الحب عن بعد

الحب عن بعد (L’amour de loin)، هي أول اوپرا للملحن الفنلندي كايجا سارياهو وتتكون من خمس فصول، كتب الليبرتو بالفرنسية أمين معلوف. عرضت الاوپرا لأول مرة في 15 أغسطس 2000 في مهرجان سالزبورگ وعرضت في الولايات المتحدة لأول مرة في 31 يوليو 2002 في اوپرا سانتا فه.

مشهد من أوبرا الحب عن بعد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأدوار

الدور نوع الصوت العرض الأول بالعالم
مهرجان سالزبورگ،
سالزبورگ،
15 أغسطس 2000
المايسترو:
كنت ناگنو
العرض الأول بالولايات المتحدة
اوپرا سانتا فه،
سانتا فه، نيومكسيكو
27 يوليو 2002
المايسترو: روبرت سپانو
العرض الأول بكندا
دار الاوپرا الكندية،
تورنتو، أوناريو، كندا
2 فبراير 2012
المايسترو: يوهانس دبوس
Jaufré Rudel, Prince of Blaye, and troubadour obsessed with idealized love Baritone Dwayne Croft Gerald Finley Russell Braun
The Pilgrim, the go-between who carries messages back and forth Mezzo soprano Dagmar Pecková Monica Groop Krisztina Szabó
Clémence, the Countess of Tripoli Soprano Dawn Upshaw Dawn Upshaw Erin Wall
الكورس
مدير المسرح Peter Sellars Peter Sellars Daniele Finzi Pasca
Scenic Designer George Tsypin George Tsypin Jean Rabasse
Costume Designer Martin Pakledinaz Martin Pakledinaz Kevin Pollard
مصمم الاضاءة James F. Ingalls James F. Ingalls
Artistic Realization, Electronic Music Designer Gilbert Nouno Gilbert Nouno


الملخص

 
النص العربي للاوپرا. للتحميل، اضغط على الصورة.

المكان: في آكتين، طرابلس، في البحر:

الزمان: القرن 12

تدور قصة الاوپرا حول مناخات الحب عن بعد، اسطورية درامية في القرن الثاني عشر، بين قلبين أحدهما في مقاطعة اكيتين الفرنسية، والآخر في مدينة طربلس، والتي يستوحيها من قصص العشق الشرقية التاريخية "جميل وبثينة، قيس وليلى" والغربية "روميو وجولييت"، وبهذا المسار يسحق البعد الزماني والمكاني بين هذين العالمين ويبوح لنا بأن الشرق والغرب لا يستطيعان الفكاك من بعضهما، لا ينفصلان وسيبقى الزمن جسرا بينهما.[1]

وكعادته يضمن الحب مع التاريخ، يعالجه من زوايا لا يقبلها العقل أحيانا بحكم انعدام منطقيتها، لكنه ينصاع إلى قبولها بسبب تألق الملامح الانسانية الحسية الغنية بالآفاق المرهفة والنابضة بالحياة والشروق في لوحاتها المتعددة الصور، والتي تخترق القلوب بالحب الذي يتمثله بين العاشقين، هذا الاحساس الذي لا يقوى الانسان على التحكم فيه حتى عن بعد، فالبطل "جوفري" أمير بلاد بلاي، سئم حياة الترف وبات يتوق إلى حب مختلف وخلانه القدامى يلومونه على تغيير سلوكه ويهزأون منه ويؤكدون له أن المرأة التي يحلم بها لا وجود لها. وجوفري القابع في مخيلة معلوف يتغنى بالسعادة، وما كان سعيدا قط ويناجي المرأة التي يرغب باحتضانها وهي بعيدة نائية ولن تطوقها ذراعاه ما حيا، وهكذا يتواصل خياله لمداه فيمن عشق وحب فيقول عنها:

إنها جميلة، متواضعة فاضلة، رقيقة،

شجاعة، خجولة، جلودة، ضعيفة،

أميرة بقلب فلاحة، وفلاحة بقلب أميرة،

وبصوتها الشجي ستنشد أغنياتي...

لا نكتفي بقراءة أبيات المغناة كما تعودنا، فنحن بحاجة الى النظر في الأبعاد الابداعية، فالحضور قوي للمتع الحسية بين بواطن الكلمات الطوباوية الحالمة المجردة والتي لا يجمعها غير الفواصل والمرأة الحبيبة المنشودة، التي تشعل التوهج، والخيال الجامح المنزلق... فهل يتحقق الحلم أم يبقى سرابا؟

يظهر سائح من وراء البحر من رحلة الشرق ويؤكد لجوفري أن تلك المرأة التي يحلم بها موجودة وهي كونتيسة طرابلس التي التقاها قرب القلعة في طريقها إلى الكنيسة، فتخيم على جوفري الوحدة والكآبة ويتابع مناجاته للحبيبة التي يتخيلها ولم يرها بعد:

ماذا فعلت بي أيها الحاج؟

جعلتني راغبا بتذوق ذلك الينبوع البعيد

ولن يتسنى لي ما حييت

أن أروي ظمأي من مائه

بيد أن الكونتيسة "كليمانس" تحاور الحاج حينما رسا مركبه القادم من بلاد بلاي ومرسيليا:

هل تستحق بلادك

أن تهجرها؟

هل جوعتك؟

هل أهانتك؟

هل طردتك؟

ويبدو أنها حال اسقاط لم يستطع معلوف غير الوقوع في اسرها بسبب الغربة التي عانى منها إثر الحرب الأهلية اللبنانية العام ،5791 والتي هجرته كما هجرت الكثيرين من أوطانهم هربا من نيران الحرب، أو الظلم والاستبداد، أو بحثا عن فرص الرزق التي تبخل بها الأوطان، إذن هو شقاء الشرق الذي يهجر أناسه عن الوطن. فيرد الحاج:

لا شيء من كل ذلك أيتها الكونتيسة

فقد فارقت فيها أعز الناس

وكان علي أن أرحل فيما وراء البحار

وأرى بأم العين

ما يحتضنه الشرق من غرائب

القسطنطينية، بابل ، وأنطاكية

بحار الرمل

أنهار الجمر

الشجر الذي يذرف دموعا من بخور

الأسود في جبال الأناضول

وقصور الجبابرة

من أجل سحر الشرق يهاجر الينا القادمون والمستشرقون والمستعمرون والصليبيون والغزاة... لكن كليمانس تتوق كعادة النساء الشرقيات إلى الرحيل من الشرق، الانعتاق من القيود والسلاسل، وتناجي هي الاخرى عالمها:

كل مركب يرسو يذكرني بمنفاي

كل مركب يبتعد يشعرني بأني هجرت

وتستمر أحلامها لما وراء البحار، وهي تستمع الى الحاج يسرد لها حكاية الحبيب المتخيل الأمير والشاعر الجوال في الغرب، الذي يتغنى بها ويدعوها "حبيبته البعيدة"، ويقول عنها في اغانيه:

إنها النجمة النائية، وإنه متيم بها بدون رجاء

للوهلة الأولى تشعر بالاهانة، ثم ما تلبث أن تتراجع لتتساءل ان كانت جديرة بهذا العشق.

لكنها تبقى حائرة بسؤالها القلق: لو كان يعرفني ذلك الشاعر الجوال، هل كان ليتغنى بي بذلك الوجد؟ انها أزمة الانسان كيف يرى نفسه وكيف يراه الآخرون؟ هل يجلد الذات... أم يصورها ملاكا؟

تميزت أداة الكلمة والسردية عند معلوف بالبساطة والانسيابية، فحواسنا تتمدد وتتلمس صفاء ما يعتقد البعض فيه "الحب العذري" الصادق الذي يجسد حال من حالات العشق والوله وربما الجنون، إنه يعلمنا أن المشاعر والأحاسيس لا تقهر، حتى لو بإرادة أصحابها، فهي تبقى خارج نطاق الاختيار، تبث الحياة في الوجدان. فالبطلة تشعر بجوع وظمأ للحب البعيد، هي في حال توق، ومعاناة صاخبة مدوية تخترق نبضات جسدها، ثمة رغبة محمومة من التحدي، تتمثل في مشهد النساء الطرابلسيات وهن ينشدن أمام كليمانس:

أفلا تتألمين أيتها الكونتيسة؟

الا تتألمين لبعدك عن الحبيب؟

لا تلمحين في نظرته إن كان مازال راغبا بك؟

أفلا تتألمين لأنك حتى لا تعلمين

ماذا تشبه نظرته؟

أفلا تتألمين لأنك لا تغمضين عينيك

فتشعرين بذراعيه يطوقانك ويجذبانك إلى صدره؟

افلا تتألمين لأنك لا تشعري بأنفاسه على بشرتك.

وتتشكل نهاية الدراما عندما يتكسر التوق عند لحظة الفقد المليئة بالوجع، ولا يمكن لمعلوف وقتها الا الكتابة بقلم الحب والتاريخ والخيال المتمرد، فيدعي على لسان جوفري أنه راحل لمحاربة الكفرة في "الحملة الصليبية"، وفي حقيقة الامر هو قادم لملاقاة الحبيبة كليمانس، فيلاقي الموت وهو في الطريق اليها، ويتهالك جسده ويضعف عندما تعانقه، لكنه لا يغفو، ينتابها الغضب والتمرد بدلا من الحزن، وتركع وتصلي بصمت ثم ترتفع صلواتها نحو الجثة الهامدة... ويكتب عنها معلوف: أكانت تصلي للرب الذي تمردت عليه أم للحبيب... إنها تتفوه غاضبة:

إن كنت العشق

فلن أعبد سواك، يا إلهي

إن كنت الرحمة

فلن أعبد سواك،

إن كنت المغفرة

فلن أعبد سواك، يا الهي

إن كنت الشغف

فلن أعبد سواك،

تتعالى صلاتي اليك

أنت الذي أصبحت بعيدا عني نائيا

إليك أنت البعيد... البعيد

اغفر لي أني شككت بحبك

اغفر لي أني شككت بك!

أنت الذي ضحيت بحياتك من أجلي

اغفر لي أني شككت بحبك لي،

اغفر لي بعدي عنك

وقد أصبحت الآن بعيدا

هل تسمع صلاتي؟

أصبحت الانسان بعيدا

أصبحت الآن حبي البعيد

إلهي، إلهي أنت الحب،

أنت حبي البعيد

نقد فني

تسجيلات

  • DVD: L'Amour de Loin with Dawn Upshaw, Gerald Finley, and Monica Groop. Finnish National Opera, Helsinki production in 2004 conducted by Esa-Pekka Salonen. Directed by Peter Sellars. Released 2005.
  • The 2008 recording with the Deutsches Symphonie-Orchester Berlin and Rundfunkchor Berlin conducted by Kent Nagano, produced by Martin Sauer and featuring Daniel Belcher, Ekaterina Lekhina and Marie-Ange Todorovitch, released by harmonia mundi in 2009, was awarded a Grammy in 2011.[2]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "الحب عن بعد لأمين معلوف مغناة أسطورية بين الشرق والغرب". جريدة الوسط البحرينية. 2003-03-31. Retrieved 2012-11-05.
  2. ^ [1]

وصلات خارجية