ليون الأفريقي (رواية)

ليون الأفريقي، هي رواية من تأليف أمين معلوف، نشرها بالفرنسية عام 1986. نشرت الترجمة العربية منها عن دار الفارابي.[1] تؤرخ الرواية حياة الرحالة والعالم والديبلوماسي الأندلسي ليون الأفريقي أو الحسن بن محمد الوزان، النبيل الأندلسي الذي عاش الأعوام الأخيرة للمسلمين في الأندلس ثم هاجر مع أسرته إلى المغرب وقام برحلات إلى شمال إفريقيا ومصر ثم اختطفه القراصنة الإيطاليون وعاش في البلاط البابوي حيث تغير اسمه إلى ليون دي مويتشي وتزوج فتاة متنصرة من يهود الأندلس وأنجب منها ابنه "يوسف" أو "جوزيف" أو "جيوسبي" الذي يروي لنا قصة حياته. وليون عند معلوف ليس عربيا مسلما متنصرا ثم عائدا إلى دينه الذي أقام عليه طوال فترة أَسره ولكنه شخصية أسطورية مثالية حالمة، شخصية تحلم بعالم فاضل بلا حرب تتدفق فيه المعرفة ويتبادل فيه البشر الخبرات، إنه تجسيد للتسامح.

ليون الأفريقي  
غلاف الطبعة الأولى من الرواية
غلاف الطبعة الأولى من الرواية
المؤلفأمين معلوف
العنوان الأصليLéon, l'Africain
المُترجمپيتر سلوجلت
البلدلبنان
اللغةالفرنسية
الموضوعتاريخ الديبلوماسي الأندلسي ليون الأفريقي
النوعرواية تاريخية
الناشرنيو أمستردام للكتب
تاريخ النشر1986
نُشرت
بالإنگليزية
1992
نمط الطباعةمطبوع
الصفحات360 صفحة
ISBN1-56131-022-0
OCLC Number24502286
ديوي عشري843 20
LC ClassificationPQ3979.2.M28 L413 1991
غلاف النسخة العربية من ليون الأفريقي.

تقع أحداث الرواية في فضاءات الأندلس والمغرب ومالي ومصر والجزائر وتونس وتركيا وإيطاليا. وتعاصر أحداثها ظروفا ومراحل تاريخية حاسمة كسقوط الأندلس وصعود الدولة العثمانية وفجر عصر النهضة الأوروبية.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص الرواية

ينقل أمين معلوف، وهو يستحضر شخصية الحسن الوزان، صورة للحياة الاجتماعية والسياسية في غرناطة إبان عهد السلطان أبو الحسن عليا بن سعد الناصري، سلطان غرناطة، لينقل القارئ إلى أحداث توالت عاصرها الوزان إبان سقوط غرناطة وليلة تسليمها للقشتاليين ومراسم التسليم وما تلاها. قال في حق السلطان الناصري المتهم بقصوره في الدفاع عن المدينة والاحتفاظ بها. "المتكبر الجائر المفسد الفاسد .. خلع أباه وحبسه ليجلس على عرشه. وقطع رؤوس أبناء أشراف عائلات المملكة، ومن بينهم بنو سراج البواسل، ليوطد سلطانه .. هجر زوجته الحرة، ابنة عمه فاطمة بنت محمد الأيسر، من اجل سبية مسيحية اسمها ايزابيل دو سوليس، وقد سماها ثريا .. يروى .. انه جمع ذات صباح أفراد حاشيته في ساحة الريحان ليشاهدوا هذه الرومية وهي تستحم . . وإذا انتهت عملية الاستحمام فقد دعا .. كل واحد إلى شرب طاس من الماء الذي خرجت ثريا منه، وهللوا جميعا ، نثرا وشعرا ، للطعم الزكي الذي اكتسبه ذلك السائل . جميعا عدا الوزير ابا القاسم فينيغاس الذي بقى في مكانه بكل وقار من غير أن يتنحى فوق البركة . ولم يفت هذا التصرف السلطان فسأله عن السبب. أجاب ابوالقاسم قائلا: (أخاف يا مولاي إن ذقت المرق أن تعتريني رغبة في الحجل)".


حبكة الرواية

 
رواية ليون الأفريقي. لتحميل الرواية، اضغط على الصورة.

