إدموند بيرك

(تم التحويل من أدموند بيرك)

إدموند بـِرك Edmund Burke (و.12 يناير 1729[1] – ت.9 يوليو 1797) كان رجل دولة أيرلندي ومؤلف وخطيب ومنظر سياسي، وفيلسوف، بعد أن انتقل إلى إنگلترة، خدم في مجلس عموم المملكة المتحدة كعضو في حزب الهويگ. ويـُذكر عموماً لمعارضته الثورة الفرنسية. وقد أدى ذلك لأن يصبح الشخصية الرئيسية في الجناح المحافظ في حزب الهويگ، والذي سماه "الهويگ القدامى Old Whigs"، اعتراضاً منه على أنصار الثورة الفرنسية "الهويگ الجدد" بقيادة تشارلز جيمس فوكس. ويـُنظر إليه عموماً على أنه المؤسس الفلسفي للمحافظة معاصرة.[2]

إدموند بـِرك
Edmund Burke
Edmund Burke by Sir Joshua Reynolds.jpg
المحترم إدموند برك
وُلِدَ12 يناير 1729
توفييوليو 9, 1797(1797-07-09) (aged 68)
العصرفلسفة القرن الثامن عشر
المنطقةالفلسفة الغربية
المدرسةالهويگ القدامى، محافظة ليبرالية
الاهتمامات الرئيسية
الفلسفة الاجتماعية والسياسية

ويضارع تأثير بت في السياسة الإنجليزية تأثير إدموند بيرك في الفكر الإنجليزي. وقد اختفى بت من المسرح في 1778، وظهر عليه بيرك في 1761، وظل يشد انتباه المثقفين من الإنجليز في فترات متقطعة حتى عام 1794، وربما كان مولده في دبلن (1729) لأحد المحامين عقبة في طريق كفاحه للمنصب والسلطة السياسيين، فهو لم يكن إنجليزياً إلا بالتبني، ولا عضواً في أي أرستقراطية إلا أرستقراطية الذهن. ولا بد أن كثلكة أمه وأخته كان لها دخل في عطفه طوال حياته على كاثوليك إنجلترا وإيرلندة، وتأكيده الذي لا بنى على الدين بوصفه حصناً لا غنى عنه للأخلاق والدولة. وقد تلقى تعليمه المدرسي في مدرسة للكويكر في بلتيمور، وفي كلية ترنتي بدبلن. وتعلم من اللاتينية ما يكفي للإعجاب بخطب شيشرون ولجعلها الأساس لأسلوبه البلاغي.

وفي 1750 انتقل إلى إنجلترا ليدرس القانون في "مدل تميل". وقد امتدح القانون فيما بعد لأنه "علم يعين على شحذ الفهم وتنشيطه أكثر من جميع ألوان المعرفة مجتمعة" ولكنه ذهب إلى أنه "لا يصلح لفتح مغاليق العقل وتحريره بذات القدر بالضبط، اللهم إلا في أشخاص محظوظي المولد"(20) وحوالي 1775 قبض أبوه عنه الراتب الذي يمده به بحجة أنه يهمل دراسة القانون مؤثراً عليها هوايات أخرى. ويبدو أن أدموند كان قد هوى الأدب، وكان يختلف إلى مسارح لندن وأنديتها الخطابية. وسرت أسطورة زعمت أنه هام بالممثلة الشهيرة بيج ووفنجتن. وكتب إلى صديق في 1757 يقول: "لقد كسرت كل قاعدة، وأهملت كل لياقة"، ووصف "أسلوب حياته" بأنه تتنوع فيه مختلف الخطط، فأنا في لندن، وأنا في أنحاء نائية من الريف، وأنا آخر في فرنسا، وعما قريب في أمريكا أن استجاب لي الله". وفيما خلا هذا لا نعرف عن بيرك شيئاً في سني الاختبار والتجريب تلك، اللهم إلا أنه في 1756، في تعاقب غير مؤكد، نشر كتابين رائعين وتزوج.

