عمليات شمال أفريقيا أثناء الحرب العالمية الأولى

سلسلة النزاعات التي وقعت في شمال أفريقيا أثناء الحرب العالمية الأولى (1914–1918). كانت المعارضة بصفة رئيسية بين التمردات السنوسية، المتمردون المغاربة المنحازون للدولة العثمانية ضد البريطانيين والإيطاليين.

القوات الإنگليزية الهندية التابعة لرماة حيدر أباد في مصر، 1916.

كانت نية الدولة العثمانية فتح جبهة جديدة، لسحب القوات البريطانية من حملة سيناء وفلسطين وبالتالي تقلل من حدة المعارضة التي تواجهها من الألمان في جبهات أخرى. أراد الإيطاليون الحفاظ على المكاسب التي أحرزوها عن طريق معاهدة لوزان.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

كانت المنطقة قد ضمتها إيطاليا عام 1911 بعد الحرب الإيطالية التركية وفرنسا عام 1912 ولم تكن الادارة موحدة من قبل الايطاليين عندما بدأت الحرب في أوروپا. بعد خسارة ولاية طرابلس غرب لصالح إيطاليا في حرب 1911-1912 إستمر السنوسيون في مقاومتهم للإيطاليين. كان القتال بواسطة مليشيا السنوسي تحت قيادة أحمد الشريف السنوسي، الذي كان أتباعه في فزان (جنوب غرب ليبيا) وجنوب غرب طرابلس الغرب يمنعون الإيطاليين من توحيد سيطرهم على المناطق. لم تتوقف الحكومة العثمانية عن تقديم المساعدة لرجال القبائل المحليين في المنطقة.[1]


العمليات

السودان، 1 مارس - 31 ديسمبر 1916

 
الصحراء الغربية، 1914–1918

في 1 مارس 1916 بدأت الأعمال العدائية بين الحكومة السودانية وسلطان دارفور.[2] التجريدة الإنگليزية المصرية 1916 كانت عملية عسكرية قامت بها قوات الامبراطورية البريطانية وسلطنة مصر، لإحباط الغزو المتصور للسودان ومصر بقيادة القائد الدارفوري السلطان علي دينار، والذي كان يعتقد أنه متزامن مع تقدم السونسيين إلى مصر من الغرب.[3] القائد البريطاني للجيش المصري سردار، رجينالد ونگت نظم قوات قوامها حوالي 2.000 رجل عند رهد، على أول خط السكك الحديدية الممتد بطول 320 كم شرق جبهة دارفور، تحت قيادة المقدم فليپ جيمس ڤندلور كـِلي. في 16 مارس، عبر كـِلي الجبهة على متن شاحنات من القاعدة الأمامية في ناهود على بعد 140 كم من الحدود، بدعم من أربع طائرات. في مايو كانت الكثير من القوات على مقربة من الفاشر، عاصمة دارفور. في قضية برينگيا في 22 مايو، جان جيش الفراد قد هُزم وإستولت القوات الإنگليزية المصرية على العاصمة في اليوم التالي. دينار و2.000 من أتباعه كانوا قد غادروا قبل وصولهم وتوجهوا جنوباً، حيث تم قصفهم جواً.[4]

القوات الفرنسية في تشاد التتي عادة من حملة كامرون، منعت إنسحاب الدارفوريين غرباً. دينار إنسحب إلى جبال مرة على بعد 80 كم جنوب الفاشر وقام بإرسال مبعوثين لمناقشة الشروط لكن البريطانيين إعتقدوا أنه يرواغ وأنهوا المحادثات في 1 أغسطس. الانشقاقات الداخلية خفضت قوات دينار إلى حوالي 1.000 رجل ودفعت القواعد الأمامية الإنگليزية المصرية إلى الخروج من الفاشر إلى الغرب والجنوب الغربي بعد أمطار أغسطس. وقعت مناوشات في ديبيس في 13 أكتوبر وفتح دينار مفاوضات لكن نواياه كانت محل شك مرة أخرى. فر دينار للجنوب الغربي إلى گيوبا وأٌرسلت قوة صغيرة لتعقبه. في فجر 6 نوفمبر هجمت القوات الإنگليزية المصرية في قضية گيوبا وتشتت أتباع دينار. عُثر على جثة السلطان على بعد 1.6 كم من المعسكر.[5] بعد التجريدة، تم دمج دارفور للسودان.[6]

