وليام الثالث من إنگلترة

وليام الثالث (William III) أو وليام من أورنج-ناسو (William of Orange-Nassau) عاش (لاهاي 1650- كِنْزِينْتَنْ 1702 م) هو الحاكم الأعلى (stadtholder) في اتحاد مقاطعات الأراضي المنخفضة (1672-1702 م)، وملك إنكلترا، إسكتلندا وأيرلندا (1689-1702 م)، والده "وليام الثاني من أورنج-ناسو" وأمه ماري بنت تشارلز الأول ستيوارت، ملك إنكلترا. وكان was the sovereign Prince of Orange from birth, Stadtholder of Holland, Zeeland, Utrecht, Guelders, and Overijssel in the Dutch Republic from the 1670s, and King of England, Ireland, and Scotland from 1689 until his death in 1702. As King of Scotland, he is known as William II.[2] He is sometimes informally known as "King Billy" in Ireland and Scotland.[3] His victory at the Battle of the Boyne in 1690 is commemorated by Unionists, who display orange colours in his honour. He ruled Britain alongside his wife and cousin, Queen Mary II, and popular histories usually refer to their reign as that of "William and Mary".

وليام الثالث والثاني
William III & II
أمير اورانج؛ شتات‌هولدر هولندة وزيلندة واوترخت وگلدرز واوڤريسل؛ ملك إنگلترة وأيرلندة؛ وملك الاسكـُت؛
Portrait of William III, (1650-1702).jpg
پورتريه وليام الثالث مرتدياً جورج الأعظم
العهد13 فبراير 16898 مارس 1702
التتويج11 أبريل 1689 (إنگلترة فقط)
سبقهوليام الثاني من اورانج
جيمس السابع والثاني
تبعهوليام الرابع من اورانج
آن من إنگلترة
الدفن
شريكة العاهلماري الثانية من إنگلترة
الاسم الكامل
William Henry of Orange
البيتبيت اورانج-ناساو
الأبوليام الثاني، أمير اورانج
الأمماري، الأميرة الملكية
التوقيعتوقيع وليام الثالث والثاني William III & II

William was the only child of William II, Prince of Orange, and Mary, Princess Royal, the daughter of King Charles I of England, Scotland, and Ireland. His father died a week before his birth, making William III the prince of Orange from birth. In 1677, he married his cousin Mary, the eldest daughter of his maternal uncle James, Duke of York, the younger brother and later successor of King Charles II.

A Protestant, William participated in several wars against the powerful Catholic French ruler Louis XIV in coalition with both Protestant and Catholic powers in Europe. Many Protestants heralded William as a champion of their faith. In 1685, his Catholic uncle and father-in-law, James, became king of England, Scotland, and Ireland. James's reign was unpopular with the Protestant majority in Britain, who feared a revival of Catholicism. Supported by a group of influential British political and religious leaders, William invaded England in what became known as the Glorious Revolution. In 1688, he landed at the south-western English port of Brixham; James was deposed shortly afterward.

William's reputation as a staunch Protestant enabled him and his wife to take power. During the early years of his reign, William was occupied abroad with the Nine Years' War (1688–1697), leaving Mary to govern Britain alone. She died in 1694. In 1696 the Jacobites, a faction loyal to the deposed James, plotted unsuccessfully to assassinate William and restore James to the throne. William's lack of children and the death in 1700 of his nephew Prince William, Duke of Gloucester, the son of his sister-in-law Anne, threatened the Protestant succession. The danger was averted by placing distant relatives, the Protestant Hanoverians, in line to the throne with the Act of Settlement 1701. Upon his death in 1702, the king was succeeded in Britain by Anne and as titular Prince of Orange by his cousin John William Friso, beginning the Second Stadtholderless period.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

نشأت ماري ستيوارت ولدها على لون مكتئب من ضبط النفس يترقب في صمت فرصته حتى يأتي التجلد بالنصر، وذلك بعد أن حطم روحها إعدام أبيها تشارلز الأول (1649)، وموت زوجها الشاب وليم أورنج الثاني (1650)، وإلغاء منصب رئاسة الدولة، وإقصاء بيت أورنج عن الوظائف. هذا الصبي الهزيل الجسد، الذي أحدق به في نموه الأعداء المكلفون بحراسته، والذي ورث رغم ذلك عن وليم أورنج الأول شعاره "سأقاوم"-نقول إنه شب فتى عليلاً يخفي وراء وجهه الجامد ناراً مستعرة من العزيمة والثأر. وإذ كان صارماً، مؤدباً، مجاملاً في برود، فقد زهد في اللهو والمرح، ومارس الرياضات الخلوية علاجاً لصداعه المتكرر ولتعرضه لنوبات الإغماء. لقد كان إناء ضعيفاً لتلك الروح التي ستستولي على عرش إنجلترا وتؤدب ملك فرنسا.

 
الأمير الشاب مُصوَّراً محاطاً بزهور الغار، بريشة يان داڤيدز دى هيم مليئة برموز بيت أورنج

وذهبت أمه إلى إنجلترا في 1660 ابتهاجاً يتتويج أخيها، وماتت هناك بالجدري في ليلة عيد الميلاد. وفي 1666 أعلنت حكومة إقليم هولندا الأمير ذا الستة عشر عاماً قاصراً تحت وصاية الدولة، واستبدل يوهان دى ويت بأوصيائه ومعلميه المحبوبين أشخاصاً أكثر استجابة لسياسة المجلس الإقليمي(50). وكان كره وليم لدي ويت يزداد على الأيام. وفي قمة سلطان جان، أفلت الأمير من رقابة أوصيائه الجدد وركب جواده من لاهاي إلى برگن أوب-زوم (1668)، ثم استقل زورقاً إلى زيلندة، وكانت أكثر الأقاليم ولاء لأجداده. وحياه سكان عاصمته مدلبورگ بمظاهرات كبيرة تفيض حباً وإخلاصاً. فتولى دون تردد أو مقاومة رئاسة المجلس الإقليمي لزيلندة. فلما عاد إلى لاهاي أعلن أنه بلغ الآن رشده في عيد ميلاده الثامن عشر (4 نوفمبر 1668)، وأنه من الآن سيستغني عن الأوصياء الذين عينهم له مجلس هولندا، ولكن المجلس رفض سحبهم، فطردهم، ولكنهم بقوا. وترقب وليام فرصته.

