليست حكومة شرعية، وأي معاهدة معها سيكون بمثابة اعتراف بأنها حكومة ذات سيادة. ومع ذلك، شارك وزير الخارجية وليام سيوارد في مفاوضات غير رسمية وغير مباشرة لكنها فشلت.

كانت حصون فورت سمتر في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، وفورت بيكنز وفورت تايلور هى الحصون المتبقية من الكونفدرالية، وعزم لنكولن على إبقاء فورت سمتر. بناء على أوامر من الرئيس الكونفيدرالى جيفرسون ديفيس، قصفت القوات التى تسيطر عليها الحكومة الكونفيدرالية بقيادة بى. جى. تى. بيوريجارد الحصن بالمدفعية يوم 12 ابريل، مما اضطر الحصن للاستسلام. احتشد الشماليون وراء دعوة لنكولن لجميع الدول لارسال قوات للاستيلاء على الحصون والحفاظ على الاتحاد. يبدو أن حجم التمرد ليس كبيرا حتى الآن، لذلك دعا لينكولن لجمع 75،000 من المتطوعين لمدة 90 يوما. كان العديد من حكام الولايات الشمالية قد جهزوا ميليشياتهم منذ شهور في تكتم، وشرعوا في تحريك القوات في اليوم التالي. كما تم حصار مستودع الأسلحة في ليبرتى وميزوري بعد ثمانية أيام من فورت سمتر.

كانت هناك أربع ولايات في أعلى الجنوب (ولاية تينيسي وأركنساس ونورث كارولينا وفرجينيا)، كانوا قد رفضوا مرارا مبادرات الكونفدرالية، والآن رفضوا إرسال قوات ضد جيرانهم، وأعلنوا انفصالهم، وانضموا إلى الكونفدرالية. لمكافأة ولاية فرجينيا على ذلك، انتقلت العاصمة الكونفدرالية إلى ريتشموند. وكانت المدينة رمزا للكونفدرالية. كانت ريتشموند في موقع شديد الحساسية في نهاية خط الإمداد الكونفدرالي المنحنى. على الرغم من أن ريتشموند كانت قوية التحصين، إلا أن إمدادها قد يتأثر إذا سيطر شيرمان على اتلانتا وقد ينقطع كليا إذا حاصر جرانت بطرسبرج وسككها الحديدية التي تزودت العاصمة الجنوبية.

خطة أناكوندا والحصار عام 1861

 
رسم كاريكاتوري لخطة "اناكوندا" لسكوت عام 1861

وضع وينفيلد سكوت، القائد العام لجيش الولايات المتحدة، خطة اناكوندا لكسب الحرب مع أقل قدر ممكن من إراقة الدماء. تقوم فكرته على أن حصار الاتحاد للموانئ الرئيسية من شأنه أن يضعف الاقتصاد الكونفدرالي؛ وبالتالى فالسيطرة على نهر المسيسبي ستؤدى إلى انقسام الجنوب. اعتمد لينكولن الخطة، ولكنه نقض تحذيرات سكوت ضد أي هجوم فوري على ريتشموند.

في أيار / مايو 1861، فرض لينكولن حصار الاتحاد على كافة المنافذ الجنوبية، ومنع الشحن الدولى للولايات للكونفدرالية. وعند مصادرة السفن والحمولات المخالفة كانت تباع ويوجه ربحها لاتحاد البحارة، ولكن بتم اطلاق سراح الطاقم البريطاني. بحلول أواخر 1861، كان الحصار قد أوقف معظم الانتقالات الداخلية من الميناء إلى الميناء. كما أوقف الحصار تجارة القطن، مما دمر الاقتصاد الجنوبي. بنى المستثمرون البريطانيون سفن صغيرة وسريعة للتجارة في الأسلحة والكماليات التى تجلب من برمودا، وكوبا، وجزر البهاما في مقابل القطن والتبغ عالي الثمن. تسبب نقص المواد الغذائية والسلع الناجم عن الحصار وقطع الأشجار من الجيوش الشمالية، وكذلك إكراه على المحاصيل من الجيوش الكونفيدرالية في التضخم وأعمال شغب نظرا لارتفاع ثمن الخبز في الجنوب.

فى 8 مارس، 1862، شنت القوات البحرية الكونفيدرالية حربا ضد أسطول الاتحاد، عندما هاجمت المدرعة يو إس إس فرجينيا حصار السفن الخشبية، كان يبدو أنها لا تتوقف ولكن في اليوم التالي كان عليها محاربة مدرعة الاتحاد الجديدة يو إس إس "مونيتور" في معركة للمدرعات.انتهت المعركة بالتعادل، وكان نصرا استراتيجيا بالنسبة للاتحاد حيث استمر الحصار. خسرت القوات الكونفدرالية فرجينيا عندما تم خرق السفينة لمنع الأسر، وبنى الاتحاد العديد من أمثال مونيتور.نظرا لافتقار الولايات الكونفيدرالية لتكنولوجيا بناء السفن الحربية، حاولت الحصول عليها من بريطانيا. أعقب فوز الاتحاد في المعركة الثانية في فورت فيشر يناير 1865، إغلاق اّخر منفذ جنوبى ومنع السفن نهائيا.

في السنة الأولى تمكن الاتحاديون من السيطرة على الولايات الحدودية وتأسيس قطاع بحري . في 1862 بدأت المعارك الدموية العنيفة فبعد معركة أنتيتام في سبتمبر 1862 أصدر لنكولن إعلان تحرير العبيد Emancipation Proclamation جاعلاً من تحرير العبيد في الجنوب هدفاً للحرب - الأمر الذي عارضته جماعة الرؤووس النحاسية Copperhead (قسم من الديمقراطيين المعارضين للحرب الأهلية). التصريح بهدف تحرير العبيد أكد ألا تتدخل أياً من بريطانيا أو فرنسا في مساعدة الكونفدراليين . كما أن هذا الهدف المعلن ساعد على ظهور مقاومة من الأمريكيين الأفارقة في الولايات الجنوبية ، و هو عامل لم تتداركه القوات الكونفدرالية إلا متأخرة.