الجبهة الغربية، 19 نوفمبر 1915 - فبراير 1917

عام 1915، حاول العثمانيون الإستيلاء على قناة السويس في مصر وإرجاع الخديوي الذي عُزل مؤخراً عباس الثاني، لكنهم تم دحرهم من قبل البريطانيين. في 24 مايو 1915، أعلنت إيطاليا الحرب على القوى المركزية، وأصبحت الحرب الإيطالية السنوسية جزءاً من الحرب العالمية. أشعل العملاء الألمان والعثمانيين التمردات ضد الحلفاء في ليبيا والمغرب، موفرين أسلحة خفيفة عن طريق زوارق-يو أبحرت من شواطئ الدولة العثمانية والنمسا-المجر أو عن طريق البلدان المحايدة مثل إسپانيا. كان الفصيل السنوسي ناجحاً بشكل خاص في الصحراء الكبرى، حيث طرد الإيطاليين من فزان وقود القوات البريطانية والفرنسية على الجبهة في مصر والجزائر.[7]

أرسلت قوات مشاة بأسلحة آلية بقيادة الكاپتن نوري باي (كيليگيل) (فيما بعد نوري پاشا) إلى شمال أفريقيا عن طريق سفينة يونانية غير شرعية برفقة الميجور جعفر العسكري باي و10.000 قطعة ذهبية. كانت مهمته أرشفة عملية قوات التشكيلات المخصوصة بالتعاون مع القوات المحلية ضد القوات الإيطالية والبريطانية. وصلوا الشاطئ بين طبرق والسلوم في 21 فبراير 1915. وبعدها توجهوا إلى أحمد الشريف السنوسي في السلوم.[8]

أرسلت التشكيلات المخصوصة كتيبة مشاة (ثلاث فصائل مشاة، وفريق بسلح بأسلحة ثقيلة وفريق مهندسين) إلى ليبيا. وصلت الكتيبة إلى بودروم عن طريق ميلاس وگوسك، فتحيه، گوسك في 16 أكتوبر 1915، وغادروا إلى طرابلس الغرب بسفينتين شراعيتين بفرقة زورقين-يو ألمانيين. في 17 أكتوبر 1915، وصلت الكتيبة درنه، ونزلت غرب السلوم وتم نقلها إلى مقرات السنوسيين.[9]

عام 1916، أثناء الانتفاضة السنوسية، الضباط العثمانيون تحت قيادة أحمد الشريف السنوسي قادو السنونسيين للتغلغل في مصر، والتي كانت تحت حراسة البريطانيين. تم إجلاء القوات البريطانية من السلوم وسيدي براني، وتراجعوا إلى مطروح. تعقب السنوسيين البريطانيين وقاموا بالهجوم على مطروح. شتت البريطانيون قوات المعارضة وتخلى أحمد الشريف عن الزعامة السياسية والعسكرية للسنونسيين. كان قد فقد نفوذه إلى حد كبير، ليس فقد بسبب خسارته في الميدان لكن أيضاً بسبب اختلافات الرأي التي ظهرت بين الشيوخ السنونسيين.[10]

