التاريخ العسكري الأمريكي الاستعماري

التاريخ العسكري الأمريكي الاستعماري Colonial American military history، هو سجل عسكري للمستعمرات الثلاثة عشر منذ تأسيسها حتى الثورة الأمريكية عام 1775.

جورج واشنطن عام 1772 ككولونيل في فوج ڤرجنيا، رسم تشارلز ويلسون پيل.

تمثل الخطر المشترك ذد المستعمرات، في البداية، في الهنود الحمر، ولكن عندما أصبحت بريطانيا إمبراطورية استعمارية منافسة لمثيلاتها في أوروبا، كان لابد من اشتراك مستعمراتها في أمريكا في الكفاح ضد الدول الاستعماريةالمنافسة لبريطانيا، فرنسا، وإسپانيا. على ذلك فقد كانت المستعمرات الأمريكية طرفا في الصراع مع الهنود الحمر من جهة، ثم فرنسا وإسپانيا من جهة أخرى، طيلة القرن الثامن عشر.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحراس


الجيش الشعبي

الحروب الهندية

سبقت الإشارة إلى أن أراضي الشمال القارة الأمريكية لم تكن مأهولة بالسكان ولا موطنا لحضارات زاهية عند بدء عملية الاستيطان البريطاني فيها كما كانت الحال في أمريكا الوسطى حتى وصل الإسبان إليها . إلا أن شمال تلك القارة – على أية حال – كان موطنا لعديد من قبائل الهنود الحمر ، موزعة في الغابات وحول مجاري الأنهار والأودية ، حيث كانت تمارس حياة كثيرة التخلف إذا ما قيست بالرجل الأوروبي الأبيض أو حتى بيجرانهم هنود الجنوب – في أمريكا الوسطى والجنوبية ، حيث تركزت حياة هؤلاء الهنود على الصيد والزراعة البدائية في بطون الأودية. [1]

حتى وصل الإنجليز إلى الشواطئ الأمريكية ؛ لم يقابلهم السكان الأصليون بروح عدائية في معظم الأحوال ، بل كثيرا ماكانوا يظهرون رغبة في التعامل مع الرجل الأبيض بمقايضة الفراء والتبغ مقابل ماعند المهاجرين من مصنوعات وزجاجيات أو بعض المشروبات الروحية . ونظرا لاتساع رقعة الأرض ؛ فلم يكن الهنود يعارضون في نزول المهاجرين الذين كانوا في معظم الأحيان ومنذ البداية يسعون إلى الحصول على موافقة السكان الأصليين على تملكهم للأرض التي يقيمون عليها عن طريق اتفاقيات مكتوبة ، لم يجد الهنود أي مانع في بصم أصابعهم علهيا نظرا لجهلهم بالكتابة . على أية حال لم ير الهنود أية قيمة لهذه الاتفاقيات وذلك لجهلهم بمضمونها ؛ إضافة إلى ذلك أن فكرة التملك وانتقال الملكية العقارية كانت غريبة على مداركهم تماما.

ولكن بعد رحلة ليست طويلة ، بدأ الهنود يدركون ماهية الخطر الأبيض ، فالمهاجرون أصبحوا يتزايدون باستمرار ، ولم يعودوا يبنون قراهم – كما كان الحال في البداية – على الشاطئ ، بل أخذوا يزحفون في بنائها إلى الداخل ، كما أن هؤلاء المهاجرين بدأوا يتوغلون في الغابات بحثا عن الصيد ، مزاحمين في ذلك الرجل الهندي في موارد رزقه الأساسية ، وهكذا بدأ تصادم المصالح يؤدي إلى اعتداءات وحوادث قتل فردية في أول الأمر ، تخولت بعد ذلك إلى جماعية ، وكانت نتيجتها في معظم الأحيان لصالح الرجل الأبيض نظرا لتفوقه في السلاح ولتقدمه في وسائل القتال الأخرى .

