معركة جورع

معركة جورع أو گورع أو جورا، هي جزء من الحملة المصرية على الحبشة وقعت بين القوات المصرية بقيادة محمد راتب باشا وحسن باشا والقوات الإثيوبية بقيادة يوحنس الرابع في گورع منطقة حماسين في 7-9 مارس 1876. انتهت المعركة بانتصار الإثيوبيين.

معركة جورع
جزء من الحملة المصرية على الحبشة
GuraBattleMap.gif
خريطة توضح موقع معركة جورع
التاريخ7-9 مارس 1876
الموقع
النتيجة انتصار الحبش والإنگليز
المتحاربون
Egypt flag 1882.svg مصر Ethiopian Pennants.svg إمبراطورية الحبشة
القادة والزعماء
محمد راتب باشا
وليام لورنگ
حسن باشا
يوحنس الرابع
الرأس علولة إنگيدة[1]
القوى
حوالي 20,000[2] أكثر من 100,000[3] [4]
الضحايا والخسائر
حوالي 8,000 قتيل [3]
أسر 6,000 مصري [4]
قتلوا منهم 5,500 مصري [4]
800 1 قتيل[5]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلفية

بعد هزيمة گوندت، اقتنع الخديوي إسماعيل بقوة الحبش، فقرر أن يجمع جيشاً أقوى مكون من 20,000 رجل بتسليح جيد. وأرسل محمد راتب باشا على رأس هذا الجيش، ويعاونه الجنرال الأمريكي (الكونفدرالي) وليام لورنگ ويصحبه حسن باشا ابن الخديوي. وفي 5 ديسمبر 1875 أرسل الخديوي تسعة ضباط أمريكان من السويس إلى مصوع ومن هناك في أواخر يناير 1876، انطلقوا بجيش مصري آخر إلى سهل گورا، حيث بدأوا في إنشاء حصنين. وعلى المستوى المحلي، حاول المصريون شراء ولاء زعماء القبائل ضد يوحنس الرابع، وكان منهم ولده ميكائيل، الذي سهل التمركز السريع للقوات المصرية. وفي الجانب الحبشي، حفز يوجنس الرابع قواته بتصويره تلك المعركة على انها مواجهة بين المسيحية والإسلام. وقد تمكن من حشد 100,000 رجل، جاء بعضهم مقاطعات بعيدة مثل گوجام.


أحداث المعركة

قام راشد باشا وعثمان بك نجيب على رأس قوة خاصة من 5,000 جندي بالهجوم على القوات الإثيوبية إلا أنها اندحرت وقتل قائداها. بعدما انسحب الإثيوبيون قاموا بقتل 600 أسير مصري بدم بارد من ضمنهم د. محمد علي باشا ونجيب بك محمد.

وبالرغمن أنهم كانوا الأقل عدداً في معركة گوندت، إلا أن المصريين هذه المرة كانوا أقل كثيراً من الأحباش، وكانت قيادتهم أسوأ مما كانت عليه في جوندت: فبسبب كثرة القادة من المرتزقة الغربيين، اختلف الضباط حول تسلسل القيادة.[4] فقرر شلقة إنگيدة علولة، قائد المقدمة، شن هجوم بقواته في 7 مارس 1876. وكان التكتيك الذي استخدمه حاسماً في المعركة. فقد اقترب من الموقعين اللذين احتلهما المصريين، ثم تظاهر بالتقهقر في ذعر، مما أغرى راتب باشا أن يترك موقعه الحصين.[6] وأمر راتب باشا القوات المصرية بالهجوم، فخرج 5,200 جندي من الحصن، فحصدتهم المدفعية البريطانية المتمركزة فوق الجبال، فلم يعد من المصريين إلا 1900 جندي حي.[6]