وقد واتته حين اكتسحت الجيوش الفرنسية والألمانية الأقاليم الهولندية، واستسلمت الجيوش الهولندية بلداً بعد بلد، وبدا أن لاهاي ذاتها عاجزة عن الدفاع عن نفسها، وعين المجلس التشريعي وليم قائداً عاماً للاتحاد (25 فبراير 1672)، مذعناً لمطالب العسكريين، مؤملاً أن تعود إلى الأمة وحدتها ومعنوياتها برد بيت أورنج إلى مكان القيادة. وفي 2 يوليو انتخب مجلس زيلندة وليم حاكماً لأقاليمهم، ضارباً بالمرسوم الدائم عرض الحائط، وفي 4 يوليو حذا مجلس هولندا حذوه، وفي 8 يوليو عين قائداً أعلى لقوات الاتحاد المسلحة في البر والبحر. وقد ظهر معدنه حين عرض ملك فرنسا الصلح نظير تعويض بلغ ستة عشر مليون فلورين، والنزول عن مساحات كبيرة لفرنسا، ومنستر، وكولونيا، وقدم عرض سري بالاعتراف بوليم ملكاً على الباقي. واتجه إليه مجلس هولندا يطلب النصيحة فأجاب، "خير لنا أن نقطع إرباً من أن نقبل هذه الشروط(51)". وحين حضر دوق بكنگهام الثاني من إنجلترا ليحث وليم على الصلح وقال له "ألا ترى أن وطنك قد ضاع؟" أجاب "إن وطني في خطر عظيم، ولكن هناك سبيل مؤكد لمنعه من الضياع، وهو الموت في آخر خندق(52)". ومع ذلك ففي حكمة تستغرب من فتى في الثانية والعشرين، أشار بالمفاوضات الصابرة المجاملة مع الإنجليز، ولعله رأى آنئذ أن في التعاون بيت الإنجليز والهولنديين الأمل الوحيد لكبح اعتداءات فرنسا. واتخذ من التدابير ما يكفل الروابط بين الأقاليم المتحدة، والإمبراطورية، وبراندنبورگ. وكانت الخطوط العريضة للحلف الأعظم تتشكل في ذهنه.

 
ملك إنكلترا: وليام الثالث من أورنج-ناسو

ومضى إلى المقر الرئيسي للجيش، لذلك كان غائباً عن لاهاي حين قتل الأخوان دي ويت. والظاهر أنه لم يكن ضالعاً في تدبير هذه الفعلة، التي ربما لم يدبرها أحد، ولكنه لم يخف ارتياحه حين سمع بنبئها؛ وحمى الرجال الذين قادوا الغوغاء ورتب له معاشاً(53). ثم حاول الآن أن يكون قائداً كفؤاً، فلم يوفق قط في محاولته، غير أن المقاتلين المحنكين الذي انضووا تحت لوائه في حماسة أعادوا تنظيم الجيش والبحرية، وبدأت الانتصارات ترجح الهزائم، وتفوق درويتر وكورنليس ترومب (بن مارتن) على الأسطولين الإنجليزي والفرنسي في شونفيلت وكيكدون (1673)، وصد الغزاة الألمان عند جروننجن، واستولى وليم على فاردن، وطهرت أقاليم گلدرلاند وأوترخت، واوڤريسل، من العدو. وراح الفرنسيون يتقهقرون في كل مكان تقريباً، وأنقذت الأقاليم المتحدة، مؤقتاً على الأقل، فهللت لوليم منقذاً لها.

ثم أضاف إلى هذه الانتصارات انتصارات دبلوماسية. ففي 19 فبراير 1674 أقنع إنجلترا بأن تبرم معه صلحاً منفرداً إذ وافق على أن يدفع لها تعويضات حربية قدرها مليونا فلورين؛ وفي 22 إبريل و11 مايو وقع معاهدتين مع مونستر وكولين، ثم أكد التحالف القائم بين الأقاليم المتحدة، وأسبانيا، وبراندنبورگ، الدنمرك، والإمبراطورية، ضد فرنسا التي أصبحت الآن معزولة. وكانت الضربة الأخيرة ظفره بيد ماري، كبرى بنات جيمس دوق يورك وشقيق ملك إنجلترا. وتقاربت الآن الدولتان البروتستانتيتان الكبريان، وراحت الشبكة تحكم خيوطها حول فرنسا، ولم يكن أمراً هيناً أن يكون لماري حق في وراثة العرش الإنجليزي لا يتقدم عليه غير حق أبيها فيه.وندر في التاريخ أن دبر حاكم صغير السن كوليم مثل هذه الخطط البعيدة النظر، ولا حقق لها نجاحاً كهذا النجاح.

على أن الفرنسيين جددوا هجومهم خلال ذلك، فاستولوا على إيپر وغنت، وزحفوا نحو الحدود الهولندية. وهزم أسطول فرنسي درويتر تجاه شاطئ صقلية (22 إبريل 1676)، وبعد أسبوع مات درويتر متأثراً بجراحه. وعرض لويس الصلح على الأقاليم المتحدة بشروط مغرية: أن يرد كل الأراضي الهولندية التي استولى عليها الفرنسيون، شريطة أن توافق الأقاليم المتحدة على احتفاظه بفرانش-كونتيه واللورين. واحتج الإمبراطور، وبراندنبورگ، والدنمرك على هذا الصلح، وأيدهم وليم، ولكن المجلس التشريعي الذي غلبت عليه المصالح التجارية تغلب على رأيه، وتخلى عن حلفائه، ووقع مع فرنسا صلح نيميجن المنفصل (10 أغسطس 1667).

أما وليم فقد نظر إلى الصلح على أنه مجرد هدنة، وكافح طوال السنوات العشر التالية ليعيد بناء الحلف وكبح التجار الهولنديون طبعه العسكري، محتجين بأن الأقاليم المنهكة في حاجة لأن تستريح من النضال، وأن الرخاء في طريقه إليها. على أن حدثين وقعا عام 1685 فاستغلهما وليم ذلك أن لويس ألغى مرسوم نانت، فاحتشد الهيجونوت المضطهدون في الأقاليم المتحدة، وتزعموا دعوة نشيطة لتوحيد الدول البروتستانتية ضد فرنسا. وفي إنجلترا كشف جيمس الثاني، بعد أن تولى عرشها، عن أمله غي رد الأمة إلى الكثلكة، فدبر البروتستانت الإنجليز عزلهم، وبذلك يحل حق ماري زوجة وليم في العرش. وكان وليم قد عشق إليزابيث فيلييه، صديقة ماري(54) الحميمة، ولكن ماري غفرت له، ووافقت على طاعة زوجها بوصفه ملكاً أن هي أصبحت ملكة على إنجلترا وفي 1686 أفلح وليام في تنظيم حلف مع الإمبراطورية، وبراندنبورج، وأسبانيا، والسويد، للدفاع المشترك. وفي 30 يونيو 1688 دعا الزعماء البروتستانت الإنجليز وليم وماري إلى دخول إنجلترا بقوات مسلحة ومساعدتهم على خلع ملكهم الكاثوليكي. وتردد وليام، لأن لويس الرابع عشر كان تحت يده جيش عرمرم ينتظر قرار الملك ليهاجم الأراضي المنخفضة أو الإمبراطورية. وأرسل لويس الأمر للجيش بأن يزحف على ألمانيا، فأطلق بذلك يد وليم. وفي 1 نوفمبر 1688 أبحر بأربعة عشر ألف رجل ليكسب عرش إنجلترا.


