دب
| الدب | |
|---|---|
| دب بني. | |
| التصنيف العلمي | |
| أصنوفة غير معروفة (أصلحها): | الحياة |
| مملكة: | الحيوانية |
| Phylum: | حبليات |
| Class: | الثدييات |
| تحت رتبة: | كلبيات الشكل |
| فوق الفصيلة: | Ursoidea |
| الفصيلة: | دب گ. فيشر فون ڤالدهايم، 1817 |
| Type genus | |
| الدببة لينايوس، 1758
| |
| تحت الفصائل | |
الدببة (Bears)، هي ثدييات آكلة للحوم ضمن فصيلة الدببة (Ursidae). تُصنف الدببة تحت رتبة كلبيات الشكل، أو آكلات اللحوم الشبيهة بالكلاب. على الرغم من وجود ثمانية أنواع فقط من الدببة، إلا أنها منتشرة على نطاق واسع، حيث تظهر في مجموعة متنوعة من الموائل في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، وجزئياً في نصف الكرة الجنوبي. تنتشر الدببة في قارات أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوراسيا. تشمل السمات المشتركة للدببة الحديثة أجساماً كبيرة ذات أرجل ممتلئة، وأنوفاً طويلة، وآذاناً صغيرة مستديرة، وشعراً أشعثاً، ومخالب أخمصية بخمسة مخالب غير قابلة للانكماش، وذيولاً قصيرة.
في حين أن الدب القطبي آكل للحوم في الغالب، والپاندا العملاقة عاشبة غالباً، فإن الأنواع الستة المتبقية قارتة، وتتنوع أنظمتها الغذائية. باستثناء سلوك المغازلة الذي تتبادله الدببة ورعاية الأمهات لصغارهن، فإن الدببة عادةً ما تكون منعزلة. قد تكون نهارية أو ليلية، وتتمتع بحاسة شم ممتازة. على الرغم من بنيتها الجسدية الضخمة ومشيتها غير المتقنة، إلا أنها ماهرة في الجري والتسلق والسباحة. تتخذ الدببة من الملاجئ، مثل الكهوف وجذوع الأشجار، أوكاراً لها؛ وتسكن معظم أنواعها أوكارها خلال فصل الشتاء لفترة طويلة من السبات، تصل إلى 100 يوم.
اصطاد البشر الدببة منذ عصور ما قبل التاريخ من أجل لحومها وفرائها؛ كما أستخدمت في مصارعة الدببة وأشكال أخرى من الترفيه، مثل ترويضها وإجبارها على الرقص. بفضل بنيتها الجسدية القوية، تلعب الدببة دوراً بارزاً في الفنون والأساطير والجوانب الثقافية الأخرى لمختلف المجتمعات البشرية. في العصر الحديث، تعرضت الدببة لضغوط من خلال التعدي على موائلها والاتجار غير المشروع في لحومها وفرائها، بما في ذلك سوق الدببة الصفراوية الآسيوية، حيث يُحتفظ بالدببة في الأسر لأخذ عصارتها الصفراوية. يدرج الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ستة أنواع من الدببة على أنها أنواع معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض، وحتى الأنواع الأقل إثارة للقلق، مثل الدب البني، معرضة لخطر الانقراض المحلي في بعض البلدان. يُحظر الصيد الغير قانوني والتجارة الدولية لهذه الأنواع الأكثر عرضة للخطر، لكنهما لا يزالان مستمرين.
