الإنفلونزا الإسپانية

(تم التحويل من الإنفلونزا الإسبانية)

الإنفلونزا الإسپانية، تُعرف أيضاً بجائحة الإنفلونزا 1918، هي جائحة إنفلونزا مميتة بطريقة غير اعتيادية يسببها ڤيروس الإنفلونزا H1N1 A. استمرت قرابة 15 شهراً من ربيع 1918 (نصف الكرة الشمالي) حتى أوائل صيف 1919،[3][4] وأسفرت عن إصابة 500 مليون شخص- حوالي ثلثي سكان العالم في ذلك الوقت.[5] تراوح إجمالي الوفيات 17-50 مليون شخص، وربما يكون قد وصل إلى 100 مليون، مما يجعلها واحدة من الجوائح الأكثر فتكاً في تاريخ البشرية.[6]

الإنفلونزا الإسپانية
Spanish flu
Soldiers from Fort Riley, Kansas, ill with Spanish flu at a hospital ward at Camp Funston
جنود من فورت ريلي، كنساس، مصابون بالإنفلونزا الإسپانية في مستشفى بكامپ فونستون.
المرضالإنفلونزا
سلالة الڤيروسسلاسلة A/H1N1
الموقععالمية
أول تفشيمختلف عليه
التاريخفبراير 1918 – أبريل 1920[1]
الحالات المؤكدة500 مليون (تقديرات)[2]
الوفيات
17–50+ مليون (تقديرات)
إنفلونزا
Flu und legende color c.jpg

وُثقت أول حالات إصابة ووفاة في الولايات المتحدة (في فورت ريلي، مقاطعة هسكل، كنساس، وكذلك في مدينة نيويورك)، فرنسا (بريس)، ألمانيا والمملكة المتحدة. للحفاظ على الروح المعنوية، قلل مراقبو الحرب العالمية الأولى من شأن هذه التقارير المبكرة. كانت الصحف توزع بالمجان للإبلاغ عن آثار الجائحة في إسپانيا، إصابة الملك ألفونسو الثالث عشر بمثل هذا المرض الخطير، وهذه النوعية من القصص، خلقت انطباعاً كاذباً بأن إسپانيا كانت الأكثر تتضرراً بالجائحة. وأدى ذلك إلى ظهور اسم الإنفلونزا "الإسپانية". لم تكن البيانات التاريخية والوبائية كافية لتحديد أصل الوباء الجغرافي على وجه التحديد، مع اختلاف وجهات النظر حول موقعه.

كانت معظم حالات تفشي الإنفلونزا قاتلة بشكل غير متناسب سواء للصغار أو لكبار السن، مع ارتفاع معدل النجاة لمن هم في المرحلة المتوسطة من العمر، لكن جائحة الإنفلونزا الإسپانية أدت إلى ارتفاع معدل الوفيات بين الشباب.[7] يقدم العلماء عدة تفسيرات محتملة لمعدل الوفيات المرتفع لجائحة إنفلونزا 1918. أظهرت بعض التحليلات أن الڤيروس مميت بشكل خاص يسبب عاصفة السيتوكين، التي تقضي على جهاز المناعة الأقوى لدى الشباب.[8] في المقابل، أظهر تحليل نشرته الدوريات الطبية عام 2007 من فترة الجائحة أن العدوى الڤيروسية لم تكن أكثر عدوانية من سلالات [الإنفلونزا] السابقة.[9][10] بدلاً من ذلك، أدت سوء التغذية، المعسكرات الطبية والمستشفيات المكتظة بالمرضى والمصابين، وسوء العادات الصحية، المتفاقمة بسبب الحرب الدائرة، إلى تشجيع العدوى الجرثومية. تسببت هذه العدوى المتفشية إلى وفاة معظم المصابين، والذي يحدث غالباً بعد قضائهم فترات طويلة طريحي الفراش.[11][12]

كانت الإنفلونزا الإسپانية 1918 أول جائحتين يسببهما ڤيروس الإنفلونزا H1N1، ووالثانية بعد إنفلونزا الخنازير 2009.[13]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصل التسمية

على الرغم من تسمية الوباء بالإنفلونزا الأسبانية إلا أنه لم يصدر من أسبانيا، و يرجع سبب التسمية إلى إنشغال وسائل الإعلام الأسبانية بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى. فأسبانيا لم تكن جزءً من الحرب و لم يتم تطبيق المراقبة على الإعلام الإسباني، و من المفارقات أن الأسبان أطلقوا على العدوى أسم الإنفلونزا الفرنسية.[14]


خلفية

تسببت الأمراض المعدية في الحد من متوسط العمر المتوقع في أوائل القرن العشرين، ولكن متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة انخفض بنحو 12 عامًا في السنة الأولى للوباء. تقتل معظم حالات تفشي الإنفلونزا بشكل غير متناسب الصغار جدًا والكبار جدًا، مع ارتفاع معدل النجاة لما بين العمرين، لكن وباء الإنفلونزا الإسبانية أدى إلى معدل وفيات أعلى من المتوقع عند الشباب البالغين.[15]

للحفاظ على المعنويات، قلصت الرقابة في زمن الحرب التقارير المبكرة عن المرض والوفيات في ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة. كانت الصحف حرةً في الإبلاغ عن آثار الوباء في إسبانيا المحايدة (مثل مرض الملك ألفونسو الثالث عشر الخطير). خلقت هذه القصص انطباعًا خاطئًا عن إسبانيا باعتبارها ضربة قوية جدًا، ما أدى إلى تسمية الوباء بالإنفلونزا الإسبانية.[16]

يقدم العلماء عدة تفسيرات محتملة لارتفاع معدل الوفيات بسبب وباء إنفلونزا عام 1918. أظهرت بعض التحليلات أن الفيروس قاتل بشكل خاص لأنه يسبب عاصفة السيتوكين، والتي تخرب نظام المناعة الأقوى لدى الشباب. في المقابل، وجد تحليل عام 2007 للمجلات الطبية من فترة الوباء أن العدوى الفيروسية لم تكن أكثر قوةً من سلالات الإنفلونزا السابقة. بدلاً من ذلك، فإن سوء التغذية والمخيمات الطبية المكتظة والمستشفيات وسوء النظافة الصحية يعززان من العدوى البكتيرية الإضافية. قتلت هذه العدوى الإضافية معظم الضحايا، عادةً بعد استلقائهم على فراش الموت لفترة معينة.[17][18]


التاريخ

بالرغم أن الحرب العالمية الأولى لم تساهم بشكل مباشر في حدوث المرض؛ إلا أن ثكنات الجنود المكتظة وتحركات المشاة الهائلة سارعت من وتيرة انتشار الوباء، تكهن بعض العلماء أنه نتيجة لسوء التغذية لدى الجنود وتعرضهم للمواد الكيميائية في الحرب فإن نظامهم المناعي الضعيف حولهم إلى حاضنات نقلت المرض عبر مختلف الدول [19]، وتذكر بعض المراجع ان الوباء كان سبباً في ترجيح كفة قوات الحلفاء وعاملاً في نجاح حملاتهم في المناطق الوسطى وفوزهم في الحرب [20].

خط زمني

الموجة الأولى: ربيع 1918

استمرت الموجة الأولى من الإنفلونزا الإسپانية من ربيع إلى صيف 1918 وكانت متوسطة نسبياً.[21] ولم تتعد نسبة الوفيات المعدلات الطبيعية؛[22] في الولايات المتحدة وقعت ~75.000 متعلقة بالإنفلونزا في الستة أشهر الأولى من 1918، مقارنة بوفاة ~63.000 في الفترة نفسها من عام 1915.[23] في مدريد، توفى أقل من 1.000 شخص ما بين مايو ويونيو 1918 جراء الإنفلونزا.[24] ولم يُفرض حجراً صحياً في ربيع 1918.

الموجة الثانية القاتلة، خريف 1918

 
ضحايا قوة التجريدة الأمريكية جراء الإصابة بالإنفلونزا الإسپانية في مستشفى معسكر الجيش الأمريكي رقم 45 في إكس-لى-بان، فرنسا، عام 1918.