جمهورية هولندا

قام بعد توليه حكم الأراضي المنخفضة بقيادة المقاومة ضد الفرنسيين، أمر بفتح قنوات المياه والأهواس بالقرب من روتردام (1673 م) حتى يوقف زحف القوات الغازية. انظم إلى التحالف الأوروبي (راجع: رابطة آوغسبورغ) المتشكل ضد فرنسا، رغم تكبد جيشه خسائر فادحة استطاع بفضل دبلوماسيته، أن ينتزع من لويس الرابع عشر الاعتراف بسيادة الأراض المنخفضة في إتفاقية نيميج (Nimègue)، كان قد تزوج قبلها من ماري ابنة الملك جيمس الثاني عام 1677 م، ووفرت له هذه الزيجة تحالفا جديدا.

الثورة المجيدة

بدعوة من المعارضة المحلية، حل "وليام" على رأس قواته إلى إنكلترا عام 1688 م، ثم قام في الثورة المجيدة بخلع صهره الملك جيمس الثاني غير المرغوب فيه لأنه كاثوليكي المذهب، وبعد أن قَبل الإمضاء على "إعلان الحقوق" (Bill of Rights) -وأهم ما جاء فيها ضمان الحريات العامة-، توج وزوجته ماري الثانية ملكا وملكة على البلاد عام 1689 م. قام بعدها بهزيمة أنصار الملك المخلوع "جيمس الثاني" في إسكتلندا وآيرلندا (1689-1690).

فصل السياسة عن الدين

بعد عزل الملك جيمس الثاني من إنكلترا عام 1688 و تنصيب الملك وليام الثالث من إنكلترا والملكة ماري الثانية من إنكلترا على العرش كان الاتجاه السائد في أوروبا هو نحو فصل السياسة عن الدين وإلغاء العديد من القيود على التعامل و التعبير التي كانت مفروضة من السلطات السابقة التي كانت تأخذ شرعيتها من رجالات الكنيسة[4].

الحروب الفرنسية الهندية

كانت بريطانيا منغمرة في نزاع مع الأمم الأخرى وبخاصة فرنسا من أجل السيادة على أمريكا الشمالية ولقد قامت بينهما أربعة حروب في أمريكا الشمالية [5]:

حرب الملك وليام (1689-1697)

كرس وليام بقية حياته لمجابهة المطامع التوسعية للويس الرابع عشر (ملك فرنسا) فكانت حرب الملك وليام هي أول حروب الفرنسيين والهنود مع المستوطنين الإنگليز.

بدأت هذه الحرب في أوروبا بين ملك فرنسا لويس الرابع عشر و وليام الثالث ،وكان متحالفاً مع الهولنديين والإسبان, في هذه الحرب – في أمريكا - تحالفت "قبائل هورون Huron" الهندية مع الفرنسيين ضد الإنكليز ، وكانت عبارة عن مناوشات بين الفريقين وكانت حول بعض المواقع في خليج هدسون (في كندا) حيث سقطت هذه المواقع بيد الفرنسيين كما سقطت منطقة نيوفاوندلاند من قبل. وشجع الفرنسيون حلفاءهم الهنود على الجبهة بالهجوم على "سكنكتادي" (بلدة شمال مدينة نيويورك حالياً) في عام 1690، وقتلوا كل سكانها ما عدا 60 شخصاً، وعرفت هذه الحادثة بمذبحة سكنكتادي. انتهت هذه الحرب بعد عقد "هدنة ريسويك Ryswick" بين الطرفين في عام 1697 حيث نصت إلى عودة المستعمرات إلى وضع ما قبل الحرب. وكانت من نتائجها أيضاً الاعتراف بوليام الثالث ملكاً على إنكلترا ، وتنازلات وافقت عليها فرنسا للتجار الهولنديين ، والاعتراف باستقلال إقليم ساڤوا (في جبال الألپ شرقي فرنسا)[6].

الحكم مع ماري الثانية

التعامل مع البرلمان

 
نقش من سنة 1703 للملك وليام الثالث والملكة ماري الثانية

عين الملك لمجلسه الخاص: دانبي رئيساً، وهاليفاكس حاملاً للأختام الملكية، وإرل شروزبري وإرل نوتنگهام وزيرين، وإرل بروتلاند رئيساً للخاصة الملكسة، وگلبرت برنت، أسقف سالزبري.

جورج ساڤيل، ماركيز هاليفاكس الأول

وكان أبرز هذه الشخصيات وأكثرها نفوذاً هو جورج ساڤيل، ماركيز هاليفاكس الأول. ولما كان ابن أخ لورد سترافورد الذي أعدمه البرلمان الطويل من قبل، فإنه-أي هاليفاكس-كان قد فقد جزءاً كبيراً من ممتلكاته في الثورة المجيدة، ولكنه كان قد أنقذ ما يكفيه لعيش رغيد في فرنسا أيام حكم كرومول. وهناك عثر على "مقالات" مونتاني، وأصبح فيلسوفاً. وإذا كان المركيز قد ارتقى فيما بعد من السياسة إلى فن الحكم، فما ذاك إلا لأن الفرق بين السياسة وفن الحكم هو الفلسفة أي القدرة على رؤية اللحظة العابرة والجزء الصغير في ضوء الزمن الخالد، والكل الذي يضم كل الأجزاء، ولم يكن هاليفاكس ليرضى قط بأن يكون كله رجل أعمال وكتب يقول: "إن حكومة العالم (يعني حكم الشعوب) عمل عظيم، ولكنه شاق خشن جداً كذلك، إذا قورن برقة المعرفة التأملية(28)". فقد كان على السياسة في بعض الأحيان أن تتعامل مع الجماهير وهو ما أزعج هاليفاكس. إن في الجمع الناس قسوة متراكمة، على الرغم من انه ليس بينهم فرد واحد بالذات رديء الطبع.... أن الغمغمة الغاضبة في حشد من الناس من العن وأسوأ الضوضاء في العالم"(29). ولقد عاش من قبل في ظل "الإرهاب البابوي" حين كانت الجماهير تقذف الرعب في المحاكم. ومذ رأى كثيراً من المذاهب الدينية المولعة بكسب الأنصار، وطرح معظم اللاهوت، إلى حد أنه، كما يقول بيرنت "تحول إلى ملحد جريء ثابت العزم، على الرغم من أنه كان غالباً ما يحتج لي بأنه ليس كذلك، وأنه قال أنه يعتقد أنه ليس في العالم رجل ملحد. واعترف بأنه لم يستسغ كل ما فرضه رجال الدين على العالم. وكان مسيحياً، امتثالاً، وآمن قدر طاقته"(30).

