الحملة الألمانية (الحروب الناپليونية)

الحملة الألمانية
جزء من حرب التحالف السادس
MoshkovVI SrazhLeypcigomGRM.jpg
معركة لايپزيگ
التاريخ1813–1814
الموقع
ألمانيا ووسط أوروپا
النتيجة

نصر حاسم للتحالف

المتحاربون

Original Coalition
Flag of Russia الإمبراطورية الروسية
 بروسيا
Flag of الإمبراطورية النمساوية الإمبراطورية النمساوية
 السويد After Battle of Leipzig

Flag of الامبراطورية الفرنسية الأولى الامبراطورية الفرنسية الأولى

Until January 1814

القادة والزعماء
Alexander I
الإمبراطورية الروسية Michael Andreas Barclay de Tolly
الإمبراطورية الروسية Prince Wittgenstein
بروسيا Gebhard von Blücher
الإمبراطورية النمساوية Karl Schwarzenberg
السويد Prince Charles John
مملكة باڤاريا Karl Philipp von Wrede[b]
Napoleon
فرنسا Nicolas Oudinot
فرنسا Louis Nicolas Davout
Flag of Poland (1807–1815).svg Józef Poniatowski 

[a] Duchy of Warsaw as a state was in effect fully occupied by Russian and Prussian forces by May 1813, though most Poles remained loyal to Napoleon

[b] Commanded Bavarian forces nominally allied to the French Empire until Bavaria defected to Allied cause on 8 October 1813

الحملة الألمانية (بالألمانية Befreiungskriege) كانت الحملة التي أنهت [[حرب التحالف السادس، التي كانت بدورها جزءاً من الحروب الناپليونية. It took place in Germany بعد انسحاب ناپليون من روسيا. In Germany itself it became known as the Befreiungskriege (حروب التحربر) أو Freiheitskriege (Wars of Freedom) - both terms were used at the time, both by liberals and nationalists in terms of a unified and democratic Germany and by conservatives after the استعادة البوروبون to mean freeing Europe from French hegemony and occupation. It is also known as the europäische Befreiungskriege (حروب التحربر الاوروپية)، لتمييزها عن الانتفاضة الاسبانية في 1808.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تفاصيلها

 
معارك الحملة الألمانية منقوشة على ميدالية.

بدت أوروبا كلُّها متوتّرة تعودُ القَهْقرى إلى انقسامات القرن الثامن عشر، ونابليون يندفع فوق ثلوجها وعبر مدنها ليدعّم عرشه المهتز، فقد أصبحت كل التخوم (الحدود) القديمة صدوعاً في قصر غير قائم على أساس ونعني به الحكم الأجنبي. لقد راح أهل ميلان يتفجَّعون على أبنائهم الذين استدعاهم نابليون للخدمة العسكرية في جيشه لغزو روسيا، ولم يعودوا أبداً، فراحوا (أي أهل ميلان) يعملون لخلع يوجين اللطيف النائب الغائب لملك غائب. وأهل روما المغرمون بالبابا الصبور الذي كان لا يزال يتعرض للإهانة أسيراً في فونتينبلو Fontainebleau، راحوا يدعون لعودته إلى كرسيّه الرسولي (المقصود الباباوي أى كرسي الدعاة الأوائل للمسيحية).