الحرب في الشرق (1861 – 1863م)

في الشرق استطاع روبرت لي أن يحقق انتصارات جيدة للكونفدراليين ضد عدد من قادة الاتحاديين لكن أفضل جنرالاته ستونوال جاكسون قتل في معركة كانسلورفيل في مايو 1863. اختراق لي للشمال تم إيقافه في معركة گتيسبرگ Battle of Gettysburg في يوليو 1863 وبالكاد استطاع الانسحاب إلى فرجينيا . في الغرب تمكنت البحرية الأمريكية من السيطرة على نيو أورلينز New Orleans في عام 1862 كما تمكنت القوات بقيادة يوليسيس گرانت من السيطرة على مجرى المسيسيبي بسيطرتها على ڤيكسبورگ في يوليو 1863 و بهذا قاموا بفصل جزئي الكونفدرالية (تقسيم فصل الولايات الجنوبية) .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المعارك الأولى

تنبأ كثير من الشماليين بأن الحرب ستنتهي خلال ثلاثة أشهر، غير أن بعض الانتصارات المبكرة التي حققها أهل الجنوب أثبتت أن هناك معارك طويلة تنتظر الشماليين.

حرب السفن المدرعة

قام الجنوبيون بتعويم إحدى السفن الاتحادية الغارقة وأصلحوها بتقوية جسمها بصفائح حديدية وسموها فرجينيا، وهاجموا بها السفن الشمالية في هامبتن رودز. وقد جرت المعركة بينها وبين السفينة الاتحادية المدرعة مونيتور، فكانت أول معركة بحرية في التاريخ تجري بين السفن المدرعة. ورغم عدم إحراز أي من الطرفين نصرًا، فإن مونيتور قد أثبتت تفوقها في تلك المعركة.

معركة أنتيتام

ومن المعارك التي خاضها الطرفان معركة أنتيتام ومعركة فردريكسبرج في 13 سبتمبر 1862م. ففي المعركة الأولى تكبد الجيشان خسائر جسيمة انسحب على أثرها قائد الجنوبيين روبرت لي بجيشه إلى فرجينيا. وكانت هذه أكثر المعارك دموية خلال الحرب الأهلية إذ بلغ مجموع القتلى من الجنوب 2,700 ومن الشمال2,000 ومجموع الجرحى من الطرفين 19,000 مات منهم 3,000 جندي آخر بعد ذلك. وفي معركة فردريكسبرگ في فرجينيا وصلت خسائر الشماليين إلى 13 ألفًا بين قتيل وجريح ومفقود. وفي معركة تشانسلرزڤيل انشطر جيش الشمال إلى نصفين اضطر معه الجنرال هوكر إلى الانسحاب من تلك المنطقة.

 
معركة گتيسبرگ وقعت بين الجيش الاتحادي وجيش الجنوب في ولاية پنسلڤانيا في يوليو 1863م. وكان تقهقر الجيش الجنوبي إثر الخسارة الفادحة التي أصابته يشكل نقطة تحول في الحرب الأهلية الأمريكية، إذ لم يعد باستطاعة جيش الجنوب إثر هذه الخسارة أن يقوم بشن أي هجوم رئيسي آخر.

إعلان تحرير العبيد

أصدر لنكولن قرارًا مبدئيًا بتحرير المستعبدين في 22 سبتمبر 1862م بعد النصر الذي أحرزه الشماليون في أنتيتام، وذلك لأنه كان ينتظر انتصارًا شماليًا يُعلن بعد قراره. وقد جاء في الإعلان الصادر بهذا الشأن أن جميع العبيد في الولايات المعادية للاتحاد أحرار إلى الأبد ابتداءً من أول يناير 1863م. ولم يُدخل في ذلك القرار الولايات الموالية للاتحاد، غير أنه في 1 يناير 1863م أصدر قراره النهائي الذي أعلن بموجبه تحرير العبيد. لكن ذلك الإعلان كان قرار حرب، وهو، وإن كان ملزمًا، لكنه قابل للسحب فيما بعد. لذا فإن لنكولن وُفِّق في 1865م من إجازة الكونجرس للتعديل الثالث عشر للدستور، الذي أبطل بموجبه الرق نهائيًا في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية كافة.

معركة گتيسبرگ

تقدم الجيش الجنوبي إلى پنسلڤانيا في يوليو 1863م. وتبعه الجيش الاتحادي. وزحف الجيشان نحو گتيسبرگ، پنسلڤانيا، ووقعت بينهما أكبر معارك الحرب الأهلية. وكان الجيش الشمالي وقوامه 85 ألف رجل يحارب الجيش الجنوبي ومجموع مقاتليه 65 ألفًا. وكانت القوات الشمالية متحصنة فوق التلال جنوب گتيسبرگ. ولم يستطع الجيش الجنوبي خلال الهجمات التي شنها في أرض مفتوحة من زحزحة الشماليين. وبلغت إصاباته نحو 20,500، وهكذا اضطر قائدهم إلى سحب جيشه إلى ڤرجينيا وقد شكلت هذه المعركة نقطة تحول مهمة في الحرب الأهلية لصالح الشماليين.

الحرب في الغرب (1862-1864م)

في عام 1864 تمكن قوات الاتحاد من تحقيق أفضلية كبيرة على الجنوبيين في الجغرافيا والاستراتيجية والنقل مما أضعف الجنوبيين كثيرا . خاض گرانت معارك دموية مع لي في فرجينيا في صيف 1864 . فاز لي بحسه التكتيكي لكنه كان خاسراً استراتيجياً حيث لم يستطع أن يعوض خسائره واضطر للانسحاب إلى مسافة قريبة من عاصمته ريتشموند. في نفس الأثناء سيطر ويليام شرمان على أتلانتا و انطلق نحو البحر مهدماً مساحات واسعة من جورجيا . في عام 1865 انحسرت الكونفدرالية بانسحاب قوات لي و تم تحرير جميع العبيد .

معارك فورت هنري وفورت دونلسن وشيلوه

أما في الغرب فقد حدثت المعارك بين سنتي 1862 و1864م في فورت هنري وفورت دونلسن في تنيسي الغربية التي انتصر فيها جيش الشمال بقيادة الجنرال جرانت الذي تقدم بعد ذلك نحو شيلوه. وانتهت المعركة بانسحاب الجيش الجنوبي بعد أن تكبد إصابات جسيمة تقدر بـنحو 11 ألفًا، وقدرت إصابات الشماليين بنحو 13 ألفًا.

معارك السيطرة على المسيسيبي

وفي المعركة التي جرت للسيطرة على نهر المسيسيبي احتلت إحدى الدوريات البحرية للجيش الاتحادي نيو أورليانز، كما حاصر جرانت فيكتسبورج وأسقطها في أبريل، في اليوم التالي بعد معركة جتسبيرج. ثم استولى الشماليون على بورت هدسن. وبذلك تمكنوا من السيطرة على نهر المسيسيبي.