كانت الموجة الثانية من الجائحة عام 1918 أكثر فتكاً من الموجة الأولى. كانت الموجة الأولى مثل أي جائحة إنفلونزا عادية؛ وكان الأكثر تعرضاً للخطر هم المرضى وكبار السن، بينما كان الشباب، والأشخاص الأصحاء يتعافون بسهولة. بحلول أغسطس، عندما بدأت الموجة الثانية في فرنسا، سيراليون، والولايات المتحدة،[25] كان الڤيروس قد تحور ليصبح أكثر فتكاً. وصل عدل الوفيات لأقصاه في أكتوبر 1918.[26] ويرجع هذا إلى ظروف الحرب العالمية الأولى.[27]

في الحياة المدنية، كان الانتخاب الطبيعي يفضل السلالة متوسطة القوة. كان أصحاب الأعراض القوية يبقون في المنزل، ومن يعانون من أعراض خفيفة يواصلون حياتهم بشكل طبيعي، وينشرون السلالة متوسطة القوة من الڤيروس. وفي الخنادق، كان الانتخاب الطبيعي معكوساً. كان الجنود المصابين بسلالة متوسطة القوة يبقون حيث هم، بينما كان المصابون بأعراض قوية يتم إرسالهم على متن القطارات المزدحمة إلى المستشفيات الميدانية المكتظة، لينشرون السلالة الأكثر فتكاً من الڤيروس. بدأت الموجة الثانية وسرعان ما انتشرت الإنفلونزا مرة أخرى حول العالم. وبالتالي، أثناء الجوائح الحديثة، ينتبه مسؤولو الصحة عندما يصل الڤيروس إلى أماكن تنتشر بها الاضطرابات الاجتماعية (البحث عن السلالات أكثر فتكاً من الڤيروس).[28]

حقيقة أن معظم أولئك الذين تعافوا من عدوى الموجة الأولى قد أصبح لديهم مناعة، أظهرت أنهم محصنين من الإصابة بنفس سلالة الإنفلونزا. وقد تبين ذلك ذلك بشكل كبير في كوپنهاگن، التي بلغ فيها معدل الوفيات المجمع 0.29% فقط (0.02% في الموجة الأولى و0.27% في الموجة الثانية) بسبب التعرض للموجة الأولى الأقل فتكاً.[29] بالنسبة لقية السكان، كانت الموجة الثانية أكثر فتكاً؛ كان الأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة هم أولئك مثل الجنود الموجودين في الخنادق - البالغين من الشباب والأصحاء.[30]

الموجة الثالثة 1919

في يناير 1919، ضربت موجة ثالثة من الإنفلونزا الإسپانية أستراليا، ثم سرعان ما انتشرت عبر أوروپا والولايات المتحدة، حيث استمرت خلال الربيع وحتى يونيو 1919.[31][3][4] أثرت هذه الموجة بشكل أساسي على إسپانيا وصربيا والمكسيك وبريطانيا العظمى، مما أدى إلى سقوط مئات الآلاف من الوفيات.[32] كانت أقل حدة من الموجة الثانية لكنها ما زالت أكثر فتكاً من الموجة الأولى. في الولايات المتحدة، حدثت حالات تفشي منعزلة في بعض المدن بما في ذلك لوس أنجلس،[33] مدينة نيويورك،[34] ممفيس، نشڤيل، سان فرانسسكو، وسانت لويس.[35] كان إجمالي معدل الوفيات بالولايات المتحدة عشرات الآلاف خلال الأشهر الستة الأولى من عام 1919.[36]

الموجة الرابعة 1920

في ربيع 1920 وقعت موجة رابعة ضعيفة للغاية في مناطق معزولة من بينها مدينة نيويورك،[34] المملكة المتحدة، النمسا، إسكندناڤيا، وبعض جزر أمريكا الجنوبية.[37] وكانت معدلات الوفيات منخفضة للغاية.[بحاجة لمصدر]

فرضيات حول المصدر

حدد الباحثون المعسكر الرئيسي للقوات في إتابلس بفرنسا بصفته مركز الإنفلونزا الإسبانية. نُشر البحث في عام 1999 من قبل فريق بريطاني، بقيادة عالم الفيروسات جون أكسفورد. في أواخر عام 1917، أبلغ علماء الأمراض العسكريون عن ظهور مرض جديد مع ارتفاع معدل الوفيات التي أدركوا فيما بعد أنها الإنفلونزا. كان المخيم والمستشفى المكتظان موقعًا مثاليًا لنشر فيروس الجهاز التنفسي. عالج المستشفى الآلاف من ضحايا الهجمات الكيماوية وغيرها من إصابات الحرب. مرَّ 100 ألف جندي عبر المخيم كل يوم. كان المخيم أيضًا موطنًا لحظيرة خنازير حية، وكانت الدواجن تُحضر بانتظام من القرى المجاورة للحصول على الإمدادات الغذائية. افترض أكسفورد وفريقه أن نذير فيروس أساسي، يسكن الطيور، تحوَّر ثم هاجر إلى الخنازير الموجودة بالقرب من مقدمة المعسكر.[38][39]

كانت هناك ادعاءات بأن أصل الوباء يعود إلى الولايات المتحدة. زعم المؤرخ ألفريد دبليو. كروسبي أن الإنفلونزا نشأت في ولاية كنساس، ووصف المؤلف الشهير جون باري مقاطعة هاسكل في كنساس بأنها نقطة الأصل. زُعم أيضًا أنه بحلول أواخر عام 1917، كانت هناك بالفعل موجة أولى من الوباء في 14 معسكرًا عسكريًا أمريكيًا على الأقل.[40]

...

الصين مصدر الوباء ::

كانت الصين إحدى المناطق القليلة في العالم التي كانت أقل تأثراً بجائحة الإنفلونزا عام 1918، إذ ربما كان هناك موسم إنفلونزا خفيف نسبيًا عام 1918. كان هناك عدد قليل نسبيًا من الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا في الصين مقارنةً بمناطق أخرى من العالم. أدى ذلك إلى تكهنات بأن وباء أنفلونزا عام 1918 نشأ من الصين. يمكن تفسير موسم الإنفلونزا المعتدل نسبيًا ومعدلات الوفيات المنخفضة في الصين عام 1918 نظرًا لحقيقة أن السكان الصينيين لديهم بالفعل مناعة مكتسبة من فيروس الإنفلونزا. وهكذا في عام 1918، كانت الصين بمنأى عن الخراب العظيم الذي خلفه الوباء، وذلك بسبب المقاومة الواضحة للفيروس بين الصينيين مقارنةً بالمناطق الأخرى في العالم.[41][42]

طرحت فرضيات سابقة نقاط منشأ مختلفة للوباء. افترض البعض أن الإنفلونزا نشأت في شرق آسيا، وهي منطقة شائعة لنقل المرض من الحيوانات إلى البشر بسبب ظروف المعيشة القاهرة. في عام 1993، أكد كلود هانون، الخبير الرئيسي في أنفلونزا 1918 بمعهد باستور، أن الفيروس السابق أتى من الصين على الأغلب. تطور لاحقًا في الولايات المتحدة بالقرب من بوسطن وانتشرت من هناك إلى بريست وفرنسا وساحات القتال في أوروبا وأوروبا والعالم من خلال جنود الحلفاء والبحارة باعتبارهم الناشرين الرئيسيين. اعتبتر أن العديد من فرضيات المنشأ الأخرى، التي تقول إن الفيروس أتى من إسبانيا وكنساس وبريست، ممكنة، ولكن ليست محتملة.[43]

نشر عالم السياسة أندرو برايس سميث بيانات من الأرشيف النمساوي تشير إلى أن الإنفلونزا نشأت في وقت مبكر، بدءًا من النمسا في أوائل عام 1917.[44]

في عام 2014، جادل المؤرخ مارك همفريز بأن تعبئة 96 ألف عامل صيني للعمل خلف الخطوط البريطانية والفرنسية ربما كانت مصدر الوباء. اعتمد همفريز، من جامعة ميموريال في نيوفاوندلاند في سانت جونز، في استنتاجاته على السجلات المكتشفة حديثًا. وجد أدلة أرشيفية على أن مرضًا تنفسيًا أصاب شمال الصين في نوفمبر عام 1917 حُدد بعد عام من قبل مسؤولي الصحة الصينيين على أنه مطابق للأنفلونزا الإسبانية. لم يجد تقرير نُشر في عام 2016 في مجلة الجمعية الطبية الصينية أي دليل على أن فيروس عام 1918 نُقل إلى أوروبا عبر الجنود والعمال من جنوب شرق آسيا والصين. ووجد التقرير أدلةً على أن الفيروس انتشر في الجيوش الأوروبية لعدة أشهر وربما سنوات قبل وباء 1918.[45]


الانتشار

 
As U.S. troops deployed en masse for the war effort in Europe, they carried the Spanish flu with them.