الرواية اشتملت أربع كتب (كتاب غرناطة، كتاب فاس، كتاب القاهرة، كتاب رومه)، في مجملها تمثل تجربة حياة، وسجل لمرحلة تاريخية، وأحداث عظام عاصرها. دونت بأسلوب أدبي راقي، وحوت الكثير من الحكم والعبارات الدليقة، وبحس المؤرخ والسياسي الذي خاض غمار خطوب شتى. صاغ المؤلف رائعته، واجاد المترجم صقلها في قالب عربي دليق.[3]

كتاب غرناطة
 
لوحة تجسد سقوط الأندلس، بتسليم مفاتيح غرناطة للجيش القشتالي

تمتد هذه المرحلة بين سنتي 1488 و 1494، و يسرد فيها الحسن الوزان ظروف نشاته و البيئة العائلية التي نشأ فيها. نظرا لصغر سنه في هذه المرحلة، أغلب السرد يتم نقلا عن روايات أمه سلمى و والده محمد الوزان. يصف كتاب غرناطة الأحداث و الظروف السياسية التي واكبت سقوط غرناطة. تفرد الرواية حيزا مهما في هذا الفصل لوصف الغليان الاجتماعي و السياسي الذي سبق سقوط غرناطة، و الذي تجسد في التقاطبات السياسية التي ذكتها دسائس قصور بني الأحمر، و تباين مفعول سياستهم في مقاومة المد المسيحي، وسط المجتمع الغرناطي آنذاك.
يصف الجزء الأخير ظروف الاستسلام و سقوط غرناطة، و بداية محنة الموريسكيين، و ضمنهم عائلة محمد الوزان، و ظروف هجرتهم من الأندلس نحو المغرب.

كتاب فاس
 
جامع القرويين بفاس

في فاس، ستستقر اسرة محمد الوزان، لتبني حياتها من جديد، وسط مجتمع فاسي ذي جالية أندلسية مهمة. يصف كتاب فاس حياة الحسن الوزان بين سنتي 1494 و 1513. عاش سنوات طفولته وسط ظروف عائلية صعبة بسبب مشاكل أسرية، إلا أن ذلك لم يمنعه من العلم و التحصيل و إمضاء طفولة حافلة رفقة صديقه الحميم هارون المنقب. ستبتلى أسرته بانتقام الزروالي، أحد وجهاء المدينة المقربين من سلطان فاس، و الذي سيفشل مشروع زواجه بمريم، أخت الحسن، بفضل مؤامرة حسنة النية لحسن و صديقه هارون. سيزج بمريم في مستشفى المجذومين بسبب وشاية كاذبة للزروالي. في مرحلة شبابه، سيتأتى للحسن مرافقة خاله في بعثة سفارة إلى بلاد السودان، و هي سفارة سيكملها الحسن بمفرده، إثر وفاة خاله في الطريق إلى تومبوكتو.
سيتزوج هارون بمريم، و سيساعدها على التحرر من مستشفى المجذومين، و سيفران من فاس إلى جبال الريف، حيث لا تصل سلطة ملك فاس. ستتطور حياة الحسن الوزان في فاس، بعد عودته من تومبوكتو، ليصبح أحد أنجح تجار المدينة و أكثرهم حظوة لدى البلاط الملكي، و هو ما سيمكنه من استصدار عفو لهارون و مريم، سيستتبعه عقاب ملكي لزور الزروالي بنفيه خارج المدينة. سيكلف بعد ذلك الحسن ببعثة سفارة إلى صديق طفولته الشريف الأعرج، قائد المقاومة ضد البرتغاليين في سوس و المناوئ لسلطان فاس في نفس الآن.
سيأفل نجمه الاجتماعي في فاس، دفعة واحدة، غداة عودته من السفارة، حيث سيضطر تهور هارون المنقب بقتله الزروالي، انتقاما، السلطان إلى نفي الحسن الوزان، سنتين خارج المملكة، عقابا على الاستهتار بالعفو الملكي.
سيرحل الحسن بأمواله جنوبا، حيث سيخسر كل ثروته في خضم عاصفة ثلجية بجبال الأطلس. سيستمر في رحلته نحو بلاد السودان، حيث سيشهد حريق تومبوكتو العظيم، ثم سيأخده المسير بمحاذاة نهري النيجر و النيل إلى أن يبلغ أرض مصر، حيث سيستقر.