في البداية ، كانت الصدامات مع الهنود المحلية ، ولكن بزيادة المنافسة بين الدول الأوروبية المتواجدة في القارة حاول كل منها مخالفة الهنود ضد القوة الأوروبية المنافسة . حصل هذا عند ظهور المنافسة بين بريطانيا وفرنسا في البداية . وهكذا فمع مرور الزمن اشتعلت نيران حرب متقطعة بين الرجل الأبيض وبين السكان الأصليين ، تخللها فترات سلم قلق ، وامتدت من فلوريدا جنوبا حتى أراضي الداكوتا شمالا ودامت حوالي قرنين من الزمن .

في المراحل الأولى لهذا الصراع كان الهنود – نتيجة لشعورهم بأن مصالحهم مهددة – هم الذين يبادرون إلى استخدام العنف . ففي منطقة فرجينيا اندلعت حرب كبرى عام 1622 م استمرت أربع عشرة سنة ، ففي شهر مارس من ذلك العام قام القائد الهندي أوبيشانكانو (Opechancanough) زعيم القبائل الهندية القاطنة حول مستعمرة فرجيينيا بهجوم صاعق على قرى المستعمرة حيث قتل حوالي 346 مستوطنا بريطانيا ، ولم ينج من هذا الهجوم سوى العاصمة جيمس تاون ، ولمدة أربعة عشر عاما استمرت المعارك بأعمال العنف والتخريب من قبل الفريقين . وقد عقد صلح بين الطرفين في عام 1636 م ، ولكنه لم يدم إلا سنوات قليلة بادر بعدها الزعيم الهندي إلى تنظيم مذبحة في عام 1644 م ذهب ضحيتها حوالي 500 شخص من البيض . لم تتوقف هذه الحرب إلا حين وفق المهاجرون البيض إلى أسر أوبيشانكانو وإعدامه . وكما هي العادة ، فكلما انهزم الهنود كانوا يجبرون على التخلي عن قسم كبير من الأرض التي كانوا يعيشون عليها . فيما بعد قامت – هناك – حرب عام 1676 م ، كان من نتيجتها قيام (انتفاضة بيكون) التي رأينا بأنها كانت احتجاجا من قبل سكان المناطق الغربية ضد السلطات التي لم تكن توفر لهم الحماية الكافية .

في نيوإنجلند كان البيوريتانز يكرهون الهنود الحمر كراهية شديدة ، وفي حروبهم معهم كانوا يقتلون الرجال ويأخذون النساء والأطفال كرقيق . ففي سنة 1937 م ، اشتعلت هناك نيران حرب عرفت باسم (حرب البيكو) (Pequot War) . وقد بدأت هذه الحرب بمقتل تاجر بريطاني مما أدى إلى سلسلة من التدابير الانتفاضية من الفريقين ، وكانت قبيلة البيكو دائما تريد الثأر لنسائها وأطفالها الذين أصبحوا رقيقا للرجل الأبيض في أواخر شهر مايو عام 1637 م تسلل الكابتن ميسون مع فريق من جنوده الإنجليز نحو قرية قبيلة البيكو ، فحاصرها ، وأضرموا فيها النيارن ،وكانت حصيلة هذا الهجوم إحراق 600 رجل وامرأة وطفل من الهننود بعد هذه الحرب سادت فترة من الهدوء التي في منطقة نيو إنجلند لمدة أربعين سنة .