وأحد الكتابين عنوانه "دفاع عن المجتمع الطبيعي، أو نظرة إلى ألوان الشقاء والشر التي يجرها على البشر كل نوع من أنواع المجتمع الاصطناعي، خطاب إلى اللورد-بقلم كاتب نبيل متوفي". والمقال الذي بلغت صفحاته نحو خمس وأربعين، هو في عنوانه إدانة قوية لكل أنواع الحكم. فيه من النزعة الفوضوية أكثر كثيراً مما في مقال روسو "الأصل في عدم المساواة" الذي ظهر قبل ذلك بسنة فقط. وقد عرف بيرك المجتمع الطبيعي بأنه " مجتمع أساسه الرغبات والغرائز الفطرية لا أي نظام وضعي"(21). "فتطور القوانين كان انحطاطاً"(22)، وما التاريخ إلا سجلاً للمجازر والغدر والحرب، والمجتمع السياسي متهم بحق بأكبر قسط من هذا الدمار". وكل الحكومات تتبع المبادئ المكيافيلية، وترفض كل الضوابط الأخلاقية، وتعطي المواطنين مثالاً مفسداً للجشع والخديعة واللصوصية والقتل. والديموقراطية في أثينا وروما لم تأت بعلاج لشرور الحكم، لأنها سرعان ما انقلبت دكتاتورية بفضل قدرة زعماء الدهماء على الظفر بإعجاب الأغلبيات الساذجة. أما القانون فهو الظلم مقنناً، فهو يحمي الأغنياء المتبطلين من الفقراء المستغلين، ويضيف إلى ذلك شراً جديداً-هو المحامون " لقد أحال المجتمع السياسي الكثرة ملكاً للقلة". فانظر إلى حال عمال المناجم في إنجلترا، وفكر ملياً أكان من الممكن لأن يوجد شقاء كشقائهم في مجتمع طبيعي-أي قبل وضع القوانين-أفينبغي رغم ذلك أن نقبل الدولة، كما نقبل الدين الذي يساندها، على أنها قد استلزمتها طبيعة الإنسان؟ كلا على الإطلاق.

" إن كانت نيتنا أن نخضع عقلنا وحريتنا للاغتصاب المدني، فإنه لا سبيل أمامنا إلا الامتثال بكل ما نستطيع من هدوء للأفكار والتصورات السوقية (الشعبية) المرتبطة بهذا، واعتناق لاهوت السوقة وسياستهم سواء بسواء أما إذا رأينا هذه الضرورة وهمية لا حقيقية، فإننا سننبذ أحلامهم عن المجتمع كما ننبذ رؤاهم عن الدين، ونحرر أنفسنا حرية كاملة".

وفي هذا رنين شجاع وإخلاص غاضب من راديكالي شاب، فتي متدين روحاً ولكنه يرفض اللاهوت المقرر، شديد الإحساس بما رأى في إنجلترا من فقر وانحطاط، وصاحب موهبة واعية بذاتها ولكنها لم تزل بغير مكان ولا مقام في خضم العالم. وكل فتى يقظ يمر بهذا الطور في طريقه إلى المنصب، والثراء ثم النزعة المحافظة المرتاعة التي سنجدها في كتاب بيرك "تأملات في الثورة الفرنسية". ونلاحظ أن مؤلف "الدفاع" تخفى وراء اسم مجهول، حتى إلى حد ادعاء الموت. وقد فهم كل القراء تقريباً، بما فيهم وليام وربرتن وإيرل تشسترفيلد الكتيب على أنه هجوم صادق على الرذائل الشائعة، ونسبه الكثيرون إلى الڤايكونت بولنگ‌بروك، لأن عبارة "كاتب نبيل متوفي" تنطبق عليه إذ كان قد مات عام 1751. وبعد نشر المقال بتسع سنوات رشح بيرك نفسه للانتخاب في البرلمان. وخشي أن تؤخذ فورة أيام الشباب حجة عليه، فأعاد طبع المقال في 1765 بمقدمة جاء في قسم منها "أن الغرض من القطعة الصغيرة التالية كان أن تبين أن... الأدوات (الأدبية) ذاتها التي استخدمت لتدمير الدين قد تستخدم بنجاح مماثل لقلب الحكومة". وقد قبل معظم كتاب سيرة بيرك هذا التفسير على أنه تفسير صادق مخلص، ونحن لا نستطيع أن نوافقهم على رأيهم ولكن نستطيع أن نفهم جهد المرشح السياسي لحماية نفسه من تحامل الشعب، فمن منا يكون له مستقبل لو عرف ماضيه؟