كتاب القاهرة
 
السلطان العثماني سليم الرهيب

يحكي كتاب القاهرة فترة حياة الحسن الوزان بين سنتي 1513 و 1519. بعد استقراره في القاهرة، سيتعاطى الحسن للتجارة و سينجح فيها نجاحا كبيرا، سيمكنه من الارتقاء إلى علية المجتمع القاهري في فترة أفول الحكم المملوكي و بداية صعود الدولة العثمانية. سيتزوج خلال مقامه بالقاهرة أميرة جركسية، و سيتبنى ابنها بايزيد، المتستر عليه في ضواحي القاهرة، و الذي تتيمن أمه بأن يستعيد عرش أجداده. سيقفل راجعا إلى المغرب رفقة نور و بايزيد، حماية للأمير الصغير من أي بطش محتمل. في فاس، سيجد عائلته في ظروف صعبة ، بعد وفاة محمد الوزان، و بسبب العزلة المفروضة على عائلته إثر تداعيات قضية هارون المنقب و أخته مريم. سيرحل عائلته، سرا، نحو الجزائر حيث سيلتحق بهارون المنقب الذي كان قد أصبح قائدا في جيش عروج بربروس. ستستقر عائلة الحسن بتونس، و سيكلفه هارون بسفارة إلى السلطان العثماني بالقسطنطينية. هناك، سيطلع على أنباء مؤامرات تحاك ضد مصر، فيقفل عائدا رفقة نور لإنذار طومان باي الرجل الثاني في الدولة و أكثر قادة مصر شعبية. رغم ذلك، ستسقط دولة المماليك و سيضطر الحسن و نور لمغادرة مصر نحو الحجاز. بعد أداء فريضة الحج، سيغادر الحسن عبر غزة، في مركب التاجر السوسي عباد، عائدا نحو عائلته في تونس. بعد نزولهم في جربة، سيتعرض الحسن و عباد للاختطاف من طرف بحارة صقليين.

كتاب روما
 
رسم محتمل لليون الإفريقي، بريشة سيباستيانو ديل بيومبو في سنة 1520

يروي كتاب روما الفترة الممتدة من 1519 و 1527. انتهى المطاف بالحسن في روما، حيث وجد فيه البابا ليون العاشر، الذي كان نصيرا للثقافة و الفن، ضالته التي كان يبحث عنها منذ زمن، و هي "اصطياد" مثقف عربي مسلم متفقه في ثقافات و علوم و سياسة العالم العربي الإسلامي، و هو ما لم يفت انتباه المختطفين الصقليين أثناء تلصصهم على محادثة الحسن و عباد في جربة. سيعيش الحسن الوزان (أو ليون الإفريقي كما عمد في روما) حياة جديدة من التحصيل، مؤطرا من سبعة معلمين متعلما لغات جديدة الإيطالية و التركية و العبرية، لكي يتمكن الفاتيكان من الاستفادة من علمه و رحلاته، حيث سيدأب على تدوين مشاهداته الجغرافية و السياسية في كتاب "وصف أفريقية".
سيكلف الحسن بمهمات سياسية في عهد ليون العاشر كسفاراته إلى ملك فرنسا و السلطان العثماني سليمان القانوني. بعد وفاة ليون العاشر، سيتربع على كرسي البابوية أدريان، الشديد المحافظة، و الذي عرفت روما في عهده انتكاسة فنية و ثقافية، ستؤدي تداعياتها إلى سجن ليون الإفريقي سنتين. سيسترجع ليون حريته بعد تنصيب بابا جديد، من رجالات ليون العاشر، لن يلبث أن يعيد له مكانته السياسية و الثقافية. تم تكليفه بسفارة لدى ملك فرنسا، و خلالها سيلتقي ليون بصديق طفولته هارون المنقب الذي تطورت به الأمور ليصبح مستشارا للسلطان العثماني سليمان القانوني.
يصف الجزء الأخير من كتاب روماالظروف السياسية المتقلبة، و التطاحنات و المؤامرات السياسية التي عرفتها الممالك الأوروبية في فجر عصر النهضة، و التي انتهت بهجوم المرتزقة الألمان، الوحشي، على روما، مفردا مكانة مهمة لمقاومة العصابات السوداء، بقيادة يوحنا. إثر هذه النهاية، سيضطر ليون للرحيل لآخر مرة، رفقة زوجته مادالينا و ابنه يوسف، عائدا لتونس، بمساعدة المرتزق الألماني اللوثري هانز، تلميذه السابق في الفاتيكان، وعباد السوسي، الذي قادته الأقدار ليصبح تاجرا ناجحا في نابولي. قبل مغادرته إيطاليا، سيتم ليون آخر فقرات كتابه "وصف أفريقية".[4]