وراح أهل نابلي وأمراؤها ينتظرون اللحظة التي يسقط فيها مورا Murat المنكفئ على ذاته مُخلياً الطريق أمام البوربون الشرعيِّين الممسوحين بالزيت (أي المكرّسين الذين اعتمدتهم الكنيسة). أما النمسا - وقد مزّقتها الحرب، وتعرضت للإهانة بسبب سلامٍ مفروض عليها - فراحت تنتظر توَّاقة إلى ميترنيخ كي يحرّرها بشيء من براعته الدبلوماسية من تحالف مفروض عليها مع عدوّها التقليدي (فرنسا). أما دول كونفدرالية الرَّاين على طول نهر الرَّاين فراحت تحلم بالازدهار الذي لا يكون بتسليم أبنائهم للعبقري الأجنبي صعب المراس. أما بروسيا فقد تمّ تجريدها من نصف المناطق التابعة لها (جرى تقليص حدودها إلى النصف) ومن نصف مواردها، وتمّ هذا على يد عدوّها القديم والتي أصبحت (أي بروسيا) الآن حليفته على غير رغبتها. إنها الآن ترى عدوّها (ناهبها) وقد مزقته كارثة مروّعة: لقد حانت الفرصة - أخيراً - والتي طالما تمنوّها. إنها الآن تتذكر دعوة فيشته Fichte وهي الآن تُصيخ السمع إلي مناشدة شتاين Stein المنفي، لطرد هؤلاء الجنود الفرنسيين الذي يَعِسُّون بينهم وهؤلاء الجامعين لتعويضات الحرب الذين يستنزفونهم، وليهبوا أقوياء أحراراً كما كانوا في ظل فريدريك وليصبحوا حصناً للحرية الألمانية.

وكان يكمن خلف هذا الامتعاض والتمرد ذي الأصول المشتركة، الأخبارُ المدهشة التي مُفادها أنّ روسيا لم تهزم فحسب جيش هذا الكورسيكي الذي كان من المفترض أنه لا يُهزم، ولم تطرد - فحسب - الجيش الفرنسي من فوق التراب الروسي، وإنما كانت تتعقّبه عبر الحدود إلى دوقية وارسو (فرسافا) الكبيرة، وكانت (أي روسيا) تدعو قلب أوروبا للانضمام إليها في حرب مقدسة للإطاحة بالمغتصب (نابليون) الذي جعل من فرنسا مركزاً لطغيانه في القارة الأوروبية.

 
The Lützow Free Corps in action.
 
خريطة الحملة في ربيع 1813.

وفي 18 ديسمبر سنة 1812 (وهو اليوم الذي وصل فيه نابليون المهزوم إلى باريس) غادر إسكندر سان بطرسبرج. وفي الثالث والعشرين من الشهر نفسه وصل إلى ڤيلنا Vilna وشارك كوتوزوف وجيشه الاحتفال بالنصر. لقد كان هذا الجيش قد عانى كثيراً خلال مسيرته لإزعاج الفرنسيين المغادرين لبلاده. لقد مات مائة ألف وجُرِح خمسون ألفاً، وهرب أو فُقِد خمسون ألفاً(1). وامتدح إسكندر جنراله علناً، لكنه تشكك في قيادته في مجالسه الخاصة، لقد قال للسير روبرت ويلسون Robert Wilson (إن جاز لنا أن نصدق السير روبرت): كل ما فعله ضدَّ العدو أنه كان يُقاد (بضم الياء) بحكم الظروف. لقد انتصر رغم أنفه.. إنني لن أترك الجيش مرة أخرى لأنني لا أريد أن يتعرض لأخطار مثل هذه القيادة(2). ومع هذا فقد منح المقاتل المُرهق أعلى الأوسمة العسكرية الروسية: وسام الصليب الكبير لجماعة Order القديس جورج (العسكرية).

وكان إسكندر - بسبب تحقّق نبوءته - مقتنعاً بأنه - بشكل أو آخر - ملهم من السماء، فلم يأنس لتردّد جنراله، وتولّى القيادة العليا لجيوشه المتحدة بنفسه، وأصدر الأوامر لها بالتوجّه إلى الحدود الغربية. وتحاشى المرور بكونوفو Konovo (لأنها كانت مواجهة لبولندا التي كانت لا تزال مُعادية)، وواصل طريقه على طول نهر النيمن Niemen إلى تورجِّن Tauroggen حيث كان الجنرال يوهان يورك فون ڤارتنبورگ Jahann Yorck Von Wartenburg على رأس قوة بروسية فسمح للروس بعبور النهر إلى بروسيا الشرقية (30 ديسمبر 1812) وحث شتاين Stein الذي كان مرافقاً لإسكندر منذ خروجه من سان بطرسبورج - حثّه على التقدم في المناطق التي يتوقّع أن يرحَّب به فيها شعب پروسيا. وأعلن القيصر العفو العام عن كل البروس الذين سبق أن حاربوه ودعا ملك بروسيا وشعبها للانضمام إليه في حربه المقدسة in his Crusads. وكان فريدريك وليم الثالث ممزَّقاً بين النسر الفرنسي والدب الروسي فرفض امتداح تصرف يورك yorck وانسحب من برلين إلى برسلاو. وتقدم إسكندر عبر پروسيا الشرقية وراح الناس يحيّونه صائحين: إسكندر طويل العُمر! حياة مديدة للقوزاق(3).

وعندما اقترب من المناطق الحدودية بين بروسيا الشرقية وبولندا، أرسل رسالة للزعماء البولنديين يعدهم بالعفو العام وبدستور وبمملكة على رأسها قيصر روسيا. وبناء على تفاهم سري - فيما يبدو - بين روسيا والنمسا قام الأمير كارل فيليب فون شفارتسنبرج Von Schwarzenberg قائد الحامية النمساوية في وارسو (فرسافا) بالانسحاب مع جنوده إلى گاليسيا، وأقبل المسؤولون البولنديون للترحيب بإسكندر، وفي 7 فبراير 1813 دخل العاصمة دون مقاومة. وهكذا ماتت دوقية وارسو الكبيرة موتاً مبكراً وأصبحت بولندا كلها تابعة لروسيا. وكانت بروسيا تأمل في استعادة جزء بولندا الذي كان ضمن ممتلكاتها في سنة 1795، فسارع إسكندر بالتأكيد لفريدريك وليم أنه سرعان ما ستوجد تسوية مقبولة لنصيبه المفقود (في بولندا)، وفي هذه الأثناء راح إسكندر مرة أخرى يحث ملك بروسيا وشعبها للانضمام إليه ضد نابليون.

وكان البروس قد طال انتظارهم لهذه الدعوة (مواجهة نابليون) فقد كانوا شعباً معتزاً بنفسه لايزال يتذكر فريدريك. ومما ألّق الروح الوطنية لدى البروس وعمَّقها هذا التوسع الفرنسي السريع، وقيام إسبانيا بانتفاضة ناجحة. وكانت الطبقات الوسطى متحمسة في الاعتراض على الحصار القاري (الذي فرضه نابليون) كما كانت معترضة على الضرائب المرتفعة المفروضة لدفع تعويضات الحرب للفرنسيين. وكان مسيحيو بروسيا مغرمين بكنائسهم غيورين على عقيدتهم، وكانت كل الطوائف المسيحية لا تثق في نابليون وتعتبره ملحداً يخفي إلحاده (المقصود عدم إيمانه باللاهوت المسيحي). واتفقت الفرق المسيحية جميعاً على إدانة معاملته السيئة للبابا. ودعا اتحاد الفضيلة (توگن‌بوند Tugenbund) كل الألمان أن يهبوا جميعاً للدفاع عن بلاد آبائهم وأجدادهم Vaterland، وسمح الملك البروسي لوزرائه بإعادة بناء الجيش البروسي وزيادة عدده تحت غطاء الدفاع عن بروسيا ضد الغزو الروسي. وكان الروس قد استولو على مارينبورج Marienburg في يناير، وفي 11 مارس توجهوا - دون أن يلقوا مقاومة - إلى برلين.

وأصدر الملك البروسي المحب للسلام قراراً فُرِض عليه من بريسلو (بريسلاو Breslau): نداء إلى شعبي An mein Volk في 17 مارس يناشدهم فيه أن يهبّوا حاملين أسلحتهم لمواجهة نابليون:

... يا أهل براندنبورگ! أيها الپروس، يا أهل سيليزيا، يا أهل پومرانيا، يا أهل لتوانيا! أنتم تعلمون ما تحملتموه طوال سبع سنين! أنتم تعلمون القدر التَّعِس الذي ينتظركم إذا لم تُنْه هذه الحرب نهاية مُشَرِّفة. فكروا في أيامكم الخوالي - أيام الناخب الأعظم Great Elector فريدريك العظيم! تذكَّروا البركات التي حارب من أجلها آباؤكم وأجدادكم تحت قيادتهم والتي بذلوا من أجلها دماءهم - حرية الشعور، والفخر بالوطن والاستقلال والتجارة والصناعة والتعليم. انظروا إلى النموذج العظيم لحلفائنا الأقوياء الروس، انظروا إلى الإسبان والبرتغاليين. اشهدوا السويسري البطل، وشعب الأراضي المنخفضة...