وعندما عاد إلى إنجلترا استرد ممتلكاته، وبلغ من الثراء حداً استطاع معه أن يكون أميناً. وخدم شارل الثاني حتى علم بأمر "معاهدة دوڤر" السرية. ودافع عن حق جيمس في عرش إنجلترا، ولكن عارض في إلغاء "قانون الاختيار"، وتطلع إلى حكم بروتستانتي بعد فترة حكم كاثوليكي قصيرة. وحقق آماله حين لعب دوراً قيادياً في انتقال الحكم بطريقة سلمية من جيمس الثاني إلى وليم الثالث. والتزم هاليفاكس بما يعتقد هو نهأنه حق، وما كان لينحاز إلى أي حزب. وكتب في "أفكار وتأملات": "أن الجهل يقود معظم الناس إلى الانضمام إلى حزب ما، والخجل يحول بينهم وبين الخروج منه"(31). ولما هوجم بسبب خروجه على اتجاهات الحزب، دافع عن نفسه في كتيب مشهور "شخصية الحول القلب".

إن اللفظة البريئة (قلب حول) لا تعني أكثر من أنه إذا كانت مجموعة من الرجال في قارب. ومال منهم إلى جانب، فلا بد أن يميل الباقون بنفس القدر إلى الجانب الآخر، ويحدث أن يكون هناك رأي ثالث لأولئك الذين يرون أنه يكفي أن يكون القارب مستوياً أو معتدلاً(32).

وكان في بعض الأحيان عديم الضمير، فصيحاً دائماً، ذكياً بشكل خطير ولما اجتاح صائدو المناسب الذين ادعوا مساعدة الثورة، بلاط وليام الثالث ناصبوه العداء لأنه قال: "إن الأوز أنقذ روما، ولكني لا أذكر أن هذه الأوزات عينت في مناصب القناصل"(33).[7] ولا بد أن هاليفاكس ابتسم ساخراً عندما حول "للمؤتمر" نفسه إلى برلمان، ثم عمد إلى ما حسبه أول ما تحتاج إليه الحكومة - ألا هو قسم جديد للولاء والطاعة لوليم الثالث، لا بوصفه رئيساً للدولة فحسب، بل للكنيسة الرسمية كذلك. إنها لإحدى مهازل التاريخ المضحكة، أن الكنيسة الأنگليكانية وهي التي ظلت لمدة قرن من الزمان تضطهد الكالڤنيين (الپرسبتريان، والپيوريتان وغير من مخالفيها) تقبل الآن رئيساً لها كالڤنياً هولندياً.

الحق الإلهي للملك

إن أربعمائة من رجال الدين الأنجليكانين المتمسكين بنظرية "حقوق الملوك الإلهية" ومن ثم ينازعون حق وليم في الحكم، رفضوا أن يؤدوا القسم الجديد. وعزل هؤلاء الرافضون من وظائفهم الكنسية، وشكلوا شعبة أخرى من المنشقين أو المخالفين. أما الذين أقسموا اليمين فإن كثيراً منهم فعلوا ما فعلوا مع "تحفظ عقلي"(35) ربما أضحك الجزويت الباقين في إنجلترا. ويرى بيرنت "أن مراوغة الكثيرين ومواربتهم في موضوع بمثل هذه القدسية أسهم إسهاماً غير قليل في تدعيم الإلحاد الآخذ في التفاقم(36) "وصعق الإنجليكانيون من ذوي المشارب والأمزجة المختلفة، حين ألغى وليم - إذعاناً للشعور السائد بشكل طاغ في إسكتلندة - ألغي هناك النظام الأسقفي الذي كان آل ستيوارت قد أقاموه قسراً. وحزن كثير من الأنجليكانيين حين ألفوا وليام يجنح إلى التسامح الديني.

إن وليام الذي نشأ في أحضان الكلفنية الجبرية المؤمنة بالقضاء والقدر لم يطق تعاطفاً مع وجهة النظر الأنجليكانية التي تقضي بإقصاء البرسبتريانز عن الوظائف العامة أو مقاعد البرلمان. أنه شجع بالفعل التسامح في المقاطعات المتحدة، ولم يكن يسمح بأي تمييز ديني في صداقاته. إن الكلفنية الجبرية كانت قد أصبحت بالنسبة لوليم ثقة في النفس وكأنها عامل من عوامل القدر. وفي ظل هذه الثقة ينظر، دون ما تعصب، إلى الانشقاق الديني على أنه في حد ذاته أداة من أدوات تلك "القوة الخفية" أكثر منها شخصية التي سماها تارة "الحظ" وتارة "العناية الإلهية" وأخرى "الله"(37). ورأى في الخلافات الدينية في إنجلترا قوة تمزق الأمة أرباً إذا لم يحد التفاهم والمحبة من مثل هذه القوة.

وكانت خطوة بارعة من جانب المجلس المخصوص (أو مجلس الملك) أن يعهد بتقديم (قانون التسامح) الذي أعده، إلى البرلمان، إلى نوتنجهام الذي عرف بأنه ابن غيور بار للكنيسة الأنجليكانية. وأبطل دفاع نوتنجهام عن هذا القانون أمام البرلمان حجة المعارضين المتشددين وجردهم من سلاحهم وهكذا أقر المجلسان أول إنجازات العهد الجديد دون معارضة تذكر (24 مايو 1689). وسمح هذا القانون بحرية العبادة العلنية لكل الفرق التي سلمت بمبدأ التثليث وبأن الكتاب المقدس نزل به الوحي، والتي نبذت صراحة تحول خبز القربان والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وسيادة البابا الدينية. وسمح لأنصار تجديد العماد بتأجيله إلى سن البلوغ. وبمقتضى "قانون تثبيت التسامح" الذي صدر في 1696 سمح للكويكرز باستبدال وعد قاطع بالقسم سالف الذكر. واستثنى التوحيديون والكاثوليك من التسامح. وقام وليم ومجلسه في مشروع "قانون التسامح الشامل" الذي قدم في أواخر 1689، بمحاولة للسماح بدخول كل طوائف المنشقين إلى الكنيسة الأنجليكانية، ولكن لم تتم الموافقة على هذه الخطوة. ولكن لم تتم الموافقة على هذه الخطوة. وظل المنشقون محرومين من الجامعات ومن مقاعد البرلمان ومن الوظائف العامة إلا إذا تلقوا الأسرار المقدسة وفقاً للطقوس الأنجليكانية، وجدد في 1697 العمل بقانون يقضي بعقوبة السجن على من يهاجم أية نظرية مسيحية أساسية. ولم يصدر بعد ذلك أي تشريع بالتوسع في الحرية الدينية في إنجلترا حتى 1778 وعلى الرغم من ذلك كان التسامح هنا أكبر منه في أية دولة أوربية أخرى بعد 1685، باستثناء المقاطعات المتحدة. والواقع أن التسامح اتسعت دائرته في إنجلترا بازدياد قوة إنجلترا إلى الحد الذي تحررت معه من مخاوفها من أن تغزوها أية دولة كاثوليكية أو تعمل على تخريبها في الداخل.