مقتطفات من الرواية

الرواية تحمل الكثير من الحوارات التي تنم عن ذكاء وفطنة الرجل، وسعة اطلاعه، نذكر على سبيل المثال، عندما استدعي من قبل زعيم الكنيسة برومه (كليمان). وسأله وهو ينوي فتح صفحة جديدة مع العثمانيين، وقد وقع عليه الاختيار ليكون ضمن الوفد المفاوض: (ألم يكن الدين أفضل السبل لرجل من رجال المعرفة وسعة الاطلاع مثلك ؟).

يقول الوزان: وراوغت في الجواب: الحديث عن الدين في حضرة قداسته كالحديث عن خطيبة بحضور الوالد .. وابتسم كليمان، من غير أن يفلتني مع ذلك: (وماذا كنت تقول عن الخطيبة لو لم يكن الوالد هنا؟). واخترت عدم المخاتلة: لو لم يكن زعيم الكنيسة يصغي إليّ لقلت إن الدين يعلم الناس التواضع، غير انه هو لا يملك أي تواضع. ولقلت إن جميع الأديان قد أنتجت قديسين وقتلة بالمستوى نفسه من حسن الإدراك. وان في هذه الحياة سنوات كليمانتية (رحيمة)، وسنوات ادريانية – نسبة للبابا السابق عليه – ( قاسية ) لا يسمح الدين بالاختيار بينهما.

- أتسمح الديانة باختيار الأفضل؟

- والحقيقة في كل هذا؟ - هذا سؤال لا اطرحه على نفسي أبدا: لقد سبق لي أن اخترت بين الحقيقة والحياة.

- لابد من إيمان حقيقي. - ليس ما يوحد بين المؤمنين هو الإيمان المشترك، بقدر ما هي الأعمال التي يشتركون في القيام بها.

وفي حواره مع مبعوث السلطان العثماني هارون باشا، وقد فوجئ باللقاء به مبعوثا ومفاوضا لملك فرنسا. وكان يترصد والوفد مقابلته. صديقه القديم وزوج أخته.

- لقد أرسلني (قداسته) إلى هنا للقائك. فهو راغب في إقامة صلة بين رومه والقسطنطينية.

- بين رومه والقسطنطينية، قلت ؟ وما الغاية من ذلك؟

- من اجل السلام. أليس رائعا أن يتمكن المسيحيون والمسلمون حول البحر المتوسط بأسره من العيش والمتاجرة معا بلا حروب ولا قرصنة، أن استطيع أنا الذهاب من الإسكندرية إلى تونس مع أسرتي من غير أن يخطفني احد الصقليين.

- وجه إليّ نظرة خالية من الكياسة وقال: أصغ إليّ يا حسن إذا كنت تريد أن تتذكر صداقتنا وسنواتنا في المدرسة وعائلتنا وزواج ابني من بنتك قريبا فلنتحدث بدعة حول مائدة حافلة، ولسوف والله أتذوق هذه اللحظة كما لم أتذوق غيرها من قبل. وإما إذا كنت مبعوثا للبابا وأنا مبعوث السلطان فلنناقش عندئذ بشكل آخر!. وحاولت الدفاع عن نفسي بقولي: ما الذي تأخذه عليّ ؟ إني لم أتكلم إلا عن الإسلام. أليس طبيعيا أن تكف أديان الكتاب عن التذابح؟

وقاطعني قائلا : اعلم إن الذي يفرق بين القسطنطينية ورومه، وبين القسطنطينية وباريس ، هو الدين، وان الذي يقرب هو المصلحة ، نبيلة كانت أو خسيسة. لا تحدثني عن السلام ولا عن الكتاب لان الموضوع ليس هذا، وليس هذا ما يفكر فيه أسيادنا.

