أدرينالين

(تم التحويل من إپي‌نفرين)

أدرينالين بالإنجليزية: Adrenaline، أو إپينفرين Epinephrine ، هو هرمون تفرزه الغدة الكظرية ، حيث ينتج في الخلايا أليفة الكروم في لب الكظر ، وهو يعمل على تحضير الجسم للمجهود أو التوتر في حالة الخوف مثلا أو الإثارة. للأدرينالين تأثير معاكس للإنسولين ، يطلق عند إنخفاض مستوى السكر في الدم.

أدرينالين
Adrenaline chemical structure.png
Epinephrine-3d-CPK.png
البيانات السريرية
فئة السلامة
أثناء الحمل
  • AU: A
مسارات
الدواء
IV, IM, endotracheal
رمز ATC
الحالة القانونية
الحالة القانونية
  • AU: S4 (Prescription only)
  • UK: POM (Prescription only)
  • US: ℞-only
بيانات الحركية الدوائية
التوافر الحيويNil (oral)
الأيضadrenergic synapse (MAO and COMT)
Elimination half-life2 minutes
الإخراجn/a
المعرفات
رقم CAS
PubChem CID
DrugBank
CompTox Dashboard (EPA)
ECHA InfoCard100.000.090 Edit this at Wikidata
Chemical and physical data
التركيبC9H13NO3
الكتلة المولية183.204 g/mol

في الإنسان العديد من الغرائز والأحاسيس، فهو يتأثر بما يجري حوله، ويتفاعل بما يشاهد ويسمع من الآخرين، فيضحك ويبكي، ويفرح ويحزن، ويرضى ويغضب، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية.

ومن الأدوية الهامة لعلاج الغضب، والتخفيف من حدته، أن يُغيَّر الإنسانُ الوضعَ الذي كان عليه حال الغضب، من القيام إلى القعود، أو الاضطجاع، فما هي الغدة التي تنفعل عند الغيظ والغضب والخوف.

الغدة النخامية وتلك الغدة التي تزن حوالي نصف جرام (حجم الحمصة الصغيرة) تفرز العديد من هرمونات رئيسية في الدم تحمل الأوامر المباشرة إلى كل الغدد الهرمونية الموجودة في الجسم، وبذلك تُجري تبنيها لتلك الغدد الأخرى؛ لتفرز هرموناتها فورًا في الدم.

والغدة الرئيسية التي تنفعل عند الغيظ والغضب والحقد والخوف هي غدة الأدرينال (فوق الكلية):

وتفرز العديد من الهرمونات التي تؤثر في عمليات التمثيل في الجسم . ومن ضمن هذه الهرمونات :

الأدرينالين Adrenaline والنورادينالين Noraderanaline

فهرمون الأدرينالين يكون إفرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي، كالخوف أو الغضب، وقد يفرز أيضاً لنقص السكر، وعادة ما يُفْرَز الهرمونان معاً.

مستقبلات الأدرينالين


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وظائفه في الجسم

للأدرينالين تأثير معاكس للانسولين، يطلق عند انخفاض مستوى السكر في الدم وذلك عن طريق تحول جلايكوجين الكبد إلي جلوكوز في الدم. كما يعمل علي توسيع الأوعية الدموية في الجلد والعضلات وذلك لإتاحة الفرصة لتوصيل الدم الكافي لها وبالتالي تزويد العضلات بالأوكسجين. كما يعمل علي زيادة نبضات القلب.[1]

يعمل الأدرينالين كناقل عصبي ويؤثر في الجهاز العصبي السمبثاوي " القلب، الرئتين، الأوعية الدموية، المثانة ". وهذا الناقل العصبي يُطلق استجابة إلى أي ضغوط وترتبط بمجموعة خاصة من البروتينات تُسمى مستقبلات الفعل الأدرينالي. وبالتالي يصبح الأنسان شديد الخوف

تأثير الأدرينالين على الجسم

إن الانفعالات الشديدة والضغوط التي يتعرض لها الإنسان كالخوف والغضب يحرض الغدة النخامية على إفراز هرمونها المحرض لإفراز كل من الأدرينالين والنور أدرينالين من قبل الغدة الكظرية، الذي يؤدي إفرازه في الدم إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية حيوية مذهلة، إنه يهيئ الجسم لقوى رهيبة؛ وذلك استجابة لإشارة التهديد الصادرة من الغضب والغيظ والحقد، وتقوم أيضا غدة "الأدرينال" بإفراز هرمونات القشرة مثل هرمون "الكورتيزون"؛ لإعداد الجسم بيولوجيا للدفاع عن الإرهاق النفسي بأشكاله المختلفة.كما تقوم الأعصاب الودية على إفراز النور أدرينالين.