التطور
التاريخ الأحفوري
تنتمي أقدم أنواع الدببة إلى تحت فصيلة الدببة ذات الأسنان المزدوجة-الكلبية (Amphicynodontinae)، بما في ذلك شبيهات ابن عرس (Parictis) (من أواخر العصر الإيوسيني إلى أوائل العصر الميوسيني الأوسط، 38-18 مليون سنة مضت) والكلبيات الغير حقيقية (Allocyon) الأحدث بقليل (من أوائل العصر الأوليجوسيني، 34-30 مليون سنة مضت)، وكلاهما من أمريكا الشمالية. بدت هذه الحيوانات مختلفة تماماً عن دببة اليوم، فهي صغيرة الحجم وتشبه الراكون في مظهرها العام، وربما يكون نظامها الغذائي أشبه بنظام الغرير.[1] من غير الواضح ما إذا كانت الدببة التي تعود إلى أواخر العصر الإيوسيني كانت موجودة أيضاً في أوراسيا، على الرغم من أن التبادل الحيواني عبر جسر برنگ البري ربما كان ممكناً أثناء الانخفاض الكبير في مستوى سطح البحر الذي حدث في وقت مبكر من أواخر العصر الإيوسيني (حوالي 37 مليون سنة مضت) واستمر حتى أوائل العصر الأوليجوسيني.[2] كما تواجدت أجناس أوروپية تشبه إلى حد كبير الكلبيات الغير حقيقية من الناحية الشكلية، وكذلك الأجناس الأمريكية الأحدث لاحمات الخلجان (Kolponomos) (حوالي 18 مليون سنة مضت)،[3] معروفة منذ العصر الأوليجوسيني، بما في ذلك Amphicticeps وAmphicynodon.[2] كانت هناك أدلة مورفولوجية مختلفة تربط بين الدببة ذات الأسنان المزدوجة-الكلبية وزعنفيات الأقدام، حيث كانت كلتا المجموعتين من الثدييات شبه المائية والثدييات الشبيهة بالثعالب.[4][5][6] بالإضافة إلى دعم قبيلة لدببة ذات الأسنان المزدوجة-الكلبية-زعنفيات الأقدام، هناك أدلة مورفولوجية أخرى وبعض الأدلة الجزيئية تدعم كون الدببة أقرب الأقارب الأحياء لزعنفيات الأقدام.[7][8][9][5][10][6]
كانت عرسيات الرأس (Cephalogale) شبيهات الكلاب، بحجم الراكون، وهي أقدم عضو معروف في تحت فصيلة الدببة الكلبية، والتي ظهرت لأول مرة في العصر الأوليجوسيني الأوسط في أوراسيا منذ حوالي 30 مليون سنة.[2] تتضمن تحت الفصيلة جنسَي Phoberocyon الأحدث (منذ 20-15 مليون سنة)، وPlithocyon (منذ 15-7 مليون سنة). وقد أدى نوع شبيه بجنس عرسيات الرأس إلى ظهور جنس Ursavus في أوائل العصر الأوليجوسيني (منذ 30-28 مليون سنة)؛ وقد انتشر هذا الجنس إلى أنواع عديدة في آسيا، وهو سلف جميع الدببة الموجودة حالياً. ثم دخلت أنواع من جنس Ursavus أمريكا الشمالية، إلى جانب Amphicynodon وCephalogale، في أوائل العصر الميوسيني (منذ 21-18 مليون سنة). وقد انفصلت سلالات الدببة الموجودة حالياً عن جنس Ursavus منذ 15-20 مليون سنة،[11][12] على الأرجح عن طريق نوع Ursavus elmensis. بناءً على البيانات الجينية والشكلية، كانت فصيلة الپاندا (Ailuropodinae) أول من انفصل عن الدببة الأخرى الحية منذ حوالي 19 مليون سنة، على الرغم من عدم العثور على أي أحفورات لهذه المجموعة قبل حوالي 11 مليون سنة.[13][14]
انفصلت دببة العالم الجديد قصيرة الوجه (Tremarctinae) عن الدببة بعد انتشارها في أمريكا الشمالية في منتصف العصر الميوسيني (منذ 13 مليون سنة).[13] غزت أمريكا الجنوبية (منذ حوالي 2.5 أو 1.2 مليون سنة) بعد تكون برزخ پنما.[15] أقدم مثال أحفوري لها هو Plionarctos في أمريكا الشمالية (منذ حوالي 10-2 مليون سنة). يُرجَّح أن يكون هذا الجنس السلف المباشر لدببة أمريكا الشمالية قصيرة الوجه (جنس Arctodus)، ودببة أمريكا الجنوبية قصيرة الوجه (Arctotherium)، والدب أبو نظارة (Tremarctos)، والتي يمثلها نوع منقرض من أمريكا الشمالية (T. floridanus)، والمثال الوحيد الباقي من فصيلة Tremarctinae، وهو الدب أبو نظارة الأمريكي الجنوبي (T. ornatus).[2]
شهدت تحت فصيلة الدببة الحقيقية تكاثراً هائلاً في أنواعها قبل حوالي 5.3-4.5 مليون سنة، تزامناً مع تغيرات بيئية كبيرة؛ حيث ظهرت أولى أفراد جنس Ursus في هذه الفترة تقريباً. يُعد دب الكسلان ناجياً حديثاً من إحدى أقدم السلالات التي انفصلت خلال هذا الحدث الإشعاعي (قبل 5.3 مليون سنة)؛ وقد اتخذ شكله الغريب، المرتبط بنظامه الغذائي المكون من النمل الأبيض والنمل، في موعد لا يتجاوز أوائل العصر الپلستوسيني. وبحلول 3-4 مليون سنة، ظهر نوع Ursus minimus في السجل الأحفوري لأوروپا؛ وباستثناء حجمه، كان مطابقاً تقريباً للدب الأسود الآسيوي الحالي. من المرجح أن يكون هذا النوع سلفاً لجميع أفراد فصيلةالدببية، ربما باستثناء دب الكسلان. تطورت سلالتان من نوع Ursus minimus: الدببة السوداء (بما في ذلك دب الشمس، الدب الأسود الآسيوي، والدب الأسود الأمريكي)؛ والدببة البنية (التي تشمل الدب القطبي). تطورت الدببة البنية الحديثة من نوع Ursus minimus عبر Ursus etruscus، وهي بدورها سلف دب الكهوف المنقرض من العصر الپلایستوسيني.[13]
هاجرت أنواع الدببة بشكل متكرر إلى أمريكا الشمالية من أوراسيا منذ ما يقرب من 4 مليون سنة خلال أوائل العصر الپليوسيني.[16][17] الدب القطبي هو أحدث الأنواع تطوراً وينحدر من مجموعة من الدببة البنية التي أصبحت معزولة في خطوط العرض الشمالية بسبب التجلد منذ 400.000 سنة.[18]
شجرة المحتد الخارجية
تظهر العلاقة بين فصيلة الدببة وآكلات اللحوم الأخرى في شجرة المحتد التالية، والتي تعتمد على التحليل الوراثي الجزيئي لستة جينات في فلين (2005)[19] مع تحديث العرسيات بعد تحليل الجينات المتعددة الذي أجراه لو وزملائه (2018).[20]
| آكلات اللحوم |
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لاحظ أنه على الرغم من تسميتها "دببة" في بعض اللغات، فإن الپاندا الحمراء والراكونات وأقاربهم المقربين ليسوا دببة، بل أشباه عرسيات.[19]
شجرة المحتد الداخلية
تعتمد إحدى شجرات المحتد المحتملة على تسلسلات دنا المتقدرة الكاملة من يو وزملائه (2007).[21] يشكل الدب القطبي والدب البني مجموعة متقاربة، في حين أن العلاقات بين الأنواع الأخرى لم تُحل بشكل جيد للغاية.[22]
| الدببة |
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يستند تصنيفٌ أحدث إلى الدراسة الجينية التي أجراها كومار وزملائه (2017). وخلصت الدراسة إلى أن الدببة نشأت منذ حوالي خمسة مليون سنة، مع تهجين واسع النطاق بين الأنواع المختلفة.[23]
| الدببة |
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التبويب
قام ماكليلان وزملاؤه (1992) بتصنيف الدببة إلى سبع تحت فصائل: الدببة ذات الأسنان المزدوجة-الكلبية، الدببة الكلبية، Ursavinae، Agriotheriinae، الپانداوات، الدببة قصيرة الوجه، والدببة الحقيقية.[24][25][26][27] في المقابل، قام ماكينا وآخرون (1997) بتصنيف أنواع الدببة ضمن الفصيلة العليا الدببة، مع تصنيف Hemicyoninae وAgriotheriinae ضمن فصيلة "الدببة الكلبية".[28] وُضعت فصيلة Amphicynodontinae تحت هذا التصنيف على أنها زعنفيات جذعية في تحت فصيلة زعنفيات الأقدام.[28] في تصنيف ماكينا وبيل، ينتمي كل من الدببة وزعنفيات الأقدام إلى رتبة خاصة من الثدييات آكلة اللحوم المعروفة باسم Ursida، إلى جانب الدببة الكلبية المنقرضة من فصيلة Amphicyonidae.[28]
صنف ويسلي-هانت وفلين (2005) فصيلة الدببة كواحدة من تسع فصائل في رتبة كلبيات الشكل، أو آكلات اللحوم الشبيهة بالكلاب، ضمن رتبة آكلات اللحوم. أقرب أقارب الدببة الأحياء هم زعنفيات الأقدام، الكلبيات، وأشباه العرسيات.[29] تتألف الدببة الحديثة من ثمانية أنواع في ثلاث تحت فصائل: الپانداوات (وحيدة النمط مع الپاندا العملاقة)، الدببة قصيرة الوجه (وحيدة النمط مع الدب ذو النظارة)، والدببة الحقيقية (تحتوي على ستة أنواع مقسمة إلى جنس واحد-ثلاثة أجناس، اعتماداً على التصنيف). يُظهر تحليل الكروموسومات النووية أن النمط النووي لأنواع الدببة الستة متطابق تقريباً، حيث يحتوي كل منها على 74 كروموسوماً (انظر الدببة الهجين)، بينما تحتوي الپاندا العملاقة على 42 كروموسوماً والدب ذو النظارة على 52. يمكن تفسير هذه الأعداد الأصغر من خلال اندماج بعض الكروموسومات، وتتطابق أنماط الترابط على هذه الكروموسومات مع تلك الموجودة في أنواع الدببة، ولكنها تختلف عن أنماط الراكونيات، مما يدعم إدراج هذين النوعين في فصيلة الدببة بدلاً من فصيلة الراكونيات، حيث تم وضعها من قبل بعض التصنيفات السابقة.[22]
الصفات الخارجيّة
من الصفات الخارجيّة المألوفة لدى جميع فصائل الدببة الذيل القصير، بالإضافة إلى دقّة حواس الشمّ و السمع و مخالب خمسة غير قابلة للإرتداد، و فراء طويل أشعث و كثيف.للدببة أجساد ضخمة و قوائم قويّة تمكنها من الوقوف منتصبة، كما تمتلك أكف عريضة، خطوم طويلة، و أذنين مستديرتين.يستخدم الدب أسنانه للدفاع عن النفس و كأدوات، حيث يختلف إستعمالها بحسب حمية الدب، و تستخدم المخالب للتمزيق و الحفر و الإمساك.يظن بأن الدببة السوداء، كما غيرها من الفصائل، تقدر على تمييز الألوان مما يساعدها على التعرّف على الفاكهة و البندق.تمتلك الدببة من 32 إلى 42 سنّاً بحسب الفصيلة التي تنتمي إليها، ولا تعد هذه الأسنان مختصّة في قتل الفرائس كما في أسنان السنوريّات.تعتبر أنياب الدببة أصغر حجماً من أنياب اللواحم الأخرى، التي تظهر أنيابها طويلة و حادّة و متخصصة في قتل الطرائد، و عوضاُ عن ذلك فإنها تستخدمها للدفاع عن النفس و كأدوات.تكون أضراس الدب الطاحنة عريضة و مسطحة، و تستخدم لتمزيق و طحن المواد النباتيّة و تحويلها إلى قطع صغيرة. تمتلك الدببة أربعة قوائم ينتهي كل منها بخمسة مخالب حادّة غير قابلة للإرتداد على عكس السنوريّات، وتستخدم هذه المخالب لعدّة أغراض منها تسلّق الأشجار، فتح أعشاش النمل الأبيض و النحل، الحفر لإيجاد الجذور، أو إلتقاط الطريدة، حسب الفصيلة المعينة.تلقي الدببة بكامل وزنها على أخماص أقدمها عند المشي، على عكس معظم اللواحم الأخرى التي تميل للمشي على أصابعها، حيت يلمس الكعب الأرض و تستخدم المخالب للتوازن، وبالرغم من أن الدببة أبطأ من معظم اللواحم فإنها تقدر على العدو بسرعة تصل إلى 50 كلم في الساعة.غالباً ما يكون فراء الدب طويلاً و أشعث، و تختلف ألوانه بحسب الفصيلة حيث يتراوح من الأبيض، الأشقر أو القشديّ، الأسود و الأبيض، إلى الأسود الكلّي أو الأبيض الكلّي، وقد تختلف ألوان الفراء بداخل الفصيلة نفسها كما في حالة الدببة الأميركيّة السوداء التي تتراوح ألوانها من الأسود، البنيّ، الخمريّ، أو الأسود المزرقّ، كما و تمتلك بعض فصائل الدببة مثل دب الشمس و الدب أبو نظّارة علامات باهتة على وجهها أو صدرها. تكون ذكور الدببة من جميع الفصائل أضخم حجماً من الإناث، ولكن الإختلاف بين الأجناس يتباين و يظهر فارقه الضخم عند الفصائل الأكبر حجماً، فذكور الدببة القطبيّة قد تزن ضعفيّ وزن الإناث بينما تكون ذكور و إناث الفصائل الأصغر حجماً متماثلة في الوزن تقريباً.تمتد حياة الدب من حوالي 25 إلى 40 سنة،و من المعروف أن الدببة في البريّة تنفق في سنٍ أقل من تلك التي للدببة الأسيرة.