عندما يعطس الشخص المصاب أو يسعل، ينتشر أكثر من نصف مليون جسيم فيروسي إلى كل من يجاور الشخص. تسببت التحركات القريبة والكبيرة للقوات في الحرب العالمية الأولى في انتشار الوباء، وزاد هذا من انتقال الفيروس وزيادة طفراته. قد تكون الحرب سبب الزيدة في قدرة الفيروس بالقضاء على المصابين به. يتكهن البعض بأن أجهزة المناعة لدى الجنود قد ضعفت بسبب سوء التغذية، فضلاً عن الضغوط القتالية والهجمات الكيميائية، ما يزيد من قابليتها للتأثر.[46][47]

هناك عامل كبير في حدوث هذه الإنفلونزا على مستوى العالم وهو زيادة السفر. جعلت أنظمة النقل الحديثة من السهل على الجنود والبحارة والمسافرين المدنيين في نشر المرض.[48]


في الولايات المتحدة، رُصد المرض لأول مرة في مقاطعة هاسكل بكنساس، في يناير 1918، ما دفع الطبيب المحلي لورينغ مينر إلى تحذير المجلة الأكاديمية لخدمات الصحة العامة الأمريكية. في 4 مارس 1918، أبلغ عن مرض الطباخ ألبرت غيتشيل، من مقاطعة هاسكل، في فورت رايلي، وهي منشأة عسكرية أمريكية كانت في ذلك الوقت تدرب القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، ما جعله أول ضحية مسجلة للإنفلونزا. في غضون أيام، أبلغ عن مرض 522 رجلاً في المخيم. بحلول 11 مارس 1918، وصل الفيروس إلى كوينز بنيويورك. انتقد في وقت لاحق عدم اتخاذ تدابير وقائية في مارس.[49][50][51]

في أغسطس 1918، ظهرت سلالة أكثر ضراوة في وقت واحد في بريست، فرنسا؛ وفي فريتاون، سيراليون؛ وفي الولايات المتحدة في بوسطن بماساتشوستس. انتشرت الإنفلونزا الإسبانية أيضًا عبر أيرلندا، إذ عاد الجنود الأيرلنديون إليها. أطلق الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على المرض اسم الإنفلونزا الإسبانية، وذلك أساسًا لأن الوباء تلقى اهتمامًا صحافيًا أكبر بعد انتقاله من فرنسا إلى إسبانيا في نوفمبر 1918. لم تشارك إسبانيا في الحرب ولم تفرض رقابةً في وقت الحرب.[52]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معدل الوفيات

 
Difference between the influenza mortality age-distributions of the 1918 epidemic and normal epidemics – deaths per 100,000 persons in each age group, United States, for the interpandemic years 1911–1917 (dashed line) and the pandemic year 1918 (solid line)[53]
 
Three pandemic waves: weekly combined influenza and pneumonia mortality, United Kingdom, 1918–1919[54]
 
رسم بياني يبين معدل الوفيات في المدن الكبرى

معدل الوفيات العالمي في عامين 1918 و1919 غير معروف ولكن التقديرات تشير إلى أن ما بين 2.5 - 5٪ من المصابين بالمرض تعرضوا للوفاة. كما اختلفت تقدير أعداد الوفيات. فالتقديرات الأولية كانت تشير إلى أن 40-50 مليون شخص توفوا نتيجة الإنفلونزا،[55] بينما التقديرات الحالية ترفع هذا العدد إلى 50-100 مليون.[56]، تم وصف هذا الوباء بأنه "أعظم هولوكوست طبي في التاريخ" وقد أدى لعدد وفيات فاق ما حصده الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر الميلادي.

حصد الوباء حوالي 5% من مجموع سكان الهند آنذاك وقد قدر الرقم بنحو 17 مليون شخص [57]، وفي اليابان أحصيت أكثر من 23 ميلون حالة إصابة نتج عنها حوالي 390 ألف حالة وفاة [58]، أصيب حوالي 28% من السكان في الولايات المتحدة بالمرض وحصد أرواح ما بين 500 و 675 ألف شخص [59]، وفي بريطانيا رصدت أكثر من 250 ألف ضحية وفي فرنسا بلغ العدد 400 ألف [60] وسقط في كندا حوالي 50 ألف مريض.[61]

تميزت الإنفلونزا الأسبانية -على عكس أنواع الإنفلونزا الأخرى- بقدرتها على إحداث مضاعفات مميتة في من أعمارهم أقل من 45 سنة. فالإحصائيات تشير إلى أن 99٪ من الوفيات كانت في أشخاص أعمارهم أقل من 65 سنة، وأكثر من نصف الوفيات كانت في المجموعة العمرية ما بين 20-40 سنة. وكان السبب الرئيسي للوفاة هو الاختناق نتيجة نزيف رئوي أو التهاب رئوي ثانوي.[60] ويرى البعض أن سبب مناعه كبار السن النسبة ضد الإنفلونزا الأسبانية يعود لتعرضهم للإنفلونزا الروسية عام 1889 مما أكسبهم مناعة جزئية ضد الفيروس.

كانت الأعداد الهائلة للوفيات نتيجة لنسب العدوى العالي التي بلغت 50% من السكان كما ساهمت حدة أعراض المرض في ارتفاع الرقم نتيجة لما سببه المرض من ارتفاع هائل للسيتوكين داخل الجسم وبالتالي حدوث أعراض أكثر شدة وأعظم فتكاً [62]

أنماط الوفاة

 
ممرضة ترتدي كمامة قماشية أثناء علاجها حالة في واشنطن العاصمة.
 
ضباط من شرطة سياتل يرتدون كمامات في ديسمبر 1918.

كان أكثر الوفيات جراء الجائحة من البالغين الشباب. عام 1918-1919، كان 99% من الوفيات بسبب الجائحة بالولايات المتحدة من الأشخاص أقل من 65 سنة، وما يقارب من نصفهم كان من الشباب من سن 20-40 سنة. عام 1920، انخفض معدل الوفيات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً من ستة أضعاف إلى نصف معدل وفيات الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عام، ولكن لتزال 92% من الوفيات تحدث بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عام.[63] كان هذا أمراً غير عادياً، حيث أن الإنفلونزا تؤدي لوفاة الأفراد الضعفاء، مثل الرضع تحت سن العامين، البالغين فوق 70 سنة، ومنخفضي المناعة. عام 1918، ربما كان لدى المسنين حماية جزئية بسبب تعرضهم جائحة إنفلونزا 1889-1890، المعروفة "بالإنفلونزا الروسية".[64]

تبعاً للمؤرخ جون م. باري، كان الأشخاص الأكثر عرضة للوفاة- من بين الجميع- هن النساء الحوامل. أشار إلى ذلك في ثلاثة عشر دراسة عن النساء اللاتي أدخلن المستشفى أثناء الجائحة، حيث تراوحت نسبة وفاتهن من 23% إلى 71%.[65] وكانت أكثر من ثلث الناجيات (26%) يفقدن أطفالهن.[66]

وكان هناك أمراً غريباً آخر هو أن التفشي كان منتشراً في الصيف والخريف (في نصف الكرة الشمالي)؛ بنيما عادة ما تكون الإنفلونزا أسوأ في فصل الشتاء.[67]

 
ملصق توعوي من المجلس الصحي في ألبرتا.