المعارك عبر الميسيسيبي 1861-1865

قالب:See details حولت حرب العصابات أغلب ميزوري إلى ساحة معركة. قامت في ميزوري ثالث أكبر المعارك التى قامت خلال الحرب. أما الولايات الغربية الأخرى، على الرغم من أنها معزولة جغرافيا عن المعارك في الشرق، إلا أنها شهدت العديد من الأعمال العسكرية. قامت المعارك في المنطقة لتأمين ولاية ميزوري، وإقليم انديان، ونيو مكسيكو من أجل اللاتحاد. تم صد التوغل الكونفدرالي في إقليم نيو مكسيكو في عام 1862، كما نجحت حملة الاتحاد لتأمين إقليم انديان عام 1863. في أواخر الحرب، فشلت حملة ريد ريفر التى قام بها جيش الاتحاد. ظلت تكساس في أيدي الكونفدراليين طوال فترة الحرب، ولكنها كانت معزولة عن بقية الولايات الكونفدرالية بعد السيطرة على فيكسبيرغ في عام 1863 مما مكن الاتحاد من السيطرة على نهر المسيسيبى.

معارك أخرى

حدثت معارك أخرى في تشيكا ماوجا وتشاتا نوجا في أواخر عام 1863م انتهت بانسحاب قوات الجنوب من المنطقتين، فأصبح باستطاعة جيش الشمال التحرك نحو جورجيا وألباما وشق جيش الجنوب إلى نصفين.

السنة الأخيرة (1864-1865م)

 
جيفرسون ديفيس، الرئيس الأول والوحيد للولايات الكونفدرالية الأمريكية

في بداية عام 1864، عين لينكولن الجنرال جرانت قائدا لجميع جيوش الاتحاد. جعل جرانت مقر إقامته مع جيش بوتوماك، ووضع اللواء وليام شرمان تكومسه في قيادة معظم الجيوش الغربية. تعلم جرانت مفهوم الحرب الشاملة من لينكولن وشيرمان، أى أن الهزيمة الكاملة للقوات الكونفدرالية وقاعدتها الاقتصادية من شأنه أن يضع حدا للحرب. فكانت هذه الحرب شاملة لا من حيث قتل المدنيين وإنما من حيث تدمير البيوت والمزارع والسكك الحديدية. وضع جرانت خطة استراتيجية من شأنها محاصرة الكونفدرالية بأكملها من عدة اتجاهات: فأصدر الأوامر للجنرال جورج ميد والجنرال بنيامين بتلر بالتحرك ضد لي بالقرب من ريتشموند؛ والجنرال فرانز سيجل (وفي وقت لاحق فيليب شيريدان) بالهجوم على وادي شيناندوا؛ والجنرال شيرمان للسيطرة على اتلانتا ثم الاتجاه إلى البحر (المحيط الأطلسي)؛ والجنرال جورج كروك والجنرال ويليام أفيريل بقطع خطوط إمداد السكك الحديدية في فرجينيا الغربية، والقائد العام ناثانيل بى. بانكس للسيطرة على موبايل، وألاباما.

بدأت قوات الاتحاد في منطقة الشرق مناورات بالقرب من لي، وخاضت معارك عديدة خلال ( "حملة جرانت البرية") ضمن الحملة الشرقية. أسفرت معارك الاستنزاف التى قام بها جرانت في البر، وسبوتسيلفانيا، وكولد هاربور عن خسائر فادحة، لكنه أجبر قوات لي على التراجع مرارا وتكرارا. كما فشلت محاولة حصار لي من الجنوب نظرا لأن بتلر كان محاصرا عند منحنى النهر عند برمودا هندرد. كان جرانت عنيدا، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة (أكثر من 65،000 إصابة في سبعة أسابيع)، ظل يحارب جيش لي في فرجينيا الشمالية حتى تراجع إلى ريتشموند. ثم شل حركة الجيش الكونفدرالي في حصار بطرسبرج، حيث اشتبك الجيشان في صراع خنادق لأكثر من تسعة أشهر.

وأخيرا وجد جرانت قائداً وهو الجنرال فيليب شيريدان، من العدوانية بما يكفي للانتصار في حملات الوادي عام 1864. هزم شيريدان اللواء \جوبال ايه. إيرلى في سلسلة من المعارك، بما فيها الهزيمة النهائية الحاسمة في معركة سيدار كريك. ثم شرع شيريدان في تدمير القاعدة الزراعية في وادي شيناندوا، في استراتيجية مماثلة للتكتيكات التى قام بها شيرمان في جورجيا في وقت لاحق.

وفي الوقت نفسه، سار شيرمان من تشاتانوگا إلى أتلانتا وهزم في طريقه كل من الجنرال جوسف إ. جونستون والجنرال جون بيل هود الكونفدراليون . كان سقوط أتلانتا في 2 سبتمبر، 1864، عاملا مهما في إعادة انتخاب لنكولن رئيسا للبلاد. غادر هود اتلانتا لقطع خطوط إمداد شيرمان وغزو تنسي خلال حملة فرانكلين-ناشفيل. هزم اللواء جون إم. سكوفيلد من جيش الاتحاد الجنرال هود في معركة فرانكلين، ثم هزمه جورج اتش توماس أيضا هزيمة ساحقة في معركة ناشفيل دمرت جيش هود.

 
جندي قتيل، بطرسبرج، فرجينيا عام 1865، تصوير توماس روش.

ترك شيرمان أتلانتا وقاعدة الإمدادات، وسار بالجيش لجهة غير محددة، بعدما حول 20 ٪ من المزارع في جورجيا إلى نفايات خلال حملة "مسيرة إلى البحر". وصل إلى المحيط الأطلسي عند مدينة سافانا، بجورجيا في ديسمبر كانون الأول عام 1864. تبع جيش شيرمان آلاف من العبيد المحررين، ولم تكن هناك معارك كبرى خلال المسيرة. اتجه شيرمان شمالا عبر ولاية كارولينا الجنوبية وكارولينا الشمالية للوصول لفرجينيا الكونفدرالية من ناحية الجنوب، لزيادة الضغط على جيش لي.