الموئل
تعيش الدببة في موائل مختلفة ومتنوعة تتراوح من المناطق الإستوائية إلى القطب الشمالي، ومن الغابات إلى الحقول الثلجية. الدببة حيوانات قارتة (آكلة للحوم والنباتات)، رغم أن بعض الفصائل تتخصص بحميةٍ معينة فقط مثل الدب القطبي، وتقتات الدببة في العادة على الثديّات الصغيرة، الجذور، البندق، والتوت، كما قد تقصد مجرىً مائيّاً لإصطياد الأسماك. تتنقّل الدببة لمسافاتٍ بعيدة في الغالب لإيجاد طعامها، وهي تصطاد في الغالب عند الغسق أو الفجر إلا إذا تواجد الإنسان على مقربةٍ منها.
السلوك
تعيش الدببة في الغالب حياة منفردة ماعدا الأمهات التي تعتني بصغارها، أو خلال موسم التزاوج عند إجتماع الذكور و الإناث.تؤلّف الدببة مجموعات صغيرة عندما يكون الطعام متوفراً بكثرة في منطقة صغيرة فقط، كما تفعل الدببة الألاسكيّة البنيّة (سلالة كودياك و السلالة الشيباء) عندمل تتجمّع في المنطقة ذاتها للإقتيات على سمك السلمون خلال هجرة السلمون السنويّة عندما تسبح الأسماك بعكس التيّار لتصل إلى أراضي تفريخها.تعيش سلالات و أنواع أخرى من الدببة حياةً منفردة حيث تتقاطع منطقة الذكر مع منطقة الأنثى و يدافع كل منهما عن منطقته ضدّ الجنس المثيل.تغادر الذكور اليافعة أمهاتها في الغالب لكي تععيش وحدها في منلطق أخرى، بينما تقطن الإناث في منطقة تتقاطع مع منطقة والدتها. تتنقّل الدببة عبر مناطق شاسعة للعثور على طعامها، وهي تتذكر جميع التفاصيل للمنطقة التي تغطيها ثمّ تعود لاحقاً إلى المواقع التي كان الطعام فيها وفيراً عبر المواسم أو السنين الماضية.تستطيع الدببة أن تتسلّق الأشجار سعياً وراء طريدة ما أو للحصول على بعض النباتات، ولا يشذّ عن هذه القاعدة سوى الديية القطبيّة و الدببة البنيّة البالغة التي يصعّب عليها وزنها تسلّق الأشجار.تعتبر فصائل الدببة الأكبر حجماً مثل الدب القطبيّ و الدب الأشيب (السلالة الشيباء للدب البنيّ) خطرة على الإنسان ولا سيما في المناطق التي إعتادت فيها على الإنسان، غير أن الدببة في العادة خجولة و تخاف من الإنسان بسهولة إلا أنها سوف تدافع عن جرائها بشراسة في حال إقتضى الأمر.
سلوك التزاوج
تعتبر فترة المغازلة لدى الدببة قصيرة جداً، وتتزاوج الدببة بشكلٍ موسميّ في العادة بعد إنتهاء فترة تعليق النشاط الشبيهة بالسبات. تولد الدياسم عمياء وصلعاء وبدون أسنان، وتولد الصغار في بطنٍ يتراوح عدد أفراده من 1 إلى 3 في العادة (عند الدببة البنيّة) وتبقى مع والدتها لموسمين كاملين.تبقى الدياسم تتغذّى على حليب والدتها طوال فترة مكوثها معها، و تخفّ هذه العادة تدريجيّاً مع نمو الجراء ثم تبدأ بتعلّم الصيد، وتعيش الدياسم مع والدتها لحوالي ثلاثة سنين إلى تدخل الدورة النزويّة مجدداً و تقوم بطردهم.تبلغ الدببة النضوج الجنسيّ في حوالي عامها الخامس إلى السابع، وهي إجمالاً مخلوقات متوحدة ولا تبقى بالقرب من بعضها لفترات طويلة، إلا أنه تمت ملاحظة إستثنائات معينة، فالأشقاء الذين إستقلّوا حديثاً عن والدتهم بالإضافة إلى الدببة شبه البالغة، ذات السن والرتبة نفسها، تمضي الكثير من الوقت في مجموعات.