عام 1917، في محاولة لتنظيم الجهود التي شتتها البريطايين، أسس رئيس الأركان العثماني "قيادة مجموعات أفريقيا" (Afrika Grupları Komutanlığı)، والتي كان الهدف الرئيسي لها المناطق الساحلية الليبية. أول قائد لهذه المجموعة كان المقدم نوري كيليگيل ورئيس الأركان كان الفريق عبد الرحمن نافذ باي (گورمان)]]. القوات الإيطالية، والتي كانت قد علقت في زوارة، الخمس ‎، وطرابلس، حاولت كسر الحصار مرتين في يناير وأبريل 1917 وأمنت الساحل فيما بين زوارة والخمس، بإستخدام الغاز والطائرات.، مما تسبب في خسائر "مروعة للغاية" في صفوف المدنيين. الحصار وضعف المحصول عام 1917 تسب في مجاعة ودفع الإيطاليين إلى إرتكاب الفظائع والمذابح. في سبتمبر، وقع هجوم كبير من قبل مجموعات أفريقيا تزامن مع هزيمة الإيطاليين في كاپرتو وتراجع الإيطاليون إلى طرابلس وزوارة.[11]

في نهاية عام 1917 نوري پاشا خلفه إسحاق پاشا. عبد الرحمن نافذ باي أعيد تعيينه رئيساً للأركان. عثمان فؤاد ترك إسطنبول في 2 أبريل 1918 إلى ڤيينا ثم في 5 مايو 1918 غادر إلى پولا ومعه 559.490 فرنك و60 ضابط على متن قوارب-يو ألمانية ووصل إلى مصراتة في 17 مايو 1918 لإعادة تنظيم إمدادات الأسلحة والعتاد وتشكيل قوة عسكرية متجانسة.[12]

النتائج

ثورات الأمازيغ في المغرب وليبيا ضد التعديات الأوروپية استمرت حتى تم قمعها في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات.

الهوامش

  1. ^ Macmunn & Falls 1928, pp. 409–411.
  2. ^ Skinner & Stacke 1922, p. 211.
  3. ^ Strachan 2001, pp. 749, 747.
  4. ^ Macmunn & Falls 1928, p. 151.
  5. ^ Strachan 2001, p. 749.
  6. ^ Macmunn & Falls 1928, p. 153.
  7. ^ Macmunn & Falls 1928, pp. 65–66.
  8. ^ Macmunn & Falls 1928, pp. 104–106.
  9. ^ Macmunn & Falls 1928, p. 113.
  10. ^ Macmunn & Falls 1928, pp. 107–134.
  11. ^ Strachan 2001, pp. 751–752.
  12. ^ Strachan 2001, p. 752.

المصادر

  • Macmunn, G.; Falls, C. (1928). Military Operations: Egypt and Palestine. History of the Great War Based on Official Documents by Direction of the Historical Section of the Committee of Imperial Defence. Vol. I From the Outbreak of War with Germany to June 1917 (Battery Press 1996 ed.). London: HMSO. ISBN 0-89839-241-1.{{cite book}}: CS1 maint: ref duplicates default (link)
  • Skinner, H. T.; Fitz M. Stacke, H. (1922). Principal Events 1914–1918 (PDF). History of the Great War Based on Official Documents by Direction of the Historical Section of the Committee of Imperial Defence. London: HMSO. OCLC 17673086. Retrieved 7 February 2014.
  • Strachan, H. (2001). The First World War: To Arms. Vol. I. New York: Oxford University Press. ISBN 0-19-926191-1.{{cite book}}: CS1 maint: ref duplicates default (link)

قراءات إضافية

  • The Official Names of the Battles and Other Engagements Fought by the Military Forces of the British Empire during the Great War, 1914–1919, and the Third Afghan War, 1919: Report of the Battles Nomenclature Committee as Approved by The Army Council Presented to Parliament by Command of His Majesty. London: HMSO. 1922. OCLC 29078007.
  • Pehlivanlı, Hamit (2000). "Teşkilat-ı Mahsusa Kuzey Afrika'da 1914–1918 (لغة تركية)". Atatürk Araştırma Merkezi Dergisi. Temmuz. XVI (47).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية