سليمان التاجر

سليمان التاجر، كان تاجر ورحالة وكاتب مسلم من القرن التاسع. أصله من سيراف. قام برحلة إلى الهند والصين. تعتبر هذه الرحلة من بواكير السياحات العربية الى الصين، ويرجع زمنها كما دونه المؤرخون والكتاب إلى سنة 850.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رحلة التاجر سليمان

تتميز رحلة التاجر سليمان، وتذييل أبي زيد السيرافي لها، بما فيهما معا من وصف صادق للطرق التجارية، وذكر بعض العادات، والنظم الاجتماعية والاقتصادية مع بيان أهم منتجات الهند وسرنديب وجاوة والصين وعلاقة المسلمين بالصين في القرنين الثالث والرابع. وبطبيعة الحال لعبت الخرافات والأساطير دورها في تلك الرسالة القيمة وخصوصا في وصف ظواهر الجو الخارقة مثل نافورة الماء وفي وصف حيوانات البحر مثل الحوت أو العنبر.

وتعتبر رحلة التاجر سليمان هذه، أول مرجع لعلوم البحار، وهي مخطوطة فريدة في مكتبة باريس، تحمل اسم رحلة التاجر سليمان ولم يكن سليمان وحده صاحب الرسالة بل أضاف اليها أبو زيد حسن السيرافي ما جمع من معلومات وما استقى من اخبار على ألسنة التجار ورجال البحر في بلدة سيراف.


نافورة الماء

وتتحدث الرسالة عن صفات البحر الطبيعية وعن أنوائه وأعاصيره وعن أحيائه ودوابه وفي وصف النافورة يقول سليمان:

«وربما رؤي في هذا البحر، سحاب ابيض يظل المركب، فيشرع منه لسان طويل رقيق حتى يلصق ذلك اللسان بماء البحر فيغلي له ماء البحر، فلا ادري أيستقي السحاب من البحر أم ماذا.»

الشاي

ويعتبر سليمان السيرافي أول مؤلف غير صيني أشار إلى الشاي وذلك حين ذكر أن ملك الصين، يحتفظ لنفسه بالدخل الناتج من محاجر الملح، ثم من نوع من العشب يشربه الصينيون مع الماء الساخن، وهو يبيع منه الشيء الوفير، ويسميه أهل الصين (ساخ).

وصف جزر الهند

قال في وصف بعض جزر الهند، أن لأهلها ذهباً كثيراً، وأكلهم النراجيل، وبه يتأهدون، ومنه يدهنون. وإذا أراد أحدهم أن يتزوج لم يُزوج إلا برأس رجل من أعدائهم، فإذا قتل اثنين تزوج اثنتين... وأن قتل خمسين، يتزوج خمسين إمرأة بخمسين (قحفاً).

المسلمون في الصين

كانت هناك جموع من المسلمين في الصين في عهد أسرة تانگ، التي حكمت الصين من عام 618 م إلى عام 906م. وكان اغلبهم من التجار . كان المسلمون يبحرون من البصرة ومن سيراف على خليج الفرس - أو الخليج الصيني كما كانوا يسمونه آنئذ- وكانت سفن الصين الكبيرة تصل إلى سيراف وتشحن البضائع الواردة إليها من البصرة وتعبر المحيط الهندي مارة بسرنديب حتى تصل إلى خانفو، حيث كانت تعيش جالية إسلامية كبيرة إلا أنها خربت عام 264 هجري (878 ميلادي) بسبب القلاقل العظمى في الصين حيث قتل كثير من المسلمين. ومن بعد ذلك اقتصر سفرهم إلى كلاه في منتصف الطريق إلى الصين، واليها كانت تنتهي مراكب المسلمين المقبلة من سيراف. وكانت الرحلة تستغرق زهاء عام كامل، تبعاً لهبوب الرياح الموسمية في المحيط الهندي (كما هو معلوم في علوم الجغرافيا في ذلك العصر).

مدينة خانفو

مدينة عظيمة في الصين على نهر عظيم أكبر من الدجلة أو نحوها يصب إلى بحر الصين، وبين هذه المدينة وبين البحر مسيرة ستة أيام أو سبعة، تدخل هذا النهر سفن البحر الواردة من بلاد البصرة وسيراف وعمان ومدن الهند وجزائره بالأمتعة والجهاز، وبهذه المدينة خلائق من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس، وغيرهم من أهل الصين، وكان نزل بهذه المدينة في سنة أربع وستين ومائتين ثائر ثار على ملك الصين من غير بيت الملك تبعه أهل الدعارة والفساد، وكثر جنده فقصد هذه المدينة فحاصرها وأتته جيوش الملك فهزمها واستباح الحريم، وافتتح هذه المدينة عنوة وقتل من أهلها خلقاً لا يحصون كثرة، وأحصي من المسلمين واليهود والنصارى ممن قتل وغرق مائة ألف، وإنما أحصي ما ذكرناه من العدد لأن ملوك الصين تحصي من في مملكتها من رعيتها وممن جاورها من الأمم وصار ذمة لها في دواوين لها، وكتاب قد وكلوا بإحصاء ذلك لما يراعون من حياطة من شمله ملكهم، وقطع هذا الثائر ما كان حول مدينة خانفو من غابات التوت إذ كان يحتفظ به لما يكون من ورقه من طعم لدود القز الذي ينتج منه الحرير.

البال أو الحوت

ويقول التاجر سليمان في وصف الحوت وهو المعروف باسم البال أو القيطس أو العنبر:

«رأى سمكا مثل الشراع ربما رفع رأسه فتراه كالشيء العظيم وربما يقع الماء من فيه، فيكون كالمنارة العظيمة. فإذا سكن البحر اجتمع السمك فحواه بذنبه ثم فتح فاه فيرى من جوفه يفيض كانه يفيض من بئر. والمراكب التي تكون في البحر تخافه فهم يضربون بالليل بالنواقيس مثل نواقيس النصارى مخافة ان يتكئ على المركب فيغرقه.»

ويضيف أبو زيد حسن السيرافي في قوله[2]:

«وهذا الحوت المعروف بالبال ربما عمل من فقار ظهره كراسي يقعد عليها الرجل ويتمكن، وذكروا أن في سيراف قرية على عشرة فراسخ، بيوتاً عادية لطافا سقوفها من أضلاع هذا الحوت. وسمعت من يقول أنه وقع في قديم الأيام إلى قرب سيراف منه واحدة فقصد للنظر إليها فوجد قوماً يصعدون ظهرها بسلم لطيف والصيادون إذا ظفروا بها طرحوها بالشمس وقطعوا لحمها، وحفروا لها حفراً يجتمع فيها الودك ويغرف فيها الودك من عينيها بالحرارة إذا إذابتها الشمس فيجمع ويباع من أرباب المراكب. ويخلط باخلاط لهم يمسح بها مراكب البحر ويسد بها خرزها ويسد أيضا ما يتفق من خرزها.»

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "سليمان التاجر". جريدة القبس. 2007-12-14. Retrieved 2013-12-08.
  2. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)

المراجع

  • شخصيات عربية، الإنتاج 1985 شركة انماء النشر والتسويق، التوزيع الشركة الشرقية للمطبوعات.