هالاخاه

(تم التحويل من الشريعة اليهودية)
جزء من سلسلة عن
Star of David.svg        Lukhot Habrit.svg        Menora.svg
اليهودية
بوابة | تصنيف
اليهود· اليهودية · طوائف
الأورثوذوكس · المحافظون · الإصلاح
حريديم · حسيديم · الأرثوذكسية الحديثة
إعادة الإنشاء · التجديد
الرابينية · إنسانية · القراؤون · السامريون
الفلسفة اليهودية
مبادئ الإيمان · منيان · قباله
قوانين نوح · الله · اليوم الآخر · المسيح المنتظر
شعب الله المختار · هولوكوست · الاحتشام
Tzedakah · الأخلاق · Mussar
النصوص الدينية
توراة · تناخ · تلمود · مدراش · Tosefta
الأدب الحاخامي · Kuzari · مشنه توراه
Ḥumash · سيدور · Piyutim · زوهار
القانون الديني
تلمود · مشنه توراه · تور
Shulchan Aruch · Mishnah Berurah · Chazon Ish
كشروت · Rov · Chazakah · Hechsher · Chametz
المدن المقدسة
القدس · صفد · الخليل · طبرية
الشخصيات الهامة
ابراهيم · سارة · إسحاق · ربكا ·
يعقوب/إسرائيل · راحيل · لياه · الأسباط الإثنى عشر · موسى
دبره · روث · سليمان · داوود
هيلل · Shammai · ربي أكيڤا · يهوذا الأمير
Rav · سعاديا گاعون · ريف · رشي · Tosafists
ابن ميمون · نحمانيدس · يوسف كارو
دورة الحياة اليهودية
بريت · بار/بات ميتسڤاه · شيدوخ · الزواج · لاگ بعومر
Niddah · Naming · Pidyon haben · Bereavement
أدوار دينية
حاخام · ربه · Posek · حزان
كوهين/الكاهن · Mashgiah · Gabbai · Maggid
Mohel · ديان · روش يشيڤا
كهيلا والمؤسسات الدينية
Cheder · تلمود توراه · يشيڤا · كنيس
Mikvah · Gemach · Chevra Kadisha · Kollel
مباني دينية
الهيكل المقدس / تابوت العهد
كنيس · Mikvah · Sukkah
مقالات دينية
Tallit · تفيلين · كپاه · Sefer Torah
Tzitzit · مزوزه · منوره · Hanukiah · شوفار
4 Species · Kittel · Gartel · Yad
الصلوات والمناسك اليهودية
شما · Adon Olam · Amidah · Aleinu · Kol Nidre
Musaf · Kaddish · هلل · Ma Tovu · Selichot
بركت همزون · Tefilat HaDerech · Shehecheyanu
Tachanun · Kabbalat Shabbat · Havdalah
الملابس اليهودية
Shtreimel · Bekishe · Fedora · Yarmulke
Sheitel · Tichel
اليهودية والديانات الأخرى
المسيحية · الإسلام · "Judeo-Christian" · غيرهم
الديانات الابراهيمية · اليهودية-الوثنية · الشرك
مواضيع ذات صلة
معاداة السامية · نقد
حب السامية · الرق · يشيڤا · الصهيونية

الهلاخاه (بالعبرية: הַהֲלָכָה "السير" أو "المذهب") أي الشريعة اليهودية هي مجمع القوانين، التقاليد والإرشادات الدينية الموجب عليها لمن يتمسك بالديانة اليهودية (خصوصا اليهودية الأرثودوكسية). الهلاخاه نابعة من بعض المراجع اليهودية التراثية التي تخضع لتفسير الحاخامين الذين يلائمونها للظروف المعينة.

أكثر مراجع الهالاخاه أهمية هو التلمود وهو مادة التعليم الرئيسي في المدارس اليهودية الدينية (يشيفات). ولكن الهلاخاه العصرية تستند إلى مراجع أخرى أيضا، حيث لا يمكن تعليم أداء الوصايا الدينية منه في العصر الحالي. أهم المراجع الإرشادية لأداء الهلاخاه العصرية هو كتاب "شلحان عاروخ" ("المائدة الممدودة") ألفه الحاخام السفاردي يوسف قارو في مدينة صفد في القرن ال16 (تمت طباعته في مدينة البندقية بإيطاليا سنة 1565). بعد صدوره بقليل كتب الحاخام الأشكينازي موشيه إيسرليش في مدينة كراكوف البولندية ملحقا يصف فيه تقاليد اليهود الأشكيناز.

