نپاتا

(تم التحويل من نبتة)

نپاتا أو نبتة Napata، هي دولة-مدينة في النوبة القديمة على الضفة العربية لنهر النيل، في موقع بلدة كريمة المعاصرة في السودان.

نپاتا
Napata بالهيروغليفية
n
p t
N25

npt
قلادة ذهبية من نپاتا عليها نقوش هيروغليفية، من القرن السادس ق.م.
آخر أعمدة معبد آمون في سفح جبل بركل.

فيما بين القرن السابع والثامن ق.م. كانت نپاتا عاصمة مملكة كوش النوبية، في عهد الأسرة الخامسة والعشرين. وعرُف حكم الأسرة الخامسة والعشرين بعصر "مصر النپاتية".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ المبكر

 
تمثال الملك أسبلتة وجدت بنبتة

تأسست نپاتا في القرن الخامس عشر ق.م في عهد تحتموس الثالث بعد غزوه النوبة، وكانت المنطقة بالقرب من جبل بركل هي نقطة الحدود الجنوبية للمملكة الجنوبية.

في عام 1075 ق.م، أصبحت طيبة، عاصمة لمصر، وأصبحت قوية بما يكفي للحد من سلطة الفرعون على مصر العليا. وكان هذا في بداية الفترة الانتقالية الثالثة (1075 ق.م-664 ق.م). وسمح هذا للنوبيين بتأسيس منطقة مستقلة، فقاموا بتأسيس مملكة كوش الجديدة، وكانت عاصمتها نپاتا.


مملكة نپاتا

تأسست مملكة نبتة على يد الملك النوبي كاشتا مؤسس هذه الدولة عندما نجح في استرداد عرش بلاده من الإمبراطورية المصرية وأقام دولة نوبية كانت عاصمتها في مدينة نبتة بالقرب من الشلال الرابع، وظهرت في المنطقة كقوة لا يستهان بها، كانت تجاور هذه المملكة في الجنوب مملكة مروي النوبية، وفي الشمال الإمبراطورية المصرية الممزقة نتيجة الصراعات الداخلية.

خلف كاشتا على العرش أبنه بيا الذي كان يطلق عليه بعنخي، وتمكن من توحيد قطري وادي النيل بعد أن استنجد به المصريون لحماية طيبة في الجنوب من خطر الملك الشمالي تفنخت، أستجاب بعنخي لطلب المصريين وحرر مصر كلها ليتوحد وادي النيل للمرة الأولى في التاريخ.

تولى أبنه شباكا بعده عرش نبتة وتصدى للزحف الآشوري عندما أرسل جيوشه للشام لمساندة حكام سوريا وفلسطين الذين استنجدوا به، إلا أنه هزم وعاد إلى مصر.

وخلفه أخوه الأصغر وشهدت المملكة استقرارا بسبب انشغال الآشوريين بحروبهم الداخلية فوجه جهوده لبناء وتعمير مصر، لكن الآشوريين هاجموا شمال مصر فانسحب لطيبة تاركا الشمال للآشوريين، وظل بطيبة حتي وفاته عام 663 ق.م.

واستطاع خلفه ابن أخيه تاهوت أماني استعادة الأراضي المصرية لمملكة نبتة، إلا أن الملك الآشوري آشوربانيبال سرعان ما تمكن من استعادة منف ثم توغل جنوبا نحو طيبة التي أنسحب منها تاهوت إلى كوش وظل بها حتى توفي في عام 653 ق.م، وبانسحابه كآخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرون من مصر ينتهي حكم النوبة لمصر والذي استمر لمدة من 85 إلى 100 عام.

وأستمرت مملكة نبتة في ازدهارها في الجنوب بعد أنسحاب آخر ملوكها من مصر، وكانت تسير علي النهج المصري حيث كان آمون معبود الدولة الرسمي كما اتخذ ملوكها الألقاب الفرعونية وشيدوا مقابرهم علي الطريقة المصرية وزينوها بالرسوم المصرية والنقوش الهيروغليفية، وبدأت حدودها الشمالية تتعرض للاعتداءات المصرية المتكررة، مما حدا بملوك نبتة إلى تحويل العاصمة من نبتة لمروي في الجنوب بعيدا عن الخطر المصري. لكن انتهت المحاولات المصرية المتكررة باحتلال الأجزاء الشمالية من النوبة حتى الشلال الثاني في عهد الملك المصري بسماتيك الثاني، وضعفت مروي وتفككت نتيجة لكارثة بيئية ناتجة عن النفايات الصناعية من مناجم الحديد، وأخيرا جاءها عيزانا وهي في أقصى حالات الضعف فدمر ما تبقى منها عام 350 م مملكة نبتة 760(ق م - 653 ق م).