إنها المعركة النهائية والحاسمة التي يعتمد عليها استقلالنا ورخاؤنا ووجودنا. ليس أمامنا بديل آخر إمّا سلام مشرف وإما نهاية بطولية... إن الرب، وتصميمنا على هدفنا سيكونان عوناً لنا فتنتصر قضيتنا، وبانتصارها يتحقق السلام المؤكد العظيم وتعود أيامنا أكثر سعادة.

وهبَّت كل الطبقات استجابةً لدعوة الملك، فأعلن رجال الدين - خاصة البروتستنط - الحرب المقدسة ضد الكافر (نابليون). وصرف المعلّمون - ومنهم فيشته وشليرماخر - طلبتهم قائلين لهم إن الوقت ليس وقت دراسة بل وقت عمل. وظل هيجل فوق المعركة لكن جوته بارك أحد الأفواج العسكرية التي حيّته في أثناء مرورها(4). وعبّر الشعراء - مثل شنكندروف Schenkendrof وأولاند Uhland وروكرت Ruckert - عن مشاعر الملك والشعب بأشعارهم، أو نحّوا أقلامهم جانباً وامتشقوا الحسام أو حملوا البنادق، ومات بعضهم - مثل تيودور كورنر Korner - في المعركة. وعاون إرنست موريتس أرنت Ernst Moritz Arndt - الذي عاد من منفاه في روسيا - في رفع الروح المعنوية الألمانية وصياغتها بقصيدته (أتلك ألمانيا أرض الآباء؟!). وفي حرب التحرير هذه وُلدت ألمانيا جديدة.

وعلى أية حال فما من أمة يمكنها أن تعتمد على المتطوِّعين عندما يكون وجودها في خطر وعلى هذا فقد أمر فريدريك الثالث بالتجنيد الإلزامي لكل الذكور ما بين السابعة عشرة والأربعين، مع عدم قبول أي بديل (بمعنى عدم قبول تطوع شخص بدلاً عن الآخر) وكان هذا في اليوم نفسه الذي ناشد فيه شعبه القتال لتحرير البلاد. وعندما بدأ ربيع سنة 1813 كان لدى بروسيا 60,000 رجل مدرّب ومستعد للخدمة العسكرية. ومن بين الجيوش المختلفة التي كانت قد أتت من روسيا، كان هناك 50,000 رجل صالحين للقتال. وبهؤلاء الجنود البالغ عددهم 110,000 (5) دخل إسكندر وفريدريك وليم المعركة التي كان عليها أن تقرر مصير نابليون وتكوين أوروبا.

وقد تحقّقا من أن هذا العدد قد لا يكون كافياً فراحا يبحثان عن حلفاء يمكنهم المساهمة بالرجال والأموال. وظلت النمسا لفترة على إخلاصها لتحالفها مع فرنسا فقد كانت تخشى أن تكون أول من يتعرض لهجوم نابليون إن هي انضمت إلى الحلف الجديد، وتذكر فرانسيس الثاني أنّ له أختاً في التاج الفرنسي. وكان الأمير برنادوت Bernadotte قد وعد إسكندر بتقديم 30,000 جندي له(6) لكنه شغل معظمهم بفتح النرويج. أما إنجلترا فتعهدت بتقديم مليوني جنيه إسترليني لدعم هذه المعركة الجديدة بنهاية شهر أبريل، وفتحت بروسيا موانئها للبضائع البريطانية وسرعان ما وصلت هذه البضائع بكميات كبيرة إلى المخازن على نهر إلبا (إلبه Elbe).