ويعدل "الدفاع" بلاغة ويفوقه حذقاً وبراعة مؤلف بيرك الآخر الذي نشره في 1756 وعنوانه "تحقيق فلسفي في أصل الجليل والجميل"، وقد أضاف إليه في الطبعة الثانية "مقال في الذوق" ولسنا نملك إلا الإعجاب بشجاعة الشاب ذي السبعة والعشرين عاماً الذي عالج هذه الموضوعات المحيرة قبل "لاوكون" لسبنج بعقد كامل. ولعله استرشد باستهلال الجزء الثاني من كتاب لوكريتيوس عن "الطبيعة" الذي نصه "يطيب لك حين تلطم الرياح الأمواج في خضم عجاج أن تشهد من البر ما يكابده إنسان آخر من عنت شديد، لا لأنه مبعث بهجة أن تشهد شدة أي إنسان، بل لأنه جميل أن ترى من أي الشرور أنت نفسك قد نجوت". ومن ثم يكتب بيرك: "أن العواطف المشبوبة التي تنتمي لحفظ الذات تدور حول الألم والخطر؛ فهي ببساطة عواطف مؤلمة حين تؤثر أسبابها فينا تأثيراً مباشراً، وهي مبهجة حين يكون لدينا فكرة عن الألم والخطر دون أن نكون فعلاً في ظروف كهذه... وكل ما يثير هذا الابتهاج أسميه جليلاً". ويلي ذلك أن "كل الأعمال المتسمة بالعظيم من الجهد والنفقة والبهاء جليلة.. وكذلك كل الصروح الفائقة الغنى والأبهة... لأن العقل وهو يتأملها يطبق أفكار عظم المجهود اللازم لإنتاج مثل هذه الأعمال على الأعمال ذاتها". والغموض والظلام والخفاء كلها تعين على انبعاث إحساس بالجلال، ومن هنا حرص معماريي العصر الوسيط على ألا يسمحوا إلا للضوء الخافت المصفى بالتسلل إلى كتدرائياتهم. وقد أفاد القصص الرومانتيكي من هذه الأفكار كما نرى في قصة هوراس ولبول قلعة أوترانتو (1764) أو قصة آن رادكلف "خفايا أودلفو" (1794).

يقول بيرك "أن الجمال اسم سأطلقه على كل الصفات في الأشياء تثير فينا إحساساً بالمحبة والحنان، أو أي عاطفة حارة أخرى قريبة الشبه بهما(33). وقد رفض رد الكلاسيكيين هذه الصفات إلى الانسجام والوحدة والتناسب والتماثل؛ فكلنا نتفق على أن البجعة جميلة مع أن عنقها الطويل وذيلها القصير غير متناسبين مع جسمها. والجميل يكون عادة صغيراً (وبهذا يكون نقيضاً للجليل).

"لست أتذكر الآن شيئاً جميلاً لا يتصف بالنعومة"(34)، فالسطح المكسر أو الخشن، والزاوية الحادة أو النتوء الفجائي، كلها تضايقنا وتحد من سرورنا حتى في أشياء تكون جميلة لولا هذا "ومظهر الغلظ والقوة مؤذ جداً للجمال. أما مظهر الرقة، لا بل الهشاشة، فيكاد يكون أساسياً للجمال"(35). واللون يزيد من الجمال لا سيما إذا كان متنوعاً مشوقاً، دون أن يكون وهاجاً أو قوياً... ولم يسأل بيرك هل المرأة الجميلة لأنها صغيرة الحجم ناعمة رقيقة مشرقة، أم أن هذه الصفات تبدو جميلة لأنها تذكرنا بالمرأة، التي هي جميلة لأنها تشتهى.

على أية حال كانت جون نوجنت مشتهاة، فتزوجها بيرك في سنة 1756 المثمرة هذه. وكانت ابنة طبيب إيرلندي. وكانت كاثوليكية، ولكنها لن تلبث أن ارتضت الإنجليكانية مذهباً. وقد لطف طبعها الدمث الرقيق من مزاج زوجها الغضوب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عضو البرلمان