أظهر التحليل الحديث أن الڤيروس كان مميتاً بشكل خاص لكونه يحفز متلازمة السيتوكين (فرط تفاعل الجهاز المناعي للجسم)، التي تدمر الجهاز المناعي الأكثر قوة لدى الشباب البالغين.[8] استعادت مجموعة من الباحثين الڤيروس من أجساد الضحايا المجمدة ونقلت العدوى إلى الحيوانات اصطناعياً. سرعان ما عانت الحيوانات من الفشل التنفسي والموت جراء الإصابة بمتلازمة السيتوكين. افترض أن ردود الفعل المناعية القوية لدى الشباب قد دمرت الجسم، في حين أن ردود الفعل المناعية الضعيفة للأطفال والبالغين في منتصف العمر أدت إلى عدد أقل من الوفيات بين هذه الفئات.[68][69]

في الحالات التي تطور لديها المرض بشكل سريع، كانت الوفيات بسبب الالتهاب الرئوي، الناجم عن التصلد الرئوي بفعل الڤيروس. أظهرت الحالات بطيئة التقدم التهاب رئوي جرثومي ثانوي، وارتباط عصبي محتمل أدى إلى اضطرابات عقلية في بعض الحالات. كانت هناك بعض حالات الوفاة الناجمة عن سوء التغذية.[بحاجة لمصدر]

استخدمت دراسة عقدها هى وزملائه عام 2011 منهجية النمذجة الميكانيكية لدراسة الموجات الثلاثة لجائحة الإنفلونزا 1918. قاموا بدراسة العوامل الكامنة وراء التباين في الأنماط الزمنية وارتباطها بأنماط الوفيات والمراضة. يشير تحليلهم إلى أن الاختلافات الزمنية في معدل انتقال المرض تقدم أفضل تفسير، والاختلاف في الانتقال المطلوب لتوليد هذه الموجات الثلاث يقع ضمن قيم معقولة حيوياً.[70]

استخدمت دراسة أخرى لهى وزملائه عام 2013 نموذج جائحة بسيط دمج ثلاثة عوامل لاستدلال سبب الموجات الثلاث لجائحة الإنفلونزا 1918. كانت هذه العوامل هي فتح المدارس وإغلاقها، وتغيرات درجة الحرارة طوال فترة التفشي، والتغيرات السلوكية البشرية استجابة لتفشي المرض. أظهرت نتائج النمذجة أن العوامل الثلاثة مهمة، لكن الاستجابات السلوكية البشرية أظهرت التأثيرات الأكثر أهمية.[71]

توصلت دراسة أجريت عام 2020 أن المدن الأمريكية التي طبقت تدابير غير طبية مبكرة وواسعة النطاق (الحجر الصحي وما إلى ذلك) لم تعاني من آثار اقتصادية ضارة إضافية بسبب تنفيذ هذه التدابير،[72] عند مقارنتها بالمدن التي طبقت التدابير في وقت متأخر أو لم تطبقها على الإطلاق.[73]

المجتمعات المدمرة

 
مخطط للوفيات بجميع الأسباب في المدن الرئيسية، تظهر الذروة في أكتوبر ونوفمبر 1918.
 
طاقم مستشفى كورومندال (نيوزيلندا) يقدمون النصيحة للمصابين بالإنفلونزا (1918).

حتى في المناطق التي كان فيها معدل الوفيات منخفضاً، كان الكثير من البالغين عاجزين عن ممارسة حياتهم الطبيعية. أغلقت بعض المدن جميع المتاجر أو طلبت من العملاء ترك الطلبات في الخارج. كانت هناك تقارير تفيد بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية لا يستطيعون رعاية المرضى ولم يعد بإمكان حفاري القبور دفن الموتى لأنهم كانوا مرضى أيضاً. حُفرت المقابر الجماعية باستخدام المجارف البخارية ودُفنت الجثث دون توابيت في العديد من الأماكن.[74]

أثرت الجائحة بقوة على الكثير من من أقاليم جزر المحيط الهادي. وصلتها الجائحة من نيوزيلندا، التي كانت بطيئة للغاية في تطبيق التدابير اللازمة لمنع السفن مثل إس‌إس تالون، التي كانت تحمل الإنفلونزا من الموانئ القادمة منها. من نيوزيلندا، وصلت الإنفلونزا تونگا (حيث قتلت 8% من السكان)، ناورو (16%)، فيجي (5%، 9.000 شخص).[75]

كانت ساموا الغربية هي الأكثر تأثراً، ساموا الألمانية سابقاً، التي احتلتها نيوزيلندا عام 1914. أصيب 90% من السكان؛ توفى 30% من الرجال البالغين، 22% من النساء البالغات، و10% من الأطفال. على النقيض، منع الحاكم جون مارتن پوير الإنفلونزا من الوصول لساموا الأمريكية المجاورة بفرض الحظر.[75] انتشر المرض بسرعة إلى الشعوب الأصلية عن طريق الطبقات العليا من المجتمع، بسبب طقس تجمع التقليد الشفهي من الزعماء على فراش الموت. أصيب العديد من زعماء المجتمع من خلال هذه العملية.[76]

في نيوزيلندا، توفي 8.573 شخص بسبب جائحة إنفلونزا 1918، ليصل معدل الوفيات بين السكان إلى 0.7%.[77] كانت نسبة الوفيات بين الماوري 8-10 أضعاف أكبر منها بين النيوزيلنديين الآخرين (الپكها) بسبب ظروفهم المعيشية الأكثر ازدحاماً.[76]

في أيرلندا، كانت الجائحة سبباً في وفاة 10% من إجمالي الوفيات عام 1918.[بحاجة لمصدر]

المناطق الأقل تضرراً

قد تكون الصين عانت من موسم إنفلونزا 1918 متوسط نسبياً مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم.[78][79][80][81] ومع ذلك، لم تكن هناك مجموعة مركزية للإحصاءات الصحية في البلاد في ذلك الوقت، وتشير بعض التقارير المحلية إلى أن معدلات الوفيات من الإنفلونزا ربما كانت أعلى بقليل في بعض المواقع الأخرى في الصين عام 1918.[82] مع ذلك، فعلى الأقل، هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن الصين ككل تأثرت بشدة بالإنفلونزا مقارنة ببلدان العالم الأخرى.[83] على الرغم من أن السجلات الطبية الخاصة بالمناطق الداخلية من الصين مفقود، إلا أن هناك بيانات طبية موسعة مسجلة في الموانئ الصينية، مثل هونگ كونگ التي كانت تحت الادارة البريطانية، كانتون، پكينگ، هاربين وشنغهاي. هذه البيانات تم جمعها بواسطة خدمة الجمارك البحرية الصينية، التي كان موظفيها من الأجانب غير الصينيين، مثل البريطانيين، الفرنسيين، ومسئولين استعماريين من بلدان أوروپية أخرى في الصين.[84] بشكل عام، تُظهر البيانات الدقيقة من الموانئ الصينية معدلات وفيات منخفضة بشكل مدهش مقارنة بالمدن الآسيوية الأخرى.[84] على سبيل المثال، أبلغت السلطات البريطانية في هونگ كونگ وكانتون عن معدل وفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 0.25% و0.32% على التوالي، وهو أقل بكثير من معدل الوفيات المبلغ عنه في مدن آسيوية أخرى، مثل كلكتا أو بومباي، حيث كانت الأنفلونزا أكثر تدميراً.[84][78] بالمثل، في مدينة شنغهاي - التي كان يزيد عدد سكانها عن 2 مليون نسمة عام 1918- لم يكن هناك سوى 266 حالة وفاة مسجلة جراء الإصابة بالإنفلنوزا بين السكان الصينيين عام 1918.[84] إذا تم استقراء البيانات الموسعة المسجلة من المدن الصينية، فإن معدل الوفيات المقترح من الإنفلونزا في الصين ككل في عام 1918 كان على الأرجح أقل من 1% - أقل بكثير من المتوسط العالمي (الذي كان حوالي 3-5%).[84] على النقيض، فقد سجلت اليابان وتايوان معدل وفيات يصل لحوالي 0.45% و0.69% على التوالي، أعلى من معدل الوفيات المجمع من البيانات في الموانئ الصينية، مثل هونگ كونگ (0.25%)، كانتون (0.32%)، وشنغهاي.[84]

 
طوكيو، اليابان 1919.