التفاعل بين الدببة و الإنسان
الدببة متأقلمة كغيرها من حيوانات الغابات على المشي في الأراضي الحرجيّة و الوعرة من دون أن تصدر صوتاً، بالرغم من ضخامة حجمها، وهي تتواجد في بعض الأحيان على مقربة من البشر لكنها تبقى تتفاداها وغالباً ما تعي وجود الإنسان قبل أن يعي هذا الأخير وجودها، لذلك فإن النزاعات قليلة و متجنبة.تبقى الدببة حيوانات إنتهازيّة تقتات على أي نوع من الطعام بما فيها القمامة التي يتركها البشر، كما إنها تتقبّل الإطعام المتعمّد مما يجعلها أكثر خطورة و يزيد من فرصة و حدّة المواجهة.عندما يربط الدب بين الإنسان و الطعام خجله و خوفه الطبيعي من البشر و يصبح عائلاً، كما قد يصبح الدب خطراً على الإنسان عندما يعتبره خطراً على جرائه أو كمنافس له على طعامه، أما في حالة مواجهة مع دب فإن الخبراء ينصحون بأن يتراجع الشخص ‘لى الوراء عبر نفس الدرب التي جاء منها و يتكلم بصوتٍ علٍ حتى يشعر الدب بوجوده ولا يأخذه على حين غرّة، ونادراً ما سيقوم الدب بالمهاجمة عند هذه الحالة، وينصح بعض الخبراء الأخرون أن يستلقي المرء على الأرض و ينتظر حتى يفقد الدب إهتمامه أو إبقاء عائقاً ما حائلاً بين المرء و الدب كصخرة أو جذع ثخين.يكون الشخص في الغالب أكثر رشاقة و سرعة من الدب مما يعطيه الوقت كي يناور بالإختباء وراء حائل ما مما يسبب إحباطاً للدب و يفقده إهتمامه بالنهاية، و عند مواجة دب ينصح الخبراء بعدم النظر أبداً إلى عينيه لأن هذه النظرة تفسرها حيوانات كثيرة بأنها نظرة تحدّي و تهديد.
معلومات أخرى
يفترض بأن الدببة في الناطق الشماليّة تسبت شتاءً، وفي القرون الوسطى كان يعتقد بأنها تموت و تولد من جديد في الربيع.تدخل عدّة فصائل من الدببة فعلياً في مرحلة تسمّى بالسبات الشتويّ أو النوم الشتويّ، إلا أن هذا لا يعد سباتاً حقيقيّاً، ففي السبات الحقيقيّ تنخفض درجة حرارة الحيوان إلى التجمّد تقريباً و ينخفض معدّل دقّات قلبها بشكلٍ كبير إلا أن الحيوان يصحو من وقت لأخر حتى يبوّل و يتغوّط أو يأكل من الطعام الذي قام بتخزينه، أما بالنسبة للدببة فإن درجة حرارتها و معدّل دقات قلبها لا ينخفضان كثيراً كما أنها لا تستيقظ في العادة طوال فترة سباتها و بالتالي فإنها لا تأكل و تتبوّل و تتغوّط طوال هذه الفترة.تلد الإناث جرائها خلال هذه الفترة.قامت العديد من الدول حول العالم بسن قوانين لحماية الدببة من الصيادين أو من تدمير المساكن، أما في الأسر فقد تمّ تدريب الدببة على الرقص، الملاكمة، و ركوب الدرّاجات إلا أن هذا الأسخدام للحيوانات أصبح مثيراً للجدل في أواخر القرن العشرين.تعتبر دببة كودياك (سلالة كودياك للدب البنيّ) أكبر الأنواع، بل أكبر اللواحم على الأرض، على الرغم من أن الدببة القطبيّة أثقلها وزناً، وتعتبر دببة الشمس البالغ حجمها حجم الكلب أصغرها حجماً.
الدببة كأطعمة وعلاج
يستمتع العديد من الناس بإصطياد وأكل الدببة خصوصاً في جنوب شرق آسيا حيث تعتبر أكف الدب من الأطباق الفاخرة، كما ويستخدم العديد من الناس في الصين، اليابان وكوريا أعضاءً وإفرازات من الدببة(المثانة والمرارة بشكلٍ خاص) في الطب التقليدي الصينيّ حيث أن هناك مزارع متخصصة في الصين وفيتنام وكوريا متخصصة في تربية "دببة المرارة" لإستخراج الإفرازات منها.
المصادر
- ^ Kemp, T.S. (2005). The Origin and Evolution of Mammals. Oxford University Press. p. 260. ISBN 978-0-19-850760-4.
- ^ أ ب ت ث Banyue, Wang; Zhanxiang, Qiu (2005). "Notes on Early Oligocene Ursids (Carnivora, Mammalia) from Saint Jacques, Nei Mongol, China" (PDF). Bulletin of the American Museum of Natural History. 279 (279): 116–124. doi:10.1206/0003-0090(2003)279<0116:C>2.0.CO;2. S2CID 26636569. Archived (PDF) from the original on 2009-03-26.