ومات كوتوزوف Kutuzov في سيليزيا Silesia في 28 أبريل، وكان لايزال ينصح الروس بالعودة إلى بلادهم، وأمر إسكندر بأن يتولى بارسلي دي تولي Tolly أمر الجيش الروسي بعد موت كوتوزوف، لكن إسكندر احتفظ بالقيادة العليا لنفسه (جعل من نفسه قائداً أعلى للقوات المسلحة). إنه (إسكندر) قد انطلق ليحقق في تقدمه غرباً كل ما كان يريد نابليون تحقيقه في تقدمه شرقاً: وأن يغزو بلاد العدو ويهزم جيوشه ويستولي على عاصمته ويجبره على التخلّى عن عرشه، ويجبره على السلام.


إلى پراگ

وفي هذه الأثناء كان نابليون يحارب للاحتفاظ بمكانه في فرنسا ولم يعد مفتوناً بانتصاراته. وكاد يتعيّن على كل أسرة في فرنسا أن تسلّم ابنا أو أخا آخر من أبنائها. لقد كانت الطبقة الوسطى قد رحّبت بنابليون كحامٍ لها، لكنه الآن أصبح ملكياً أكثر من البوربون وحلّق حوله الملكيين الذين كانوا قد تآمروا لخلعه. ولم يكن القسس يثقون في نابليون، وكان الجنرالات الفرنسيون يتمنَّون السلام. وكان نابليون نفسه قد تَعِب من الحرب. لقد تضخم بطنه (كرشه) وأرهقته الآلام وكبر سنه وبَطُؤ تفكيره وتذبذبت إرادته، ولم يعد قادروا أن يستخلص من جوهر النصر فتنة تدعوه إلى مزيد من المعارك أو تفتح شهيته للحكم. كيف يستطيع هذا الرجل المرهق أن يجد في هذه الأمة المرهقة الموارد البشرية المطلوبة لمواجهة أعداء في ذروة الاندفاع؟

لكن اعتزازه بنفسه وفخره كانا هما آخر قوة يركن إليها. فهذا القيصر الغادر، هذا الراقص الوسيم الذي يلعب دور الجنرال، وهذا الجيش الذي يصيبه الرعب أمام القوزاق - جيش فريدريك، وهذا المارشال الفرنسي الذي تخلّى عن قضية وطنه والمفترض أنه سيقود الجيش السويسري ضد بلاده (فرنسا) - كل أولئك لن يجدوا الشجاعة والمهارة والسرعة التي تحلى بها الجندي الفرنسي، والتي تتحلى بها أمة قوية متحمسة لحماية أرقى الحضارات في أوروبا. قال نابليون في ديسمبر سنة 2181 في دعوة يائسة لاستنهاض الفخر العنصري من الآن فصاعدا ليس لأوروبا إلا عدو واحد - الصنم الروسي الكبير(7).

ومن ثمّ فرض الضرائب وتفاوض للحصول على القروض، وسحب من رصيده المالي في أقبية التوليري، وأصدر الأوامر باستدعاء دفعة التجنيد الإجباري لسنة 1813 للخدمة العسكرية الفعلية، وأن يتم تدريب دفعة 1814، كما أمر بإعداد الكتائب العسكرية التي كانت معدّة للخدمة داخل فرنسا، لتكون مستعدة للحرب خارجها كما أمر بإبرام عقود لتمويل جيشه بالذخائر والملابس والأسلحة والخيول والطعام. ونظم أمور التدريب والتقدم والمعركة بمركزة الكتائب المدرّبة في مواقع بعينها، وجعلها مستعدة كي ينضم بعضها إلى بعضها الآخر عند صدور الأوامر، لتكون معاً في المكان المحدد والزمان المحدّد. وفي منتصف أبريل كان قد نظّم جيشاً بلغ تعداده 250,000 رجل. وعيّن وصيّ regent ماري لويز ليقوم مقامه عند غيابه في الجبهة وجعل من مينيفال Meneval سكرتيراً لها، وكان مينيفال هو سكرتيره المرهق، وغادر نابليون باريس في 15 أبريل لمقابلة جيوشه في مين Main وإلبه Elbe (مفهوم أنه نهر إلبا وليس الجزيرة المعروفة).