وفتحت الأبواب أما بيرك بفضل تأثير أسلوب "الدفاع" و "التحقيق" إن لم يكن تأثير حججها. فعينه ماركيز روكنجهام سكرتيراً له، رغم أن دوق نيوكاسل حذره قائلاً أن بيرك إيرلندي متوحش، وستيوارتي، وبابوي ويسوعي مستخف(36). وفي أواخر عام 1765 انتخب بيرك لعضوية البرلمان عن دائرة وندوفر بفضل نفوذ اللورد فيرني، "الذي كان يمتلكها"(37). وفي مجلس العموم اشتهر العضو الجديد بأنه خطيب مفوه وأن لم يكن مقنعاً. كان صوته أجش، ولهجته هيبرنية (أي إيرلندية)، وإيماءاته تعوزها الرشاقة، ونكته سوقية أحياناً، واتهاماته حارة مشبوبة في غير موجب. ولم يدرك الناس-إلا حين قرءوا له-أنه إنما يخلق أدباً وهو يتكلم-وذلك بفضل تمكنه من اللغة الإنجليزية، وأوصافه الناصعة، وسعة معرفته وشروحه، وقدرته على تطبيق الرؤية الفلسفية على قضايا الساعة. ولعل هذه المزايا كانت معوقات في مجلس العموم. ويروي لنا جولد سمث أن بعض سامريه "كانوا يحبون أن يروه يتسلل كالثعبان إلى موضوعه" ولكن كثيرين غيرهم ضاقوا ذرعاً بإسرافه في التفاصيل وباستطراداته النظرية، وبخطبه المنمقة، وبجمله المتكررة الضخمة، وبتحليقاته في أجواء التأنق الأدبي؛ فهم يريدون الاعتبارات العملية والموضوعية المباشرة؛ لقد امتدحوا بيانه، ولكنهم تجاهلوا نصيحته. ومن ثم نرى جونسن يرد على بوزويل الذي شبه بيرك بالصقر فيقول: "أجل يا سيدي ولكنه لا يصيد شيئاً"(39)وقد ظل إلى نهاية حياته العملية تقريباً يدافع عن سياسات لا يستسيغها الشعب، ولا الوزارة، ولا الملك. قال: "أنا عليم بأن الطريق الذي أسير فيه ليس طريق الترقي إلى المنصب الرفيع".

ويبدو أنه خلال سنوات قرأ كثيراً وقرأ بفطنة وتمييز. وقد وصفه أحد معاصريه بأنه موسوعي يفيد كل إنسان من ذخيرته العلمية. وقد أثنى عليه فوكس ثناء لا حد له إذ قال: "لو أنه (أي فوكس) وضع في كفة كل المعلومات السياسية التي تعلمها من الكتب، وكل ما اكتسبه من العلم، وكل ما علمته الخبرة بالدنيا وشئونها، ثم وضع في الكفة الأخرى الفائدة التي اكتسبها من تعليم صديقه المبجل وحديثه، لاحتار أيهما يفضل"(41)أما جونسن-وهو الضنين بالمدح عادة-فقد اتفق مع فوكس فقال: "لن تستطيع الوقوف خمس دقائق مع ذلك الرجل تحت مظلة أثناء المطر، ولكنه لا بد مقتنع بأنك كنت تقف مع أعظم رجل رأيته في حياتك".

د. صمويل جونسون - مؤلفجيمس بوزويل - كاتب تراجمسير جوشوا رينولدز - مضيفديڤيد گاريك - ممثلإدموند بـِرك- رجل دولةپاسكواله پاولي - إستقلالي كورسيكيتشارلز برني - مؤرخ موسيقيتوماس وارتون - شاعراوليڤر گولدسميث - كاتبغالباً ''The Infant Academy'' (1782)صورة زيتية غير معروفةپورتريه غير معروفخادم - غالباً وريث د. جونسوناستعمل الأزرار للتكبير أو استعمل الوصلات على أجزاء الصورة 
حفل أدبي في منزل السير جوشوا رينولدز، 1781, يظهر في الصورة صمويل جونسون وأعضاء "النادي" – استخدم الفأرة للتعرف عليهم.