إن الكاثوليك أنفسهم نعموا في عهد وليام بأمن متزايد. وأوضح الملك أنه ليس في مقدوره أن يحتفظ بالأحلاف مع الدول الكاثوليكية إذا هو صب العذاب والظلم على رؤوس الكاثوليك في إنجلترا(38). وظل القساوسة الكاثوليك لعشر سنوات يقيمون القداس في دور خاصة. وما كان أحد ليتحرش بهم لو تستروا في شيء من الحزم والحكمة، أمام الجمهور. وفي أخريات عهد وليم (1699)، حين كان للمحافظين (أنصار السلطة الملكية المطلقة) والمتشددين، الغلبة في البرلمان، شددت القوانين ضد الكاثوليك، فتعرض لعقوبة السجن مدى الحياة أي كاهن يدان بإقامة القداس أو أداء أية مهمة كهنوتية أخرى إلا في دار أحد السفراء. وتنفيذاً للقانون كانت ثمة مكافأة قدرها مائة جنية لمن يدبر الإدانة. ونص القانون على نفس العقوبة لأي كاثوليكي يقوم بالتعليم العام للصغار. وما كان يجوز للوالدين أن يرسلوا أولادهم إلى الخارج لتلقي العلم وفق المذهب الكاثوليكي. وما كان يجوز لأي فرد أن يشتري أو يرث أرضاً إلا بعد أداء القسم على أن الملك رئيس الكنيسة، وعلى أنه لا يؤمن بتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. وصودر من أجل الحكومة إرث أي فرد امتنع عن أداء القسم(39). وفي 1689 عفا وليم عن تيتس أوتس وأجرى عليه معاشاً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أيرلندة

وجلب الكاثوليك في إيرلندة على أنفسهم اضطهاداً مجدداً بتنظيمهم ثورة تهدف إلى إعادة جيمس الثاني إلى العرش. ذلك أن ريتشارد تالبوت جمع جيشاً قوامه 36 ألف رجل ودعا جيمس للقدوم من فرنسا ليتولى قيادته. وكان لويس الرابع عشر قد أسكن الملك المخلوع أحد قصوره في سان جرمان، وخصص له ستمائة ألف فرنك سنوياً، وجهز له الآن أسطولاً والى ميناء برست، وودعه بكلمات مشهورة: "أن أحسن ما أرجوه لك إلا يرى الواحد منا الآخر ثانية أبداً(40)". وفي 12 مارس 1689 ألقى جيمس مراسيه في إيرلندة مع ألف ومائتي رجل، ورافقه تالبوت إلى دبلن، حيث دعا برلماناً أيرلندياً، وأعلن حرية العبادة لكل الرعايا المخلصين. واجتمع البرلمان في 7 مايو وألغى "قانون التسوية" الذي صدر في 1652، وأمر بإعادة الأراضي التي انتزعت من أصحابها منذ 1641 إلى ملاكها السابقين. وأرسل وليم قائده الهيجونوتي شومبرج إلى إيرلندة على رأس عشرة آلاف جندي. ورد لويس الرابع عشر على ذلك بإرسال سبعة آلاف من الفرنسيين المحنكين لمساعدة جيمس. وعبر وليم بنفسه إلى إيرلندة في يونيه في 1690. فلما التقى الجمعان في معركة بوين (أول يوليه) فر جيمس من الميدان مذعوراً، ولو أنه اشتهر بالبسالة يوماً، حين رأى قواته تنهزم. وسرعان ما عاد أدراجه إلى سان جرمان.

وربما ابتهج وليام بعقد الصلح وإقرار السلام مع الإيرلنديين على أساس الوضع الراهن. ولكن الزعماء والقوات البروتستانتية الذي كانوا تحت أمرته، طالبوا بالقضاء التام على العناصر الثورية، وبالاستيلاء على المزيد من أراضي إيرلندة. وعاد وليم إلى إنجلترا تاركاً جيشه تحت قيادة جودرت دي جنكل، إرل أتلون آنذاك، وكان شومبرج قد قضى نحبه في انتصاره في بوين. وأوصى الملك جنكل بإصدار عفو عام دون قيد أو شرط، وإطلاق حرية العبادة، وبالإعفاء من أداء القسم بعدم الاعتراف بسيادة البابا، وباسترداد الثوار لضياعهم شريطة أن يضعوا السلاح(41). وعلى أساس هذه الشروط ضمن جنكل استسلام جولواي وليمرك وبمقتضى معاهدة ليمر (3 أكتوبر 1691) وافق الثوار الإيرلنديون على التسوية التي عرضها وليم. وفي مارس 1692 صدر بيان ملكي يعلن انتهاء الحرب مع أيرلندة.

واستنكر البروتستانت في إيرلندة هذه المعاهدة على أنها استسلام ذليل للبابويين، ولجأوا إلى البرلمان الإنجليزي. ووضع هذا البرلمان على الفور (22 أكتوبر 1691) قانوناً يحرم من عضوية برلمان إيرلندة، كل من يمتنع عن أداء يمين السيادة وإعلان رفضه لفكرة تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. ورفض البرلمان الإيرلندي الجديد، وكان بروتستانتياً تماماً، الاعتراف بمعاهدة ليمرك. وعلى حين كان وليم منهمكاً في تكتيل أوربا ضد لويس الرابع عشر، سن برلمان دبلن سلسلة جديدة من قوانين العقوبات ضد الكاثوليك في إيرلندة، تنقض صراحة الصلح الذي وقعه وليم وماري من قبل، ونصت هذه القوانين على عدم شرعية الدارس والكليات الكاثوليكية، وعلى أن القساوسة الكاثوليك معرضون للترحيل خارج البلاد، وعلى أنه ليس للكاثوليكي أن يحمل سلاحاً، أو يمتلك حصاناً تزيد قيمته على خمسة جنيهات، وعلى مصادر أملاك أية وريثة بروتستانتية تتزوج كاثوليكي(42). واستمرت مصادرة أراضي إيرلندة حتى "لم يعد هناك في الواقع أرض تصادر(43). وكاد يكون من المستحيل أن يكسب كاثوليكي إيرلندي قضية في محكمة إيرلندية، وقل أن صدرت عقوبة على من يقترف جريمة ضد الكاثوليك. واستكمالاً لخراب إيرلندة قضت قوانين برلمان إنجلترا قضاء تاماً على صناعة الصوف التي كانت قد نمت إلى حد منافسة صناعة الصوف في إنجلترا ذاتها، حيث حظرت هذه القوانين تصدير الصوف في إيرلندة إلى أي بلد آخر سوى إنجلترا، وخنقت حتى هذه التجارة نفسها بما وضع من تعريفات جمركية معوقة عمداً (1696). ومن ثم انتشر الفقر والتسول والمجاعة والتمرد على القانون في الجزيرة، خارج نطاق "البال" الإنجليزي (قسم في شرق إيرلندة حول مدينة دبلن). وفي الستين عاماً التي أعقبت الثورة الجليلة هاجر من إيرلندة نصف الكاثوليك الذي كان عددهم يقرب من المليون في 1688، أي أن أزكى الدماء وأطيب العناصر نزحت إلى البلاد الأجنبية.