في اليهودية العصرية تعد الشريعة الشفوية، التفسير والتقاليد أكثر من وصايا التوراة المكتوبة أهمية. وحسب طريقة الهلاخاه العصرية توصيات الحاخام لمجتمعته كأنها وصايا من عند الرب، ما دام الحاخام يتابع مبادئ الإفتاء المجمع عليها في الطوائف اليهودية. ومع أن التوراة تعتبر كتاب مقدس، تختلف وصايا الهلاخاه كثيرا عما يكتب في التوراة حرفيا، ويجب على اليهودي المتدين اتباع وصايا الهلاخاه وليس نص التوراة الحرفي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الـ 613 متزڤوت

حسب التلمود (Tractate Makot), 613 mitzvot are in the Torah, 248 positive ("thou shalt") mitzvot and 365 negative ("thou shalt not") mitzvot, supplemented by seven mitzvot legislated by the rabbis of antiquity.[1]


التصنيفات

Rabbinic Judaism divides laws into categories:[2][3]

 
Sefer Torah at old Glockengasse Synagogue (معاد بناؤه)، كولونيا.
  • شريعة موسى which are believed to have been revealed by God to the Israelites at biblical Mount Sinai. These laws are composed of the following:
    • The Written Torah, laws written in the Hebrew Bible.
    • The Oral Torah, laws believed to have been transmitted orally prior to their later compilation in texts such as the Mishnah, Talmud, and rabbinic codes.
  • Laws of human origin including rabbinic decrees, interpretations, customs, etc.

This division between revealed and rabbinic commandments may influence the importance of a rule, its enforcement and the nature of its ongoing interpretation.[2] Halakhic authorities may disagree on which laws fall into which categories or the circumstances (if any) under which prior rabbinic rulings can be re-examined by contemporary rabbis, but all Halakhic Jews hold that both categories exist and that the first category is immutable, with exceptions only for life-saving and similar emergency circumstances.

A second classical distinction is between the Written Law, laws written in the Hebrew Bible, and the Oral Law, laws which are believed to have been transmitted orally prior to their later compilation in texts such as the Mishnah, Talmud, and rabbinic codes.

Commandments are divided into positive and negative commands, which are treated differently in terms of divine and human punishment. Positive commandments require an action to be performed and are considered to bring the performer closer to God. Negative commandments (traditionally 365 in number) forbid a specific action, and violations create a distance from God.

A further division is made between chukim ("decrees" – laws without obvious explanation, such as shatnez, the law prohibiting wearing clothing made of mixtures of linen and wool), mishpatim ("judgements" – laws with obvious social implications) and eduyot ("testimonies" or "commemorations", such as the Shabbat and holidays). Through the ages, various rabbinical authorities have classified some of the 613 commandments in many ways.

A different approach divides the laws into a different set of categories:[بحاجة لمصدر]

  • Laws in relation to God (bein adam laMakom, literally, "between a person and the Place"), and
  • Laws about relations with other people (bein adam le-chavero, literally, "between a person and his friend").

Within Talmudic literature, Jewish law is divided into the six orders of the Mishnah, which are categories by proximate subject matter:[4]

  • Zeraim ("Seeds"), for agricultural laws and prayer
  • Moed ("Festival"), for the Sabbath and the Festivals
  • Nashim ("Women"), dealing primarily with marriage and divorce
  • Nezikin ("Damages"), for civil and criminal law
  • Kodashim ("Holy things"), for sacrifices and the dietary laws
  • Tohorot ("Purities"), for ritual purity.

However, Talmudic texts often deal with laws outside these apparent subject categories. As a result, Jewish law came to be categorized in other ways in the post-Talmudic period. In the major codes of Jewish law, two other main categorization schemes are found. Maimonides' Mishneh Torah divides the laws into 14 sections. The codification efforts that culminated in the Shulchan Aruch divide the law into four sections, including only laws that do not depend on being physically present in the Land of Israel.[5]

الخطيئة

Judaism regards the violation of the commandments, the mitzvot, to be a sin. The generic Hebrew word for any kind of sin is aveira ("transgression"). Based on the Hebrew Bible Judaism describes three levels of sin:[6]