وسارت مملكة نپاتا علي النهج الفرعوني في كل مظاهر الحياة والحضارة، فقد كان آمون معبود الدولة الرسمي، وإتخذ ملوكها الألقاب الفرعونية، وشيدوا مقابرهم علي الطريقة الفرعونية وزينوها بالرسوم الفرعونية والنقوش الهيروغليفية. ثم يأتي القرن السادس قبل الميلاد فتنقل كوش عاصمتها إلي مروي من نبتـة، وفي مروي نجد الأهرام الملوكية، كما نري المعابد ومنها معبد الشمس، الذي تسامع به الناس في كل ركن من أركان العالم المعروف

وتُرى في مروي أكواماً عالية هي أثار فضلات الحمم التي كانت تخرج من أفران صهر الحديد، وصارت مروي عاصمة جديدة لكوش خمسة قرون قبل ميلاد المسيح وثلاثة بعد ميلاده، وهي تنشر النور حولهـا من عقائد وأفكار وقدرات فنية.

وكانت نپاتا أكثر الحضارات التي نشأت في أفريقيـا تميزاً بطابعها الأفريقي، ولكنها استفادت كثيراً من مظاهر الحياة من حولها وشواهد هذا بيّنة في معابد النقعة، فعلى الجدار الخلفي من معبد الأسد نقش الأقدمون أسداً إلهـاً له أربعة أزرع، وثلاثة رؤوس، ويظن العلماء أن هذا النوع من الفن تسرب إلي هذه البلاد من الهند، وعلي مسافة قريبة من هذا المعبد يقوم بناء يظهر فيه التأثير الروماني، إضافة إلي ذلك هنالك أثاراً كثيرة تبين أن حضارة كوش كانت غربلة أفريقية للأراء والأساليب والمعتقدات، تأخذ منها مـا ينفعها وتضيف إليها مـا إبتدعته.


الغزو الآشوري ونهاية المملكة

 
أهرامات نوري

وخلف كشتا على العرش، ولده بعانخي العظيم فاتح مصر، وأشهر ملوك نبتة، وأكثرهم مهارة في الحروب. واستطاع إخضاع مصر كلها وأصبح ملكاً على حوض النيل من النيل الأزرق حتى الدلتا. وتولى الملك بعد بعانخي أخوه شبكا، الذي نقل عاصمته للأقصر ؛ لضمان السيطرة على مصر. ولما قويت شوكته وسيطرته أرسل ابنه ترهاقا لمحاربة الآشوريين، الذين كانوا يهددون بلاد سوريا وفلسطين، إلا انهم تمكنوا من هزيمة ترهاقا. وكان شبتاكا خليفة شبكة بعيداً عن بلاد النوبة فانتهز ترهاقا ذلك، واغتصب الملك، وقاد جيشه شمالاً وحارب أخوه وآسره وقتله، واستمر يحكم السودان ومصر فترة ثلاثة عشر سنة بلا منازع. ثم فكر ترهاقا في ضم بلاد سوريا وفلسطين، فكتب لامراءها يحثهم على الثورة ضد آشور، مما اغضب ملكهم فزحف بجيش عظيم نحو مصر ، وهزم ترهاقا واستولى على الوجه البحري ، وترك مصر العليا وبلاد النوبة لترهاقا الذي توفى فيها ، فخلفه ابنه تاتوت آمون، الذي حاول أن يعيد السيطرة على مصر السفلى، إلا انه انهزم أمام جيوش الآشوريين وفقد مصر كلها، وبعدها لم يحاول ملوك نبتة استعادة مصر فكان ذلك نهاية حكمهم لمصر.[1]

وبعد استيلاء آشور على مصر وانفصال مملكة نبتة عن مصر انقطعت العلاقات بين بلاد النوبة ومصر ولما كانت منطقة نبتة فقيرة في النواحي الزراعية كانت تعتمد في تجارتها على ما تحصل عليه من الجنوب وتستبدله بالبضائع المصرية فلم يكن في مقدورها أن تتقدم وتزدهر بعد أن انقطعت علاقتها بمصر فبدأ العهد النبتي في الاضمحلال والزوال. ولكن (بينما كانت نبتة تضمحل هكذا كانت مدينة أخرى تنمو وتزدهر تلك كانت مدينة مروي التي قامت على سهل زراعي خصيب ونمت فيها التجارة الداخلية التي اكتسبت أهمية كبيرة.)