خاتمة الرواية مناصحة وملخصا لتلك السيرة الذاتية والتجربة، قائلا بلسان الوزان : رسمت آخر كلمة على آخر صفحة وكنا قد أصبحنا عند الساحل الإفريقي . مآذن قمارت البيضاء ، وطلال قرطاجة الشامخة ، إن النسيان يتربص بي في ظلالها ، وباتجاهها يتحول مجرى حياتي بعد تعرضي لعدد من حوادث الغرق . خراب رومه بعد نكبة القاهرة ، وحريق تومبكتو بعد سقوط غرناطة : أتكون المصيبة هي التي تناديني ، أم أنني أنا من يستدعي المصيبة ؟

مرة جديدة يا بني يحملني هذا البحر الشاهد على جميع أحوال التيه التي قاسيت منها ، وهو الذي يحملك اليوم إلى منفاك الأول . لقد كنت في رومه " ابن الإفريقي " ، وسوف تكون في افريقية " ابن الرومي " . وأينما كنت فسيرغب بعضهم في التنقيب في جلدك وصلواتك . فاحذر أن تدغدغ غريزتهم يا بني ، وحاذر أن ترضخ لوطأة الجمهور ، فمسلما كنت أو يهوديا أو نصرانيا عليهم أن يرتضوك كما أنت ، أو أن يفقدوك . وعندما يلوح لك ضيق عقول الناس فقل لنفسك ارض الله واسعة ، ورحبة هي يداه وقلبه . ولا تتردد قط في الابتعاد إلى ما وراء جميع البحار ، إلى ما وراء جميع التخوم والأوطان والمعتقدات.

أما أنا فقد بلغت نهاية رحلتي . فلقد أثقل خطوي ونفسي أربعون عاما من المغامرات. ولم يعد لي من رغبة غير العيش أياما طويلة وادعة وسط أهلي وعشيرتي . وإلا أن أكون من بين جميع من أحب أول الراحلين. إلى المثوى الآخر الذي لا يحس فيه احد قط بالغربة أمام وجه الخالق.


شخصيات الرواية

في ما يلي جرد لأهم شخصيات الرواية، يميز بين الشخصيات المرتبطة بالمحيط المباشر للحسن الوزان و الشخصيات السياسية للدول التي جابتها رحلة البطل:

المحيط المباشر للحسن الوزان
  • سلمى: أم الحسن.
  • محمد الوزان: أبو الحسن.
  • وردة أو إسميرالدا: زوجة محمد الوزان المسيحية القشتالية.
  • مريم: أخت الحسن من أمها وردة.
  • سارة المبرقشة: عرافة يهودية غرناطية، و صديقة سلمى أم الحسن. ستهاجر إلى المغرب بعد السقوط.
  • الشيخ "أستغفر الله": أبرز فقهاء غرناطة. سيهاجر إلى فاس بعد السقوط.
  • هارون المنقب: حمال فاسي، صديق طفولة الحسن. سيتزوج مريم و سيصير قائدا في جيش عروج ذو اللحية الحمراء في الجزائر، و بعد ذلك ضمن الجيش العثماني، في عهد السلطان سليمان القانوني.
  • الزروالي: أحد وجهاء فاس و الدولة الوطاسية الفاسدين.
  • هبة: جارية الحسن، من الأطلس الكبير.
  • فاطمة: بنت خال الحسن. سيتزوجها الحسن في فاس.
  • نور: أميرة جركسية مصرية، سيتزوجها الحسن خلال مقامه في مصر.
  • بايزيد: ابن نور، الذي سيتبناه الحسن.
  • عباد السوسي: صديق الحسن. اختطف معه في جربة نحو إيطاليا، حيث أصبح تاجرا ناجحا في نابولي.
  • فرانتشيسكو غويتشارديني: حاكم مودينا و سفير في خدمة البابوية.
  • هانز: تلميذ الحسن الألماني اللوثري في روما.
  • مادالينا: إيطالية سيتزوجها الحسن خلال مقامه بإيطاليا.
  • جوسب (يوسف): ابن الحسن من مادالينا.
شخصيات سياسية تاريخية

قراءات نقدية

يستخدم أمين معلوف في روايته مستويين[5] من السرد :

  • سرد شمولي لتسلسل الاحداث التاريخية، بلغة أقرب لأدب الرحلة (عين الطائر بلغة السينما)، يفرد فيه حيزا مهما لوصف الظرفية السياسية و التاريخية التي أحاطت بحياة الحسن الوزان.
  • عدسة مقربة تسهب في نقل تفاصيل الأحداث و السمات النفسية للحسن الوزان و باقي شخصيات الرواية، تنتقل كما لاحظ عبد الفتاح الحجمري[6]، من نص التاريخ إلى نص الذات.