معاناة الطبقة العاملة

وازدهرت آنذاك كل الطبقات الاقتصادية في إنجلترا فيما عدا طبقة الكادحين (البروليتاريا) وطبقة الفلاحين. وعانى عمال النسيج من المنافسة الأجنبية ومن الاختراع. وفي 1710 أضرب عمال الجوارب بسبب إدخال أنوال الجوارب واستخدام الغلمان لتشغيلها لقاء أجور منخفضة(44) على أن الإنتاج القومي كان آخذاً في الارتفاع. ويمكن أن نحكم على هذا الارتفاع من زيادة متوسط إيرادات الحكومة من 500 ألف جنيه في القرن السادس عشر إلى سبعة ملايين ونصف المليون من الجنيهات في القرن السابع عشر(45). وقد ترجع الزيادة إلى حد ما إلى التضخم، ولكنها نتجت أساساً من التوسع في الصناعة وفي التجارة الخارجية.

وزير خزانته، تشارلز مونتاگو، إرل هاليفاكس الأول

ومع هذا لم يكن الدخل كافياً، لأن وليم كان يجند الجيوش لمحاربة لويس الرابع عشر، فارتفعت الضرائب إلى حد لم يسبق له مثيل، بل اشتدت الحاجة إلى مزيد من المال. وفي يناير 1663 أحدث تشارلز مونتاگو، إرل هاليفاكس الأول، بوصفه وزير الخزانة، تغييراً أساسياً في مالية الحكومة، بإقناع البرلمان بطرح قرض عام قدره 900 ألف جنيه، ووعدت الحكومة بدفع 7% فائدة سنوية عنه. وفي أخريات 1963، حين زادت النفقات عن الإيرادات، اتفق جماعة من أصحاب المصارف على إقراض الحكومة مبلغ مليون ومائتي ألف جنيه بفائدة قدرها 8% تحصل من رسم إضافي على السفن. وكان فكرة القروض المتحدة (الجماعية) هذه، قد اقترحها وليم باترسون قبل ذلك بثلاثة أعوام. وجاء الآن مونتاجو فعززها من الناحية الرسمية. وأقر البرلمان هذه الخطة. واتباعاً للسوابق التي جرى عليها العمل في جنوه والبندقية وهولندا، عمد المقرضون إلى تنظيم أنفسهم فيما يسمى "محافظو وشركة بنك إنجلترا" الذي صدرت براءة تأسيسه في 27 يوليه 1694. واقترضوا هم النقود من مصادر مختلفة بسعر 4.5% وأقرضوها للحكومة بسعر 8%، وجنوا أرباحاً إضافية عن طريق القيام بكل الأعمال المصرفية. وهكذا نشأ بنك إنجلترا، وقدم للحكومة قروضاً أخرى. وفي 1696 حصل من البرلمان على حق احتكار مثل هذه القروض.

وبعد تقلبات كثيرة مر بها هذا البنك، أصبح العامل الرئيسي في استقرار الحكومة الإنجليزية المشهور منذ اعتلاء وليم وماري عرش إنجلترا حتى يومنا هذا. ومنذ 1694 أصدر البنك أوراقاً نقدية تضمنها الودائع، قابلة للدفع بالذهب، عند الطلب. وتداولها المتعاملون على أنها مال قانوني، فكانت أول عملة ورقية حقيقية غير زائفة في إنجلترا(46) .

واشتهر عهد مونتاگو في وزارة الخزانة بعمل ممتاز آخر، هو إصلاح العملة المعدنية. ذلك ان العملة الجيدة التي سكت في عهد شارل الثاني وجيمس الثاني اختزنت أو صهرت أو صدرت. أما العملة المشوهة أو التالفة منذ أيام اليزابيث وجيمس الأول، فقد طرحت للتداول والاستعمال، وفقدت في القوة الشرائية جزءاً لا يستهان به من قيمتها الاسمية. ودعا مونتاجو أصدقاءه جون لوك واستحق نيوتن وجون سومرز ليعدوا لإنجلترا عمله اكثر استقراراً فصمموا قطع نقد جديدة ذات حافة مسننة تتحدى التشويه. واستردوا العملة القديمة وسحبوها من التداول بقيمتها الاسمية، وتحملت الحكومة الخسارة الناجمة عن ذلك. وصار لإنجلترا نقد ثابت صحيح، كان مثار حسد أوربا، ومثالاً تحتذيه. وفي 1689 فتحت بورصة الأوراق المالية في لندن، وبدأت فترة مضاربة مالية، سرعان ما أنتجت "شركة البحر الجنوبي" (1711) وانفجار "فقاعتها" (1720). وفي 1688 أقام إدوارد لويد في أحد مقاهي لندن شركة للتأمين تعرف الآن بكل بساطة تبعث على الفخر بأسم (لويدز) وفي 1693 أصدر إدموند هالي أول نشرة وفيات معروفة. وأكدت هذه التطورات المالية ووسعت دور المصالح القائمة على المال في شئون إنجلترا، وحددت بداية الأهمية المتزايدة للرأسماليين - الذين يمدون برأس المال والذين يديرونه - في بريطانيا.