الفترة الرومانية

في 23 ق.م، غزت مقاطعة مصر الرومانية مملكة نپاتا بعد انتصارها على ملكة مروي.[2]

الآثار

وتُوجد في قبور كوش الملكية والشعبية معابدُُ تاريخيةً تمتد لألف عام، يأتي بعدها الخطر من جنوب الجزيرة العربية، عندمـا هاجر قوم من هناك إلي داخل الحبشة، وأنشؤوا دولة أكسوم التي قويت وإستطاعت أن تحول بين كوش وشرق القارة الأفريقية والمحيط.

وبالتدريج تمكنت هذه الدولة من قـهر كوش عندمـا قام عيزانا أول ملك مسيحي لها بـغزو كوش وتحطيم عاصمتها مروى عام 350 م وبعد عصر مملكة مروى(350 ق م- 0) مرت علي السودان فترة غامضة لا يُعرف عن أخبارها الأ النذر اليسير، فقد جاء البلاد قوم لم يكتشف الأثريون بعد إلي آى جنس ينتمون ويسميهم علماء الأثـار المجموعة الحضارية.

ويمتد عصرهم من سقوط مروي في القرن الرابع الميلادي إلي القرن السادس، ومن أثارهم المقابر التي وُجدت في أماكن كثيرة في شمال السودان، فلقد قامت علي أنقاض مروي ثلاثة ممالك نوبية. فكانت في الشمال مملكة "نوباطيا" التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها " فرس". ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تنتهي حدودها الجنوبية عند "الأبواب " التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة، وهذه المملكة عاصمتها " دنقلة العجوز "، ثم مملكة علوة وعاصمتها " سوبا " التي تقع بالقرب من الخرطوم.

إتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة، ومكًن إتحادهما من قيام مقاومة قوية ضد غارات العرب من ناحية، وإنهاء الصراع السياسي الديني من ناحية أُخري، مما ساعد علي التطور الثقافي، وصلت النوبة قوة مجدها وأوج قوتها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريق الإسكندرية، ولما إعتلي عرش النوبة ملك يُدعي " داود " عام 1272 م قام النوبيون بهجومٍ علي " عيذاب " المدينة المصرية علي ساحل البحر الأحمر وكان هذا أخر عمل عسكري لدولة النوبة حيث دخلت مملكة النوبة في عهد المؤامرات وإستمر الحال هكذا إلي أن إنهزم " كودنيس " عام 1323 م أخر ملك علي مملكة دنقلا المسيحية (710 م - 1317 م)، وإنتهت الدولة المسيحية، وصارت البلاد مفتوحة أمام العرب وإنتشر الإسلام بالسودان في القرن السابع الميلادي (اتفاقية البقط بين عبد الله بن أبى السرح والنوبة 31 هـ). أمـا مملكة علوة فلا توجد معلومات تاريخية عنها.وسقطت هذه المملكة عام 1504 م علي يد سلطنة الفونج مع حلف القواسمه. وكان محمد علي قد أرسل الجيوش للسودان، وأسقط مملكة الفونج عام 1821م.

المصادر

  1. ^ "لمحة تاريخية عن بلاد النوبة (السودانية)". المنتدى النوبي العالمي. Retrieved 2012-08-04.
  2. ^ Augustus, "The Deeds of the Divine Augustus," Exploring the European Past: Texts & Images, Second Edition, ed. Timothy E. Gregory (Mason: Thomson, 2008), 119.

المراجع

  • موسوعة حضارة العالم، أحمد محمد عوف.
  • Hornung, Erik.1999.History of Ancient Egypt, An Introduction. Translated from German by David Lorton. Grundzüge der ägyptischen Geschichte. New York, USA: Cornell University Press. ISBN 0-8014-8475-8.
  • Grimal Nicolas.1992. A History of Ancient Egypt. Translated from French by Ian Shaw. Histoire de L’Egypte Ancienne. Oxford, UK: Blackwell Publishers. ISBN 0-631-17472-9.
  • Bianchi, Steven.1994. The Nubians. Connecticut, USA: Millbrook Press. ISBN 1-56294-356-1.
  • Taylor, John. 1991. Egypt and Nubia. London, UK: The British Museum Press. ISBN 0-674-24130-4.
  • UNESCO.2003.General History Of Africa Vol.2 Ancient Civilizations of Africa. Berkely, CA: University of California Press. ISBN 0-435-94806-7.