في اليابان، بحلول يوليو 1919، كان هناك 257.363 حالة وفاة جراء الإصابة بالإنفلونزا، أي معدل وفيات يبلغ 0.4%، أقل بقليل من جميع البلدان الآسيوية الأخرى التي توافرت لديها بيانات. عند تفشي الجائحة فرضت الحكومة اليابانية قيود مشددة على السفر من وإلى الجزر المحلية.

في الهادي، ساموا الأمريكية،[85] ومستعمرة كاليدونيا الجديدة الفرنسية[86] تمكنت من منع وقوع وفيات بسبب الإنفلونزا بفرض حجراً صحياً فعالاً. في أستراليا توفى ما يقرب من 12.000 شخص.[87]

مع نهاية الجائحة، لم ترد أنباء بوصول الجائحة إلى جزيرة ماراجو المعزلة، في دلتا نهر الأمازون بالبرازيل .[88] كما لم تعلن سانت هلينا عن وقوع وفيات.[89]

بلغ إجمالي عدد الوفيات في روسيا 450.000 شخص، على الرغم من أن علماء الجوائح قد وصفوا هذا الرقم بأنه "طلقة في الظلام".[90] إذا كان ذلك صحيحاً، فقد خسرت روسيا ما يقرب من 0.4% من سكانها، مما يعني أنها عانت من أدنى معدلات الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا في أوروپا. هناك دراسة أخرى تعتبر هذا الرقم غير مرجح، بالنظر إلى أن البلاد كانت في خضم حرب أهلية، وانهيار البنية التحتية للحياة اليومية؛ تشير الدراسة إلى أن عدد الوفيات في روسيا كان أقرب إلى 2%، أو 2.7 مليون شخص.[82]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نهاية الجائحة

بعد الموجة الثانية القاتلة في أواخر 1918، تراجعت أعداد الإصابات الجديدة بشكل كبير - ولم تحدث إصابات جديدة تقريباً بعد ذروة الموجة الثانية.[68] في فيلادلفيا، على سبيل المثال، توفي 4.597 شخص في 16 أكتوبر، لكن بحلول 11 نوفمبر، كانت الإنفلونزا قد اختفت تقريباً من المدينة. أحد التفسيرات للانخفاض السريع في قوة المرض هو أن الأطباء أصبحوا أكثر فاعلية في الوقاية والعلاج من الالتهاب الرئوي الذي تطور بعد إصابة الضحايا بالڤيروس. ومع ذلك، ذكر جون باري في كتابه لعام 2004 الإنفلونزا الكبرى: القصة الملحمية للطاعون الأكثر فتكاً في التاريخ" أن الباحثين لم يجدوا أي دليل يدعم هذا الموقف.[8] استمرت بعض الإصابات القاتلة حتى مارس 1919، لتفتك بأحد لاعبي نهائي كأس ستانلي 1919. تقول نظرية أخرى أن ڤيروس 1918 تحور بسرعة كبيرة إلى سلالة أقل فتكاً. هذا أمر شائع مع ڤيروسات الإنفلونزا: هناك ميل لأن تصبح الڤيروسات المسببة للأمراض أقل فتكاً بمرور الوقت، حيث يميل عائلي السلالات الأكثر خطورة إلى الموت[8] (انظر أيضاً "الموجة الثانية القاتلة"، أعلاه).

الآثار طويلة المدى

في دراسة نشرت عام 2006 في دورية الاقتصاد السياسي، أظهرت مجموعات المواليد أثناء الجائحة انخفاضاً في التحصيل العلمي، وزيادة معدل الإعاقة الجسدية، وانخفاض الدخل، وتدني الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وارتفاع المدفوعات التحولية المتلقاة مقارنة بمجموعات المواليد الأخرى".[91] ووجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الجائحة قد خفضت التحصيل التعليمي بين السكان.[92]

ارتبطت الإنفلونزا بتفشي بالتهاب المخ النوامي في العشرينيات.[93]

الذكرى

ڤيديو خارجي
  مقدمة لنانسي بريستو عن جائحة الإنفلونزا والحرب العالمية الأولى، 1 نوفمبر 2019] C-SPAN
 
ممرضات من الصليب الأحمر الأمريكي يرعون مرضى في مستشفى مؤقت داخل صالة بلدية أوكلاند، 1918.

جادل الأكاديمي أندرو پرايس-سميث في أن الڤيروس قد ساعد في قلب ميزان القوى في الأيام الأخيرة من الحرب تجاه قضية الحلفاء. قدم بيانات تفيد بأن الموجات الڤيروسية أصابت قوى المركز قبل قوى الحلفاء وأن معدل الإصابات والوفيات في ألمانيا والنمسا كانت أعلى بشكل ملحوظ منها في بريطانيا والجمهورية الفرنسية الثالثة فرنسا.[44]

على الرغم من ارتفاع معدلات الإصابات والوفيات الناتجة عن الجائحة، بدأت الأنفلونزا الإسپانية تتلاشى من الوعي العام على مدى عقود حتى وصول الأخبار حول إنفلونزا الطيور والأوبئة الأخرى في التسعينات وخلال عقد 2000.[94] أدى هذا إلى أن يطلق بعض المؤرخي على الإنفلونزا الإسپانية اسم "الجائحة المنسية".[95]

هناك العديد من النظريات حول سبب "نسيان" الإنفلونزا الإسپانية . أدى التطور السريع للجائحة، التي قتلت، على سبيل المثال، معظم ضحاياها في الولايات المتحدة في أقل من تسعة أشهر، إلى تغطية إعلامية محدودة. كان عامة السكان على دراية بأنماط انتشار الجائحة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين: التيفوئيد والحمى الصفراء والخناق والكوليرا حدثت جميعها في نفس الوقت تقريباً. ربما قللت هذه تلك التفشيات من أهمية جائحة الإنفلونزا لدى العامة.[96] في بعض المناطق، لم يُعلن عن الإنفلونزا، لكن الذكر الوحيد كان لإعلانات الأدوية التي يزعم أنها تعالجها.[97]

بالإضافة إلى ذلك، تزامن تفشي المرض مع الوفيات والتركيز الإعلامي على الحرب العالمية الأولى. وهناك تفسير آخر يشمل الفئة العمرية المتأثرة بالمرض. كانت غالبية الوفيات، من الحرب والجائحة، من الشباب. قد يكون عدد وفيات الشباب المرتبطة بالحرب قد طغى على الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا.[63]

عندما يقرأ الناس النعي، يرون الحرب أو وفيات ما بعد الحرب والوفيات من الإنفلونزا جنباً إلى جنب. خاصة في أوروپا، حيث كانت حصيلة الحرب مرتفعة، ربما لم يكن للإنفلونزا تأثير نفسي هائل أو ربما بدت كأنها امتداداً لمآسي الحرب.[63] كان يمكن أن تلعب مدة الجائحة والحرب دوراً أيضاً. عادةً ما يصيب المرض منطقة معينة لمدة شهر فقط قبل أن يغادرها[بحاجة لمصدر]. ومع ذلك، كان من المتوقع في البداية أن تنتهي الحرب بسرعة ولكنها استمرت لأربع سنوات بحلول الوقت الذي تفشت فيه الجائحة.

 
موقع دفن لضحايا جائحة الإنفلونزا في أوكلاند، نيوزيلندا، 1918.

فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية العالمية، تكبدت العديد من الشركات في صناعات الترفيه والخدمات خسائر في الإيرادات، في حين أعلنت صناعة الرعاية الصحية عن جني الأرباح.[98] جادلت المؤرخ نانسي بريستو بأن الوباء، عندما يقترن بالعدد المتزايد من النساء اللواتي يلتحقن بالجامعة، ساهم في نجاح النساء في مجال التمريض. ويعود ذلك جزئياً إلى فشل الأطباء، ومعظمهم من الرجال، في احتواء المرض والوقاية منه. احتفل طاقم التمريض، ومعظمهم من النساء، بالنجاح في رعاية مرضاهم ولم يربطوا بين انتشار المرض وعملهم.[99]

في إسپانيا، ربطت مصادر من تلك الفترة بوضوح بين الإنفلونزا الإسپانية بشخصية دون خوان الثقافية. اعتمد لقب الإنفلونزا، "جندي ناپولي"، من قبل فدريكو روميرو وأوپريت أغنية النسيان ("La canción del olvido") لگيلرمو فرنانديز شو عام 1916. بطل الأوبريت كان على شاكلة دون خوان. قال فدريكو روميرو، أحد متخصصي الأوپرا، إن الشخصية الموسيقية الأكثر شعبية في المسرحية، "جندي ناپولي"، كانت جذابة مثل الإنفلونزا. جادل ديڤيس بأن الإنفلونزا الإسپانية-اتصال دون خوان، سمحت للإسپان بفهم تجربتهم الوبائية بتفسيرها من خلال قصة دون 0وان المألوفة.[100]

الأبحاث

 
صورة بالمجهر الإلكتروني توضح إعادة تخليق ڤيريونات إنفلونزا 1918.
 
في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ترنس تمپي يفحص نسخة معاد إنشائها من إنفلونزا 1918.

أصل جائحة الإنفلونزا الإسپانية، والعلاقة بين الفاشيات شبه المتزامنة بين البشر والخنازير، أمراً مثيراً للجدل. حسب إحدى الفرضيات فإن سلالة الڤيروس نشأت في فورت رايلي، كنساس، في ڤيروسات الدواجن والخنازير التي تُربى للاستهلاك الغذائي؛ ثم أُرسل الجنود من فورت رايلي حول العالم، حيث قاموا بنشر المرض.[101] أدت أوجه التشابه بين إعادة بناء الڤيروس وڤيروسات الطيور، إلى جانب الجائحة البشرية التي تسبق التقارير الأولية عن إنفلونزا الخنازير، إلى استنتاج أن ڤيروس الإنفلونزا قفز مباشرة من الطيور إلى البشر، وأن الخنازير أصيبت بالمرض من خلال البشر.[102][103]

اختلف آخرون،[104] واقترح بحثاً حديثاً أن أصل السلالة قد يكون في كائن غير بشري، أحد أنواع الثدييات.[105] يقدر أن تاريخ ظهوره في العوائل البشرية ما بين عام 1882-1913.[106] تباعد الڤيروس السلف لحوالي عام 1913-1915، يفصله إلى فرعين حيويين، مما أدى إلى ظهور إنفلونزا الخنازير الكلاسيكية والإنفلونزا البشرية H1N1. يرجع تاريخ السلف المشترك الأخير لسلالات الڤيروس البشري إلى ما بين فبراير 1917 وأبريل 1918. ولأن الخنازير أكثر إصابة بڤيروسات إنفلونزا الطيور من البشر، فقد تم اقتراحهم كمتلقين أصليين للڤيروس، ونقل الڤيروس إلى البشر في وقت ما بين 1913 و1918.

كانت هناك محاولة لإعادة سلالة إنفلونزا عام 1918 (نوع فرعي من سلالة إنفلونزا الطيور H1N1) بالتعاون بين معهد القوات المسلحة لعلم الأمراض، مختبر ساوث إيست لأبحاث الدواجن في هيئة البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الأمريكية، ومدرسة جبل سيناء للطب في مدينة نيويورك. وأسفرت الجهود عن إعلان (في 5 أكتوبر 2005) أن المجموعة قد حددت بنجاح التسلسل الجيني للڤيروس، باستخدام عينات نسيج تاريخية استعادها عالم الأمراض يوهان هولتين من ضحية الإنفلونزا الأنويت المدفون في أرض دائمة التجلد بألاسكا والعينات المحفوظة للجنديين الأمريكيين الأمريكيين[107] روسكو ڤوگان وجيمس داونز.[108][109]

في 18 يناير 2007، أشار كوباسا وزملائه (2007) إلى أن القردة (المكاك طويل الذيل) المصابة بسلالة الإنفلونزا المعاد إظهارها بالأعراض الكلاسيكية لوباء 1918، وماتت من عواصف السيتوكين[110] – إفراط رد فعل الجهاز المناعي. قد يفسر هذا سبب تأثير إنفلونزا 1918 بشكل مدهش على الأشخاص الأصغر سناً والأكثر صحة، حيث أن الشخص الذي لديه جهاز مناعة أقوى من المحتمل أن يكون له رد فعل أكثر قوة.[111]

في 16 سبتمبر 2008، تم فحص جثمان السياسي والدبلوماسي البريطاني السير مارك سايكس لدراسة رنا ڤيروس الإنفلونزا في محاولة لفهم التركيب الوراثي لإنفلونزا الطيور الحديثة H5N1. كان سايكس قد دُفن عام 1919 في تابوت من الرصاص الذي أعطى للعلماء أملاً أن يساعد في حفظ الڤيروس.[112] وُجد التابوت مقسم والجثة متحلة بشكل سيء. ومع ذلك، تم أخذت عينات من أنسجة الرئة والمخ.[113]

في ديسمبر 2008، وجد بحث أجراه يوشيهيرو كاواوكا من جامعة وسكنسن علاقة بين وجود ثلاثة جينات معينة (أطلق عليها اسم PA، PB1، وPB2)، پروتين نووي مستخلص من عينات إنفلونزا 1918، بقدرة ڤيروس الإنفلونزا على مهاجمة الرئتين وحدوث الالتهاب الرئوي. أثار هذا المزيج أعراض مشابهة في اختبار الحيوانات.[114]

في يونيو 2010، أفاد فريق من مدرسة طب ماونت سيناي أن لقاح جائحة إنفلونزا 2009 يوفر بعض الحماية ضد سلالت جائحة إنفلونزا 1918.[115]

أحد الأشياء القليلة المعروفة على وجه اليقين بشأن إنفلونزا 1918، ولسنوات عديدة بعد ذلك، كانت مرضاً مقصوراً على البشر، باستثناء المختبرات.[116]