وفوق الاقتصاد الآخذ في التوسع احتدمت المعركة السياسية حول النزاع على السلطة بين المحافظين (التوري) مالكي الأرض وبين الأحرار (الهويج) جامعي الثروات، وبين الإنجليز والإسكتلنديين، وصحب هذا مؤامرات لقتل وليام، ومشروعات لإعادة جيمس إلى العرش. ولم يكن وليم مهتماً بالشئون الداخلية في إنجلترا، أنه غزاها أساساً، ليجمع بينها وبين هولندا (موطنه الأصلي) ودول أخرى، لتقف جميعاً في وجه لويس الرابع عشر، أو كما قال هاليفاكس من قبل: "أنه استولى على إنجلترا وهو الطريق إلى فرنسا(48)" ولما اكتشف الإنجليز أن هذا هو شغله الشاغل أو الشعور المستولي عليه فقد كل شعبيته ولم يعد ملكاً محبوباً. وقد يقسو دون مبالاة، كما حدث حين أمر باستئصال عشيرة مكدونالد في گلنكو لتأخرها في إعلان ولائها له (1692)، وكان "صموتاً فظاً غليظاً في المعاشرة" لأنه كان يتكلم الإنجليزية بصعوبة. ولم يعن كثيراً بالسيدات. وكان سلوكه على المائدة يدعو إلى الاشمئزاز، حتى أطلق عليه سيدات المجتمع في لندن "الدب الهولندي الوضيع(49)" وأحاط نفسه بحراس ورفاق هولنديين، ولم يخف رأيه في تفوق الهولنديين تفوقاً عظيماً على الإنجليز في المقدرة الاقتصادية والتفكير السياسي والأخلاقي وعلم أن كثيراً من النبلاء يفاوضون جيمس الثاني سراً. ووجد الفساد يستشري حوله إلى درجة تلوثه هو نفسه، واتجر في شراء أصوات أعضاء البرلمان. وكان الخير كل الخير فيما يمكن عمله لكبح جماح فرنسا الهائجة المتحفزة.

وحيث ترك وليام الشئون الداخلية لوزرائه، فقد بدأ عهد الوزراء الأقوياء (1695) و "الوزارات" المتضامنة في المسؤولية والعمل، والتي يسيطر عليها رجل واحد، هو في العادة وزير الخزانة. وفي 1697 جاء أعداؤه المحافظون (التوري) أثر انقلاب انتخابي، ومن ثم حدوا من سلطانه ونازعوه سياسته الخارجية، إلى حد أنه فكر في الاعتزال (1699).

ولكنه حين رقد رقدته الأخيرة (8 مارس 1702) وقد أنهك الربو والسل جسمه، كان يمكن أن يتعزى عن هزائمه في الداخل حين يدرك كل الإدراك أنه هيأ لإنجلترا مشاركة أكيدة في "الحلف الأعظم" (1701) الذي استطاع بعد اثني عشر عاماً من الصراع، أن يخضع ويذل الملك البوربوني العظيم، وينقذ استقلال أوربا البروتستانتين، ويطلق يد إنجلترا في بسط نفوذها على العالم.

سنواته اللاحقة

اتهامات بعلاقات مثلية

السلام مع فرنسا

 
نقش من سنة 1695 يُظهر اللوردات القضاة الذين أداروا المملكة أثناء غياب وليام في حملة عسكرية.

في 1696، أعلنت المقاطعة الهولندية درنته وليام شتات‌هولدر. وفي نفس العام، خطط اليعاقبة لاغتيال وليام الثالث في محاولة لإعادة جيمس الثاني إلى العرش الإنگليزي، إلا أنهم فشلوا. وحسب معاهدة ريزويك (20 سبتمبر 1697)، التي أنهت حرب التسع سنوات، اعترف لويس بوليام الثالث ملكاً على إنگلترة، وتعهد بالتوقف عن مساعدة جيمس الثاني.[8] وبذلك بعد أن حـُرموا من مساندة العائلة المالكة الفرنسية بعد 1697، لم يعد اليعاقبة يشكلون أي تهديد حقيقي لحكم وليام.

ومع اقتراب حياته من نهايتها، شعر وليام، مثل العديد من الحكام الاوروپيين، بالقلق حول مسألة الخلافة على عرش إسپانيا، الذي كان يحكم أراض شاسعة في إيطاليا، الأراضي الواطئة والعالم الجديد. فملك اسبانيا، كارلوس الثاني، كان قعيداً وبدون أمل في الانجاب؛ وكان من بين أقرب أقاربه لويس الرابع عشر (ملك فرنسا) وليوپولد الأول، الامبراطور الروماني المقدس. عمل وليام على ألا يؤول الميراث الاسباني إلى أيٍ من الملكين، خوفاً أن تفسد تلك الكارثة توازن القوى. فوافق وليام ولويس الرابع عشر على معاهدة التقسيم الأولى، التي حددت تقسيم الامبراطورية الاسبانية: الدوق يوزف فرديناند من باڤاريا سيحصل على إسپانيا؛ بينما فرنسا والامبراطور الروماني المقدس سيقتسما الأراضي الباقية بينهما.[9] وافق كارلوس الثاني على تسمية يوزف فرديناند وريثاً له، وبدا أن الحرب قد تم تفاديها.[10]

 
لويس الرابع عشر من فرنسا كان العدو اللدود لوليام طوال حياته.

إلا أنه حين توفي يوزف فرديناند بالجدري، أعيد فتح القضية. وفي 1700، اتفق الحاكمان على معاهدة التقسيم الثانية (والتي سميت كذلك "معاهدة لندن")، والتي بمقتضاها فإن الأراضي في إيطاليا ستؤول إلى ابن لملك فرنسا، والأراضي الاسبانية الأخرى سيرثها ابن للامبراطور الروماني المقدس.[11] أغضب ذلك التقسيم كلاً من الاسبان ، الذين سعوا لمنع حل امبراطوريتهم، والامبراطور الروماني المقدس، الذي كانت الأراضي الإيطالية أكثر فائدة له من الأراضي الاسبانية الأخرى.[11] وعلى غير المتوقع، تدخل ملك اسبانيا القعيد، كارلوس الثاني، من على فراش الموت في أواخر 1700.[12] وبشكل أحادي، أعلن وصيته أن تؤول كل الأراضي الاسبانية إلى فيليپ، حفيد لويس الرابع عشر. بانتهازية، تجاهل الفرنسيون معاهدة التقسيم الثانية وادعوا ملكية كامل الميراث الإسپاني.[12] وفوق ذلك، غاظ لويس الرابع عشر وليام الثالث بالاعتراف بـجيمس فرانسس إدوارد ستوارت، ابن الملك السابق جيمس الثاني الذي توفي في 1701، ملكاً لإنگلترة.[13] النزاع الناشئ بعد ذلك، والذي عـُرف بإسم حرب الخلافة الاسبانية، استمر حتى 1713.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

 
Statue of William III by Henry Cheere in Petersfield

In 1702, William died of pneumonia, a complication from a broken collarbone following a fall from his horse, Sorrel.[14] Because his horse had stumbled into a mole's burrow, many Jacobites toasted "the little gentleman in the black velvet waistcoat."[15] Years later, Sir Winston Churchill, in his A History of the English-Speaking Peoples, stated that the fall "opened the door to a troop of lurking foes".[16] William was buried in كنيسة وستمنستر alongside his wife.[17] His sister-in-law Anne became queen regnant of England, Scotland and Ireland.