  • Pesha – an "intentional sin"; an action committed in deliberate defiance of God's commandments
  • Avon – a "sin of lust or uncontrollable emotion, committed against one's will, and is not in line with one's true inner desires". It is a sin done knowingly, but not done to defy God
  • Chet – an "unintentional sin"
 
Illustration in 1883 encyclopaedia of the ancient Jewish Sanhedrin council

Relatedly, the three terms – chayyav, patur, mutar – in the Gemara and Halakhic codes classify the permissibility of an action or the severity of its prohibition and punishment.[6]

  • Chayyav (חייב), (literally, "obligated" or "must") means the ones who transgress the prohibition are responsible for their own criminal actions, so ought to pay the price for them.
  • Patur (פטור) means "exempt" of liability to punishment, but the action is forbidden.
  • Mutar (מותר) means the action is permitted.

Gentiles والشريعة اليهودية

شرائع نوح السبع، والتي يشار إليها أيضاً بالشريعة النوحية، هي مجموعة من الوصايا التي، حسب التلمود، فرضها الله على "أبناء نوح" – أي على كل البشر.

تاريخ الشريعة اليهودية

أوصى هيرود قبل وفاته أن تقسم مملكته بين أبنائه الثلاثة الباقين أحياء. فحكم فيليب الإقليم الشرقي المعروف باسم بنتانيا Bantanea، الذي يحتوي على مدائن بيت سيده، وكبتولياس، وجراسا، وفلدلفية، وبصرى. وحكم هيرود أنتيباس بيريا Peraea (الأرض الواقعة وراء نهر الأردن)، والجليل في الشمال حيث توجد أزدريلا، وطبرية، والناصرة. وكان نصيب أركلوس سمريتس، وگيدوميا، ويهوذا. وكان في هذا القسم الأخير كثير من المُدن والبلدان الشهيرة أمثال بيت لحم، وحبرون، وبير سبع، وغزّة، وجدارا، وإموس، ويمنيا، ويافا، وقيصرية، وأريحة، وأورشليم. وكانت بعض المُدن الفلسطينية تغلب عليها الصبغة اليونانية، وبعضها تغلب عليه الصبغة السورية، وبدل وجود الخنازير في جدارا على وجود غير اليهود فيها. وكان الوثنيون هم الكثرة الغالية في المُدن الساحلية ما عدا يافا، ويمنيا في "المدن العشر" القائمة على شاطئ نهر الأردن، أما في الداخل فيكاد السكان أن يكونوا كلهم من اليهود. وكان هذا الانقسام العنصري، غير المحبب إلى روما، مأساة فلسطين. وإذا أردنا أن نفهم سبب اشمئزاز اليهود الصالحين من شرك المجتمع الوثني وما كان يسوده من فساد خلقي فعلينا أن نرجع إلى زمن المتطهّرين المتزمّتين في إنگلترة. لقد كان الدين عند اليهود مصدر شريعتهم، ودولتهم، وآمالهم؛ وكانوا يظنون إنهم إذا رضوا أن يذوب هذا الدين في نهر الهلنية الجارف كان هذا بمثابة انتحار لقوميتهم؛ ومن ثم نشأت تلك البغضاء بين اليهود وغير اليهود حتى جعلت تلك الأمّة الصغيرة تقضي حياتها كلها في نزاع عصري واضطراب سياسي، وحروب متقطّعة، تخبو نارها كلها تارة ثم تعود فتلتهب من جديد. يُضاف إلى هذا أن يهود يهوذا كانوا يحتقرون أهل الجليل ويصفونهم بالمروق من الدين، بينما كان أهل الجليل يحتقرون أهل يهوذا ويصفونهم بأنهم أرقّاء وقعوا في شراك أهل الشريعة. هذا إلى ما كان هناك من نزاع لا ينقطع بين أهل يهوذا والسامريين لأن هؤلاء يدعون أن يهوه لم يختر صهيون موطناً له بل اختار موطنه تل جرزين الواقع في بلادهم، وإلى رفضهم جميع أسفار الكتاب المقدّس ما عدا أسفار موسى الخمسة(15). وكان الذي يجمع بين هذه الأحزاب كلها هو كراهيتها لسيطرة الرومان، التي كانت تتقاضى من البلاد ثمناً باهظاً نظير ميزة السلم غير المحببة إليهم.