- ^ Tedford, R.H.; Barnes, L.G.; Ray, C.E. (1994). "The early Miocene littoral ursoid carnivoran Kolponomos: Systematics and mode of life" (PDF). Proceedings of the San Diego Society of Natural History. 29: 11–32. Archived from the original (PDF) on 22 سبتمبر 2012.
- ^ Tedford, R.H.; Barnes, L.G.; Ray, C.E. (1994). "The early Miocene littoral ursoid carnivoran Kolponomos: Systematics and mode of life" (PDF). Proceedings of the San Diego Society of Natural History. 29: 11–32. Archived from the original (PDF) on 22 September 2012. Retrieved 24 July 2010.
- ^ أ ب Rybczynski, N.; Dawson, M.R.; Tedford, R.H. (2009). "A semi-aquatic Arctic mammalian carnivore from the Miocene epoch and origin of Pinnipedia". Nature. 458 (7241): 1021–1024. Bibcode:2009Natur.458.1021R. doi:10.1038/nature07985. PMID 19396145. S2CID 4371413.
- ^ أ ب Berta, A.; Morgan, C.; Boessenecker, R.W. (2018). "The Origin and Evolutionary Biology of Pinnipeds: Seals, Sea Lions, and Walruses". Annual Review of Earth and Planetary Sciences. 46: 203–228. Bibcode:2018AREPS..46..203B. doi:10.1146/annurev-earth-082517-010009. S2CID 135439365.
- ^ Hunt, R.M. Jr.; Barnes, L.G. (1994). "Basicranial evidence for ursid affinity of the oldest pinnipeds" (PDF). Proceedings of the San Diego Society of Natural History. 29: 57–67.
- ^ Lento, G.M.; Hickson, R.E.; Chambers, G.K.; Penny, D. (1995). "Use of spectral analysis to test hypotheses on the origin of pinnipeds". Molecular Biology and Evolution. 12 (1): 28–52. doi:10.1093/oxfordjournals.molbev.a040189. PMID 7877495.
- ^ Wang, X.; McKenna, M.C.; Dashzeveg, D. (2005). "Amphicticeps and Amphicynodon (Arctoidea, Carnivora) from Hsanda Gol Formation, central Mongolia and phylogeny of basal arctoids with comments on zoogeography". American Museum Novitates (3483): 1–58. doi:10.1206/0003-0082(2005)483[0001:AAAACF]2.0.CO;2. hdl:2246/5674. S2CID 59126616.
- ^ Higdon, J.W.; Bininda-Emonds, O.R.; Beck, R.M.; Ferguson, S.H. (2007). "Phylogeny and divergence of the pinnipeds (Carnivora: Mammalia) assessed using a multigene dataset". BMC Evolutionary Biology. 7 (1): 216. Bibcode:2007BMCEE...7..216H. doi:10.1186/1471-2148-7-216. PMC 2245807. PMID 17996107.
- ^ Waits, Lisette (1999). "Rapid radiation events in the family Ursidae indicated by likelihood phylogenetic estimation from multiple fragments of mtDNA" (PDF). Molecular Phylogenetics and Evolution. 13 (1): 82–92. Bibcode:1999MolPE..13...82W. doi:10.1006/mpev.1999.0637. PMID 10508542. Archived from the original (PDF) on 3 سبتمبر 2015.
- ^ Pàges, Marie (2008). "Combined analysis of fourteen nuclear genes refines the Ursidae phylogeny". Molecular Phylogenetics and Evolution. 47 (1): 73–83. Bibcode:2008MolPE..47...73P. doi:10.1016/j.ympev.2007.10.019. PMID 18328735.
- ^ أ ب ت Krause, J.; Unger, T.; Noçon, A.; Malaspinas, A.; Kolokotronis, S.; Stiller, M.; et al. (2008). "Mitochondrial genomes reveal an explosive radiation of extinct and extant bears near the Miocene-Pliocene boundary". BMC Evolutionary Biology. 8 (220): 220. Bibcode:2008BMCEE...8..220K. doi:10.1186/1471-2148-8-220. PMC 2518930. PMID 18662376.
- ^ Abella, Juan; Alba, David M.; Robles, Josep M.; et al. (2012). "Kretzoiarctos gen. nov., the Oldest Member of the Giant Panda Clade". PLOS ONE. 7 (11) e48985. Bibcode:2012PLoSO...748985A. doi:10.1371/journal.pone.0048985. PMC 3498366. PMID 23155439.
- ^ Soibelzon, L. H.; Tonni, E.P.; Bond, M. (2005). "The fossil record of South American short-faced bears (Ursidae, Tremarctinae)" (PDF). Journal of South American Earth Sciences. 20 (1–2): 105–113. Bibcode:2005JSAES..20..105S. doi:10.1016/j.jsames.2005.07.005. hdl:10915/5366.