وسار يوجين جنوباً ومعه البقية الناجية من الفاجعة الروسية (الهزيمة في روسيا) ومعه أيضاً جنود تم استدعاؤهم من مواقعهم في ألمانيا، وأقبل من الجنوب برتران Bertrand. وبهؤلاء الرجال الموثوق بهم على رأس ميسرته وميمنته تحرك نابليون متقدماً بجيشه (جيش مين Main)، وفي 2 مايو قابل من ليتزن Lutzenبالقرب من ليبتسج (ليبزج Leipzig) جيشاً متحالفاً بقيادة الجنرالگ الروسي ويتجنستن Wittgenstein وبرعاية القيصر والملك. عدد الجنود الفرنسيين الآن 150,000 ، وعدد الجنود الروس 58,000 أما الجنود البروس فعددهم 45,000. وربما ليشجع الإمبراطور جنوده ويزيد من حماسهم راح يخاطر بنفسه في مقدّمة الجيش، فقد كتب المارشال مارمون Marshal Marmont: ربما كان هذا اليوم قد شهد مخاطرته بنفسه كأشد ما تكون المخاطرة في ميدان المعركة(8). وهُزِم الحلفاء وتراجعوا لكن بعد أن كبدوا الفرنسيين 20,000 رجل (أي بخسارة تزيد بمقدار 8,000 عن خسائر أعدائهم)(9).

لكن فريدريك أغسطس الأول ملك سكسونيا قرر ضم جيشه البالغ عدده 10,000 جندي إلى القوات الفرنسية خوفاً من جارته النهمة بروسيا، فكان في ذلك - إلى حد ما - عزاء لنابليون. وفي 9 مايو أصبحت دريسدن عاصمة فريدريك أغسطس قاعدة لنابليون يقود منها معركتين.

ومخافة أن تنضم النمسا إلى الحلفاء لمحاولة الاستيلاء مرة أخرى على شمال إيطاليا، أرسل نابليون قائده يوجين إلى ميلان Milan لإعادة بناء جيشه هناك ومراقبة الثوريين الإيطاليين. وغادر نابليون - نفسه - درسدن في 18 مايو آملاً أن يحقق نصراً أكثر حسماً على المتحالفين ضده الذين أعادوا تنظيم أنفسهم في بوتزن Bautzen إلى الشرق من دريسدن بثلاثين ميلاً، فأرسل قائده ني Ney ليتقدم في نصف دائرة مُلتفاً حول العدو مهاجماً إياه من المؤخرة، بينما هو نفسه (نابليون) يقود الجيش الرئيسي ليشن هجوماً على مقدمة العدو، وتأخر ني Ney فلم يستطع منع الحلفاء الذين هزمهم نابليون من التراجع إلى سيليزيا Silesia بعد أن فقدوا 15,000 مقاتل. وتقدم نابليون إلى الأودر Oder وضم جنود الحامية الفرنسية في گلوگاو Glogau إلى جيشه. لقد كتب أحد المهاجرين الفرنسيين (الذين تركوا فرنسا عقب أحداث الثورة الفرنسية) واسمه روجيه دي داماس Roger de Damas معبراً عن غضبه: إن الإمبراطورية الفرنسية قد حلت بها نكبة ومع هذا فقد خرجت منتصرة(01).

وفي هذه اللحظة وبينما كان نابليون يتحرك على طول الأودر Oder ويضم حاميات فرنسية أخرى إلى جيشه، استمع نابليون إلى عرض مترنيخ بتوسط النمسا لترتيب سلام بين القوى المتحاربة. وحثّه بيرثييه Berthier باسم الجنرالات، وكولينكور Caulencourt باسم الدبلوماسيين على القبول خوفاً من حرب طويلة مع حلفاء متحدين لهم موارد لا تنفد، بينما فرنسا منقسمة مستنزفة، وأحس نابليون بمؤامرة (فخ) لكنه كان يأمل في أن عقد هدنة سيتيح له وقتاً لتجنيد مزيد من الجنود وتعزيز سلاح الفرسان في جيشه، كما خشي من أن رفضه عرض ميترنيخ قد يؤدي إلى انضمام النمسا إلى المتحالفين ضده. وتم ترتيب أمور الهدنة في پلايس‌ڤيتس Pleisswitz (في 4 يونيو) وكانت هذه الهدنة لمدة شهرين ثم مُدّت في وقت لاحق إلى 10 أغسطس. وسحب نابليون قواته إلى دريسدن وأصدر توجيهاته باستكمال كتائبه واتجه إلى ماينز ليقضي بعض الوقت مع ماري لويز فربما تستطيع أن تحث أباها على مواصلة تحالفه مع فرنسا، ذلك التحالف الذي كانت هي ضمانه. وفي هذه الأثناء راح ميترنيخ يزيد عدد الجيش النمساوي ويقوّيه بالمعدّات اللازمة متظاهراً بأن ذلك العمل موجه ضد أعداء نابليون (المتحالفين).