وكان يسكن فلسطين وقتئذ نحو مليونين ونصف مليون من الأنفس يقيم منهم في أورشليم وحدها نحو مائة ألف(19). وكان معظمهم يتكلمون اللغة الآرامية وكان كهنتهم وعلمائهم يفهمون العبرية؛ أما الموظفون والأجانب ومعظم المؤلّفين فكانوا يستعملون اللغة اليونانية. وكان معظم السكان يشتغلون بالزراعة، يحرثون الأرض ويسقون الزرع، ويعنون بالحدائق والكروم، ويرعون الضأن. وكانت فلسطين في حياة المسيح تنتج من القمح ما يكفي أهلها وتبقى منه فضلة تصدر منها إلى الخارج(20). وكان بلحها، وتينها، وعنبها، وزيتونها، ونبيذها، وزيتها غالية الثمن يبتاعها الناس في جميع بلاد البحر الأبيض المتوسط؛ وكان أهلها لا يزالون يعملون بالأمر القديم الذي يحتّم عليهم أن يتركوا الأرض بوراً في السنة السبتيّة. وكانت الصناعات اليدوية وراثية في أغلب الأحيان، وكان الصنّاع ينتظمون عادة في طوائف. وكان اليهود يعظّمون العامل وكان معظم العلماء يعملون بأيديهم كما يعملون بألسنتهم. وكان الأرقاء أقل عدداً منهم في أي بلد آخر من بلدان البحر الأبيض المتوسط. وازدهرت التجارة الصغرى في البلاد، ولكن عدد التجار اليهود ذوي الثراء والتجارة الواسعة كان لا يزال قليلاً فيها.

وفي ذلك يقول يوسفوس: "لسنا أمّة تجارية؛ فنحن نعيش في بلد (بلاد اليهود الشرقية) عديم السواحل، ولا نميل إلى الاشتغال بالتجارة (الخارجية")(22). وظلت الأعمال المالية ضيقة النطاق حتى ألغي هلل Hillel القانون الوارد في سفر تثنية الإشتراع (الاصحاح الخامس عشر 1-11) والذي يطلب فيه إلغاء الديون مرة كل سبع سنين، وكان الهيكل نفسه مصرفهم القومي.

وكان في داخل الهيكل بهو الجازيث، ملتقى السنهدرين أو المجلس الأعظم المكون من كبراء إسرائيل. وأكبر الظن أن هذا المجلس قد نشأ في أثناء حكم السلوقيين (حوالي عام 200 ق.م.) ليحل محل المجلس الأول الوارد ذكره في سفر العدد (الآية السادسة عشرة من الاصحاح الحادي عشر) والذي يسدى فيه النصح لموسى. وكان الحاخام الأعظم هو الذي يختار في بداية الأمر أعضاء المجلس من بين طبقة الأشراف الكهنوت، ثم أصبح من حقه في عهد الرومان أن يختار أعضاؤه لعضويته عدداً متزايداً من الفريسيين، وعدداً قليلاً من فقهاء الشريعة الموسوية المحترفين(23). وكان أعضاؤه البالغ عددهم واحداً وسبعين عضواً يُدعون أنهم أصحاب السلطة العليا على جميع اليهود أياً كان موطنهم، وكان اليهود المستمسكون بدينهم في كل مكان على الأرض يعترفون لهم بهذه السلطة؛ أما الهسمونيين؛ وهيرود، وروما فلم يكونوا يعترفون لهم إلا بسلطانهم على من يخرج على الشريعة اليهودية من يهود بلادهم الأصلية، فقد كان في وسعهم أن يحكموا بالإعدام على من فيها من اليهود إذا ارتكبوا جريمة دينية، ولكنهم لم يكونوا يستطيعون تنفيذ الحكم إلا إذا وافقت عليه السلطة المدنية(24).

وكان في الجمعية حزبان يتنازعان السيطرة عليها، كما يتنازعان السيطرة على معظم الجمعيات الأخرى، أحدهما حزب المحافظين الذين يتزعمهم كبار الكهنة والصدوقيون، والذين سموا بهذا الاسم نسبة إلى صدوق مؤسس هذه الطائفة وكان أعضاؤه وطنيين في مبادئهم السياسية، مستمسكين بدينهم، ينادون بفرض التوراة أو الشريعة المكتوبة على الأمّة اليهودية، ولكنهم كانوا يرفضون ما عدا هذا من العقائد أمثال الأحاديث والقصص الشفوية التي يتناقلها رجال الدين، والتفاسير الطليقة التي يقول بها الفريسيون. وكانوا يرتابون في خلود الروح، ويقنعون بامتلاك طيبات هذا العالم.