وقد انضم بيرك إلى ندوة جونسن-رينولدز حوالي عام 1758. وندر أن التحم في نقاش ما الناظر الذي لا يقهر، ربما لأنه كان يخشى من حدة طبعه هو كما يخشى من حدة طبعة جونسن؛ ولكنه حين فعل، نكص "الخان الأكبر" (جونسن) على عقبيه. وحين مرض جونسن، وذكر بعضهم بيرك، صاح الدكتور "أن هذا الفتى يستنفر كل قواي، ولو رأيت بيرك الآن لكان في ذلك القضاء علي". ومع ذلك كان الرجلان متفقين على معظم القضايا الأساسية في السياسة والأخلاق والدين. فقد قبلا حكم بريطانيا الأرستقراطي مع أن كليهما كان من العامة؛ واحتقر الديموقراطية لأنها تتويج للكفايات الهزلية؛ ودافعا عن المسيحية التقليدية والكنيسة الرسمية بوصفها معقلين للأخلاق والنظام لا بديل لهما. ولم يفرق بين الرجلين غير ثورة المستعمرات الأمريكية. وقد وصف جونسون نفسه بأنه محافظ (توري)، ورمى الأحرار (الهويج) بأنهم مجرمون وحمقى.


الثورة الأمريكية

أما بيرك فزعم أنه حري، ودافع عن مبادئ المحافظين دفاعاً أقوى وأفضل تبريراً من أي رجل في التاريخ الإنجليزي. وبدا أحياناً أنه يؤيد أكثر عناصر النظام القائم عرضة للاعتراض والمساءلة فقد عارض إحداث تغييرات في قواعد انتخاب الأعضاء أو سن القوانين. ورأى أن الدوائر الانتخابية "العفنة" أو دوائر "الجيب" (أي التي يتحكم فيها شخص أو أسرة واحدة (لا غبار عليها ما دامت ترسل رجالاً أكفاء مثله إلى البرلمان. وبدلاً من توسيع حق التصويت. رأى أنه "بخفض العدد سيزداد ثقل ناخبينا واستقلالهم". ومع ذلك احتضن عشرات القضايا التحررية. ودافع عن حرية التجارة قبل آدم سمث، وهاجم النخاسة قبل ولبرفورس. ثم نصح بإزالة المعوقات السياسية المفروضة على الكاثوليك، وأيد التماس المنشقين على الكنيسة الرسمية أو يمنحوا كامل حقوقهم المدنية. وحاول أن يلطف من صرامة قانون العقوبات الوحشية ويخفف من الأعباء التي تنؤ بها حياة الجندي. ودافع عن حرية المطبوعات وإن إكتوى هو نفسه بنارها. ووقف يذود عن إيرلندة وأمريكا والهند في وجه أغلبيات شوفينية. وناصر البرلمان على الملك بصراحة وجرأة أفقدتاه كل أمل في منصب السياسي الرفيع. وقد تختلف معه في آرائه ودوافعه، ولكن لن نستطيع الشك في شجاعته.

Paymaster of the Forces

 
In Cincinnatus in Retirement (1782), James Gillray caricatured Burke's support of rights for Catholics.


الثورة الفرنسية: 1688 ضد 1789

 
Smelling out a Rat;—or—The Atheistical-Revolutionist disturbed in his Midnight "Calculations" (1790) by Gillray, depicting a caricature of Burke with a long nose and spectacles, holding a crown and a cross. The seated man is Dr. Richard Price, who is writing "On the Benefits of Anarchy Regicide Atheism" beneath a picture of the execution of Charles I of England.
 
Reflections on the Revolution in France, And on the Proceedings in Certain Societies in London Relative to that Event. In a Letter Intended to Have Been Sent to a Gentleman in Paris. By the Right Honourable Edmund Burke.

وقد كلفته آخر حرب شعواء شنها في حياته العملية-وهي حربه على الثورة الفرنسية-صداقة رجل طالما كان موضع حبه وإعجابه. وكان هذا الرجل وهو تشارلز جيمس فوكس يرد على محبته بمثلها ويقاسمه أخطار العقل والخلق تقريباً إلا الإنسانية والشجاعة. فبيرك إيرلندي، فقير، محافظ، متدين، متمسك بالأخلاق، وفوكس إنجليزي، غني، راديكالي، لا يبقى من الدين إلا على القدر الذي يتفق والقمار والشراب والخليلات والثورة الفرنسية. كان ثالث أبناء هنري فوكس ولكنه آثرهم عنده، وقد ورث الأب ثروة، وبددها، ثم تزوج ثروة ثانية، وجمع ثالثة وهو كبير صيارفة القوات المسلحة، وأعان بيوت على شراء بعض أعضاء مجلس العموم، وأثيب بلقب البارون هولند، وشهر به خصومه "مختلساً عاماً لملايين لا تفسير لضياعها"(45) أما زوجته كارولين لينوكس فكانت حفيدة تشارلز الثاني من لوير دكيرواي، وهكذا جرى في عروق تشارلز جيمس الدم المخفف لملك استيوارتي خليع وامرأة فرنسية ذات مبادئ أخلاقية متسامحة. وكانت أسماؤه ذاتها ذكريات استيوارتية، ولا بد أنها كانت تخدش مسامع الهانوفريين.