إن ارتفاع هرمون النور أدرينالين في الدم يؤدي إلى تسارع دقات القلب، وهذا ما يشعر به الإنسان حين الانفعال، والذي يجهد القلب وينذر باختلاطات سيئة. فهو يعمل على رفع الضغط الدموي بتقبيضه للشرايين والأوردة الصغيرة، كما أن الارتفاع المفاجئ للضغط قد يسبب لصاحبه نزفاً دماغياً صاعقاً يؤدي إلى إصابة الغضبان بالفالج، وقد يصاب بالجلطة القلبية أو الموت المفاجئ، وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجئ. وكلنا يسمع بتلك الحوادث المؤلمة التي تنتج عن لحظات غضب.

هذا وإن ارتفاع النور أدرينالين في الدم يحرر الجليكوجين من مخازنه في الكبد ويطلق سكر العنب مما يرفع السكر الدموي، إذ من المعلوم أن معظم حوادث الداء السكري تبدأ بعد انفعال شديد لحزن أو غضب. أما ارتفاع الأدرينالين فيزيد من عمليات الإستقلاب الأساسي ويعمل على صرف كثير من الطاقة المدخرة مما يؤدي إلى شعور المنفعل أو الغَضِبْ بارتفاع حرارته وسخونة جلده . كما ترتفع شحوم الدم مما يؤهب لحدوث التصلب الشرياني ومن ثم إلى حدوث الجلطة القلبية أو الدماغية، كما يؤدي زيادة هذا الهرمون إلى تثبيط حركة الأمعاء ومن ثم إلى حدوث الإمساك الشديد. وهذا هو سبب إصابة ذوي المزاج العصبي بالإمساك المزمن.

ويزداد أثناء ثورات الغضب إفراز الكورتيزول من قشر الكظر مما يؤدي إلى زيادة الدهون في الدم على حساب البروتين، ويحل الكورتيزول النسيج اللمفاوي مؤدياً إلى نقص المناعة وإمكانية حدوث التهابات جرثومية متعددة، وهذا ما يعلل ظهور التهاب اللوزات الحاد عقب الانفعال الشديد، كما يزيد الكورتيزول من حموضة المعدة وكمية الببسين فيها مما يهيء للإصابة بقرحة المعدة أو حدوث هجمة حادة عند المصابين بها بعد حدوث غضب عارم.



إكتشافه

يعود الفضل في إكتشاف الأدرينالين إلى الكيميائي الياباني جوكيتشي تاكامينه " Jokichi Takamine ". فلقد تم استخلاص L – adrenaline من لب الكظر " adrenal meddula " من خلال مجموعتين مستقلة وهما " Takamine وَ Aldrich and von Furth "في عامي 1900 و 1901 م . وكان أول هرمون يتم استخلاصه بشكل متبلور .. وتم تعيين وتحديد التركيب الكيميائي له من خلال Jowett ومن ثم قام العالم Stolz بتحديد الشكل والتركيب الكيميائي له في عام 1904 م . و لقد وظفّ الكيميائي " تاكامينه " رفيقه الياباني " Keizo Uenaka " معه في المعمل و الذي يعتبر بحق هو أول من استخلص الأدرينالين .. ففي احدى الليالي كان " Keizo Uenaka " بمفرده في المعمل ، و اكتشف " Uenaka " الشكل البلوري للأدرينالين. وسبب أن " تاكامين " يعود له الفضل في هذا الإكتشاف ذلك لأنه في الخامس من نوفمبر عام 1900 م عمل على براءة اختراع باسم " Gandular Extractive Product " .. وبعدها بعدة شهور قدم تاكامين الوثيقة الأولى إلى الجمعية الطبية في نيوريورك ووثيقة أخرى إلى الجمعية الكيميائية الصناعية في عام 1901م ... وفي هذه الأوراق كتب تاكامين عن إكتشافاته العلمية التي كان يعمل عليها في المعمل .. ونتيجة لذلك أصبح لـ " تاكمين " الأحقية في استخدام الأدرينالين كماركة تجارية ..

ويُعرف أيضاً بــ :-

Epinephrin ، Vasotonim ، Epitrate ، Exadrin ، Glucosan ، Glycirenan ، Hemisine ، Hypernephrin ، Biorenine ، Bosmin ، Brevirenin ، Bronkaid mist .