William's death brought an end to the Dutch House of Orange, members of which had served as stadtholder of Holland and the majority of the other provinces of the Dutch Republic since the time of William the Silent (William I). The five provinces of which William III was stadtholder—Holland, Zeeland, Utrecht, Gelderland and Overijssel—all suspended the office after his death. Thus, he was the last patrilineal descendant of William I to be named stadtholder for the majority of the provinces. Under William III's will, John William Friso stood to inherit the Principality of Orange as well as several lordships in the Netherlands.[18] He was William's distant agnatic relative, as well as son of William's aunt Albertine Agnes. However, King Frederick I of Prussia also claimed the Principality as the senior cognatic heir, his mother Louise Henriette being Albertine Agnes's older sister.[19] Under the Treaty of Utrecht, which was agreed to in 1713, Frederick William I of Prussia (who kept the title as part of his titulary) ceded the Principality of Orange to the King of France, Louis XIV; Friso's son, William IV, shared the title of "Prince of Orange", which had accumulated high prestige in the Netherlands as well as in the entire Protestant world, with Frederick William after the Treaty of Partition (1732).[20][21]


ذكراه

 
A modern Orange Banner representing the Cooke's Defenders Lodge 609, Ballymacarrett District number 6
 
Mural in Donegall Pass, a loyalist area in south Belfast, depicting "Good King Billy" astride his white horse


السلف

انظر أيضاً


مراجع

  1. ^ During William's lifetime, two calendars were in use in Europe: the يوليوسي or 'Old Style' in Britain and parts of Eastern Europe, and the Gregorian or 'New Style' elsewhere, including in the Netherlands. At William's birth, Gregorian dates were ten days ahead of Julian dates: thus William was born on 14 نوفمبر 1650 by the Gregorian calendar, but on 4 نوفمبر 1650 by the Julian. Moreover, the English new year began on 25 مارس (the anniversary of the Incarnation) وليس في 1 يناير (until the general adoption of the Gregorian calendar in the UK in 1753). وما لم يُذكر غير ذلك، فباقي التواريخ في هذا المقال تتـّبع التقويم اليولياني.
  2. ^ "Act of Union 1707, the Revolution in Scotland". UK Parliament. Archived from the original on 15 June 2008. Retrieved 8 August 2008.
  3. ^ Peter Burke (1997). Varieties of Cultural History. Cornell University Press. p. 51. ISBN 0-8014-8492-8.
  4. ^ Ejtemay
  5. ^ Startimes
  6. ^ Altareekh
  7. ^ أن قأقأة الأوز المقدس المنزعج في الكابيتول أيقظ الحامية الرومانية لتصد غارة ليلية قام بها الكلت في 390 ق.م.(34).
  8. ^ Troost, 251
  9. ^ Troost, 253–255
  10. ^ Troost, 255
  11. ^ أ ب Troost, 256–257
  12. ^ أ ب Troost, 258–260
  13. ^ Troost, 260
  14. ^ Van der Kiste, 251–254
  15. ^ Van der Kiste, 255
  16. ^ Churchill, 30–31
  17. ^ "William III". Westminster Abbey Official site. Archived from the original on 6 January 2008. Retrieved 8 August 2008.
  18. ^ Israel, 959–960
  19. ^ Israel, 962, 968
  20. ^ Israel, 991–992
  21. ^ "Text of the Treaty of Partition" (in French). Heraldica. Retrieved 8 August 2008.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)

الهامش

  • Baxter, Stephen B., William III and the Defense of European Liberty, 1650-1702 (1966) ASIN: B000OKZST4
  • Churchill, Winston. A History of the English-Speaking Peoples: Age of Revolution. Weidenfeld & Nicolson, (2002). ISBN 0-304-36393-6
  • Claydon, Tony, William III: Profiles in Power (2002) ISBN 0582405238
  • Davies, Norman, The Isles: A History (1999) ISBN 0195134427
  • Israel, Jonathan I., The Dutch Republic: Its Rise, Greatness, and Fall, 1477-1806 (1995) ISBN 0198207344
  • Meinel, Freidrich, Samuel Chappuzeau 1625-1701, a dissertation, University of Leipzig, 1908
  • Robb, Nesca, William of Orange (1962)
  • Troost, Wout, William III, The Stadholder-king: A Political Biography (2005) (translation by J.C. Grayson) ISBN 0754650715
  • Van der Kiste, John, William and Mary (2003) ISBN 0750930489
  • Van der Zee, Henri and Barbara, William and Mary (1973) ISBN 0394480929
  • Waller, Maureen, "Sovereign Ladies: Sex, Sacrifice, and Power. The Six Reigning Queens of England." St. Martin's Press, New York, 2006. ISBN 0-312-33801-5

وصلات خارجية

وليام الثالث من إنگلترة وأورنج والثاني من اسكتلندة
فرع أصغر من بيت ناساو
وُلِد: 14 نوفمبر 1650 توفي: 8 مارس 1702
ألقاب ملكية
سبقه
وليام الثاني
Prince of Orange
1650 - 1702
تبعه
Johan Willem Friso of Nassau-Dietz
أو
Frederick I of Prussia
بارون برِدا
1650 - 1702
تبعه
Johan Willem Friso of Nassau-Dietz
سبقه
وليام الثاني من أورنج
شتات‌هولدر هولند و زيلند
1672 - 1702
تبعه
وليام الرابع من أورنج
Stadtholder of اوترخت
1674 - 1702
شتات‌هولدر گلدرز وأوڤريسل
1675 - 1702
سبقه
جيمس الثاني
ملك إنگلترة
ملك أيرلندة

1689 - 1702
مع ماري الثانية (1689-1694)
تبعه
آن
ملك اسكتلندة
1689 - 1702
مع ماري الثانية (1689-1694)
English royalty
سبقه
James, Prince of Wales
وريث العروش الإنگليزية والاسكتلندية والأيرلندية
as heir apparent to ماري الثانية
13 فبراير 1689 – 28 ديسمبر 1694
تبعه
آن، أميرة جورج من الدنمارك
مناصب سياسية
سبقه
جيمس الثاني
Lord High Admiral
1689
تبعه
The Earl of Torrington

قالب:GueldersStadtholders قالب:HollandZeelandUtrechtStadtholders قالب:OverijsselStadtholders قالب:DrentheStadtholders