- ^ Qiu Zhanxiang (2003). "Dispersals of Neogene Carnivorans between Asia and North America" (PDF). Bulletin of the American Museum of Natural History. 279 (279): 18–31. doi:10.1206/0003-0090(2003)279<0018:C>2.0.CO;2. S2CID 88183435. Archived (PDF) from the original on 26 March 2009.
- ^ Ward & Kynaston 1995, pp. 74–77
- ^ Liu, Shiping; Lorenzen, Eline D.; Fumagalli, Matteo; Li, Bo; Harris, Kelley; Xiong, Zijun; et al. (2014). "Population genomics reveal recent speciation and rapid evolutionary adaptation in Polar Bears". Cell. 157 (4): 785–794. doi:10.1016/j.cell.2014.03.054. PMC 4089990. PMID 24813606.
- ^ أ ب Flynn, J.J.; Finarelli, J.A.; Zehr, S.; Hsu, J.; Nedbal, M.A. (2005). "Molecular phylogeny of the Carnivora (Mammalia): Assessing the impact of increased sampling on resolving enigmatic relationships". Systematic Biology. 54 (2): 317–337. doi:10.1080/10635150590923326. PMID 16012099.
- ^ Law, Chris J.; Slater, Graham J.; Mehta, Rita S. (2018-01-01). "Lineage Diversity and Size Disparity in Musteloidea: Testing Patterns of Adaptive Radiation Using Molecular and Fossil-Based Methods". Systematic Biology. 67 (1): 127–144. doi:10.1093/sysbio/syx047. PMID 28472434.
- ^ Yu, Li; Li, Yi-Wei; Ryder, Oliver A.; Zhang, Ya-Ping (2007). "Analysis of complete mitochondrial genome sequences increases phylogenetic resolution of bears (Ursidae), a mammalian family that experienced rapid speciation". BMC Evolutionary Biology. 7 (198): 198. Bibcode:2007BMCEE...7..198Y. doi:10.1186/1471-2148-7-198. PMC 2151078. PMID 17956639.
- ^ أ ب Servheen, C.; Herrero, S.; Peyton, B. (1999). Bears: Status Survey and Conservation Action Plan (PDF). IUCN. pp. 26–30. ISBN 978-2-8317-0462-3. Archived (PDF) from the original on 2022-10-09. خطأ استشهاد: وسم
<ref>غير صالح؛ الاسم "Servheen1999" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. - ^ Kumar, V.; Lammers, F.; Bidon, T.; Pfenninger, M.; Kolter, L.; Nilsson, M. A.; Janke, A. (2017). "The evolutionary history of bears is characterized by gene flow across species". Scientific Reports. 7 46487. Bibcode:2017NatSR...746487K. doi:10.1038/srep46487. PMC 5395953. PMID 28422140.
- ^ McLellan, B.; Reiner, D.C. (1992). "A review of bear evolution". International Association for Bear Research and Management. 9 (1): 85–96. doi:10.2307/3872687. JSTOR 3872687. S2CID 91124592.
- ^ de Bonis, L. (2011). "A new species of Adelpharctos (Mammalia, Carnivora, Ursidae) from the late Oligocene of the "Phosphorites du Quercy" (France)". Estudios Geológicos. 67 (2): 179–186. doi:10.3989/egeol.40553.181.
- ^ Louis De Bonis (2013). "Ursidae (Mammalia, Carnivora) from the Late Oligocene of the "Phosphorites du Quercy" (France) and a reappraisal of the genus Cephalogale Geoffroy, 1862". Geodiversitas. 35 (4): 787–814. Bibcode:2013Geodv..35..787B. doi:10.5252/g2013n4a4. S2CID 131561629.
- ^ Qiu, Zhan-Xiang; et al. (2014). "A Late Miocene Ursavus skull from Guanghe, Gansu, China". Vertebrata PalAsiatica. 52 (3): 265–302.
- ^ أ ب ت McKenna, M.C.; Bell, S. (1997). Classification of nammals above the species level. New York: Columbia University Press. ISBN 978-0-231-52853-5.
- ^ Wesley-Hunt, G. D.; Flynn, J. J. (2005). "Phylogeny of the Carnivora: Basal relationships among the Carnivoramorphans, and assessment of the position of 'Miacoidea' relative to Carnivora". Journal of Systematic Palaeontology. 3 (1): 1–28. Bibcode:2005JSPal...3....1W. doi:10.1017/S1477201904001518. S2CID 86755875.