انظر أيضاً

الهوامش

الحواشي

  1. ^ Yang, Wan; Petkova, Elisaveta; Shaman, Jeffrey (2014). "The 1918 influenza pandemic in New York City: age-specific timing, mortality, and transmission dynamics". Influenza and Other Respiratory Viruses. 8 (2): 177–188. doi:10.1111/irv.12217. PMC 4082668. PMID 24299150.
  2. ^ Taubenberger & Morens 2006.
  3. ^ أ ب Radusin, Milorad (2012). "The Spanish Flu – Part II: the second and third wave". Vojnosanitetski Pregled. 69 (10): 917–27. PMID 23155616. Retrieved 23 April 2020. {{cite journal}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  4. ^ أ ب "1918 Pandemic Influenza: Three Waves". Centers for Disease Control and Prevention. 11 May 2018. Retrieved 23 April 2020.
  5. ^ 1918 Pandemic (H1N1 virus). Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved April 18, 2020.
  6. ^ Rosenwald, Michael S . (7 April 2020). "History's deadliest pandemics, from ancient Rome to modern America". Washington Post. Archived from the original on 2020-04-07. Retrieved 11 April 2020. {{cite news}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  7. ^ Gagnon A, Miller MS, Hallman SA, Bourbeau R, Herring DA, Earn DJ, Madrenas J (2013). "Age-specific mortality during the 1918 influenza pandemic: unravelling the mystery of high young adult mortality". PLOS ONE. 8 (8): e69586. Bibcode:2013PLoSO...869586G. doi:10.1371/journal.pone.0069586. PMC 3734171. PMID 23940526.
  8. ^ أ ب ت ث Barry 2004b.
  9. ^ MacCallum WG (1919). "Pathology of the pneumonia following influenza". JAMA: The Journal of the American Medical Association. 72 (10): 720–23. doi:10.1001/jama.1919.02610100028012. Archived from the original on 25 January 2020. Retrieved 16 August 2019.
  10. ^ Hirsch, Edwin F.; McKinney, Marion (1919). "An epidemic of pneumococcus broncho-pneumonia". Journal of Infectious Diseases. 24 (6): 594–617. doi:10.1093/infdis/24.6.594. JSTOR 30080493. {{cite journal}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  11. ^ Brundage JF, Shanks GD (December 2007). "What really happened during the 1918 influenza pandemic? The importance of bacterial secondary infections". The Journal of Infectious Diseases. 196 (11): 1717–18, author reply 1718–19. doi:10.1086/522355. PMID 18008258.
  12. ^ Morens DM, Fauci AS (April 2007). "The 1918 influenza pandemic: insights for the 21st century". The Journal of Infectious Diseases. 195 (7): 1018–28. doi:10.1086/511989. PMID 17330793.
  13. ^ "La Grippe Espagnole de 1918" (in الفرنسية). Institut Pasteur. Archived from the original (Powerpoint) on 17 November 2015. (also here, requires Flash player)
  14. ^ Spanish flu facts. Channel 4 news. retrieved 1 May 2009
  15. ^ "Analysis of Spanish flu cases in 1918–1920 suggests transfusions might help in bird flu pandemic". كلية الأطباء الأمريكية. 2019-09-12. Retrieved 2011-10-02.
  16. ^ Galvin 2007.
  17. ^ Brundage JF, Shanks GD (December 2007). "What really happened during the 1918 influenza pandemic? The importance of bacterial secondary infections". The Journal of Infectious Diseases. 196 (11): 1717–1718, author reply 1718–1719. doi:10.1086/522355. PMID 18008258.
  18. ^ Morens DM, Fauci AS (April 2007). "The 1918 influenza pandemic: Insights for the 21st century". The Journal of Infectious Diseases. 195 (7): 1018–1028. doi:10.1086/511989. PMID 17330793.
  19. ^ Paul Ewald,Evolution of infectious disease, New York, Oxford University Press, 1994. p. 110.
  20. ^ Andrew Price-Smith, Contagion and Chaos, MIT Press, 2009.
  21. ^ Patterson, K. David; Pyle, Gerald F. (1991). "The Geography and Mortality of the 1918 Influenza Pandemic". Bulletin of the History of Medicine. 65 (1): 4–21. JSTOR 44447656. PMID 2021692.
  22. ^ Taubenberger, Jeffery K.; Morens, David M. (2006). "1918 Influenza: the Mother of All Pandemics". Emerging Infectious Diseases. 12 (1): 15–22. doi:10.3201/eid1201.050979. PMC 3291398. PMID 16494711.
  23. ^ "Mortality Statistics 1918: Nineteenth Annual Report" (PDF). Centers for Disease Control and Prevention. 1920. p. 28. Retrieved 29 May 2020.
  24. ^ Erkoreka, Anton (2010). "The Spanish influenza pandemic in occidental Europe (1918–1920) and victim age". Influenza and Other Respiratory Viruses. 4 (2): 81–89. doi:10.1111/j.1750-2659.2009.00125.x. PMC 5779284. PMID 20167048.
  25. ^ Pandemic Influenza. Report of Session 2005–2006. 4th. Broers, Alec, Baron Broers (chairman). UK House of Lords. 16 December 2005. HL Paper 88. Archived from the original. You must specify the date the archive was made using the |archivedate= parameter. http://www.parliament.the-stationery-office.com/pa/ld200506/ldselect/ldsctech/88/88.pdf. Retrieved on 6 May 2009. 
  26. ^ "Influenza 1918". American Experience. PBS. WGBH. No. 5, season 10. Transcript.
  27. ^ Gladwell 1997, p. 55.
  28. ^ Gladwell 1997, p. 63.
  29. ^ Fogarty International Center. "Summer Flu Outbreak of 1918 May Have Provided Partial Protection Against Lethal Fall Pandemic". Fic.nih.gov. Archived from the original on 27 July 2011. Retrieved 19 May 2012.
  30. ^ Gladwell 1997, p. 56.
  31. ^ Why the Second Wave of the 1918 Spanish Flu Was So Deadly History.com - Retrieved 8 May 2020
  32. ^ Najera, Rene F. (2 January 2019). "Influenza in 1919 and 100 Years Later". College of Physicians of Philadelphia. Retrieved 23 April 2020. {{cite web}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  33. ^ "Here are Exact Facts About the Influenza and Its Toll in City, State, Nation, world". Los Angeles Times. 9 February 1919. Retrieved 10 May 2020.
  34. ^ أ ب Yang W, Petkova E, Shaman J (March 2014). "The 1918 influenza pandemic in New York City: age-specific timing, mortality, and transmission dynamics". Influenza and Other Respiratory Viruses. National Institutes of Health. 8 (2): 177–88. doi:10.1111/irv.12217. PMC 4082668. PMID 24299150.
  35. ^ Warren T. Vaughan (July 1921). "Influenza: An Epidemiologic Study". American Journal of Hygiene. Retrieved 11 May 2020.
  36. ^ "Mortality Statistics 1919: Twentieth Annual Report" (PDF). Centers for Disease Control and Prevention. 1921. p. 30. Retrieved 11 May 2020.
  37. ^ "How the 1918 flu pandemic rolled on for years: a snapshot from 1920". The Guardian. Retrieved 30 April 2020.
  38. ^ The Guardian. 
  39. ^ Oxford JS, Lambkin R, Sefton A, Daniels R, Elliot A, Brown R, Gill D (January 2005). "A hypothesis: The conjunction of soldiers, gas, pigs, ducks, geese, and horses in northern France during the Great War provided the conditions for the emergence of the "Spanish" influenza pandemic of 1918–1919". Vaccine. 23 (7): 940–945. doi:10.1016/j.vaccine.2004.06.035. PMID 15603896.
  40. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  41. ^ Cheng, K.F. "What happened in China during the 1918 influenza pandemic?". International Journal of Infectious Diseases. Volume 11, Issue 4, July 2007: Pages 360–364. {{cite journal}}: |volume= has extra text (help); Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  42. ^ Langford, Christopher (2005). "Did the 1918-19 Influenza Pandemic Originate in China?". Population and Development Review. Vol. 31, No. 3 (Sep., 2005) (3): 473–505. doi:10.1111/j.1728-4457.2005.00080.x. JSTOR 3401475. {{cite journal}}: |volume= has extra text (help)
  43. ^ Hannoun, Claude (1993). "Documents de la Conférence de l'Institut Pasteur" in La Grippe Espagnole de 1918. 8-069-A-10. 
  44. ^ أ ب Price-Smith 2008.
  45. ^ Shanks GD (January 2016). "No evidence of 1918 influenza pandemic origin in Chinese laborers/soldiers in France". Journal of the Chinese Medical Association. 79 (1): 46–48. doi:10.1016/j.jcma.2015.08.009. PMID 26542935.
  46. ^ Ewald 1994.
  47. ^ Qureshi 2016, p. 42.
  48. ^ "Spanish flu strikes during World War I". xtimeline.com. 2013-12-11.
  49. ^ Barry JM (January 2004). "The site of origin of the 1918 influenza pandemic and its public health implications". Journal of Translational Medicine. 2 (1): 3. doi:10.1186/1479-5876-2-3. PMC 340389. PMID 14733617.{{cite journal}}: CS1 maint: unflagged free DOI (link)
