تعويضات ألباما

دعاوى تعويض ألباما كانت سلسلة من دعاوى تعويض الضرر رفعتها حكومة الولايات المتحدة ضد حكومة المملكة المتحدة لمساعدتها سراً الولايات الكونفدرالية الأمريكية أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. بعد التحكيم، عام 1872 دفعت بريطانيا للولايات المتحدة 15.5 مليون دولار للأضرار التي سببتها السفن الحربية بريطانية الصنع التي بيعت للكونفدرالية، وبذلك أنهت الخلاف وأمـَّنت علاقات الصداقة بين البلدين.

تعويضات ألباما التي جاءت نتيجة تحكيم ألباما كان أول سابقة في تاريخ العلاقات بين الدول أسست لمبدأ التحكيم لفض المنازعات سواء منها المالية أو الحدودية أو غيرها. يعود أصل الموضوع الى انقسام الولايات المتحدة بفعل الحرب الأهلية في ستينات القرن التاسع عشر الى فدراليين شماليين و كونفدراليين جنوبيين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سي‌اس‌اس ألباما

تعاقد الجنوبيون سرا مع أحواض بناء السفن الانجليزية على بناء سفن حربية لاستعمالها في اغراق السفن التجارية الشمالية والحاق الأضرار بالاقتصاد الشمالى.


التورط السياسي البريطاني

أنشئت بالفعل هذه السفن وتم استخدامها و قامت باغراق كثير من السفن الشمالية الى أن نجح الضغط الشمالى على انجلترا لتوقف تسليم باقى السفن الى الولايات الجنوبية. تسببت تلك السفن الجنوبية في اغراق أكثر من 150 سفينة تجارية شمالية و اضطر كثير من أصحاب السفن الى تسجيلها في بلاد أخرى لكى لا تتعرض لهجوم تلك السفن الجنوبية.

الغـرامـة

بعد انتهاء الحرب بانتصار الولايات الشمالية طالبت حكومة الولايات المتحدة الحكومة البريطانية بدفع تعويضات عن الأضرار التى تسببت فيها أعمال تلك السفن لأن انجلترا بذلك لم تراع شروط الحياد الذى أعلنته في بداية الحرب باخلاص وحسن نية. تراوحت المطالبات بين المعتدلة والمغالية وغير المعقولة حتى أن بعض الأمريكيين طالب انجلترا بدفع كل تكلفة الحرب الأهلية على الاقتصاد الأمريكي لأنه لولا تلك السفن لقصر زمن الحرب بمقدار عامين على الأقل.

السناتور تشارلز سمنر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، طالب في البداية بمبلغ 2 بليون دولار، أو كبديل لذلك التنازل عن كندا للولايات المتحدة. فعندما فاوض وزير الخارجية الأمريكي وليام سيوارد شراء ألاسكا في 1867، كان يقصد به أن يكون الخطوة الأولى في خطة شاملة للسيطرة على كامل الساحل الشمالي الغربي على المحيط الهادي. فقد كان سيوارد مؤمناً بشدة ببيان القدر، أساساً لمزاياه التجارية للولايات المتحدة. توقع سيوارد أن تسعى كلومبيا البريطانية للانضمام إلى الولايات المتحدة وظن أن بريطانيا قد تقبل هذا كمقابل لتعويضات ألباما. وسرعان ما برزت عناصر أخرى تؤيد الضم. وكان هدفهم ضم كلومبيا البريطانية ومستعمرة النهر الأحمر (مانيتوبا)، ونوڤا سكوتشيا، مقابل التنازل عن دعاوى التعويض. بلغت الفكرة أوجها في ربيع وصيف 1870، فيما بدا أنه توحيد لقوى التوسعيين الأمريكان والانفصاليين الكنديين ومناهضي الامبراطورية البريطانيين. إلا أن الخطة تم التخلي عنها لعدة أسباب. فقد واصلت لندن التعطيل، وواصلت الجماعات التجارية والمالية الأمريكية الضغط على واشنطن للوصول إلى تسوية سريعة للنزاع على أساس نقدي، كما تنامت المشاعر الوطنية الكندية المنادية بالبقاء داخل الامبراطورية البريطانية، كما أصبح الكونگرس مشغولاً باعادة البناء، ولم يبدي الشعب الأمريكي اهتماماً بالتوسع الإقليمي.[1][2]

دفع ذلك التفاوت الواضح بين وجهات النظر الطرفين الى قبول مبدأ التحكيم. صدر حكم هيئة التحكيم عام 1872 بعد 7 سنوات من نهاية الحرب و أرسى مبدأ أحقية التعويض و لكن فقط في حدود الضرر المباشر و هو مبدأ لا يزال ساريا حتى اليوم في القوانين الداخلية و في العلاقات الدولية.

المحكمون

المحكمة تألفت من الممثلين التالين:

انعقدت جلسات التحكيم في قاعة استقبال في مبنى بلدية جنيڤ. وقد أطلق على هذه الغرفة منذ ذلك الحين salle de l'Alabama.

الحكم النهائي بمبلغ 15,500,000 دولار شكل جزءاً من معاهدة واشنطن ودُفِع في 1872.

أثره

أرست الواقعة مبدأ التحكيم الدولي، وأطلق حركة لسن القانون الدولي العام مع أمل التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات الدولية. دعاوى ألباما كانت بذلك سابقة لHague Convention، عصبة الأمم، والمحكمة الدولية، والأمم المتحدة.

جدير بالذكر أن التحكيم بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس البحرية العالمية الذى حكم في شأنه الامبراطور نابليون الثالث عام 1864 كان أقدم من تحكيم ألاباما ولكنه لم يقع بين دولتين.

استقر بعد ذلك مبدأ التحكيم في العلاقات الدولية و تم العمل به في أماكن كثيرة مثل الساحل المهادن ( حاليا دولة الامارات). ولعل أشهر قضية تحكيم في التاريخ العربى الحديث هى اجراءات التحكيم حول نزاع طابا بين مصر واسرائيل في ثمانينات القرن العشرين.

انظر أيضاً

ببليوجرافيا

  • Adams, E. D. (1924). Great Britain and the American Civil War. New York: Russell & Russell. (see external links)
  • The Alabama Arbitration. Philadelphia: Allen, Lane & Scott. 1900. {{cite book}}: Unknown parameter |unused_data= ignored (help)
  • Beaman, C. C. (1871). The National and Private Alabama Claims and their Final and Amicable Settlement. Washington: W. H. Moore., reprinted in the Michigan Historical Reprint Series, ISBN 1418129801
  • Bowen, C. S. C. (1868). The Alabama Claims and Arbitration Considered from a Legal Point of View. London.
  • Cook, A. (1975). The Alabama Claims. Ithaca, N.Y.: Cornell University Press.
  • deKay, T. (2003). The Rebel Raiders: The Warship "Alabama", British Treachery and the American Civil War. London: Pimlico. ISBN 0712664904.

وصلات خارجية

  1. ^ Doris W. Dashew, "The Story Of An Illusion: The Plan To Trade 'Alabama' Claims For Canada," Civil War History, Dec 1969, Vol. 15 Issue 4, pp 332-348
  2. ^ David E. Shi, "Seward'S Attempt to Annex British Columbia, 1865-1869," Pacific Historical Review, May 1978, Vol. 47 Issue 2, pp 217-238