 
Epinephrine is synthesized from norepinephrine in a synthetic pathway shared by all catecholamines.

وقد لاحظ الباحثون التشابه الكبير بين التأثير الناجم عن حقن خلاصة الكظر والتأثير التالي لتنبيه الأعصاب الودية sympathic وافتُرِض لذلك أن الأعصاب الودية تحرّر عند تنبيهها مادة شبيهة بالأدرينالين. وتتابعت الاكتشافات على يد الكثير من العلماء وعرف أن للأدرينالين نظيراً يسمى النورادرينالين noradrenaline أو الأدرينالين العصبي أو النورابينفرين norepinephrine يختلف عنه قليلاً في البنية الكيمياوية ويشابهه في معظم تأثيراته. يكوّن الأدرينالين 80٪ من الهرمون المفرز من لب الكظرين, في حين يكوّن النورادرينالين النسبة الباقية. وبالعكس فإِن المادة المحررة من النهايات العصبية للجملة الودية تتكون من النورادرينالين بوجه رئيس ولا يكوّن الأدرينالين فيها أي نسبة مهمة. ينشأ الأدرينالين والنورادرينالين في البدن من الحمض الأميني المسمى التيروزين الذي يستقلب في الكظر والجملة العصبية في تسلسل معين ليولد مجموعة العوالم الكيمياوية المسماة بالكاتيكولامينات catecholamines ومن عناصر هذه المجموعة مادة النورادرينالين التي ينشأ منها الأدرينالين بإِضافة زمرة كيمياوية واحدة.

الخصائص الكيمائية

  • الصيغة الكيميائية : C9H13NO3
  • الوزن الجزيئي : 21،183 جم / مول
  • درجة الإنصهار : 211-215 س .
  • الذائبية في الماء : 0،01 جم / 100 مل عند 18 س .
  • حرارة التكوين : - 17،439 كيلوجول / مول .
  • الإستقطاب الجزيئي : 18،676 .
  • المظهر : أبيض ، على هيئة بودرة بيضاء و يتحول بالتدريج إلى اللون البني عندما يتعرض إلى الضوء أو الهواء .
  • الفاعلية : حساس جداً جداً للضوء والهواء ..
  • أنواع الروابط الموجودة في المركب : روابط تساهمية.
  • التركيب بالوزن :

كربون = 59 % . هيدروجين = 15،7 % النيتروجين = 65،7 % الأكسجين = 20، 26 %

وينتمي هرمون الأدرينالين إلى عائلة الكاتيكول أمين " catecholamine " ..

غدة الأدرينال

غدة الأدرينال (فوق الكلية) ، يبلغ طولها بوصتان ، وعرضها بوصة، ووزنها أوقية تقريبًا، وتتكون من قسمين:

القشرة واللب (مثل قشرة البندق ولُبها)، وكل قسم يفرز الهرمونات الخاصة به، وتفرز القشرة العديد من الهرمونات التي تؤثر في عمليات التمثيل في الجسم.

كذلك يفرز لب الأدرينال هرمونين: الأدرينالين Adrenalin والنورادينالين Noraderanalin. وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب، فتضطرب، وتتسارع، وتتقلص معه عضلة القلب، ويزداد استهلاكها للأوكسجين، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم، وبالتالي زيادة ضربات القلب، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ولذلك ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين، أن يتجنبوا الانفعالات والغضب، وأن يبتعدوا عن مسبباته ، وكذلك مرضى السكر، لأن الأدرينالين يزيد من سكر الدم.


تصنيع الأدرينالين

يتم اصطناع الأدرينالين في الخلايا أليفة الكروم في لب الكظر ، والتي سميت هكذا لأنها تحوي الحبيبات التي بتعرضها لثنائي كرومات البوتاسيوم ـ تنشر اللون البني المحمر ، وتوجد تجمعات أيضاً لهذه الخلايا أيضاً في القلب ، الكبد والكلية ..

فيتم تتصنيعه في عدة خطوات وهي :-

يتكوّن في البداية 3,4-dihydroxy-chloroacetophenone من خلال تفاعل pyrochatechol مع chloro- acetylchloride في وجود phosphorchloridoxide .

ومن ثم يتحول إلى أدرينالون adrenalone بواسطة الميثيل أمين methylamine ويُختزل إلى الأدرينالين adrenaline .