تناقص جيش لى نتيجة الإصابات وفرار الجنود، حتى أصبح أقل بكثير من جيش جرانت. حققت قوات الاتحاد نصرا حاسما في معركة فايف فوركس في 1 أبريل، مما اضطر لي لإجلاء بطرسبرج وريتشموند. سقطت العاصمة الكونفدرالية المؤلفة من الجنود السود على يد الفيلق الخامس والعشرين من قوات الاتحاد. أما باقى الوحدات الكونفدرالية فرت غربا، وبعد هزيمة لى في معركة خليج سايلر أيقن أن استمرار القتال ضد الولايات المتحدة أصبح مستحيلا من الناحية التكتيكية والمنطقية.

استسلام الجنوب

يوم 9 ابريل 1865، سلم لي جيشه في بيت ماكلين بوادى محكمة أبوماتوكس. [1] في بادرة غير تقليدية ، وكدليل على احترام جرانت ونظرا لعودة الكونفدرالية إلى الاتحاد سلميا، سمح للى بالاحتفاظ بسيفه وحصانه، ترافلر. وفي 14 أبريل عام 1865، أطلق الرصاص على الرئيس لينكولن. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي توفي لينكولن، وعين أندرو جونسون رئيسا.

بدأت الأحداث التى أدت لاستسلام لى مع اعتقال الضباط الرئيسيون ريتشارد إس. إيويل، وريتشارد اتش. اندرسون يوم 6 إبريل، ثم أعقبه هزيمة الكونفيدراليون في معركة سايلرز كريس.في 8 أبريل دمر سلاح الفرسان بجيش الاتحاد بقيادة اللواء جورج ارمسترونغ كستر ثلاثة قطارات إمداد للكونفدرالية في محطة أبوماتوكس ، مما أدى إلى استسلام الجنرال لي في اليوم التالي. [2] كما استلم جيش الجنرال سانت جون ريتشاردسون ليديل بعد سقوط التحصينات الكونفدرالية في معركة سبانيش فورت في ولاية ألاباما، في يوم واحد وهو 9 إبريل.

وفى 21 ابريل انحلت الكتيبة الثالثة والأربعون في سلاح فرسان فرجينيا بقيادة جون إس. موسبي الكتيبة 43 بسلاح فرسان فرجينيا وفى 26 إبريل سلم الجنرال جوزيف إي. جونستون قواته لشيرمان في بينيت بليس في درم، بكارولينا الشمالية. وخلال 4 و 5 أيار / مايو استسلمت الإدارات الكونفدرالية بالاباما ومسيسيبي وإيست لويزيانا ومقاطعة الجولف. يوم 10 مايو، اعتقل الرئيس الكونفدرالي واستسلمت إدارة ولاية فلوريدا وجورجيا الجنوبية في نفس اليوم. كما سلم اللواء الكونفيدرالى الجنرال "جيف" ميريويذر طومسون لواءه في اليوم التالي، وفى اليوم التالى استسلمت قوات شمال جورجيا.


يوم 23 يونيو عام 1865، وقع ستاند واتى اتفاق وقف إطلاق النار مع ممثلي الاتحاد في فورت توسون بمنطقة شوكتاو نيشنز بإقليم ولاية أوكلاهوما، ليصبح اّخر جنرال كونفدرالي يتنحى من ساحة المعركة. وكانت السفينة الكونفدرالية سى إس إس شنندوا اّخر من استسلم، يوم 6 نوفمبر عام 1865، في ليفربول، بانكلترا. دل هذا الاستسلام على انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.

الرق خلال الحرب

في بداية الحرب ظن بعض قادة الاتحاد أنه كان من المفترض إعادة العبيد الفارين لأسيادهم. بحلول عام 1862، أصبح من الواضح أن هذه الحرب ستكون طويلة، وعندها ظهر السؤال عما يجب القيام به بشأن ما يجب القيام به بشأن العبودية. نظرا لأن الوضع الاقتصادى والعسكري قي الجنوب يعتمد على العمل بالسخرة. وأصبح من غير المعقول حماية تجارة الرق في حين فرض حصار على الاقتصاد الجنوبي وتدمير الإنتاج. كما قال أحد أعضاءالكونگرس أن قضية العبيد لا يمكن أن تكون على الحياد. فالعمال إن لم يكونو جنودا، سيكونوا حلفاء متمردين، أو حلفاء الاتحاد.[3] ضغط عضو الكونغرس بنفسه وزملائه الجمهوريون الراديكاليون على لنكولن لتحرير العبيد سريعا، في حين أن الجمهوريين المعتدلين تقبلوا ذلك تدريجيا، لتعويض التحرر والاستعمار.[4] عارض كل من ذوى الرؤوس النحاسية، والولايات الحدودية، وديمقراطيو الحرب التحرير، على الرغم من أن الولايات الحدودية وديمقراطيو الحرب في نهاية المطاف قبلوا به كجزء من الحرب الشاملة اللازمة لإنقاذ الاتحاد.

في عام 1861، أعرب لنكولن عن مخاوفه من أى محاولات سابقة لأوانها في التحرر من شأنها أن تعني فقدان الولايات الحدودية، كما أن "فقدان كنتكي كفقدان المعركة بأكملها." [5] في البداية، قام لنكولن بمحاولات للتحرير قام بها وزير الحرب سايمون كاميرون والجنرال جون سي. فريمونت (في ولاية ميسوري) والجنرال ديفيد هانتر (في ولاية كارولينا الجنوبية وجورجيا وفلوريدا) من أجل الحفاظ على ولاء الولايات الحدودية وديمقراطيو الحرب.

حذر لنكولن الولايات الحدودية من ازدياد الطابع الراديكالى للتحرر إذا ما رفضت خطته التدريجية التي تقوم على أساس تعويض التحرر والاستعمار التطوعي.[6] مقاطعة كولومبيا هي الوحيدة التي قبلت خطة لينكولن التدريجية، وأعلن لنكولن تحرير العبيد يوم 21 يوليو 1862. طلب وزير الخارجية ويليام سيوارد من لنكولن انتظار النصر قبل إصدار إعلان، حيث أن القيام بغير ذلك من شأنه أن يبدو وكأنه "اّخر محاولة للتراجع".[7] سنحت هذه الفرصة في سبتمبر 1862 في معركة أنتيتام، وما تلاها من مؤتمر مسئولى الحرب الذي قدم دعما إضافيا للإعلان.[8] كما نشر لنكولن رسالة [9] لتشجيع الدول الحدودية على قبول التحرر باعتباره ضرورة لإنقاذ الاتحاد. قال لنكولن في وقت لاحق أن الرق كان " سبب الحرب".[10] أصدر لنكولن تقريره المبدئى لإعلان تحرير العبيد في 22 سبتمبر 1862، وتقريره النهائي في 1 يناير 1863. أوضح لنكولن وجهة نظره في رسالته إلى هودجز "إن لم يكن الرق خطأ، فلا يوجد شيء اّخر خطأ... وحتى الآن لم يسبق لي فهم أن الرئاسة المخولة لى هي حق للتصرف غير المقيد للعمل رسميا بناء على هذا الحكم والشعور... وأزعم أنه لا توجد أحداث سيطرت عليها، ولكن أعترف بصراحة بأن الأحداث هي التي سيطرت علي.[11]