 
صانعة الإكليل - لوحة بريشة گيورگ فريدرش كرستنگ تمثل ذكرى من سقطوا، وتبقى أسماؤهم منقوشة على جذوع أشجار الحور.

واستفاد المتحالفون ضد نابليون من الهدنة. لقد رحبوا ببرنادوت Bernadotte الذي جعل الآن جيشه المكوّن من 25,000 مقاتل في خدمة قضيتهم. وأتى معه مورو Moreau الذي كان قد اُتِّهمَ بارتباطه بمتآمرين لقتل نابليون وسُمِحَ له بالهجرة إلى أمريكا. لقد عاد الآن ليعرض خدماته على الحلفاء باعتباره يعرف أسرار استراتيجية نابليون. لقد ركّز على قاعدة واحدة: تجنبّوا المعركة إذا كان نابليون يقودها، واسعوا إليها (المعركة) عندما يكون بعيداً. وكان الحلفاء أكثر سعادة بلورد كاثكار Cathcart الذي قدم لهم في 15 يونيو إعانة مالية مقدارها أربعة ملايين جنيه على ألاَّ يعقدوا سلاماً مع نابليون دون موافقة انجلترا(11).

وفي 27 يونيو قبل المتحالفون ضد نابليون وساطة النمسا واتفقوا على أن يرسل الأطراف الثلاثة مفاوضين إلى براغ لترتيب شروط السلام. وأرسل نابليون كلا من ناربون Narbonne وكولينكور Caulaicourt على أمل أن يكون اطمئنان إسكندر إلى كولنيكور (الذي جعل نابليون معه ناربون لمراقبته) سبباً للوصول إلى نتائج مواتية. وعلى كل حال فإن الشروط التي قُدّمت لنابليون من خلال كولينكور وميترنيخ كانت راجعة في رأيه إلى هزيمته (السابقة) في روسيا وبولندا وإلى الثورة البروسية ضده. لقد طُلب منه أن يُسلِّم المناطق التي استولى عليها من بروسيا، وأن يترك كل دعاويه في دوقية وارسو، والدول-المدن الهانسياتية Hanseatic وپومرانيا وهانوفر وإيليريا Illyria وكونفدرالية الراين. وأنه يمكنه العودة إلى فرنسا ليحتفظ بحدودها الطبيعية وبعرشه وبأسرته الحاكمة لا يتحداها أحد. لكن كان هناك عيب خطير في هذه الاقتراحات: لإنجلترا الحق في إضافة مطالب أخرى، وأن المتحالفين ضد نابليون لن يُوقِّعوا سلاماً مع نابليون دون موافقة إنجلترا.

وأرسل نابليون إلى پراگ طالباً تأكيداً رسمياً لهذه الشروط، فلم يصله هذا التأكيد إلا في 9 أغسطس مع تحذير من ميترنيخ أن الهدنة ستنتهي في منتصف ليلة العاشر من أغسطس، وسينفض مؤتمر الحلفاء في هذا الوقت أيضاً ولابد أن تصل موافقة نابليون قبل هذا التاريخ. وأرسل نابليون موافقة مشروطة لم تصل إلى پراگ حتى إعلان ميترنيخ انتهاء الهدنة وفضّ الموتمر. وفي 11 أغسطس انضمت النمسا إلى الحلف المضاد لفرنسا، واستُؤنفت الحرب.