بعد هذا التدخل الحيشي، قام المصريون بالرد. فقام يوحنس الرابع بكسر قوارير الماء الخاصة بجيشه وصاح فيهم: "أبنائي، إذا لم تريدوا الموت عطشاً، فلتجعلوا مصادر المياه بعيدة عن متناول العدو". فغزا الجنود الأحباش السهل الذي كان فيه المصريون. القصف البريطاني من فوق الجبال[7] مكـّن 100,000 حبشي من اختراق الدفاعات المصرية وأسر 6,000 جندي وقتلهم بدم بارد، ثم طاردوا باقي القوات المصرية وأعملوا فيها القتل والجرح والأسر، فلم يعد من الجيش المصري سوى 500 فرد. إلا أن أولئك الخمسمائة مصري عاودوا الكرة محاولين الهجوم على الموقع الحصين للجيش الإثيوبي، مما كبد الأحباش خسائر فادحة 8، فقرر أن يعسكر في مواقعه ويحاصر الجيش المصري. وحين وجد القائد المصري نفسه محاطاً بمدافع البريطانيين ومدافعه التي استوله عليها الأحباش وكلها مصوبة على حصنه، حينها طلب الهدنة. ولما كان يوحنس الرابع يعلم أن إمداداته لا تسمح له بحصار طويل، فقد وافق على الهدنة بشرط أن يغادر المصريون الهضاب (ويعودوا للساحل). وبعد اتفاقية مبدئية، ترك المفاوضات وأمر قواته بالاستيلاء على منطقة الخماسين. وقد انسحب المصريون من كل المناطق عدا بوغوص، the original litigation, he felt recovered في المفاوضات اللاحقة مع القاهرة (طالع: مفاوضات ما بعد النزاع).

قرر الأحباش قتل نحو 600 أسير مصري، ومنهم الدكتور محمد علي باشا ومحمد بك نجيب. وفي 12 مارس 1876، ذهب القنصل الفرنسي في مصوع سارزاك إلى موقع المعركة ورتب عفواً متبادلاً. وتم إعادة من تبقى من الأسرى المصريين إلى مصوع التي وصلوها في شهر مايو.

داخلياً، تمكن نگوسه نـِگـِست (ملك الملوك) من توحيد بلاد الحبشة، وهو الانجاز غير المسبوق. كما حلبت الحرب ليوحنس الرابع 20 مدفع، 13,000 بندقية رمنگتون وذخائر كثيرة، مما زوده بميزة عسكرية هائلة ضد خصومه الداخليين. الفائز الكبير الآخر كان إنگيدة علولة، والذي سيلقـَّب لاحقاً "أسد گورا" بسبب دوره الرئيسي. وحسب كلماته، فقد نجا من رصاصة بسبب حركة مفاجئة من حصانه. ولاحقاً، سيحصل شلقة علولة على اللقب "راس". ويبقى دور يوحنس في التاريخ الحبشي كما يصفه صحفي إثيوبي: "فقد قام [يوحنس الرابع] بالجهد كله بمفرده، بصفته تگري، وبدون أي مساعدة من الحكام التابعين له". وقد لقي العديد من الشخصيات البارزة مصرعها في تلك المعركة ومنهم الشقيق الأكبر لعلولة إنگيدة، باشا گبرى‌مريم. أبونا أثناثيوس جـُرح بطلق ناري، مما تسبب في وفاته لاحقاً. وبالرغم من تلك الخسائر، فالنصر الحبشي في گورا كان ذا قيمة عالية، ويـُعد أهم انتصار في التاريخ الحبشي أجمع. ومازال مدفعان تم الاستيلاء عليهما من المصريين معروضان في أكبر ميادين أكسوم، العاصمة الروحية للحبشة.

وعلى الجانب المصري، حاول الخديوي إسماعيل إخفاء خبر الهزيمة. فقد ظن أن ذيوع خبر هزيمتي گوندت وگورع 12 سوف يفقده مصداقيته في عيون قواته وشعبه، أحد الجنود الذين شاركوا في الحملة المصرية على الحبشة، أحمد عرابي، سوف يتمرد لاحقاً على الضباط الأجانب في الجيش المصري ثم على الخديوي، ويُنصـِّب نفسه أباً للقومية المصرية الثورية.

انظر أيضا

وصلات خارجية

المصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Henze-149
  2. ^ A History of Ethiopia, Harold G. Marcus, University of California Press, 2002, Page 74
  3. ^ أ ب Histoire de l'Éthiopie d’Axoum à la révolution, Berhanou Abebe, Edition Maisonneuve & Larose, 1998, page 108
  4. ^ أ ب ت ث A History of Ethiopia, Harold G. Marcus, University of California Press, 2002, Page 75
  5. ^ Ras Alula and the Scramble for Africa: A Political Biography : Ethiopia & Eritrea 1875-1897, Haggai Erlich, Paris, Red Sea Press, 1996, Page 12
  6. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Erlich-11
  7. ^ تـُجمـِع كتب التاريخ الإثيوبية نقلاً عن المؤرخ الإسرائيلي حجاي إرليخ أن سبب نجاح الهجوم الجبشي هو عدم كفاءة الضباط المصريين وعدم ثبات الجنود المصريين