نظرا لأن إعلان تحرير العبيد استند على صلاحيات روؤساء الحرب، فشملت الحرب الأراضي التي يسيطر عليها الكونفدراليون في ذلك الوقت. ومع ذلك، أصبح الإعلان رمزا للالتزام المتنامي للاتحاد لإضافة التحرر إلى تعريف الاتحاد للحرية.[12] كما لعب لينكولن دورا رائدا في حمل الكونغرس على التصويت على التعديل الثالث عشر، [13] الذي جعل التحرر شاملا ودائما.

لم ينتظر العبيد الأميركيون الأفارقة إجراء لنكولن، إنما لاذو بالفرار سعيا للحرية خارج الاتحاد. هرب مئات الآلاف من الأميركيين الأفارقة إلى الاتحاد منذ السنوات الأولى للحرب، وخصوصا في المناطق المحتلة مثل ناشفيل، ونورفولك وهامبتون رودز في عام 1862، وتينيسي منذ 1862 حتى مسيرة شيرمان، إلخ. كما فر العديد منهم إلى حدود الاتحاد حيث بنى لهم القادة مخيمات ومدارس تعلم فيها كل من الكبار والأطفال القراءة والكتابة. كما أرسلت الرابطة التبشيرية الأمريكية معلمين إلى المخيمات الجنوبية المهربة، وكذلك أنشئت مدارس في نورفوك والمستعمرات القريبة منها. بالإضافة إلى ذلك، عمل ما يقرب من 200،000 إفريقي-أمريكي جنودا وبحارة مع قوات الاتحاد. معظم هؤلاء كانوا عبيد فارين.

استعبد الكونفدراليون جنود الاتحاد السود، وكان الجنود السود هم الذين قتلوا بالرصاص عندما كانوا يحاولون الاستسلام في مذبحة فورت بيلو. [14] وأدى هذا إلى انهيار برنامج تبادل الاسرى [15] وزيادة معسكرات الاعتقال مثل سجن أندرسون في جورجيا، حيث مات ما يقرب من 13،000 أسير من جيش الاتحاد من الجوع والمرض.[16]

وعلى الرغم من تناقص القوة البشرية قي الجنوب، حتى عام 1865، كان معظم القادة الجنوبيون يعارضون تسليح العبيد كجنود. وكانوا يستخدمونهم كعمال لدعم المجهود الحربي. كما قال هويل كوب "إن صلح العبيد كجنود، فنظريتنا بأكملها عن العبودية خاطئة". جادل كل من الجنرال پاتريك كليبورن والجنرال وروبرت لي بشأن تسليح السود في أواخر الحرب، بينما اقتنع جفرسون ديڤيس في النهاية بدعم خطط تسليح العبيد لتجنب الهزيمة العسكرية. كما أمكن تنفيذ الاستسلام الكونفدرالي في أپوماتوكس قبل هذه الخطة.[17]

أضاع إعلان تحرير العبيد [18] أمل الكونفدراليين في الحصول على مساعدات من بريطانيا أو فرنسا. نجح نهج لينكولن المعتدل في السيطرة على ولايات الحدود، بينما ما زال ديمقراطيو الحرب والعبيد المحررون يتقاتلون من أجل اللاتحاد. إن الولايات الحدودية التي يسيطر عليها الاتحاد هى: (ولاية كنتاكي، ميزوري، ماريلاند، ديلاور، وفرجينيا الغربية) حيث لم يشملها إعلان تحرير العبيد. ألغت جميع هذه الولايات العبودية من تلقاء نفسها، ما عدا ولاية كنتكي ودلاوير.[19] أفرج إعلان تحرير العبيد عن الغالبية العظمى من العبيد التي بلغت 4 ملايين عبد، كما تحركت جيوش الاتحاد ناحية الجنوب. التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الأمريكية[20] قي 6 ديسمبر 1865، تم النصديق على التعديل الثالث عشر، وأخيرا تم تحرير العبيد المتبقين في ولاية كنتاكي وديلاور، ونيوجرزي، والذين وصلت أعدادهم إلي 225،000 قي كنتكي و1،800 في ديلاور، و 18 في نيو جيرسي اعتبارا من عام 1860.[21]

صد التدخل الدولي

إن دخول بريطانيا وفرنسا في الحرب نيابة عن الكونفدرالية سيزيد فرصة الجنوب جدا في الاستقلال عن الاتحاد. [22] عمل الاتحاد بقيادة لنكولن ووزير الخارجية ويليام سيوارد على عرقلة هذا، وهدد بشن حرب إذا اعترفت أي بلد بوجود الولايات الكونفدرالية الأمريكية رسميا (وبالتالى لم يفعله أحد). في عام 1861، حظر الجنوبيون شحنات القطن، على أمل أن يتسبب ذلك في كساد اقتصادي في أوروبا فتضطر بريطانيا لدخول الحرب من أجل الحصول على القطن. أثبتت خطة القطن فشلها، حيث أن أوروبا لديها فائض من القطن، في حين أن فشل محاصيل 1860-62 في أوروبا أكسب صادرات الشمال من الحبوب أهمية كبيرة. كان يقال أن "تجارة الذرة أقوى من تجارة القطن"، حيث أن حبوب الولايات المتحدة تتراوح بين الربع إلى النصف تقريبا من واردات بريطانيا. [23]

عندما واجهت بريطانيا نقصا في القطن، حل محله مؤقتا زيادة الزراعة في مصر والهند. وفي الوقت نفسه، خلقت الحرب فرص العمل لشركات تصنيع الأسلحة، وعمال الحديد، والسفن البريطانية لنقل الأسلحة. [24]

أثبت تشارلز فرانسيس آدمز مهارته بصفة خاصة كوزير إلى بريطانيا من أجل الولايات المتحدة ولم ترغب بريطانيا في تحدي الحصار بجرأة. اشترت الكونفدرالية عدة سفن حربية من بناة السفن التجارية في بريطانيا. كان من أكثرها شهرة، سى إس إس ألاباما ، والتى لحق بها ضررا كبيرا وأدت إلى نزاعات ما بعد الحرب خطيرة. بيد أن الرأي العام ضد العبودية خلق مسؤولية سياسية للسياسيين الاوروبيين، وخاصة في بريطانيا. لاح شبح الحرب في أواخر عام 1861 بين الولايات المتحدة وبريطانيا حول قضية ترينت ، حيث اتهم جنود من البحرية الأمريكية يعملون على باخرة بريد بريطانية باعتقال اثنين من الدبلوماسيين الكونفدراليين. ومع ذلك، تمكنت لندن وواشنطن من التغلب على المشكلة بعد إفراج لنكولن عن الاثنين.