النتائج

The campaign ended the 'French period' (Franzosenzeit) in Germany and fostered a new sense of German unity and nationalism. The German Confederation, formed at the Congress of Vienna in 1815, was a precursor to the modern German nation state, which was, however, only realized more than half a century later under Prussian leadership. The popular image of the campaign in Germany was shaped by the cultural memory of its veterans, especially the many students who volunteered to fight in the Lützow Free Corps and other units who later rose to high positions in the military and political spheres. A new boom in remembrance of the war occurred in 1913, on the centenary of its outbreak.

انظر أيضاً

المراجع

الهامش

ببليوگرافيا

بالإنگليزية
  • Lüke, Martina (2009). Anti-Napoleonic Wars of Liberation (1813-1815). In: The International Encyclopedia of Revolution and Protest: 1500-present. Edited by Immanuel Ness. Malden, MA: Wiley-Blackwell. pp. 188–190.
بالألمانية
  • Lars Beißwenger: Der Befreiungskrieg von 1813. In: Josef J. Schmid (Hrsg.): Waterloo – 18. Juni 1815. Vorgeschichte, Verlauf und Folgen einer europäischen Schlacht Verlag nova & vetera, Bonn 2008, ISBN 978-3-936741-55-1, (Studia academica historica 1), S. 85–142.
  • Christopher Clark: Preußen. Aufstieg und Niedergang. 1600 - 1947. 6. Auflage. DVA, München 2007, ISBN 978-3-421-05392-3.
  • Ewald Grothe: Befreiungskriege. In: Friedrich Jaeger (Hrsg.): Enzyklopädie der Neuzeit. Band 1: Abendland - Beleuchtung. Metzler, Stuttgart u. a. 2005, ISBN 3-476-01991-8, Sp. 1139–1146.
  • Karen Hagemann: „Mannlicher Muth und Teutsche Ehre“. Nation, Militär und Geschlecht zur Zeit der antinapoleonischen Kriege Preußens. Schöningh, Paderborn u. a. 2002, ISBN 3-506-74477-1, (Krieg in der Geschichte 8), (Zugleich: Berlin, Techn. Univ., Habilschrift, 2000).
  • Heinz Helmert, Hans-Jürgen Usczek: Europäische Befreiungskriege 1808-1814/15. Militärischer Verlauf. Militärverlag der Deutschen Demokratischen Republik, Belin 1976, (Kleine Militärgeschichte: Kriege).
  • Eckart Kleßmann (Hrsg.): Die Befreiungskriege in Augenzeugenberichten. Lizenzausgabe. Ungekürzte Ausgabe. Deutscher Taschenbuch-Verlag, München 1973, ISBN 3-423-00912-8, (dtv 912 Augenzeugenberichte).
  • Horst Kohl: Blüchers Zug von Auerstedt bis Ratkau und Lübecks Schreckenstage (1806). Quellenberichte. Neuauflage der Erstausgabe von 1912. Bearbeitet von Carola Herbst. Godewind Verlag, Wismar 2006, ISBN 3-938347-16-3.
  • Märsche und Balladen aus den Freiheitskriegen 1813-1815. Studios Berlin-BRIO-Musikverlag, Berlin 2009, (CD).
  • Golo Mann: Die Geschichte des 19. und 20. Jahrhundert. Hamburg 1966.
  • Carl Mönckeberg: Hamburg unter dem Drucke der Franzosen 1806-1814. Historische Denkwürdigkeiten. Reprint der Ausgabe Hamburg, Nolte, 1864. Godewind Verlag, Wismar 2006, ISBN 3-938347-66-X.
  • Hermann Müller-Bohn: Die Deutschen Befreiungskriege 1806-1815. Erstes Buch: Unter französischem Joche. Veränderte Neuauflage. Bearbeitet von Hans J. Herbst. Godewind Verlag, Wismar 2006, ISBN 3-939198-77-3.
  • Ute Planert: Der Mythos vom Befreiungskrieg. Frankreichs Kriege und der deutsche Süden. Alltag – Wahrnehmung – Deutung 1792-1841. Schöningh, Paderborn u. a. 2007, ISBN 978-3-506-75662-6, (Krieg in der Geschichte 33), (Zugleich: Tübingen, Univ., Habilschrift, 2003/04).

وصلات خارجية