فيما بعد ، يتزايد عدد المهاجرين ، وتكاثر مدنهم ومستعمراتهم ، بدأ الصراع بين الرجل الأبيض والرجل الهندي يمر في مرحلة ثانية تتميز بشعور الهنود بضرورة التنظيم والتعاون ونبذ الخلافات القبلية لهذه الاتفاقيات العسكرية ، شن الهنود الحمر بين عام 1675 وعام 1715 م ثلاثة حروب ضد المستعمرات البريطانية ، أشهرها حرب الملك فيليب عام 1675 م التي قامت ضد مستعمرة بلجوت والتي كانت تقضي عليها (وقد سميت الحرب بهذا الاسم لأن المستوطنين البريطانيين كانوا قد أطلقوا اسم الملك فيليب على ميتاكوميت زعيم القبائل المحاربة ، بدأت هذه الحرب عندما استولى المستوطنون في نيو إنجلند على كثير من الأراضي الهندية ، وكانوا يحاولون السيطرة على سلوك الرجل الهندي ، ولهذا شاع القتل والتنكيل والسرقة في مناطق الحدود ، وتعرضت معظم مناطق نيو إنجلند للأخطار . ونتيجة لهذه الحروب فقد أحرق الكثير من المستوطنات ، ومرة أخرى كان هناك مئات من القتلى الهنود ، وقد بيع قسم كبير منهم كعبيد ، ولم تتوقف هذه الحرب إلا بمقتل زعيم الهنود فيهجوم مباغت في سنة 1676 م . ومما امتازت به هذه المرحلة انتشار حرب العصابات على طول الحود الداخلية بين قبائل الهنود والقرى الأمامية ، وكثيرا ما أدت هذه الاضطرابات إلى انعكاسات على الوضع السياسي في كل المستعمرات . فيما بعد ذلك كانت الحروب مع الهنود كحلفاء لفرنسا او بريطانيا .

ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه رغم جو العداء المتزايد ، فإن فئة من الرجل الأبيض كانت ذات إرادة حسنة ورغبة في معاملة الهنود معاملة إنسانية عادلة ، ومن هؤلاء على سبيل المثال وليم بن مؤسس ولاية بنسلفانيا الذي كان دائما على علاقات طيبة مع جيرانه الهنود والنصف الآخر من البيض ، وقد صادق زعمائهم وكان يحضر احتفالاتهم الدينية كواحد منهم ، ويشارك في طقوسهم وأعيادهم ، سياسة الود والصداقة التي اتبعها الكويكرز أيضا منعت اندلاع الحروب مع الهنود في المناطق الوسطى من المستعمرات البريطانية .

في منطقة نيويورك ، أظهر المهاجرون ميلا دائما إلى التعايش السلمي مع الهنود ، وذلك لأن القبائل الهندية في تلك المنطقة – التي تنتمي إلى عنصر يسمى ايروكويز – كانت قد كونت اتحادا فيما بينها يعرف باسم (الأمم الخمس) . لقد كان لهؤلاء مجلس أعلى يدير شئونهم ، وكان المهاجرون يهابونهم كثيرا لما عرف عنهم من شدة وشراسة من جهة ، ولكون أراضيهم تتاخم من جهة الداخل الأراضي الفرنسية ، ولذلك فقد عوملوا دائما بعدل واحترام تلافيا لقيام اتحاد بينهم وبين الفرنسيين .


الحروب الهولندية

الحروب الإسپانية

الحروب الفرنسية البريطانية

كانت إسبانيا هي المنافسة الأولى لبريطانيا فيما وراء البحار، ولكن هزيمة الإسبان من قبل بريطانيا في حرب الأرمادا ، كان قد قضي على الخطر الإسباني لساحل الأطلسي الشرقي .

كان الهولنديون هم الفئة الثانية التي تحدت بريطانيا (في منتصف القرن السابع عشر) ، وبعد ثلاثة حروب استطاعت بريطانيا أن تقضي على الخطر الهولندي في أمريكا المشالية ، وغيرت اسم مستعمرتهم نيو أمستردام إلى نيويورك .