في عام 1862، اعتبرت بريطانيا وسيطا، وإن كان مثل هذا العرض من شأنه المخاطرة بحرب مع الولايات المتحدة بقيادة اللورد پالمرستون الذى قيل أنه قرأ كوخ العم توم ثلاث مرات [25] عند البت في هذا الأمر. لكن فوز الاتحاد في معركة أنتيتام دفعهم إلى تأجيل هذا القرار. كما عزز إعلان تحرير العبيد المسؤولية السياسية لدعم الكونفيدرالية. على الرغم من التعاطف مع الكونفدرالية، إلا أن استيلاء فرنسا على المكسيك ردعهم في نهاية المطاف عن الحرب مع الاتحاد. أما العروض الكونفدرالية في أواخر الحرب لإنهاء الرق في مقابل الاعتراف الدبلوماسي لم تنظر فيها لندن أو باريس بجدية.

نتائج الحرب

 
نصب على شرف جيش الجمهورية العظيم، أقيم بعد الحرب.
 
الجنود السود اشترك الجنود السود في 500 اشتباك في الحرب الأهلية، ونال 23 منهم ميدالية الشرف، وهي أعلى وسام عسكري للبطولة في الولايات المتحدة. ويكاد يكون كل الجنود السود قد حاربوا في صفوف القوات الاتحادية. وكانوا يشكلون وحدات منفصلة.

أدت الحرب الأهلية الأمريكية إلى إبطال نظام الرق في كل أنحاء الولايات المتحدة وكان انتصار الشمال ضمانًا لبقاء الاتحاد، غير أن تلك الحرب كلفت البلاد أعدادًا هائلة من الأرواح، فقد بلغ عدد القتلى من الطرفين 620 ألفًا، من بينهم 360 ألفًا من الشمال و260 ألفًا من الجنوب. وقد مات أكثر من نصف هؤلاء نتيجة الإصابة بالأمراض. وكلفت الحرب الأمريكيين عامة ثمنًا باهظًا في الممتلكات والمزارع والصناعة والتجارة، وهلك الكثيرون من المدنيين من رجال ونساء وأطفال. وقد أدخلت الحرب أساليب جديدة من فنون القتال مما جعلها توصف بأنها أول حرب حديثة، ذلك لأنه لأول مرة يقاتل الجنود تحت قيادة موحدة، ومن خنادق، وأن تنفذ الحصار الكامل. كما أدخلت الحرب استخدام المعدات من سفن مدرعة وألغام وبالونات مراقبة وغيرها واعتبرت حربًا حديثة نظرًا للدمار الواسع الذي جاءت به، إذ كانت حربًا شاملة استخدمت فيها كل طاقات المتحاربين.

إعادة الوحدة الكاملة لجميع الولايات المتحدة أخذت عملاً و جهداً في مرحلة ما بعد الحرب ضمن عملية عرفت إعادة التأسيس Reconstruction . خلفت الحرب أكثر من 970,000 قتيل (3% من مجموع السكان) تتضمن مقتل 620,000 جندي - ثلثيهم عن طريق الأمراض.

تناقش المؤرخون عما إذا كانت الكونفدرالية قد انتصرت في الحرب. أكد معظم العلماء على أن الاتحاد كان لديه مزايا طويلة الأجل لا يمكن التغلب عليها أكثر من الكونفدرالية من حيث القوة الصناعية والسكانية. أما الكونفدراليون، يجادلون، ويؤخرون الهزيمة فقط. وقد عبر المؤرخ الجنوبى شيلبي فوت عن وجهة نظره بإيجاز قائلا: "أعتقد أن الشمال خاض الحرب بيد واحدة وراء ظهره...أما إذا كان هناك مزيد من الانتصارات الجنوبية، وأكثر بكثير، لكان الشمال استخدم يده الأخرى التى كانت خلف ظهره. لا أعتقد أن الجنوب كان لديه أى فرصة لكسب تلك الحرب. [26] سعت الكونفدرالية للحصول على الاستقلال خلال عهد لينكولن، ولكن بعد سقوط اتلانتا وهزيمة لينكولن لماكليلان في انتخابات عام 1864، انتهى أى أمل في تحقيق انتصار سياسي للجنوب. وهنا نجح لينكولن في الحصول على دعم الدول الحدودية، ودبموقراطيو الحرب، والعبيد المحررين وكذلك بريطانيا وفرنسا. وحين تمكن من هزيمة الديمقراطيين ومكليلان، هزم أيضا ذوى الرؤوس النحاسية. [27] كما وجد لينكولن القادة العسكريين مثل جرانت وشيرمان الذين سيستغلون التفوق العددي لجيوش الاتحاد في المعركة ضد الجيوش الكونفدرالية. انتصر في الحرب الجنرالات الذين لم يتورعو عن سفك الدماء، واعتبارا من نهاية عام 1864 وما بعده لم يعد هناك أمل للجنوب.

من ناحية أخرى قال جيمس ماكفرسون أن تفوق الشمال من ناحية السكان والموارد جعلت فوزه مرجح، ولكن لا مفر منه. لم تكن الكونفدرالية في حاجة لغزو وسيطرة على أراض العدو من أجل الفوز، ولكن فقط كانت في حاجة لخوض حرب دفاعية لإقناع الشمال بأن تكلفة الفوز كانت كبيرة جدا. أما الشمال فكان بحاجة لقهر وسيطرة على مساحات شاسعة من أراضي العدو، وهزيمة الجيوش الكونفدرالية من أجل الفوز. [28]

كان من المهم أيضا بلاغة لنكولن في توضيح الغرض الوطني، وكذلك مهارته في إبقاء الولايات الحدودية مرتبطة بالاتحاد. على الرغم من أن نهج لينكولن نحو التحرر كان بطيئا، إلا أن إعلان تحرير العبيد كان استخداما فعالا لصلاحيات الرئيس أثناء الحرب. [29]

الاقتصاد

مقارنة بين الاتحاد والكونفدرالية[30]
الاتحاد الكونفدرالية
إجمالي التعداد 22,000,000 (71%) 9,000,000 (29%)
تعداد الأحرار 21,567,414 5,500,000
1860 عبيد ولايات الحدود 432,586 NA
1860 عبيد الجنوب NA 3,500,000
الجنود 2,100,000 (67%) 1,064,000 (33%)
السكك الحديدية (ميل) 21,788 (71%) 8,838 (29%)
المواد المصنـَّعة 90% 10%
انتاج الأسلحة النارية 97% 3%
القطن (بالبالة) في 1860 Negligible 4,500,000
القطن (بالبالة) في 1864 Negligible 300,000
% من صادرات الولايات المتحدة قبل الحرب 30% 70%

أكثر الشمال الصناعية ساعد في إنتاج الأسلحة والذخائر والإمدادات ، فضلا عن الشؤون المالية ، والنقل. ويبين الجدول ميزة نسبية للاتحاد على مدى الولايات الكونفدرالية الأمريكية (وكالة الفضاء الكندية) في بداية الحرب. اتسعت المزايا بسرعة خلال الحرب، حيث نما الاقتصاد الشمالي، في حين تقلصت الأراضي الكونفدرالية وضعف اقتصادها. وبلغ عدد سكان الاتحاد 22 مليون نسمة مقابل 9 ملايين في الجنوب عام 1861، واشتمل سكان الجنوب على أكثر من 3.5 مليون من العبيد وحوالي 5.5 مليون من البيض، وبالتالي تزايد عدد سكان الجنوب من البيض بنسبة أكثر من أربع إلى واحد مقارنة بالشمال. [31] زاد التفاوت حيث سيطر الاتحاد على المزيد والمزيد من الأراضي الجنوبية باستخدام الحاميات، وقطع الطرق عبر المسيسبي في الأجزاء الكونفدرالية. في البداية هيمن الاتحاد على أكثر من 80 ٪ من السفن والبواخر والزوارق النهرية والبحرية. ويضاف لذلك برنامج ضخم لبناء السفن. هذا ما مكن الاتحاد من السيطرة على الأنهار وفرض الحصار على الساحل الجنوبي بأكمله. [32] وجود سكك حديدية ممتازة بين مدن الاتحاد وفر حركة سريعة ورخيصة للقوات والإمدادات. وعلى النقيض كان النقل أبطأ بكثير وأكثر صعوبة في الجنوب الذي لم يتمكن من زيادة نظام السكك الحديدية، ولا إصلاح الأضرار، ولا حتى إجراء صيانة روتينية. [33] فشل ديفيز في الحفاظ على علاقات إيجابية ومثمرة مع حكام الولايات (وخصوصا جوزيف إي براون حاكم جورجيا، وزبولون فانس بيرد حاكم كارولينا الشمالية) ضر بقدرته على الاستفادة من الموارد الاقليمية. [34] الأضرار التى ألحقتها مشكلة تجارة القطن في الولايات الكونفدرالية بالاقتصاد العالمي أدت إلى علاقات دبلوماسية سيئة، مثل رفض شحن الأقطان قبل بداية الحصار. [35] مكن إعلان تحرير العبيد الأمريكيين من أصل أفريقي، سواء من السود الأحرار، أو من العبيد الفارين، من الانضمام إلى جيش الاتحاد. تطوع حوالي 190،000 شخص، [36] لتعزيز استغلال التفوق العددي الذى تمتعت به جيوش الاتحاد عن الجيوش لكونفدرالية، الذين لا يجرؤون على مضاهاة ما يعادل القوى البشرية بسبب الخوف من تقويض شرعية الرق. غالبا ما يقوم العبيد المحررون بواجبات الحامية، وخاضوا معارك عديدة في 1864-1865. [37] كما انضم أعداد كبيرة من المهاجرين الأوروبيين إلى جيش الاتحاد، منهم 177،000 ولدوا في ألمانيا و144،000 ولدوا في ايرلندا. [38]

اعادة الاعمار

اتفق القادة الشماليون على أن الانتصار يتطلب أكثر من انتهاء القتال. فلابد من تحقيق هدفى الحرب: كان لا بد من الانفصال تماما، والقضاء على جميع أشكال الرق. لكنهم اختلفوا كثيرا على معايير تحقيق هذه الأهداف. كما اختلفوا على درجة السيطرة الفدرالية التي يجب أن تفرض على الجنوب، وكذلك إعادة دمج الولايات الجنوبية في الاتحاد.

إعادة الإعمار ، والتي بدأت في وقت مبكر من الحرب وانتهت في عام 1877، كانت تنطوي على سلسلة معقدة وسريعة من التغيرات في سياسات الولاية والاتحاد. ظهرت النتائج على المدى الطويل في ثلاثة تعديلات لإعادة الإعمار في الدستور: التعديل الثالث عشر، والذي ألغى الرق والعبودية؛ والتعديل الرابع عشر، الذي مدد الحماية الفدرالية القانونية للمواطنين على قدم المساواة بغض النظر عن العرق، والتعديل الخامس عشر، والذي ألغى القيود العنصرية على التصويت. انتهى إعادة الإعمار في مختلف الدول في أوقات مختلفة، والثلاثة الأخيرة بتسوية عام 1877.

لمزيد من التفاصيل عن فشل التعديل الرابع عشر والخامس عشر، انظر :

النتائج

 
نصب تذكاري تكريما للجيش الجمهوري العظيم، الذي نظم بعد الحرب.

انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في ربيع عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية. أفرج إعلان تحرير العبيد عن جميع العبيد في الكونفدرالية، والذي نص على أن العبيد في المناطق الكونفدرالية أحرارا. كما أفرج عن العبيد في الولايات الحدودية والأجزاء التي يسيطر عليها الاتحاد بقانون الولاية (في 6 ديسمبر ، 1865) بالتعديل الثالث عشر. الاستعادة الكاملة للاتحاد نتجت عن العمل لحقبة مستمرة ما بعد الحرب عرفت باسم إعادة الإعمار. ننتج عن الحرب حوالى 1،030،000 من الضحايا (3 % من السكان)، بينهم حوالي 620،000 حالة وفاة (أى الثلثين) بسبب المرض. [40] ساوى عدد القتلى الأميركيين في هذه الحرب عدد القتلى في كل حروب الولايات المتحدة الأميركية مجتمعة. [41] إن الأسباب التي أدت إلى الحرب، ونتائجها، وحتى اسمها لا تزال من مواضيع الخلاف حتى اليوم. وخلال الفترة 1861-1865 كان قد أفرج عن 4 ملايين من العبيد السود. وحسب الإحصاءات الرسمية للسكان في عام 1860، فإن هناك حوالي 8% من الذكور البيض ممن تتراوح أعمارهم ما بين 13 عاما و43 عاما ماتوا في تلك الحرب، وكذلك حوالي 6% في منطقة الولايات الشمالية ونسبة كبيرة قُدِرَت بـ 18% في منطقة الولايات الجنوبية. كان هناك سببا واحدا للعدد الكبير من القتلى خلال الحرب وهو استخدام تكتيكات نابليون مثل الرسوم. مع استخدام أنواع من البنادق السريعة ، وكرة مينى (استخدمها جيش الاتحاد قرب نهاية الحرب ) والأسلحة النارية مثل بندقية سبنسر وعدد قليل من بنادق جاتلينج التجريبية، هلك بسببها العديد من الجنود.نتج عن ذلك حرب الخنادق، وهو تكتيك استخدم كثيرا خلال الحرب العالمية الأولى.


انظر أيضاً

السينما والتلفزيون

وثائق عن الحرب

ألعاب

ملاحظات

  1. ^ [150] ^McPherson, Battle Cry, pages 848–850
  2. ^ [151] ^ Davis, To Appomattox - Nine April Days, 1865, pp. 298, 322, 331-333, 359
  3. ^ [153] ^ McPherson, Battle Cry of Freedom page 495
  4. ^ [154] ^ McPherson, Battle Cry page 355, 494–6, quote from George Washington Julian on 495.
  5. ^ [155] ^ Lincoln's letter to O. H. Browning, September 22, 1861
  6. ^ [156] ^ Lincoln, the War President: The Gettysburg Lectures (Gettysburg Civil War Institute Books) by Gabor S. Boritt (Editor), pages 52-54The article is by James McPherson
  7. ^ [157] ^ Stephen B. Oates, Abraham Lincoln: The Man Behind the Myths, page 106
  8. ^ [158] ^Images of America: Altoona, by Sr. Anne Francis Pulling, 2001, 10
  9. ^ [159] ^ Letter to Greeley, August 22, 1862
  10. ^ ابراهام لنكولن، وثانيا خطاب التنصيب قي 4 مارس 1865 -- وهنا لنكولن الدول، "واحد من الثامنة من مجموع السكان كانوا عبيدا الملونة، لم توزع عموما من خلال الاتحاد، ولكن مترجمة في الجزء الجنوبي منه. هؤلاء العبيد يشكل مصلحة غريبة وقوية. كلنا يعلم أن هذا الاهتمام على نحو ما كان سببا للحرب. إلى تعزيز وإدامة وتوسيع نطاق هذا الاهتمام كان الكائن الذي المتمردين من شأنه أن تمزق الاتحاد حتى قبل الحرب، في حين ادعت الحكومة ليس من حقها أن تفعل أكثر من لتقييد التوسع الإقليمية لذلك ".
  11. ^ [161] ^ Lincoln's Letter to A. G. Hodges, April 4, 1864
  12. ^ [162] ^ James McPherson, The War that Never Goes Away
  13. ^ [163] ^ James McPherson, Drawn With the Sword, from the article Who Freed the Slaves?
  14. ^ [164] ^ Bruce Catton, Never Call Retreat, page 335
  15. ^ [165] ^ Civil War Topics
  16. ^ [166] ^ James McPherson, Battle Cry of Freedom, pages 791–798
  17. ^ [167] ^ James McPherson, Battle Cry of Freedom, pages 831-837
  18. ^ [168] ^ McPherson, Battle Cry, pages 557–558 and 563
  19. ^ Harper, Douglas (2003). "SLAVERY in DELAWARE". Retrieved 2007-10-16.
  20. ^ [171] ^ McPherson, Battle Cry, pages 840–842
  21. ^ [172] ^ U. S. Census of 1860
  22. ^ [174] ^ James McPherson, Battle Cry of Freedom, pp 546–557
  23. ^ [175] ^ McPherson, Battle Cry p 386
  24. ^ [176] ^ ^ Allen Nevins, War for the Union 1862–1863, pages 263–264
  25. ^ [177] ^ Stephen B. Oates, The Approaching Fury: Voices of the Storm 1820–1861, page 125
  26. ^ [178] ^ Ward 1990 p 272
  27. ^ [179] ^ McPherson, Battle Cry, pages 771–772
  28. ^ [180] ^ James McPherson, Why did the Confederacy Lose?
  29. ^ Fehrenbacher, Don (2004). "Lincoln's Wartime Leadership: The First Hundred Days". University of Illinois. Retrieved 2007-10-16.
  30. ^ Railroad mileage is from: Chauncey Depew (ed.), One Hundred Years of American Commerce 1795–1895, p. 111; For other data see: 1860 US census and Carter, Susan B., ed. The Historical Statistics of the United States: Millennial Edition (5 vols), 2006.
  31. ^ Crocker III, H. W. (2006). Don't Tread on Me. New York: Crown Forum. p. 162. ISBN 9781400053636.
  32. ^ [186] McPherson 313–16, 392–3
  33. ^ [187] ^ Heidler, David Stephen, ed. Encyclopedia of the American Civil War: A Political, Social, and Military History (2002), 1591–98 98
  34. ^ [188[188] ^ McPherson 432–44
  35. ^ [189] ^ Heidler, David Stephen, ed. Encyclopedia of the American Civil War: A Political, Social, and Military History (2002), 598–603
  36. ^ "Black Regiments". Retrieved 2007-10-16.
  37. ^ [192] ^ Ira Berlin et al., eds. Freedom's Soldiers: The Black Military Experience in the Civil War (1998)
  38. ^ [193] ^ Albert Bernhardt Faust, The German Element in the United States (1909) p. 523 online
  39. ^ Eric Foner, Reconstruction - America's Unfinished Revolution - 1863-1877, Harper & Row, 1988
  40. ^ Nofi, Al (2001-06-13). "Statistics on the War's Costs". Louisiana State University. Retrieved 2007-10-14.
  41. ^ [198] ^ James McPherson, Battle Cry of Freedom, page xix (from the introduction by C. Vann Woodward as of 1988)

المصادر

وصلات خارجية