وكان الصدوقيون هم الذين سموا الفريسيين بهذا الاسم (البروشم أي الانفصاليين)، ويقصدون بهذه التسمية أنهم قد فصلوا أنفسهم (كما انفصل البراهمة الصالحون) عن الذين تدنسوا بإهمال ما تفرضه عليهم طقوس التطهير(25) وكانوا هم حلفاء الحسديم أو نسّاك العصر المكابي الذين كانوا ينادون بوجوب التزام قواعد الشريعة الموسوية إلى أبعد الحدود. وقد عرّفهم يوسفوس، وهو منهم، بأنهم "شيعة من اليهود يجهرون بأنهم أكثر استمساكاً بالدين من سائر أبناء ملّتهم، وبأنهم أدق من غيرهم في تفسير شرائعهم"(26). ولكي يصلوا إلى ما يبغونه من هذا التفسير الدقيق أضافوا إلى أسفار موسى الخمسة المكتوبة الأحاديث والروايات الشفوية المشتملة على التفسيرات والأحكام التي وردت على ألسنة معلمي الشريعة المعترف بهم. ويرى الفريسيون أن هذه التفاسير ضرورية لإزالة ما في قوانين موسى من غموض، ولبيان طريقة تطبيقها على الحالات الفردية، ولتعديل حرفيتها في بعض الأحيان حسب ضروريات الحياة وظروفها الدائمة التغير.

وقد جمع هؤلاء الناس بين الصرامة واللين، فكانوا يخففون من صرامة الشريعة في بعض المواضع كما فعلوا في أوامر هلل الخاصة بالربا، ولكنهم كانوا يحتّمون على الناس أن يتقيّدوا بالروايات الشفوية كما يتقيّدون بالتوراة المنزّلة نفسها. ذلك أنهم كانوا يحسون بأن لا نجاة لليهود من انقراضهم وامتصاص الشعوب الأخرى لهم إلا بإطاعة هذه الأوامر المطوّرة والمتواترة. وإذ كان الفريسيون قد ارتضوا أن يخضعوا لسلطان الرومان فقد كانوا يطلبون السلوى فيما يأملونه من الخلود الجثماني والروحي. وكانوا يحيون حياة بسيطة، يبتعدون فيها عن الترف وينددون به، ويكثرون من الصوم، ويعنون بالاغتسال، ويتباهون من حين إلى حين باستمساكهم بالفضيلة مباهاة تضايق السامعين. ولكنهم كانوا يمثلون قوة اليهود الأخلاقية، وقد نالوا تأييد الطبقات الوسطى، وغرسوا في نفوس أتباعهم إيماناً وأحكاماً أنقذتهم من الانحلال والتضعضع حين ألمّت بهم المصائب. ولما أن خرب الهيكل (70م) فقد الكهنة نفوذهم، وأصبح الفريسيون عن طريق الأحبار هم المعلمين والرعاة لذلك الشعب الذي تشتت في بقاع الأرض ولكنه لم تحق به الهزيمة.

وكانت أكثر شيع اليهود تطرفاً شيعة الإسينية التي أخذت تقواها عن الكسديمية، وأكبر الظن أن اسمها مشتق من اللفظ الكلدي أسشاي Aschai (المستحم)، وأن أعضاءها أخذوا عقائدهم وعباداتهم من نظريات الزهّاد ونظمهم التي كانت منتشرة في العالم في القرن الأول قبل المسيح. ولعلهم قد تأثروا أيضاً بآراء البراهمة، والبوذيين، والمجوس عبدة النار، والفيثاغوريين، والكلبيين، وهي جاءت إلى أورشليم ملتقى الطرق التجارية في غرب آسية. وكان عددهم في فلسطين يبلغ أربعة آلاف، وقد نظموا أنفسهم في هيئة مستقلة عن غيرها، وكانوا يستمسكون أشد الاستمساك بالشريعة المكتوبة وغير المكتوبة ويعيشون معاً عيشة العزّاب الزاهدين، يزرعون الأرض في واحة إنجادي Engadi وسط الصحراء الواقعة غرب البحر الميت. وكانوا يسكنون منازل تمتلكها الجماعة التي ينتسبون إليها، ويطعمون مجتمعين وهم صامتون، وينتخبون زعماءهم بالاقتراع العام؛ ويخلطون متاعهم ومكاسبهم في بيت مال مشترك، ويعملون بالشعار: "مالي ومالك ملك لك"(27).