وهكذا فقد أصبح الوجود الفرنسي في امريكا الشمالية هو الوجود الأوروبي الرئيسي الذي كان باستطاعته أن يتحدى السلطة البريطانية هناك. وهكذا، وبفضل جهود المكتشفين الفرنسيين لم ينقض القرن السابع عشر إلا وكانت الممتلكات الفرنسية في أمريكا تضم قسما كبيرا من بلاد كندا ووادي المسيسيبي والقسم الأوسط الغربي من أراضي الولايات المتحدة حاليا . ههذ مساحات أكبر بكثير من أراضي المستعمرات الإنجليزية التي تمتد على طول الأراضي الساحلية الممتدة من كندا في المشال حتى فلوريدا في الجنوب والممتدة غربا حتى حوض المسيسيسبي .

إلا ان أراضي الإمبراطورية الفرنسية الواسعة لم تكن تضم في مطلع القرن السابع عشر اكثر 18.000 مهاجر فرنسي، وهذا رقم ضئيل بالنسبة لامتداد رقعة الأرض .

لقد حاول الفرنسيون أن يعوضوا عن ضعفهم العددي بالتحالف مع الهنود حيث وثقوا صلاتهم بكثير من قبائلهم وتزاوجوا معهم . وهكذا فإن الاصطدام مع المستعمرات البريطانية أخذ يقترب تدريجيا ، ومع مطلع القرن الثامن عشر ، بات واضحا أنه لابد من أن يخوض الفريقان حربا فاصلة لتكريس سيادة أحدهما على العالم الجديد .

لقد سميت الحروب البريطانية – الفرنسية في أمريكا الشمالية (بحرب المائة سنة الثانية) (1689-1815).

أسباب الحروب

كانت العلاقة بين المستعمرات الإنجليزية والفرنسية في أمريكا في بداية عهد الاستعمار علاقة طيبة إلى حد كبير ، ولكن منذ أن ظهر الخلاف بين فرنسا وإنجلترا في أوروبا عقب تولي وليم أورنج عرش بريطانيا عام 1688 م ، وفرار الملك جيمس الثاني المتعصب للكاثوليكية ، وتأييد لويس الرابع عشر لهذا الأخير فقد أخذ الصراع في أوروبا ينعكس على الأحداث في القارة الأمريكية ، ويتزايد هذا الصراع في أوروبا – الذي شغل القسم الأكبر من القرن الثامن عشر ، فقد أصبح الخلاف بين المستعمرات الفرنسية والإنجليزية في قارة أمريكا يشتد ويقوى أيضا .

إضافة إلى ذلك ، فإن التعصب الديني والصراع بين الكاثوليك والبروتستنت في أوروبا ، كان قد انتقل إلى العالم الجديد وزاد من حدة الخلاف بين المستعمرات الفرنسية والبريطانية هناك .

ثم إن تضارب المصالح بين الدولتين الأوروبيتين في العالم الجديد خصوصا حول السيطرة على تجارة الفراء – التي كانت مصدرا مهما من مصادر الثروة في العالم الجديد – كان قد أدى إلى صراع على المناطق المنتجة للفراء . مناطق الصيد المهمة تركزت في السانت لورانس في كندا ومنطقة نهر الهدسون التابعة لبريطانيا ، ولما كانت حيوانات هذه المناطق آخذة في الانقراض ، فكان لا بد إذن من قيام صراع حول مناطق الصيد في الداخل حيث كانت فرنسا هي المسيطرة هناك ، وهذا جعل الجانبين وجها لوجه داخل القارة .

وبناءا على ذلك ، فحتى تحمي فرنسا مواقعها في الداخل ، قامت منذ مطلع القرن الاثمن عشر بإقامة سلسلة من الحصون والقلاع بشكل نصف دائري تمتد من كوبيك في الشمال حتى مصب المسيسيبي على خليج المكسيك في الجنوب ، وذلك في محاولة لتطويق المستعمرات الإنجليزية ومنع توسعها نحو الغرب .

وهنا تجدر الإشارة إلى إمكانيات كل من الدولتين في العالم الجديد ؛ لأن ذلك سيعطينا فكرة عن نتيجة هذا الصراع . في منتصف القرن الثامن عشر بلغ عدد سكان المستعمرات البريطانية نحو مليون ونصف المليون نسمة ، بينما لم يزد عدد سكان كندا من الفرنسيين عن ثمانين ألفا ، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى رفض الحكومة الفرنسية قبول مهاجرين من غير الكاثوليك حتى ولو كانوا فرنسيين ، وهذا مما حدا بالهجنوت المهاجرين من فرنسا إلى الاستقرار في المناطق الوسطى من المستعمرات البريطانية من ناحية أخرى فإن الفرنسيين كانوا يطبقون النظام الإقطاعي في ملكية الأرض . وفي كندا حيث حصوا البلاء بالملكيات الكبيرة وفرضوا على الفلاح الفرنسي الصغير في كندا نفس الالتزامات التي كانت مفروضة علهيم في فرنسا ، مما جعل الفلاحين في كندا يتحولون إلى التجارة بدلا من العمل في الزراعة . كانت النتيجة عدم ازدياد موارد المستعمرات ، وامتناع الفلاحين الفرنسيين على المدى الطويل عن الهجرة إلى العالم الجديد .

إضافة إلى ذلك ، فإن الحكومة الفرنسية كانت قد ركزت كل اهتمامتها العسكرية على شئون القارة الأوروبية في الوقت الذي كان فيه الأسطول البريطاني – المتفوق في البحار – يعمل على توثيق الصلات بين الجزر البريطانية ومستعمراتها في القارة الأمريكية ، كما أن ضيق مساحة المستعمرات البريطانية كان قد ساعد على توثيق الاتصال بين السكان وعلى قدرتهم في تنظيم أمورهم الدفاعية .

ويجب ألا ننسى بأن أكثر الحروب التي قامت بين المستعمرات الفرنسية والبريطانية طيلة القرن الثامن عشر ، إنما كانت انعكاسا وامتدادا لحروب الدولتين في أوروبا .


حرب الملك وليم: 1689–1697

 
"I have no reply to make to your general other than from the mouth of my cannons and muskets." Frontenac famously rebuffs the English envoys at the Battle of Quebec (1690)

  حرب الملك وليم (1689-1697)، وهي أول حرب تشترك فيها مستعمرات بريطانيا في أمريكا في حرب مع دولة خارج القارة الأمريكية . لقد قامت مستعمارت نيو إنجلند بالاستيلاء على بورت رويال ، وعلى نوفا سكوتيا ، في نفس الوقت الذي فشلت فيه بريطانيا في الاستيلاء على كندا . هذا وكانت منطقة نيوإنجلند قد تعرضت نتيجة هذه الحروب إلى كثير من الغارات الهندية . انتهت هذه الحرب بمعاهدة ريزويك عام 1697، دون حصول أي طرف من الأطراف على أي مكاسب إقليمية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حرب الملكة آن

حرب الملكة آن (1701-1713)، حيث أدت إلى سلسلة من الاصطدامات ، كان أبرز ما فيها مشاركة الهنود في المعارك خصوصا في منطقة نيو إنجلند، واستطاعت مستعمرات نيو إنجلند الاستيلاء مرة أخرى على بورت رويال ، كما قامت بمعونة المستعمرات الوسطى والقوات البريطانية بالقارة على مونتيريال في كندا ، ولكن هذه الحملة فشلت فشلا ذريعا نتيجة تحطم السفن الناقلة في نهر سانت لورانس ، ومع ذلك كانت نتيجتها هزيمة بريطانيا للحليفتين فرنسا وإسبانيا.

انتهت ههذ الحرب بصلح أوترخت عام 1713 م، الذي كان من نتيجة حصول بريطانيا بمقتضاه على : نوفاسكوتيا ، نيوفاوندلاند ، ومنطقة خليج هدسن في قارة أمريكا الشمالية ، وعلى منطقة جبل طارق في إسبانيا. إضافة إلى ذلك ، استطاعت بريطانيا – نتيجة هذه الحرب – احتكار تجارة الرقيق مع أمريكا الجنوبية لمدة ثلاثين عاما.

حرب الأب رال

حرب الملك جورج

حرب الملك جورج (1740-1748) ، نتيجة لتعرض مناطق نيوإنجلند للغارات الهندية التي كانت تشجعها فرنسا، ونتيجة لمنافسة فرنسا لبريطانيا في مناطق الصيد على الساحل في تجارة الفراء ، فقد قام سكان نيو إنجلند بتنظيم حملة ضد مدينة لويسبرغ على جزيرة رأس بوتون ، ومع أن الحملة انت ناجحة في عام 1745 م ، إلا أن نتيجة هذه الحرب لم تكن حازمة ، حيث انتهت بصلح (أي لاشابيل) (Aix – La Chapelle) عام 1748 م ، الذي بمقتضاه أعيدت منطقة لويسبرغ إلى السيطرة الفرنسية .

حرب الأب لو لوتر

الحرب الفرنسيين والهنود: 1754–63

حرب الفرنسيين والهنود (1756-1763)، والتي سميت في أوروبا بحرب السبع سنوات ، قامت في أمريكا الشمالية بسبب الصراع على وادي الأوهايو . كانت نتيجتها أن قضت بريطانيا على النفوذ الفرنسي كلية في قارة أمريكا الشمالية .

خلفية تاريخية

كان عدد الفرنسيين في قارة أمريكا الشمالية يقارب المائة ألف نسمة عام 1750 م ، وقد أزعج هؤلاء وجود مليونين من المستعمرين البريطانيين الذين كانوا مستمرين في عملية الزحف داخل القارة الأمريكية إلى الغرب ، وقد زعمت كل من الدولتين السيطرة على مناطق شرق المسيسيبي في عام 1749 م كان الملك جورج الثاني قد منح مساحة 200.000 هكتار غرب جبال اليقني (غرب أوهايو) إلى شركة الأوهايو ، التي كانت تتكون من مجموعة من مضاربي الأراضي من فرجينيا . ومن بنسلفانيا ، فإن تجار الفراء قد اجتاحوا تلك المنطقة ، مهددين بالسيطرة على التجارة مع الهنود . نتيجة لذلك فقد قامت فرنسا بإنشاء سلسلة من التحصينات ضد الغزوات البريطانية . ولذلك فقد قام حاكم فرجينيا العام بإرسال جورج واشنطن ، الذي كان فقد في الثاني والعشرين من العمر ، على رأس قوة عسكرية لإنذار الفرنسيين بالخروج من منطقة الأوهايو الشمالية . وقد اندلعت الحرب باشتباك واشنطن مع الفرنسيين في منطقة جريت ميدو (Great Meadow) في عام 1754 م ، واضطر واشنطن – نتيجة لهذا الاشتباك – التخلي عن القلعة الخاصة التي بناها لهذا الغرض والتي كانت تسمي فورت نسيتي (Fort Necessity) ، ونجح الفرنسيون في إقامة قلعة خاصة لهم تسمى فورت جوجوسني (Fort Duguesene) .

كونگرس ألباني

وللاستعداد لاحتمالات الحربا لمقبلة ، فقد قامت بريطانيا بتشجيع المستعمرات على التعاون فميا بينها . وهكذا فإن ممثلين من سبع مستعمرات قد اجتمعوا في ألباني (منطقة نيويورك) عام 1754 ، للعمل على الوحدة فيما بينهم لمجابهة خطر الحرب الهندية الفرنسية المقبلة ، وكان بنجامين فرانكلين هو الذي اقترح ما سمي بخطة كونگرس ألباني. وكان من مضمون هذه الخطة تكوين هيئة تمثيلية (كونجرس) مع إعطائها السلطة بالتفاوض مع الهنود ، تكوين جيش ، فرض الضرائب ومراقبة الأراضي العمومية . وقد وافق الممثلون الحاضرون على هذه الخطة ، ولكن المجالس التشريعية في المستعمرات – بتركيزها فقد على مصالحها المحلية – قد رفضت التخلي عن أي سلطاتها إلى هيئات خارجة عنها ، أهمية هذا المؤتمر أنه يعتبر سابقة لمؤتمرات لاحقة كان الغرض منها تشجيع التعاون بين المستعمرات المختلفة .