<color=darkred>التصنيع الحيوي للأدرينالين :</color>

ويتم ذلك في عدة خطوات و يدخل في تصنيعه خمس إنزيمات وهي :-


1- phynylalanine-hydroxylase. 2-Tyrosine-hydroxylase. 3- Aromatic amino-acid decarboxylase. 4- dopamine-hydroxylase. 5- phenylethanolamine-N-methyl-transferase.

التمثيل والأيض

يعتبر الأدرينالين هرمون وكذلك يعتبر أيضاً ناقل عصبي . وكأي مادة تقوم بنقل النبضات في أوقات قصيرة جداً، لابد أن يكون هناك من ينشطها أو يبطل مفعولها بسرعة وبفعالية.

والإنزيمات المسؤولة عن التحلل السريع والفعال للأدرينالين هي :


Catecholamine-O-methyltransferase (COMT) Monoaminoxidase (MAO)

الأدرينالين كهرمون

للأدرينالين تأثير معاكس للإنسولين .. ويُطلق عندما ينخفض مستوى السكر في الدم ... وذلك بسبب ارتباطه بالمستقبلات الفعل الادرينالي " adrenergic receptors " فينبّه إنزيم " adenylatcyclase cascade ( cAMP cascade ) " . وتؤثر هذه السلسلة النشطة في تحريك ونقل الجلايكوجين والأنسجة الدهنية. وبشكل عام تزيد من عملية الأيض ...و الارتفاع الناتج في سكر الدم يمكنه من اختمار الجلوكوز في العضلات. والأدرينالين يقوي هذه التأثيرات ، وذلك لأنه يزيد من إفراز الجلوكاجون " هرمون له نفس تأثير الأدرينالين " ويقلل من اطلاق الإنسولين ...

ويكون مستوى كل من الأدرينالين والنورادرينالين منخفضاً في الدم في الظروف العادية, ولكنهما يزدادان في البدن بسرعة استجابةً للحالات التي تستدعي رفع استعداد الجسم للقيام بمهام إِضافية أو استثنائية كالاستعداد لمباراة رياضية أو مواجهة خطر محدق, أو في حالات هبوط الضغط الشرياني أو النزف أو نقص الأكسجين أو تدني سكر الدم أو التعرض للبرد الشديد وذلك بهدف حماية البدن من هذه الاختلالات الخطيرة التي تؤثر في سلامته. ويطلق أحياناً على دور الأدرينالين وتأثيراته اسم منعكس الدفاع «قاتِلْ أو اهرب» flight or fight لأنه يرمي إِلى زيادة قدرة الجسم على مواجهة الطوارئ أو تمكينه من الابتعاد عنها. يؤدي الأدرينالين والنورادرينالين دورهما هذا عن طريق تأثيرات تقود في محصلتها إِلى رفع الضغط الشرياني وزيادة التروية الدموية للدماغ والقلب والعضلات الإِرادية المخططة وزيادة توفر الوقود الجاهز المكوّن من الغلوكوز والحموض الدسمة الحرة لاستعمال هذه الأعضاء خاصة, كما يزيدان من درجة الوعي والتيقظ في الدماغ.

يوجد للأدرينالين والنورادرينالين مستقبلات نوعية على أغشية خلايا البدن يطلق عليها اسم المستقبلات الأدرينالية adrenoceptors وهي من نوعين رئيسيين هما: المستقبلة ألفا والمستقبلة بيتا, وسواء وصل الأدرينالين أو النورادرينالين إِلى خلايا الجسم من لب الكظر عن طريق الدم أو من المادة المحررة عند النهايات العصبية للجملة الودية فهما يرتبطان أولا بهذه المستقبلات لتنبيهها لتقوم بدورها بتفعيل الآليات الخلوية المرتبطة بها.