يشكل كتاب "وصف إفريقية" لليون الإفريقي الهيكل الأساسي للرواية من حيث النصوص و المشاهد و الشخصيات، و تكمن لمسة أمين معلوف في إلباس الحكاية متنا بلغة مناجاة بضمير متكلم هو الحسن الوزان، يتماهى بانسيابية مع الأبعاد الحدثية و السردية للرواية.[7]
أجمعت أغلبية الدراسات النقدية للرواية على ثقل سؤال الهوية كفكرة ثابتة على امتداد حياة البطل، الحسن الوزان، على غرار باقي الأعمال الأدبية لأمين معلوف، التي غالبا كا يكون أبطالها أناسا عالميين، بهويات متعددة، يمجدون التسامح و يقفون على مسافة حياد إيجابي من حقبهم التاريخية، المتسمة بعنف التقاطبات الدينية و القومية و المذهبية[8].
فمعلوف كاتب لبناني متعدد الهويات و الألسنة، اضطرته ظروف الحرب الأهلية اللبنانية إلى الاغتراب بفرنسا، و هو ما يطابق شخصيته مع ليون الإفريقي في بعدي الهوية المتعددة و اغتراب المثقف بسبب اللاتسامح، و هو ما يفسره، حسب رضوى عاشور[9]، تصدير الرواية بعبارة الشاعر الإيرلندي ويليام بتلر ييتس : "ولا ترتب مع ذلك أن ليون الرحالة كان أيضا أنا".
بمقابل الدراسات النقدية المشيدة بالبعد الإنسي للرواية، لم يكن لها استقبال إيجابي بين مجموعة من النقاد العرب، حيث اعتبرها حسين سرمك حسن، مثلا، رواية ذات حمولة إيديولوجية غير متوازنة، و يبسط مثالا لذلك، حيث يرى سرمك أن سقوط الأندلس صور في الرواية "كرحلة سياحية" للمسلمين نحو الضفة الجنوبية، مقابل الأهمية التي أولتها لاضطهاد اليهود. ويلاحظ سرمك أيضا أن معاناة المسلمين المطرودين، في رواية معلوف، "لا تبدأ في غرناطة بل في فاس". و هي مواقف، في نظر سرمك، تشكل "جواز سفر فكري"، لا مناص عنه لكي تقبل الرواية في المشهد الأدبي الأوروبي الذي أصدرت فيه[10].
تخفف الناقدة العراقية ميسلون هادي من حدة هذا التيار النقدي بملاحظة مفادها أن الرواية، هي، أساسا، نتاج لمخطوطة "وصف إفريقيا" الأصلية، التي دون فيها ليون الإفريقي ملاحظاته عن البلدان التي حل فيها. و ترى هادي أن معالجة معلوف كانت حيادية حيال المكونات العقائدية و الهوياتية[11].


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ ليون الأفريقي، نيل وفرات
  2. ^ Léon l’Africain, Cadre spatio-temporel
  3. ^ "رواية ( ليون الافريقي )". مدونة ليبي يتحدث. 2012-06-21. Retrieved 2012-11-04.
  4. ^ ملخص حبكة الرواية، حسب الترجمة العربية لعفيف دمشقية، إصدار دار الفارابي، بيروت، لبنان
  5. ^ قراءة انطباعية لرواية أمين معلوف "ليون الافريقي"، مقال لمهند النابلسي من موقع الشروق الباريسي
  6. ^ هل لدينا رواية تاريخية؟ مقال لعبد الفتاح الحجمري من موقع عابد الجابري
  7. ^ جدل الأنا والآخر في رواية «ليون الإفريقي»، مقالة نقدية للرواية بقلم الباحث المغربي الحسين الإدريسي
  8. ^ الانتماءات المتعددة عند أمين معلوف، بقلم إيڤلين آرغو، معهد الإينالكو. (المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية)، باريس.
  9. ^ لكلٍ غرناطتُه، مقال لرضوى عاشور من موقعها الشخصي
  10. ^ حسين سرمك حسن : أمين معلوف ومصيدة “المواطن العالمي”: من ليون الأفريقي إلى الهويات القاتلة. من موقع الناقد العراقي
  11. ^ ميسلون هادي: قراءة في رواية ( ليون الأفريقي )لأمين معلوف. من موقع الناقد العراقي

قراءات إضافية