  50. ^ "Stories of an influenza pandemic" (PDF). ذا لانسيت. 2020-03-07.
  51. ^ Rego Barry, Rebecca (November 13, 2018). "Exhuming the Flu". Distillations. Science History Institute. 4 (3): 40–43. Retrieved February 6, 2020. {{cite journal}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  52. ^ . 
  53. ^ Taubenberger & Morens 2006, p. 19.
  54. ^ Taubenberger & Morens 2006, p. 17.
  55. ^ 1918 flu pandemic killed 2.64 mln in Europe: study
  56. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة cdc
  57. ^ Flu experts warn of need for pandemic plans. British Medical Journal.
  58. ^ "Spanish Influenza in Japanese Armed Forces, 1918–1920". Centers for Disease Control and Prevention (CDC). Archived 2011-06-04 at the Wayback Machine
  59. ^ Pandemics and Pandemic Threats since 1900, U.S. Department of Health & Human Services. Archived 2011-10-15 at the Wayback Machine
  60. ^ أ ب The 'bird flu' that killed 40 million. BBC News. October 19, 2005. Archived 2017-11-07 at the Wayback Machine
  61. ^ "A deadly virus rages throughout Canada at the end of the First World War". CBC History. Archived 2009-08-09 at the Wayback Machine
  62. ^ "The geography and mortality of the 1918 influenza pandemic". Bull Hist Med. {{cite web}}: Missing or empty |url= (help)
  63. ^ أ ب ت Simonsen et al. 1998.
  64. ^ Hanssen, Olav. Undersøkelser over influenzaens optræden specielt i Bergen 1918–1922. Bg. 1923. 66 s. ill. (Haukeland sykehus. Med. avd. Arb. 2) (Klaus Hanssens fond. Skr. 3)
  65. ^ Payne MS, Bayatibojakhi S (2014). "Exploring preterm birth as a polymicrobial disease: an overview of the uterine microbiome". Frontiers in Immunology. 5: 595. doi:10.3389/fimmu.2014.00595. PMC 4245917. PMID 25505898.{{cite journal}}: CS1 maint: unflagged free DOI (link)
  66. ^ Barry 2004, p. 239.
  67. ^ "Key Facts about Swine Influenza". Archived from the original on 4 May 2009. Retrieved 30 April 2009.
  68. ^ أ ب Barry 2004.
  69. ^ "1918 Death Certificate for 10-year-old girl who died as a consequence of influenza in Lares, Puerto Rico".
  70. ^ He et al. 2011.
  71. ^ He et al. 2013.
  72. ^ "What can the Spanish Flu teach us about the COVID-19 pandemic?". World Economic Forum (in الإنجليزية). 2 April 2020.
  73. ^ Correia, Sergio; Luck, Stephan; Verner, Emil (2020). "Pandemics Depress the Economy, Public Health Interventions Do Not: Evidence from the 1918 Flu". SSRN Working Paper Series (in الإنجليزية). doi:10.2139/ssrn.3561560. ISSN 1556-5068. {{cite journal}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  74. ^ "Viruses of mass destruction". cnn.com. Fortune. 1 November 2004. Archived from the original on 6 May 2009. Retrieved 30 April 2009.
  75. ^ أ ب Denoon 2004.
  76. ^ أ ب Wishart, Skye (July–August 2018). "How the 1918 flu spread". New Zealand Geographic (152): 23. Archived from the original on 3 August 2018. Retrieved 3 August 2018. {{cite journal}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  77. ^ Rice 2005, p. 221.
  78. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Langford_2005
  79. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Cheng_2007
  80. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Saunders-Hastings_2016
  81. ^ Killingray, David; Phillips, Howard (2003). The Spanish Influenza Pandemic of 1918–1919: New Perspectives (in الإنجليزية). Routledge. ISBN 978-1-134-56640-2. {{cite book}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  82. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة palerider
  83. ^ Killingray, David; Phillips, Howard (2003). The Spanish Influenza Pandemic of 1918-1919: New Perspectives (in الإنجليزية). Routledge. ISBN 978-1-134-56640-2. {{cite book}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  84. ^ أ ب ت ث ج ح Killingray, David; Phillips, Howard (2003). The Spanish Influenza Pandemic of 1918–1919: New Perspectives (in الإنجليزية). Routledge. ISBN 978-1-134-56640-2. {{cite book}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  85. ^ "Influenza of 1918 (Spanish Flu) and the US Navy". history.navy.mil. Archived from the original on 11 January 2015. Retrieved 14 May 2009.
  86. ^ Bell D, Nicoll A, Fukuda K, Horby P, Monto A, Hayden F, et al. (January 2006). "Non-pharmaceutical interventions for pandemic influenza, international measures". Emerging Infectious Diseases. 12 (1): 81–87. doi:10.3201/eid1201.051370. PMC 3291414. PMID 16494722.
  87. ^ "1919 – Spanish Flu Reports in south-western Victoria, Australia". 17 September 2004. Archived from the original on 17 September 2004.
  88. ^ Ryan, Jeffrey, ed. (2009). Pandemic Influenza: Emergency planning and community preparedness. Boca Raton, FL: CRC Press. p. 24.
  89. ^ "Colonial Annual Report", 1919
  90. ^ Patterson & Pyle 1991.
  91. ^ Almond, Douglas (1 August 2006). "Is the 1918 Influenza Pandemic Over? Long‐Term Effects of In Utero Influenza Exposure in the Post‐1940 U.S. Population". Journal of Political Economy. 114 (4): 672–712. doi:10.1086/507154. ISSN 0022-3808.
  92. ^ Beach, Brian; Ferrie, Joseph P.; Saavedra, Martin H. (2018). "Fetal shock or selection? The 1918 influenza pandemic and human capital development". nber.org. doi:10.3386/w24725. Archived from the original on 18 June 2018. Retrieved 18 June 2018. {{cite journal}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  93. ^ Vilensky, Foley & Gilman 2007.
  94. ^ Honigsbaum 2008.
  95. ^ Crosby 2003.
  96. ^ Morrisey 1986.
  97. ^ Benedict & Braithwaite 2000, p. 38.
  98. ^ Garret 2007.
  99. ^ Lindley, Robin. "The Forgotten American Pandemic: Historian Dr. Nancy K. Bristow on the Influenza Epidemic of 1918". hnn.us. Archived from the original on 8 August 2014. Retrieved 4 August 2014. {{cite web}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  100. ^ Davis 2013, pp. 103–36.
  101. ^ "Open Collections Program: Contagion, Spanish Influenza in North America, 1918–1919". Archived from the original on 20 November 2016. Retrieved 22 November 2016.
  102. ^ Harder, Timm C.; Ortrud, Werner. "Chapter Two: Avian Influenza". Influenza Report 2006. published online. Sometimes a virus contains both avian-adapted genes and human-adapted genes. Both the H2N2 and H3N2 pandemic strains contained avian flu virus RNA segments. "While the pandemic human influenza viruses of 1957 (H2N2) and 1968 (H3N2) clearly arose through reassortment between human and avian viruses, the influenza virus causing the 'Spanish flu' in 1918 appears to be entirely derived from an avian source (Belshe 2005). {{cite book}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  103. ^ Taubenberger et al. 2005.
  104. ^ Antonovics, Hood & Baker 2006.
  105. ^ Vana & Westover 2008.
  106. ^ dos Reis, Hay & Goldstein 2009.
  107. ^ "Researchers reconstruct 1918 pandemic influenza virus; effort designed to advance preparedness". Center for Disease Control. Archived from the original on 19 October 2011. Retrieved 2 September 2009.
  108. ^ "Closing In On a Killer: Scientists Unlock Clues to the Spanish Influenz Virus". National Museum of Health and Medicine. Retrieved 23 March 2020.
  109. ^ Kolata, Gina (16 February 1999). "Scientists Uncover Clues To Flu Epidemic of 1918". The New York Times. Retrieved 23 March 2020. {{cite news}}: Unknown parameter |name-list-format= ignored (|name-list-style= suggested) (help)
  110. ^ Kobasa & et al. 2007.
  111. ^ "Research on monkeys finds resurrected 1918 flu killed by turning the body against itself". USA Today. Archived from the original on 5 March 2009. Retrieved 14 August 2008.
  112. ^ "Body exhumed in fight against flu". BBC News. Archived from the original on 17 September 2008. Retrieved 16 September 2008.
  113. ^ قالب:Cite media
  114. ^ Fox 2008.
  115. ^ Fox 2010.
  116. ^ Crosby 1976, p. 295.

المراجع

قراءات إضافية

ڤيديوهات

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بالإنفلونزا الإسپانية، في معرفة الاقتباس.