الأطراف المتحاربة

أولا، البريطانيون ، كانوا يمثلون أكبر قوة بحرية في العالم في ذلك الوقت ، وكان لبريطانيا حليف قوي في أوروبا وهو فردريك الأكبر ؛ كان عدد سكان المستعمرات البريطانية في أمريكا يفوق بكثير عدد الفرنسيين هناك بنسة 1:15 ، إن زعامة وليام بت (Pitt) قد رفعت من الروح العسكرية والمعنوية لدى القوات البريطانية ؛ كما أنه كان على الفرنسيين أن يحموا مناطق واسعة جدا ، في حين أن المستعمرات البرطيانية كانت محدودة المساحة ومتنوعة في اقتصادياتها وصناعتها .

ثانيا ، الفرنسيون ، تتمثل العوامل المساعدة لحربهم مع بريطانيا في الآتي : كانت القبائل الهندية القوية حليفة لهم ، في حين أن قبائل الأروكوس – حلفاء بريطانيا 0 قد وقفوا على الحياد ؛ كانت المستعمرات الفرنسية في ا/ريكا أكثر تنظيما وخضوعا للسلطات الفرنسية من المستعمرات البريطانية هناك التي كانت في بعض الأحيان تتصرف وكأنها ولايات مستقلة ، إلا في شعورها بتواجد خطر جدي يهددها ؛ كما أن الفرنسيين قد تمتعوا بوحدة قيادتهم ، بنيما كان البريطانيون – ينقصهم في البداية 0 هذا النوع من الوحدة .

الحملات العسكرية

بدأ الجنرال إدوارد برادوك (Edward Braddock) القائد العام للقوات البريطانية في أمريكا الشمالية في شق طريق من ميريلاند داخل الغابات متجها إلى الشمال الغربي ، وذلك بغرض الاستيلاء على القلعة الفرنسية في فوت دوكوسن ، ولكن جيش برادوك كان قد تعرض لكمين فرنسي ، ولذلك فشل قبل وصوله إلى القلعة بحوالي سبعة اميال وذلك في عام 1755 م . وفي عام 1756 م ، امتدت هذه الحرب إلى داخل القارة الأوروبية نفسها . في خلال السنتين الأوليتين من الحرب تعرضت الجيوش البريطانية في أمريكا لهزائم شنعاء من قبل الفرنسيين .

وبمجيء وليام بت كرئيس للوزراء عام 1758 ، فإن مد الحرب بدأ يتجه لصالح بريطانيا ، ففي تلك السنة استطاع البريطانيون احتلال ثلاث قلاع فرنسية في مناطق متفرقة : لويسبرغ ، قلعة فرونتناك على ساحل بحيرة أوتتاريو ، وبلعة دوكوسن . وفي السنة التالية ، هزمت بريطانيا القوات الفرنسية في منطقة الكويك في كندا . وبمجيء عام 1760 م ، فإن البريطانيين كانوا قد استولوا على مونتريال ، وبذلك أصبحت الحرب منهية . قامتب ريطانيا بنقل الفرنسيين الأكاديين من نوفاسكوتيا إلى مناطق لويزيانا . ولكن الغارات الهندية على الحدود تسببت في قتل الكثير من عائلات المستوطنين في نيوإنجلند . ونتيجة لهذه الانتصارت فقد اضطرت فرنسا أخيرا إلى التسليم في عام 1763 م .