يختلف عدد نوعي المستقبلات ونسبتها في أعضاء الجسم ومناطقه المختلفة, وهذا ما يحدد نوع الأثر الناشئ عن تزايد نسبة الأدرينالين والنورادرينالين في الدم أو تنبيه الأعصاب الودية. وبوجه عام فإِن تنبيه المستقبلات ألفا, وهي الغالبة في الأوردة وشرايين الجلد والأمعاء, يؤدي إِلى تقبّض جدران هذه الأوعية وتضيّق فتحتها, في حين يؤدي تنبيه المستقبلات بيتا الموجودة بكثرة في القصبات الهوائية والشرايين المغذية للعضلات المخططة إِلى استرخاء جدرانها وتوسع فتحتها. أما تنبيه المستقبلات الأدرينالية القلبية, وهي من النوع بيتا, فيؤدي إِلى زيادة النتاج القلبي عن طريق تسريع القلب وزيادة قوة تقلص العضلة القلبية. وتوجد المستقبلات بيتا في الكبد والنسيج الدهني ويؤدي تفعيلها إِلى زيادة تفكك الجليكوجين والدسم إِلى مكوناتهما البنائية وبالتالي رفع مستوىالجلوكوز والحموض الدسمة الحرة في الدم. وتؤدي هذه التأثيرات مجتمعة إِلى ارتفاع الضغط الشرياني (بسبب زيادة النتاج القلبي والعود الوريدي وتقبّض الأوعية المحيطية) وتسهيل التهوية الرئوية وزيادة التروية الدموية للأعضاء الرئيسة في الجسم وتوفير الوقود اللازم لها لتقوم بمهامها العادية والاستثنائية.

الأدرينالين كناقل عصبي

يعمل الأدرينالين كناقل عصبي ويؤثر في الجهاز العصبي السمبثاوي " القلب ، الرئتين ، الأوعية الدموية ، المثانة " . وهذا الناقل العصبي يُطلق استجابة إلى أي ضغوط وترتبط بمجموعة خاصة من البروتينات تُسمى مستقبلات الفعل الأدرينالي " adrenergic receptors ". ويوجد نوعان من هذه المستقبلات وتأثيرها هو: زيادة في قوة نبضات القلب ، اتساع الشعب الهوائية والحدقة ، قابض للأوعية ، يقلل من زمن تجلط الدم.

الاستخدامات الطبية

من فوائد الأدرينالين هو مساعدتنا في مواجهة المواقف الصعبة و الخطرة والتي تتطلب منا ردة فعل سريعة .. مثل الهروب من حيوان مفترس ...

وكذلك يستخدم الأدرينالين في الطب مثل :

المساعدة في الجراحة وذلك للتحكم في النزف ، منبّه للقلب ، مضاد للتشنج في المصابين بالربو ، وفي طب التوليد ، ويستخدم في المساعدة اغماءات مرض نقس السكر في الدم ، وكترياق في تفاعلات الحساسية ، وبعض الحمى " مثل حمى الكلا "

كما يستعمل الأدرينالين المستحصل من الكظر والمنقى مخبرياً أو مشتقاته الصنعية استعمالاً سريرياً واسعاً. يحقن الأدرينالين إِسعافياً في الوريد في بعض حالات الصدمة لرفع ضغط الدم وتحسين تروية الدماغ والقلب بتحويل الدم عن الجلد والأمعاء وكذلك لرفع سكر الدم, وقد يحقن الأدرينالين مباشرة في القلب في حالات الموت الظاهر كحل أخير قد يعيد للمصاب حياته. يستعمل الأدرينالين أيضاً مرقئاً موضعياً ومخففاً للاحتقان الأنفي في الحالات الأرجية.

تتصف مشتقات الأدرينالين الصنعية الحديثة بتأثيرها في أحد نوعي المستقبلات الأدرينالية فقط أو بوجودها في تركيبات دوائية تسمح بحصر تأثيرها تقريباً في المستقبلات الموجودة في جهاز معين, وأفضل مثال على ذلك المستحضرات النوعية المنبهة للمستقبلات بيتا المستعملة في معالجة ]]الربو القصبي]] لتوسيع القصبات الهوائية, وتعطى هذه الأدوية بالإِرذاذ في الفم لتصل إِلى هدفها في جدران القصبات بسرعة وبتركيز كافٍ من دون أن يزيد مستواها كثيراً في الدم وتحقق الراحة للمريض من دون أن تجهد قلبه.[2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأدرينالين والإنفعال العصبي

إن الانفعالات الشديدة والضغوط التي يتعرض لها الإنسان كالخوف والغضب يحرض الغدة النخامية على إفراز هرمونها المحرض لإفراز كل من الأدرينالين والنور أدرينالين من قبل الغدة الكظرية، الذي يؤدي إفرازه في الدم إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية حيوية مذهلة، إنه يهيئ الجسم لقوى شيطانية رهيبة؛ وذلك استجابة لإشارة التهديد الصادرة من الغضب والغيظ والحقد، وتقوم أيضا غدة "الأدرينال" بإفراز هرمونات القشرة مثل هرمون "الكورتيزون"؛ لإعداد الجسم بيولوجيا للدفاع عن الإرهاق النفسي بأشكاله المختلفة.كما تقوم الأعصاب الودية على إفراز النور أدرينالين.