ويقول يوسفوس إن حياة الكثيرين منهم كانت تطول أكثر من مائة عام، بفضل طعامهم البسيط، وحياتهم المنتظمة(28). وكان الرجل يلبس ثياباً من نسيج التيل الأبيض، ويحمل معه فأساً صغيرة ليغطي بها فضلاته، ويغتسل بعدها كما يغتسل البراهمة، ويرى أن التبرّز في يوم السبت من أعظم الكبائر(29).

وكانت قلة منهم تتزوج وتعيش في المُدن العامرة، ولكنهم كانوا يسيرون على القاعدة التي وضعها تولستوي وهي أنهم لا يضاجعون أزواجهم إلا بقصد إنجاب الأطفال. وكان أعضاء هذه الشيعة يبتعدون عن جميع الملذات الجسمية، ويسعون إلى الاتصال الصوفي بالله عن طريق التأمل والصلاة. وكانوا يأملون أن ينالوا بتقوى الله وبصيامهم واستغراقهم في التأمل والتفكير علم الغيب وقوة السحر. وكانوا كمعظم معاصريهم يؤمنون بالملائكة، والشياطين، ويعتقدون أن المرض ناشئ من تسلّط الأرواح الخبيثة على الآدميين، فكانوا لذلك يحاولون طرد هذه الأرواح بالتعاويذ السحرية. ومن "عقيدتهم السرية" جاءت بعض "أجزاء القبلة" . وكانوا ينتظرون نزول المسيح لينشئ على الأرض مملكة شيوعية سماوية (ملسوس شمايم) يتمتع الناس كلهم فيها بالمساواة، ولا يدخلها إلا من كانت حياته تقية طاهرة(31). وكانوا شديدي التحمّس في الدعوة إلى السلام، يأبون أن يصنعوا شيئاً من أدوات الحرب؛ غير أنهم انضموا إلى غيرهم من الشيَع اليهودية في الدفاع عن مدينتهم وهيكلها حين هاجمت فيالق تيتس بيت المقدس والهيكل، وظلوا يقاتلون حتى لم يكد يبقى منهم أحد. وإذا ما قرأنا وصف يوسفوس لعاداتهم وآلامهم وجدنا أننا قد دخلنا في جو المسيحية:

"ومع أنهم قد عُذبوا، وحُرقوا، وقُطّعت أجسامهم، ولاقوا جميع ألوان العذاب لكي يُرغَموا على التجديف في حق صاحب شريعتهم، أو أكل ما نهوا عن أكله، فإنهم أبوا أن يفعلوا هذا أو ذاك؛ أو أن يتملّقوا معذّبهم، أو تنحدر من أعينهم دمعة واحدة، بل إنهم كانوا يتبسّمون وسط آلامهم المبرحة، ويضحكون ساخرين ممن يعذبونهم، ويجودون بأرواحهم وهم مبتهجون، كأنهم يتوقعون أن تعود لهم هذه الأرواح مرة أخرى"(32).

أولئك هم الصدوقيون، الفريسيون، والإسينيون، أشهر الشيع الدينية اليهودية في الجيل السابق لميلاد المسيح. أما الحكمون (Scribes) الذين يضمهم يسوع إلى الفريسيين في كثير من الأحيان فلم يكونوا شيعة من شيع اليهود بل كانوا أبناء مهنة خاصة؛ كانوا علماء متفقّهين في الشريعة، يحاضرون فيها في البيَع، ويعلمونها في المدارس، ويناقشونها في المجتمعات العامة والخاصة، ويطبقونها على الأحكام في القضايا المختلفة. وكان عدد قليل منهم أحباراً، وبعضهم صدوقيين، وكثرتهم فريسيين. وكانوا في القرنين السابقين لهلل كما كان الأحبار من بعده. كانوا هم فقهاء القانون في بلاد اليهود، وقد صارت فتاواهم القانونية، التي صفاها الزمان، وتداولتها الألسن، وانتقلت بالسمع من المعلم إلى التلميذ، صارت هذه الفتاوى جزءاً من الأحاديث الشفوية التي كان يعظمها الفريسيون كما يعظمون الشريعة المكتوبة، وبفضل ما كان لهم من نفوذ وسلطان نمت شرائع موسى حتى ضمت آلافاً من التعاليم المفصلة التي تواجه كل ظروف الحياة وأحوالها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هلل