معاهدة باريس 1763

من شروط هذه المعاهدة ؛ تخلت فرنسا لبريطانيا عن كل ممتلكاتها في كندا في شرق نهر المسيسيبي ؛ آلت جزر الهند الغربية التي خضعت لفرنسا وحليفتها إسبانيا إلى أصحابها الأصليين ؛ تخلت إسبانيا لبريطانيا عن فلوريدا في مقابل إرجاع كوبا إلى الحكم الإسباني ، وتأكيد بقاء بريطانيا في الممتلكات التي احتلتها من فرنسا في القارة الهندية .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نتائج الحرب الفرنسية الهندية

بالنسبة للمستعمرات البريطانية في أمريكا ، فغنها بدأت تشعر بعدم حاجتها إلى حماية بريطانية ، وذلك لزوال الخطر الفرنسي من القارة ألأمريكية . وبمعنى آخر فإن أهم نتائج هذه الحرب هو ازدياد ثقة سكان المستعمرات البريطانية بأنفسهم ، وزيادة شعورهم أيضا باهميتهم نظرا للمساهمة المالية والعسكرية الفعالة في هذها لحروب ، كما دفعهم أيضا إلى الاستهانة بالقدرة العسكرية البريطانية التي تعرضت لهزائم كبيرة في السنوات الأولى من الحرب . من ناحية أخرى ، فإن اشتراكهم في الحرب قد عودهم على التعاون فيما بينهم ، وتنسيق جهودهم لما فيه خيرهم العام ، كما أبرز من بينهم قيادات عسكرية لعبت دورا هاما في الحرب ، وفوق كل ذلك فإن زوال الحكم الفرنسي كان قد فتح أمام المستوطنين الأمريكيين إمكانية التوسع نحو الغرب دون حدود أو قيود.

بالنسبة لبريطانيا ، فإنها لحظت إهمال مستعمراتها الأمريكية في دعم الحرب مع فرنسا ؛ حيث أن هذه المستعمرات كانت تتاجر بحرية مع الفرنسيين في كندا وكذلك جزر الهند الغربية ، وهكذا فقد بدأت الحكومة البريطانية معاملة صارمة للمستعمرات لترغمها على تقديم المعونات العسكرية والمالية التي كانت ترى بأنها في صالح الإمبراطورية ككل . ومن ناحية أخرى ، كان على بريطانيا مجابهة مشاكل الحكم لسكان المناطق التي احتلتها : الهنود الحمر غرب جبال الأبلاش ، ثم السكان الفرنسيين في منطقة كوبيك في كندا . في محاولتها إيجاد حل لهذه المشاكل ، فإن بريطانيا تعرضت لعداء شديد من قبل رعاياها في المستعمرات .


ڤرجنيا

أكاديا/ نوڤا سكوتشيا

 
St. John River Campaign: Raid on Grimrose (present day Gagetown, New Brunswick). This is the only contemporaneous image of the Expulsion of the Acadians


نيويورك

لويزبورگ

كندا

الذكرى

تمرد الپونتياك

 
منطقة تمرد الپونتياك


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ عبد العزيز سليمان نوار، محمود محمد جمال الدين (1999). تاريخ الولايات المتحدة. دار الفكر العربي.

قراءات إضافية

  • Anderson, Fred. The War That Made America: A Short History of the French and Indian War (2006), excerpt and text search
  • Carp, E. Wayne. "Early American Military History: A Review of Recent Work," Virginia Magazine of History and Biography 94 (1986) 259–84
  • Ferling, John E. Struggle for a Continent: The Wars of Early America (1993), to 1763
  • Gallay, Alan, ed. Colonial Wars of North America, 1512–1763: An Encyclopedia (1996) excerpt and text search
  • Leach, Douglas Edward. Arms for Empire: A Military History of the British Colonies in North America, 1607–1763 (1973)
  • Peckham, Howard H. The Colonial Wars (1965), excerpt and text search
  • Rodger, N. A. M. The Command of the Ocean: A Naval History of Britain, 1649–1815 (2006)