إن ارتفاع هرمون النور أدرينالين في الدم يؤدي إلى تسارع دقات القلب، وهذا ما يشعر به الإنسان حين الانفعال، والذي يجهد القلب وينذر باختلاطات سيئة. فهو يعمل على رفع الضغط الدموي بتقبيضه للشرايين والأوردة الصغيرة، كما أن الارتفاع المفاجئ للضغط قد يسبب لصاحبه نزفاً دماغياً صاعقاً يؤدي إلى إصابة الغضبان بالفالج، وقد يصاب بالجلطة القلبية أو الموت المفاجئ، وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجئ. وكلنا يسمع بتلك الحوادث المؤلمة التي تنتج عن لحظات غضب.

هذا وإن ارتفاع النور أدرينالين في الدم يحرر الجليكوجين من مخازنه في الكبد ويطلق سكر العنب مما يرفع السكر الدموي، إذ من المعلوم أن معظم حوادث الداء السكري تبدأ بعد انفعال شديد لحزن أو غضب. أما ارتفاع الأدرينالين فيزيد من عمليات الإستقلاب الأساسي ويعمل على صرف كثير من الطاقة المدخرة مما يؤدي إلى شعور المنفعل أو الغَضِبْ بارتفاع حرارته وسخونة جلده . كما ترتفع شحوم الدم مما يؤهب لحدوث التصلب الشرياني ومن ثم إلى حدوث الجلطة القلبية أو الدماغية، كما يؤدي زيادة هذا الهرمون إلى تثبيط حركة الأمعاء ومن ثم إلى حدوث الإمساك الشديد. وهذا هو سبب إصابة ذوي المزاج العصبي بالإمساك المزمن.

ويزداد أثناء ثورات الغضب إفراز الكورتيزول من قشر الكظر مما يؤدي إلى زيادة الدهون في الدم على حساب البروتين، ويحل الكورتيزول النسيج اللمفاوي مؤدياً إلى نقص المناعة وإمكانية حدوث التهابات جرثومية متعددة، وهذا ما يعلل ظهور التهاب اللوزات الحاد عقب الانفعال الشديد، كما يزيد الكورتيزول من حموضة المعدة وكمية الببسين فيها مما يهيء للإصابة بقرحة المعدة أو حدوث هجمة حادة عند المصابين بها بعد حدوث غضب عارم.

وقد أثبتت البحوث الطبية الحديثة وجود علاقة وثيقة بين الانفعالات النفسية ومنها الغضب وبين الإصابة بالسرطان. وتمكن العلم أن يبين مدى خطورة الإصابات السرطانية على إنسان القرن العشرين، قرن القلق النفسي، وأكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من انفعالات نفسية مريرة بصورة مستمرة يموتون بالسرطان باحتمال نسبي أكبر. فالانفعالات النفسية تولد اضطراباً هرمونياً خطيراً في الغدد الصماء يؤدي إلى تأرجح في التوازن الهرموني بصورة دائمة، هذا التأرجح يساعد على ظهور البؤرة السرطانية في أحد أجهزة البدن.

ويرى بعضهم أن التأثيرات التي تحصل في البدن نتيجة الغضب الشديد والذي يسبب فيضاً هرمونياً تؤدي إلى ما يشبه التماس الكهربائي داخل المنزل بسبب اضطراب الدارة الكهربائية، وما ينتج عن ذلك من تعطل في كافة أجزاء الدارة الكهربائية.

أبحاث طبية

في ديسمبر 2020، أفادت دراسة طبية نُشرت في دورية ساينس ترانسشنال مديسن، بأن التوتر يزيد من إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول، التي تتسبب في إطلاق مُعدلات لپروتين S100A8/A9، الذي بتسبَّب في زيادة نسبة الجزيئات الدهنية التي تدفع الخلايا السرطانية إلى النشاط من جديد، فيؤدي لمعاودة السرطان للمرضى المتعافين.[3]

المصادر

  1. ^ كتاب علم التشريح ووظائف الأعضاء، الأكادمية الدولية للعلوم الصحية
  2. ^ عصام مارديني. "الأدرينالين". الموسوعة العربية.
  3. ^ "هرمونات التوتر توقظ خلايا السرطان النائمة". ساينتفك أمريكان. 2020-12-09. Retrieved 2020-12-09.


قالب:Adrenergic and dopaminergic agents