مأثورات

“Those who don't know history are doomed to repeat it.”

أولئك الذين لا يقرأون التاريخ عقابهم أن يكرروا أخطاءه

انظر أيضاً


هوامش

  1. ^ The exact year of his birth is the subject of a great deal of controversy; 1728, 1729 and 1730 have been proposed. His date of birth is also subject to question, a problem compounded by the Julian-Gregorian changeover in 1752, during his lifetime. For a fuller treatment of the question, see Lock, pp. 16-17. Conor Cruise O'Brien (op. cit., p. 14) questions Burke's birthplace as having been in Dublin, arguing in favour of Shanballymore, Co. Cork (in the house of his uncle, James Nagle).
  2. ^ Andrew Heywood, Political Ideologies: An Introduction. Third Edition (Palgrave Macmillan, 2003), p. 74.

المصادر

  • قالب:A Short Biographical Dictionary of English Literature
  • Steven Blakemore (ed.), Burke and the French Revolution. Bicentennial Essays (The University of Georgia Press, 1992).
  • J. C. D. Clark (ed.), Reflections on the Revolution in France. A Critical Edition (Stanford University Press, 2001).
  • Thomas Wellsted Copeland, 'Edmund Burke and the Book Reviews in Dodsley's Annual Register', Publications of the Modern Language Association, Vol. 57, No. 2. (Jun., 1942), pp. 446–468.
  • Ian Crowe, 'The career and political thought of Edmund Burke', Journal of Liberal History, Issue 40, Autumn 2003.
  • Frederick Dreyer, 'The Genesis of Burke's Reflections', The Journal of Modern History, Vol. 50, No. 3. (Sep., 1978), pp. 462–479.
  • Robert Eccleshall, English Conservatism since the Restoration (London: Unwin Hyman, 1990).
  • Russell Kirk, The Conservative Mind: From Burke to Eliot. Seventh Edition (1992).
  • F. P. Lock, Burke's Reflections on the Revolution in France (London: George Allen & Unwin, 1985).
  • F. P. Lock, Edmund Burke. Volume I: 1730-1784 (Clarendon Press, 1999).
  • F. P. Lock, Edmund Burke. Volume II: 1784-1797 (Clarendon Press, 2006).
  • Jim McCue, Edmund Burke and Our Present Discontents (The Claridge Press, 1997).
  • Conor Cruise O'Brien, The Great Melody. A Thematic Biography of Edmund Burke (1992). ISBN 0226616517.
  • James Prior, Life of the Right Honourable Edmund Burke. Fifth Edition (London: Henry G. Bohn, 1854).
  • J. J. Sack, 'The Memory of Burke and the Memory of Pitt: English Conservatism Confronts Its Past, 1806-1829', The Historical Journal, Vol. 30, No. 3. (Sep., 1987), pp. 623–640.
  • J. J. Sack, From Jacobite to Conservative. Reaction and orthodoxy in Britain, c. 1760-1832 (Cambridge University Press, 2004).
  • John Whale (ed.), Edmund Burke's Reflections on the Revolution in France. New interdisciplinary essays (Manchester University Press, 2000).

وصلات خارجية

يمكنك أن تجد معلومات أكثر عن إدموند بيرك عن طريق البحث في مشاريع المعرفة:

  تعريفات قاموسية في ويكاموس
  كتب من معرفة الكتب
  اقتباسات من معرفة الاقتباس
  نصوص مصدرية من معرفة المصادر
  صور و ملفات صوتية من كومونز
  أخبار من معرفة الأخبار.

مناصب سياسية
سبقه
Richard Rigby
Paymaster of the Forces
1782
تبعه
Isaac Barré
سبقه
Isaac Barré
Paymaster of the Forces
1783-1784
تبعه
William Wyndham Grenville
مناصب أكاديمية
سبقه
Robert Cunninghame-Grahame of Gartmore
عميد جامعة گلاسگو
1783 – 1785
تبعه
Henry Dundas


0