وأقدم شخصية واضحة معروفة بين معلمي القانون من غير رجال الدين هي شخصية هلل، وحتى هذه الشخصية الواضحة تكاد تخفي معالمها في ذلك النسيج الواهي من الخرافات التي حاكها حول اسمه الخلف المفتتن به. ويقول مؤرخوه انه ولد في مدينة بابل (75 ق.م) من أسرة كريمة معروفة أخنى عليها الدهر. ثم جاء إلى أورشليم بعد أن اكتملت رجولته، وأخذ يعول زوجته وأبناءه بالعمل اليدوي. وكان يؤدي نصف أجره اليومي ثمناً لقبوله في المدرسة التي كان فيها أستاذان شهيران هما شمايا وأبتوليم يشرحان الشريعة. وعجز يوماً من الأيام عن أداء هذا الأجر، فلم يُسمح له بالدخول، فتسلق العتبة السفلى لإحدى النوافذ "لكي يستمع إلى ألفاظ الإله الحي". وتقول القصة إن جسمه تجمّد من شدة البرد، فسقط فوق الثلج، وعُثر عليه في صباح اليوم الثاني وهو بين الحياة والموت(33). وصار هو فيما بعد حرّاً محترماً، اشتهر بتواضعه، وجَلَده، ودماثة أخلاقه. وتقول إحدى القصص إن بعض الناس راهن على أن يُغضب هلل وإنه خسر الرهان(34). وقد وضع ثلاث قواعد ليهتدي بها الناس في حياتهم: حُب الناس، وحُب السلم، وحُب الشريعة ومعرفتها. وسأله رجل يريد أن يهتدي أن يفسّر الشريعة فيما لا يزيد من الزمن على الوقت الذي يستطيع أن يقف فيه على قدم واحدة، فأجابه بقوله: "لا تفعل مع غيرك ما تكرهه لنفسك" . وكان هذا القول صورة سلبية حذرة من تلك القاعدة الذهبية التي صاغها اللاويون في صيغتها الموجبة من زمن بعيد.

ومن تعاليم هلل الأخرى قوله: "لا تحكم على جارك حتى تكون أنت في مكانه"(37). وقد حاول أن يهدئ ثائرة الشيع المتنازعة بوضعه سبع قواعد لتفسير الشريعة. وكانت تفسيراته هي نفسها قائمة على الحرية والتسامح، وأهم ما فيها أنه يسّرَ إقراض المال، والحصول على الطلاق. وكان هو نفسه ناشراً للسلام مصلحاً.

وكان من نصائحه للشبان الثائرين في عصره: "لا تخرجوا على الجماعة". وقد قبل هيرود على أنه شرٌّ لابد منه، وعين في عهده رئيساً للسنهدرين (30 ق.م) وأحبّته الأغلبية الفريسية حباً أبقاه رئيساً للمجلس الكبير إلى يوم وفاته (10م). ثم جعل هذا المنصب من بعده وراثياً في أسرته مدى أربعمائة عام تعظيماً لذكراه.

وخصّ المجلس مكان الشرف الثاني فيه لمنافس هلل، وهو الحبر شماي المحافظ. وكان يفسّر الشريعة تفسيراً أدق وأضيق من تفسير هلل، ولا يجيز الطلاق، ويُطالب بتطبيق التوراة تطبيقاً حرفياً، لا يراعي فيه تغيير الظروف. وكان انقسام المعلمين اليهود إلى محافظين وأحرار قائماً قبل هلل بمائة عام وظل قائماً حتى خرب الهيكل.

طالع أيضاً

الهامش

  1. ^ Hecht, Mendy. "The 613 Commandments (Mitzvot)." Chabad.org. 9 April 2019.
  2. ^ أ ب Sinclair, Julian. "D'Oraita." The JC. 5 November 2008. 9 April 2019.
  3. ^ Tauber, Yanki. "5. The 'Written Torah' and the 'Oral Torah.'” Chabad.org. 9 April 2019.
  4. ^ "The Six Orders of the Mishnah." Chabad.org. 9 April 2019.
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة JillJacobs
  6. ^ أ ب Doe, Norman. "Comparative Religious Law: Judaism, Christianity, Islam." Google Books. 9 April 2019.

وصلات خارجية